لم يكد ينقضي الشطر الأول من الموسم الرياضي الجديد، الذي أعقب تتويج شباب قسنطينة بلقب البطولة الثاني في تاريخه، حتى تبددت أحلام المناصرين الذين قضوا الصائفة الماضية، في اجترار وعود المسؤولين والقائمين على شؤون الفريق، سواء مؤسسة الأشغال في الآبار المالكة لغالبية أسهم النادي الرياضي القسنطيني أو مناجير الفريق طارق عرامة، الذين وفي غمرة الفرحة بإثراء خزينة النادي، الأكثر شعبية في الجزائر بثاني ألقابه، لم يتركوا أي مناسبة لشرح محاور المرحلة المستقبلية، التي يريدون رسمها والتغني بطموحهم، في تحويل السنافر لطرف صعب في معادلة المنافسة على الألقاب، بدءا بالمحلية ومستقبلا القارية.
طموح المنافسة على الألقاب، أراده السنافر بداية من نهائي كأس السوبر، حيث وبعدما عاشوا صيفا متميزا، زينته استقدامات الفريق الذي ضمن أحسن الصفقات، كانت الأحلام على ضمان ثالث لقب بداية من شهر نوفمبر، غير أن هذه الفترة جاءت عكس التوقعات، بعد أن اتسمت بلون أسود، غابت فيه النتائج وضاع فيها اللقب المنتظر، وكانت من نتيجة التعثرات التي بلغت أربعة فوق أرضية ملعب حملاوي، رحيل عمراني مهندس اللقب، وبداية الحديث عن مؤامرة حيكت ضده أبطالها «لاعبون» قيل إنهم امتعضوا من طريقة عمل التقني التلمساني، إضافة لروايات أخرى تحدثت عن توتر العلاقة بينه وبين المناجير العام طارق عرامة، زاد من تغذيتها وإذكاء نارها رفض الطرفين الحديث أو تشريح ما يعانيه الفريق والاكتفاء بتبرير الأزمة الحالية بأزمة ثقة نتيجة غياب النتائج.
النادي الرياضي القسنطيني، الذي كان جد محظوظ بعد أن أسند إلى شركة عملاقة بحجم سوناطراك، وعدت حين قدومها أول مرة عبر فرعها شركة الطاسيلي بعدم الاكتفاء بقوتها المالية في مساعدة الفريق، من خلال حديث مسؤولها الأول آنذاك ياسين زرقين عن طريقة التسيير المحترفة التي سيستفيد منها الشباب، انتظر قرابة خمس سنوات ليرى حقيقة الاستقرار الإداري، (السنوات الأولى مرور عدة مسوؤلين، بعضهم لم يعمر أكثر من سويعات وفترة المدير العام عمر بن طوبال شكلت الاستثناء ببقائه 16 شهرا)، وكان من نتيجة ذلك الاستقرار الذي شكلت ثنائية «عرامة – عمراني» واجهته الأمامية، الظفر بلقب في موسم استثنائي أعقب مرحلة صعبة، نجا خلالها الفريق من السقوط في آخر جولة، لكن يبدو وأن كل تلك النجاحات لم تكن مبنية على أسس متينة، بدليل تعرض الفريق لهزة كبيرة، بعد فشله في تجاوز منعرج البداية الصعبة بسلام، رحل خلالها الطرف الثاني في المعادلة عبد القادر عمراني، وتزايدت في الشق الآخر مطالب التأسيس لإدارة قوية، رغم حديث المطالبين عن ضرورة عدم إنكار ما قدمه، المناجير العام طارق عرامة.
اقتصار الأيام الجميلة لفريق شباب قسنطينة، منذ بداية عالم الاحتراف على سنتين فقط، أعاد للواجهة الحديث عن أسباب عجز ممثل الكرة القسنطينية عن تطليق دور لعب الأدوار الثانوية، غير أن ما يحدث  بمحيطه، وتقاذف التهم وسط انقسام مختلف أطيافه، بسبب تعنت كل طرف في طريقة تشريح الأزمة، يجعل شركة الآبار مالكة شركة النادي مطالبة باستخلاص دروس الفترات السابقة والإسراع في هيكلة إدارة قوية لا تتأثر برحيل المسؤولين.
كريم كريد

الناطق الرسمي لشباب قسنطينة العايب سليم للنصر
أزمتنا نفسية والحل ليس في رحيل عمراني
أرجع الناطق الرسمي لشباب قسنطينة العايب سليم، سبب البداية السيئة للفريق هذا الموسم، إلى عدم ظهور اللاعبين بكامل إمكاناتهم، بالنظر إلى معاناتهم من أزمة ثقة في النفس حسبه، مشيرا في تصريحه للنصر، بأن التتويج باللقب الموسم الفارط، تحقق بفضل روح المجموعة ووقفة الجميع:"أعتقد بأن تراجع مستوى الشباب هذا الموسم، مقارنة بالموسم الفارط، راجع بالدرجة الأولى إلى تأثر اللاعبين من الناحية النفسية، بدليل تلقيهم الأهداف في آخر أنفاس المباريات، عكس ما كان عليه الحال الموسم الفارط، أين مررنا جانبا في بعض المباريات لكننا كنا نسجل، وهو ما يؤكد بأن الأمور كانت أفضل، خاصة من ناحية المجموعة، لأن تحقيق النتائج في كرة القدم، يتطلب توفر عدة أشياء، بعيدا عن جانب التحضيرات".
ودافع العايب سليم عن التعداد الحالي، بعد الانتقادات التي طالت اللاعبين عندما قال:" نملك تشكيلة على الورق من بين الأحسن على المستوى الوطني، بدليل أن العناصر التي استقدمناها الصائفة الماضية، كانت مطلوبة بقوة على مستوى سوق التحويلات، لكن ليس معنى ذلك بأننا نجحنا في الميركاتو بنسبة مئة بالمئة، ويجب الاعتراف بفشل بعض الصفقات، التي لم تقدم ما كان منتظرا منها، وحتى المدرب عمراني، أقر بذلك مثلما هو الحال مع المهاجم البوركينابي كاغمبيغا، الذي تم فسخ عقده بالتراضي مؤخرا".
وأما بخصوص رحيل المدرب عمراني عن العارضة الفنية، وإن كان هو القرار الأنسب في هذه الفترة بالذات، قال:"عمراني فضل التضحية بنفسه من أجل مصلحة الفريق، حيث قرر الرحيل بعد توالي النتائج السلبية، على الرغم أن الجميع لا يمكنه نكران ما قدمه لشباب قسنطينة، وأنا شاهد على العمل الكبير، الذي قام به، بالنسبة لي عمراني من بين أفضل المدربين، هو إنسان يحب عمله جيدا، ومن بين المدربين القلائل، الذين تعاملت معهم، ووقفت على إخلاصهم وتفانيهم في العمل، وأكثر من ذلك، رغم أنه كان على دراية بأن المشكلة لا تكمن في شخصه، إلا أنه قدم استقالته بعد أن طالت فترة الفراغ، وأنا شخصيا لم يسبق لي أن عشت مثل هذه الظروف عندما كنت لاعبا، والبقاء سبع مباريات دون انتصار".
كما رد محدثنا على سؤالنا المتعلق، بحديث بعض الأطراف عن وجود خلل على مستوى الإدارة:" نحن نعمل بكل إخلاص، والملاك لم يقصروا مع الفريق، حيث يصرون على وضع اللاعبين في أحسن الظروف".
بورصاص.ر

اللاعب عبد النور بلخير للنصر
كفـــانـــا إشاعــــات  وكلّنا نتحمّـــــل المسؤوليـــــة
طالب نجم شباب قسنطينة وأحد أبرز المساهمين في تتويج الموسم الماضي، عبد النور بلخير الأنصار والمحبين بضرورة الالتفاف حول الفريق، خاصة وأنه يمر بأحد أصعب فتراته، مضيفا بأن على الجميع الابتعاد عن الإشاعات والأقاويل الكاذبة، التي أشار بأنها أثرت بشكل كبير على تركيز المجموعة، التي فقدت الثقة في النفس. وفي هذا الشأن قال ابن الباهية وهران للنصر:» كلنا يتحمل مسؤولية تراجع نتائج الفريق، خاصة وأن الآمال كانت معقودة علينا هذا الموسم، من أجل التنافس مجددا على الألقاب، ولكن هناك بعض الأمور أثرت على نتائج الفريق، وفي مقدمتها الإشاعات والأقاويل الكاذبة، إذ أفقدت اللاعبين التركيز، وجعلتهم يدخلون في دوامة حقيقية، أنا أنصح الأنصار بضرورة الالتفاف حول فريقهم، لأنهم رأس ماله ومصدر قوته، وبفضلهم سنتجاوز هذه المرحلة الصعبة دون شك».
إلى ذلك، أكد «أغويرو» كما لقبه السنافر الموسم الماضي، بأنه لم يدعي الإصابة كما هو متداول مؤخرا، مضيفا بأن من شكك في حاجته للراحة ما عليه سوى العودة إلى نتائج الكشوفات، التي أجراها بإحدى العيادات المختصة، وهنا أضاف:” أقولها وأعيدها عدة عوامل تسببت في تراجع مستواي هذا الموسم، أبرزها الإصابة التي تعرضت لها في الجولات الأولى، إذ لعبت عدة مباريات بالحقن المهدئة للآلام، ما جعلني لا أقدم المستوى المطلوب، أنا مصاب حقا، ومن شكك في ذلك ما عليه سوى العودة إلى طبيب الفريق، كونه لن يخفي عني شيء، باعتبار أن لا مصلحة له معي”.
مروان. ب

طريقة الاحتفال بأهداف تاجنانت فتحت باب التأويلات  !
أثارت طريقة احتفال لاعبي شباب قسنطينة بالأهداف المسجلة أمام دفاع تاجنانت، بالتوجه صوب المناجير العام طارق عرامة، الكثير من علامات الاستفهام، كما فتحت باب التأويلات على مصراعيه  إلى درجة أن العديد من المتتبعين، توجسوا من وجود أمر  ما  حيك في الخفاء، سيما وأن رفقاء عبيد لم يسبق لهم القيام بذلك مع المدرب المستقيل عبد القادر عمراني، رغم إشرافه على تدريب غالبيتهم لسنتين كاملتين، وهو ما لم يعجب التقني التلمساني حسب مصادرنا، ويبقى الوقت وحده كفيلا لتأكيد أو نفي وجود شيء ما. وصنعت صور وفيديوهات احتفال لاعبي السنافر مع عرامة الحدث، عبر شبكة التواصل الاجتماعي أين تم تداولها بقوة، وفسرها كل حسب توجهه ، فبين من اعتبر الحادثة عادية بالنظر إلى الضغط، الذي يعيشه الفريق على وجه العموم وعرامة على وجه الخصوص بعد توالي النكسات، وبين من فسرها بوجود مؤامرة حيكت ضد المدرب عمراني لدفعه نحو المغادرة، غير أن الجهة الثالثة، لم تعر للحادثة أي اهتمام، وطالبت بضرورة الالتفاف حول الفريق، لإخراجه من الأزمة، التي تهدد مستقبله في الرابطة المحترفة الأولى.
بورصاص.ر

رئيس لجنة الأنصار عثمان بزاز للنصر
فريقنــــا ضحيـــة مراهقي «الفايسبوك» وأنصــح الانتهــــازيين بالتــــواري
لخص رئيس لجنة أنصار شباب قسنطينة، عثمان بزاز تقهقر نتائج الفريق، بعيدا عن الجانب الفني وانخفاض مستوى التشكيلة، فيما يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي من طرف المراهقين، الذين نجحوا على -حد تعبيره- في زرع الشك داخل المجموعة، باختلاق الإشاعات التي أثرت بشكل واضح في مستوى بعض الركائز، في صورة هداف الموسم الماضي أمين عبيد، الذي تراجع مردوده بشكل واضح.
وقال بزاز الذي تحدثت معه النصر صبيحة أمس، بأنه متأسف للوضعية الحالية للشباب، الذي تحول في ظرف أقل من خمسة أشهر من «بطل الجزائر”، إلى فريق عاجز عن تذوق طعم الانتصارات لسبع مباريات متتالية، ما كلفه الاقتراب من منطقة الخطر، مضيفا بأن هناك عدة عوامل وراء هذا التراجع الرهيب، أبرزها إهمال المناجير عرامة، لملف مهم وهو تدعيم مكتبه بمسيرين قادرين على تقديم الإضافة المطلوبة،  خاصة بعد تزايد طموحات الفريق، ولو أن بزاز حذر من الانتهازيين، الذين يظهرون وقت الأزمات فقط. وفي هذا الشأن أضاف محدثنا:” كلنا في حيرة من أمرنا بخصوص النتائج المتواضعة، ولكن بالعودة إلى المنطق فالأمور كانت متوقعة، باعتبار أننا لم ندعم الفريق بالشكل المطلوب، على عكس ما تم الإشارة إليه في بداية الموسم، نحن مقتنعون بأن من جلبناهم نجوم على الورق فقط، وواقع الميدان أكد ذلك، بدليل أنهم عاجزون عن قيادتنا للنتائج المرجوة، وفي هذا الصدد أود من عرامة وعمراني إخبارنا من تكفل بالانتدابات، لأن كل طرف يقول بأن الأخير من كان وراءها!!”.
عرامة مطالب بدعم مكتبه أو ترك منصبه  !
ورغم أن بزاز، أثنى على دور عمراني وعرامة الموسم الماضي في قيادة الشباب لاعتلاء منصة التتويج، بعد غياب دام ل20 سنة كاملة، إلا أنه أكد بأن ذلك لم يكن ليتحقق لولا وقفة الأنصار، الذين لعبوا دورا أكبر في الوصول إلى هذا الإنجاز التاريخي، من خلال دفع التشكيلة في المواعيد الصعبة، على غرار لقاءات وفاق سطيف وإتحاد العاصمة وشبيبة القبائل، وفي هذا الصدد قال:» جاحد من ينكر دور عرامة وعمراني في تتويجنا باللقب الثاني، ولكن الحقيقة بأن دور الأنصار كان أكبر بكثير، باعتبار أن مستوى تشكيلة الموسم الماضي لم يكن قويا، وبفضل الدعم الذي كان يحظى به اللاعبون تمكنا من تحدي كافة العقبات، أنا أرى بأن القائمين على شؤون الفريق لم يقوموا بدورهم على أكمل وجه هذا الموسم، وهو ما كلفنا هذه النتائج المتواضعة».
هذا ووجه رئيس لجنة الأنصار رسالة إلى عرامة، مفادها الإسراع في تدعيم مكتبه بأشخاص أكفاء، أو ترك منصبه لمن هو أجدر منه، ولو أن بزاز حذر من عودة الانتهازيين إلى الواجهة، وهنا قال:” شباب قسنطينة ليس قائما على أي شخص، على اعتبار أنه ملك لأنصاره، وهنا يجب أن أشير إلى أنني لست ضد عمراني أو عرامة، ولكن ما عشناه مع بداية هذا الموسم يقضي بضرورة تدعيم المكتب المسير بأسماء قادرة على جلب الإضافة، لأن عرامة وحدة لن يستطيع فعل كل شيء، أنا أنصحه بجلب مسيرين معروفين بحبهم للألوان، أو ترك مكانه لمن هو أجدر منه، كما استغل الفرصة لأحذره من الانتهازيين، الذين يصطادون في المياه العكرة، وكل متابع لشأن الفريق يستطيع تفسير ذلك في هذه الأيام التي عرفت “نشاط» غير معتاد لبعض الوجوه”.
هذا ردي على من اتهمنا باحتكار الحديث باسم السنافر
وبخصوص الاتهامات التي طالت لجنته، باحتكار الحديث باسم الأنصار، فقد أوضح بأن كل ما يقال لا أساس له من الصحة، مشيرا بأنهم مهيكلون بشكل جيد، كما لم يسبق لهم اتخاذ أي قرار دون العودة إلى رأي الأغلبية، وفي هذا الشأن قال:” أنا على علم بكل ما يقال عنا من طرف بعض المراهقين في الفايسبوك، ولكن الحقيقة شيء مغاير، على اعتبار أننا نعمل بطريقة احترافية، ولم نحتكر الحديث باسم الأنصار ولا مرة، وكل ما يبدر منا يمثل رأي الغالبية الساحقة، كون الجميع يعلم بأن لدينا 45 ممثل بأحياء قسنطينة، وليس بإمكاننا جلب الجميع إلى مقر اللجنة”. ليختتم بزاز حديثه للنصر، بإبداء امتعاضه من أنصار المناسبات، الذين تخلوا عن الفريق في أحلك الظروف على حد قوله، مضيفا بأن على السنافر الابتعاد عن الحياة الشخصية للاعبين:” كرئيس للجنة الأنصار، استغربت بشدة الموقف المتخذ من طرف بعض السنافر، الذين قاطعوا المدرجات مؤخرا، تاركين الفريق يصارع بمفرده، أنا ضد جمهور المناسبات، وقلتها قبل اليوم لأن حضور 50 ألف في مدرجات حملاوي، يكون مرتبط بترتيب النادي المتقدم، والحقيقة المرة أن فريق القلب غالبا ما يعجز عن ضمان 20 ألف وقت الأزمات والأيام الحالكة”.                                                         مروان. ب

 

الرجوع إلى الأعلى