نجم تازقاغت ..صغير بلا إمكانيات يصل ما بين الرابطات
سطع نجم تازقاغت هذا الموسم في سماء الجهوي الأول لرابطة باتنة، حيث انتزع تأشيرة صعود مستحق وتاريخي لقسم ما بين الجهات، يعد الثاني على التوالي، وحمل في طياته الكثير من الدلالات لفريق صغير بإمكانياته، لكنه كبير بطموحاته التي مكنته من نفض الغبار وأخذ مكانة في الشمس، بعد أن شكل قوة ضاربة في المنافسة، وظل يحتكر كرسي الزعامة منذ الجولة 12، إلى غاية نهاية الرحلة رغم مضايقة بعض الأندية، في مقدمتها مولودية بريكة.
وما زاد من حلاوة هذا المكسب الثمين، انتظار الفريق المحطة الختامية لترسيم صعوده، الذي كسر بواسطته جدار الصمت، وأخرج مدينة تازقاغت من الركود، وجعلها تعيس مظاهر الاحتفالات على مدار 7 أيام بلياليها.
مسؤولو ممثل ولاية خنشلة في قسم ما بين الرابطات، يجمعون على أن توقيع شهادة الارتقاء، وبميزانية متواضعة لم يكن هيبة من أي طرف، بقدر ما تطلب الكثير من التضحية وتضافر الجهود، ناهيك عن الدعم اللامشروط للأنصار والسلطات المحلية.
وما يلفت الانتباه، أن نجم تازقاغت الذي تأسس عام 1976، يملك قاعدة جماهيرية يحسد عليها، ولا تتوفر لفرق تفوقه عراقة وإمكانات، فضلا عن كونه مهيكل من شتى الجوانب، سيما من الجانب التسييري، أين ظلت الإدارة حاملة لمشعل التحدي، من خلال توظيف كل الطاقات قصد تحقيق تطلعات الأنصار.
عامل الاستقرار سر النجاح
 ولعّل من بين أهم عوامل النجاح وتألق أبناء تازقاغت هذا الموسم، الاستقرار الذي عرفه النادي على مستوى إدارته أولا، ثم الطاقم الفني من خلال الإبقاء على المدرب راسم رماش، لثاني موسم على التوالي بعد قيادته الفريق للصعود إلى الجهوي الأول الموسم المنقضي، وبذلك يكون الرئيس خدومة عمارة، قد كسب الرهان من خلال تغلبه على جميع الصعاب وتوفير جميع الإمكانيات، فيما تمكن المدرب رماش من ترويض الآلة «التازقاغتية»، وضبط محركاتها على الانتصارات والنتائج الجيدة.
جنود الخفاء وراء الصعود
إذا كان الصعود التاريخي لقسم ما بين الجهات بعد 43 سنة من الانتظار، ما زال يصنع الحدث بالمنطقة، فإن دور رجال الخفاء الذين ساهموا في تجسيده، كان واضحا منهم بعض المسيرين، حيث عملوا في صمت بعيدا عن الأضواء ضمن أسرة واحدة ومتماسكة، وبالإضافة إلى ذلك، فإن البلدية لم تدخر جهدا في توفير الإعانات اللازمة وفق إمكانياتها، وهو ما ثمنه الرئيس خدومة.   
ومع ذلك، فإن القائمين على الفريق يجمعون على أن إشكالية التمويل، قد تشكل عائقا في مجابهة متطلبات الموسم المقبل، بالنظر للنفقات المتزايدة التي يتطلبها قسم ما بين الجهات، الأمر الذي جعل رئيس الفريق يشرع من الآن في البحث عن قنوات تمويلية، في ظل الرهانات الكبيرة المنتظرة ومخاوفه من انعكاسات نقص الخبرة وغياب الأموال.
الاحتفاظ بالركائز وتدعيم نوعي للموسم القادم
مما لا شك فيه، أن حجم المنافسة الذي يختلف عن الجهوي الأول، أدى بالإدارة إلى الإسراع في التفكير بشكل جدي، في القيام بالترتيبات الإدارية، إلى درجة أنها باشرت مساعيها وتحركاتها من أجل وضع المعالم الأولية، لخارطة الطريق.
وفي هذا الصدد، تنوي الإدارة الرهان على عامل الاستقرار في العارضة الفنية، والاحتفاظ بنواة التشكيلة التي حققت الصعود، مع القيام بتدعيمات نوعية وعلى مستوى مختلف المراكز، قصد إعطاء الإضافة المطلوبة والوثبة الضرورية للفريق.
التقديرات الأولية للرئيس خدومة، تؤكد حاجة الفريق إلى 7 لاعبين جدد، يملكون من الخبرة ما يسمح لهم بمنح التوازن اللازم للتشكيلة، تزامنا مع وجود رغبة أكيدة في تجديد الثقة في المدرب رماش، بالنظر لنجاحه في تحقيق المشروع الرياضي الذي أتى من أجله، حتى وإن كانت طموحات النجم لن تتعدى ضمان البقاء، ومحاولة كسب الخبرة في بطولة الموسم المقبل.
التمويل وطاقة استيعاب الملعب أبرز الانشغالات
من بين الانشغالات المطروحة على طاولة الرئيس خدومة، مسألة الملعب الذي لا يتوفر على المقاييس المطلوبة، من حيث طاقة الاستيعاب التي لا تتعدى حاليا 3000 مقعد، وهو ما سيجعل الفريق، يستقبل منافسيه في بطولة الموسم القادم بمعلب حمام عمار بخنشلة، كما أن الجانب المالي بات يتصدر اهتمامات المسيرين، الذين دخلوا في رحلة بحث عن مصادر تمويل إدراكا منهم بأن قسم ما بين الجهات، يتطلب ميزانية مضاعفة.       

البطاقة الفنية لنجم تازقاغت التعداد الرسمي لنجم تازقاغت لموسم (2018 ـ 2019)
اللاعبون: نهار خير الدين ـ جنان نبيل ـ مشطاب أوسامة ـ حامي حمدي إسلام ـ بلفاضل عادل ـ بوزيان عز الدين ـ بن صيد رضا ـ رغيس الطاهر ـ العمراني تقي الدين ـ منصوري أيمن ـ إزروقن خالد ـ والح رفيق ـ صيد عبد الرزاق ـ لعلاونة محمد كمال ـ صفصاف نادر ـ تريكي فاتح ـ خيثر حسان ـ بوزيان منصف ـ ساعي صهيب ـ بوزيان عبد العزيز ـ بوسعدة علاء الدين ـ معروف عبد الجليل ـ منصوري عادل أمين ـ معيرف إلياس ـ صفصاف رياض ـ حراث صدام ـ بومعزة توفيق ـ ميلود رفيق.
رئيس الفريق: خدومة عمارة
نائب الرئيس: نبيل بوزيان
الكاتب العام: محمد مسعي
رئيس لجنة الأنصار: بلعاني عماد
المدرب: راسم مسعي
مدرب الحراس: سمير نهار
تاريخ التأسيس: 1976

رئيس الفريق خدومة عمارة
صرفنـــــا 750 مليونـــــا والصعود رســــــــــــــالة للمســــــؤولين
* أخرجنا بلدية المحمل من دائرة الظل
وصف خدومة عمارة رئيس الفريق الصعود، إلى قسم ما بين الجهات بالمكسب الكبير والإنجاز التاريخي، على مستوى بلدية المحمل (تازقاغت حاليا)، موضحا للنصر أن إدارة الفريق لم تدخر جهدا في ضمان المتطلبات الضرورية للاعبين والطاقم الفني، رغم قلة الإمكانيات وغياب مصادر تمويل أخرى عدا إعانة السلطات البلدية، مشيرا إلى أن النجم قطع مشواره في صمت كبير، وبالاعتماد على نفسه وسهر مسيريه ومؤازرة أنصاره على حد تعبيره.
وقال خدومة، إن الإدارة وضعت منذ بداية الموسم الصعود هدفا أساسيا، من خلال تجديد الثقة في المدرب رماش راسم والاحتفاظ بركائز الفريق، موضحا أنه مع مرور الجولات، بدأ النجم يتأقلم مع أجواء المنافسة وتفتح شهية اللاعبين :»صراحة، أعتبر هذا الموسم الأحسن على الإطلاق في مساري مع الفريق، الذي يمتد عبر أزيد من عشرية، حيث عقدنا العزم على إخراج الفريق من دائرة الظل، بالاعتماد على مجموعة من اللاعبين الذين شقوا الطريق بثبات، فضلا عن وقوف السلطات المحلية والأنصار».
خدومة، وفي معرض حديثه، لم يتوان في الإشادة بالمشوار المميز للنجم الذي سيطر على مجريات البطولة، إلى درجة تخلصه من مضايقة منافسيه، وخطفه الريادة منذ الجولة 12، إلى غاية إسدال الستار دون التنازل عليها، مشيرا إلى أن هذا الإنجاز سيبقى منقوشا في الذاكرة الجماعية لبلدية المحمل:» لقد أدخلنا الفرحة في نفوس سكان البلدية الذين انتظروا 43 سنة، لإقامة الأعراس التي لم تشهدها المنطقة منذ الاستقلال».
 وأردف خدومة قائلا:» لا أخفي عليكم بأن الصعود كلف خزينة النادي قرابة 750 مليونا، لكن علينا التفكير من الآن للموسم القادم، الذي أريده أن يكون محطة للتأكيد والاحتكاك».
من جهة أخرى، أكد رئيس النجم، بأنه باق رفقة أعضاء المكتب المسير، داعيا إلى الحفاظ على المكاسب المحققة، وضرورة الالتفاف حول مطالب واحتياجات الفريق في ظل التحديات الكبيرة التي تنتظره:» لا أذيع سرا إن قلت بأن القائمين على الفريق، يسعون لتحضير الأرضية الصلبة قصد الظهور بوجه مشرف في قسم ما بين الجهات، لذلك، نطمح لإثراء التعداد والقيام ببعض الانتدابات، تكون وفق النقائص التي وقف عليها الطاقم الفني، مع تكثيف العمل وتسخير الوسائل والإمكانيات المطلوبة».
وفي سياق متصل، يأمل خدومة في أن يكون الصعود التاريخي، رسالة واضحة للجهات الوصية، للاهتمام أكثر بانشغالات الفريق من خلال مضاعفة حجم الإعانات، وتخصيص منحة خاصة له بمناسبة ارتقائه، من باب التشجيع والتحفيز، مشيرا في معرض حديثه إلى أنه لن يدخر جهدا في إسماع صوت فريقه عاليا، وجعل تازقاغت فريقا يحمل صفة «الكبير».

مدرب الفريق رماش راسم
جئت لأجل مشروع وجسدته
اعتبر المدرب راسم رماش الارتقاء إلى قسم ما بين الجهات، امتدادا لعمل دؤوب ومتواصل، مبديا شكره لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز، الذي يعد الثاني على التوالي بالنسبة إليه مع ذات الفريق.
وقال رماش، إنه لم يشك لحظة في اعتلاء منصة التتويج، نظرا لثقته الكبيرة في قدرات لاعبيه، الذين تحدوا في نظره كل الصعاب، فضلا عن الأجواء التفاؤلية السائدة وسط الفريق، رغم المنافسة الكبيرة من قبل بعض الفرق، أبرزها مولودية بريكة ونجم أولاد دراج وشباب أولاد خلوف على حد تعبيره.
وفي سياق حديثه، أكد رماش بأن قضاء موسمين متتاليين، على رأس العارضة الفنية وفق مشروع رياضي تم الاتفاق عليه مع الإدارة، سمح له بجني الثمار، مبرزا دور المكتب المسير برئاسة خدومة وكذا الأنصار، في بلوغ الهدف المنشود:»أعتقد بأنني وفقت في تجسيد المشروع الرياضي، الذي جئت من أجله قبل موسمين، حيث عملت بإخلاص ووجدت كل التسهيلات، الأمر الذي ساعدني على تخطي جميع العقبات».  
من جهة أخرى، عبر رماش عن سعادته الكبيرة بهذا الإنجاز، الذي يراه بمثابة الحدث في تازقاغت، على اعتبار أن الفريق قد دخل التاريخ:» صدقني الصعود يعتبر مفاجأة لهذا الموسم، في ظل نقص الخبرة وقلة الإمكانيات، وأعتقد بأنه لا يوجد أي سر في ذلك، عدا المواظبة في العمل منذ فترة التحضيرات الصيفية، وقد آمنا بحظوظنا ووضعنا الصعود في المقام الأول».
كما أشاد مدرب النجم بشجاعة وانضباط اللاعبين، الذين رفعوا التحدي وكانوا برأيه عند حسن ظن الأنصار والمسيرين، بالإضافة إلى الوقفة الكبيرة من قبل الإدارة، التي وفرت في نظره كل ظروف الراحة:» الأنصار في تازقاغت عملة نادرة، كيف لا وهم الذين لعبوا دورا هاما في هذا الصعود، من خلال تواجدهم الدائم خلف التشكيلة، ما سمح لنا باجتياز عديد العقبات والحفاظ على الريادة في 19 جولة، باختصار، قدمنا موسما متميزا على جميع الأصعدة، وأشكر اللاعبين والمسيرين وأهالي تازقاغت».

أرقام في مسيرة البطل
هزيمتان ودفاع من حديد
يعد نجم تازقاغت، الفريق الوحيد الذي لم يتجرع مرارة الخسارة على مدار الموسم سوي في مناسبتين، الأولى في طولقة أمام الاتحاد المحلي ضمن الجولة 16 (1 ـ 2)، فيما انهزم خارج قواعده على يد شباب أولاد خلوف لحساب الجولة 18، بنتيجة هدف دون رد.
 كما يملك النجم أحسن خط دفاع بتلقيه 17 هدفا، عكس القاطرة الأمامية التي اكتفت بتسجيل 43 هدفا، ما جعلها تحتل المركز الخامس ضمن خطوط الهجوم. وبالإضافة إلى ذلك، فقد حاز النجم على أكبر عدد من الانتصارات بلغت 19 انتصارا، منها 6 خارج القواعد، ما يعكس قوته في حله وترحاله.
5 لاعبين فقط من تازقاغت و11 من خنشلة
خاض الفريق موسمه، بتعداد يضم في صفوفه 5 لاعبين فقط، من أبنائه والقاطنين بتازقاغت، والأمر يتعلق بكل من مشطاب أوسامة، ورغيس الطاهر وتريكي فاتح وساعي صهيب وصفصاف رياض، بينما انتدب 11 لاعبا من خنشلة وثلاثي من باتنة ومثله من الشمرة.

الرجوع إلى الأعلى