* التونسيون في مقدمة زبائن محلات سيدي جليس  
أثارت ظاهرة سرقة التراث و اقتناء الأزياء التقليدية الجزائرية من قبل نشطاء في العالم الافتراضي جدلا واسعا، ما دفع الكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب فنانين و إعلاميين، إلى الدعوة لحماية تراثنا من السرقة، مشيرين إلى أن قندورة القطيفة القسنطينية و البلوزة الوهرانية و الحايك و الحلي التقليدية و غيرها تقدم في معارض أوروبية على أنها مغربية، كما شنوا حملة ضد حسابات فايسبوكية مزيفة تعرض شراء القندورة القسنطينية القديمة، و تستخدمها كوسيلة للسطو على موروثنا الثقافي، فاجتاحت حملة «ما نبيعش بلادي» الفضاء الأزرق، و احتل هاشتاغ « تراثنا ينهب» موقع تويتر، ما دفع النصر إلى التحري حول ظاهرة الإقبال على شراء قندورة القطيفة و وقفت على أسباب انتشارها.
تحقيق / أسماء بوقرن
بدأنا تحقيقنا بالاطلاع على الحسابات التي تنشر إعلانات لشراء قندورة القطيفة التي تعود إلى سنوات السبعينات و الثمانينات، فوجدنا عددا كبيرا جدا منها عبارة عن حسابات لا يقدم أصحابها معلومات صحيحة حول هويتهم، و فتحت بأسماء مستعارة، أحد الحسابات يحمل اسم «صبرينة بوم» و يعود إلى سنة 2016 ، و آخر باسم «أم أيهم» أنشئ منذ 2015، هناك أيضا حساب باسم «أم وائل» و آخر باسم «أروى»، كما وجدنا صفحات رسمية تشير إلى طبيعة النشاط، على غرار  صفحة « نشري قنادر قدم» و أخرى مختصة في نشر إعلانات شراء قنادر قطيفة فتلة و مجبود، و كذا صفحة «نشري قندورة الفرقاني».
أغلب المنشورات عبارة عن عروض مغرية للشراء، مع الإشارة إلى اقتناء القندورة التي تعود إلى السبعينات و الثمانيات فقط من القرن الماضي، حتى و إن تغير  لون الأجزاء المطرزة و أصبح مائلا للسواد، و من أبرز الإعلانات المتداولة نذكر « من بحوزتها قندورة قطيفة قديمة مُخاطة في سنوات الثمانينات أو التسعينات، سواء كانت فتلة أو مجبود، تتصل بي على الخاص، لأشتريها بسعر مناسب» .
نشطاء يدعون إلى مقاطعة صفحات عروض شراء قندورة القطيفة
نظم مؤخرا رواد مواقع التواصل حملة ضد الصفحات المذكورة، منتقدين المعلنين و  داعين من خلال تعليقاتهم السيدات اللائي يحزن على قندورة قطيفة قديمة إلى عدم بيعها، مؤكدين بأن الظاهرة يقف خلفها مصممو أزياء مغاربة يسعون، حسبهم، إلى جمع الأزياء التقليدية المحلية للمشاركة بها في معارض أوروبية.
و علق أحدهم بأن تراثنا يعرض في متاحف أوروبية على أنه زي تقليدي مغربي، و نشرت المهتمة بالتراث القسنطيني المهندسة و العازفة على آلة الكمان رندة مريم قارة، عبر حسابها الرسمي على أنستغرام،  صورة لفرقة موسيقية تضم فتيات قسنطينيات يرتدين القطيفة و عنونتها « بنات البايات»، متبوعة بهاشتاغ «بلاك تبيع تراث بلادك»، مؤكدة بأنها شاهدت قناة مغربية تعرض ملابس تقليدية جزائرية، مثل البلوزة الوهرانية و قندورة القطيفة و الملحفة و «كرافاش بولحية»، على أنها من التراث المغربي.
و اتهم الكثير من المعلقين جهات مجهولة باكتساح مواقع التواصل، لشراء أزياء تقليدية قديمة، و حذروا من بعض الصفحات النشطة بأسماء مستعارة و المهتمة بشراء أزياء تقليدية قديمة بأسعار رمزية،  من بين التعليقات « لا تبيعوا تراثكم  بدنانير، أنظروا إلى أين يذهب تراثنا، القطيفة أصبحت مغربية».
و أضافت صفحة أخرى « الجبة التي تبيعينها لأنك كرهت منها، ستصبح قطعة تراثية في متاحف أجنبية «، كما  تداولوا على نطاق واسع مقطع فيديو لمصممة مغربية قدمت عرضا للأزياء في برنامج تلفزيوني على قناة « 2 أم» المغربية، و قالت إن قندورة القطيفة القسنطينية، تراث مغربي ينتمي، تحديدا إلى مدينة وجدة المغربية، القريبة من الحدود الجزائرية، كما تعمدت الترويج لادعاءاتها عبر حسابها على أنستغرام، و هو ما أثار غضب الجزائريين.
حملة «ما نبيعش تراث بلادي» تتصدر الترند على تويتر
رواد فايسبوك، في مقدمتهم فنانون و إعلاميون، تداولوا على نطاق واسع صور الحسابات و الإعلانات لشراء القندورة، و أطلقوا حملة واسعة للحد من سرقة التراث، و ذلك من خلال هاشتاغ» تراثنا ينهب» و كذا هاشتاغ «مانبيعش بلادي» اللذين تصدرا  الترند على تويتر، و يعتبر الإعلامي يحيى طبيش أول من أطلق هاشتاغ « ما نبيعش بلادي» على حسابه الرسمي على أنستغرام، بعد أن أطلق منشورا جاء فيه « هناك بعض الجهات من دول جارة، تحاول شراء بعض الألبسة التقليدية القديمة، كالزي القسنطيني و النايلي و القبائلي، التي  تعود إلى سنوات الثمانينات أو السبعينات، من أجل إقامة معرض في إحدى الدول الأوروبية «.
كما أن سفيرة التراث الجزائري الإعلامية نوال قاضي  من أكثر المتفاعلين مع الحملة، حيث نشرت « لا لسرقة تراث الجزائر، تاريخ الجزائر ،و تراث الجزائر خط أحمر،  معا لحماية التراث الجزائري من السرقة..»، إلى جانب الأديبة الأستاذة الجامعية ابنة قسنطينة المقيمة في قطر نسيمة بوصلاح، التي وجهت نداءات لوزارة الثقافة للتدخل واعتبرت الصفحات المنتشرة مجرد غطاء للاستيلاء على تراثنا، كما دعت المثقفين إلى الانخراط في المسعى لكشف محاولات السطو على أزيائنا وذلك عن طريق منشورات و هاشتاغات عديدة  عبر فيبسبوك.
فيما راح آخرون يعرفون بالحلي التقليدية الجزائرية، كخيط الروح الذي يزين جبين الفتيات و السيدات، و هو عبارة عن عقد مصنوع من الذهب و مزين بالجواهر الثمينة، تستعمله المرأة الجزائرية مع لباس الكاراكو العاصمي ، كما تداولوا تاريخ خيط الروح، و فضل آخرون التعريف بالأواني و قطع الديكور و هي موروث ثقافي و تراثي مصنوع من النحاس و غيره.
 أسماء مستعارة تغرق فاسيبوك  بالإعلانات  
حاولنا التواصل مع أصحاب هذه الصفحات، من بينهم شابة، رفضت  ذكر اسمها و رقم هاتفها و تقديم معلومات حول الموضوع، بحجة أن زوجها لا يسمح لها بذلك، و اكتفت بالإجابة على سؤال واحد يتعلق بمدى صحة استغلال مغاربة حسابات وهمية، لشراء الزي القسنطيني الأصيل، حيث قالت بأنها تشتغل منذ مدة في هذا المجال، و لم يسبق و أن اتصل بها أو بزميلاتها في المهنة أي مغربي، نافية جملة و تفصيلا ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل بخصوص الحسابات التي تنشر هذه الإعلانات، و تؤكد أن أصحابها ليسوا مغاربة، بل هم جزائريون يبحثون عن مصدر للرزق، مكتفية بذلك.   
تواصلنا بعدها من خلال موقع فايسبوك، مع سيدة أخرى، صاحبة حساب نور إيمان، فرفضت هي أيضا تقديم معلومات حول هويتها، و لا رقم هاتفها، متحججة برفض زوجها لذلك، في حين قدمت لنا جملة من التوضيحات حول سبب توسع نشاط شراء قندورة القطيفة، قائلة بأنها مختصة في تصميم الزي التقليدي و الخياطة، و  تعمل في هذا المجال منذ نحو 15 سنة، و تعد من الأوائل، حسبها، الذين اقتحموا مجال شراء الزي القديم، بعد أن وجدت الكثيرات تخلين عن ارتدائه، و لم يعد قطعة أساسية في جهاز العروس القسنطينية،  بسبب غلاء سعره الذي يصل إلى 20 مليون سنتيم.  
باعة ينفون تعاملهم مع مغاربة
نور إيمان، أضافت أنها قررت بعث نشاطها في مجال شراء الزي القديم، بعد التخلي عن ارتدائه، بشرط أن يكون في حالة حسنة، بمبلغ يتراوح بين 8 آلاف و 30 ألف دينار، لتقوم بعدها بإدخال بعض التعديلات عليه، و إضافة أكمام جديدة و تعرضه لاحقا للكراء لترتديه العرائس،  ليلة الحناء، مقابل مبلغ يتراوح بين ألفين و 500 دينار و 3 آلاف  دينار.
 كما تقوم بكراء القندورة  لفرق المالوف عند إحياء حفلات فنية، و عن سبب شراء  أغطية الأسرة و الوسائد المصنوعة بقماش القطيفة و المطرزة بالفتلة أو المجبود، قالت الحرفية بأنها تدخل عليها هي الأخرى تعديلات، و تقوم بكرائها، مقابل 5 آلاف دينار، و كلما فضلت العروس إضافة قطع أخرى لتزيين غرفتها، يرتفع المبلغ ليصل إلى 7 آلاف دينار.
 و أوضحت المتحدثة بأن العروس تقوم بكراء الأطقم لاستعمالها أثناء نقل جهازها لبيت عريسها في أول يوم من زواجها، و أكدت الخياطة بأنها لاحظت إقبالا لا بأس به من العرائس على استئجار هذا النوع من الأطقم في العام الماضي، مشيرة إلى أنها توقفت عن هذا النشاط بسبب ظروف عائلية قاهرة.
ورشات الخياطة تقدم عروضا مغرية
نور إيمان  قالت بأن نشاط شراء القندورة، توسع بشكل لافت ، بعد أن دخلت عديد ورشات الخياطة على الخط، و أصبحت تقدم عروضا مغرية لمن يشتري القطيفة القديمة، حيث أنها لا تتعامل مباشرة مع الزبائن، بل تقتنيها بسعر الجملة مع عرض تحفيزات، من بينها رفع هامش الربح كلما تم جمع أكبر عدد من القطع، مؤكدة بأن الربح يحدد بالكمية و ليس بالنوعية، فيحصل البائع على هامش ربح من صاحب الورشة يفوق ألف دينار عن القطعة الواحدة، مضيفة بأن هذه الورشات موزعة عبر زنقة مقيس، بوسط مدينة قسنطينة، و هي مختصة في جمع القنادر القديمة من النشطاء الذين يستميلون السيدات من خلال العالم الافتراضي.
و عن سبب شراء القندورة القديمة جدا، حتى و إن تغير لون أجزاء من طرزها و أصبح مائلا للسواد، و تفضيلها عن تلك التي تمت خياطتها و طرزها خلال العشر سنوات الأخيرة، كشفت نور ايمان بأن خيط الفتلة أو المجبود الذي يعود إلى الثمانينات و التسعينات، ذو نوعية جيدة، خلافا للمستعمل في العقد الأخير.
و أضافت بأنه يتم التخلص من القماش و الاحتفاظ بالخيط ،لاستعماله مجددا، في طرز قندورة ذات تصميم عصري، و كذا في صناعة الحلي، لكونه غير قابل للذوبان، عكس المستعمل حاليا الذي يحتوي على كمية كبيرة من مادة البلاستيك.
و أكدت المتحدثة بأن الأشخاص الذين ينشطون في هذا المجال من أبناء قسنطينة فقط، حسبها، مؤكدة بأنها و بقية زملاء المهنة لم يسبق و أن لاحظوا دخول مغاربة على الخط، أو تعاملوا معهم، مشيرة إلى أن حرفيين يزاولون منذ زمن بعيد هذه الحرفة و هم قسنطينيون، مرجعة سبب توسع النشاط إلى الرغبة في الاسترزاق لا غير.  
توانسة من شراء «القندورة» إلى خيوط «الفتلة»
النصر توجهت بعد ذلك إلى زنقة مقيس، بوسط المدينة، للبحث عن ورشات الخياطة التي تنشط في هذا المجال، فسألنا تجار الألبسة التقليدية، فأكدوا لنا بأنه لا توجد ورشات هناك، و تم توجيهنا إلى فندق الزيت أين توجد عديد المحلات الصغيرة المختصة في الخياطة و الطرز التقليدي.
قال لنا أحد خياطي اللباس التقليدي، بأن نشاط شرائها متمحور في حي سيدي جليس، مرجعا سبب التوسع اللافت لهذه التجارة، إلى انتشار معلومات تفيد بأن قندورة القطيفة التي تمت خياطتها و طرزها في سنوات الثمانينات و السبعينات مطرزة بالذهب، و قد أكد له ذلك ، حسبه، مختصون في هذا المجال، حيث يتم نزع خيط الفتلة أو المجبود من القماش، و يجمع ثم يباع إلى ورشات صناعة المصوغات، كما يتم فصل مادة الجلد الملصقة بالقماش من الداخل، و استعمالها لأغراض أخرى، موضحا بأن الطرز في تلك الفترة لم يكن يوضع على صفائح «الكارتون» كما هو معمول به حاليا، و إنما كان يوضع على الجلد.
فيما أكد كمال بلمعاول، أحد حرفيي خياطة و طرز قندورة قطيفة الجديدة بحي الرصيف، للنصر،  بأنه يوجد داخل خيط الفتلة، فتيل مصنوع من مادة الذهب، يتم جمعه و بيعه إلى ورشات صناعة الحلي.
محطتنا التالية حي سيدي جليس العريق، حيث قصدنا المحلات التي تعرض أزياء قسنطينية تقليدية، و تحدثنا إلى تجار ينشطون منذ عقود في هذا الحي الشهير بتجارة النحاس، من بينهم عمي عبود، حيث سألناه عن تجارة الزي التقليدي في الحي، فقال لنا بأن عددا من الحرفيين يزاولونها بدكاكينهم، و يقصدهم زبائن كثر، سواء للبيع أو الشراء، مشيرا إلى أنه في السنوات الأخيرة لاحظ بشكل لافت أن توانسة يقصدون الحي، و يترددون على هذه المحلات بشكل لافت، و قصدوه في عديد المرات للاستفسار عن مكان بيع الزي القسنطيني القديم.
و حسب معلومات استقاها من أصحاب المهنة، فإنه يتم التخلص من القماش لكونه غير صالح للاستعمال، و يحتفظون بخيوط الفتلة و المجبود لاستخلاص المعدن الأصفر منها، و هي معلومة قال بأنه متيقن من صحتها.  
مختصون في صناعة المصوغات يدخلون على الخط
انتقلنا بعدها إلى دكان عمي إسماعيل، المعروف باقتناء الزي التقليدي القديم، وجدناه مزينا بقطع قديمة من الزي القسنطيني، إلى جانب أفرشة و وسائد مطرزة بالتارزي، فسألناه عن سبب شرائها ، ضحك في الوهلة الأولى، ثم قال لنا بأنه يكتفي بشرائها بكميات كبيرة، ليعيد بيعها للتونسيين، مشيرا إلى أنهم كانوا في البداية يشترون القطعة كاملة، غير أنهم أصبحوا يكتفون بشراء الخيط المفصول عن قماش «الجلوة» في شكل كبات، مضيفا بأنه عندما سألهم في البداية عن سبب شراء الزي القسنطيني القديم جدا بدل الجديد، قال أحدهم و هو يتردد كثيرا عليه «نحن نخلق شيئا من لا شيء»، مؤكدا بأنه لم يسبق و أن زاره مغاربة.
محدثنا قال بأن التونسيين لا يكترثون لقيمة الزي التقليدي التراثية و المعنوية الرمزية، فهمهم هو جني المال، موضحا بأنه يشتري قنادر القطيفة التي تمت خياطتها في فترة السبعينات إلى غاية سنة 1982، و هي الفترة التي استعمل فيها معدن الذهب في تطريزها، سواء الفتلة أو المجبود، مؤكدا بأنه و قبل شرائها يفحصها و»يعيرها» بطريقته الخاصة، مفضلا عدم الإفصاح عن طريقته.
و تابع بأنه لا يتنازل عن ذلك، بعد أن أخطأ عند شراء قطعة ظن أنها مطرزة بالذهب، ليتضح في ما بعد  بأن خيوطها مصنوعة بالنحاس ، مؤكدا بأن السعر الشراء يترواح بين 5 آلاف دينار و 12 ألف دينار.
و بخصوص شراء قندورة بالرغم من سواد بعض التطريزات «الرشمات»، قال بأن الاسوداد لا يعد مشكلة، لكنه يدل على أن نسبة الذهب بها قليلة، مضيفا بأنه كمية المعدن الأصفر المستخلصة من قندورة الفتلة، تكون أكثر من تلك المطرزة بالتارزي، و أكد بأنه يبيعها على شكل كبات.
كما كشف بأن هناك محلات لبيع المصوغات تنشط في هذا المجال، و منها من غيرت نشاطها، و عن طريقة استخلاص الذهب، أوضح بأنه يتم إضافة مواد كيميائية للحصول على صفائح من ذهب.
محمد غرناوط مهتم بالبحث في التراث القسنطيني
تنصل المجتمع من جذوره باسم الحداثة وراء سرقة موروثنا
محمد غرناوط، مهتم بالبحث في التراث القسنطيني و رئيس مكتب الدراسات الجهوي للشركة الوطنية للصناعة التقليدية بقسنطينة سابقا و بالضبط  سنة 1983، و كان حينها من المشرفين على تعليم الحرف التقليدية و تلقين تاريخها، قال للنصر، بأن القندورة القسنطينية جذورها من مدن الشام و العراق، ثم انتقلت إلى اسطنبول بتركيا، لتدخل إلى الجزائر عن طريق العثمانيين ، و هي قديمة جدا  و كانت تتميز بزخرفتها الخفيفة التي لها دلالات عديدة، حيث كانت تزين بـ»مراش» خفيفة، ليظل قماش القطيفة بارزا ، عكس ما هو رائج حاليا،  كما كانت تصنع بنوعية  قماش جيدة أو ما يسمى بـ»الجلوة « .
محدثنا أكد بأن  قندورة القطيفة في فترة السبعينات و مطلع الثمانينات، كانت فعلا مطرزة بالذهب، و يستعمل في تطريزها قطع الجلد الذي يلصق داخل القندورة ليكون الطرز بارزا ، موضحا بأنه كان يستعمل دم الطحال لإلصاق الجلد بقماش الجلوة، كما كانت عملية تطريزها تستغرق وقتا طويلا.
 محدثنا أعرب عن أسفه لطريقة التعامل مع هذا الموروث الثقافي، و كذا نسبه لبلدان شقيقة، محملا المسؤولية لعدة جهات، الأولى تقع على عاتق المواطن، الذي اعتبره غير واع بقيمة هذا الموروث، الذي أصبح يرى في التخلص  منه مفخرة، و يسعى  للتباهي  بكل ما هو دخيل على ثقافتنا، متنصلا من جذوره باسم الحداثة التي هدمت موروثنا الثقافي، عكس البلدان الشقيقة التي  أجادت التعامل مع مصطلح الحداثة، فظلت محافظة على هويتها و حرصت على إبراز زيها التقليدي خلال المناسبات و غيرها، لكن مجتمعنا كما قال مادي، و  يجهل قيمة هذا الموروث، كما حمل المسؤولية للجهات الوصية التي لم تضع سياسة رشيدة و هيئة  تعنى بالإشراف على الموروث الثقافي و مراقبته.
نصر الدين بن عراب رئيس غرفة الحرف بقسنطينة
سنفتح تحقيقا عند ورود شكاوى تتعلق بشراء قندورة القطيفة من قبل أجانب
 رئيس غرفة الحرف والصناعات التقليدية بقسنطينة، نصر الدين بن عراب قال للنصر بأنه لم ترده أية شكوى من حرفيين بهذا الخصوص، مؤكدا بأنه سيفتح تحقيقا عند ورودها، موضحا بأنه سبق وأن وقف على ورشات تشتري قندورة القطيفة لتدخل عليها تعديلات و تبيعها بحلة جديدة لا غير.
أ ب

 

الرجوع إلى الأعلى