الأدوية تكلف 64 مليار دج ونسبة الشفاء ارتفعت إلى 70 بالمئة

*  استراتيجية جديدة للوقاية والتكفل بمرضى السرطان
كشف وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد أمس عن تسجيل أزيد من 43 ألف إصابة جديدة بداء السرطان سنويا، في حين فاقت ميزانية اقتناء الأدوية لعلاج هذا المرض 64 مليار دج، فيما ارتفعت نسبة الشفاء منه إلى 70 بالمائة.
أعلن البروفيسور بن بوزيد في كلمة ألقاها بمناسبة خلال إحياء اليوم العالمي لمكافحة السرطان بقصر المعارض بالعاصمة، إطلاق استراتيجية جديدة للوقاية وتحسين التكفل الطبي بمرضى السرطان تمتد من سنة 2021 إلى 2025، بغرض مواجهة مرض السرطان الذي يعرف انتشارا واسعا على غرار بلدان العالم لأسباب عدة، من بينها التدخين وتقدم سن العيش والتلوث البيئي وتغير نمط العيش والنمط الغذائي، ليصبح هذا المرض السبب الرئيسي في الوفاة في العالم بعد أمراض القلب والشرايين.
وتحصي الجزائر أزيد من 43 ألف حالة إصابة جديدة بهذا المرض،  ومن بين  السرطانات الأكثر انتشارا، ذكر الوزير سرطان القولون والمستقيم الذي يحتل المرتبة الأولى لدى الرجال والمرتبة الثانية لدى النساء، في حين يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى لدى هذه الفئة، لذلك تم وضع مخطط  وطني  للكشف المبكر عن المرض والفحص و العلاج، مع تسخير الإمكانات والوسائل البشرية.
ويتضمن مخطط الوقاية تعميم وسائل الكشف عن مختلف المناطق، والتركيز على مكافحة التدخين من خلال تنظيم حملات توعوية و تحسيسية واسعة النطاق، بإنشاء 53 وحدة للمساعدة على وقف التدخين، فضلا  عن تحسين التكفل الطبي لفائدة المرضى، بتوفير الوسائل والظروف الملائمة لتحسين العلاج سواء بالأدوية الكيماوية أو بالأشعة.
 وذكر وزير الصحة والسكان بالهياكل التي تم إنشاؤها عبر كامل التراب الوطني 41 مصلحة و77 وحدة خاصة بالعلاج الكيميائي، إلى جانب 20 مركز للسرطان، من بينها 6 مراكز تابعة للقطاع الخاص، كما تم تخصيص بالصيدلية  المركزية للمستشفيات ميزانية لاقتناء الأدوية اللازمة لعلاج السرطان، مع حرص وزارة الصحة على توفير أحسن الأدوية وأجودها وبكميات معتبرة، إذ تضاعفت الكميات بخمس مرات منذ سنة 2008.
وفاقت الميزانية المخصصة لاقتناء الأدوية المخصصة لمرضى السرطان 64 مليار دج، مما يمثل نسبة 60 بالمائة من مبيعات الصيدلية المركزية للمستشفيات، كما تم تقليص مدة انتظار المرضى للحصول على حصص التداوي بعد فتح وتدعيم المؤسسات المتخصصة في علاج السرطان بأجهزة للمعالجة بالإشعاع، حيث ارتفع عدد المسرعات من 07 في سنة 2013 إلى 50 مسرعا حاليا، من بينها 12 مسرعا تابعة للقطاع الخاص.
ومن أجل ضبط انتشار داء السرطان وإحصاء عدد الحالات المسجلة سنويا، قامت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات باستحداث سجلات السرطانات على المستوى الوطني، وبحسب البروفيسور بن بوزيد فإن هذه الجهود المبذولة حققت نتائج إيجابية حسب دراسة قام بها باحثون جزائريون، أكدت أن نسبة حالات الشفاء من مرض السرطان في الجزائر ارتفعت  من 50 بالمائة في منتصف التسعينات إلى 70 بالمائة خلال سنة 2014.
وتعد سنة 2020 وفق المسؤول الأول عن قطاع الصحة محطة حاسمة ومفصلية تؤكد التزام السلطات العمومية وكافة الاطراف المعنية باستمرارها في مكافحة السرطان بعد تقييم دقيق للمخطط السابق، مع وضع استراتيجية جديدة تمتد ما بين 2021 إلى غاية 2025 بهدف تحسين المهارات الطبية وشبه طبية، وإعادة تنظيم شبكة التكفل الطبي بالمرضى، مع تكثيف الجهود لتحسين التكفل بالمرضى، لا سيما في ما يخص تطوير العلاج والاستشفاء المنزلي لمرافقة المرضى وتدعيم وترقية الصناعة الصيدلانية.
 لطيفة/ب

مشروع خيري  لإنجاز أول مستشفى للأطفال مرضى السرطان بقسنطينة
بعد الانتهاء من انجاز دار واحة بالمدينة الجديدة علي منجلي بولاية قسنطينة، من أجل استقبال و إيواء مرضى السرطان و مرافقيهم و التكفل بهم و مساعدتهم خلال فترة العلاج، و هو استثمار كبير للمجتمع المدني، كما قال للنصر النائب الأول لرئيس جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان، تطمح اليوم الجمعية،   إلى تجسيد مشروع مستشفى للأطفال المصابين بالسرطان، تعهد المحسنون و ذوو القلوب الرحيمة الذين سبق و أن تبرعوا لإنجاز دار واحة، بالمساهمة في بنائه،  و ينتظر أعضاؤها بفارغ الصبر، رد السلطات الولائية على طلبهم للحصول على قطعة أرض تحتضن المشروع، بالصيغة التي تختارها السلطات.
المتحدث أوضح أن المستشفى الذي اختيرت له، مبدئيا، تسمية «ابتسامة يونس»، نسبة إلى اسم طفل مريض، من شأنه أن يتكفل بالأطفال المصابين بالسرطان الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما، مشيرا إلى أن سرطان الدم هو النوع الأول من  السرطانات الذي يصيب هذه الفئة، و في الوقت الذي تسجل الدول المتقدمة و كوبا نسبة شفاء قدرها 80 بالمئة من هذا الداء، للأسف الشديد يحدث العكس ببلادنا، حسبه، نظرا لعدم توفر هيكل متخصص للتكفل بعلاج الصغار.
و أضاف أنه تم الإعلان سابقا عن مشروع بناء مستشفى لأطفال السرطان بباب الواد بالعاصمة، لكنه لم ينطلق لحد اليوم، ما جعل «واحة» تقرر انجاز مستشفى للتكفل بهذه الفئة الهشة التي تعيش وضعية يرثى لها و معاناة كبيرة بالأقسام الموجودة بمستشفيات الكبار، في غياب مستشفى متخصص بمختلف أنحاء الوطن يضمن لها التشخيص المبكر، و العلاج المناسب على يد طاقم طبي متخصص، ومن ثمة إنقاذها من براثن المرض و بلوغها مرفأ الشفاء.
و أردف المسؤول الثاني لجمعية واحة» الوعد الأول الذي قطعته الجمعية هو دار واحة و تمكننا من تدشينها يوم 23 نوفمبر 2019، و هي تجسد تعهداتها و تقدم خدماتها على أكمل وجه لفائدة مرضى السرطان، من حيث استقبالهم و إيوائهم هم و مرافقيهم، إذ تتسع ل84 سريرا، و كذا توجيههم و مساعدتهم و مرافقتهم في العلاج، و نظرا لتوفر الوسائل اللوجيستيكية، من ربط بشبكات التزود بالكهرباء و الغاز و الماء و توفر الأقسام و المرافق، سواء للإطعام أو الترفيه و غيرها، قررت الجمعية انجاز مستشفى الأول من نوعه بالشرق الجزائري و ربما ببلادنا ككل ، ستستفيد من خدماته العلاجية، شريحة هشة من مرضى السرطان شبه منسية بمجتمعنا، رغم أنها محاصرة بعدة مشاكل، إلى جانب المعاناة من آلام الداء، و هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما بمختلف ولايات الشرق الجزائري».      
و أشار المتحدث بأن نفس المتبرعين من ذوي القلوب الرحيمة، و أغلبهم مرضى شفيوا من السرطان ، الذين ساهموا في انجاز دار واحة، هم على أهبة الاستعداد للمساهمة في بناء المستشفى، مشيرا بأنه في انتظار تجسيد المشروع، بإمكان أطفال السرطان و مرافقيهم الذين لا يملكون مكانا يأويهم خلال فترة العلاج، التوجه ابتداء من الأسبوع المقبل، إلى دار واحة التي ستفتح لهم أبوابها و قلوب أعضائها و كل المتطوعين في صفوفها.
المشكل الوحيد الذي تواجهه الجمعية ليرى النور مشروعها الثاني بالشراكة مع وزارة الصحة، يتمثل في الحصول على قطعة أرض لاحتضانه، سواء بصيغة البيع أو التنازل،  لهذا الغرض، كما قال السيد زمولي ، تم إرسال رسالة إلى والي قسنطينة السابق في شهر أكتوبر الفارط،  ثم قابل ممثلو الجمعية الوالي المنتدب لعلي منجلي، فرحب بالاقتراح.
 و في شهر جانفي التقى ممثلو الجمعية، كما أكد المتحدث، والي قسنطينة السابق، و قدموا له ملف المشروع،  لكن الجمعية لم تتلق أي رد لحد الآن، خاصة بعد تنصيب وال جديد .
و أعرب السيد زمولي عن أمنية جميع أعضاء الجمعية و المتطوعين و المتبرعين بولاية قسنطينة، لو يتم تدشين ورشة أشغال المشروع و وضع حجره الأساسي بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة سرطان الأطفال الموافق ليوم 15 فيفري الجاري، ليكون جاهزا لاستقبال المرضى الصغار و التكفل بهم بعد سنة، و هذا عهد آخر تقطعه واحة و تلتزم به، على حد قوله .
 و أشار بهذا الخصوص أن جمعية بدر لمرضى السرطان بالبليدة ، بادرت بين  2015 و 2016 إلى تجسيد مشروع مماثل، بعد أن منحتها السلطات الولائية قطعة أرض مساحتها  3 آلاف متر مربع، و صادقت على المشروع وزارة الصحة.
إلهام.ط

المنسق الولائي للسجل الوطني بقسنطينة
ســرطـان القـولـون و الثــدي الأكـثــر انـتـشــارا
أكد البروفيسور عبد الحق لكحل، مختص في علم الأوبئة و الطب الوقائي في المستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس بقسنطينة، و المنسق الولائي للسجل الوطني للسرطان، أن قسنطينة تعرف  تزايدا ملحوظا في الإصابات بسرطان القولون و المستقيم بالنسبة للرجال، و سرطان الثدي بالنسبة للنساء، خلال السنوات الأخيرة.
و أضاف الأخصائي أن الإحصائيات الأخيرة التي تم الإعلان عنها في  آخر اجتماع للمنسقين الولائيين لسجل السرطان المنظم مؤخرا بالجزائر العاصمة،  أن قسنطينة سجلت سنة 2017 ، ألف و 357 إصابة جديدة  بالسرطان ، من بينها 844 إصابة لدى النساء ، و 512 إصابة لدى الرجال و 27 إصابة لدى الأطفال أقل من 15 سنة، من بينها 14 حالة عند الذكور.
و يعد سرطان الثدي الأكثر انتشارا لدى النساء، بما نسبته 45 بالمئة، يليها سرطان القولون و المستقيم، ثم الغدة الدرقية ، أما بالنسبة لفئة الرجال، فإن أكثر السرطانات انتشارا هو سرطان القولون و المستقيم،  ثم سرطان الرئة، و أخيرا سرطان البروستات .
أما عند الأطفال، فإن  سرطان الدم باختلاف أنواعه هو الأكثر شيوعا ، لكن عموما يتصدر سرطان القولون و المستقيم  قائمة السرطانات الأكثر انتشارا  بين كل الفئات، خاصة الرجال، ثم النساء  منذ سنة 2000، و يحتل التدخين المرتبة الأولى في أسباب السرطان  بنسبة 25 إلى 30 بالمئة ،  ثم  النظام الغذائي الرديء  و انتشار السمنة بسبب قلة الحركة .
و أكد  المنسق الولائي أن  السجل الوطني  لمرضى السرطان لم يصل إلى مرحلة الإحصاء الدقيق، بسبب غياب سجل إلكتروني ، غير أن  الأرقام  المسجلة أقرب إلى الواقع  بفضل الجهود المبذولة منذ  استحداث المخطط الوطني لمكافحة السرطان  سنة 2014 ، و التنسيق بين المؤسسات الإستشفائية العمومية و العيادات الخاصة  و  مختلف الهيئات ، لأن  الهدف من هذا  السجل  هو إعطاء صورة شاملة  عن واقع مرض السرطان  في  الجزائر، و أكثر الأنواع  تفشيا،  و العوامل المؤدية لها ،   لتسهيل عملية التكفل  و المتابعة الشاملة لهذا الداء ، مضيفا أن الولايات الكبرى، كالجزائر العاصمة ووهران و قسنطينة و عنابة، تسجل أكبر النسب،  مقارنة بالولايات الصغيرة و المناطق الريفية نظرا لكثرة عوامل الخطر ، لكن عموما  الجزائر في حال أفضل بكثير من عدة دول تسجل تناميا مطردا للإصابة بالسرطان .
المشكل المطروح هو أن السرطان لا يزال من أبرز الأمراض المؤدية للوفاة في الجزائر  و أخطرها ، بالمقابل   تعتبره الكثير من شعوب العالم مرضا مزمنا يمكن الشفاء منه ،   و حسب ما توصل إليه القائمون على السجل  الوطني، فإن  غياب ثقافة الفحص المبكر تساهم في انتشار المرض، مضيفا أن هناك أنواع كثيرة  يستطيع الطب الحديث معالجتها.
 و يدعو البروفيسور عبد الحق لكحل إلى  نشر و تعميم ثقافة الفحص المبكر بين أفراد المجتمع ،  و التخلص من هاجس الخوف من داء السرطان،  لأنه مرض عادي يمكن الشفاء  منه   ،  مع  ضرورة انتهاج نمط معيشة صحي من قبل الآباء و زرعه عند الأبناء ،   بالإضافة إلى  التنسيق بين العاملين في قطاع الصحة و جعل المريض أولوية قصوى ،  و توفير آخر العلاجات الفعالة مع تقليص  مدة المواعيد العلاجية و تخفيف بعض الأعباء على المرضى .
هيبة عزيون 

أخصائي العلاج بالأشعة يخلف حميم يؤكد تطبقيها بمستشفى عين النعجة
 تقنية ترفع معدل حياة مرضى سرطان الرئة بـ7سنوات
كشف أخصائي العلاج بالأشعة بالمستشفى العسكري بعين نعجة بالجزائر العاصمة الدكتور يخلف حميم للنصر، أن المستشفى شرع في تطبيق تقنية علاج جديدة على مرضى سرطان الرئة، من شأنها رفع معدل الحياة من 8 أشهر إلى سبع سنوات كاملة عند هذه الفئة.
الأخصائي أوضح أن تطبيق التقنية المتاحة حاليا بذات المستشفى لكل  أسلاك الجيش و كذا  أصحاب الحقوق، سبقتها تجارب أشرف عليها رفقة فريق عمل متكون من أطباء و شبه طبيين، انطلقت سنة 2012 و انتهت سنة 2017 ، مشيرا إلى أن التقنية المطبقة في الدول الغربية  و المنتهجة لأول مرة بالجزائر، تتمثل في الجمع بين العلاج بالأشعة و العلاج الكيميائي في علاج موحد على مرضى سرطان الرئة في الحالات المتقدمة جدا.
و أضاف الأخصائي أن التقنية طبقت على عينة متكونة من 40 مريضا، أغلبهم في مراحل متقدمة من المرض، و حققت نتائج إيجابية بنسبة لامست 40 بالمئة، و قد فاقت بذلك النتائج المسجلة عبر دول العالم  المقدرة ب 20 بالمئة ، و أرجع ذلك إلى أن عدد أفراد العينة قليل، لكن عموما النتائج تبعث على التفاؤل ، و واصل مستشفى عين النعجة العسكري تطبيق هذه التقنية منذ 2017 و من شأنها الرفع من معدل حياة مرضى سرطان الرئة، في انتظار تعميمها  على أنواع أخرى من السرطان.
و تابع الأخصائي أن اختيار مرضى سرطان الرئة تحديدا، جاء من منطلق أنه أكثر الأنواع انتشارا في العالم ، كما أن نسب الشفاء و النجاة منه ضئيلة جدا، حيث لا  يتعدى متوسط العيش للمصاب  بين 16 إلى 18 شهرا فقط ، في حين ساهم هذا العلاج في زيادة سنوات الحياة لدى المرضى من 9 أشهر إضافية،  إلى سبع سنوات ، و هناك  بعض المرضى من بين 40 مريضا خضعوا للعلاج، لم يتوجهوا منذ قرابة سنتين إلى الطبيب، و هذا يعني أن معدل الشفاء كبير، كما أن التقنية منعت انتشار المرض الذي يؤدي إلى الوفاة.
و يسعى حاليا الفريق الطبي إلى زيادة فعالية هذه الطريقة، لتكون أكثر أمانا و تحمي بعض أعضاء الجسم من الجرعات الكبيرة للعلاج الكيميائي و الأشعة ، و يكون ذلك  باستخدام  تقنيات حديثة إضافية، خاصة بالنسبة للمصابين بسرطان الرئة،  و ما يمس غالبا الفئة العمرية من 45 سنة فما فوق ، ويعانون من  مشاكل صحية  أخرى كأمراض القلب و الضغط الدموي و القصور الكلوي و غيرها ، حيث  تساعد هذه الأجهزة الحديثة على حماية بعض الأجهزة في الجسم و تفادي حدوث مضاعفات،  لتكون هذه الطريقة أكثر فعالية .
و بخصوص تعميم هذه التجربة على مستشفيات أخرى عبر الوطن، أكد الدكتور يخلف حميم أن نتائج الدراسة نشرت  من أجل الفائدة العامة ، غير أن الإشكال المطروح هو عجز أغلب المستشفيات عن استعمالها، بسبب قلة الإمكانيات ، فهي تتطلب  قاعات علاج خاصة مجهزة بتقنيات عالية الجودة و طواقم  طبية و شبه طبية مختصة ، من أجل التدخل الفوري في حال حدوث أي مضاعفات للمريض عند تلقيه العلاج ، مضيفا بأن مستشفى البليدة هو الوحيد الذي نجح في تطبيق هذا العلاج ، فيما تنحصر الفئات المعنية به في مستشفى عين النعجة على العسكريين و ذوي الحقوق.
هيبة عزيون

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان
جمعية واحة تقيّم مسارها و مشاريعها لفائدة المرضى
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة السرطان، خصصت جمعية واحة لمساعدة مرضى السرطان، الكائن مقرها بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، وقفة تقييمية لمسارها و مشاريعها لفائدة هذه الشريحة، و تحسيس المواطنين حول نشاطاتها الإنسانية و التضامنية، مع توجيه تحية تقدير و عرفان و إجلال، لكل المتطوعين و المحسنين الذين ساهموا في انجاز مشروعها الأول دار واحة، لاستقبال و إيواء مرضى السرطان و ذويهم خلال فترة العلاج، و أعربوا عن استعدادهم للمساهمة في تجسيد مشروعها الثاني، و هو بناء مستشفى للتكفل بالأطفال المصابين بالسرطان.
و جاء في بيان للجمعية حصلت النصر على نسخة منه، أنها تعهدت منذ تأسيسها على بناء دار واحة، و دشنتها فعلا يوم 23 نوفمبر الفارط، بطاقة إيواء 84 سريرا، و مطعم و فضاء تربوي و آخر للدعم النفسي، و ربط بشبكة الكهرباء و الغاز و الماء، مع تخصيص مولد كهربائي و خزان ماء، و بالتالي تتوفر على كافة الوسائل اللوجسيتيكية التي تسهل إنجاز مشروع واحة الثاني و هو مستشفى لأطفال السرطان و قامت الجمعية بكافة الإجراءات الأولية و الاتصالات لتجسيده، في انتظار الرد على طلبها للاستفادة من قطعة أرض محاذية لدار واحة بالصيغة التي تحددها السلطات الولائية.
 و أضاف البيان أن جمعية واحة تواصل، بالموازاة مع مشاريعها لفائدة المرضى، دراساتها و أبحاثها من أجل إعداد مدونة حول مرض السرطان، و تصدر منذ سنة 2014 تقريرا سنويا حول تطور المرض و واقع المرضى بولاية قسنطينة، و تصنف الجمعية نفسها ك»مرصد محلي للمرض ، لالتزامها بميثاق الأخلاقيات و القانون المسير للجمعيات الذي يفرض عليها الشفافية ، و احترام الشرعية و المنفعة العامة»، حسب البيان.
و أشار البيان أيضا إلى أن «دار واحة برهان على تضامن المواطنة و لم تكن لتشيد ، لولا آلاف المساعدات الصغيرة و الكبيرة للمتطوعين و كرم المحسنين، الذين لا يتوانون في كل يوم عن منح الدليل عن تضامنهم و إرادتهم الصادقة، من أجل قضية إنسانية عادلة، كل هؤلاء المواطنين يستحقون أكثر من تحية تقدير و إجلال».
و نوهت الجمعية بجهود عشرات المتطوعين الذين يعدون القلب النابض للجمعية، من خلال تأطيرهم لمختلف النشاطات لفائدة المرضى، من استقبال، الإصغاء، الإيواء، المساعدة الاجتماعية، الكشف، مرافقة المرضى، مكافحة التدخين في الوسط المدرسي، النشاط البدني، مساعدة و دعم الأطفال المرضى بالسرطان.
إ.ط  

البروفيسور كمال بوزيد للنصر
معدل الوفيات في تراجع  والجزائر لم تبلغ مرحلة خطيرة من انتشار المرض
أكد البروفيسور كمال بوزيد، رئيس مصلحة الأورام السرطانية بمستشفى بيار  و ماري كوري بالجزائر العاصمة ، للنصر أن المخطط الوطني لمكافحة السرطان قد حقق 30 بالمئة من أهدافه  ، إلا أن غياب الميزانية الكافية و سوء التنظيم،  وراء  تعثر الكثير من الأهداف التي كانت مبرمجة، مشيرا إلى تنظيم جلسات لتقييم المخطط و الإعلان عن مخطط ثان خلال شهر ماي المقبل   سيمتد  إلى غاية سنة 2024 ، كما طالب البروفيسور بتحويل 150  مليون أورو تخصصها الجزائر سنويا لمستشفيات أوروبية في إطار اتفاقيات علاجية، من أجل دعم إستراتيجية مكافحة السرطان  في الجزائر .
هيبة عزيون
النصر :  هل ترون أن المخطط الوطني لمكافحة السرطان حقق أهدافه ؟
ـ البروفيسور كمال بوزيد: بما أنني عضو في المخطط الوطني لمكافحة السرطان الذي  انطلق سنة 2015 و تواصل إلى غاية  2019 ، أرى أنه حقق الكثير من أهدافه، و بلغة الأرقام تم تجسيد 30 بالمئة من هذا المخطط،  و 30 بالمئة هي قيد التجسيد، فيما ظلت 30 بالمئة غير مجسدة. هناك الكثير من العراقيل التي واجهت هذا المشروع في مقدمتها المشكل المالي و غياب الميزانية بسبب سوء التنظيم و غياب التنسيق بين وزارتي الصحة و المالية  حول كيفية استغلال الميزانيات التي كانت مقررة لهذا المخطط .
أدوية  تباع في  السوق السوداء بأسعار  تصل إلى  6 آلاف أورو
مثلا هناك تحسن ملحوظ في شق الوقاية و التشخيص المبكر و العلاج بالأشعة ، ففي سنة 2011 كانت الجزائر تتوفر على سبعة  أجهزة  للعلاج بالأشعة، أو ما يعرف بالمسرعات، مقسمة  بين القطاعين العام و الخاص ، أما حاليا فهناك 50 جهازا مسرعا غالبيتها في القطاع العام ، كما أن معدل الوفيات تراجع، فبين 50 ألف حالة جديدة هناك 20 ألف وفاة،   لكن رغم هذا ، لا يزال هناك الكثير من العمل ينتظرنا، سنجسده خلال المخطط القادم الذي سيتم الإعلان عنه شهر ماي المقبل و  يمتد من 2020 إلى غاية 2024 ،  بعد عرضه على  مجلس الوزارء .
 هل قدمتم مقترحات  لتحقيق نجاعة أكبر للمخطط  الأول؟
ـ أولا يمكنني القول أننا اجتهدنا كثيرا لإنجاح المخطط الوطني لمكافحة السرطان ، و عموما هناك تحسن ملحوظ  على المستوى الوطني، لكنه لا يرقى للتطلعات المرجوة ، عن نفسي قدمت إقتراحا من أجل إلغاء الاتفاقيات مع مستشفيات فرنسا و سويسرا و بلجيكا التي تكلف الجزائر سنويا 150 مليون أورو ، و تحويل المبلغ  لدعم المخطط الوطني لمكافحة السرطان ، فمن المخزي حقا أن تدفع الجزائر أموالا طائلة لمستشفيات أوربية ليعالج بها المسؤولون و الإطارات السامية، بينما  يعاني  الجزائريون بالداخل ، و تتخبط  مستشفياتنا العمومية و الخاصة وسط مشاكل كبيرة ، مثل غياب التجهيزات و الأدوية الحديثة .
120 إصابة جديدة بين كل 100 ألف نسمة سنويا ببلادنا 
 لماذا يضطر مريض السرطان في الجزائر لاقتناء الأدوية الحديثة من السوق السوداء؟
ـ كما قلت السبب مالي بالدرجة الأولى ، الدولة لا  تخصص ميزانيات لاقتناء الأدوية الحديثة  ، بالمقابل  انتعشت السوق السوداء التي توفر هذه الأدوية التي  يتم جلبها من المغرب و تركيا و سويسرا ، و تباع  في الخفاء، بمبالغ خيالية تتراوح بين ألفين و 6 آلاف  أورو للعلبة الواحدة ، و هذا خطر كبير على المنظومة الصحية في الجزائر، لذا يجب دق ناقوس الخطر للحد من هذه الممارسات التي يقع المريض ضحية لها.
 ما هي آخر الإحصائيات المسجلة  لمرضى السرطان و أكثـر الأنواع انتشارا ببلادنا؟
ـ بالنسبة لفئة الأطفال أقل من 16 سنة، فإن سرطانات الدم و المخ هي الأكثر انتشارا، حيث سجلنا سنة 2018 ، ألف و 500 حالة جديدة ، أما عند النساء فيبقى سرطان الثدي الأكثر انتشارا،   ب12 ألف حالة جديدة ، يليه سرطان القولون و المستقيم  ب5 آلاف حالة جديدة تقريبا،  أما عند الرجال فالسرطان الأول هو سرطان القولون و المستقيم ب 5 آلاف حالة جديدة سجلت سنة 2018 ، يليه سرطان الرئة و البروستات .
هل تعرف الجزائر ظهور أنواع جديدة من السرطان؟
ـ نعم ، و هنا نتحدث عن السرطانات النادرة ، كسرطان العين و سرطان الجلد ، التي لم تكن معروفة بالجزائر ،  لكن مؤخرا أحصينا بعض الإصابات،  لكنها قليلة.
صندوق الضمان الاجتماعي مجحف في حق مرضى السرطان 
بالمقارنة مع ما تحصيه دول أخرى من أعداد المصابين بالسرطان ، ما هو وضع الجزائر؟
ـ حسب الأرقام المسجلة في الجزائر،  نحن  أحسن حالا من عدة دول ، فمثلا تحصي الجزائر سنويا 120  إصابة جديدة بين كل 100 ألف نسمة ، بينما في فرنسا يتم تسجيل 300 حالة جديدة سنويا بين كل 100 ألف نسمة و 450 إصابة جديدة بين كل 100 ألف نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية ، و هذا  يعني أن الجزائر لم تبلغ مرحلة خطيرة من انتشار هذا المرض.
 ما هي أهم العوامل التي تؤدي   إلى انتشار السرطان في الجزائر؟
ـ لكل دولة عوامل خاصة بها تساهم في ظهور و انتشار السرطان ، في الجزائر عموما هناك ثلاثة عوامل أساسية  تساهم في  انتشاره  في مقدمتها التبغ ، يليها عامل العمر، فكلما تقدم السن يزيد خطر الإصابة بالسرطان ،  حيث بلغ معدل العمر بالجزائر بعد الاستقلال 50 سنة،   و في سنة 2016 ارتفع هذا المعدل  ، و يقدر عند الرجال ب 78 سنة و 68 عند النساء.  و آخر عامل  هو النظام الغذائي الذي شهد تغيرا ملحوظا في الجزائر، و أصبح يميل إلى الغربي،  مع الابتعاد عن نظام غذاء البحر الأبيض المتوسط الذي يرتكز أساسا على زيت الزيتون و الخضار.
هل هناك نقص في عدد الأخصائيين  في علاج مرض السرطان؟
ـ لا ، الجزائر لا تعاني بتاتا من نقص في المختصين في هذا الجانب ، سواء تعلق الأمر بالأطباء أو المعالجين بالأشعة و حتى الجراحين، و هناك حاليا ألف و 500 أخصائي عبر التراب الوطني ، و يبقى الإشكال المطروح في شبه الطبيين.
  الجزائر تكون سنويا مئات الأطباء في مختلف التخصصات،  لكن أغلبهم يضطرون للسفر إلى الخارج من أجل العمل، لعدم توفر المناخ المناسب داخل الوطن ، فبخصوص داء السرطان، هناك 13 ألف مختص جزائري يعملون حاليا في مستشفيات فرنسا  و سويسرا و بلجيكا و كندا و قطر و دبي.
جسدنا 30 بالمئة من المخطط الوطني لمكافحة السرطان
  المؤسف في الأمر أن الجزائر  كونت كل هذه الإطارات،   و صرفت أموالا طائلة  ليكون مصيرهم الهجرة ، و هم بمثابة العملة النادرة يتم اقتناصهم بشكل كبير  في هذه الدول التي  تجدهم كسلعة جاهزة . مثلا في تونس تبلغ تكاليف دراسة طالب واحد في الطب 15 ألف أورو في السنة،  و باحتسابها على مدار 12 عاما  نجد مبالغ باهظة تضخها الجزائر سنويا ليتخرج أطباء في عدة تخصصات، و بسبب سوء التسيير و غياب فرص العمل و بعض الشروط التعجيزية ، يهاجر الأطباء.
 لماذا يفضل الكثير من الجزائريين العلاج في الخارج؟
ـ السبب لا يتعلق بنقص الأخصائيين، بل المشكل هو فقدان المريض للثقة في المعالج و هي الفكرة التي كرستها حسب رأيي الدولة ، فسفر المسؤولين للعلاج في مستشفيات أوروبية و عربية ، هو في حد ذاته ضرب لمصداقية قطاع الصحة الجزائري.
  و  بحكم تخصصي ، لاحظت أن ما يقدم من علاجات لمرضى السرطان في الخارج هو، نفسه ما يقدم في الجزائر ، و هناك الكثير من التجارب الناجحة هنا لكنها مطموسة ،  ما ينقصنا حقيقة هو التنظيم و المال  لدعم قطاع الصحة  و القضاء على هذه المهازل.
أن المشكل فرنسا و غيرها من البلدان تنظر إلى المريض الجزائري  على أنه عملة صعبة فقط، مثلا تونس التي يفضل الكثيرون السفر إليها للعلاج ، لم  تقتن أدوية حديثة للسرطان منذ عشرة سنوات ،  و هنا أطرح سؤالا بسيطا “ ألا يموت المسؤول الجزائري عند علاجه في مستشفى أوروبي؟ “أترك الإجابة للقارئ.
بعض المرضى يطرحون مشكل مواعيد العلاج بحدة في الجزائر؟
ـ لا أوافقك الرأي ، لأننا قضينا بشكل كبير على مشكل المواعيد من خلال إستراتيجية المخطط الوطني لمكافحة السرطان ،  حيث وضعنا المريض محور اهتمامنا،  فقمنا بتكوين و توزيع مختصين في عدة ولايات، على غرار العاصمة وهران  و قسنطينة و جيجل و الوادي و ورقلة و سكيكدة و غيرها ، لكن المشكل متعلق أساسا  بذهنيات بعض المرضى الذين يفضلون قطع مسافات طويلة من أجل العلاج في العاصمة، بسبب فقدان الثقة في الأطباء الموجودين في بعض الولايات ، و هذا تفكير خاطئ تماما، يجب القضاء عليه ، فالمريض يتم توجيهه إلى المركز أو المختص الأقرب إليه، إلا في بعض الحالات .
التبغ و التقدم في السن في مقدمة أسباب انتشار السرطان ببلادنا
هل توافق على الطرح الذي يرى أن القطاع الخاص هو البديل؟
ـ من المفروض أن يكمل القطاع الخاص نظيره العمومي ، لكن ما يحدث في الجزائر ناتج عن غياب إستراتيجيات مدروسة ، حاليا هناك مراكز خاصة منتشرة  ، لكن الإشكال المطروح هنا ، متعلق أساسا  بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي لا يزال يعمل بآليات قديمة جدا تعود إلى سنة 1978 ، و التي تحرم مريض السرطان من الكثير من حقوقه  في التغطية الصحية ، فمبالغ التعويضات التي يقدمها هذا الأخير ، هزيلة جدا و يمكن وصفها بالمهزلة في حق المريض، فهل يعقل أن يتم تقديم تعويض 200 ألف دج عن تحاليل طبية تكلف مبلغ 50 ألف دج؟ ، و بعض العلاجات  لا تعوض نهائيا.
 لماذا تغيب حلقة التكفل النفسي  في  رحلة علاج مريض السرطان؟
ـ هي ليست غائبة ، بل هناك نقص ملموس في عدد النفسانيين المختصين في مرافقة مرضى السرطان ، و الموجودين منهم غير كافين للتكفل بمرضى السرطان ، في رأي  هذا هو سبب ضعف التكفل النفسي.
13 ألف طبيب جزائري  يعملون في مستشفيات أوروبية و عربية
على خلاف الكثير من الدول ، لماذا السرطان في الجزائر لا يزال مرضا قاتلا؟
ـ للأسف هذه هي النظرة السائدة و  لها علاقة بالذهنيات، بعيدا عن التكفل النفسي و التطور العلمي ، السرطان هو مرض يشفى بنسب كبيرة عند التشخيص المبكر ، و في الكثير من الحالات المتقدمة يصبح مرضا مزمنا و لا  يتحول إلى مرض قاتل، إلا في الحالات المستعصية و المتقدمة جدا.
 هذه المعلومات يجب أن تنشر و تعمم في أوساط المجتمع ،  فمثلا الضغط الدموي أو داء السكري  قاتلان، أما السرطان فهو ليس مرضا قاتلا، حسب النظرة العلمية له.
هـ. ع

 

   

الرجوع إلى الأعلى