فرضت الظروف الصحية التي تشهدها الجزائر و العالم، لجوء قطاع التعليم العالي إلى استغلال التكنولوجيات الحديثة لإنقاذ الموسم الجامعي بعد فترة من الانقطاع عن تقديم الدروس، لتبرز بذلك أهمية التعليم عن بعد الذي أنهى ارتباط تلقي المحاضرات بالمدرجات وأتاح الدراسة انطلاقا من أي مكان باستخدام هاتف ذكي، دون الغرق بين صفحات الكتب والكراريس و التنقل لمسافات طويلة، في تجربة جديدة وُلدت من رحم الجائحة و أكسبت العملية التعليمية جذبا و تفاعلية أكثر، لكنها تبقى بحسب مسؤولين و أساتذة و طلبة تحدثوا للنصر في هذا التحقيق، في حاجة إلى تطوير وعصرنة وإن جاءت "متأخرة"، بعد الوقوف على جملة من العوائق المتصلة بوجه خاص، بالتكوين و ضعف تدفق الأنترنت، و التي يتفق خبراء وتقنيون على توفر الإمكانيات لتجاوزها من أجل دخول مرحلة جديدة ترتقي فيها الجامعة الجزائرية إلى مصاف "الجامعات الذكية".
تحقيق: حاتم بن كحول

* شيماء طالبة ماستر 2 في تخصص الفيزياء
استفدنا من التقنيات الجديدة و وجب تدارك بعض النقائص
تحدثت شيماء الطالبة في الماستر 2 في تخصص الفيزياء بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، عن تجربتها الشخصية مع التطبيقات الجديدة المستخدمة في التعليم عن بعد وذلك لمدة فاقت 6 أسابيع، وقالت إن جل أساتذتها استخدموا منصة «زوم»، بما أن عدد الطلبة في تخصصها ليس كبيرا مقارنة بالكليات الأخرى.
وأوضحت الطالبة، أن طريقة تلقي الدروس تختلف عن تلك التقليدية، إلا أن بعض الأساتذة تعمدوا انتهاج نفس البرنامج المعمول به في الطريقة القديمة، حيث قام أستاذ على سبيل المثال، بإلقاء الدروس مرتين في الأسبوع وفي نفس توقيت الأيام العادية، في شكل ملف «بي دي أف»، فيما كانت المناقشة عبر الفيديو أو بتعليق في المنصة كبديل للمناقشة الحضورية.
وأضافت المتحدثة، أنها وبقية زملائها خضعوا لامتحانات تطبيقية عن بعد، على أن يتم منحهم الإجابات الصحيحة في اليوم الموالي، كما يتم تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها، و يحدث التفاعل بين الطلبة والأستاذ بخصوص بعض الاستفسارات في نفس الوقت، فيما لجأ أساتذة إلى مطالبة الطلبة بتلخيص كتب ليتم تقييمهم على هذا الأساس.
وعن صعوبة استخدام التقنيات الجديدة، قالت شيماء إن ذلك يختلف من طالب لآخر، ممثلة بالمشاكل التي صادفتها في ضعف تدفق الأنترنت، وصعوبة التعامل مع منصة «زوم» والتي تتطلب تعلم بعض التقنيات على غرار مشاركة الشاشة وتفعيل الكاميرا، ما أجبرها وعددا كبيرا من زملائها على تعلم طريقة استخدام هذه المنصة، بواسطة موقع «يوتيوب».
وتطرقت الشابة إلى صعوبات أخرى صادفتها أثناء تلقيها الدروس، منها أن بعض المقاييس تتطلب حسابات دقيقة وتسجل في السبورة، لكن في الطريقة الجديدة، يلجأ الأستاذ للكتابة في ورقة ويواصل شرح الدرس دون تدخل من الطلبة في حالة وجود استفسار، عكس الطريقة التقليدية التي تتيح فرصة المشاركة وجها لوجه.
وختمت طالبة الماستر 2 حديثها، بأنها أعجبت بهذه التجربة خاصة وأنها مكنتها من التعرف على تقنيات جديدة، وخاصة منصة «زوم»، وكذا جنبتها عناء التنقل إلى الجامعة في كل مرة، معترفة بوجود بعض العوائق على غرار ضعف الأنترنت، إضافة إلى عدم مسايرة الأساتذة للتطور الحاصل في التعليم عن بعد سواء من خلال استخدام المنصات أو من خلال طريقة إلقاء الدروس.

* نسيم طالب في تخصص الإعلام بجامعة صالح بوبنيدر
ضيّعت دروسا بسبب انقطاعات الانترنت وللتعليم عن بعد إيجابيات كثيرة
 أكد نسيم الطالب في كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة صالح بوبنيدر، أن أهم ما لمسه من إيجابيات جراء تطبيق التعليم عن بعد منذ أشهر، هو إتاحة الفرصة للطالب أو الأستاذ لممارسة عمل أو نشاط آخر مع إمكانية الدراسة أو التدريس، كما تتيح تلقي المعلومات في أماكن مختلفة على غرار البيت والسيارة ومقر العمل.
وأضاف الطالب أن هذه التقنية الجديدة، مكنت من رفع التفاعل مع الدروس والمحاضرات، موضحا أن جل المدرجات تكون شاغرة خلال التدريس التقليدي، فيما أصبحت المشاركة أكبر من خلال اطلاع الطلبة من بيوتهم على الدروس عبر منصة «كلاسروم»، حيث يجد المتلقي سهولة كبيرة في الوصول إلى الدرس. من جهة أخرى يرى المتحدث أنه وبعض الطلبة وجدوا صعوبة في الفهم من حيث المضمون، حيث أنه عند استفساره من الأستاذ يجيب عليه بكلمات مقتضبة تبقيه في حالة غموض ويعود مجددا لطرح سؤال وعند فشله في تلقي المعلومة يحرج من أن يسأل للمرة الثالثة.كما عدد المتحدث سلبيات استخدام التعليم عن بعد بالجامعات حسب ما عايشه طيلة الأشهر الماضية، موضحا أن المجتمع الجزائري عموما ليس متطورا ومتمكنا من التكنولوجيات الحديثة، كما أن المستوى المعيشي لبعض الطلبة يؤثر سلبا على نجاح العملية، ممثلا بشخصه، حيث أكد أنه لا يملك هاتفا ذكيا ولا جهاز حاسوب، كما أن ظروفه المادية لا تسمح له بالتزود بالانترنت، في المقابل يعاني من مرض يحول دون ممارسته لعمل يكسب من خلاله قوت يومه.
وأضاف نسيم أن والده أيضا متواضع من الناحية المادية، ولحسن حظه أنه يملك لوحة الكترونية تحصل عليها كجائزة في إحدى المسابقات، فرغم نوعيتها الرديئة التي صعبت من مهمة تلقي الدروس إلا أنها مكنته من الإطلاع عليها.
وأوضح الطالب أن أماكن كثيرة في الجزائر عبارة عن مناطق ظل وغير مزودة بشبكة الهاتف والانترنت على غرار مسقط رأسه بإحدى قرى ولاية ميلة، مضيفا أن ذلك لم يمنعه من استغلال مبلغ مالي كان مخصصا لأمر آخر، من أجل شراء جهاز «مودام».
و أضاف نسيم أنه وبعد تمكنه من استعمال لوحة الكترونية و اقتناء الجهاز المذكور، صادف عائقا آخر يتمثل في مكان وضعه، حيث عانى من سقوط «المودام» من أعلى سطح السكن عند هبوب الرياح أحيانا ومن تبلله عند تهاطل الأمطار، إضافة إلى مشكلة انقطاع الأنترنت، التي ضيعت عليه، مثلما قال، عدة محاضرات مباشرة.
ورغم السلبيات التي وقف عليها شخصيا، اعتبر المتحدث أن اعتماد الجامعات الجزائرية ومنها «صالح بوبنيدر» على تقنية التعليم عن بعد، أمر إيجابي، داعيا إلى تكوين الفرد الجزائري في التحكم في التكنولوجيات الحديثة بداية من مرحلة الابتدائي، ليضيف أن معالجة النقائص سالفة الذكر سيكون كفيلا بتطوير طرق التعليم العالي في بلادنا.

* ميلود مراد أستاذ في كلية الإعلام والاتصال بجامعة صالح بوبنيدر
90 بالمئة من الطلبة التحقوا بالمحاضرات في الأيام الأولى
يرى الدكتور ميلود مراد، الأستاذ المحاضر في كلية الإعلام والاتصال بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، أن جائحة كورونا فرضت على الوزارة الوصية وكل المؤسسات الجامعية اعتماد التعليم عن بعد كوسيلة لتفادي السنة البيضاء، لكن البداية طبعتها بحسبه، بعض العشوائية و عدم تقبل بعض الطلبة لهذا النمط الجديد، قبل أن تصبح الأمور أكثر تنظيما.
وقال الأستاذ، إن الإقبال والتفاعل في الفضاءات المفتوحة لتلقي التعليم عن بعد، كان في البداية محتشما على مستوى جل المؤسسات الجامعية بما فيها جامعة صالح بوبنيدر، خاصة وأنه لم يتم تأطير العملية وقتها، سيما من حيث المنصات المستعملة، فاختار كل أستاذ لنفسه طريقة لتقديم الدروس مستعملا مواقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و»سكايب» وغيرها، فيما لجأ آخرون إلى إرسال الدروس للطلبة عبر البريد الالكتروني، واستخدمت قلة فقط المنصات الحديثة في إيصال المعلومة.
وأضاف الأستاذ أن الجامعة تداركت هذه «الفوضى» وألزمت الجميع باستخدام منصة موحدة هي «غوغل كلاسروم» وهو ما ساهم في تنظيم العملية، موضحا أنه وبقية زملائه استخدموا مواقعهم الخاصة على هذه المنصة وقاموا باستدعاء الطلبة عبر البريد الالكتروني ليبدأ التعليم عن بعد، لكن الانطلاقة كانت حسبه، محتشمة رغم أنها كانت منظمة لأن الطلبة لم يتقبلوا هذا النمط الجديد من التعليم لعدم معرفتهم به، غير أنه و مع مرور الوقت تم الانسجام مع التقنية الجديدة.
وعن تجربته الشخصية مع التعليم عن بعد، أكد أنه تفاجأ بالتحاق حوالي 90 بالمئة من الطلبة بالمحاضرات في الأيام الأولى، رغم أنها لم تكن تستقطب في التعليم الحضوري أكثر من 20 بالمئة منهم، ولكن ما يعيب العملية حسبه هو انعدام التفاعل، مرجعا ذلك لعدة عوامل أهمها أن جلهم لم يتمكنوا من التواجد من بداية المحاضرة بسبب مشاكل في الأنترنت، خاصة وأن معظمهم يقطنون في المشاتي والقرى ما طرح مشكلة اللا تزامنية.
الطلبة والأساتذة على حد سواء واجهوا عراقيل في  استخدام التقنية
كما لم يتعاط الطلبة حسب المتحدث، مع التقنية الجديدة وخاصة من خلال وضع المناقشات والأعمال المنجزة في خاناتها المحددة لأنهم دخلوا مباشرة في التعليم عن بعد دون أن يستفيدوا من دورات تكوينية و وجدوا أنفسهم يستخدمون نظاما لا يعرفون عنه شيئا، وأضاف أن نفس العوائق التي واجهها الطلبة صادفت الأساتذة أيضا، حيث وجد العديد منهم صعوبة في استخدام التقنية الجديدة والانسجام معها، مذكرا أن عددا منهم لا يملكون الوسائل اللازمة والمتمثلة في الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسوب. وقال الأستاذ المحاضر، أن هذه التقنية الحديثة تعتبر ناجحة لأنها أتاحت للطلبة إرسال أعمالهم وبحوثهم في وقت كان فيه التنقل من سكناتهم إلى الكليات مستحيلا، معتبرا أن التعليم عن بعد غطى الثغرة التي خلفتها انقطاعات الدراسة بسبب تفشي فيروس كورونا، خاصة وأن النصف الثاني من السداسي الثاني عرف غلق الجامعات ولكن تم تدارك الأمر.
وأضاف المتحدث أن الجزائر في حاجة ماسة للتعليم عن بعد في السنوات القادمة، ولكن وفق استراتيجية واضحة مرفوقة بالوسائل اللوجيستية والأمور السوسيو مهنية للأستاذ والطالب، مع تناول هذا النمط الجديد بالتساوي مع التدريس الحضوري، ما سيساهم في رقي الجامعة الجزائرية ويسمح بتصنيفها ضمن مصاف الجامعات المتطورة.
وأضاف المتحدث أنه ورغم النقائص والعراقيل إلا أنه تحقق 50 بالمئة من الهدف المرجو وهي نسبة مقبولة جدا من أجل إتمام السنة الجامعية، رغم تأكيده بأن اللقاءات الحضورية تكون أكثر تفاعلية لأن الأستاذ و الطالب يكونان وجها لوجه عوض أن تكون المعلومة من جهة واحدة، ولكن تم حسبه تدارك هذا الإشكال بفضل منصة «غوغل كلاسروم» أين يترك الطالب سؤالا يجيب عليه الأستاذ فيما بعد.
و وصف الدكتور هذه التجربة الجديدة بـ «المفيدة جدا»، رغم أن اللجوء إليها كان اضطراريا، وتم التعاطي معها كحل استعجالي تحت الضغوط، مضيفا أن سبب النقائص هو عدم انتهاج استراتيجية منظمة ومدروسة، ولو تم استعمالها في الظروف العادية لكانت أفضل بكثير.
وأضاف الدكتور ميلود مراد أن بلدنا لا بد أن تنتهج هذا النمط الحديث في التعليم العالي، اليوم أو غدا، لأنه سيرفع تكاليف مادية معتبرة وكذا الحرج أمام الدول المتطورة في هذا المجال، موضحا أن سلك هذا الطريق سيحرر الجامعة الجزائرية على شرط أن تكون هناك استراتيجية تشمل دورات تكوينية في فائدة الطلبة والأساتذة وتوفير الإمكانيات اللازمة من وسائل وشبكات.

* عصمان شاقو أستاذ الفرنسية بالمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة
نتعامل بالتقنية قبل جائحة كورونا ونتمنى مواصلة استخدامها دوريا
تحدث الأستاذ في اللغة الفرنسية بالمدرسة العليا للأساتذة بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، عصمان شاقو، عن تجربته مع تقنية التعليم عن بعد، موضحا أنه وبقية زملائه كانوا محضرين جيدا لهذه المرحلة، بحكم استعمالهم منذ سنوات للتعليم عن بعد «إي ليرنينغ»، ما جعلهم جاهزين لفترة التوقف الجامعي الاضطراري.
وأضاف المتحدث، أنه وبعد تفشي فيروس كورونا وتوقف الدراسة، كان كل الأساتذة يتوفرون على حسابات جاهزة كما تم تسجيل كل الطلبة في تطبيق «مودل»، وعند تلقي تعليمات بضرورة الانتقال للتعليم عن بعد، تم تسجيل المعنيين فقط، لتشرع المدرسة في وضع الدروس الخاصة بها بداية من شهر أفريل في ظروف عادية، كما لم تصادفهم أي مشاكل خاصة وأنهم تعودوا على الطريقة قبل ظهور الجائحة.
واعترف الدكتور، أن الطلبة لم يتعودوا على هذا النوع من التعليم في بادئ الأمر، مبررا رأيه بضعف التفاعل مع الدروس خلال الأشهر الأولى، لكن الإقبال زاد مع اقتراب الامتحانات، وتحولت حالة اللامبالاة إلى اهتمام، موضحا أنه وبقية الأساتذة أجروا اختبارات لطلبة السنوات النهائية عبر تطبيق التعليم عن بعد وهو ما لم يحدث من قبل، لأنهم كانوا ملزمين بإنهاء الامتحانات من أجل استلام الناجحين لمناصب شغلهم قبل بداية الدخول المدرسي.
وأضاف عصمان شاقو، أنه تكوّن شخصيا في هذا المجال من قبل، في طريقة تقديم الدروس عن بعد وكان جاهزا ومحضَّرا قبل التحول إلى هذه التقنية، موضحا أن هذه الطريقة جديدة بالنسبة للجامعات ولهذا صادفت بعض العوائق، مطالبا بتطويرها أكثر في المستقبل القريب، واستعمالها مرة شهريا على الأقل من خلال وضع واجبات منزلية للطلبة، وهذا لتفادي رميها على الجانب مباشرة بعد زوال الوباء، خاصة وأن جائحة كورونا سمحت بالتدرب جيدا على التقنيات المتطورة في مجال التعليم عن بعد، معتبرا إياها خطوة جيدة للتعليم العالي.

* محمد الهادي لطرش رئيس جامعة منتوري بقسنطينة
سنمزج بين التعليم عن بعد والحضوري في السنة الجامعية الجديدة
أكد رئيس جامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، محمد الهادي لطرش، أن جامعته تنتهج طريقة التعليم عن بعد منذ سنة 2004 بموجب تعليمة من الوزارة الوصية، حيث قامت بتكوين 6 آلاف أستاذ في استعمال وسائل متطورة لإلقاء الدروس، يمثلون أكثر من 30 مؤسسة جامعية بمختلف ولايات الوطن.
ونفى المتحدث أن تكون الجائحة قد أجبرت الجامعات على استعمال هذه التقنية المتطورة، وإنما قامت بتفعيلها فقط، موضحا أنه يوجد عشرات الأساتذة الذين كانوا يستخدمون هذا النوع من التعليم بجامعته.
وأضاف البروفيسور لطرش أن التعليم عن بعد، أصبح حتمية بعد تفشي فيروس كورونا وانقطاع الدراسة، حيث لجأت مصالحه إلى إجبار كل الأساتذة على استعمال الأرضية الرقمية للجامعة من أجل التدريس، وتركت لهم الحرية في اختيار الطرق التي يرونها مناسبة في بادئ الأمر، من أجل تشجيعهم على استخدام هذا الأسلوب في التعليم العالي.
كما اعتبر رئيس الجامعة، أن التجاوب مع هذه النقلة متعلق بثقافة الشعوب، كما تختلف الممارسات من فرد إلى آخر، وهو ما حصل في الجامعة، من خلال تجاوب طلبة دون غيرهم، موضحا أن التعليم عن بعد، مغاير للحضوري أين يراقب الأستاذ طلبته.
وأضاف لطرش أن تجاوب الطلبة مع الدروس المنشورة بالمنصة الرسمية للجامعة ارتفع كثيرا عما كان في البداية، مؤكدا أن التكنولوجيات الحديثة تطورت كثيرا في مجتمعنا وهو ما انعكس على الطالب الجزائري، معربا عن أمله في أن تتطور الإخوة منتوري في هذا المجال أكثر فأكثر.
نهدف لتطوير طرق تلقين الدروس والجائحة أيقظتنا
وقال محمد الهادي لطرش، إن جامعة الإخوة منتوري، تنظم يوما تكوينيا بتاريخ 18 أكتوبر المقبل لفائدة الأساتذة الجدد من أجل تقييم تجربة التعليم عن بعد في الفترة الماضية، موضحا أن الهدف يبقى تطوير محتوى المنصة الرسمية للجامعة، وذلك من أجل تنظيم الفضاءات التي تساعد الأسرة الجامعية على الممارسات الجديدة في التعليم.
وأضاف المتحدث أن الفريق العامل على الأرضية الرقمية بجامعة قسنطينة 1، يسعى إلى تطوير هذا المجال، خاصة وأنه قام قبل بداية الجائحة بإنشاء دليل للأساتذة الراغبين في التدريس عن بعد.
كما أوضح رئيس الجامعة، أنه وجب اقتحام المقاربات الجديدة في الحياة البيداغوجية بالنسبة للأساتذة، من أجل تمكينهم من الوصول إلى مركز بيداغوجي لليقظة، يسمح بالتفاعل مع كل الأوضاع وشرح التعليم عن بعد وتقييم أعمال وبحوث الطلبة و تأطيرهم، مؤكدا أن الجائحة أيقظت الأسرة الجامعية، وأصبح الهدف هو الذهاب بعيدا في هذا المجال.
أما عن تأثر جودة التعليم بسبب الطريقة الجديدة الخالية نوعا ما من التفاعل، رد المسؤول، أنه لا يمكن الحكم عشوائيا على التجربة إلا بعد تقييم للوضع من طرف الأساتذة والطلبة، عبر عقد اجتماع لكشف الإيجابيات ومحاولة تطويرها والنقائص ومحاولة معالجتها. وأكد المتحدث أن مشكلة التعليم عن بعد، لا تتمثل في نقص الإمكانات البشرية أو المادية، وإنما في مدى اهتمام وتجاوب الطلبة ورغبتهم في التدرب على هذه التقنيات الجديدة من أجل إتقانها والعمل بها في المستقبل القريب بكل سهولة.
اكتسبنا خبرة ستمكننا من إطلاق تقنيات متطورة
وأكد البروفيسور لطرش وهو أيضا رئيس الندوة الجهوية لجامعات الشرق، أن جامعة الإخوة منتوري ستمزج بين التعليم عن بعد والحضوري بداية من السنة الجامعية الجديدة، لتفادي الدخول في انقطاع عن التقنية الجديدة، موضحا أن الطالب سيتواجد في فترات بالمدرجات والأقسام، فيما سيتلقى المحتويات عبر المنصة الرسمية في فترات أخرى.
وأضاف المتحدث، أن مصالحه ستطور من كيفية تطبيق هذه التكنولوجيا خلال السنة الجديدة، لأن الهدف الأول من مواصلة الدراسة عن بعد، كان المحافظة على صحة الطلاب والأساتذة والإداريين خلال تفشي كوفيد 19، ولكن سيكون الوقت متاحا حسبه، لتطوير العديد من الجوانب، خاصة في حالة استقرار الوضعية الوبائية أكثر.  وقيّم لطرش، تجربة فريقه بالجامعة، موضحا أن كل تجربة جديدة تبقى بحاجة إلى تطوير، مؤكدا على تحقيق ايجابيات عديدة بغض النظر عن النقائص، وتتمثل حسبه، في توفر مادة بيداغوجية بمنصة رسمية يمكن للطالب الإطلاع عليها، مهما اختلف المكان و الزمان، مضيفا أن المحتوى يبقى قابلا للتطوير في كل مرة.
أما بخصوص السلبيات التي صادفها كمسؤول، فقد رد لطرش بأنه تلقى تقارير تؤكد أن بعض الطلبة لم يتمكنوا من متابعة دروسهم عن بعد، بسبب ضعف في الإمكانيات سواء من حيث الوسائل أو بسبب ضعف شبكة الإنترنت، موضحا أن الجامعة وفرت فضاءات مزودة بالانترنت من أجل استعمالها من طرف الطلاب والتعود عليها. واعتبر رئيس جامعة الإخوة منتوري، أن التجربة الجديدة أوصلت مصالحه إلى بر الأمان وستعود بإيجابيات عديدة مستقبلا، ما يشجعه وفريقه المتكفل بهذه التقنية على المضي فيها، مؤكدا أن الجامعة لجأت للرقمنة في مجال التوظيف، وجنبت أساتذة عناء التنقل من ولايات بعيدة إلى قسنطينة، حيث تمكنوا من تصفح كل جديد عبر الأرضية الرقمية، مختتما حديثه بأن التعليم عن بعد، حتمية فرضها الواقع.

* أحمد بلهاني أستاذ الإلكترونيات والمكلف بالأرضية الرقمية للمحتويات بجامعة منتوري
لمسنا تجاوبا كبيرا من الطلبة مع هذا النمط الجديد من التدريس
سرد الأستاذ أحمد بلهاني تجربته مع تقنية التعليم عن بعد، كأستاذ في مادة الإلكترونيات، وكمكلف بالأرضية الرقمية للمحتويات بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، و وصفها بالناجحة لعدة اعتبارات، قال إن أولها جاهزية الجامعة لهذا النوع من التعليم خاصة بعد تكوين الأساتذة المكونين في الفترة الممتدة من سنة 2012 إلى 2020.
وأضاف المكلف بالأرضية الرقمية للمحتويات، أن جامعة الإخوة منتوري كانت سباقة لهذا الإجراء، من خلال توفرها على أرضية مسبقا، والتي فتحت مباشرة بعد تلقي الجامعة لتعليمات تخص التحول للتعليم عن بعد، موضحا أنه تم فتح الأرضية للأساتذة مع المسارعة إلى مساعدتهم في استخدام هذه التقنيات الحديثة.
وأضاف المتحدث أنه وبقية الفريق المشرف على الأرضية، لم يصادفوا عراقيل حقيقية، لكنهم اصطدموا بنقص وعي الطلبة اتجاه هذا النمط الجديد من التعليم، وأوضح أن الأمور تغيرت للأحسن بمرور الوقت، مقارنا بين تجاوب المتلقين بين شهري مارس وسبتمبر، مبرزا أنه أصبح يتلقى اتصالات من طرف الطلبة من أجل مساعدتهم في ولوج الأرضية الرقمية وهو ما يؤكد اهتمامهم حسبه.
ونفى المعني أن يكون التعليم المتطور سلبيا من حيث التفاعل، موضحا أن الطالب يطرح أسئلة في خانة محددة، وتتم الإجابة عليها في المنتدى الرقمي، ولكن في بعض الأحيان يتعمد الأستاذ عدم الإجابة في الحين من أجل خلق تفاعل بين الطلبة.
و قال الأستاذ، إن مستقبل التقنية الجديدة يبقى رهينة تفاعل الطلبة، موضحا أن عدم التجاوب يؤدي إلى غياب الحافز بالنسبة للمشرف على العملية، كما أضاف أن جامعة الإخوة منتوري لجأت لحلول بخصوص افتقار بعض الطلبة للإمكانيات، من خلال تخصيص فضاءات مزودة بالانترنت من أجل تلقي الدروس عن بعد.
كما ثمن المتحدث هذا الانتقال التدريجي نحو الرقمنة، من خلال إبراز مسؤولية الطالب في اتخاذ قراره، وذلك بفضل الحرية التي تمنحها هذه التقنية للمتلقي حول مكان و زمان مراجعة الدروس، بما أنها لا تحدد الموقع الجغرافي ولا الحيز الزمني عكس التعليم الحضوري الذي يبقى خلاله الطالب مُلزَما بالحضور في الساعة الثامنة و30 دقيقة ليكون في المدرج أو القسم، وعدم حضوره أو التأخر لبضع دقائق قد يحول دون تلقي الدرس.

* حمدوش رياض المشرف على عملية التعليم عن بعد بجامعة قسنطينة 3
جامعــــة صالـــح بوبنيدر في طريقهـــا للتحول إلى جامعة ذكيــــة
اعتبر حمدوش رياض نائب مدير الجامعة والمشرف على عملية التعليم عن بعد بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، خوض تجربة التعليم عن بعد، أمرا اضطراريا، بعد أن كانت مصالحه تعتمد على التعليم التقليدي، لتنتقل إلى التقنية الجديدة بسبب جائحة كوفيد 19، رغم أن بعض الجامعات شرعت في تطبيق هذه الطريقة قبل مدة في مقاييس ثانوية.
وأضاف المتحدث أن جامعة صالح بوبنيدر، وجدت نفسها أمام معضلة التوقف الدراسي، لتشرع مباشرة في تحضير الحل البديل، موضحا أن مصالحه سايرت التطورات التكنولوجية رغم حداثة نشأتها إلا أن الهدف يبقى دائما حسبه، الاستغناء كليا عن الأوراق، رغم أن الوصول إلى ذلك يبقى صعب التجسيد في الفترة الحالية.
ضعف تكوين الأساتذة أجبرنا على استخدام منصة بسيطة
وقال المسؤول، إن الجامعة وضعت في بادئ الأمر أرضية «مودل» في خدمة الطلبة، ولكن وجد الأساتذة صعوبة كبيرة في استخدامها، لعدم تكونهم في مثل هذه التكنولوجيات الحديثة، ما جعل الفريق المشرف على التقنيات المتطورة يتحول إلى منصة مجانية هي «غوغل كلاسروم»، حيث أكد أنها بسيطة الاستعمال وفي متناول الجميع، مذكرا أنه تفاجأ بأن 75 أستاذا فقط مكوّنون، من بين 1000 أستاذ.
 وأضاف حمدوش أنه في وقت طبق فيه الحجر الصحي الجزئي بقسنطينة، كان وفريقه المشرف على الأرضية الرقمية يعقدون اجتماعات من أجل تكوين الأساتذة، كما قاموا بإنشاء آلاف الحسابات الخاصة بالطلبة وبلغ عددها 18 ألف حساب جديد كان جاهزا للاستخدام مباشرة بعد توقف الدراسة الجامعية.
وعن تجربته كأستاذ، قال المتحدث إنه وبقية زملائه يقدمون الدروس أو الأعمال التطبيقية من بيوتهم، عن طريق تصوير فيديو أو عبر ملف «بيدياف» يرسل إلى حسابات الطلاب، مؤكدا أن الإدارة ألزمت كل الأساتذة على العمل بهذه الطريقة، ما جعل انسجام الطلبة يكون أسهل من المتوقع.
غطينا 80 بالمئة من المقرر خلال الجائحة
كما أوضح حمدوش رياض، أن كل تجربة جديدة لا يمكن أن تكون ناجحة بنسبة مئة بالمئة، حيث صودفت عراقيل، لعدم توفر بعض الوسائل سواء للأساتذة أو الطلبة، على غرار الإنترنت والأجهزة الذكية، ورغم ذلك فقد أكد أن مصالحه غطت 80 بالمئة من المقرر عبر منصة «غوغل كلاسروم»، فيما قدمت 20 بالمئة المتبقية في شكل رسائل بريد إلكتروني. وأضاف المسؤول، أن جامعة صالح بوبنيدر، أخذت بعين الاعتبار نقص الإمكانيات لدى بعض الطلبة القاطنين في مناطق الظل، وعليه حضرت أقراصا مضغوطة تحتوي على الدروس، وهو ما جنب حسبه، التأخر في إجراء الامتحانات وإنقاذ الموسم الجامعي.
واعترف المتحدث، بأن طريقة التدريس عبر التقنيات المتطورة تختلف تماما عن تلك المعتمدة في الطريقة التقليدية، مؤكدا أن الدروس وجب أن تقدم في فترة زمنية قصيرة وفي توقيت مناسب، كما تختلف منهجية العمل وهو ما لم يتأقلم معه غالبية الأساتذة. وأوضح نائب رئيس الجامعة، أن الإحصائيات أثبتت أن نسبة ما بين 70 إلى 80 بالمئة من الطلبة تجاوبوا، معترفا أن البداية عرفت إقبالا محتشما، ليؤكد أن نسبة النجاح في تطبيق هذه التجربة تتراوح بين 50 إلى 60 بالمئة وهي نسبة يراها عالية بما أنها أول تجربة لجامعة صالح بوبنيدر.
سنعتمد على التقنية الجديدة في المقاييس الثانوية بصفة دائمة
وأكد نائب مدير الجامعة والمشرف على عملية التعليم عن بعد بجامعة صالح بوبنيدر بقسنطينة، أن الأسرة الجامعية استفادت من الأزمة الصحية، وقررت مصالحه اعتماد التعليم عن بعد، في وحدات ثانوية واستكشافية بصفة دائمة بداية من السنة الجامعية الجديدة، دون التخلي عن التعليم الحضوري. وأضاف حمدوش أن تقنية التعليم عن بعد، ستصبح إلزامية بمرور الوقت، موضحا أن مصالحه تفكر أيضا في اعتماد مقاييس مهمة، حيث ستلزم الأساتذة بوضع الدروس في الأرضية الرقمية من أجل الإطلاع عليها، سواء الذين تعذر عليهم الحضور إلى المحاضرة أو كتكملة لشرح الدرس.واعتبر المتحدث، مواكبة الجامعات الجزائرية لهذه التقنيات الحديثة، إيجابية لأنها مكنت من إنقاذ الموسم الجامعي، واعترف أنها بحاجة إلى تطوير أكثر لتكون أكثر نجاعة، موضحا أن صالح بوبنيدر تتوفر على الإمكانات المادية والبشرية من أجل مواصلة الخوض في هذه التكنولوجيا، كما تدرس إمكانية تخصيص قاعة لتكوين الأساتذة من أجل تعميم هذه التقنيات بداية من السنة الجديدة.
وتوقع المسؤول، أن تتطور تقنية التعليم عن بعد أكثر فأكثر بعد عامين أو ثلاثة، وخاصة على مستوى جامعة صالح بوبنيدر التي تستعد لتزويد كل الكليات بالألياف البصرية من أجل شبكة انترنت قوية، على أن تنطلق في إطلاق تطبيقات حديثة، للوصول إلى الرقمنة على شاكلة الجامعات الذكية.

* مرابط عبد الرزاق نائب المدير المكلف بالبيداغوجيا بجامعة منتوري
التعليمُ عن بعد يُكمِّل الحضوري والجامعة الرقمية طُموح
أوضح الأستاذ في مادة الميكانيك ونائب المدير المكلف بالبيداغوجيا بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، مرابط عبد الرزاق، أن جامعة منتوري كانت تسير في هذا المسار منذ سنة 2012، من خلال تكوين فريق عمل من أساتذة ومختصين وتقنيين وتم وضع الدروس والبرامج الخاصة بكل الكليات في الأرضية الرقمية.
وأضاف الأستاذ مرابط أن الجائحة جعلته والفريق المشرف على تقنية التعليم عن بعد، يسارعون لإتاحته للطلبة، وهو ما نجحوا فيه بسهولة، ولكن هدف الجامعة أبعد من ذلك، ويتمثل مثلما يردف، في إنشاء جامعة رقمية، بعد تنظيم عدة جوانب أهمها تكوين الأساتذة والطلبة في التقنيات التكنولوجية الجديدة، و وضع منصات متطورة وأجهزة لازمة.
كما أكد الأستاذ في مادة الميكانيك، أن التعليم عن بعد يكمل التعليم الحضوري، وكلاهما يمّكنان الطالب من التطور، حيث يتيح التدريس الكلاسيكي فرصة المناقشة أكثر، ولكن عن بعد، تُمنح للطالب إمكانية الاعتماد على نفسه و استعمال أدوات متطورة، لذلك فإن أحسن طريقة هي المزج بين النمطين حسبه.
وأوضح نائب رئيس الجامعة، أن التعليم عن بعد دون التعليم الحضوري لن يكون ناجعا مئة بالمئة، خاصة وأن الأول طريقة جديدة على الأساتذة والطلبة، والعديد منهم لا يتقنون استعمال المنصات والتطبيقات، بالنسبة لجامعة الإخوة منتوري تم وضع كل المحتويات في المنصة الرقمية ولكن لا يمكن الاستغناء عن التعليم الحضوري، وإلى حين التحكم أكثر في هذه التكنولوجيا ستحقق الجامعة نجاحات باهرة، يبرز الأستاذ.
وختم المسؤول حديثه بالقول إن كل تكنولوجيا جديدة عادة ما يقابلها تردد من الأطراف المعنية، ولكن بدأت هذه التقنية تعمم بكل الكليات والجامعات، والأهم بالنسبة لجامعة الإخوة منتوري هو توفر رصيد علمي منظم في متناول الطالب قابل للتطوير في كل مرة ومحفوظ بأرضية رقمية.

* عادل بلبكري مسؤول الموقع الإلكتروني الخاص بجامعة منتوري
تعمدّنا إنشاء مِنصَّات بسيطة لتسهيل استخدامها
قال مسؤول الموقع الإلكتروني الخاص بجامعة الإخوة منتوري، عادل بلبكري، إنه لم تتم مصادفة أي عوائق تقنية، وإنما يبقى الإشكال حسبه، في تجاوب الطلبة مع أسلوب التعليم عن بعد، وبدرجة أقل مع الأساتذة، موضحا أنه تعمد إنشاء أرضية رقمية بسيطة سهلة الاستعمال حتى تكون في متناول الطلبة والأساتذة غير المتمكنين في استخدام الوسائل التكنولوجية المتطورة.
وأضاف المهندس والباحث في الإعلام الآلي، أنه ومن خلال عملية إحصاء أشرف عليها، لاحظ أن جل الأساتذة استعملوا الأرضية الرقمية الخاصة بالجامعة، فيما قام عدد قليل باعتماد طرق تقليدية تتمثل في وضع المحتوى البيداغوجي على شكل ملف «بيدياف»، فيما استعمل عدد قليل منصات متطورة على غرار «غوغل كلاسروم» و»غوغل ميت» و»زوم» مؤكدا أن عددهم لم يتجاوز 50 أستاذا من 1800.
كما أوضح المتحدث، أنه قام بعملية سبر آراء من أجل معرفة النقائص والعراقيل التي يواجهها الطلبة، وخرج بنتيجة مفادها أن أبرز عائق هو ضعف تدفق الأنترنت وانعدام التغطية نهائيا في بعض المناطق التي يقطن بها الطلبة، وأضاف أنه وقف شخصيا على عدم معرفة الطلبة بتوفر الجامعة على أرضية رقمية رسمية مخصصة لمختلف التعاملات البيداغوجية، موضحا أن أكثر من 10 بالمئة منهم لا يعرفون إطلاقا طريقة ولوج المنصات ولا حتى وظيفتها وطريقة استخدامها.

* يونس قرار الخبير في التكنولوجيا الحديثة والاتصالات
الانتقالُ الرَّقمي ضرورة لا مفرَ منها
أكد الخبير في التكنولوجيا الحديثة و الاتصالات، يونس قرار، أن التعليم عن بعد أصبح ضرورة عصرية وجب اللجوء إليها، حيث كان يُستعمل في بلدان أخرى كحل إضافي في التدريس، من خلال عودة الطلبة لمراجعة الدروس عبر منصات، كما يتم حل الواجبات المنزلية وإعادة إرسالها للأستاذ.
وعدّد الخبير مزايا وإيجابيات هذا النمط من التعليم، موضحا أن طريقة تلقي الدروس عبر المنصات الرقمية تمنح الإضافة أكثر من التدريس الكلاسيكي المقترن بالوسائل التقليدية، واصفا التعامل القديم بين الأستاذ والطالب بالبارد خاصة وأنه يستعمل خلاله الأوراق والسبورة والطباشير، عكس المتطور الذي يكون وفق صور وتسجيلات صوتية وفيديوهات.
كما ربط الخبير نجاح التعليم عن بعد، بتوفير الإمكانيات الضرورية المحيطة به، على غرار البنية التحتية، مؤكدا استحالة الحديث عن التقنية المتطورة دون شبكة إنترنت و وسائل حديثة، متمثلة في حواسيب ولوحات إلكترونية وسبورات ذكية وغيرها.
ثاني إشكال يصادف هذا النمط الجديد حسب المتحدث، هو ضرورة مرافقة الأساتذة، حيث تتطلب عملية إلقاء الدروس وتحضيرها طرقا حديثة، مغايرة تماما لتلك المستعملة في التعليم التقليدي، مقترحا تكوين الأساتذة في كيفية الوقوف وطريقة الإرسال والتسجيل الصوتي وغيرها.
وأشار يونس قرار، إلى الصعوبة التي صادفها الطلبة أثناء استخدامهم لهذه الوسائل المتطورة، وقال إنه كان من الأجدر إدخالها على الجامعات قبل 5 أو 6 سنوات، مستذكرا ملتقى حول الجامعة الافتراضية، حضره قبل 15 سنة وشاركت فيه جامعة التكوين المتواصل، حيث تم حينها تبادل الأفكار حول التحول إلى جامعات افتراضية، ولو تم العمل على هذا المشروع لكانت الجزائر اليوم محضرة جيدا حسبه، للتأقلم مع التعليم عن بعد.
ودعا الخبير، إلى استخدام الطريقة الجديدة في تلقي الدروس أسبوعيا، كأن يطلب الأستاذ من الطلبة عدم الحضور إلى الجامعة على أن يتلقوا الدرس عبر الأنترنت، وهو ما من شأنه أن يكمّل التعليم الحضوري، كما يبقى الطالب والأستاذ ملزَمان باستخدام الوسائل الذكية في نفس الوقت، دون أن يكون هناك تفاوت في الإمكانيات بين الطرفين.
وأكد المتحدث أن الجميع ظنوا أن وباء كورونا سيزول بعد أسبوع أو أسبوعين على الأكثر، ولكنه استمر لأشهر، وتأكد حينها لدى مسؤولي الجامعات أن المدة ستطول فكان لزاما عليهم تطوير التعليم عن بعد، ليجدوا أنفسهم غير مهيئين سواء من حيث تحضير الأرضية أو تكوين الطلبة والأساتذة أو من حيث البنية التحتية.
«يجب مواصلة اعتماد الرقمنة
في الظروف العادية»
وشدد المتحدث بالقول إنه «لا يوجد حل آخر سوى مواكبة التطور الحاصل في جامعات دول العالم المتقدم»، مؤكدا «استحالة العودة إلى الطريقة التقليدية» وذلك من أجل تدارك التأخر الحاصل في هذا القطاع، كما أن فترة تفشي كوفيد 19 يمكن أن تطول أكثر، و قد تظهر فيروسات أو أمراض أخرى أو تحدث كوارث طبيعية، وهي كلها عوامل تعيق تنقل الطلبة إلى الجامعات، و هو ما يعني ضرورة مواصلة العمل بهذه التقنية حتى تتحول جزءا من حياة الفرد الجزائري، مضيفا أنه وجب مسايرة التطور الحاصل في بعض بقاع العالم حتى وإن كنا نعيش وضعا طبيعيا.
وأكد الخبير أن نجاح هذا الانتقال الرقمي، مقترن بمواصلة الاعتماد على التعليم عن بعد، و ذلك كحل تكميلي على غرار تعويض الأساتذة والطلبة  للدروس عند تغيبهم لأسباب ما، عن طريق المنصات الرقمية، أو كحل أساسي في بعض المقاييس ما قد ينهي الفوضى الحاصلة على مستواها.
ونصح المتحدث، بإشراك فاعلين في المجال في لجنة مختصة تقوم بتصميم تقنيات جديدة متطورة في التعليم بالجامعات الجزائرية، من أجل خلق تصور شامل قد يساهم في التطور أكثر، كما دعا إلى التشاور مع الأساتذة الجزائريين بمختلف الجامعات الأجنبية، التي سبقت الجزائر في هذا التحدي، ما قد يقدم الإضافة بفضل الخبرات التي اكتسبوها.

 

الرجوع إلى الأعلى