تمكنت أمس ، مصالح الدرك الوطني من توقيف 6أشخاص تتراوح أعمارهم بين 16و 44سنة، متلبسين بإضرام النار في الحقول و الغابات ببلدية عين الكرمة الحدودية ،  ما تسبب في نشوب حرائق مهولة أتت على مساحات شاسعة من الثروة الغابية ونفوق رؤوس من الماشية واحتراق عشرات صناديق النحل و مساحات من المزروعات والمحاصيل الفلاحية، كما ألقي القبض  على شخص سابع في قرية سماتي  قام بحرق  ملكية غابية على مستوى قرية سماتي جنوب مدينة الطارف  خلف خسائر فادحة.
و ذكر مصدر من مصالح الغابات لولاية الطارف ، أن توقيف هؤلاء المجرمين جاء على إثر تحريات دقيقة باشرتها المصالح المختصة التي تمكنت على إثر استغلال بعض المعلومات وتنشيط العمل الاستعلاماتي من توقيف الجناة متلبسين بالحرق العمدي والإجرامي للثروة الغابية والمحاصيل الزراعية ، والذين تم التحقيق معهم وسماع أقوالهم على محاضر رسمية وعرضهم على العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية والردعية ضدهم ،فيما تأسست محافظة الغابات  كطرف  مدني في القضية ، في وقت تواصل فيه المصالح الأمنية المختصة تحقيقاتها للوصول إلى توقيف المجرمين المتورطين في الحرق العمدي للغابات خلال  يومي عيد الأضحى المبارك وهي الأفعال التي تسبب في خسائر وأضرار بالمحاصيل الفلاحية والغابية وممتلكات المواطنين وأرزاقهم ، خصوصا بقرية السماتي  جنوب مدينة الطارف التي كادت الحرائق الإجرامية  بها أن تتسبب في حدوث الكارثة بعد أن أتت ألسنة اللهب على 21 منزلا وتشريد العائلات وحرق عدد من  الإسطبلات ونفوق أكثر من 250رأسا من الماشية  والدواجن التي تفحمت عن آخرها واحتراق 300صندوق تربية النحل و250حزمة تبن وأغراض أخرى تخص ممتلكات وأرزاق السكان الذين أصيبوا بالصدمة بعد أن وقفوا عاجزين عن التصدي للحرائق وهي تأتي على الأخضر واليابس وتلتهم أرزاقهم  رغم خروج بعض الأهالي واستنجادهم بالسكان بالجوار لإخماد النيران ، وقد وقفت سلطات الولاية بعين المكان أمس الأول على حجم الخسائر والكارثة التي حلت بسكان منطقة السماتي أين وعد الوالي العائلات المتضررة بالتكفل بهم وتمكينهم من التعويضات  لترميم منازلهم  و استئناف نشاطهم بصفة طبيعية.
وأوضحت مصالح الغابات في حصيلة لها عن تسجيل منذ عيد الأضحى المبارك 37حريقا أتت على مساحة 421هكتارا  من الأملاك الغابية ، إضافة إلى عشرات رؤوس الماشية  والدواجن، 500وحدة من صناديق خلايا النحل ، و1200شجرة مثمرة  و مساحات معتبرة من المزروعات  والمحاصيل الفلاحية وأكثر من ألف حزمة تبن وإتلاف 5إسطبلات واحتراق 22منزلا وكوخ ، وتضرر 5منازل تصدع قرميدها بسبب الحرائق  ، حيث تبقى مناطق الجهة الجنوبية  كالزيتونة ، حمام بني صالح  وعين الكرمة ..علاوة على مناطق القرقور ، المطروحة ، عين خيار بعاصمة الولاية من أهم المناطق التي عرفت موجة حرائق مهولة خلق أضرار وخسائر فادحة ، وأردفت المصالح المعنية أن الحرائق المسجلة تتوزع بين البسباس 7حرائق أتت على 66هكتارا ، بوثلجة 6حرائق أتت على 19هكتارا ، الذرعان 3حرائق أتت على 79هكتارا والطارف 15حريقا أتى على 104هكتار والباقي موزع عبر باقي بلديات الولاية ، وتشير مصالح الغابات ، أن موجة الحرائق التي شهدتها الولاية منذ عيد الأضحى المبارك مست 12بلدية من أصل 24بلدية ، اي نصف بلديات الولاية ، 98بالمائة من هذه الحرائق تبقى إجرامية وعمدية أودعت بشأنها شكاوى ضد مجهول، حيث تبقى أصابع الاتهام موجهة بشكل مباشر لتجار الفحم ومربي الماشية من سكان الفضاءات الغابية في الوقوف وراء هذه الأفعال المشينة  ، وما صعب في فرق التدخل في عمليات إخمادها والتحكم فيها نشوبها في نفس الوقت ، كما صعبت الظروف المناخية من مهمة فرق التدخل أمام ارتفاع درجة الحرارة  وارتفاع نسبة الرطوبة وهبوب الرياح الساخنة ، زيادة على صعوبة المسالك الغابية وبعد نقاط المياه في الوصول  بسرعة إلى مواقد الحرائق لإخمادها للتقليل من حجم الخسائر والأضرار بالأملاك الغابية وحماية السكان وممتلكاتهم ..                  نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى