قضى الإنتاج المحلي للمآزر المدرسية على هيمنة المنتوج المستورد الذي فرض وجوده لسنوات في السوق، بفضل تحسن جودته و مواكبته للسوق العالمية باعتماد تصاميم عصرية متنوعة تفوق 25 تصميما، بخياطة رفيعة، حيث أكد تجار بقسنطينة بأن المآزر المحلية الصنع الأكثر رواجا، فيما كشف أصحاب ورشات الخياطة المختصة في هذا المجال، للنصر بأن نسبة رواج المنتوج في الأسواق تخطت 95 بالمئة بعد أن كانت لا تتعدى 25 بالمئة.
فقد كسب أصحاب علامات محلية مختصة في خياطة المآزر المدرسية رهان إثبات جودة المنتوج المحلي و تمكنوا من تلبية طلب السوق، مع ضمان استقرار الأسعار، حيث لاحظنا خلال جولتنا بمحلات قسنطينة و حديثنا لعدد من التجار مدى رواج المآزر المدرسية و التي أصبحت لا تختلف في تصميمها عن المنتوج المستورد من حيث التصميم و الخياطة الرفيعة، إذ يعد السعر الفارق الوحيد بينهما، و هو ما تحدث بشأنه الباعة الذين أجمعوا بأن السعر من المعايير التي ساهمت في انتعاش المنتوج المحلي  و فرض مكانته في السوق، بعد سنوات من هيمنة العلامات الصينية و الأوروبية، فيما يعد معيار الجودة طوق نجاة من الركود، حيث لاحظنا خلال زيارتنا لعديد المحلات و كذا عبر عديد الصفحات الرسمية المختصة في الترويج لها و تسويقها، مآزر بتصميمات غاية في الروعة، لتتخلص بذلك من الشكل الكلاسيكي الذي يعد سببا رئيسيا في كسادها و رفض الأطفال ارتدائها.
علامات محلية تقلب الموازين و تفرض وجودها في محلات « الميسورين»
و استطاعت عديد العلامات التجارية أن تغير النظرة الخاطئة التي لزمت لعقود من الزمن كل ما هو محلي، و الذي بات في ظن الكثير مرادفا للرداءة، إذ يفضل الزابون كل ما هو أجنبي فيما يتحتم على الكثير التخلي عن شرط النوعية  في سبيل السعر المغري بسبب تدني قدرتهم الشرائية، غير أن هذا بات من الماضي في عديد المنتجات المحلية، من بينها المآزر المدرسية التي حقق منتجوها الاستثناء هذا الموسم، و تمكنوا من فرض سلعتهم في محلات «الميسورين» المعروفة ببيع المنتوج المستورد فقط كما يشتهر  تجارها بعبارة « كل المآزر المعروضة مستوردة و لا وجود للمنتوج المحلي»،  و غالبا ما يتعاملون مع الطبقة الميسورة، غير أنهم اليوم أصبحوا يتباهون بالصنع الجزائري، و يسارعون في تقديمه، حيث أكد تاجر على مستوى محل بالرتاج  مول، بأنه كان يحرص على عرض سلعة ذات جودة لتعامله بشكل أكبر مع الميسورين و الذين يفضلون كل ما هو مصنوع بأيادي أجنبية، غير أن  عديد العلامات المحلية قلبت كل الموازين كعلامة «دينا طاكس» و « شهين» و غيرها من العلامات التي تمكن من فرض وجودها في أنحاء مختلفة من الوطن و تزاحم المستورد بفضل جودتها.
الطرز الإلكتروني حقق نقلة في الخياطة المحلية
غنية هبة الرحمان صاحبة ورشة لخياطة المآز و مختصة في الخياطة و التفصيل   و التصميم كما تعد مُدرسة مختصة في مجال خياطة المآزر المدرسية،  تعد مثالا للذين فضلوا اعتماد نهج جديد لتحسين جودة المنتوج الوطني في خياطة المآزر، حيث أكدت للنصر بأنها قررت منذ أكثر من 3 سنوات التخلي عن التصميم الكلاسيكي المعهود و الذي تعتمده كل الورشات، و وضعت تصميمات مختلفة سواء للإناث و كذا الذكور، بعد أن ألقت نظرة شاملة على تصاميم المآزر من خلال الأنترنيت لتأخذ فكرة عامة و تباشر في رسم تصميمات عصرية تستجيب لرغبات الأطفال، كما تحرص على تزيين المآزر بعبارات تشجع على المثابرة و النجاح و برسومات  لشخصيات كرتونية باعتماد الطرز الإلكتروني الذي ساهم في تحقيق نقلة نوعية و رواج المنتوج المحلي، حيث قامت بخياطة قطع مختلفة و روجت لها عبر صفحتها على فايسبوك، لتتفاجأ بحجم التفاعل، الذي كان من قبل تجار و أصحاب مدارس خاصة و أولياء، مؤكدة بأن السعر كان عاملا مغرية حيث يترواح بين 500 و 800 و 1200 دينار.
* سعدون محمد رياض صاحب ورشة لخياطة المآزر  : رواج المآزر الجزائرية في السوق بلغ 95 بالمئة
قال صاحب علامة «دينا طاكس» سعدون محمد رياض صاحب ورشة مختصة في خياطة المآزر بالعاصمة، و يعمل في المجال منذ 17 سنة،  إذ يغطي منتوجه مختلف ولايات الوطن كتلمسان و عنابة و قسنطينة، للنصر بأن رواج المنتوج المحلي في السوق كان في سنوات مضت لا يتجاوز  25 بالمئة، غير أنه اليوم بلغ  95  بالمئة، حيث تحقق علامته رواجا ملفتا، حيث تمكن الموسم الحالي من بيع  85 بالمئة من المخزون المخصص للدخول المدرسي، فيما لا تزال 15 بالمئة فضل الاحتفاظ بها لبيعها على مدار العام، مضيفا بخصوص أسعار الجملة بأنها تتراوح بين 37 دينار حتى 550 دينار.
و عن أسرار نجاح علامته التجارية أفاد قال بأن ذلك يعود لتغيير منهجيته الانتاجية و إعادة ضبط السلسلة الانتاجية بإدماج عناصر جديدة في العملية كاعتماد مصممين مختصين مبدعين، و الذين تمكنوا من وضع 25 موديلا، تركز على عنصر الإبهار البصري الذي كان غائبا في الموديلات الكلاسيكية لافتقار  للإبداع البصري.  
التسويق الإلكتروني ساهم في تحقيق نقلة

منير علواني مختص في التسويق و مكلف بالتسويق لعديد العلامات التجارية المختصة في المآزر المدرسية، من خلال صفحة رسمية تحمل اسم « مآزر مدرسية» ، قال إن 

 ورشات الخياطة تعتمد بشكل كبير على التسويق الإلكتروني و تبحث عن مختصين أكفاء لضمان انتشار أوسع لمنتوجهم و بلوغه في مختلف جهات الوطن، حيث يضعون إمكانات معتبرة في سبيل استقطاب عدد أكبر من التجار و يقدمون جل الامتيازات للاحتفاظ بالزبائن، مشيرا إلى أن اللجوء إلى مواقع التواصل وسع رقعة تعاملهم التي لم تعد مقتصرة على تجار الجملة و إنما حتى على أصحاب رياض الأطفال و المدارس الخاصة، موضحا بأن هناك عدة ورشات تحرص حرصا بالغا على اعتماد نوعية قماش جيدة و تصاميم مدروسة فيما هناك ورشات لم تلتحق بعد بهذا الركب.
أسماء بوقرن    

الرجوع إلى الأعلى