نجح فريق وداد زيغود يوسف في تعويض خيبات المواسم الماضية، وضمان مكان له ضمن حظيرة القسم الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، بعد موسم شاق واستثنائي، سيطر فيه «الوازي» على المنافسة بالقسم الشرفي طيلة الموسم، وفرض منطقه رغم المضايقة الشديدة من فريق مشعل حامة بوزيان وبدرجة أقل شباب القرزي، ليتمكن رفقاء ياسر ميزيادي  المدعو «جابو»، من افتكاك تأشيرة الصعود في الجولة الأخيرة، بعد فوزهم على نادي قطار العيش، بملعب عابد حمداني بالخروب.
إعداد : زين العابدين فوغالي
تأسس وداد زيغود يوسف سنة 1963، بمبادرة من مجموعة من أبناء البلدية، نذكر منهم لعيوني عزوز، بولالة عمار، غرابي الصادق، طروش سليمان، سداح عاشور، كحال رابح، نيني عزوز وغيرهم.
نشط وداد زيغود يوسف، في الأقسام الولائية والشرفية لعدة عقود، وحلم أنصاره بالارتقاء إلى الأقسام العليا، ونافس في عدة مواسم من أجل قطع تذكرة الصعود إلى القسم الجهوي، غير أنه لم يتمكن من إدراكها في عدة مناسبات، وانتظر محبي الوداد 56 عاما كاملة قبل أن يروا فريقهم يحقق هذا الحلم.
انجاز الموسم الذي اختتم قبل أيام، أعاد لذاكرة  أنصار الفريق، قدامى اللاعبين الموهوبين مثل بوكارو عمر، بوسالية حسان، بلونيس الطيب، سداح إسماعيل، كحال رابح، حسيني العلمي، دون نسيان بولالة الذي لعب شباب قسنطينة سنوات السبعينات.
مشوار بطل منذ البداية والوداد سيطر على كل الأرقام
لم يكن هدف إدارة وداد زيغود يوسف، اللعب على تأشيرة الصعود منذ البداية، بحكم أن الإدارة الجديدة بقيادة الرئيس عياش توفيق، استلمت المشعل في الصائفة، وفضلت الاستقرار والحفاظ على أغلب لاعبي الموسم الفارط، والذي كان معظمهم من أبناء زيغود يوسف واجتمع اللاعبون فيما بينهم قبل انطلاقة التحضيرات يوم 20 سبتمبر 2018، والتقوا برئيس البلدية لتحديد أهداف الفريق، وطالبوا بالاستنجاد بالمدرب جامع عمار، لتنطلق التدريبات قبل 10 أيام من انطلاق البطولة، ومع مرور الجولات وتوالي النتائج الايجابية، أيقن رفقاء الحارس المتألق زاهي بلال بقدراتهم وبإمكانية الصعود.
عدم تحديد الصعود هدفا، لم يمنع الوداد من تحقيق انطلاقة قوية، رسّمت أولى معالم بطل القسم الشرفي، حيث عاد بفوز في الجولة الأولى من ملعب مسعود بوجريو، ليحقق بعدها أصحاب اللونين الأبيض والأحمر 6 انتصارات متتالية، قبل أن يتعادلوا في الجولة السابعة أمام شباب القرزي بملعب عين عبيد.
 وأنهى ممثل مدينة «السمندو» مرحلة الذهاب في الصدارة، وبعد تحقيق اللقب الشتوي، التفت أسرة الوداد حول الفريق، وطالب الجميع بتحويل الهدف من البقاء بأريحية، إلى قطع تأشيرة انجاز تاريخي.
بداية مرحلة الإياب، استهلها الوداد بثلاث انتصارات، قبل تسجيل الانهزام الوحيد في الموسم، أمام الملاحق المباشر مشعل حامة بوزيان، وكانت تلك النتيجة حافز لرفقاء بوضرسة، الذي فازوا بجميع المباريات المتبقية، إلى غاية تحقيق الصعود في الجولة الأخيرة.
وبالعودة إلى لغة الأرقام، فقد جمع وداد زيغود يوسف 69 نقطة من 22 فوزا  و3 تعادلات وهزيمة واحدة، وسجل هجومه 57 هدفا وتلقت مرماه 13 هدفا فقط، وفاز الفريق بجميع بمبارياته، بملعب الشهيد جعفر ثابت بزيغود يوسف، أما هداف الفريق فكان مهدي حسن الذي سجل 12 هدفا.

صناع الصعود
*اللاعبون: بلال زاهي، عبادة لمين، بوعصيدة وليد، جرافي أنيس، مزيادي يوسف، طيب بوحبيلة، بلموخر سمير، بن قوادرية بوبكر، شنوف سفيان، غاري عيب، بوضرسة وليد، لعايب لمين، يونس شهين، نوي سكندر، بداعي يعقوب، عايش سعيد، بوشليحة مصطفى، عواطي برهان، بوشعار أمير، مهدي أحسن، عيدوسي لقمان، بوضرسة باسم، نايلي بشير، بوحبيلة ياسر، عليوش أسامة.
*الطاقم الفني: المدرب: جامع عمار
المدرب المساعد: بوزهر مراد
مدرب الحراس: عبد الغاني رجم
الطاقم الإداري: رئيس الفريق :عياش توفيق
رئيس الفرع: سفيان كشرود
نائب الرئيس: بوسميد لطفي
النائب الثاني: عادل خلفاوي
الكاتب العام: نور الدين ضيف
الأعضاء: الإخوة زيبوش، نبيل بوداود، بولالة عفيف، مخلفي سليمان

رئيس الفريق توفيق عياش
خططت لتكوين فريق تنافسي فجنيت صعودا تاريخيا
* طموحاتنا كبرت ونتمنى التفاتة السلطات
أكد توفيق عياش رئيس وداد زيغود يوسف، الذي تولى رئاسة الفريق قبل بداية الموسم فقط، أن إدارته لم تحدد الصعود هدفا، وإنما الأحلام كبرت بعد مرور الجولات، عندما قررت أسرة الفريق رفع التحدي، واستهداف تأشيرة الصعود عقب البداية المميزة.
nعهدكم بالرئاسة حديث، هل كان هدف الصعود مسطرا منذ البداية؟
عند استلامنا المهام، وضعنا ثقتنا في المدرب جامع عمار والطاقم الفني العامل معه، وانطلقنا متأخرين في التحضيرات، وكان هدفنا الأول هو تكوين فريق تنافسي يلعب الأدوار الأولى، كما اتفقنا على تغيير الأهداف مع مرور الجولات وحسب النتائج المسطرة، وتمكن فريقنا من ضمان انطلاقة قوية، حيث حصدنا 18 نقطة في 6 جولات، وبدأ طموحنا يكبر شيئا فشيئا، وبعد نهاية مرحلة الذهاب ظفر التشكيلة باللقب الشتوي قررنا الرمي بكل ثقلنا من أجل الصعود، والحمد الله وفقنا في مهمتنا وأعدنا الاعتبار لهذا الفريق العريق، الذي تأسس سنة 1963، ويستحق التواجد في مستوى أفضل من هذا القسم.
nأكيد أن هذا الإنجاز كلف الخزينة غلافا ماليا كبيرا؟
راهنت منذ البداية على أموالي الخاصة، وقد كلفني الصعود 700 مليون سنتيم، في حين لم تكن الإعانات في مستوى الانجاز، حيث لم تتعد الإعانات التي تحصلنا عليها من بلدية زيغود يوسف، 80 مليون سنتيم.
nما هي أبرز الصعوبات التي صادفتكم هذا الموسم؟
يبقى الهاجس الأكبر بالنسبة لنا هو الشق المالي، لأن الصعود تطلب توفير مصاريف لتحفيز اللاعبين وضمان السير العام، ونحن لم نبخل على لاعبينا من هذا الجانب رغم شح الإعانات، وصرفنا من أموالنا الخاصة وبمساعدة المحبين، تمكنا من تحقيق حلم طال انتظاره.
nقبل أيام أعلن رئيس الفرع سفيان كشرود استقالته، كيف تعلق على هذا الأمر؟
كشرود قدم الكثير للفريق، ويملك خبرة في التسيير ووقف على كل كبيرة وصغيرة، وقد طلبت منه أخذ قسط من الراحة والتفكير، لأنني بصراحة لا يمكنني الاستغناء عنه واستقالته مرفوضة.
nهل باشرتم التفكير في الموسم القادم؟
بعد موسم شاق توج بالصعود، اعتقد أنه من حقنا الاستفادة من راحة أو «استراحة محارب» حتى نسترجع أنفاسنا، وفي منتصف شهر رمضان سنعقد اجتماعا مع الإدارة، وبعده اجتماعا أخر مع الطاقم الفني، وسنحدد احتياجاتنا للموسم المقبل من جميع النواحي، وبعدها نحدد هدفنا على حسب الإمكانيات.
nبماذا تود أن تختم هذا الحوار؟
أود توجيه نداء عبر جريدتكم إلى السلطات المحلية، وأطلب منها الالتفات للفريق ومساعدته، والموسم القادم فريقنا سيمثل ولاية قسنطينة في القسم الجهوي الثاني، الذي يضم عدة فرق معروفة كسريع الحروش ومولودية عزابة وغيرها، كما أشكر أنصار الفريق على صبرهم ومساندتهم القوية لنا، سواء بملعب جعفر ثابت أو خارجه، والموسم القادم سنقول كلمتنا.
حاوره: فوغالي زين العابدين

قالوا عن الصعود
نائب الرئيس عادل خلفاوي
بدأنا من نقطة الصفر
تحدث المسير عادل خلفاوي عن الظروف التي تولى فيها الإدارة زمام الفريق، وقال:» لما قدمنا في الصائفة وجدنا الفريق منهارا من جميع النواحي ومثقلا بالديون، وانطلقنا من نقطة الصفر ورفعنا التحدي، وصعدنا بفضل تضحيات الإدارة واللاعبين والأنصار».
الكاتب العام نور الدين ضيف
نطمح لصعود آخر
أكد الكاتب العام للفريق ضيف، بأن أعضاء المكتب المسير تحملوا على عاتقهم كامل المصاريف من تنقلات ومنح المقابلات، واعتبر أن حلم الصعود بدأ يتحول إلى حقيقة، بداية من الجولة السادسة حين فاز الفريق بجميع المباريات، وأضاف فيما يتعلق بالموسم المقبل:»لدينا إدارة قوية وتشكيلة متجانسة، ومن حقنا أن نطمح في الصعود الموسم المقبل، إذا وجدنا الدعم الكافي.
المسير عفيف بولالة
لبينا النداء وآمنا بالصعود
قال اللاعب السابق والمسير بولالة عفيف، إن تركيبة الإدارة التي حققت الصعود التاريخي للوداد :» استنجدت بنا كلاعبين ومسيرين سابقين ولينا النداء، ورغم انطلاقتنا المتأخرة إلا أنني كنت مصرا على الصعود، وأمنت به منذ البداية والحمد الله، تحقق بفضل تضافر جهود الجميع».
عضو العارضة الفنية مراد بوهزة
هذا هو سر تفوقنا
يرى المدرب المساعد مراد بوهزة، بأن سر تفوق فريقه على مشعل حامة بوزيان، رغم الفارق في الإمكانيات المادية حسبه، يعود لاعتماده على تشكيلة معظمها من زيغود يوسف بالإضافة للطاقم الفني، وهو ما جعل الفريق يظهر بقوة خصوصا في الجولات الأخيرة، لأن قيمة التحدي إصرار الشبان على إهداء المدينة انجازا تاريخيا أزال كل المطبات.
قائد الفريق الطيب بوحبيلة
توجت مسيرة 18 سنة
يعد قائد الفريق بوحبيلة، أقدم لاعب في الوداد، حيث يحمل ألوان «الوازي» منذ عام 2001، أين تدرج في جميع الأصناف، وكان من بين أكثـر اللاعبين فرحا بالصعود التاريخي لفريقه، والذي قال عنه إنه توج مسيرة 18 سنة بحلوها ومرها، كما أثنى بوحبيلة كثيرا على رفاقه وتضحياتهم في سبيل الصعود للجهوي الثاني.
اللاعب باسم بوضرسة
سنقول كلمتنا مستقبلا
يرى اللاعب باسم بوضرسة، بأن بلدية زيغود يوسف تستحق فريقا ينشط في الأقسام العليا، وأكد بأنه لو يتوفر الاستقرار على مستوى الإدارة والطاقم الفني واللاعبين، فسيقول الوداد كلمته الموسم المقبل وسيكون ضمن الصاعدين لحظيرة الجهوي الأول.
الحارس بلال زاهي
كتبنا أسمائنا في تاريخ النادي
أكد الحارس المتألق زاهي بلال، الذي لم تهتز شباكه سوى 13 مرة طيلة الموسم، بأنه يتشرف بتسجيل اسمه في تاريخ النادي، الذي انتظر 56 سنة ليصعد لأول مرة إلى القسم الجهوي.
هداف الفريق مهدي أحسن
وقفة أبناء المدينة سر نجاحنا
قال مهدي أحسن، هداف الوداد ب12 هدفا، بأن هدف الصعود ما كان ليتحقق، لولا هبة أبناء زيغود يوسف منذ بداية الموسم، والدفعة القوية التي منحوها للاعبين والطاقم المسير، وأكد بأن الوداد يستحق التواجد في قسم مابين الرابطات على الأقل، في المواسم القادمة.

 

الرجوع إلى الأعلى