• ثانويات تتحول إلى مراكز لإجراء الاختبارات
أخذت ظاهرة الدروس الخصوصية أبعادا خطيرة، و أصبحت تهدد المنظومة التربوية،  لأن الأساتذة الذين يقدمونها في مرائب  أو حجرات مكتظة دون طاولات، أصبحوا يبرمجونها خلال أيام الأسبوع  في نفس توقيت الحصص النظامية من أجل جمع مبالغ مالية كبيرة، تصل إلى 15 مليون سنتيم للمادة العلمية في السنة، ما دفع بعدد كبير من التلاميذ للتغيب، و حتى التوقف عن الدراسة بثانوياتهم، التي أصبحت في نظرهم مؤسسة لإجراء الفروض و الامتحانات، أو حضور حصص التربية البدنية، فيما يصبون جل تركيزهم على ما يقدمه أساتذة الدروس الخصوصية، مشككين في مستوى أساتذة الثانويات.
روبورتاج / أسماء ب
التعليم الموازي الذي يفرضه الأساتذة الخواص على تلاميذ الأقسام النهائية ، يتسبب في تشتت أذهانهم ، فيضطر الكثير منهم للتضحية بساعات الدراسة للالتحاق بدروس الدعم، و هو ما كشفه للنصر عدد من التلاميذ، و أكده مساعدون تربويون و أساتذة، مشيرين إلى تسجيل عديد الغيابات بأقسام البكالوريا، تصل إلى 32 تلميذا غائبا في القسم الواحد ، و برر  متمدرسون ذلك بضرورة حضور دروس الدعم، بحجة أن أساتذة الثانويات «غير أكفاء أو غير جديين»، فيما حذر مختصون من تأثير ذلك على الصحة النفسية  و البدنية للتلاميذ .
أفواج بـ 90 تلميذا في حجرات دون طاولات

 النصر زارت خلال أيام الأسبوع الفضاءات التي تقدم بها الدروس الخصوصية، على غرار باب القنطرة و شارع بلوزداد «سان جان» و كذا سيدي مبروك و غيرها من الأحياء، فوجدنا تلاميذ يتوافدون على إحدى البنايات، ما جعلنا نستفسر إذا كانت مخصصة لحصص الدعم، فقال لنا تلميذ بأنها عبارة عن شقة مخصصة لتقديم الدروس الخصوصية في مادة الفيزياء و كذا الرياضيات، و وقفنا أمامها بعض الوقت، لنلاحظ مدى إقبال التلاميذ، فلاحظنا بأن العشرات يتوجهون إليها رغم أنه يوم دوام بالنسبة للمدارس النظامية.
90 تلميذا في الفوج الواحد لمادة الفيزياء
دخلنا البناية للوقوف عن كثب على  الظروف التي تقدم فيها هذه الدروس و كذا الاستفسار عن توقيت الحصص الإضافية و الأسعار و إذا كان بإمكاننا تسجيل تلميذة جديدة، وجدنا مدخل الشقة شابا جالسا على طاولة و بيده قائمة التلاميذ و قلم، فعلمنا أنه المسؤول عن تسجيل الحضور و كذا الرد على الاستفسارات ، فقال لنا بأن 5 أفواج تتلقى دروس الدعم في الفيزياء، كل فوج يضم أكثر من 90 تلميذا، موضحا بأن الحصص موزعة على يومي الجمعة و السبت، فيما تقدم حصص إضافية ، حسب عدد الأفواج، بمعدل حصة في اليوم الواحد، و ذلك أيام الأحد و الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس، و عن إمكانية تسجيل تلميذة جديدة، رد بالإيجاب بالرغم من أن الفوج الواحد يتكون من أكثر من 90 تلميذا، و أضاف «مرحبا بها بإمكانها التسجيل في أي وقت».
لم نشأ أن نغادر المكان قبل الدخول إلى القسم ، فلاحظنا اكتظاظا كبيرا بداخله ، نتيجة صغر مساحته، مقارنة بالعدد الكبير من التلاميذ الذين يدرسون به، و كانوا جالسين أمام بعضهم البعض على كراس قديمة من خشب ذات أرجل حديدية، ملتصقة ببعضها، فيما عوضت المحافظ الطاولات للكتابة، و هو  ما يبرز الاكتظاظ في قاعات الدروس الخصوصية، و الذي غالبا ما يشتكي الأولياء منه في الثانويات، إذا بلغ عدد التلاميذ  في القسم الواحد 45 تلميذا، لكنه كما يبدو مقبول على مستوى دروس الدعم ، فلم نلمس تذمر التلاميذ و لا الأولياء، بالرغم من أنهم يدفعون مقابل لذلك .
15 مليون سنتيم تكلفة حصص الفيزياء في سنة

تحدثنا إلى التلاميذ المقبلين على امتحانات البكالوريا، الذين وجدناهم يوم الثلاثاء بحي سيدي مبروك، ينتظرون حصة الفيزياء، فأجمعوا بأنهم يفضلون حضور دروس الدعم على متابعة الدراسة في مؤسساتهم، لكون أساتذة المواد الرئيسية، حسبهم، غير متمكنين، و لا يستفيدون مما يقدمون لهم، كما أنهم يدفعون مستحقات حصص الدعم حتى التي يتغيبون عنها، و لا تعاد لهم الدروس التي تفوتهم، ما دفع بغالبيتهم للانقطاع عن الدراسة في الثانوية مع تقديم شهادات طبية تصل مدتها إلى 25 يوما، و الاعتماد فقط على الدروس الخصوصية، التي يرون بأنها السبيل الوحيد لنيل البكالوريا.
تلاميذ يهجرون ثانوياتهم بحجة «المرض»
التلاميذ قالوا لنا بأن أساتذة الدروس الخصوصية أصبحوا لا يكتفون بتقديم حصة واحدة في الأسبوع، بحجة أن الوقت لا يكفي لإنهاء البرنامج و التفرغ للمراجعة، ما حتم إضافة حصص أخرى خلال الأسبوع، غالبا ما تتقاطع و الحصص النظامية، كما لا يكتفي المشرفون عليها بتقديمها في النهار و أصبحوا يستغلون فترة ما بعد الدوام للحصص الإضافية، و ذلك ابتداء من الساعة الخامسة و النصف إلى غاية التاسعة ليلا، و هو ما شكل ضغطا كبيرا عليهم.

التلميذ عصام الذي وجدناه بإحدى حصص الدعم، قال لنا بأنه يدرس بثانوية بن باديس بقسنطينة، تخصص علوم تجريبية، و بأن غيابه عن الحصص النظامية لا مفر منه ، حسبه، لكونه يتابع دروس الدعم في ثلاث مواد رئيسية ، تقدم يومي السبت و الجمعة، و في يوم الثلاثاء يتلقى دروسا في الفيزياء بحي سيدي مبروك و يوم الخميس مخصص لدروس العلوم الطبيعية في حي 20 أوت و الاثنين مخصص لمادة الرياضيات، و ذلك بحجم 3 ساعات للحصة الواحدة، و يدفع مقابل 4 حصص، 3 آلاف دينار بالنسبة لمادة الفيزياء ، فيما يدفع 7 آلاف دينار لأستاذ الرياضيات، لكونه مسجل بقسم خاص لكن عدد التلاميذ به 40 تلميذا، كما أكد المتحدث، و برر ذلك بكون الأستاذ مشهور و متحكم في مادته، مشيرا إلى أن دروس الدعم تكلفه أكثر من مليون سنتيم خلال 15 يوما.
و قال محمد الذي يدرس تخصص تقني رياضي بثانوية علي منجلي 3 ، بأنه توقف تماما عن الدراسة، بالرغم من أنه غير معيد، مكتفيا بحضور حصص التربية البدنية في الثانوية لكون العلامة التي يضعها الأستاذ توضع في كشف نقاط البكالوريا ، فيما يركز على حضور حصص الدعم خاصة في مادة الرياضيات، لأن أستاذا متمكنا يقدمها ، مفضلا التسجيل في قسم خاص يضم 15 تلميذا، و يدفع 15 مليون سنتيم في السنة ، و أثنى محمد على أستاذه و قال بأنه يمتحنهم بعد انقضاء كل سداسي، ليختبر مدى فهمهم للدروس، مضيفا بأن الإشكال الوحيد الذي يواجهه هو الاكتظاظ في قسم الفيزياء، حيث يصل عدد التلاميذ إلى 100 تلميذ في القسم.  
أساتذة يدفعون التلاميذ إلى التغيب عن الثانويات
أكدت لنا تلميذة تتابع دروس الدعم في مادة العلوم الطبيعية عند أستاذ مختص بإحدى بلديات قسنطينة، بأنه طلب منها و من زملائها التغيب عن الثانوية لحضور حصصه، بحجة ضرورة إتمام البرنامج لمباشرة عملية المراجعة ، و هو ما خلق إشكالا لها عند طلب الخروج من المؤسسة، حيث لا يُسمح لها بالمغادرة إلا بحضور الولي ، فتضطر للاتصال بوالدها ليُرخص لها بالخروج ، و يعيدها في ذات اليوم أو في اليوم الموالي، لتشطب من سجل الغيابات.
و وصفت ذلك بالمعاناة ،  قد أصبحت لا تملك القدرة على الاستيعاب و التركيز، بخصوص عدد الغيابات التي سبق و أن سجلتها قالت بأنها بلغت في إحدى المرات 26 غيابا، خاصة في حصة اللغة الفرنسية.
من جهته قال لنا خليل و هو من التلاميذ الممتازين، و تصل معدلاته الفصلية إلى 17  من 20 ، بأنه فضل أن يبدأ التحضير للبكالوريا قبل انطلاق الموسم الدراسي بشهر، ليكون جاهزا يوم الامتحان،
حيث باشر دروس الدعم عند أستاذ الرياضيات، لأن هذه المادة أساسية و يواجه بعض الصعوبات فيها، مؤكدا بأنه نظم برنامجه اليومي و كل أموره كانت على ما يرام في البداية، فكان يتفرغ خلال أيام الأسبوع لمراجعة ما يقدم له بالثانوية، و يخصص عطلة نهاية الأسبوع و مدتها يومين للدروس الخصوصية.
تلاميذ العلوم التجريبية و التسيير و الاقتصاد الأكثر تغيّبا

 أضاف خليل ، بأنه بعد انقضاء العطلة الشتوية ، طرأت بعض التغيرات التي أثرت عليه، و ذلك عندما قرر كل من أستاذ الرياضيات و أستاذ العلوم تقديم حصص الدعم خلال أيام الأسبوع، ما جعله يضطر للتغيب عن الثانوية ثلاث مرات في الأسبوع، و يحضر أحيانا دروسا خصوصية في الليل ، فيعود إلى البيت في التاسعة ليلا ، فأصبح لا يجد متسعا من الوقت في السهرة لانجاز واجباته المنزلية و مراجعة دروسه ،
و يضطر للاستيقاظ باكرا للمراجعة.
و اعترف المتحدث بأنه أصبح غير قادر على التركيز في القسم و استيعاب أية معلومة، و أصبح هاجس الرسوب يلاحقه ، قائلا "أشعر أنني سأرسب و لا أعرف ما أقوم به حاليا، كما أفكر في عواقب رسوبي و مدى تأثير ذلك على والدي اللذين ينتظران أن أشرفهما بالحصول على أعلى معدل ".
 خليل الابن البكر لعائلته، اضطر إلى استشارة طبيب، فنصحه بالانقطاع طيلة أسبوع عن الدراسة و إعادة تنظيم وقته، مع الحرص على تخصيص وقت للترفيه أو ممارسة الرياضة و كذا النوم الكافي للتخلص من الضغط و الطاقة السلبية، كما نصحه بتجنب دراسة نفس المادة لأكثر من أربع ساعات في اليوم .
أولياء مشتّتون بين المدارس والأقسام الموازية
روس الدعم لم تعد تشكل ضغطا على التلاميذ فقط، و إنما على الأولياء أيضا ، الذين أصبحوا المرافقين الدائمين لأبنائهم، في تنقلاتهم من الثانوية إلى أماكن تلقي دروس الدعم، ثم إعادتهم مجددا للدراسة النظامية، لتبرير الغياب و كذا لإيصالهم في الوقت المحدد، كما يخصصون عطلة نهاية الأسبوع لنقلهم من حصة لأخرى، حيث يدرس التلميذ حوالي ثلاث مواد في اليوم، تكون في الغالب بنقاط متفرقة و متباعدة.
 معاناة عديد الأولياء، تبدأ ، حسب أحدهم ، في الساعات الأولى من الصباح، فهناك عدد كبير من الأساتذة الذين يقدمون دروس الدعم على السابعة صباحا، دون مراعاة ظروف المتمدرسين القاطنين بمناطق بعيدة، و هو ما أكده لنا والد تلميذة تدرس تخصص علوم في السنة الثالثة ثانوي، حيث أكد بأنه يخصص جزءا كبيرا من وقته لابنته التي تزاول دروسا  خصوصية  في العلوم  الطبيعية و الرياضيات و الفيزياء.
 و أوضح المتحدث بأنه يخصص يومي الجمعة و السبت لنقلها بسيارته من حصة دعم لأخرى، فبالإضافة للجهد الذي يبذله، فإنه يخصص ميزانية لمستحقات دروس الدعم، إذ يدفع مبلغ ألفين و500 دينار، مقابل أربع حصص لمادة الفيزياء، و ألف و 500 دينار مستحقات مادة العلوم ، بالإضافة إلى مصاريف النقل و مطويات الدروس و التمارين التي يقدمها الأستاذ.
أستاذة مادة العلوم الطبيعية
المشكل مطروح بأغلب الثانويات
أستاذة مادة العلوم بثانوية أحمد رضا حوحو بقسنطينة كوثر قشي أكدت للنصر، بأن ظاهرة تقديم دروس الدعم في نفس توقيت الحصص النظامية، انتشرت بأغلب الثانويات، و هو إشكال،  حسبها، يؤرق عدد من الأساتذة، الذين أصبحوا يسجلون غيابات متكررة لعديد التلاميذ  ، قائلة بأنها تسجل داخل قسمها غياب نحو 8 تلاميذ في الحصة ، فيما تسجل غيابات أكثر، لدى أقسام المواد التي تعتبر ثانوية كالفرنسية.
و أوضحت المتحدثة ،  بأن المتمدرس وجد نفسه مقسما بين الالتزام بحضور الحصص النظامية، و بين أوامر أستاذ الدروس الخصوصية ، مشيرة إلى أن تلاميذها  يعتذرون لها عن غياباتهم المتكررة، و يبررون ذلك بأنهم يتلقون إنذارات بالطرد في حال تكرر الغياب عن حصص الدعم ، كما أن أولياءهم يجبرونهم على حضورها، بحجة أن المشرف عليها مشهور و أغلب الذين يتابعون دروس الدعم عنده يحصلون على معدلات لا بأس بها في المادة.
الأستاذة قالت بأن دروس الدعم تحولت من أداة لمساعدة التلميذ إلى وسيلة تتسبب في ضعف النتائج و حتى الرسوب، خاصة بالنسبة للتلاميذ الممتازين الذين غالبا ما يجبرهم آباؤهم على التسجيل فيها ، و هو ما يتسبب في تشتت الأفكار و الإرهاق، كما أن الدروس الخصوصية عودت أبناءنا على عدم بذل جهد لفهم وضعية معينة، حيث يبحثون دائما على مواضيع جاهزة و ملخصة، دون الالتزام بالخطوات المنهجية التي يتبعها الأستاذ في التعليم النظامي، و ذلك بطرح المشكلة و الفرضيات و الاطلاع على مراجع ليعرف كيفية إيجاد الحل بنفسه.
و أضافت بأن أساتذة دروس الدعم يعكفون حاليا على برمجة حصص إضافية لإنهاء البرنامج بسرعة، قبل شهر من موعد الامتحانات لتخصيص ما تبقى من الوقت للمراجعة.  
مساعدة تربوية بثانوية في علي منجلي
32 غائبا في الأقسام النهائية و أولياء يطلبون ترخيصات بالخروج  
من جهتها أكدت نجاة عصماني، مساعدة تربوية بثانوية بالمدينة الجديدة علي منجلي، بأن التلاميذ يتركون مقاعد الدراسة للالتحاق بحصص الدعم، مشيرة إلى أن المؤسسة لا تسمح لهم بالخروج ، إلا بطلب من الولي، و ذلك طبقا للنظام الداخلي ، و هو ما جعل الأبناء يستعينون بهم ،  حيث يحضر الآباء للمؤسسة بصفة دورية، لطلب تراخيص لأبنائهم بالخروج من أجل حضور حصص الدعم، ليعيدونهم في ما بعد من أجل  شطب الغياب.
و أوضحت المتحدثة بأنه يتم تسجيل 32 غائبا في الحصة الواحدة على مستوى أقسام البكالوريا الأربعة الموجودة بالثانوية و يقدر عدد التلاميذ في كل قسم بنحو 30 تلميذا ، مؤكدة بأن تلاميذ العلوم التجريبية الأكثر تغيبا، خاصة يومي الأربعاء و الخميس.
فيما لجأ تلاميذ  آخرون، حسبها ، إلى طريقة أخرى تتمثل في تقديم شهادات طبية تثبت العجز لمدة 20 يوما ، للتفرغ لمتابعة الدروس الخصوصية و المراجعة المنزلية، و عددهم حاليا 5 تلاميذ ، و غالبا ما يعودون للدراسة ليوم واحد أو حصة واحدة ، قبل مرور شهر عن تغيبهم ، لتجنب الشطب النهائي، ثم يكررون  العملية في كل مرة، و هو ما جعل مسؤولة المؤسسة تضع إجراء جديدا يتمثل في رفض الشهادات الطبية التي يمنحها أطباء خواص، و فرضت شهادات الطب المدرسي على التلاميذ الذين يتحججون بالمرض.
مدير ثانوية أبو العيد دودو
فرضنا شهادات طبية من القطاع العام لكبح الظاهرة

مدير ثانوية أبو العيد دودو بحي بكيرة، السبتي نموشي، أكد للنصر، بأن ظاهرة تغيب تلاميذ البكالوريا بسبب دروس الدعم بدأت مبكرا هذا الموسم، و هو إشكال مطروح في أغلب ثانويات الولاية، مفيدا بأن الغيابات تسجل بنسبة  أكبر وسط تلاميذ قسم التسيير و الاقتصاد، حيث يصل العدد إلى 20 تلميذا غائبا في الحصة الواحدة و التي غالبا ما تكون في الفترة المسائية، لتأتي بعدها أقسام العلوم التجريبية بدرجة متفاوتة، فيما لا تجد إدارة المؤسسة إشكالا مع أقسام الآداب و الفلسفة، مضيفا بخصوص الشهادات الطبية التي يقدمها التلاميذ ، بأنها أداة لإفلات التلاميذ، خاصة المعيدين، فقرر هو أيضا رفض الشهادات الطبية التي يمنحها لهم أطباء خواص، و إجبار كل من غاب بحجة المرض، على تقديم شهادة من الطب المدرسي.
مديرة ثانوية أحمد باي بقسنطينة
استعنت بمدرب في التنمية البشرية لتوجيه التلاميذ
مديرة ثانوية أحمد باي بقسنطينة، مونية مريمش،  قالت للنصر، بأن مشكلة الغيابات في أوساط تلاميذ البكالوريا، مطروحة بجل الثانويات، و قد سبق و أن ناقشتها مع عدد من المديرين، مؤكدة بأن ظاهرة دروس الدعم أخذت منحى خطيرا، بعد أن أصبحت تقدم بالموازاة مع الدروس الخصوصية، و تتسبب في تشتت التلاميذ و عدم قدرتهم على تنظيم وقتهم و منهجية مراجعة دروسهم .
محدثتنا قالت بأنه و على مستوى الثانوية ، سجلت عددا من الغيابات، لكن ليس بشكل ملفت، كما يحدث بباقي المؤسسات، غير أنها  أخذت جملة من الإجراءات للحد من الظاهرة ، قبل أن تتفشى أكثر فأكثر، حيث استعانت بمدرب مختص في التنمية البشرية ، ليساعد التلاميذ على الخروج من الفوضى التي يتخبطون فيها و يقدم لهم مجموعة من التوجيهات ، كما أنها ترفض الشهادات الطبية التي أصبح عديد التلاميذ يستعينون بها ، لتبرير غياباتهم المتكررة و طويلة الأمد ، و فرضت على كل من تحجج بذلك، بإحضار شهادة طبية من الطب المدرسي تثبت المرض و مدة العجز.
الأمين العام لمديرية التربية عز الدين بعزيز
مشكلة التغيّب يعالجها مدراء الثانويات
اتصلنا بالأمين العام لمديرية التربية لولاية قسنطينة بعزيز عز الدين للاستفسار عن عدد الغيابات التي تسجل على مستوى ثانويات الولاية، و الشكاوى التي يقدمها مدراء المؤسسات بخصوص مقاطعة التلاميذ للدراسة، فأكد بأن مشكلة التغيب وسط التلاميذ تبقى داخلية، يعالجها مدراء الثانويات، مشيرا إلى أن المديرية تحرص على مواظبة الأساتذة على تقديم الدروس، فتتدخل المديرية في حالة تغيب الأساتذة و الموظفين بشكل ملفت، كما أكد بأن ظاهرة الغيابات سيتم التخلص منها  في المدى القريب ، بعد إدراج جملة من الإجراءات التي سبق و أن أقرتها وزارة التربية  كإدراج نقطة  التقويم المستمر للتلاميذ التي تتضمن الحضور و المشاركة و الانضباط في القسم،  في البكالوريا،  و هو  إجراء سيقلص بشكل كبير من حجم الظاهرة، كما أكد.
الأخصائية النفسانية نوال بوغابة
 عواقب الحصص المكثفة قد تصل إلى الانتحار
المختصة النفسانية بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، نوال بوغابة ، قالت للنصر، بأن ظاهرة دروس الدعم المكثفة، تؤثر على الحالة النفسية و الصحية للتلميذ ، مشيرة إلى أن مصلحة طب الأعصاب بالمستشفى سجلت حالة تلميذة أصيبت بنزيف بالمخ ، و ذلك بسبب ضغط الدراسة ، و بعد التحدث مع والدتها اكتشفت بأن التلميذة كانت تدرس بالثانوية طوال النهار ، و تخصص ساعات الفراغ و الفترة المسائية لدروس الدعم،  و تنام حوالي ساعتين ليلا و تستيقظ باكرا للمراجعة و حل التمارين ، فأجهدت نفسها كثيرا ، بغية الحصول على معدل ممتاز و تلبية رغبة والديها ، ما أدى إلى إصابتها بمشكل صحي .
محدثتنا قالت بأن عواقب حصص الدعم المكثفة  على التلاميذ، خاصة و أنهم في مرحلة المراهقة وخيمة، و في مقدمتها شعور التلميذ بضغط كبير في  الدراسة و انقسامه بين دروس الدعم و الحصص النظامية ، و كذا المسؤولية الملقاة على عاتقه ، حيث يرى كل الأنظار متجهة إليه ، إلى جانب تصميم أوليائه على نجاحه، و هو ما قد يؤدي إلى لجوئه إلى التدخين أو  الهروب و التخلي عن الدراسة و المنزل ، و حتى استهلاك المخدرات و  الانتحار، فهناك تلاميذ حالتهم النفسية  هشة و لا يتحملون الضغط.
المختصة تنصح التلاميذ و بالأخص الممتازين الذين غالبا ما يجهدون أنفسهم كثيرا ما يؤثر على نتائجهم، بإعطاء أنفسهم قسط من الراحة، و التنزه بين الحين و الآخر،  للتخلص من ضغط الدراسة، و تجنب العزلة التامة عن المحيط العائلي و الاجتماعي.
كما تحث الأولياء على تجنب مقارنة أبنائهم بتلاميذ آخرين أحسن منهم في المستوى، لأن ذلك  يؤثر سلبا على نفسيتهم، و نتائجهم تكون عكسية، و تدعوهم  بالتزام ثقافة الحوار مع أبنائهم .
أ/ ب

الرجوع إلى الأعلى