ينصح الأخصائيون التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا في بداية الأسبوع المقبل، بالتحلي بالثقة بالنفس و الهدوء و تجنب السهر و الإرهاق و مد جسور الحوار و التواصل مع الوالدين، مع الالتزام بالنوم الكافي، و تخصيص وقت للراحة و الاسترخاء و الترفيه، مع تجنب مشروبات الطاقة و الأدوية المنشطة و مواقع التواصل و الأكل خارج البيت، مشددين بأن البكالوريا ليس امتحانا مصيريا، بل مجرد امتحان كبقية الامتحانات التي اجتازوها خلال مسارهم التعليمي، و لا داعي لإحاطته بهالة من المخاوف و الهواجس و السلوكات المرضية التي تحوله أحيانا إلى رهان للفوز بأعلى المعدلات بهدف التفاخر أو التعويض عن فشل سابق، أو تقرير لمصير عائلة بأكملها. المختصون أكدوا للنصر من جهة أخرى، بأن للأولياء دور هام جدا في التحضير النفسي و البدني الجيد لأبنائهم قبل الامتحان، و عليهم أن يدركوا بأن مشاعرهم و أفكارهم و قناعاتهم تنتقل مباشرة إلى أبنائهم، فإذا كانت إيجابية أساسها الطمأنينة و الارتياح و الثقة ستدعمهم و تسدد خطاهم و العكس صحيح، داعين إلى تفادي الضغط و مد جسور الحوار و النقاش بين الآباء و الأبناء ، و مرافقة الممتحنين خطوة خطوة إلى غاية اجتياز الامتحان، و تقبل نتائجهم مهما كانت.
إلهـــام طالـب  

* الأخصائي النفساني كمال بن عميرة
مواقع التواصل مصدر للتشويش و ترويج الإشاعات
شدد الأخصائي النفساني كمال بن عميرة على ضرورة مرافقة و توجيه الأبوين لابنهما المقبل على اجتياز البكالوريا خلال هذه الفترة، و توفير أجواء أسرية دافئة و داعمة له ، مع مد جسور الحوار باستمرار، داعيا التلاميذ إلى تجنب مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام، لأنها تشكل مصدرا للتشويش و لترويج الإشاعات في أغلب الأحيان حول الامتحان ، مثل تسريب المواضيع أو الدعوة إلى التركيز على أسئلة دون غيرها، مما يؤثر سلبا بشكل على التلميذ، و يثير قلقه و اضطرابه، حسب النفساني.
المتحدث يرى أن التلاميذ يجب أن يخصصوا الوقت الذي كانوا يكرسونه للإبحار في النت، للجلسات العائلية الدافئة التي يسودها المرح و المودة و الدعم النفسي، و ترسيخ فكرة أن «الباك» امتحان عادي و تجربة لصقل الشخصية ، و كل الأسئلة التي تطرح سهلة من صميم المقرر الدراسي، إذا نجحوا يتعلمون مبادئ النجاح ، و إذا رسبوا يشخصون و يحددون أسباب الرسوب ليتجنبوها في المستقبل، . كما ينصحهم بالمداومة على أخذ حمام دافئ ينشط الجسم ، و كذا الاسترخاء و التنفس العميق، لطرد التوتر و الضغط لما لا ممارسة رياضة اليوغا، مع الحرص على أخذ قسط كاف من النوم و تجنب السهر و الإرهاق.
و ركز النفساني على ضرورة تجنب هؤلاء التلاميذ تناول الأدوية المنشطة أو المنومة و مشروبات الطاقة، و الالتزام بالهدوء و الثقة بالنفس و التركيز و المنهجية في الإجابة عن الأسئلة و الالتزام بالكتابة بخط واضح.

* أخصائية التغذية حميدة جودي
المكسرات و البقوليات لتقوية التركيز والذاكرة
تقدم بدورها  أخصائية التغذية حميدة جودي مجموعة من النصائح و التوجيهات للتلاميذ المقبلين على امتحان البكالوريا و في مقدمتها الامتناع عن تناول أكلات سريعة خارج البيت، لأنها ثقيلة و مليئة بالدهون ، تعرضهم لعسر الهضم و تؤثر على تركيزهم في الدراسة، مع الحرص  على تناول أغذية طبيعية صحية و خفيفة في البيت تنشط الجهاز العصبي، من الأفضل أن تطهى بزيت الزيتون، مع الاستغناء عن اللحوم خاصة خلال هذه الفترة، و الإكثار من السوائل و في مقدمتها الماء و عصائر الخضر و الفواكه الطبيعية.
و تنصح الأمهات بالاعتماد أكثر على الشعير في تحضير الخبز و أغذية مختلفة، لأنه يحتوي على عديد المواد المفيدة من بينها الفوسفور و السيروتونين الذي يرفع المعنويات و يثير حالة من المرح و الطمأنينة في نفوس الأبناء.كما تدعوهم إلى اقتناء مختلف أنواع المكسرات، الغنية بالفوسفور و المغنيزيوم و أوميغا 3، على غرار اللوز و الجوز،  لأنها تقوي الذاكرة و القدرة على التركيز و تنشط الجهاز العصبي، إلى جانب التمر و التين و العنب المجفف»الزبيب» و بذور الكتان .
و أكدت المتحدثة على أهمية تناول البقوليات كالفاصوليا و البازلاء و الحمص و كذا الخضر و الفواكه الموسمية لضمان نظام غذائي متوازن للأبناء المقلبين على الامتحان،  و تفضل أن تشترى مباشرة من حقول الفلاحين البسطاء، لأنها في الغالب طازجة و خالية من المواد الكيميائية و الأسمدة.
و أشارت إلى أن الطهي على البخار يفقد الخضر المواد المفيدة التي تحتوي عليها  و الطبخ في القدر البخاري السريع يتسبب في عسر الهضم ، و تدعو  التلاميذ لضمان سلامة جهازهم الهضمي قبيل الامتحان و خلاله، إلى تناول الفواكه و شرب الماء قبل ربع ساعة أو عشر دقائق من موعد الوجبات الرئيسية، لتجنب تخمر الأطعمة و الإصابة بثقل في المعدة و انتفاخ و دوار أو نعاس و انزعاج .

* الدكتور سعيد خالد رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لناحية الشرق
نقص الماء في الجسم يضعف القدرات العقلية و التركيز
استهل الدكتور سعيد خالد، رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لناحية الشرق للنصر ، حديثه بالتأكيد بأن مراجعة الدروس يجب أن تنطلق في بداية السنة الدراسية، و ليس خلال الأيام الأخيرة التي تفصل التلاميذ عن البكالوريا، لتجنب الإرهاق و الارتباك و السهر، مشددا بأن الراحة و النوم الكافي قبيل اجتياز الامتحان من بين مفاتيح النجاح.
و أضاف الطبيب أن التلاميذ يشعرون قبيل الامتحان عادة، بأن الدروس و المعلومات اختلطت في ذهنهم و أنهم لا يتذكرون شيئا، لكن هذه الحالة، كما أكد، طبيعية بسبب شعورهم بالخوف و التوتر ،  و بمجرد دخولهم إلى حجرة الامتحان و تسلمهم ورقة الأسئلة و تركيزهم عليها، يسترجعونها لأن المخ يرتب المعلومات ليصبها في الورقة، و كلما استفاد الممتحن من الراحة أكثر خلال الفترة الراهنة، نشطت ذاكرته أكثر ، و إذا كان مرهقا فستتقلص المعلومات التي يتذكرها، حسبه، إلى ما يناهز 50 بالمئة.
و تابع المتحدث بأن اهتمام الأولياء بصحة أبنائهم و سلامتهم و دراستهم يجب أن يبدأ في بداية السنة الدراسية، و ليس قبل أسبوع أو أسبوعين من الامتحان، لأنهم إذا فعلوا ذلك، فسيضغطون على أبنائهم و على أنفسهم و لا يحققون النتيجة المرجوة.
و قال الدكتور خالد بأن تناول هؤلاء التلاميذ مأكولات خارج البيت عشية الامتحان، قد يعرضهم لتسممات غذائية و وعكات صحية، لهذا ينصحهم بتناول وجبات طبيعية متوازنة و نظيفة في البيت و تجنب الأدوية المنشطة و الإكثار من شرب الماء ، فكلما تقلصت نسبة الماء تعرض الجسم للجفاف و تقلصت القدرات العقلية و التركيز، و لو اجتاز التلميذ الامتحان و هو عطشان ، فسيضرب تفكيره و لا يستطيع ترتيب المعلومات كما يجب.
و يدعو الأولياء إلى الانتباه لأهمية النوم الكافي في ليلة الامتحان و تناول التلميذ في الصباح إفطاره في البيت و يأخذ معه قارورة ماء و شوكولاطة سوداء ، لأنها تنشط الأنزيمات و الهرمونات و تحارب الخوف و التوتر و تساهم في زرع الشعور بالارتياح و الطمأنينة في نفسه.و يشدد من جهة أخرى على ضرورة مراجعة التلاميذ المصابين بأمراض مزمنة  خاصة السكري و القصور الكلوي، أطبائهم المعالجين قبل الامتحان بعشرة أيام على الأقل، ليضبط أدويتهم و تجنب الأعراض الجانبية.

* المستشار الرئيسي للتربية سليم زعير
فهم السؤال نصف الجواب
يعتبر المستشار الرئيسي للتربية الأستاذ سليم زعير أن التحضير النفسي و التربوي للامتحان يجب أن يبدأ في بداية السنة، بالتعاون بين الأولياء و الأساتذة و المستشارين التربويين ليستفيد منه التلاميذ على أكمل وجه . و قبل أسبوع من الامتحان من الضروري التخفيف على التلاميذ بدءا بالتوقف عن متابعة الدروس الخصوصية و المراجعة في البيت، لحمايتهم من الإرهاق و التوتر و الارتباك و حشو المعلومات، مشيرا إلى أن الأولياء إدا توتروا سينقلون العدوى للأبناء ما يؤثر سلبا على نتائجهم.
كما يدعو الأستاذ زعير التلاميذ خلال هذه الفترة إلى تغيير أجواء البيت و الدراسة و كسر الروتين و الترويح عن النفس بممارسة هواياتهم الرياضية و الترفيهية و الاستمتاع مع ذويهم بخرجات و زيارات عائلية، مع الحرص على النوم باكرا و الاستيقاظ باكرا.
أما في يوم الامتحان ، على التلاميذ، حسب المتحدث، عدم مغادرة القاعة قبل انقضاء الوقت المحدد لكل مادة، و عند استلامهم لورقة الامتحان عليهم أن يطردوا الخوف و الارتباك و يقرأون الأسئلة بتمعن مرة أو مرتين، و استخدام الوقت بطريقة منهجية.
و أوضح مستشار التربية أن التلميذ إذا وجد صعوبة في الإجابة على بعض الأسئلة، فليبدأ بالإجابة على السهلة منها التي يتذكرها جيدا، ثم يعود إلى الصعبة ليأخذ وقته في التفكير مع استعمال أوراق الوسخ قبل كتابتها في ورقة الامتحان، حتى لا يضيع منه الوقت.و شدد على ضرورة أن يبدأ التلميذ بكتابة اسمه و كافة المعلومات المطلوبة في أعلى الورقة بوضوح و دقة و عدم نسيان التوقيع لتجنب اللبس و الخلط ، و أعرب عن أسفه للجوء بعض التلاميذ إلى الغش، و ما ينجم عنه من عقوبات، في حين بإمكان التلميذ أن يتجنبها و منح نفسه فرصة اجتياز الامتحان العام المقبل، فالرسوب يبقى حافزا للنجاح.

الرجوع إلى الأعلى