كيف تحوّل العصير الأكثر شعبية إلى "مُخدّر" للتلاميذ؟

أثارت قضية «اكتشاف» عنصر كيميائي يصنف كمادة كحولية، في العصير المسمى «آميلا” والمستهلك بكثرة من طرف العائلات، جدلا واسعا في الجزائر، بعدما تبين أن بعض التلاميذ يستنشقون مسحوقه للحصول على مفعول «مخدر»، و للإجابة عن التساؤلات الكثيرة التي يطرحها الأولياء حول هذا المنتج، حاولت النصر تقصي الأمر في الشارع و من التلاميذ أنفسهم، كما تحدثت إلى مختصين و مسؤولين و إلى الشركة المنتجة في هذا التحقيق.
ملف من إعداد : ياسمين بوالجدري
«آميلا” هو أحد منتجات مجمع “بروما سيدور الجزائر”، الذي يعد واحدا من فروع شركة “بروما سيدور” التي تسوق سلعها الغذائية في قارة أفريقيا، بعد أن أسسها مستثمر بريطاني يدعى “روبيرت روز” انطلاقا من زمبابوي، ليشتهر أكثر بصناعات حليب البودرة.
«غني» بالفيتامينات و لا وجود لـ «بيرازول» في قائمة المكونات
و تقول الشركة في موقعها الإلكتروني إن المجمع لا يتجنب فقط وضع المواد الحافظة بعصير “آميلا” الذي لقي رواجا كبيرا وسط العائلات الجزائرية، بل أنه يضيف فيتامينات و معادن لضمان ألا يكون المنتج لذيذا فحسب، بل أيضا “مُغذّ على درجة عالية”، و هو ما يمكن ملاحظته من خلال ما كتب على الأكياس الجذابة لهذا المسحوق، حيث دون عليه أنه دون مواد حافظة و بأنه يحتوي على الحديد و الزنك و المغنزيوم و «غني» بالفيتامينات “سي”، «آ» و “بي”، فيما يتوفر بتسعة أذواق.
و عند قراءة قائمة المضافات الغذائية، يتضح أن منها السكر و المحليات و معدلات الحموضة و عطر و مستحلب و مضادات أكسدة، و هي كلها مكونات لم نجد ضمنها عنصر «بيرازول»، لكن ما لفت انتباهنا هو تدوين عبارة “لا ينصح بتناوله من طرف الأطفال”، لأن المسحوق يحتوي على مادة “فينيل آلانين”.
قضية تفجرت عبر «فايسبوك»
و قد تفجرت قضية مسحوق «آميلا» من موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، قبل أيام، عندما تم تسريب نسخة عن مراسلة رسمية مؤرخة يوم 11 ديسمبر الماضي، و انتشرت على نطاق واسعة، حيث تضمنت طلبا وجهه مدير التربية بولاية البيض إلى مدراء المؤسسات التربوية التابعة له، من أجل تحسيس التلاميذ بعدم استهلاك منتوج «آميلا”، بعدما أظهرت التحاليل المخبرية المجراة على المسحوق بالمخبر العلمي للشرطة بشاطوناف في العاصمة، أنه “يحتوي على مادة تدعى بيرازول و مصنفة صيدلانيا من بين الكحوليات التي تستخدم كمؤثر عقلي”.
مضمون هذه المراسلة أثار مخاوف الأولياء الذين ظلوا يتناقلونها لبضعة أيام، دون أن تتحرك أية جهة رسمية، إلى غاية «تبني» منظمة حماية و إرشاد المستهلك لهذه القضية في صفحتها يوم الجمعة الماضي، و طلبها توضيحات من الشركة المنتجة، ليأتي رد وزير التجارة سعيد جلاب بعد ذلك بيومين، حيث أعلن في تصريح للصحافة عن غلق المصنع الخاص بإنتاج المسحوق المذكور في البليدة، مع توجيه تعليمات للولايات بسحبه في انتظار نتائج التحاليل المخبرية، لتصدر شركة “بروما سيدور” المنتجة، أول أمس، بيانا تنفي فيه ما وصفته بـ «الإشاعات» و تتحدث فيه عن “إمكانية وجود مادة غير متوقعة”، لكنها طمأنت أن علامة “آميلا” “تحترم المعايير الجزائرية و الدولية الصارمة”.
الظاهرة موجودة منذ سنتين و فتيات يدخلن على الخط!
هذه التفاعلات التي حدثت في ظرف أسبوع، أثارت جدلا واسعا في الشارع الجزائري، خصوصا أن الأمر يتعلق بصحة تلاميذ يفترض أن يتجه تركيزهم في هذه العمر، إلى الدراسة و اللعب، عوض محاولة «تخدير» أنفسهم و لو بمسحوق موجه في الأساس، للاستهلاك عن طريق الشرب بعد إذابته في الماء.
و لتقصي الأمر أكثر، تنقلت النصر يوم أمس إلى إحدى المتوسطات الواقعة بوسط مدينة قسنطينة، حيث التقينا بمدخلها مع عدد من التلاميذ الذين أكدوا لنا أن بعض زملائهم قاموا فعلا باستعمال مسحوق العصير المذكور، كـ «مخدر»، و ذلك بعد فتح الكيس ثم استخدام أنبوب يكون عادة عبارة عن قلم، من أجل استنشاق البودرة بالأنف عبره، و الشعور بـ «الدوخة».
و الغريب أن التلاميذ أخبرونا بأن هذه الممارسات موجودة منذ قرابة عامين، كما تحدث حتى داخل القسم دون أن يتفطن إليها الأساتذة، و خلال تحدثنا إلى الصبية، خاطبنا أحدهم في تردد “لقد قمت بتجريبها لكن لمرة واحدة» و أضاف آدم البالغ من العمر 14 سنة، أنه قام بهذا الأمر خفية عن والديه من باب الفضول  تقليدا لزملائه لكن دون أن يعلم مدى خطورته، حسب تأكيده.
«أحسست بدوخة لمدة 10 دقائق»
سألنا آدم عمّا أحسه به بعد استنشاقه للبودرة فأجاب قائلا «لقد شعرت بحموضة و بحلاوة و أحسست بدوخة طفيفة لحوالي 10 دقائق”، ليضيف أنه لم يعد إلى هذا السلوك بعدما سمع بأضراره الصحية عبر وسائل الإعلام. و أخبرنا التلاميذ أن هذه الظاهرة رائجة أكثر في الطورين المتوسط و خاصة في سنواته الأخيرة و كذلك في الثانويات، و هذا حتى وسط الفتيات.
غير بعيد عن هذه المتوسطة، توجهنا إلى فضاء تجاري “سوبيريت”، كنا نتوقع أننا لن نجد فيه مسحوق “آميلا” بعد القرار الذي اتخذه وزارة التجارة، غير أننا تفاجأنا بأن أكياسه موضوعة في مدخل المحل بنكهاتها التسع، التي تباع كل منها مقابل 25 دينارا للكيس و تلقى رواجا أكبر في مذاقي الليمون و الفواكه الغابية، حسبما علمناه من البائع.
شباب يستعملونه في التدخين بـ «الشيشة»!
و ذكر التاجر أن المحل صار يقتني المسحوق المذكور بكثرة، بعدما لاحظ زيادة الطلب عليه من طرف الأطفال و حتى الأولياء، مضيفا أنه لا يزال يبيعه لأن مصالح الرقابة لم تمنع ذلك، رغم الجدل الكبير الدائر حول المنتج، قبل أن يكشف لنا بأن بعض مدخني «الشيشة» يستعملونه أيضا لـ “إضافة نكهة لها”.
بالمقابل، ذكر السيد قوميدة عزور مدير التجارة بالنيابة في ولاية قسنطينة، أن مصالحه شرعت قبل يومين من بدء الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، في عمليات السحب بناء على معلومات وردته بخصوص الاستعمال السيئ للمسحوق من طرف التلاميذ، لتستمر العملية تنفيذا لأوامر المصالح المركزية بوزارة التجارة، حيث عرفت إلى غاية يوم أمس الاثنين، حجز أكثر من 16 طنا من هذه المادة بعد إجراء 95 تدخلا، على أن يستمر الإجراء ليشمل جميع محلات الولاية.
و قد اقتطعت مديرية التجارة بقسنطينة، عينات من المسحوق تم إرسالها إلى مخبر علم السموم بالمستشفى الجامعي و مخبر مراقبة الجودة، في انتظار ظهور النتائج، حسب المسؤول.

الطبيب أمين خوجة محمد ياسين
"بيرازول" مسكن خطير على الأطفال و الحوامل
يوضح الدكتور في الطب العام بمستشفى «البير» بقسنطينة، أمين خوجة محمد ياسين، أن الاستهلاك المفرط لمادة “بيرازول”، يؤدي إلى مضاعفات صحية “خطيرة جدا”، لا تقتصر على الأطفال بل تمتد أيضا إلى النساء الحوامل المعرضات للإجهاض.
و ذكر الدكتور في اتصال بالنصر، أن انتهاء اسم أية مادة بـ «أول»، باللغة اللاتينية، يعني بأنها مادة كحولية، و هو ما ينطبق على المركب الكيميائي “بيرازول”، الذي أكد أنه عبارة عن مسكن غير أفيوني يوصف للحد من الآلام، لكن في حال الإفراط في استعماله ، قد تكون له عدة عواقب منها نقص عدد كريات الدم البيضاء في الجسم و بالتالي ضعف المناعة، و كذلك زيادة معدل خفقان القلب و بروز بثور على البشرة، كما أنها تؤثر على الجهاز التنفسي و تعقد من حالات مرضى الربو.
و يعد هذا المركب، بحسب الدكتور، بمثابة مهلوس، إذ يسبب الرعشة و أعراض جانبية غير مرغوب فيها أخرى، و منها القلق و اضطرابات السلوك و النوم، ما يجعله «خطيرا جدا»، ليس فقط على فئة الأطفال، بل أيضا على النساء الحوامل و المرضعات، إذ يُمنع عليهن تناوله بسبب تأثيراته على الجنين و الرضيع، و التي يمكن أن تصل إلى صعوبات في التنفس للمولود و ربما إجهاضه قبل ولادته. و نظرا لكل هذه الأسباب، يقول الدكتور أمين خوجة، إنه يمنع إدخال مركب “بيرازول” في الأدوية الموجهة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة.

رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك الدكتور مصطفى زبدي
غــــذاؤنا غيــــر مـــراقب بالشكل المطلوب  
يرى رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي، أن قضية عصير "آميلا" لا تزال تلفها "بعض الضبابية"، مضيفا أن مجرد وجود مادة "بيرازول" الكحولية في العصير بغض النظر عن نسبتها، يعد خرقا في حد ذاته، على اعتبار أنها غير مدرجة في المكونات التي يجب إعلام المستهلك بها.
و في اتصال بالنصر يوم أمس، قال رئيس جمعية "آبوس" التي أثارت القضية في صفحتها الرسمية على موقع "فايسبوك"، إن هيئته تتمنى و عملا بحق المعلومة، كما ذكر، رفع جميع نقاط الظل لتظهر خيوطها، خاصة أن القضية تلفها "بعض الضبابية".
و يقول زبدي إن مجرد وجود العنصر المذكور يعد في حد ذاته "خرقا للقوانين المعمول بها" و "تعدّ على حقوق المستهلك" من خلال عدم احترام المرسوم التنفيذي الخاص بإعلام المستهلك، بغض النظر إن كانت نسبته ضئيلة أو مرتفعة، لأن "بيرازول" لم يرد في المكونات المدرجة في الوسم، كما لا يمكن "الاختفاء وراء أي اسم من الأسماء الموضوعة في الوسم".
و ذكر زبدي أن هيئته تلقت نسخة من مراسلة قديمة وجهها مدير التربية بولاية المسيلة، إلى مدراء المؤسسات التربوية، يوم 13 نوفمبر من العام الماضي، حيث حذر فيها من ظاهرة استنشاق تلاميذ الطورين الثانوي و المتوسط مسحوق "آميلا"، مضيفا أن "آبوس" ستتخذ إجراءات المتابعة القضائية في حال أثبتت التحاليل المخبرية وجود مادة "بيرازول" الكحولية في المنتوج.
زبدي يرى أن المنتجات الغذائية التي يستهلكها الجزائريون "غير مراقبة بالشكل المطلوب"، لأن مراقبتها تعتمد، كما قال، على التحاليل القاعدية الميكربيولوجية و الفيزيوكيميائية، دون التوغل أكثر في المكونات، و هو ما يتطلب، بحسبه، إعادة النظر في أساليب الرقابة خاصة ما تعلق بالمواد الغذائية، و ذلك من خلال رسم خريطة جديدة لإجراء تحاليل معمقة و تهيئة المخابر بالعتاد الضروري.

رئيس مخبر علم السموم بالمستشفى الجامعي بقسنطينة
نتــــــائــج التحـــاليـــل ستظهر بعد أسبوع
يؤكد مدير مخبر علم السموم و علوم الطفيليات و الفطريات بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، البروفيسور محمد الحبيب بلماحي، أنه انطلق أمس في إجراء تحاليل على مسحوق عصير "آميلا"، قال إنها ستظهر بعد حوالي أسبوع.
و ذكر البروفيسور بلماحي أن مصالح مديرية التجارة أرسلت له مساء أول أمس عينات من مسحوق عصير "آميلا" بأذواقه التسعة، قصد إجراء التحاليل عليها و التأكد إن كانت سامة أم لا، و هو عمل أكد أنه سوف يستغرق حوالي أسبوع قبل ظهور النتائج النهائية.
بلماحي فضل عدم الحديث عن إمكانية وجود مادة "بيرازول" في المسحوق، لكنه أوضح بأنها عبارة عن مركب كيميائي قد يتغير نشاطه إذا اتصل جزء منه بجزئية ما، موضحا بأنه لا يستطيع الفصل بأن المنتج مضر أو لا قبل ظهور نتائج التحاليل، التي ستشمل الأنواع التسعة للمسحوق، لأن لكل منها مكونات خاصة تختلف حسب المضافات و اللون، و ذلك قصد التأكد إن كانت تستعمل فعلا كمخدر.
و ذكر البروفيسور أن مجرد التحقق من وجود مادة محظورة في المنتج، يعني أنه غير مطابق بغض النظر عن تركيزها، مضيفا أنه يجب أولا تحديد نوع المادة لتحديد حجم الخطورة، كما أوضح أن عائلات أشباه القلويات "ألكاويد" كثيرة و منها ما هو خطير، حيث تستعمل حتى في الأدوية الموجهة للتخدير على غرار مركب "أتروبين"، الذي يؤثر استهلاكه غير الصحيح على صحة الإنسان.

المدير العام للرقابة و قمع الغش بوزارة التجارة يصرح للنصر
وجــــــود عنصـــر «بيرازول» في مسحــــوق العصيــــر ممنوع بغض النظر عن نسبته
ذكر السيد بن عبد الرحمان بن عزيز، المدير العام للرقابة و قمع الغش بوزارة التجارة، أن هذه الأخيرة ستُبقي على تعليق عملية تسويق مسحوق “آميلا”، إلى غاية ظهور نتائج التحاليل التي تجرى حاليا عليه، موضحا أن عنصر “بيرازول” لا يدخل في إنتاج العصير مهما كان تركيزه.
و صرح المسؤول في اتصال هاتفي مع النصر أمس الإثنين، أن تحرك الوزارة جاء بناء على معلومات تقول بأن مسحوق “آميلا” به عنصر “بيرازول” الذي يدخل ضمن مركبات “ألكالويد” المستعملة في صناعة الأدوية، و على هذا الأساس و من مبدأ الحذر و الاستباق، تم، مثلما يتابع، تعليق عملية تسويق ملايين الأكياس منه و هي عملية أكد أنها ستتواصل إلى غاية ظهور نتائج التحاليل.
و يقول الإطار في وزارة التجارة، إن “بيرازول” عبارة عن جزيء مستخلص بطريقة كيميائية و لا يدخل في إنتاج المسحوق، و يبدو، كما أضاف، أنه موجود في المنتج و ليس ضمن المكونات أو مضاف غذائي، حيث ستحدد التحاليل مصدره، موضحا أنه لم يصرح بأن وجود نسبة معينة منه في العصير، أمر مسموح به، بل أكد أنه أوضح بأنه “ربما يكون الجزيء موجودا بأحد المكونات لكن بدرجة لم تحدد بعد».
و ذكر بن عبد الرحمان أن التحاليل ستبين إن كان “بيرازول” أدخِل ضمن المضافات الغذائية، أو إن سجل خطأ ما أو شيء آخر ، لكن قبل التوصل إلى نتائج نهائية تحدد طبيعة هذا العنصر، تم غلق مصنع بوفاريك بولاية البليدة.

مسؤولة الاتصال بمجمع «بروماسيدور الجزائر»
ما يُشاع عن "آميلا" إدعاءات إلى غاية ظهور نتائج التحاليل
ذكرت السيدة بن كريتلي نورية مسؤولة الاتصال بمجمع “بروماسيدور الجزائر”، المُنتِج لمسحوق العصير “آميلا”، أن الشركة تضع صحة المستهلك في قائمة أولوياتها، مؤكدة أن نتائج التحاليل الداخلية التي أجرتها، سيُعلن عنها لوسائل الإعلام مهما كانت نتائجها.
و ذكرت بن كريتلي في اتصال بالنصر يوم أمس، أن المجمع ينشط بالجزائر طيلة 15 سنة لم تسجل خلالها أية قضية مماثلة، إذ كان العمل يتم تحت رقابة الجهات المعنية و بالتعاون و بالتنسيق معها، و كذلك بالحصول على الاعتمادات اللازمة، مضيفة أن الشركة “أخذت الإدعاءات بجدية”، حيث أطلقت تحاليل قالت إنه سيُعلَن عن نتائجها فور صدورها، لوسائل الإعلام، و ذلك بكل شفافية، مفضلة عدم التعليق على إمكانية وجود مادة “بيرازول” الكحولية في المنتج.
و أضافت محدثتنا أن الإرشادات التي وضعت في غلاف المسحوق، تبيّن أن الاستهلاك لا يتم إلا بخلط المحتوى في لتر و نصف من الماء، غير أن استعمال بعض الأطفال للبودرة عن طريق الشم، أثار انتباه المجمع، خاصة أن الأمر يتعلق بتلاميذ المدارس، و هو ما جعله، مثلما توضح، يفكر في إطلاق حملات تحسيس لتبيين طرق الاستخدام، خاصة أن هذا الأمر أصبح، حسب السيدة كريتلي، واجبا يدخل في صلب انشغالات الشركة.

 

الرجوع إلى الأعلى