ّاتحاد سدراتة .. 90 سنة من الوجود ترصعت بمشوار حطم كل الأرقام
استعاد إتحاد سدراتة مكانته في الجهوي الأول لرابطة عنابة، بعد غياب دام 5 سنوات، عقب نجاحه في تحقيق صعود استعراضي، عبر بوابة المجموعة الثانية لبطولة الجهوي الثاني، حطم من خلاله الكثير من الأرقام القياسية على الصعيد الجهوي، انطلاقا من السير بريتم سريع في بداية الموسم، بإحراز 13 انتصارا متتاليا، مرورا بحصد 78 نقطة في 29 مباراة، وصولا إلى تلقي هزيمة واحدة طيلة المشوار، وكانت بعد 28 جولة.
روبورتاج : صالح فرطـــاس
عودة أبناء «المايدة» إلى الجهوي الأول كانت بتقدير «ممتاز»، لأنهم الأحسن في كل شيء، وقد أحكموا سيطرتهم المطلقة على مجريات البطولة، بهجوم ناري دك شباك منافسين في 88 مرة، كانت حصة الأسد فيها للثنائي عنتري وخلايفية، في حين أن حارسه بوترعة حاز على أقوى دفاع، لأنه لم يتلق سوى 18 هدفا، فأثبتت لغة الأرقام بأن الإتحاد أثبت أحقيته في الصعود، بعدما اطمأن على التأشيرة قبل 5 جولات من نهاية البطولة.
هذا الإنجاز، جاء بعد معاناة في الجهوي الثاني دامت 5 مواسم، ولو أن الفريق كان خلال الصائفة الماضية، على عتبة الانسحاب النهائي بسبب أزمة إدارية، لكن رياح التغيير التي هبت أتت بثمارها، ويحرز أبناء «المايدة» ثالث صعود لهم إلى الجهوي الأول، بعد الانجازين المحققين سنتي 2001 و2009، ولو أن فريق «المايدة»، يعتبر من أقدم النوادي على الصعيد الوطني، لأنه رأى النور سنة 1929، وظل يلازم الأقسام السفلي لتسعة عقود من الزمن، رغم أن انجاز هذه المرة جعل الجميع في سدراتة، ينظر إلى قسم ما بين الرابطات كمحطة من الضروري بلوغها لأول مرة في التاريخ.

التعداد الرسمي لاتحاد سدراتة لموسم (2018 / 2019)
حراس المرمى: عامر بوترعة – أكرم رجل – نور الإسلام الوقاف
الدفاع: أمير كلاش – عادل بومعزة – صلاح الدين بومعزة – مروان بلهوشات – فؤاد مهني – بلال حشوف.
وسط الميدان: زاكي دياح – فاروق رميلي – إدريس صوايفية – سيف الدين بروق – سمير بلبيض
الهجوم: محمد الشريف عنتري ـ عصام خلايفية – وسيم غضابنية – بوزيان محجوبي ـ  محمد العيد حميداني.
رئيس النادي: مسعود بولوح
رئيس الفرع: رابح خنفر
المدرب الرئيسي: فتحي عمراوي.
المدرب المساعد: حسام بوعبدالله
طبيب الفريق: محمد منيعي
الكاتب العام: ياسين رحاحلية
أمين المال: خالد بلغيز
المسيرون: رفيق بورنان – شوقي زايدي – عصام رزايقية – ونيس هباشي – مفيد زروالي ـ لزهر بومعراف – رشيد لبناقرية – يوسف دحة – محمد الصديق بوبكر – السعيد مرايحية.

رئيس النادي مسعـــود بولــوح
أرقـــامنـــــا قيـــــاسيــــــة رغـــم المنـــافسة القويــــة
*
نتمنى ألا تكرر «ديجياس» سوق أهراس خطأ  2014
rهل كنتم تتوقعون النجاح في تحقيق الصعود بسهولة كبيرة؟
يخطئ من يعتقد بأن مهمتنا هذا الموسم كانت سهلة للغاية، لأن طموح الصعود ظل يراود أربعة فرق أخرى، ويتعلق الأمر بكل من جيل شبيطة مختار، جيل جبالة خميسي، نجم تاملوكة وشباب عين علام، لكن الريتم السريع الذي أعطيناه للسباق، مكننا من الانفصال عن الكوكبة مبكرا، وهو العامل الذي ساعدنا على الاطمئنان مبكرا على ورقة الصعود.
rهذا يعني بأن الأمور الميدانية سارت وفق ما سطرتموه؟
الفريق كان قد مر خلال الصائفة الماضية بظروف صعبة، بعد استقالة الرئيس السابق بوعصيدة، الأمر الذي أجبرنا على الموافقة على حمل مشعل التسيير مجددا، في ظل العزوف الجماعي عن تولي رئاسة النادي، حيث أنني كنت في البداية على رأس لجنة تسيير مؤقتة، لكننا برمجنا بعدها جمعية انتخابية، للتخلص من «الديريكتوار»، ولعل ما حفزني لذلك، وجود مجموعة من شبان المدينة، الذين أبدوا رغبة كبيرة في تسيير الفريق، بقيادة رابح خنفر ورفيق بورنان وشوقي زايدي، لأن الإتحاد تواجد على عتبة الانسحاب النهائي، بسبب الفراغ الإداري الذي عاش على وقعه، لكن هذا الثلاثي أصر على رفع التحدي، وساهم في وضع القطار على السكة وترتيب البيت، بتسخير ماله الخاص، فكان الصعود الهدف الرئيسي الذي تم تسطيره.
rوماذا عن سلسلة الانتصارات المتتالية التي حققتموها في مرحلة الذهاب؟
تنصيب الصعود في صدارة الأهداف، جعل الطاقم المسير الجديد يعمل على توفير كافة الإمكانيات الكفيلة بتجسيد هذا الهدف، خاصة وأن الفريق كان قد عاش تجربة سابقة قبل موسم، لما ضاعت منا تأشيرة الصعود في المنعرج الأخير من السباق، بتسجيل تعادل داخل الديار، وتلك التجربة كانت صعبة الهضم، لكننا حفظنا من الدرس، فكانت الاستقدامات بالمراهنة على لاعبين من أصحاب الخبرة، كما أن التحضيرات كانت في مستوى الجهوي، لتكون الصورة الحقيقية للفريق عند بداية المنافسة، حيث فرضنا إيقاعا قويا، لتفادي أي مفاجأة غير سارة، وقد أحرزنا 13 انتصارا متتاليا في مرحلة الذهاب، مع إنهاء النصف الأول من البطولة بفارق 7 نقاط عن الوصيف جيل شبيطة مختار، لأننا تعادلنا في آخر جولتين من الذهاب.
rلكن توقف سلسلة الانتصارات المتتالية عند الجولة 14 تسببت في رحيل المدرب فرماس؟
قضية المدرب وليد فرماس يمكن اعتبارها شخصية، لأنه كان قد لوّح بالاستقالة مباشرة بعد تسجيل التعادل مع تاملوكة، على اعتبار أن الأنصار لم يتقبلوا الكيفية التي كانت وراء هذه النتيجة، خاصة وأننا كنا متفوقين بثنائية نظيفة، ومع ذلك فإن المكتب المسير حاول تهدئة الأوضاع، وأصر على التمسك بخدمات المدرب، لكن تسجيل تعادل ثان بعد ذلك بأربعة أيام فقط، وداخل الديار مع جيل شبيطة مختار جعل المدرب فرماس يتمسك بموقفه، ويصر على الانسحاب، حيث أرجع ذلك لظروف شخصية، مما دفع بالإدارة إلى البحث عن خليفته، فوقع الاختيار على فتحي عمراوي، الذي قاد الفريق في مرحلة العودة.
rالأكيد أن لهذا الانجاز انعكاسات على الوضعية المالية للنادي؟
كما سبق وأن قلت فإن الفضل الكبير في تحقيق الصعود، يعود إلى المسيرين الذين قادوا فرع كرة القدم برئاسة رابح خنفر، لأن هذه المجموعة حملت على عاتقها إجمالي مصاريف التسيير، منذ استقدام اللاعبين إلى غاية آخر جولة من البطولة، في الوقت الذي لم يتلق فيه النادي سوى إعانة بقيمة 600 مليون سنتيم من البلدية، طيلة موسم كامل، في انتظار تجسيد الوعود التي تلقيناها من السلطات المحلية، لأن الجميع يعلم بأننا ورثنا ديونا بنحو 240 مليون سنتيم، ومصاريف هذا الموسم فاقت 1,3 مليار سنتيم، مما يعني بأن مؤشر الديون ارتفع.
rوكيف تنظرون إلى مستقبل الفريق في الجهوي الأول؟
هذا الصعود هو الثالث من نوعه لإتحاد سدراتة إلى الجهوي الأول، وقد سبق لنا اللعب حتى في جهوي قسنطينة، وعليه فإننا متعوّدون على أجواء المنافسة في هذا القسم، لكننا جد متفائلين بالمستقبل، بعد المشوار المتميز الذي أداه الفريق هذا الموسم، وبالتالي فإننا ننظر إلى بطولة ما بين الجهات، كغاية نسعى لإدراكها لأول مرة في تاريخ النادي، لأن الاتحاد من أقدم النوادي في المنطقة، ومن الضروري تضافر جهود الجميع لإخراجه من دائرة الظل، والبقاء في الجهوي لا يليق بمقام فريق تأسس قبل 90 سنة، وهنا بودي أن أضيف شيئا مهما.
rتفضل .. ما هو؟
«سيناريو» سقوط اتحاد سدراتة سنة 2014، مازال راسخا في ذاكرتي، خاصة وأنني كنت في تلك الفترة رئيسا للنادي، وهذه «النكسة» كانت من عواقب قرار «غريب» اتخذته مصالح مديرية الشباب والرياضة لولاية سوق أهراس، لأنها قررت غلق ملعب سدراتة لانطلاق أشغال تجديد الأرضية، قبل 5 جولات من نهاية الموسم، مما أجبرنا على الاستقبال خارج الديار في 3 مباريات، الأمر الذي كلفنا السقوط، وعليه فإننا نخشى أن يتكرر نفس «السيناريو»، بعد تسجيل عملية تهيئة الملعب مرة أخرى، لأن مصالح «الديجياس»، تبقى مطالبة بمراعاة فترة توقف البطولة لانطلاق الأشغال، وليس انتظار بداية الموسم لمباشرة المشروع، مادامت طموحاتنا المستقبلية كبيرة، والسلطات المحلية وعدتنا بتقديم الدعم المالي.                              ص.ف

مدرب الفريق فتحي عمراوي
نملك إمكانيات خطف صعود جديد
* توليتم مهمة قيادة الاتحاد في مرحلة الإياب، فكيف وجدتم الأمور؟
الحقيقة أنني وعند مباشرتي المهام في الجولة 17 وجدت فريقا متكاملا، من جميع الجوانب، والنتائج التي كان قد سجلها في النصف الأول من البطولة تحت قيادة وليد فرماس، كانت أبرز دليل على قوته، إلى درجة أنه ضمن وبنسبة كبيرة جدا الصعود في مرحلة الذهاب، ولمستنا كانت قد ارتكزت بالأساس على الجانب النفسي، لأنني توليت مهمة التدريب في فترة جد حساسة، بعد تسجيل تعادلين متتاليين، الأمر الذي سّرب الشك إلى قلوب الأنصار بخصوص قدرة فريقهم على مواصلة المشوار، بنفس الإيقاع إلى غاية تجسيد الهدف المنشود، فكان رد فعل اللاعبين إيجابيا.
rهل أحسستم خلال الموسم ولو لحظة واحدة بإمكانية تضييع ورقة الصعود ؟
الفارق الذي أحرزه الفريق في مرحلة الذهاب، كانت له انعكاسات إيجابية على معطيات النصف الثاني من السباق، خاصة وأن خرجتي الرسمية الأولى مع الاتحاد، كانت بتسجيل تعادل مع سيبوس الجديد، وهي اللحظة الوحيدة التي أحسسنا فيها بضغط من أقرب المنافسين، بعد تقلص الفارق إلى 5 نقاط، لكننا سرعان ما تداركنا الوضع، وضبطنا سرعة الدوران على ريتم الانتصارات، لتكون ثمار ذلك ترسيم الصعود قبل 5 جولات من نهاية البطولة، وقد خدمتنا الرزنامة كثيرا، لأن المباريات الثلاث الأخيرة في الموسم، كانت مع الأندية التي كانت تطاردنا، وترسيم الصعود أفقد هذه المقابلات نكهتها.
rلكن الفريق حطم كل الأرقام القياسية حتى بعد ترسيم الصعود؟
التحرر من الضغط في الجولات الأخيرة، جعلنا نراهن على بعض العناصر التي ظلت تلازم دكة البدلاء، رغم أن تعداد الاتحاد يتشكل من 19 لاعبا، وهو عامل جد إيجابي مكننا من التحكم بشكل جيد في المجموعة، ولو أننا تلقينا الهزيمة الوحيدة في الموسم عند الجولة 28، وكانت على يد جبالة خميسي، لكن إنهاء المشوار بفارق 15 نقطة عن الوصيف، يبقى دليل قاطع على أحقيتنا في الصعود.
rوماذا عن مستقبلكم مع الفريق بعد هذا الانجاز؟
هذا الصعود هو الثاني من نوعه لي مع اتحاد سدراتة، بعد ذلك المحقق في سنة 2009، ولو أنه لا يوجد أي مجال للمقارنة بين الانجازين، لأن المعطيات تغيرت، والمكتب المسير الحالي عمل على توفير كافة إمكانيات النجاح، ومؤشرات الاستقرار لاحت في الأفق، تمهيدا لمواصلة المسيرة بنفس «الديناميكية»، مع تدعيم التعداد ببعض العناصر ذات الخبرة، والاستثمار في التركيبة الحالية، كفيل بتحقيق صعود تاريخي إلى قسم ما بين الرابطات، وقد تحدث معي بعض المسيرين وأعربت عن رغبتي في البقاء مع الفريق لموسم آخر، في انتظار ترسيم الأمور بعد عيد الفطر المبارك.

قالوا عن الصعود
رئيس الفرع رابح خنفر: لم نترك المجال للمفاجأة
«موافقتنا على الانضمام إلى المكتب المسير للنادي، جاءت من باب الغيرة على ألوان الفريق، لأن اتحاد سدراتة من أقدم النوادي في الجزائر، لكنه ظل يتخبط في الجهوي الثاني، وتواجده على عتبة الانسحاب النهائي، حرك مشاعري رفقة بعض الأصدقاء، فتحملنا على عاتقنا مسؤولية تسيير شؤون الفريق من المال الخاص، ولم نترك أي مجال للمفاجأة، فكان الصعود عن جدارة واستحقاق، ولو أنه فقد نكهته، بعدما احتفل الأنصار بالانجاز قبل 5 جولات من نهاية البطولة، وفرحة كل سكان المدينة كانت أهم مكسب في هذه الفترة، لأنها أنستهم نكسات المواسم الفارطة، إلى درجة أننا أصبحنا نفكر في الموسم القادم منذ قرابة شهرين، رغم أن المستقبل يبقى مرهونا بالمساعدات المادية».

قائد الفريق عصام خلايفية: ينتظرنا تحد أكبر
لقد أثبتنا للجميع بأن الصعود كان مستحقا، خاصة بعد الانطلاقة القوية جدا التي سجلناها في البطولة، والتي ساعدتنا على التخلص من ضغط نفسي كبير، لأننا كنا نمتلك مجموعة منسجمة ومتكاملة، عملت من أجل هدف واحد، وهو الصعود، رغم أن التواجد في الجهوي الثاني لا يليق بمقام فريق من حجم إتحاد سدراتة، لكن العامل المادي كان وراء هذا السقوط الحر، وتحرك بعض رجال المدينة هذا الموسم، كان كافيا لصنع الحدث، وتمكين الفريق من الظهور بوجهه الحقيقي، وما علينا الآن سوى الاستثمار في هذه المرحلة، والتفكير بجدية في صعود تاريخي إلى قسم ما بين الرابطات، ونحن قادرون على تجسيد هذا الحلم».

 

 

الرجوع إلى الأعلى