- لايسكا - تعود إلى حظيرة المحترفين في موسم لا ينسى

تصدرت التشكيلة البطولة منذ الجولة الأولى، وانفردت بالريادة في أغلب جولات البطولة، باستثناء أربع جولات عادت فيها أريكة الصدارة للملاحق المباشر اتحاد خنشلة ،الذي كان خصما عنيدا «للحمرة» في موسم شاق. صعود «لايسكا»، ما كان ليكون لولا توفر جميع مقومات النجاح، والتي وفرتها إدارة الفريق بقيادة معمر ذيب، بالإضافة للعمل الذي قامت به الطواقم الفنية، التي تعاقبت على الفريق بداية من المدرب رشيد ترعي ولزهر رجيمي، وسمير حوحو وصولا إلى السعيد بلعريبي، الذي حقق الصعود الرابع له مع جمعية الخروب، بعد سنوات 2001 و2003 و2004، بالإضافة لتوفر تعداد أكد قوته في هذا القسم، بفضل مزيج من لاعبي الخبرة والشباب، دون أن نغفل الدور الجبار الذي قام به مناصرو الفريق، الذين أكدوا أنهم اللاعب رقم 12 في الفريق من خلال مساندتهم القوية داخل وخارج الديار، ووقوفهم مع الفريق في الأوقات الصعبة، خصوصا بعد التعثر أمام شباب حي موسى وفقدان الصدارة، وكانت بعدها الانطلاقة، أين حققت الجمعية سبعة انتصارات متتالية.
موسم الحمراء لم يكن سهلا، حيث عاش الفريق تنقلات صعبة تخللتها أحداث عنف، بقيت راسخة في أذهان اللاعبين والأنصار، حيث تعرضت حافلة الفريق للرشق وتهشم زجاجها في أم البواقي، وأعيدت المقابلة أمام اتحاد الشاوية دون جمهور، كما عاش أشبال بلعريبي أمسية صعبة أثناء تنقلهم لمواجهة اتحاد خنشلة، وصرح يومها مدرب «لايسكا» بأنه تمنى خسارة فريقه، حتى يعود اللاعبون والأنصار سالمين إلى ديارهم.
بطل المجموعة الشرقية، أكد قوته هذا الموسم على جميع المستويات، أين كان هجومه هو الأفضل وسجل 52 هدفا، وفاز بنتائج ثقيلة أين دك شباك النمرة والحراكتة بخماسية دون رد، وسجل أربعة أهداف في مرمى هلال شلغوم العيد، فيما لم تتلق شباكه سوى 13 هدفا، بفضل يقظة الحارس بولصنام، الذي لعب كل مباريات الموسم.
جمعية الخروب التي ستحتفل الشهر المقبل بمرور 92 سنة على تأسيسها، تسعى من خلال عودتها مجددا إلى الرابطة الثانية، وضع موطئ قدم لها في الساحة الوطنية، وإعادة بعث حلم التواجد في الرابطة الأولى ومنافسة أقوى الفرق، وهي التي قضت 5 مواسم في القسم الأول في الماضي القريب.
«لايسكا»، ورغم كونها مدرسة كروية عريقة، أنجبت عدة لاعبين تقمصوا ألوان الفريق الوطني في مختلف أصنافه، على رأسهم مسعود بلوصيف صخرة دفاع الخضر في الستينات، و قيطوني عبد الكريم و الهاني زيتوني وصولا إلى رماش بلقاسم ، ما زالت تبحث عن مكانة لها في الساحة الوطنية، ويتمنى عشاق الفريق أن يكون هذا الصعود بمثابة الانطلاقة وإعادة بعث المشروع القديم، الذي سقط في الماء سنة 2010 بعد فتح الشركة الرياضية وبداية مسلسل الصراعات.
صعود الأمس، الذي كان طعمه جد مميز، هو في الخامس في تاريخ الفريق من الدرجة الثالثة إلى الثانية بعد سنوات 1966 و1973 و1983 و2003، ومن الصدف أن يكون آخر صعود للقسم الثاني، بقيادة نفس المدرب السعيد بلعريبي.
حلاوة صعود الجمعية ومغادرتها قسم الهواة، مدد احتفالات الأنصار، كيف لا وهو الذي صنف في خانة الانجاز، لأنه ليس من السهل السقوط إلى هذا القسم والعودة بسرعة في ظرف موسمين، نظرا لوجود أندية عريقة وكبيرة طال مكوثها في قسم الهواة.
فوغالي زين العابدين

* الرئيس معمر ذيب: وعدت و وفيت وهذا ما تحتاجه "لايسكا" !
* الصعود كلفنا 14 مليارا ولو انتظرنا الإعانات لتبخر الحلم
أكد معمر ذيب رئيس جمعية الخروب، بأنه وفى بالوعد الذي قطعه يوم انتخابه على رأس النادي قبل موسمين، والمتمثل في إعادة الجمعية إلى الرابطة الثانية، كما حذر من عدم حفظ دروس الماضي وإلا سيعود الفريق إلى نقطة الصفر.
 رئيس الجمعية وفي حواره للنصر، كشف عن استهلاك مبلغ 14 مليارا في سبيل تحقيق الصعود، وأكد أن اجتماع جميع الأطراف في أقرب وقت ضروري وإلا سيضطر لرمي المنشفة.
حققتم الصعود بعد موسم شاق، ما هو تعليقك؟
مثلما توقعنا في بداية الموسم، الصعود لم يأت بسهولة ولعب حتى الوقت بدل الضائع، وفريقنا هو الأحق لأننا كنا الأفضل من جميع النواحي، حتى أننا نملك أحسن هجوم وأفضل دفاع، وفوزنا بنتائج عريضة داخل وخارج الديار خير دليل، ولولا الكولسة لصعدنا قبل جولات.
اتحاد خنشلة شدد عليكم الخناق حتى آخر دقيقة، ألم تشك لحظة في إمكانية ضياع الهدف؟
كما يعلم متتبعو البطولة، أن الجمعية واتحاد خنشلة كانا منذ البداية مرشحين للصعود، من خلال دخولهما المبكر في مرحلة الاستقدامات والتحضيرات، لكن فريقنا كان الأفضل ووجدنا منافسة شرسة من قبلهم خصوصا أن هذا الفريق لم يصعد للدرجة الثانية، منذ أكثر من 20 سنة، واستغل تعثراتنا في الشطر الأول لمرحلة العودة ولولا تلك التعثرات لما أمن بقدراته واستعمل كل الأساليب في سبيل الصعود، وقد سبق وأن صرحت عن اتحاد خنشلة والنتائج التي حققها، ولا أريد العودة إليها لأن المهم أننا صعدنا.
بعد صعودكم، ما هو المطلوب حتى لا تتكرر «الخيبات»؟
المهم أن ما وعدت به أثناء انتخابي في صائفة 2017، قد وفيت به وهو إعادة جمعية الخروب إلى الرابطة الثانية، والآن أنا في الفريق الهاوي وما على أعضاء الشركة، سوى الاجتماع وترتيب البيت وتسديد الديون المتراكمة، وأنا سأبقى ممثلا للفريق الهاوي، وهذا لا بد أن يكون في أقرب وقت وقبل انقضاء شهر رمضان، وإلا فسوف يعود الفريق من حيث أتى.
ما هي الخطوات التي ستقومون بها تحضيرا للموسم القادم؟
لا يمكن الحديث عن الموسم القادم دون الجلوس على طاولة واحدة، وتسديد ديون الشركة، التي بلغت حوالي 6 ملايير، وهناك خطوة أخرى تأخرنا فيها، وهي إعادة تشكيل أعضاء الجمعية العامة وضخ دماء جديدة، والأهم من كل هذا هو إعادة تقييم أسهم ورأس مال الفريق الهاوي في الشركة الرياضية، وكل هذه الخطوات لابد أن تتم في أسرع وقت.
وبخصوص هدف الفريق الموسم المقبل، هل لديكم فكرة واضحة عنه؟
الحديث عن الصعود للرابطة الأولى سابق لأوانه، ونحن بحاجة لموسمين على الأقل، نلعب فيهما البقاء بأريحية وننظم صفوفنا وبعدها يمكن الحديث عن الصعود، في الوقت الحالي لابد من ترتيب البيت أولا.
وكم صرفتم هذا الموسم من أجل تحويل الحلم لحقيقة؟
لحد الآن صرفنا 14 مليارا، وأغلبها من أموالنا الخاصة في انتظار دخول الإعانات، ولو بقينا مكتوفي الأيدي في انتظار دخول الأموال إلى الخزينة لما صعدنا، وقمنا بالالتزام بجميع وعودنا اتجاه اللاعبين من أجور ومنح، ومنحناهم اليوم (الحوار جرى أمس) منحة التعادل في عين فكرون، واللاعبون لا يدينون سوى بأجرتين سنقوم بتسويتها مباشرة بعد دخول إعانة البلدية.
حاوره: فوغالي زين العابدين

* المدرب السعيد بلعريبي: صعودي الرابع مع "لايسكا" جد مميز
اعتبر مدرب جمعية الخروب السعيد بلعريبي، صعوده الرابع مع الجمعية مميزا، لأنه جاء في الدقائق الأخيرة وفي ظروف خاصة، وأكد بأن الجمعية هي الأحق بالصعود، وعادت لمكانتها الطبيعية، كما تحدث عن الصعوبات التي واجهها في مقابلة السلاحف، وما قاله لعناصره بعد تلقي الهدف.
أكدت مجددا بأنك اختصاصي الصعود مع الجمعية، ما هو تعليقك؟
مثلما صرحت لجريدتكم، بعد اتصال الإدارة بي وموافقتي بالعودة للجمعية، وقلت أنني ذاهب إلى بيتي ولست غريبا عن الخروب، ووعدت بتحقيق الصعود الرابع مع الفريق ووفيت بوعدي، ورغم أن الانجازات السابقة كانت لها طعم خاص، إلا أن هذا الصعود يبقى مميزا، لأنه لعب في الدقائق الأخيرة، كما كان هناك تحدي كبير بيننا وبين المنافس، والحمد الله عادت الكلمة الأخيرة لنا.
وجدتم صعوبات كبيرة في لقاء السلاحف، لماذا لم يظهر الفريق بوجهه المعهود؟
بطبيعة الحال في هذا اللقاء، كنا نبحث عن النتيجة وفقط، لأنها بمثابة مقابلة نهائية، وليس هناك مجال للتعويض بعدها، وهذا ما جعلنا ندخل المقابلة تحت ضغط عال، كما أن المنافس دخل المقابلة، وهو متحرر نفسيا ومحفز من أطراف أخرى، من أجل هزمنا وخلق لنا عدة صعوبات وضيعنا عدة فرص في الشوط الأول، وبدأت أحس بصعوبة المقابلة، وفي الشوط الثاني دخلنا الربع ساعة الأولى بشكل جيد، قبل أن نتلقى هدف قاتل في وقت حساس.
بعد تلقيكم الهدف، ما هو إحساسك وماذا قلت لعناصرك وقتها؟
طبعا، الهدف الذي تلقيناه في ذلك التوقيت كان بمثابة صفعة قوية، وفي ثواني ترى حلم الصعود بدأ يتبخر، لكن باعتباري مدرب كان علي أن أبقى متماسكا أمام عناصري، وأعمل على الحفاظ على هدوئهم وتركيزهم، وناديتهم وطلبت منهم التركيز، لأن هناك 20 دقيقة أخرى، وامنوا بقدراتهم ،والحمد الله تمكننا من التعديل وسيرنا الخمس دقائق الأخيرة بالإضافة للوقت البديل بشكل جيد.
هل تم الحديث بينك وبين الإدارة حول مستقبلك مع الجمعية؟
لحد الآن مازلنا نحتفل بالصعود، وبخصوص المستقبل لا يمكنني أن أعلمه، والمهم هو أن تباشر الإدارة في التفكير مبكرا في الموسم القادم ولا تدع المجال للصدفة، وحتى تحافظ على مكسب الصعود، ولا يعود الفريق مجددا إلى هذا القسم، وأنصار الجمعية يستحقون فريقا كبيرا يلعب في أعلى مستوى، وقد أثبتوا هم أيضا أنهم أفضل أنصار في قسم الهواة، بفضل ثقافتهم الكروية واحترامهم للمنافسين.
حاوره: فوغالي زين العابدين

مسيرة الصعود احتاجت 4 مدربين
ديربي حمداني و تعثر الفيلاج وبشرى رأس العيون أهم المحطات
أكدت جمعية الخروب نواياها مبكرا هذا الموسم، من خلال مباشرتها في الاستقدامات قبل جميع الفرق الأخرى، وانطلقت بأسماء معروفة وسبق لها تحقيق الصعود كبورقعة ومواس وعطية وغيرهم، بالإضافة لأسماء شابة كانت تحت مجهر العديد من الأندية كلوز وبايزيد، وأقنعت ركائز الفريق بالبقاء مثل فرحات ودربال وبولصنام وغيرهم.
 وباشر الفريق تحضيراته بقيادة الثنائي ترعي ورجيمي في منتصف شهر أوت، ثم أجرى تربصا تحضيريا ناجحا من جميع الجوانب بالأراضي التونسية، في وقت كانت معظم أندية المجموعة تتخبط في مشاكل داخلية.
بداية قوية و5 انتصارات متتالية
دخلت جمعية الخروب البطولة بقوة، أين استعرضت عضلاتها في الجولة الأولى أمام أمل مروانة بملعب عابد حمداني بثلاثية، لتحقق بعدها أربع انتصارات أخرى متتالية، أمام اتحاد أولاد جلال ووفاق القل وشباب قايس وأمل شلغوم العيد، وتصدرت البطولة بمفردها برصيد 15 نقطة، لتؤكد نواياها في الصعود مبكرا.
فترة الفراغ تطيح بالمدرب ترعي
بعد الانتصارات الخمسة المتتالية، تمكن فريق شباب حي موسى من فرملة آلة الجمعية بجيجل، بعد التعادل أمام أشبال المدرب بونعاس، قبل أسبوع من الديربي المرتقب أمام مولودية قسنطينة بملعب عابد حمداني، وأدى الضغط الكبير الذي عاشه رفقاء فرحات، إلى تضييعهم للموعد، بعد أن فرضت عليهم الموك التعادل السلبي، ليدخل الفريق مرحلة الشك، وتفاقم الجرح أكثر، بعد سقوط لايسكا في سفوحي أمام الكاب وخسارتهم للريادة، ليعلن بعدها ترعي انسحابه، ويدخل الفريق في مرحلة فراغ صعبة.
رجيمي يعبر مرحلة الشك ويستعيد الريادة
بعد استقالة ترعي، أصرت إدارة الفريق على الاحتفاظ بمساعدة لزهر رجيمي، لمعرفته بالفريق وحتى يتم تجاوز المرحلة الانتقالية بسلام، وتمكن الفريق تحت قيادته، من تحقيق فوز صعب على اتحاد الشاوية دون جمهور، قبل أن يعود بفوز كبير على هلال شلغوم العيد من ملعب المظاهرات بنتيجة 4-1، لكن إقصاء الفريق من الدور التمهيدي لكأس الجمهورية، أمام مستقبل بازر سكرة، جعل ذيب يفكر مليا في جلب مدرب جديد.
نتائج متذبذبة واتحاد خنشلة تضيّق الخناق
بعد أخذ ورد، وعرض عدة أسماء على طاولة الإدارة، استقر ذيب في الأخير على المدرب سمير حوحو، الذي تولى قيادة الفريق في شهر نوفمبر، واستهل مشواره بتعثر مفاجئ أمام اتحاد تبسة بعابد حمداني، ثم عاد بنقطة من عين البيضاء، وفي تلك الفترة  ضيق اتحاد خنشلة الخناق على الجمعية، ورغم النتائج المتذبذبة التي حققتها إلا أنها أبقت النادي في الصدارة، قبل أن تفوز على الملاحق المباشر بنتيجة 2-0، لكن هزيمتها في جيجل أعادت الأمور إلى ما كانت عليه، لتتوج الجمعية باللقب الشتوي بعد الفوز على شباب عين فكرون، وصرح وقتها الرئيس ذيب بأنه غير راض عن حصيلة النقاط والفارق الضئيل، بينه وبين الملاحق اتحاد خنشلة.
فترة الراحة لم تستغل جيدا و حوحو يغادر
توقع الجميع استغلال فترة الراحة كما ينبغي، لكن التربص الذي أجراه الفريق في الخروب، لم يكن في مستوى التطلعات، وتم استقدام ثلاث لاعبين جدد وهم براهمية وبن عروسي وبجاوي، مع تسريح لطرش وحراث، وبدأت تطفو بعض المشاكل الداخلية في السطح، وظهر الفريق بوجه باهت في بداية مرحلة العودة، وهي العوامل التي جعلت ذيب يقرر إبعاد حوحو.
«كابوس» فيلاج موسى أيقظ الجميع
بعد رحيل حوحو، فضلت إدارة الجمعية التريث وعدم جلب مدرب آخر، قبل أن ترسم رجيمي كمدرب رئيسي، وقاد الفريق في خمسة مواجهات حافظ فيها على الريادة، قبل أن يستقبل شباب حي موسى، الذي فرض التعادل على الجمعية، لتضيع الريادة لصالح اتحاد خنشلة، وعاش الأنصار كابوسا شبيها بسيناريو السقوط، وكانت تلك النتيجة بمثابة جرس الإنذار، الذي أيقظ محبي الفريق.
7 انتصارات مع بلعريبي تتوّج بالصعود
استنجدت الإدارة بالمدرب القديم الجديد السعيد بلعريبي، الذي عاد في فترة صعبة، فقد فيها الفريق الريادة، وكانت تنتظره مقابلة ديربي أمام مولودية قسنطينة، ورفع التقني القالمي التحدي ووعد الأنصار بتحقيق رابع صعود له مع الفريق، ونجح في تحقيق 6 انتصارات متتالية أمام الموك، الكاب، الشاوية، هلال شلغوم العيد، اتحاد تبسة واتحاد عين البيضاء، ثم انهزم في مقابلة مباشرة مع الملاحق اتحاد خنشلة، قبل أن يسمع الخروبية أحلى خبر في الموسم، والمتمثل في سقوط خنشلة برأس العيون أما مروانة واستعادة الريادة مجددا، ليرسموا في الأخير صعودهم للرابطة الثانية، في ملعب علاق عبد الرحمان بعد عودتهم بأغلى تعادل.
فوغالي زين العابدين

هكذا عايش الأنصار الساعات الأخيرة في وطني الهواة
"سوسبانس" و توتر ودموع انتهت بعرس بهيج
فضلت النصر، سّرد كرونولوجيا فرحة صعود جمعية الخروب للرابطة الثانية، بداية من اللحظات التي سبقت مباراة شباب عين فكرون، وصولا إلى الليلة البيضاء التي قضاها أنصار لايسكا، والاحتفالات الصاخبة التي ميزت مدينة الخروب، وعايشناها لحظة بلحظة، بحكم أننا غطينا مباراة ترسيم الصعود، بملعب عبد الرحمان علاق، والتي عرفت أجواء غير عادية، مؤشراتها اتضحت في طريق التنقل إلى مدينة عين فكرون، الذي تزين باللونين الأحمر والأبيض، بعد أن تنقل أزيد عن 4 آلاف «خروبي»، ملأوا المدرجات المكشوفة المخصصة لهم، قبل انطلاق المواجهة بحوالي ساعتين، وتحدوا الحرارة المرتفعة التي عرفتها مدينة عين فكرون أمس الأول.
وكان أنصار الخروب كلهم ثقة، في مقدرة لاعبيهم على تجاوز تشكيلة السلاحف، رغم الكلام الكثير الذي قيل عن هذه المواجهة الحاسمة، بدليل حضور أنصار الفكرون بقوة في محاولة للرفع من معنويات لاعبيهم، مطالبين إياهم بتقديم صورة مشرفة عن الفريق، واحترام أخلاقيات اللعبة.
وكانت عقارب الساعة، تشير إلى 15:48، عندما أعلن الحكم عوينة نهاية المرحلة الأولى بنتيجة التعادل السلبي، في شوط ميزه تضييع الخروبية عديد الفرص، أبرزها عن طريق المهاجمين بايزيد وبورقعة، مع مطالبة أشبال بلعريبي بضربتي جزاء، وهو ما زاد من حالة الترقب، الذي تحول إلى توتر كبير مع انطلاق المرحلة الثانية، وبالضبط عند افتتاح السلاحف مجال التهديف بشكل مفاجئ، وهو ما جعل السكوت يخيم على مدرجات أنصار لايسكا، وسط حيرة الرئيس معمر ذيب، الذي عاش المواجهة على الأعصاب، خاصة وأنه حرص على وضع اللاعبين في أحسن الظروف، كما أنه رصد لهم منحة مغرية قدرها 20 مليونا، ما جعله يحاول الرفع من معنويات رفقاء فرحات، من وراء السياج الفاصل، خاصة وأن المسؤول الأول على الجمعية، فضل متابعة اللقاء من المكان المخصص للأنصار.
ومع مرور الوقت، ارتفع التوتر لدى أنصار الخروب، إلى أن أتت لحظة الفرج، عندما أعلن الحكم عن ضربة جزاء، بعد لمس الكرة باليد داخل منطقة العمليات، من طرف أحد لاعبي الفريق المنافس، الذي كان متواجدا في الجدار، تقدم لها متوسط الميدان مواس، الذي نجح في تحويلها إلى هدف التعديل، أعاد الحياة إلى مدرجات لايسكا، وتعالت صيحات أنصار الجمعية الذين تغنوا بالصعود، قبل أن تحبس أنفاسهم في الوقت بدل الضائع، بعد تسجيل هدف ثان من عين فكرون، غير أن الحكم المساعد رفضه بداعي التسلل، ليعلن بعدها عوينة نهاية المباراة، وانطلاق الأفراح من مدينة عين فكرون، ومن غرف تغيير الملابس بالتحديد، قبل عودة وفد الجمعية في موكب احتفالي كبير، توسطته حافلة الفريق، التي وجدت صعوبات كبيرة في ولوج مدينة الخروب، التي أعلنت الأفراح، والليالي الملاح، وتزينت مختلف أحيائها القديمة التي تعد معاقل الأنصار والمحبين، باللونين الأحمر والأبيض، في صورة كل من "الكومينال ولاسيتي كاستور وطنجة"، وغيرها من الأماكن التي تعج بمحبي الجمعية الأوفياء، الذين كانوا السند القوي لتشكيلة بلعريبي في طريقها نحو العودة إلى القسم المحترف، ولو أن وجهة الأنصار المحتفلين كانت إلى "الفيلاج"، للاحتفاء مع صانعي هذه الملحمة، أين قضت مدينة الخروب ليلة بيضاء، مع تقديم الحلويات والشواء بالمجان، في انتظار الحفلة الكبرى، التي ستقام سهرة اليوم بملعب عابد حمداني، وسيحضرها رفقاء فرحات، إلى جانب العشاق والمحبين، في خرجة تشبه إلى حد كبير ما هو معمول به في أعرق الفرق الأوروبية.
بورصاص.ر

* صانع الألعاب أيوب فرحات: العدالة الإلهية أنصفتنا
اعتبر صانع ألعاب جمعية الخروب أيوب فرحات، حلاوة الصعود المحقق في صعوبته، بالنظر إلى التنافس الكبير مع اتحاد خنشلة، مشيرا في تصريحه للنصر، بأنه لم يفقد الأمل في قيادة لايسكا للعودة إلى الرابطة الثانية، حيث قال:» تعبنا لم يذهب أدراج الرياح، وجسدنا على أرض الواقع من خلال تحقيق صعود ولا أروع، حيث اعتبر حلاوته في صعوبته، بالنظر إلى الصراع الرياضي الكبير، الذي كان بيننا وبين اتحاد خنشلة، لكننا لم نفقد الأمل ولو للحظة على قدرتنا على قيادة لايسكا، للعودة على الأقل إلى الرابطة الثانية، رغم أنها ليست مكانتها الحقيقية».
وأضاف محدثنا:» مباراة عين فكرون الأخيرة لم تكن سهلة، وكنا أمام حتمية العودة بنتيجة إيجابية، ومن غير المعقول أن نخيب كل ذلك العدد من الأنصار، الذي تنقل معنا إلى مدينة عين فكرون، حيث عشنا لحظات عصيبة، بعد تسجيل السلاحف لهدف السبق، والحمد لله العدالة الإلهية أنصفتنا، وتمكنا من تعديل النتيجة، وهي النقطة التي مكنتنا من ضمان الصعود بصفة رسمية».
كما عرج فرحات للحديث عن القيمة المميزة، التي يحظى بها لدى أنصار لايسكا، وقال:»أشكر أنصار جمعية الخروب على حبهم لي، ولست الوحيد من ساهم في هذا الإنجاز، بل الفضل يعود إلى كل اللاعبين".
بورصاص.ر

* المهاجم مصطفى بورقعة: تمنيت إنهاء الموسم بأهداف أكثر ولكن...
أكد هداف جمعية الخروب مصطفى بورقعة، أحقية فريقه بالصعود، بالنظر إلى المشوار الذي بصموا عليه، معتبرا تشكيلة لايسكا الأفضل في وطني هواة، حيث قال:» لم نسرق الصعود، بالنظر إلى المشوار الذي بصمنا عليه، أين فقدنا الصدارة في جولات قليلة لمصلحة المنافس المباشر اتحاد خنشلة، والتي اعتبرناها استراحة بطل، سيما وأننا كنا على ثقة بقدرتنا على العودة مجددا إلى مكانتنا الحقيقية، والشيء الجميل أن مصيرنا، كان بين أرجلنا في اللقاء الأخير أمام شباب عين فكرون، أين تمكنا من فرض نتيجة التعادل الإيجابي على السلاحف».
ولم يتوان مهاجم لايسكا، في توجيه عبارات الثناء إلى المسيرين والطاقم الفني، عندما قال:» الصعود تحقق بفضل تضافر مجهودات الجميع والفضل يعود للجميع، حيث شكلنا أسرة في جمعية الخروب وهو سر تألقنا هذا الموسم، كما أن الرئيس كان عند وعده، وقام بعمل جبار رفقة طاقمه المسير، وحتى الطاقم الفني والطبي قاما بعمل كبير».
وعن بقائه مع الفريق الموسم القادم من عدمه، قال بورقعة:» لكل مقام مقال، وعند لقائي بالرئيس سيتم تحديد موقفي، وأعتقد بأنه لا يوجد من يرفض اللعب في المحترف الثاني ومع فريق يملك كل مقومات النجاح».
بورصاص.ر

بورقعة هداف الفريق وبايزيد نافسه
سجلت الجمعية هذا الموسم 52 هدفا، وكان المستقدم من اتحاد عنابة مصطفى بورقعة،  في مستوى توقعات الأنصار أين بصم على 12 هدفا ورسّم نفسه هدافا للجمعية، رغم تراجعه في مرحلة العودة بسبب الإصابة، التي أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة، ولم يسجل في مرحلة الإياب سوى هدفا واحد، وجاء في المركز الثاني بايزيد الذي وقع 11 هدفا، وكان للمدافعين أيضا نصيب في تسجيل الأهداف، حيث أمضى عطية ومحرزي أربع أهداف لكل منهما، وسجل عماري هدفين و بوخالفة هدف.
مسجلو  أهداف جمعية الخروب هذا الموسم
1 بورقعة 12 هدفا
2 بايزيد 11 هدفا
3 دربال 5 أهداف
4 محرزي، عطية 4 أهداف
5 فرحات، كركود 3 أهداف
6 بيوض، لوز، عماري، مواس هدفان
 7  بن عروسي، بوخالفة هدف.

قالوا بعد الصعود
* رمزي مواس: لي شرف توقيع أغلى هدف
أكد رمزي مواس مسجل أغلى هدف في الموسم، بأنه سارع إلى تنفيذ ضربة الجزاء، وتحمل المسؤولية كاملة عن زملائه، لأنه يعلم جيدا بأن تعب موسم كامل كان سينهار لو تم تضييعها، وصرح للنصر بهذا الخصوص:» عندما قررت تنفيذ الركلة شعرت بسكينة كبيرة، ووضعت نصب عيني جهد موسم كامل، وسددتها بقوة والحمد الله، لم يذهب مجهودنا في مهب الريح، وأهدي الصعود لكل الأنصار وإلى والدي، الذي نصحني باللعب في جمعية الخروب».
* فيصل عماري: أعدنا الجمعية إلى مكانتها..
يرى قائد الجمعية عماري، بأن صعود الفريق إلى الرابطة الثانية، كان متوقعا منذ البداية نظرا للتركيبة الثرية، التي تملكها الجمعية.  وقال في هذا الشأن:» حملت ألوان الجمعية في الرابطة الثانية، والحمد الله لم أكن متواجدا عند سقوطها، وعدت الموسم الفارط في مهمة إعادتها ولم نوفق، والحمد الله نجحنا هذا الموسم، وهذا هو المكان الطبيعي لفريق بحجم جمعية الخروب وأنصاره».
* الحارس بلال بولصنام: لم أقم سوى بواجبي
اعتبر حارس الجمعية بولصنام، صعود فريقه للرابطة الثانية مستحقا، وأضاف خلال تصريحه للنصر:»لم أقم سوى بواجبي، واعتماد المدربين علي طيلة 30 مقابلة، يعد شرف كبير أشكر المولى على توفيقي فيها، ونجاحي في الإبقاء على نظافة شباكي في 18 مقابلة، وتلقي 13 هدفا فقط، كان أيضا بفضل زملائي، وأهدي الصعود لكل الأنصار الأوفياء».
رصدها: فوغالي زين العابدين

صناع الصعود
اللاعبون
حراس المرمى: بلال بولصنام - منير بن مدور- فؤاد حمايزية
الدفاع: أحمد بوخالفة - فيصل عماري- حسام محرزي- السعيد كعبي-عبد الرؤوف عريبي- سامي باشا- رمزي عطية- سوالمية لؤي- علاء الدين طرودي- نور الدين بجاوي- مراد براهمية- هارون وشتاتي
وسط الميدان: عبد الرحمان كركود- فؤاد باسطا- سفيان لوز- رمزي مواس- أيوب فرحات- شريف نوايلي
الهجوم: مصطفى بورقعة- سفيان بايزيد- إبراهيم منصر- أمير دربال- صالح بيوض- نذير بن منصور- اسكندر بوصافر- أمين بن عروسي.
الطاقم الفني
المدرب: السعيد بلعريبي
المدرب المساعد: لزهر رجيمي
مدرب الحراس: عبد الوهاب فرقاني
الطبيب: حليمي رشيد
الممرض: عمار برباش
المدلك: سرارمة أنيس
حارس العتاد: داودي نور الدين
الطاقم المسير
الرئيس: معمر ذيب
نائب الرئيس الأول: خالد بوراس
نائب الرئيس الثاني: علي بدالة
الكاتب العام: زوبير عريبي
عضو المكتب: قدور بارة

وقفة الأنصار بعد "كارثة" الفيلاج حدث الموسم
كان لأنصار جمعية الخروب دورا كبيرا، في صعود الفريق من خلال وقفتهم الدائمة مع فريقهم، كما صنع أعضاء «إلترا رادس بيراط» و»الترا ماسينيسا بويز»، لوحات جميلة لم تختف حتى في أحلك الظروف، وكان للافتة التي علقوها في حصة الاستئناف، بعد مواجهة شباب حي موسى تأثيرا قويا على رفقاء بايزيد.                  
فوغالي .ز

الرجوع إلى الأعلى