أطنان من الخبز ترمى بالشوارع وتباع في أسواق الماشية
لا تزال ظاهرة الخبز المرمي على قارعة الطريق و صناديق القمامة، منتشرة بولاية قسنطينة، رغم الحملات التحسيسية الرامية إلى مكافحة تبذيره   و التوعية و التحسيس بقيمته  المعنوية  و الاقتصادية كمادة أساسية مدعمة تستنزف من خزينة الدولة سنويا ملايين الدولارات.
و قد أشارت آخر الإحصائيات أن الاستهلاك اليومي  للخبز في الجزائر، يصل إلى 50 مليون خبزة، منها 10 ملايين خبزة مصيرها القمامة و يستخدم في إنتاجها  مليون طن من القمح اللين الذي تستورد الجزائر منه سنويا 7 ملايين طن بقيمة 1.6 مليار دولار، بالمقابل تنفق الجزائر ما يفوق  15.5  مليار دج،  لدعم هذه المادة ذات الاستهلاك الواسع من جهة، و الأكثر تبذيرا من جهة أخرى.
خلال هذا التحقيق الذي أجرته النصر، بعدة جهات من ولاية قسنطينة، تأكدنا أن الظاهرة لا تزال منتشرة وبشكل كبير، داخل التجمعات السكانية الكبرى و الإقامات الجامعية ، حيث تحولت هذه المادة التي تدعمها الدولة و الموجهة للاستهلاك البشري، إلى مادة تجمع و تباع للموالين، لتقدم في نهاية المطاف كعلف للمواشي، و  رغم كل شيء لمسنا بعض الوعي الذي بدأ ينتشر بين الأفراد   و العقلانية  في استهلاك الخبز عند البعض.
في حديثنا مع عدد من المواطنين من ولاية قسنطينة حول ظاهرة تبذير الخبز، و إفراط الأسر الجزائرية في تناوله،  سجلنا أن هناك درجة من الوعي بدأت تنتشر بين المواطنين و تراجعا  ملموسا لبعض السلوكيات السلبية  المتعلقة بالإفراط في اقتناء الخبز لينتهي به المطاف في القمامة، فيما  غير بعضهم نمط غذائهم بإتباع حميات غذائية، سواء لأسباب  مرضية أو جمالية لاكتساب الرشاقة، و  تغيب عن هذه الحميات عموما مادة الخبز بشكل نهائي أو نسبي.
  بالمقابل لا يزال السواد الأعظم من المواطنين، يعتبرون الخبز من أساسيات المائدة و يدخل ضمن غذائهم، كمكون أساسي، بنسبة 90 بالمئة.
السيدة حليمة القاطنة بحي القماص، ربة بيت و تتكون أسرتها من ستة أفراد ، قالت لنا أن السبب الرئيسي في انتشار و تنامي ظاهرة تبذير الخبز في الجزائر، يعود إلى نوعيته الرديئة،   و للحد من الظاهرة، ترى أنه من الضروري تحسين نوعية الخبز.  و أخبرتنا أنها تشتري يوميا بين 10 إلى 12 خبزة ، باستثناء بعض الأيام عندما تعد أطباقا معينة كالشخشوخة و العجائن الأخرى، و غالبا ما تشتري الخبز في الفترة الصباحية، خوفا من نفاده في المساء، خاصة و أن عدد المخابز قد تراجع بشكل كبير.  و أضافت المتحدثة أن أفراد أسرتها يستهلكون إلى غاية تسع خبزات يوميا، و تبقى خبزتين إلى ثلاث خبزات تكون، حسبها، غير صالحة للاستهلاك، فتضطر إلى جمعها في كيس بلاستيكي و وضعها أمام  مدخل المنزل، لترفع من طرف عمال النظافة.من جهته قال حسن، القاطن بنفس الحي، أن تبذير الخبز كان في وقت مضى  هاجسا بالنسبة إليه، لكنه أصبح  مؤخرا لا يرمي أي قطعة  خلال أيام و أسابيع، لأنه يقتني خبزات بعدد أفراد العائلة، دون اللجوء إلى مضاعفة العدد ، و بحكم ارتباطه و زوجته و أبنائه  بالعمل و الدراسة، فان معدل تناولهم للخبز يتقلص، مقارنة بأيام العطل و بعض المناسبات، و في حال وجود بقايا للخبز، يتم الاحتفاظ بها في الثلاجة لإعادة استخراجها و استهلاكها عند الحاجة .

أما نجم الدين، و هو شاب في الثلاثينات، و رب أسرة، فقال لنا أنه تخلى بشكل كبير عن تناول الخبز، بعدما  شرع في إتباع نظام غذائي و رياضي محكم ، على غرار الكثيرين، في ظل انتشار السمنة و بعض الأمراض كالسكري و ارتفاع الضغط  الدموي و غيرها ،  التي تستوجب إتباع حمية غذائية يشترط فيها التقليل من تناول الخبز، و لا يقتصر الأمر عليه، فحتى زوجته و أطفاله بدأوا في إنقاص الخبز من وجباتهم.
في حين قالت لنا السيدة فاطمة الزهراء من حي سيدي مبروك،  أنها لا تزال تتبع بعض طرق والدتها  التقليدية لتجنب رمي الخبز ، حيث تقوم بوضع البقايا في الثلاجة، ثم تقطعها إلى دوائر وتضعها  في الفرن و تتناولها مع أسرتها  مع الحليب في الصباح، أو تقوم بهرس الخبز إلى أن يتحول إلى دقيق  و يستخدم في بعض الأطباق، مؤكدة أن تخلي العائلات عن الكثير من العادات القديمة، هو السبب الرئيسي لانتشار ظاهرة تبذير الخبز، حيث كانت ربات البيوت تستخدمن البقايا في إعداد طبق خاص أو حلويات، و كان الخبز خلال الحقبة الاستعمارية بسبب الفقر الذي كان سائدا ، الطعام الوحيد للكثير من الجزائريين .

* مدير الخدمات الجامعية عين الباي قسنطينة
قنطاران من الخبز ترمى بالإقامة الواحدة أسبوعيا
لم ينف مدير الخدمات الجامعية عين الباي قسنطينة السيد محمد لعيور، ظاهرة تبذير الخبز في الإقامات الجامعية بشكل مبالغ فيه ، فرغم تراجع الظاهرة عما كانت عليه خلال سنوات مضت، إلا أنها لا تزال موجودة، حيث تنظم  الإدارة من حين لآخر حملات توعوية للمقيمين إلى جانب تقديم دروس دينية عن هذه الظاهرة  و أرجع المتحدث السبب إلى انتشار بعض السلوكيات السلبية بين الطلبة، كالإفراط في أخذ كميات كبيرة من الخبز لتناولها، سواء داخل المطعم  أو في الغرف، خوفا من نفاده ، خاصة و أنه البديل لهم في حال الشعور بالجوع ليلا، لكن غالبا ما يتم رمي هذه الكميات في اليوم الموالي ، كما يتم   ترك كميات معتبرة من الخبز على طاولة الأكل  ليكون مآلها الرمي. وهنا أكد لعيور أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال منع الطلبة من أخذ ما يرغبون فيه من الأكل، و تحديدا الخبز .
و بلغة الأرقام تحدث المدير عن قناطير من الخبز   يتم وضعها في مخازن خاصة، لبيعها في ما بعد لبعض الفلاحين، على أساس عقد يتم توقيعه بين الطرفين لمدة سنة، شريطة أن يقدم الفلاح بطاقته المهنية  ، و هو الإجراء المتبع على مستوى كل  الإقامات الجامعية بالوطن، كما قال، فمثلا  تبلغ كمية الخبز الذي يرمى ب12 إقامة، تابعة لمديرية الخدمات عين الباي ، 12 قنطارا كل أسبوع ، بمعدل  قنطارين (02) للإقامة الواحدة بين الطلبة و الطالبات، و يتم يوميا اقتناء  200 ألف خبزة بين وجبة  الغذاء و العشاء، بمقدار خبزتين لكل مقيمة أو مقيم و يحدد سعر الخبزة الواحدة ب 7.5 دج.
ويرى أن هناك تراجع ملموس في حدة الظاهرة مؤخرا ، وذلك بفضل الحملات التحسيسية و الدروس الدينية التي يقدمها بعض الأئمة، وانتشار بعض الوعي بين الطلبة،  كما أن المسيرين لجأوا إلى بعض الإجراءات، بهدف القضاء على رمي الخبز، كفتح المطاعم طيلة الليل، ليتمكن الطالب من الذهاب إليه، و أخذ ما يحتاجه للأكل  دون إفراط ، بدل السماح لهم بأخذ الخبز معهم إلى الغرف، فيأخذون كميات أكثر من احتياجاتهم الحقيقية .من جهتهم أكد عدد من الطلبة الذين تحدثت إليهم النصر، بكل من الإقامة 11 بنات، و 4 ذكور، أن  سبب انتشار ظاهرة تبذير الخبز في الإقامات، يرتبط بنوعيته الرديئة ، حيث يتحول إلى مادة مطاطية بعد ساعات قليلة من اقتنائه.و لم ينف محمد من ولاية جيجل،  أن هناك بعض التجاوزات التي يقوم بها الطلبة، حيث يعمد بعضهم إلى أخذ كميات تفوق حاجتهم، فيتناولون نصفها أحيانا، أو أقل و يرمون ما تبقى منها ، من جهتها ترى الطالبة مريم من ولاية أم البواقي، أن الطلبة بحكم بعدهم عن عائلاتهم، فهم يعتمدون كثيرا على مادة الخبز للتغلب على الجوع، و هو سبب اللهفة التي تنتهي برمي  هذه المادة الأساسية ، لكنها ترى أن الظاهرة تراجعت نوعا ما، لانتشار الوعي بين الطلبة.      

* مدير مؤسسة النظافة  لبلدية الخروب
80 بالمئة من الكميات المستغنى عنها توجه للمواشي  
أكد عبد الكريم حوري، رئيس مؤسسة النظافة لبلدية الخروب، أن  ما يتم جمعه من  طرف عمال المؤسسة، لا يعكس حقيقة الكميات التي ترمى من الخبز و المطلوع و مشتقاتهما ، و أرجع ذلك إلى طبيعة المنطقة المعروفة  بتربية المواشي و انتشار الإسطبلات بين النظامية و العشوائية ، حيث يقوم أصحابها بجمع الخبز المرمي في الأحياء و بالقرب من المنازل، و استخدامه لإطعام للموشي، خاصة عند غلاء سعر العلف.
و قال حوري للنصر، أن هناك شاحنات و حتى دراجات نارية،  تجهل هوية أصحابها، يجوبون  في ساعات الصباح الباكر  مختلف أحياء و شوارع المدينة لجمع الخبز ، أما ما تبقى منه ، فيجمعه عمال النظافة و يتراوح بين 500 إلى 600 كلغ  يوميا ، يتم العثور عليها في 27 قطاعا من مجال تدخل المؤسسة بين ماسينيسا و التوسعة الغربية ، الخروب ، عين نحاس ، و عدد من التجمعات الثانوية، كالمريج و الفنتارية و واد حميميم ، و تتضاعف هذه الكميات في شهر رمضان و فصل الصيف و الأعياد و بعض المناسبات الدينية .                            

* رئيسة الدائرة التقنية لمؤسسة التسيير الحضري علي منجلي
عمال النظافة يجمعون4.5 طن يوميا من المادة
تعرف المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، انتشارا رهيبا  لظاهرة رمي الخبز بكميات، وصفها البعض بالخيالية ، حيث  أكدت السيدة فيروز بن عميرة ، رئيسة الدائرة التقنية لمؤسسة التسيير الحضري علي منجلي،  للنصر أن هناك مبالغة كبيرة في رمي هذه المادة، و تبلغ الكميات التي تجمع يوميا من قبل عمال النظافة التابعين للمؤسسة، أزيد من 4.5 طن عبر 300 نقطة تجميع، موجودة في 14 قطاعا  بمعدل 10 كلغ من الخبز في كل نقطة تجميع،   إلى جانب بعض المشاتي و القرى التي يتم تنظيفها من قبل ذات المؤسسة.
و يتم جمع هذه الكميات خلال جولات شاحنات النظافة المقدرة ب 22 دورة في اليوم، تبدأ جميعها على السادسة صباحا ، و يتم تكرار الدورة بالمحاور الرئيسية و بعض المناطق الحساسة فقط، بسبب نقص عتاد العمل، خاصة الشاحنات، كما قالت المتحدثة.و أضافت أن هناك كميات أخرى من بقايا الخبز الذي ترمى تقوم جهات مجهولة بجمعها ، و أغلبها من مربي الحيوانات و المواشي، حيث يخصصون شاحنات تجوب مختلف الأحياء، لجمع الخبز الذي يرمى ، و حسب تقديرها فهي تتعدى ضعف ما يجمعه عمال النظافة ، و تتباين حدة الظاهرة من منطقة إلى أخرى، إذ تبلغ ذروتها بالمنطقة الصناعية التي تعرف انتشارا كبيرا لقاعات الحفلات ، و كذا بالقرب من المطاعم  و الأسواق و المراكز التجارية ،  و حتى بعض الوحدات الجوارية التي تضم سكنات من صيغة الاجتماعي العمومي، على غرار الوحدات 6 و 7 و 8 ، بينما تقل حدة رمي الخبز في الوحدات التي تنتشر بها سكنات ذات الصيغ التساهمية و الأحياء التي لها لجان خاصة، لتأطيرها على غرار الوحدات 13 و 15 و 2 .           

* عمال نظافة يؤكدون
الظاهرة متفشية  أكثر بالأحياء الشعبية
قال  فضلون صالح،  عامل نظافة ببلدية الخروب لأزيد من  16 سنة، أن ظاهرة تبذير الخبز في تزايد كبير ، و هو ما استنتجه بحكم عمله اليومي في جمع القمامة من مختلف أحياء و قطاعات الخروب ، مضيفا أن هناك تصرفات صادمة لرمي الخبز في المزابل ، فلا يقتصر الأمر على البقايا، فهناك بعض العائلات تقوم برمي أكياس مليئة بالخبز غير المستهلك تماما ، إضافة إلى المطلوع و الهلاليات «الكرواسون» التي  ترمى بشكل رهيب، و تزداد  الظاهرة في شهر رمضان من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف.أما علي و هو عامل نظافة في المدينة الجديدة علي منجلي،  فأكد أن العائلات و رغم كل الحملات التحسيسية لمحاربة ظاهرة التبذير، لم تتخلص لحد الساعة من تصرفاتها السلبية، فيجمع يوميا رفقة زملائه، كميات هائلة من الخبز ، و قد يصادف  كيسا مليئا بكل أنواع الخبز  ،و  يصل الأمر حد العثور على كيس من الدقيق  لم يفتح بعد ، كما تأسف لأن بعض المواطنين يخلطون الخبز مع مختلف أنواع القمامات  ، فيضطر  عمال النظافة لفرزه و وضعه في حاويات خاصة  داخل أكياس بلاستيكية، و شدد  أن الظاهرة تتضاعف في الأحياء الشعبية، مقارنة بالأحياء الراقية.
 10 كلغ من «الخبز  اليابس» بمئة دينارفي سوق المواشي
خلال هذا التحقيق تمكننا من الوصول إلى عشرات الأشخاص الذين يمتهنون جمع و بيع الخبز الذي يرمى، أو ما يعرف لديهم بالخبز اليابس ، و الذي يتحول في الأخير إلى علف للمواشي و الحيوانات عموما،  كما يعرض الكثير منهم أكياسا و كميات كبيرة من الخبز « اليابس»  في السوق الأسبوعي لبلدية الخروب، و يعرف إقبالا كبيرا ، خاصة من قبل الموالين و مربيي الدواجن ، و يبلغ سعر الكيس الكبير إلى 100 دج و يتراوح وزنه بين 10 إلى 12 كلغ. كما تنتشر ظاهرة جمع و  بيع الخبز في البلديات الريفية.

و كانت وجهتنا التالية بلدية الخروب المشهورة بتربية المواشي و انتشار الإسطبلات بها ، و تبين أن هؤلاء الباعة يقومون بجمع بقايا الخبز بشكل يومي، و منهم من يستخدم سيارته الخاصة في ذلك ، بينما يجوب آخرون الشوارع، مشيا على الأقدام ، فيما انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة جمع الخبز عن طريق الشاحنات الصغيرة و الدراجات النارية .
و قصدنا بحي 1600 مسكن، عمي بشير الذي قال لنا أنه يتنقل يوميا بين الأحياء و يجمع الخبز أمام المنازل و المطاعم و المخابز ليعيد بيعه  للموالين ، وجدناه منهمكا في فرز ما جمعه من الخبز داخل مرآب منزله ، و بالجهة الأخرى قام بنثر كميات من الخبز، قصد تجفيفه ، و لاحظنا قربها مجموعة من الأكياس مليئة بالخبز، فقال أنه يبيعها للموالين و يبلغ سعر الكيس 100 دج،  و أضاف عمي بشير أنه لاحظ مؤخرا نقصا في كميات الخبز الذي يرمى .
و بالطرف الآخر من الشارع  رصت الكثير من الأكياس الكبيرة المليئة بالخبز، و قال لنا أحد السكان أن صاحب المنزل يعمل بإحدى الٌإقامات الجامعية، و يجلب يوميا معه كميات كبيرة من المادة، ليعيد بيعها لمربي المواشي.
و علمنا أن بالمدينة الجديدة علي منجلي و تحديدا بالوحدة الجوارية 15 ، توجد سيدة تمتهن جمع الخبز و تجفيفه و بيعه ، لكننا لم نتمكن من العثور عليها بحكم خروجها للبحث عن الخبز ،  و أخبرنا جيرانها أنها تقوم باستغلال إحدى الباحات الموجودة بين العمارات، لوضع مجموعة من الأخشاب  ونثر الخبز تحت أشعة الشمس لتجفيفه، ثم جمعه داخل أكياس تعيد بيعها لمربيي الدواجن.
في حين أكدت لنا الدكتورة منال سعدواي ، طبيبة بيطرية في مديرية الفلاحة لولاية قسنطينة،  أنه يمنع منعا باتا تقديم الخبز كعلف للمواشي و الحيوانات، لأنه يغير من الطبيعة البيولوجية للحمها، و بالتالي قد يتسبب في ظهور بعض الأمراض التي تكون خطيرة على الإنسان في ما بعد ، مضيفة أن هذه الممارسات يقوم بها أصحاب الإسطبلات العشوائية.  و أخبرتنا الطبيبة البيطرية أن المديرية ليست على دراية بوجود فلاحين يقومون بشراء بقايا الخبز من الإقامات الجامعية لتقديمها للمواشي .                  هيبة عزيون     

* المختصة  في التغذية البروفيسور نائلة بوشجة
الجزائــــر تحتـــل المرتبـــة الأولــى في استهلاك الخبــز
* إضافة الغلوتين و المحسنات يؤثر سلبا على الصحة
أكدت المختصة في التغذية البروفيسور نائلة بوشجة، أستاذة بمعهد التغذية و التغذي و التكنولوجيا الفلاحية الغذائية بجامعة منتوري قسنطينة، أن الخبز الذي نستهلكه حاليا ، يحتوي على كميات كبيرة من المحسنات و كذا الغلوتين ، التي تشكل خطورة على الجهاز الهضمي،  خاصة في حالة استعمالها بنسب غير مدروسة و استهلاكها المفرط، و ترجح بأنها وراء انتشار أمراض المناعة الذاتية، مقدمة في سياق حديثها للنصر،  مقارنة بين ما كنا نستهلكه من هذه المادة الحيوية في الثمانينات ، و بين ما نتناوله حاليا.   
المختصة أكدت أن نوعية الخبز تغيرت، بسبب زيادة نسبة الغلوتين بـ 30 بالمئة، بالإضافة إلى الاستعمال المفرط للمحسنات الاصطناعية، و هي مواد كيميائية تغير نوعية الخبز، غير أنها تسهل عملية العجن للخباز، مقدمة في السياق ذاته، مقارنة بين النوعية التي كانت تستهلك وسط القرن العشرين، أي في الثمانينات، و التي تعد الأحسن، و بين ما نستهلكه حاليا،  حيث كان الخبز يحضر بالقمح الكامل، دون استخراج النخالة الموجودة به، و التي تحتوي على ألياف تساهم في التقليل من مفعول الغلوتين الذي يضاف بنسب مدروسة، فتؤثر بشكل إيجابي على الجهاز الهضمي.
لكن ابتداء من أواخر القرن العشرين، حسب البروفيسور نائلة،  و استجابة لمتطلبات صناعية تستلزم، حسبها، وجود كمية كبيرة من الغلوتين، أو كما يعرف بالدارجة «العلك»، الذي يسهل عملية التحويل ، حتى في الصناعات الغذائية.  و أكدت أن المختصين قاموا بانتقاءات وراثية لزيادة نسبة هذه المادة في القمح، و هو ما يشكل، حسبها، خطرا على صحة الإنسان، و يتسبب في مضاعفات كالتهاب الأمعاء و الجهاز الهضمي، مشيرة في سياق متصل ، إلى أن الخبز و بالرغم من تغير نوعيته، إلا أنه يظل صالحا للاستهلاك، إذ يمكن وضع الكمية المتبقية منه، في المجمد و تناولها عند الضرورة.
المختصة قالت أن تناول الخبز الأبيض منزوع النخالة، و الذي تحول إلى موضة في السنوات الأخيرة، يجهل الكثيرون مخاطره ، مشيرة إلى دراسات علمية حديثة نشرت في مجلات عالمية معترف بها، كشفت أن هناك احتمال وجود علاقة مباشرة بين كمية الغلوتين الزائدة التي أصبحنا نتناولها في الخبز،  و انتشار أمراض المناعة الذاتية، نذكر منها أمراض السكري، الحساسية من مادة الغلوتين، أي سيلياك، داعية إلى مراجعة طريقة استهلاكنا لهذه المادة، و كذا العجائن.

المختصة بينت بأن الجزائر تحتل المرتبة الأولى في استهلاك الخبز، بمعدل 46 مليون خبزة في اليوم، أي أن متوسط استهلاك  الفرد يتجاوز خبزة في كل وجبة، مع تسجيل التبذير، استنادا إلى دراسات قدمتها المنظمة العالمية للصحة، كما قالت المختصة، مشيرة أن الغذاء الأساسي في الجزائر أصبح مرتكزا على العجائن و مشتقات القمح، فيما لم يعد هناك تنوع في استهلاك الخضر و الفواكه، و ذلك بسبب ضعف القدرة الشرائية للمواطن، و دعم تلك المواد من قبل الدولة، ما جعل أسعارها منخفضة بشكل كبير، حسبها، ليصبح المواطن يبالغ في استهلاكها، و الأسوأ أن هناك شريحة واسعة تتناول  الخبز مع العجائن، مع الإفراط في ذلك، و هي عادات وصفتها بالسيئة،  و أدت إلى ظهور أمراض لها علاقة مباشرة بسوء التغذية، و الوزن الزائد، و كذا الأمراض ذات المناعة الذاتية،  و السكري و ارتفاع الضغط، في الوقت الذي لا يقوم المواطن الجزائري بنشاط بدني كاف.و بخصوص الكمية التي يجب أن يلتزم بتناولها الفرد في كل وجبة، قالت أننا لا نستطيع تحديدها، لأنها تختلف من شخص إلى آخر،  حسب الوزن و الطول و نوعية ما يتم تناوله و كذا النشاط البدني الذي يقوم به، مؤكدة على ضرورة احترام نسبة السكريات التي يجب استهلاكها في الوجبة اليومية،  حيث تمثل نسبة تتراوح بين 50 إلى 55 بالمئة في الوجبة ، و 12 حتى 15 بالمئة من البروتينات و نسبة الدهون 30 إلى 25 بالمئة، و تتغير هذه النسب، حسب كل فرد و النشاط الذي يقوم به.
ابتكار تركيبة لخبز صحي بمكونات طبيعية
البروفيسور بوشجة قالت أنها توصلت إلى تركيبة  صحية لخبز بالقمح الكامل، تحتوي على مكونات طبيعية بنسبة مئة بالمئة، و هي مفيدة جدا لصحة الإنسان، خاصة  لمن يعانون من عسر الهضم و الإمساك،  و كذا مرضى السكري.
و  أوضحت الباحثة أنها قامت بدراسة استغرقت خمس سنوات، مع طلبة ماستر بمعهد التغذية بجامعة  منتوري قسنطينة، لوضع هذه التركيبة ، و قد أخضعتها للتحليل في المخبر، من أجل التأكد من أنها صحية، و تتوفر على خصائص تكنولوجية،   فكانت النتائج جيدة،  كما أكدت لنا، ما جعلها تختبر فعاليتها على أشخاص يعانون الإسهال، و الإمساك لمدة 15 يوما، فأعطت نتائج جيدة في اليوم الثالث، و تلقت الكثير من الطلبيات من هذا الخبز.بخصوص مكوناته ، قالت المتحدثة أنها لا تستطيع الإفصاح عنها، إلى غاية حصولها على الموافقة من الجهة الوصية، مشيرة إلى أنها عرضت هذا الخبز في الصالون الوطني لمنتوجات البحث العلمي الذي نظمته وزارة التعليم العالي و البحث العلمي، دورة 2017 .
أ بوقرن

* مصطفى زبدي رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك
  التحسيس  يتطلب مسايرة التطور التقني و برامج الطبخ لا تشارك
قال رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي للنصر، أن الحملات التحسيسية التي يقوم بها أعضاء المنظمة لاقت صدى و رسالتهم وصلت إلى جزء كبير من المجتمع، لكنها لا ترقى إلى المستوى المطلوب الذي يسعون إلى بلوغه، نظرا لعدم توفر الإمكانيات.
و أكد المتحدث بأنه بات من الضروري مسايرة التقنيات الحديثة في التوعية، و لكن لابد، حسبه، من إشراك المتعاملين الاقتصاديين لتجسيدها، لأنها تتطلب إمكانات مادية، من أجل تغيير الصورة النمطية للحملات التوعوية، إذ تستوجب  تحضير مطويات و الإشهارات التلفزيونية، و حتى إصدار منشورات تتضمن  وصفات لإعداد الأطباق المصنوعة من مادة الخبز، و إعادة إحياء الأكلات القديمة التي كانت تحضرها الجدات، أو حتى إدراج بعضها في الكتيبات المخصصة للأجبان و المايونيز التي تنشر في رمضان، اذ تساهم بشكل كبير في الحد من رمي هذه المادة الحيوية، و أعرب زبدي من جهة أخرى، عن أسفه لعدم اندماج المتعاملين الاقتصاديين لحد اليوم في مثل هاته المبادرات الجيدة التي لا تستطيع تجسيدها منظمة تطوعية.
و أعاب على حصص الطبخ عدم مساهمتها في الحملات التوعوية، إذ أنها تعد حلقة مهمة من شأنها أن تساهم في التقليص من الظاهرة، لكونها تحقق نسب مشاهدة قياسية من قبل ربات البيوت، و بالتالي بإمكانها أن تدعم الأهداف التوعوية للمنظمة، و بعث رسائل إرشادية تنمي ثقافة الاستهلاك العقلاني و المدروس و تحسس و توعي بطرق رسلكة المواد الغذائية، معتبرا بأن الفرد الجزائري، قابل للتحسيس، و ليس كما يعتقد الكثيرون، بشرط إقناعه.  
  الاستغناء التدريجي عن القمح اللين ضروري
و قال ذات المصدر بأن عملية التحسيس، لا تتوقف فقط عند الحديث عن التبذير و عدم الإفراط في تناول الخبز، و إنما بالتوعية بمخاطر الفرينة البيضاء، و التي تعتبر مادة أساسية لصناعته، و حث المستهلك لإيجاد بدائل كخبز الشعير و السميد، متطرقا في سياق متصل إلى تخصيص  و رشة على مستوى وزارتي الفلاحة و التجارة، لإيجاد بديل للفرينة البيضاء المدعمة،  من أجل المحافظة على صحة المستهلك و كذا أموال الخزينة العمومية التي تصرف ما يقارب مليار و 300 مليون دولار، لاقتناء القمح اللين، بينما نحن بلد منتج نسجل فائضا في القمح الصلب.
  العملية يمكن أن تكون من الناحية الاقتصادية، كما قال المتحدث،  مربحة جدا للخزينة العمومية، من خلال الاستغناء التدريجي عن القمح اللين، الذي تفصل منه النخالة ــ و تباع بثمن مضاعف كعلف للمواشي ــ بعد عملية الطحن.
نطالب بانتهاج الأسلوب الردعي في المؤسسات
و شدد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك بأن ظاهرة التبذير، تسجل  بنسبة كبيرة في المؤسسات و المطاعم، و باعتبار منظمته، كما قال، شريكة في الحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة التجارة، للحد أو التقليل من ظاهرة تبذير الخبز، فقد تم وضع المؤسسات كأولوية في إستراتيجية الحملة، التي لم تنطلق بعد في الميدان، حسبه.
كما أن هناك إجراءات أخرى تتعلق بتحسين نوعية الخبز، معتبرا بأن نوعية الخبز الرديئة تعد  من أسباب التبذير، مشيرا إلى أنه لا يحمل الخبازين جزءا كبيرا من المسؤولية، لأن هامش الربح ضعيف، و أعرب من جهة أخرى عن أسفه لاستخدام كميات كبيرة من الخبز كأعلاف للماشية، داعيا إلى انتهاج الأسلوب الردعي على مستوى المؤسسات و الجامعات للحد من الظاهرة.
أ بوقرن

* بن عبد الرحمن محمد مصطفى إمام خطيب
الإسلام دين وسطية يذم ظاهرة الإسراف
قال بن عبد الرحمن محمد مصطفى، إمام و خطيب بمسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة، أن موقف الدين من ظاهرة تبذير الخبز واضح، و يتجلى في عديد الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية، فالتبذير عموما يعد إضرارا بعصب الحياة، المال، و نبينا عليه الصلاة قال في حديثه « حافظو على أموالكم»، كما حذر الله عز وجل من الإسراف  في القرآن الكريم ، و من الآيات التي تتناول ذلك قوله تعالى» وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» ، كما قال في زكاة الزروع و الثمار « وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ»، مشيرا إلى أن الإسلام دين وسطية، لا يحب البخل و الأنانية و الشح، كما لا يحبذ إسراف المال و تبذيره.
و استدل الإمام بآية من سورة الفرقان عندما وصف الله عز وجل عباد الرحمن في قوله «عباد الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا...وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا «، و كذا في سورة الإسراء في قوله « وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا».
و في حديث النبي عليه الصلاة و السلام « كلوا و أشربوا، وألبسوا وتصدقوا، في غير إسرافٍ ولا مخيلةٍ»، موضحا بأن الإنسان له حرية تناول ما يشاء ، لكن عليه تجنب أمرين، الأول المخيلة المتمثلة في التكبر و التعالي على الناس،  و الثاني هو الإسراف ، لأن الفرد يُسأل يوم القيامة عن ماله من أين كسبه و فيما أنفقه، فلابد أن ننتهج طريقة وسطية، حسبه .
و عن دور المسجد في الحد من الظاهرة، قال بأن الأئمة قدموا عديد الخطب حول الظاهرة، كما خصصوا دروسا في ذلك، غير أن المسجد يعد حلقة من سلسلة، و الإمام بمفرده لا يستطيع وحده أن يحد من الظاهرة، و إنما يجب أن تتظافر جهود الجميع بدءا من الأسرة و المدرسة و وسائل الإعلام، مع سن قوانين تحد من الظاهرة.    
و أشار المتحدث إلى أن الجزائري لم يتأقلم مع الطرق الصحيحة و الصحية لاستهلاك للخبز، في الوقت الذي تخلى عن تناول أطباق تعد بهذه المادة الحيوية و التي كانت جداتنا تحرص على تحضيرها مما تبقى من خبز، متأسفا لتفشي سلوكات لا تمت بصلة لمبادئ ديننا الحنيف، كالإسراف في المناسبات و حتى في المآتم ، محملا في ختام حديثه المسؤولية  للفرد،  ثم الأسرة، فالمجتمع ، داعيا إلى ضرورة وضع قوانين ردعية و تفعيلها.  
أسماء بوقرن

* يوسف قلفاط رئيس الاتحاد الوطني للخبازين
نوعية الخبز جيّدة و يجب تحرير السعر للحد من تبذيره
أكد مسؤول الاتحاد الوطني للخبازين يوسف قلفاط، أن نوعية الخبز الذي يباع في المخابز، جيدة ، و ليس كما يدعي الكثيرون، قائلا بأنه علينا الأخذ بعين الاعتبار السعر الرمزي للخبز غير المحرر، و الاعتراف بتحسن النوعية و بتوفر هذه المادة الضرورية على مدار اليوم، و لم يعد مشكل نفادها مطروحا بتاتا،حسبه.
 و أضاف المتحدث بأنه لا يمكن مطالبة الخباز بتقديم نوعية رفيعة، قد تكلفه حتى 50 دج للخبزة الواحدة، في الوقت الذي يبلغ سعرها 10 دج، نافيا بأن تكون النوعية سببا في تفشي ظاهرة التبذير، و إنما ترجع للفرد الذي لا يمتلك ثقافة الاستهلاك و تحمل المسؤولية، مشيرا إلى أن 10 ملايين خبزة تبذر يوميا ، 95 بالمئة منها،  في المؤسسات و كذا المطاعم و المستشفيات الجامعية، و بالأخص الجامعات، موضحا بأنه لاحظ خلال جولة قادته إلى أربع جامعات بالعاصمة، رمي كميات كبيرة من الخبز، و هذا راجع لاستهلاكه المجاني في الإقامات و غيرها.   
و يدعو المصدر إلى تحرير سعر الخبز، للحد من الظاهرة، و ليصبح الخباز حرا في اختيار السعر الذي يراه مناسبا، بشرط أن يقدم نوعية رفيعة، يتحاسب عليها،   و بخصوص العائلات التي تقوم برمي الخبز، لأن نوعيته تصبح رديئة بعد ساعات من شرائه، ربط ذلك بطريقة حفظه، حيث يتم وضعه ساخنا مباشرة في أكياس بلاستيكية، و هذا ما يجعل نوعيته تتغير و يصبح شبه مطاطي، و بالتالي ينصح ربات البيوت بترك الكمية التي اشترتها خارج الكيس، إلى غاية أن تبرد تماما،  ثم تضعها في أكياس الحفظ ، حيث تظل على حالها لمدة 48 ساعة،حسبه.  
أ بوقرن

* الخبير الاقتصادي محمد بوجلال
ميزانية الدولة تتكبد نحو 700 مليون دولار سنويا جراء الظاهرة
من جهته اعتبر الخبير الاقتصادي محمد بوجلال، أن تبذير الخبز إهدار للمال العام، باعتبار هذه المادة مدعمة من الدولة، التي تستورد سنويا 6.2 مليون طن من القمح، مؤكدا بأن الميزانية تتكبد خسائر تتراوح بين 350 مليون دولار إلى 700 مليون دولار سنويا، مضيفا أن الظاهرة تعد مشكلة مجتمعية و لا تخدم الاقتصاد و لا الأسر و لا المجتمع.
المتحدث أكد أننا أمام  مشكلة مجتمعية و ليست اقتصادية أو  إجرائية، سواء في ما يتعلق بتبذير الخبز أو  موارد أخرى، داعيا إلى اتخاذ الإجراءات الردعية و الآليات المؤسساتية لمحاربة هذه الظاهرة، و عدم تكبيد خزينة الدولة  خسائر فادحة، و ذلك برفع الدعم عن مادة الخبز و توزيع أموال الدعم على مستحقيها من الفقراء، معتبرا العملية صعبة .    
و وصف الخبير  التكلفة المالية التي تتكبدها ميزانية الدولة و التي تصل إلى 700 مليون دولار سنويا، بالخيالية، داعيا إلى إيجاد حل للظاهرة اجتماعيا من خلال  تربية النشء على الاقتصاد في الموارد ، و غرس القيم الدينية التي تحد من انتشار هذا السلوك المشين و تعزيز ثقافة  عدم الإسراف لديهم.
و أضاف المتحدث أن المجتمع الجزائري يجب أن يتحلى بمستوى عال من الوعي و يقدر قيمة الأشياء و يجيد تسيير الموارد، مشيرا إلى أن  الظاهرة لم تسجل في مختلف الدول، ماعدا بعض دول الخليج.
أسماء بوقرن

 

الرجوع إلى الأعلى