شهدت مرحلة الذهاب لبطولة الرابطة المحترفة الأولى، تداول 5 أندية على كرسي الصدارة، لكن تسوية الرزنامة مكن اتحاد الجزائر، من إحكام سيطرته على مشعل القيادة، والتربع على عرش الريادة، بعزف منفرد، مع تقديم أوراق الاعتماد لواحد من أكبر المرشحين، لاعتلاء منصة التتويج في ختام المشوار، وبالتالي إحراز اللقب الثالث في عهد الاحتراف، وذلك بالنظر إلى الفارق الذي يفصله عن أقرب المنافسين، فضلا عن المشوار الناجح الذي قطعه الفريق، في الوقت الذي فقد فيه «البطل» شباب قسنطينة هيبته، وخسر رهان الدفاع عن تاجه مبكرا، مقابل انهيار «النسر» السطايفي و»الكناري» القبائلي في ختام مرحلة الذهاب.
وكانت بداية الموسم من صنع جمعية عين مليلة، التي تواجدت في الصدارة بفضل فوزها على البساط بنقاط مباراة بلوزداد، ثم تخطي عقبة وفاق سطيف، وبعدها العودة بتعادل من المدية، لكن «لاصام» عادت إلى حجمها الحقيقي مع تقدم المنافسة، ليتسلم الزبائن التقليديون المقود، في صورة وفاق سطيف، شبيبة القبائل واتحاد العاصمة.

تتويج «سوسطارة» باللقب الشتوي يعد منطقيا إلى أبعد الحدود، لأن تشكيلة المدرب فروجي أدت مشوارا إيجابيا، بدليل أنها لم تتجرع مرارة الهزيمة سوى في مناسبة واحدة منذ بداية المنافسة، وكان ذلك في الجولة الرابعة ببشار، عند الانهيار بثلاثية نظيفة أمام شبيبة الساورة، ولو أن الفوز في شبيبة القبائل عند تسوية رزنامة الجولة 13، كان كافيا لقب الموازين وتنصيب الاتحاد العاصمي في الريادة، ليعمق الفارق في آخر جولتين من مرحلة الذهاب، باستغلال هزيمة «الكناري» في مناسبتين، وكذلك الحال بالنسبة لوفاق سطيف.
بالموازاة مع ذلك، فإن بطل النسخة السابقة شباب قسنطينة، كان خارج الإطار في النصف الأول من هذا الموسم، حيث أن «السنافر» ظلوا يتخبطون في أزمة نتائج، امتدت على مدار 9 مباريات متتالية، لم يتذوقوا فيها حلاوة الانتصار، منذ الجولة الخامسة إلى غاية آخر لقاء في المرحلة، وقد تزامن مع تسوية الرزنامة، لما عاد «الخضورة» بفوز مفاجئ من تيزي وزو، أنهى فترة الأزمة، والتي دامت 70 يوما، مما أدى إلى تراجع الرصيد النقطي ب 12 نقطة، بالمقارنة مع حصاد الموسم الفارط في نفس المرحلة.
على صعيد آخر، فإن وفاق سطيف ظل وفيا لعادته، ونتائجه تبقى متذبذبة، خاصة في ختام النصف الأول من المشوار، بتلقي ثلاث هزائم متتالية، الأمر الذي عجل بفسخ عقد المدرب الطاوسي، رغم أن «النسور» كانت قادرة على منافسة اتحاد الجزائر على التاج الشرفي، والانهيار المفاجئ تسبب في تقهقرها إلى الصف الرابع، وهو نفس ترتيب مرحلة الذهاب للموسم المنصرم.
من جهة أخرى، فإن شبيبة القبائل سجلت في بداية هذا الموسم عودتها إلى الواجهة، بتحقيق مشوار يختلف عن ذلك الذي عهدته في السنوات القليلة الماضية، حيث أن «الكناري» استعاد عافيته، وحقق سلسلة من الانتصارات داخل وخارج القواعد، من أبرزها المرور على السرعة الخامسة، في «الكلاسيكو» ضد مولودية الجزائر ببولوغين، وكذا العودة بكامل الزاد من سطيف، ولو أن خسارة أبناء «جرجرة» أمام «سوسطارة» أزاحتهم من الريادة، وتسببت في تراجع ملحوظ، سيما بعد الانهزام في تيزي وزو أمام شباب قسنطينة، وإنهاء مرحلة الذهاب بهزيمة في البرج، بعدما كان «الكناري»، قد صمد في الثلث الأول من المشوار، ولم يذق طعم الهزيمة.
إلى ذلك، فإن النصف الأول من البطولة مكن نصر حسين داي، من مسايرة الريتم الذي فرضه الموسم الماضي، وذلك بالتواجد في الصف الثالث، وكذلك الشأن بالنسبة لشبيبة الساورة، رغم أن «نسور الجنوب» فقدوا القليل من هيبتهم في عقر الديار، حيث انهزموا أمام أهلي البرج، وتعادلوا في مناسبتين مع بارادو والمدية، بينما تبقى عقدة «الديربيات» العاصمية تلاحق «النهد»، على العكس من الموسم الفارط.
وإذا كان أولمبي المدية، قد حافظ على ميزته بحسن التفاوض خارج الديار مع «الكبار»، بالتعادل في العديد من المباريات، مع تضييع الكثير من النقاط داخل القواعد، فإن مرحلة الذهاب كرست معاناة شباب بلوزداد، الذي صنع الحدث على طريقته الخاصة، بتدشين المشوار بهزيمة على البساط، بسبب مشكل الاجازات، في «سيناريو» مستنسخ من ذلك الذي كان سريع غيليزان، قد عايشه منذ موسمين، لأن عقوبة خصم النقاط من الرصيد أجبرت أبناء «العقيبة» على ملازمة المركز الأخير، وحمل الفانوس الأحمر لفترة طويلة، في حين يبقى دفاع تاجنانت يصارع ضمن كوكبة المؤخرة، بنفس إيقاع الموسم الفارط، حاله حال اتحاد بلعباس، لأن قطار «المكرة» سار على درب سابقيه، وحامل الكاس سرعان ما يتخبط في دوامة من المشاكل، وهذا الأمر انطبق على «الموب» وبلوزداد في آخر ثلاثة مواسم.
وعلى ذكر مولودية بجاية، فإن الضيوف الجدد على حظيرة الكبار لم يتمكنوا من إثبات وجودهم بقوة، إذ أن جمعية عين مليلة ليست بمنأى عن حسابات السقوط، وتتواجد على بعد خطوتين فقط من أول النازلين، حالها حال أهلي البرج الذي تنفس الصعداء بفضل الفوز الثمين الذي حققه على شبيبة القبائل في ختام مرحلة الذهاب، ولو أن المولودية البجاوية تتواجد في نفس الوضعية .
صالح فرطــاس

رغم حرج الجولة 12 ولقاء سوسطارة الجياسكا
105 أيام احتاجتها الرابطة لبرمجة 15 جولة
تعد مرحلة الذهاب للموسم الجاري، الأقصر في تاريخ البطولة الجزائرية منذ دخول عهد الاحتراف، وذلك بعد البرمجة الاستثنائية التي اعتمدتها الرابطة، والتي جعلت النصف الأول من المنافسة يمتد على مدار 105 أيام، في انتظار تسوية الرزنامة بإجراء مباراة واحدة مؤجلة.
وكان الموسم الكروي، قد انطلق يوم 10 أوت 2018، بإجراء مباراة رفع الستار بين البطل شباب قسنطينة ونصر حسين داي، لكن إشكالية البرمجة طفت على السطح عند الجولة 12، والتي تزامنت مع موعد انعقاد الجمعية العامة الاستثنائية للفاف، إذ أن رئيس الرابطة عبد الكريم مدوار، كان في بادئ الأمر، قد تعنت في اتخاذ قرار تأجيل الجولة، سيما بعد الطلب الذي تقدمت به إدارة مولودية الجزائر لتأخير لقائها ضد شبيبة الساورة، بحجة التأثر بأحداث البرج، إلا أن هذا التعنت أجبر مدوار على اتخاذ قرار التأجيل في آخر لحظة، قبل أقل من 12 ساعة، من الموعد الذي كان محددا لانطلاق اللقاءات.
هذا القرار، كان بمثابة المنعرج في تنظيم البرمجة، رغم أن الرابطة كانت قد التزمت بتعويض الأندية مصاريف الإيواء والنقل الإطعام، لكن عواقبه كانت وخيمة على «مصداقية» هيئة مدوار، بدليل أنه أعقب بقضية أخرى كادت أن تعصف بمدوار من رئاسة الرابطة المحترفة، لأن ملف مباراة «الكلاسيكو» بين اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل أسال الكثير من الحبر، ليجد مدوار نفسه مرغما، على تكرار نفس «السيناريو» واتخاذ قرار تأجيل المقابلة تحت جنح «الظلام» في ساعة جد متأخرة من الليل، لتطفو على السطح مشاكل داخلية بين أعضاء الرابطة، بلغت حد التخطيط لسحب الثقة من مدوار، إلا أن رئيس الفاف تدخل وسارع لاحتواء الوضع.
وجاءت البرمجة الاستثنائية للرابطة، وفقا لارتباطات النوادي الجزائرية على الصعيدين القاري والعربي، لأن نفس الفرق تبقى معنية بالمشاركة في منافستين خارجتين، الأمر الذي دفع بالرابطة إلى الإسراع في إسدال الستار على مرحلة الذهاب، واعتماد فترة راحة استثنائية من نهاية نوفمبر، حتى تستغل هذه الفترة للمشاركة القارية، وتفادي تأجيل مباريات من البطولة الوطنية، سيما وأن 7 أندية جزائرية ستكون معنية بخوض لقاءات في المنافسات الإفريقية وكذا دوري أبطال العرب.
ص / فرطــاس

أرقام من مرحلة الذهاب
سوسطارة أفضل هجوم بـ 27 هدفا
أكد اتحاد الجزائر أحقيته بالمرتبة التي يحتلها، قبل اختتامه مرحلة الذهاب (تنقصه مباراة مؤجلة أمام وفاق سطيف)، بالنظر إلى كونه يضم أفضل هجوم في البطولة الوطنية، حيث نجح أشبال فروجي في زيارة شباك المنافسين في 27 مناسبة، في الوقت الذي يحتل هجوم بارادو الصف الثاني بـ 21 هدفا، وشبيبة القبائل ثالثا بـ 19 هدفا، مع العلم أن مرحلة الذهاب إلى غاية الآن سجل فيها 243 هدفا.

دفاع الساورة الأحسن
احتلت شبيبة الساورة الصف الأول على مستوى خط الدفاع، حيث لم تستقبل شباك نسور الجنوب، سوى ستة أهداف فقط في 15 مباراة، بمعدل أقل من نصف هدف في المباراة الواحدة، وهو ما يؤكد المنظومة الدفاعية القوية لأشبال نغيز، ويأتي بعدها شبيبة القبائل، التي تلقت شباكها 10 أهداف، منها ثنائية شباب قسنطينة، التي جعلت «كناري» جرجرة يتذوق أول خسارة فوق ميدانه، وبعدها اتحاد الجزائر كثالث أفضل دفاع بـ11 هدفا، وشباب قسنطينة في المرتبة الرابعة بتلقيه 12 هدفا.

مرمى الموب الأكثر تلق للأهداف
وفي السياق ذاته، يعتبر دفاع مولودية بجاية الأضعف في البطولة الوطنية، من خلال استقباله 23 هدفا، من بينها رباعية أمام شباب بلوزداد وخماسية أمام البطل الشتوي اتحاد الجزائر، وهو ما يؤكد ضعف الخط الخلفي للموب، إلى جانب خط دفاع تاجنانت، الذي تلقى 22 هدفا في 15 مباراة، بمعدل أكثر من هدف في كل مباراة.

سوسطارة أفضل فريق داخل الديار
ويعتبر اتحاد العاصمة أفضل فريق داخل الديار، برصيد 19 نقطة كاملة، رغم أن أشبال فروجي تنقصهم مباراة أخرى داخل الديار أمام وفاق سطيف، علما وأن الاتحاد فاز في ست مباريات وتعادل في مناسبة واحدة، كانت في الديربي أمام مولودية الجزائر بنتيجة صفر مقابل صفر.

المدية ومولودية الجزائر وبلوزداد الأضعف بمعاقلهم
وأما بخصوص أضعف فريق داخل الديار، فيتعلق الأمر بأولمبي المدية، الذي حقق 7 نقاط فقط من أصل 8 مباريات لعبها رفقاء عدادي بملعب إمام إلياس، وبعده مولودية الجزائر وشباب بلوزداد بنفس الرصيد 8 نقاط، في الوقت الذي يعتبر أحسن فريق خارج الديار اتحاد الجزائر، الذي حصد 14 نقطة كاملة من أصل سبع مباريات خاضها خارج الديار، فيما سجل دفاع تاجنانت أضعف نتائج خارج ميدان إسماعيل لهوى، من خلال حصد ثلاث نقاط فقط من ثلاث تعادلات.

السنافر والاتحاد لم ينهزما بقواعدهما
وفي انتظار استكمال مرحلة الذهاب هذا الخميس، من خلال إجراء مباراة اتحاد الجزائر ووفاق سطيف، يبقى البطل الشتوي أبناء فروجي والنادي الرياضي القسنطيني، الوحيدان اللذان لم يتذوقا طعم الهزيمة داخل الديار، في الوقت الذي سجل فيه شباب بلوزداد أكبر عدد من الهزائم بأربع مباريات ووفاق سطيف ودفاع تاجنانت في ثلاث مناسبات.

إيبارا حفظ ماء وجه الأجانب
نعيجي هداف الشتاء وعريبي يخطف الأنظار
عرفت مباريات مرحلة الذهاب من بطولة الرابطة الأولى المحترفة، تسجيل 243 هدفا. وتألق مهاجم نادي بارادو زكريا نعيجي في النصف الأول من بطولة الموسم الجاري، بعد توقيعه أحد عشر هدفا كاملا، حيث نجح في قيادة فريقه نحو أفضل النتائج الإيجابية في كثير من المباريات، وما جعله أيضا محل أطماع عدد من الأندية، يتقدمها النادي الإفريقي التونسي.
ويراقب مهاجم دفاع تاجنانت كريم عريبي السباق عن قرب، حيث تألق اللاعب السابق لشباب باتنة وشباب بلوزداد، بتسجيله لعشرة أهداف كاملة، وهو رقم جيد إلى حد بعيد، بدليل تسجيله لأكثر من نصف الأهداف، التي سجلتها «الدياربيتي» في مرحلة الذهاب.
 وفي المرتبة الثالثة نجد مهاجم اتحاد الجزائر برانس ايبارا، الذي سجل لغاية الآن ستة أهداف، وكان الكونغولي بإمكانه تسجيل عدد أكبر، لولا غيابه المتكرر عن المباريات، بسبب مشاركاته الدولية مع منتخب بلاده.
وفي ترتيب الهدافين، نجد في المرتبة الرابعة ثلاثة مهاجمين تمكنوا من تسجيل خمسة أهداف، ويتعلق الأمر بكل من أمقران من مولودية بجاية وبلقاسمي من شباب قسنطينة، وأخيرا ناجي من مولودية وهران.
والغريب في أرقام مرحلة الذهاب، هو عجز هداف بطل الموسم الماضي محمد الأمين عبيد من تسجيل أكثر من هدفين، حيث تراجعت أرقامه بشكل كبير، وهو ما كان من الأسباب الرئيسية أيضا، التي تسببت في تراجع نتائج السنافر في بطولة الموسم الجاري، في وقت يبقى أيبارا الاحسن، فيما يتعلق بمردود المهاجمين الأجانب الناشطين بالنوادي الجزائرية، الذين فشلوا فشلا ذريعا حتى أن بعضهم، سرح قبل الوقت على غرار كاغامبيغا لاعب شباب قسنطينة، واسماعيلا ديارا مهاجم الأهلي البرايجي الذي وضع على قائمة المسرحين قبل انتهاء مرحلة الذهاب.           أحمد خليل

70 بالمئة من الخبرة الأجنبية رحلت قبل منتصف الموسم
تغيير المدربين مس 12 ناديا والاستقرار في خبر كان !
يأبى مسؤولو الأندية الجزائرية، الاستفادة من أخطاء الماضي، والعمل على توظيف الإحصائيات والأرقام، بما يحسن من طريقة تسييرهم ويجعلهم يحصدون ثمار ما يعدوا به كل صيف، حين تجدهم يتسابقون بل ويتهافتون على مختلف المنابر الإعلامية، للتبجح  بصفقات «الميركاتو» والحديث عن الأهداف المسطرة، و جاهزية فرقهم للمنافسة على الألقاب والتتويجات.
وبينت مرة أخرى،  لغة الأرقام المستخلصة من إحصائيات النصف الأول من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، أن الاستقرار يبقى أول عامل في طريق حصد التتويجات والألقاب، كما كرست بعض أرقام  مرحلة الذهاب، طريقة تعامل مسؤولي الأندية مع أول مسؤول على الجانب الفني ونعني به المدرب، حيث لا يزال هذا «المنصب» قاذفا ومن يشغله قد يكون «كبش فداء» في ختام أي جولة، يمتص به رئيس النادي غضب أنصاره في حال تسجيل نتائج سلبية.
وقبل بداية الموسم، لم تحافظ سوى 4 أندية على طواقمها «التي ورثتها» من نهاية الموسم المنصرم، وهي شباب قسنطينة (عمراني) ومولودية الجزائر (كازوني) ودفاع تاجنانت (حمادي الدو) وشبيبة الساورة (نغيز)، فيما لجأ 12 فريقا لتغيير مدربيهم، من خلال الاستعانة بالكفاءة المحلية أو الأجنبية، التي وصل عددها عند خط الانطلاقة ل10 مدربين (4 فرنسيين ومغربيان وتونسيان وبرتغالي وإسباني)، غير أن ختام مرحلة الذهاب، كشف عن حصيلة رهيبة لعدد المدربين المقالين أو المستقلين، أرقامها وتفاصيلها ستكون مؤشرا إضافيا، يفضح طريقة تسيير الأندية الجزائرية، المناقضة لشعارات رؤسائها بالعمل على المديين المتوسط والبعيد.
وعمد 12 فريقا من أندية الرابطة المحترفة الأولى، لتغيير المدربين قبل نهاية النصف الأول من البطولة، في حين خطف فريقا دفاع تاجنانت وشباب بلوزداد صاحبا مؤخرة الترتيب، الأضواء بتوظيفهم لعدة مدربين مند بداية الموسم، فشباب بلوزداد الذي استهلاك 3 مدربين قبل الانطلاقة، باشر الموسم مع التقني الوهراني سي الطاهر شريف الوزاني، قبل أن يغادر مرغما بسبب مشاكل الفريق، في حين ظل رئيس دفاع تاجنانت وفيا لعادته، بعد أن استهل الموسم بطاقم الموسم الماضي، ومسؤوله حمادي الدو، اضطر لجلب كمال بوهلال، غير أنه سرعان ما رحل، ليجد ليامين بوغرارة نفسه، مدربا للفريق الذي صنع أيامه الجميلة قبل مواسم.
لجوء أندية الرابطة المحترفة الأولى للكفاءة الأجنبية، ثبت في النصف الأول من البطولة أنه خيارا خاطئا، بدليل أن 7 أطقم من مجمل العشرة التي بدأت الموسم تم تغييرها، كما شد ختام النصف الأول من الموسم، الأنظار، بعد أن كرر وفاق سطيف عادته بفك الارتباط مع  المدرب عند حلول الشتاء، فيما وضع شباب قسنطينة أحد الأندية التي رافعت إدارتها لعامل الاستقرار، حدا لعلاقة رائعة ربطته بالمدرب عمراني قبل سنتين، وانتهت بعودة ممثل سيرتا لمنصة التتويجات بعد عقدين عجاف، تأرجحت خلالها مسيرته، بين البحث عن الصعود والركض خلف هدف ضمان البقاء.
كما قدمت حوصلة مرحلة الذهاب، رقما يجب أن يعتبر عند دراسته كل مسوؤل بنادي رياضي، لأن الأندية الثلاثة التي تسيدت البوديوم، ونعني بها اتحاد الجزائر وشبيبة القبائل وشبيبة الساورة، تبقى إلى جانب نادي الأكاديمية، الوحيدة التي احترمت مبدأ الاستقرار لأنها خلدت للراحة الشتوية، وعلى رأس طاقم تدريبها نفس الأسماء التي ظهرت للكاميرات عند منح ضربة الانطلاقة، فيما حملت مرغمة الفانوس الأحمر، تلك الأندية التي تفننت في استبدال التقنيين بين الفينة والأخرى.
كريم  - ك

تقنية الفار ومعاقبة بعض الحكام أهم حدث
سخط كبير على التعيينات ومطالب تنحية أمالو تتزايد
لم يختلف النصف الأول من الموسم الجاري، عن سابقيه بخصوص سلك التحكيم، لأن أصابع الاتهام، تبقى موجهة لفرسان الميادين وحتى المسؤولين على تعييناتهم، وبعض الرؤساء صعدوا من لهجتهم، في الحديث عن الصفارة الجزائرية، مع المطالبة بتنحية المكلف بالتعيينات مختار أمالو، كونه لا يحوز على الصفة التي تخوّل له بالتواجد في المكتب الفيدرالي، لكن «ثقة» زطشي جعلت منه صاحب «الحل والربط» في قضية تعيينات الحكام.
تواصل موجة الاحتجاج على التحكيم، دفعت بالمكتب الفيدرالي إلى اتخاذ بعض التدابير الميدانية، والتي كانت من أبرزها معاقبة 4 حكام، ويتعلق الأمر بالسعيد عوينة، الذي تقرر تجريده من الشارة الدولية، على خلفية الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في مباراة مولودية وهران ومولودية الجزائر، وهو نفس المصير الذي لقيه لطفي بوكواسة، بعد الهفوات التي ارتكبها في مقابلة دفاع تاجنانت وشبيبة الساورة.
إلى ذلك، فقد قررت الفاف تعليق نشاط بوبكر زواوي إلى إشعار آخر، بسبب القرارات، التي كانت قد اتخذها في لقاء شبيبة القبائل وشباب بلوزداد، بينما تم وضع الحكم مرزوق براهيمي في «الثلاجة» إلى غاية نهاية الموسم، على خلفية أحداث مباراة شبيبة الساورة وأهلي البرج، كونه لم يشر إلى التوقف الذي شهده اللقاء على مدار 13 دقيقة، فضلا عن إشكالية التقرير الذي لم يرسله إلى الرابطة إلا بعد 4 أيام، وكانت حينها لجنة الانضباط، قد عالجت القضية وأصدرت قراراتها.
أخطاء الحكام، جعلت المكتب الفيدرالي يبادر إلى خوض تجارب، بخصوص تقنية «الفار»، وذلك بالتنسيق مع طاقم تقني من المؤسسة العمومية للتلفزيون، لكن دون المرور إلى مرحلة الترسيم في اللقاءات، بينما يبقى مقترح توسيع تركيبة طاقم التحكيم في مرحلة الإياب مطروحا، وذلك بإلحاق حكمين بالطاقم، يتكفلان بمتابعة اللقطات على مقربة من خط المرمى، ولو أن غضب ممثلي النوادي والمدربين على الحكام يبقى متواصلا، بسبب الأخطاء المرتكبة، والتي غالبا ما يكون لها تأثير مباشر على النتائج.
ص / فرطــاس

المدرب عبد القادر عمراني للنصر
سوسطارة بمشوار استثنائي وشبيبة القبائل مفاجأة سارة
• حزين لمشاهد العنف والتحكيم يبقى نقطة سلبية
• كيف تقيم مستوى مرحلة الذهاب؟
أعتقد بأن مستوى مرحلة الذهاب  كان جد متباين، وكشف النصف الأول عن هوية المرشح بقوة للتنافس على اللقب، ويتعلق الأمر بفريق اتحاد الجزائر، الذي ظهر في ثوب البطل، وحقق نتائج جيدة، ومستوى تشكيلته ثابت، بدليل أنه حصد 33 نقطة وتنقصه مباراة، وهو الرقم الذي لم يكن بعيدا عنا عندما توجنا باللقب الموسم الفارط، أين أنهينا مرحلة الذهاب ب32 نقطة.
• ومن هو الفريق، الذي فاجأك إلى غاية الآن؟
دون تردد شبيبة القبائل، المفاجأة السارة لمرحلة الذهاب، حيث فرحنا جميعا لهذه العودة القوية لفريق عريق من هذا الحجم، وصنع أفراح الكرة الجزائرية.
• ومن هو الفريق، الذي لم يقدم ما كان منتظرا منه؟
نحن، شباب قسنطينة، لقد خيبنا الآمال ولم نكن عند مستوى تطلعات أنصارنا، رغم أننا كنا نريد الدفاع عن لقبنا بقوة، ولكن الأمر لم تسر معنا بشكل جيد، وهو ما جعلني شخصيا أفضل الانسحاب والتضحية لمصلحة الفريق، على أمل عودة النتائج الإيجابية، وعبر منبركم هذا أؤكد لأسرة النادي، بأنني سأظل مناصرا لفريق شباب قسنطينة وأتابع أخباره.
• وما هي السلبيات التي وقفت عليها خلال هذه المرحلة؟
من بين السلبيات، كثرة الأخطاء التحكيمية، والتي كانت جلها مؤثرة، وبهذا المستوى من الحكام لا يمكن تطوير كرة القدم الجزائرية، بدليل أنني لست الوحيد، الذي ندد بذلك، بل جل المدربين والمسيرين، وهو ما يجعلنا أمام حتمية مراجعة هذه النقطة، والتي تعبر في غاية الأهمية، لأنها قد تكون سببا في تفشي ظاهرة العنف.
• ماذا تقصد بالضبط؟
أنا حزين لما شاهدته على مستوى ملاعبنا، مع عودة ظاهرة العنف، التي تعتبر أكبر نقطة سوداء في كرتنا، بالنظر إلى تنامي هذه الظاهرة، إلى درجة أننا وصلنا إلى منع أنصار الفرق من التنقل إلى ملاعب أخرى، مثلما حدث مع أنصار شباب قسنطينة في مباراة مولودية الجزائر، وأعتقد بأنه حان الوقت للبحث عن حلول للقضاء على مثل هذه التصرفات، التي لا تشرفنا كمسلمين أو جزائريين، وهنا يجب التطرق إلى دور المسؤولين وحتى الصحفيين في محاربة هذه الظاهرة، وأتمنى أن تكون مرحلة العودة أفضل وأحسن من جميع النواحي.
حاوره : بورصاص . ر

 

 

الرجوع إلى الأعلى