حرب على النفايات وسط تقاذف للمسؤوليات

انطلقت، الخميس، حملة وطنية واسعة لتنظيف المحيط، في مبادرة تؤكد وزارة البيئة أنها ليست ظرفية، لكنها تأتي بعد أيام من ظهور حالات إصابة بوباء الكوليرا الناجم بالأساس عن نقص النظافة، و هو ما أعاد الجدل حول مشاكل التلوث و تسيير النفايات، التي جعلت أحياء بأكملها تغرق في القمامة المنزلية و المخلفات الصلبة، رغم حملات التطهير التي تشهد في كل مرة رفع أطنان من القاذورات، سرعان ما تعود إلى الظهور في ظرف ساعات بسبب الرمي العشوائي، من طرف مواطنين لا يهتمون بنظافة ما يخرج عن نطاق عتبات منازلهم، ما جعل المختصين يدعون إلى تنظيم أكثر للقطاع و تعميم ثقافة التربية البيئية.
الحملة التي أعلنت عنها وزيرة البيئة و الطاقات المتجددة، فاطمة الزهراء زرواطي، اختير لها باللهجة العامية شعار «جيب جيرانك أنّقوها و نخلوها نقية”، سعيا لانخراط أكبر عدد من المواطنين فيها، عشية الدخول الاجتماعي، و ذلك بمشاركة وزارة الداخلية و الجماعات المحلية، و جمعيات المجتمع المدني و كل الفاعلين، بهدف ترقية الحس المدني و نظافة المحيط و نقاوته، حسب زرواطي، التي دعت الجميع إلى المشاركة للحد من مظاهر تدهور البيئة و المحافظة على الفضاءات الخارجية.
هذه العملية ليست الأولى، فقد سبقتها حملات متتالية مست المدن الكبرى التي تتجلى بها أكثر مظاهر انتشار النفايات، التي تحوّلت إلى ديكور يومي يكاد يألفه المواطن، رغم الأموال التي ترصدها الدولة من أجل اقتناء عتاد النظافة و التعاقد مع المؤسسات الشبانية، لكن هذا كثيرا ما يصطدم بمشاكل تقنية و إدارية تتعلق بتجديد الصفقات و الحصول عليها و كذلك بعمليات الصيانة، ما كان سببا في إضراب العديد من عمال النظافة و بقاء شاحنات معطلة، مركونة داخل حظائر البلدية، دون استغلال.
و لم تتوقف المشاكل المتعلقة بتسيير النفايات عند هذا الحد، فبرامج فرز القمامة المنزلية لم تنجح بعدد من ولايات الوطن، إما بسبب وضع الحاويات في أماكن غير مناسبة و عدم وجود مركز خاص لفرز النفايات، كحال ولاية قسنطينة، أو بسبب عدم نصب هذه الحاويات في الأساس، و هو ما جعل عمليات الفرز غير قابلة للتحقيق بشكل منظم يمكن أن يدرّ عائدات معتبرة على الدولة، مثلما هو موجود في الدول التي بلغت خطوات هامة في هذا المجال، لكن بعض الخواص استغلوا الوضع بجمع النفايات البلاستيكية من الأحياء، خارج الأطر القانونية، ليقوموا برسلكتها بمصانعهم لإنتاج مختلف السلع.
و أمام كل هذا، تعرف مراكز الردم التقني للنفايات، هي الأخرى، مشاكل بالعديد من الولايات، ما جعلها غير قادرة على مواكبة عمليات الفرز، و ذلك بسبب تشبع أحواضها أو رفضها من طرف سكان يتخوفون من تأثيراتها البيئية، رغم التطمينات المتكررة للجهات المعنية، في حين تؤكد وزيرة البيئة أن الجزائر بإمكانها فرز 13 مليون طن من النفايات سنويا، كما أضافت أن الدولة استثمرت ما قيمته 2 مليار دولار في مشاريع البنية لقطاع البيئة و الطاقات المتجددة، و هو توجه تعمل الجزائر على تطويره و تنظيمه أكثر ضمن استراتيجية وطنية جديدة لتسيير النفايات.
من جهة أخرى، يرى المختصون أن التدهور الحاصل لا يقتصر على تطوير الإمكانيات المادية و طرق استغلالها، بل يتعداه إلى ضرورة تحسيس المواطن بأهمية الحفاظ على نظافة المحيط، و الانتقال إلى الجانب الردعي إن تطلب الأمر، ففي النهاية سيكون هو و أبناؤه المتضرر الأول من مشاكل التلوث.                 
ياسمين.ب

لا أثر لأعوان النظافة والكلأ لا يزال على حافة الطرقات
القمامـــة تحــول علـي منجلــي إلى مدينـــة الأوســـاخ
قارورات، ألبسة قديمة، فواكه فاسدة .. هي مكونات القمامة التي أصبحت تميز مساحات وفضاءات مدينة علي منجلي، فرغم بذل السلطات المحلية لولاية قسنطينة مجهودات كبيرة من أجل الحفاظ على نظافة المدينة الجديدة والتي أضحت تعتبر أكبر قطب سكاني في الولاية، إلا أن مظاهر الأوساخ والنفايات لا تزال قائمة، كما أن الزائر لهذه المدينة لأول مرة يظن أنها مدينة قديمة .
بداية جولتنا كانت من الوحدة الجوارية 6 والتي تقع في وسط المدينة، حيث تنتشر الأوساخ في معظم أحيائها، والأدهى أن تلك النفايات تتواجد بمحاذاة المحلات ومداخل العمارات، ودفعنا الفضول للبقاء في ذلك المكان لزمن من أجل معرفة كيفية تعايش السكان مع كل تلك النفايات المتناثرة هنا و هناك، وجلسنا في أحد المقاهي المحاذية لتلك الأوساخ، في انتظار خروج أحد من قاطني تلك العمارة، أخيرا ظهر واحد منهم سارعنا للحديث معه و استفساره، و تفاجأنا من إجابته، والتي كانت كالتالي: «أعوان النظافة؟، لقد هربوا ..، لم نراهم منذ مدة طويلة»، واصلنا طريقنا نحو الوحدة الجوارية 8 ولم يكن حالها أفضل من سابقتها، أوساخ، مياه الصرف الصحي، قمامة وبقايا الكلأ ، هي معالم مظهر هذه الوحدة وكأنك في منطقة مهجورة لا يقطنها السكان، واصلنا طريقنا و فجاة لفتت انتباهنا كمية كبيرة من الكلأ، مما جعلنا نتساءل هل نحن على مشارف  عيد الأضحى، أو ربما يستعملها سكان يربون المواشي في المنازل؟، وهو ما جعلنا نستفسر بعض الجيران، والذين أكدوا أن ذلك الكلأ كان موجها للبيع قبل أيام العيد، ولكن فشل أصحابه في ترويجه جعلهم يتركونه على حاله، وتواجدت أعلاف الكباش في عدة أماكن دون أن يثير ذلك لا سكان المنطقة و لا عمال النظافة.
طريق «جيكو» يتزين بالأوساخ عوض الأزهار
واصلنا طريقنا في وسط مدينة علي منجلي ولم تكن لنا وجهة محددة لكن في كل مرة تستوقفنا القاذورات ، كنا نتوقف كل مرة من أجل إلقاء نظرة عن نوع الأوساخ المتناثرة على مستوى العديد من الأماكن،  فعلى مستوى   طريق رئيسي بمحاذاة عمارات «جيكو» التابعة لوكالة «عدل 1»، وعوض أن يزين الطريق بالورود والأزهار وبمساحات خضراء، تزين بمختلف أنواع القمامات، مثل علب المشروبات الغازية، قارورات الخمور و الأفرشة، مما جعلنا نظن أن هذا الطريق عرف احتفال السكان بأحد الأعياد، توغلنا أكثر وأجبرنا مرة أخرى على التوقف في حي «ناصري» والذي يعرف هو الآخر انتشارا كبيرا  للأوساخ التي تزين  كل مداخل العمارات.
علب المشروبات والخمور تغزو  محور المستشفى العسكري
بعد نهاية رحلتنا على مستوى وسط المدينةـ سلكنا طريق المستشفى العسكري عشوائيا ويا ليتنا لم نسلكه، وجدنا  علىأطراف الطريق علبا للمشروبات الغازية المتراصة، قارورات الخمور، ملصقات المواد الغذائية، أكياس  من مختلفة الأشكال و الأحجام، قررنا التوقف للاستفسار عن مصدر تلك النفايات لتواجدنا في طريق وليس مكان عام أو فضاء للترفيه، سألنا أحد القاطنين في العمارات القريبة، وكان الرد بأن العديد من الشبان يركنون سياراتهم الخاصة في المساء من أجل جلسات الخمر والقمار وتلك النفايات، هي مخلفات تلك التجمعات.
 وعند تواجدنا في طريق المستشفى العسكري دفعنا الفضول من أجل مواصلة الرحلة واكتشاف الوحدات الجوارية 17، 18، 19 و20، والبداية كانت بالوحدة الجوارية 19 سلكنا الطريق وكانت خالية من السيارات ومن الراجلين، ما جعل صورة تلك الشوارع أوضح لنا مقارنة بوسط المدينة، ولم نسجل إلا تواجد بعض بقايا مواد البناء أمام بعض العمارات والمحلات لأن أغلبها في طور الإنجاز، ولم تختلف حالة الوحدات الجوارية الأخرى، لغاية وصولنا للوحدة الجوارية 20 والتي كان مظهرها يوحي بأنك خارج المدينة الجديدة علي منجلي نظرا للنظافة التي تشهدها كل شوارعها سواء الرئيسية أو الثانوية، سألنا أحد الراجلين، والذي أوضح أن ذلك المكان نظيف دائما كما يعرف تواجد أعوان النظافة بشكل دوري، مؤكدا أن توفر حاويات القمامة سهل من مهمة السكان وكذا الأعوان. حاتم.ب

والي قسنطينة عبد السميع سعيدون يصرّح
حملات التنظيف بالولاية لم تبلغ الأهداف المسطرة لها
صرّح أمس الأربعاء والي قسنطينة، بأنّ حملات التنظيف الاستثنائية التي نظمت بالولاية طيلة سنة لم تبلغ الأهداف المسطرة لها، وحمل المواطنين مسؤولية المشكلة. وقال الوالي عبد السميع سعيدون، في ندوة صحفية عقدها بديوان الولاية، إنّ حملات النظافة لم تستطع الوصول إلى توحيد وضعية النظافة عبر كامل تراب الولاية، مشيرا إلى أنها لم تبلغ الأهداف المسطرة لها رغم تسجيل بعض التحسن، بسبب عدم انخراط المواطنين في العملية. وأضاف الوالي بأن كثيرا من النقاط التي تم تنظيفها عادت إلى وضعيتها الأولى بعد فترة قصيرة جدا من مغادرة أعوان النظافة، معتبرا بأن ثقافة نظافة المحيط غائبة لدى فئة كبيرة من المواطنين. وتحدث الوالي عن التجمعات العمرانية الجديدة بماسينيسا، حيث قال إن كثيرا من المستفيدين من السكنات الجديدة يقومون برمي الرّدوم المترتبة عن أشغال التعديلات التي يجرونها داخل شققهم.
وأشار نفس  المصدر إلى أن ولاية قسنطينة لا تسجل أوبئة معدية، مشيرا إلى عدم وجود أي اشتباه في الكوليرا، في حين أوضح بأنها سجلت فقط ثلاث حالات إصابة بالتّيفوييد وتمّ التكفل بها، مؤكدا بأنه سيتم القضاء على هذا الوباء بشكل كلّي. واعتبر الوالي بأنّ مشكلة الكوليرا لا تتوقف على مجاري المياه الملوثة فقط، وإنما تتعلق أيضا بالنظافة الجسدية الشخصية ونظافة المحيط، كما أوضح بأن مصالحه أعطت تعليمات صارمة للبلديات بإصلاح قنوات الصرف الصحي وقنوات نقل المياه إلى الأحياء، حيث نبه بأن جميع العمليات المالية متوقفة بالبلديات، باستثناء ما تعلق منها بإصلاح القنوات المذكورة.
وأوضح والي قسنطينة بأنّ مشروع إنشاء مركز لتحويل النفايات على مستوى بلدية قسنطينة ما يزال جاريا، مضيفا بأن مشكلة الأرضية مطروحة دائما، فقد تم اختيار قطعة أرض لكن تخلت عنها السلطات الولائية بعد ذلك.
سامي .ح

شاحنات تفرغ النفايات بأماكن معزولة بالحامة
من جهة أخرى، تعرف غالبية أحياء بلدية حامة بوزيان بقسنطينة، تراكم القمامة المنزلية، على غرار ما هو مسجل بمناطق الغيران وشعبة المذبوح والبياضي وعمارات حي البستان، ففي حي الغيران استنكر الأولياء والساكنة تحويل حائط المدرسة الابتدائية طاوطاو رشيد إلى مفرغة عمومية تُجمَّع بها النفايات المنزلية والأوساخ، وهو فعل مناف تماما للأخلاق وسلوكات المواطنة المتعلقة بالحسِّ المدني.
وما زاد من استياء سكان الغيران، قيام عمال النظافة وبعض المواطنين بحرق المخلفات، ما جعل لون حائط المدرسة يتغيَّر إلى اللون الأسود، كما تسبب ذلك في تشويه الطلاء، في سلوك ينافي كل القيم والمبادئ التي يفترض نقلها للجيل الصَّاعد، أما بشعبة المذبوح، فتستقبل أكوام القمامة الداخل إلى الحي ذو التعداد السكاني الذي فاق 4 آلاف نسمة.
كما لايزال الإشكال على مستوى المفرغة العمومية بـ»رمادة» مطروحا، بعد تشبع هذا المكبِّ القانوني وانسداد المدخل إليه، ما جعل شاحنات القمامة لا تدخله، مع استحالة إفراغ آلاف الأطنان يوميا، وهو ما دفع ببعض الناقلين إلى إفراغ النفايات بمناطق معزولة وبعيدة عن الحركة، على غرار الجهة العلوية بحي جبلي أحمد، وحوافّ الوديان أيضا.
 فاتح. خ

أصحاب مؤسسات نظافة يشتكون
نطالب بحصتنا من المناقصات و الجمع يجب أن يتم مرتيــن يوميـــا
أبدى ممثل عن أصحاب مؤسسات النظافة، بولاية قسنطينة، إعجابه بمبادرة وزارة البيئة لإطلاق حملة واسعة لتنظيف المحيط، عبر كامل الجزائر، للقضاء على المظاهر السلبية لانتشار النفايات المنزلية والرمي العشوائي، مذكِّرا بحتمية تسطير برنامج محترف وتقني وليس مناسباتي للقضاء على الظاهرة، أو تبنّي الخطة، فقط، بسبب انتشار مرض الكوليرا ببعض ولايات وسط البلاد.
وقال أسامة خراب في تصريح للنصر، إنه قادر إلى جانب عدد من المسيرين المحترفين لمؤسسات النظافة، على تحديد برنامج هدفه القضاء على رمي النفايات بشكل عشوائي، وكذا الرُّدوم على مستوى مختلف أحياء الولاية، وليس المخلفات المنزلية فقط، حيث تعمل بعض المؤسسات على الرفع مرة واحدة، على أقصى تقدير باليوم، وهذا حسبه خطأ، حيث يجب أن تتم العملية صباحا ومساء، للحيلولة دون انتشار الأمراض والأوبئة، جراء الروائح وانتشار الجرذان.
وأضاف ذات المتحدث بهذا الخصوص، أنَّ الكوليرا والأمراض المتنقلة جرَّاء التلوث غير المسبوق للبيئة ببلادنا سببه أيضا، عدم توفَّر المراحيض العمومية بالأحياء والأزقة الكبرى، ما يدفع المواطنين لقضاء حاجتهم بطريقة عشوائية، وفي أيِّ مكان، وهذا لوحده كاف، حسبه، لانتشار أمراض انقرضت لدى الدول المتقدمة.
كما دعا السيد خراب، وهو صاحب مؤسسة نظافة خاصة، إلى فرض عقوبات وغرامات مالية على الأشخاص الذين يضِرُّون بالبيئة والمحيط، دون مراعاة القوانين، بالرمي العشوائي للردوم والنفايات، وهي مهمة تصبح أسهل، على حدِّ تعبيره، في حال تبني اقتراح قدَّمه لأحد الولاة السابقين بقسنطينة، بتثبيت عمل أصحاب المؤسسات الخاصة بالنظافة في أحياء معينة، لمعرفة المخالفين، وبالتالي رفع تقارير دورية لمصالح البلدية والنظافة والبيئة، وحتى الأمن، لبلوغ أصحاب الاعتداءات على المحيط.
ودعا خرَّاب السلطات المحلية، إلى تحريك أسطول شاحنات رفع القمامة الخاصة، المتأتية عبر قروض بنكية سمحت بها الدولة، بدل توجيه ملايير الدينارات لدعم حظيرة البلديات بشاحنات جديدة، وعليه الاستثمار في معدات موجودة بدل اقتناء اخرى، حيث يعاني غالبية أصحاب مؤسسات النظافة الـ 70، من عدم إشراكهم في عمليات التنظيف وفق قاعدة الـ 20 بالمائة، التي تمثل نسبة الحصة الممنوحة، قانونا، لمؤسسات الشباب.
من جهته، أكد محمد و هو شاب يسير مؤسسة نظافة خاصة، وجود العديد من المؤسسات الحاصلة على دعم الدولة في إطار قروض «أونساج» و»أونجام» و»كناك»، تخصصت في مجالات محدَّدة ضمن التنظيف والوقاية، خصوصا على مستوى الشركات العمومية والإدارات، وهي تجارب جديرة بالاهتمام والتشجيع، و قادرة، حسبه، على المساهمة في نظافة المجتمع والبيئة، وحماية المقدَّرات المؤسسات، وكذا صحة العامل بها.
واشتكى محدثنا في هذا الصَّدد، من عدم فتح الباب بطريقة عادلة لمشاركة الشباب والمؤسسات الصغيرة والناشئة، في الأسواق والمناقصات المختلفة المتوفرة، رغم القاعدة الواضحة المحددة من قبل الدولة، وهي منحها نسبة مئوية متفق عليها من أسواق المناقصات. ونوَّه محمد، بمبادرة الحكومة لتجفيف منابع التلوث و منع ظهور الأوبئة، ومنها الكوليرا، مؤكدا أن المواطن هو الحلقة الأقوى في هذه العملية.                        
فاتح/ خ

رئيس فيدرالية المجتمع المدني بقسنطينة عبد الحكيم لفوالة
الحفاظ على البيئة ليس مناسباتيا و يجب تجنيد فرق لمراقبة الرمي
اعتبر رئيس فيدرالية المجتمع المدني بقسنطينة، عبد الحكيم لفوالة، أن هيئته تعد حلقة وصل بين مسؤولي الدّولة والمواطن، لتجسيد البرامج والحملات التحسيسية الهادفة والإيجابية، على غرار نظافة المحيط، مؤكدا تبني الفيدرالية لخطّة عمل بهذا الخصوص.
ووصف لفوالة حملة النظافة التي أقرتها وزارة البيئة، بـ «الجيدة»، إلا أنها تتطلب، حسبه، نفسا ثانيا لإنجاحها على أكمل وجه، والخروج نهائيا من المناسباتية إلى ترسيخ هذا السلوك الحضاري البنَّاء، وبلوغ المحافظة على البيئة ونبذ الرمي العشوائي للقمامة، وخاصة الصلبة، مضيفا أن لفيدراليته استراتيجية بهذا الشأن تنقسم لمرحلتين، أولهما تعيين فرق لمراقبة أوقات رمي النفايات المنزلية، وهذا ما تمَّ مؤخرا، فغالبا ما يتم إخراج القمامة صباحا عند خروج أرباب الأسر للعمل، فيما ترفع الأوساخ ليلا أو في الصباح الباكر، وعليه وجب تغيير أوقات مرور شاحنات النظافة، أما المرحلة الثانية فتتمثل في تخصيص أماكن رمي النفايات الصلبة، خاصة الإسمنتية.
و شدَّد المتحدث على وجوب التوعية والتحسيس البعدي، بانتهاء حملات النظافة، والاستمرارية في الحفاظ على المساحات الخضراء والالتزام بأماكن الرمي، وأوقات إخراج القمامة، داعيا المواطنين إلى مرافقة الجهاز التنفيذي والفيدراليات والجمعيات، وكذا برامج الوزارات المختلفة، سواء وزارة البيئة أو الداخلية السباقة لإطلاق هذا النوع من المبادرات، بفعالية، لأن صحة الجميع تعتبر، مثلما يضيف، أهمَّ رهان في النظافة ونبذ سلوكات سلبية خاصة انتشار الأوساخ، معرِّجا على ظاهرة وضع الخبز اليابس بالقرب من مكبات النفايات، ما أدى لانتشار الجرذان، فباتت أحجامها «مخيفة» لتوفر الأكل على مدار 24 ساعة، وعليه ارتفاع احتمالات الأوبئة والأمراض الخطيرة.
وضرب لفوالة مثالا عن انطلاق حملة النظافة، منذ مدَّة، وهذا بمكتب النظافة التابع لبلدية أولاد رحمون، باستعمال وسائلها الخاصة وتحريك مجموع العمال والمواطنين لإنجاح تنظيف المدينة، منتقدا ما آلت إليه أحياء أخرى من انتشار الأوساخ، رغم تنظيم والي الولاية، عبدالسميع سعيدون، لحملات مماثلة فاقت الـ 20، منذ قدومه على رأس الولاية، إلا أنَّ السلوكات غير الحضرية تطفو من جديد للسطح، حسب رئيس الفيدرالية.
كما ستجسِّد الفيدرالية مقترحا، عبر توزيع المطويات دوريا، عبر كامل البلديات الـ 12، للتحسيس بمخاطر انتشار الأوساخ والنفايات المنزلية وعدم رفعها في حينها، وأيضا الرمي العشوائي.
فاتح/خ

في ظاهرة طالت حتى المحميات الطبيعية
50 نقطـــة ســوداء للمزابــل تتشكـل يوميــــا بالطـارف
تعرف ولاية الطارف ، تدهورا كبيرا للمحيط أمام إنتشار الأوساخ وتراكم النفايات بالأحياء والشوارع وبمحيط المؤسسات الإدارية والتربوية  وعلى الطرقات والمحاور الرئيسية وحتى داخل الفضاءات الغابية المحمية، التي تعد مقصد السياح والعائلات  ،مشكلة نقاطا سوداء لمفارغ عشوائية في كل جهة .
  ما تسبب في تدهور المحيط وتشويه الوجه العام للولاية التي تبقى  بوابة حدودية و منطقة عبور نحو البلد المجاور وقبلة سياحية، وهي الوضعية التي أثارت إستياء المواطنين وجمعيات الأحياء وحتى زوار الولاية خصوصا المصطافين،  للحالة المزرية التي ألت إليها أحياء وشوارع البلديات والمواقع السياحية،  ولاسيما بالبلديات الساحلية التي غرقت في أكوام  من النفايات والقاذورات في ظل تأخر إزالة هذه المظاهر المخزية .
وتعد أحياء بلديات القالة ، البسباس ، الشط ، عين العسل ، بن مهيدي ، الذرعان وعاصمة الولاية،   من أهم النقاط السوداء بالولاية التي تعرف تدهورا  و إنتشارا للأوساخ  التي وصل زحفها  إلى مداخل العمارات ومنازل السكان وحتى مشارف الطرقات ، أمام تأخر رفع النفايات والقضاء على  النقاط السوداء لتراكم الأوساخ  التي تحولت إلى مرتع  للحيوانات الضالة ، في ظل ما أسماه المواطنون  بتقاعس البلديات  في  الإعتناء بنظافة المحيط رغم التعليمات الموجهة من السلطات  المحلية،  ومتابعة الوالي .
  يحدث هذا  بالرغم من  تدعيم الجماعات المحلية بكل الوسائل المادية والبشرية من أجل تطهير المدن من الأوساخ لإعطاء الولاية الوجه اللائق بها،  بعد أن ظلت محل انتقادات من سلطات رسمية وضيوف، للحالة الكارثية التي توجد عليها البلديات المحاصرة بأطنان من النفايات  المتعفنة، والمسببة لمشاكل صحية للسكان  بالجوار، وهو ما ينذر بكارثة صحية ،.
  ومن أجل إستدراك الوضع عمدت السلطات المحلية إلى عقد عدة إجتماعات لمجلس الولاية مخصصة لملف النظافة من أجل تحفيز المنتخبين الإهتمام بهذا الجانب ،مع دعم البلديات بكل الوسائل بما فيها تجنيد وسائل القطاع الخاص لدعم الجهود على المستوى المحلي للقضاء على الأوساخ ومتابعة الوالي شخصيا للعملية في الميدان ، إلى جانب إنشاء لجنة ولائية أوكل  لها  إحصاء النقاط السوداء لإنتشار الأوساخ وتراكم النفايات عبر الأحياء والشوارع بالبلديات،   لرفعها وتنظيم حملات لتنظيفها   ،إلا أن ذلك لم يعط النتائج المرجوة ، حتى أن الوضعية باتت أكثر تأزما   في غياب خطة واضحة المعالم للتكفل الأمثل بتسيير ورفع  النفايات،   ترتكز على تقسيم البلديات إلى مقاطعات وإشراك فعاليات المجتمع المدني والشركاء والخواص في حملات التنظيف .
في حين أرجعت بعض البلديات في إتصال مع «النصر «   مسالة تدهور المحيط وتراكم الأوساخ بعدة نقاط إلى العجز المسجل في الإمكانيات المادية والبشرية قياسا   مع التوسع العمراني، الذي شهدته المدن في الآونة الأخيرة ، مشيرة إلى قلة وسائل التدخل بحظائر البلديات للتكفل بجمع النظافة بصفة منتظمة ، حيث تتداول شاحنتان ضاغطتان على جمع أطنان النفايات المنزلية وهو ما لا يفي بالغرض أمام كمية النفايات التي تطرح ، ما استوجب الإستنجاد بالجرارات لجمع أكبر قدر من الأوساخ  وإزالة النقاط السوداء لتراكم النفايات ، غير أن ذلك لم يحل المشكلة التي زادت  تدهورا بسبب النقص الكبير المسجل في الوسائل البشرية بعد إحالة عمال النظافة على التقاعد دون تعويضهم بآخرين لسد العجز .
 وإلى جانب نقص الإمكانيات حملت البلديات المواطنين ولجان الأحياء مسؤولية تعفن المحيط وإنتشار الأوساخ في غياب الحس المدني وغياب حملات التحسيس والمشاركة في حملات النظافة، التي عادة ما تكون محتشمة ولا تحقق النتائج المرجوة لعزوف السكان  عن المشاركة فيها ، ومن أجل الخروج من هذا المأزق بادرت بعض البلديات كالذرعان ، بوحجار ، بالريحان ، القالة ، الطارف ، رمل السوق ، مع قرب الدخول الإجتماعي إلى إعلان الحرب على الأوساخ وشن حملات تطوعية للقضاء على النقاط السوداء، لتراكم النفايات بالأحياء والشوارع وبمحيط المؤسسات التربوية ،بتجنيد وسائل القطاع الخاص وسط مشاركة محتشمة للمواطنين والجمعيات .
من جهتها أوضحت مديرية البيئة لولاية الطارف ، أن الولاية تعرف مشاكل في جانب الاهتمام بالنظافة وجمع الأوساخ أمام الدور السلبي لبعض البلديات  في التكفل بهذه العملية ، التي تعد من المهام الأساسية للجماعات المحلية ،مشيرة  إلى الشروع في إحصاء النقاط السوداء لتراكم النفايات والأوساخ للقضاء عليها ، وهذا بمعدل 50نقطة سوداء يوميا على مستوى الولاية، والتي يتم القضاء عليها وإزالتها بمشاركة البلديات وكل الفاعلين من القطاعين العام والخاص .
 وأضافت المصالح المعنية  أن مسألة النظافة متكفل بها من قبل السلطات المحلية من خلال متابعتها اليومية لهذا الملف  ،موازاة وتنظيم حملات دورية تطوعية لإعادة الاعتبار للمحيط بتنظيف النقاط السوداء لإنتشار الأوساخ والنفايات المنزلية الحضرية والصلبة ،بما فيها التكفل بتنظيف الشواطئ من الأوساخ بتجنيد وسائل مركز الردم التقني للنفايات وتدعيم الوسائل بعمال جهاز الإدماج المهني المسخرين لهذه العملية .
وقالت المصالح المعنية بأنه تم عقد أمس إجتماع بمقر البلدية للتحضير لحملة تطوعية واسعة عبر مختلف البلديات بمشاركة كل القطاعات والفاعلين و المؤسسات الخاصة والعمومية لإعادة الإعتبار للمحيط والوجه العام للمدن خاصة  والقضاء على أهم النقاط السوداء   بالوسط الحضري وعلى الطرقات و بالفضاءات الطبيعية و غيرها،وهذا بعد أن تم الأسبوع الفارط تنظيم حملات تطوعية مست بعض البلديات ، ومنها بلدية الذرعان أعرق بلديات الولاية التي تم بها جمع أزيد من 700طن   والقضاء على عدة نقاط سوداء كانت تشكل إلى وقت قريب مظاهر مخزية لتراكم الأوساخ المتعفنة، ولو أن المصالح المعنية أرجعت مشكلة تدهور المحيط ونقص النظافة إلى السلوكات  المشينة لبعض المواطنين أمام الرمي العشوائي للأوساخ وعدم احترام أوقات إخراج النفايات المنزلية في غياب الحس المدني وعدم التشبع الاعتناء و الاهتمام بنظافة المحيط والمشاركة في مختلف المبادرات المنظمة في هذا المجال
من جانبهم أصحاب المؤسسات المصغرة لجمع النفايات يرفضون  العمل مع البلديات للتكفل بجمع الأوساخ من الأحياء والشوارع بسبب تأخر صرف مستحقاتهم المالية رغم الإتفاقيات التي أبرموها في وقت  سابق مع الجماعات المحلية،وهو ما سبب لهم متاعب ،  و دفعهم إلى مقاطعة جمع النفايات رغم هاجس الإفلاس الذي يتربص بمؤسساتهم.
نوري.ح

الضواحي الشعبية تعد الأكثر تضررا
النفايات تهزم بلدية قالمـــــــة و السكان يطالبون بمضاعفة دورات فرق النظافة
تواجه مدينة قالمة وضعا صحيا و بيئيا صعبا منذ أكثر من سنة، بعد انتشار النفايات المنزلية على نطاق واسع، و عجز فرق النظافة عن مواجهة الوضع بسبب نقص الإمكانات المادية و البشرية، لتنظيف مدينة يسكنها نحو 300 ألف نسمة، و تمتد على مساحة تتجاوز 15 كلم مربع، أغلبها أحياء شعبية ذات كثافة سكانية عالية، تنتج كميات هائلة من النفايات كل يوم.  
  النفايات تغرق ضاحية بوروايح بمدينة قالمة
و تعد ضواحي الأمير عبد القادر، الإخوة رحابي، بوروايح سليمان، بن شغيب، وادي المعيز، و أحياء عين الدفلى و الديانسي، الأكثر تضررا من تراكم النفايات المنزلية، و بقايا مواد البناء و نفايات التجار التي زادت الوضع تعقيدا، و أعاقت جهود فرق النظافة التي تكاد ترفع الراية البيضاء، و تستسلم للأمر الواقع.  
و بالرغم من حملات التطوع التي مست المدينة بأكملها خلال الأشهر الماضية، فإن الوضع ما زال على حاله بالكثير من الضواحي الشعبية، التي تكاد تتحول إلى ما يشبه المفارغ الفوضوية التي تثير قلق السكان، و تدفع بهم في كل مرة إلى الاحتجاج، و مطالبة البلدية بالتدخل لتنظيف مواقع الجمع و تطهيرها، حتى لا تتحول إلى مصدر خطر على الصحة و بيئة المحيط العمراني.  
و يرى السكان بأن النفايات قد هزمت مجلس بلدية قالمة الفتي، و أصبحت على مشارف أحياء كانت توصف بالأحياء الراقية، في سابقة بيئية مقرفة لم تشهدها عاصمة الولاية من قبل.   و يرى المهتمون بشؤون النظافة بمدينة قالمة، بأن المجالس البلدية المتعقبة على المدينة لم تتمكن من مواكبة التحولات المتسارعة، و بقيت الإمكانات القديمة على حالها تقريبا، سواء من حيث عدد العمال، أو من حيث إمكانات الجمع، التي لم تتطور لتبلغ مرحلة السيطرة على الوضع و التحكم فيه.  
و تقول مصادر من مجلس بلدية قالمة بأنه يجري العمل على مخطط جديد لمواجهة مشكل النفايات المنزلية، و ذلك من خلال مضاعفة عدد فرق النظافة، و دعمها بمزيد من العتاد، حتى تتمكن من القيام بدورات مستمرة للحيلولة، دون تراكم النفايات بمواقع الجمع، و هو الحل الوحيد لتنظيف المدينة في انتظار تجاوب فعال من طرف المواطنين، الذين أصبحوا مطالبين بتعاون مفيد مع فرق النظافة، و ذالك بتنظيم أوقات رمي النفايات وفق برنامج المرور عبر مختلف أحياء المدنية.  
 النفايات تغرق معلما تاريخيا بساحة الشهداء وسط مدينة قالمة
و تساءل البعض لماذا لا يبقي المواطنون على نفاياتهم داخل منازلهم حتى يحين موعد مرور شاحنات الجمع، بدلا من الرمي الفوضوي و على مدار الساعة تقريبا.  
و لم يتعود سكان مدينة قالمة على برنامج مرور محدد، و لذا فهم يتخلصون من نفاياتهم على مدار الساعة، و يرفضون الاحتفاظ بها داخل منازلهم، حتى و إن لم تكن هناك فرق جمع، كما يحدث كل نهاية أسبوع عندما يتوقف نشاط عمال النظافة.  
و قد ارتفعت الأصوات المطالبة بتخصيص فرق جمع تعمل خلال عطل نهاية الأسبوع، حتى لا تتراكم النفايات و تخرج عن السيطرة، و وجه سكان مدينة قالمة نداءات متكررة للتجار، و طلبوا منهم وضع حد للنفايات التجارية كعلب الكارتون و البلاستيك، و بقايا الخضر و الفواكه و اللحوم، و يرى سكان الأحياء المجاورة للأسواق الكبرى، بأن التجار يملكون إمكانات نقل هائلة تسمح لهم بالقضاء النهائي على النفايات التي ينتجونها خلال نشاطهم اليومي.  
و تحولت الكثير من مواقع النفايات بمدينة قالمة إلى مراعي للأبقار، و ملاذ للكلاب المتشردة، كما يحدث بضاحية الفوجرول أين تتجول قطعان الأبقار هناك على مدار الساعة تقريبا، بحثا عن الغذاء وسط أكوام النفايات، التي تحولت إلى مشهد يومي مثير للقرف، بمدينة تاريخية عريقة ظلت نموذجا للنظافة و الجمال، قبل أن يسوء حالها، و ينهار نظامها البيئي تحت تأثير النفايات التي تكاد تتحول إلى كائنات عضوية صديقة للإنسان.  
فريد.غ  

يتبع  

 

الرجوع إلى الأعلى