إنـتــاج أعضــاء اصطنـاعيـة ذكـيــة بقـسنـطيـنــة

أدخل الديوان الوطني للأعضاء الاصطناعية  « أوناف» وحدة الخروب بقسنطينة تعديلات نوعية  على الإنتاج بالشروع في تصنيع أعضاء ذكية وأحذية خفيفة  بتصميمات وألوان يراعي فيها العامل الجمالي، كما تمكن شباب من تطوير آلات وابتكار أخرى لتسهيل حياة هذه الفئة،  لتقليص العبء على المريض، لكن يبقى  الضغط الكبير وندرة  بعض المواد عائقا أمام تحقيق الطلب المتزايد.
هيبة عزيون
تعد وحدة  الخروب من بين ثلاثة مراكز كبرى  موجودة على المستوى الوطني  متخصصة في  تصنيع و تركيب  الأعضاء الصناعية ،  و هي مصنفة  كمديرية جهوية لها عدة مراكز ووحدات موزعة عبر ولايات الوطن،  و بها 439 موظفا.
80 ألف مريض  تعاملوا مع الديوان في 2019
أكد مدير الديوان  أن عدد المرضى الذين تعاملوا مع المركز  بلغ 80 ألف مريض العام الماضي ، استفادوا  من أعضاء و لواحق اصطناعية ،   محلية الصنع مئة بالمئة  بالنسبة   للأحذية الطبية ، فيما يعتمد في  الأعضاء الأخرى على مواد مستوردة من علامات كبرى  منها « أوتوبوك» الألمانية و  « كولوبلاست» الدنماركية.
و تشمل المديرية الجهوية أربع  وحدات بعدة  تخصصات حسب السيد زيتوني، و هي   صناعة التجهيزات على غرار الصدريات ، بدائل الأعضاء و الأحذية ،  تجهيزات  تقنية للمساعدة على المشي، و هناك وحدتين الأولى بمدينة القالة و الثانية بمنطقة تيغزيرت ،        لتصنيع الدراجات النارية و الكراسي المتحركة و الكراسي الآلية .
كما تنتج بوحدة بوسط مدينة قسنطينة مواد  للمساعدة الصحية،  كالأكياس الطبية الموجهة لمرضى السرطان ، و التي تعرف ضغطا كبيرا ، إضافة إلى تخصص   البدائل السمعية .
 و يوجه المركز خدماته لكل شخص مؤمن ،   إلى جانب البيع المباشر ،  حيث يقوم المعني بإيداع ملف طبي ليدرس من قبل لجنة طبية و عند الموافقة يتم توجيهه للوحدة المكلفة بصناعة العضو أو الملحق حسب طبيعة الإعاقة ، و تتراوح أسعار الأعضاء من 3 ملايين الى 200 مليون سنتيم و تقدر مدة صلاحيتها من سنة إلى ثلاث  سنوات قبل  تجديدها ، و أضاف زيتوني أن المركز قد شرع منذ سنة 2014 في إعادة تأهيل مقراته التي كانت تعرف حالة من التدهور ، كما تدعم بمقرات جديدة في عدة ولايات ، مشيرا أن 64 بالمائة من  التجهيزات حديثة.
نعال بتصميمات جديدة لتجاوز الحاجز النفسي
كانت وجهتنا الأولى ورشة الأحذية الطبية التي تعرف حركية كبيرة، والتي يعمل بها   إسكافيون يعتمدون بنسبة 90 بالمئة على العمل اليدوي لصناعة الأحذية،  و قد بلغت نسبة إنتاجها نهاية 2019  ، 9418 حذاء طبي.
 و حسب رئيس الورشة حسن حميمد فإن المواد التي تصنع بها الأحذية محلية و طبيعية كالفلين و جلد الماعز و البقر و الكباش، و التي يتم إقتناؤها من شركتي صناعة الجلود في ولايتي جيجل و الجلفة ، حيث يم توجيه المريض بعد قبول ملفه إلى الورشة أين تؤخذ مقاساته  حسب طبيعة الإعاقة أو التشوه ، و تكون البداية بصنع الجزء السفلي  الذي يوضع  فوقه قالب من الجبس ليسهل على الحرفي صناعة الجزء العلوي من الحذاء  في مدة    لا تتعدى الشهر حسب الإتفاقية المبرمة بين الديوان و الضمان الإجتماعي ، و قال حسن أنه ليس من الممكن صناعة الأحذية عن طريق الماكنات ، بسبب التشوهات التي تتطلب عملا يدويا دقيقا ، و تحديدا التشوهات الجينية . و رغم صعوبة المهمة فإنهم يبذلون قصارى جهدهم لإدخال لمسة جمالية على الحذاء ،  مشيرا أنه كثيرا ما يرفض المرضى ارتداءها بسبب الشكل ، و هنا يتدخل عمل الطبيب النفسي الذي يحاول إقناع المريض ، و هو ما جعل   الوحدة  تشرع  في إدخال ألوان جديدة من الجلود على غرار الأبيض و البني تساعد في  تحسين النوعية، بعد الإتفاقية التي تم إبرامها على مستوى المديرية المركزية في العاصمة من أجل اقتناء أنواع أخرى من الجلود، مع اعتماد تصميمات جديدة لكنها تبقى منحصرة جدا.
  200 مليون سنتيم لعضو بمقاييس عصرية

و أكد خبير التجهيز بالأعضاء الإصطناعية محمد بهلول ، أن  صناعة الأعضاء الإصطناعية في وحدة الإنتاج بالخروب تعرف  تطورا ملحوظا ، خاصة ما تعلق بالمواد المستخدمة و  التي تعتمد بشكل كبير على قطع غيار مستوردة و تركيب محلي ، باستخدام  ألياف كربونية ، و بوزن خفيف جدا ، ما يجعلها تشبه تلك الأنواع التي تصنع عبر العالم ، يصل وزها 200 غرام ، بعدما كانت في السابق تصنع بالخشب و بوزن ثقيل جدا يعيق المريض خلال المشي و الحركة ، كما أن هذه الأعضاء الجديدة تشبه إلى حد بعيد الأعضاء الإنسانية في طبيعة عملها كالرجل و اليد ، و هي أكثر ديناميكية و يمكن لأي مريض الاستفادة منها ضمن الاتفاقية مع صندوق الضمان الاجتماعي ، و عموما هذه الأعضاء هي شخصية تصنع حسب طلب كل مريض ، و يصل سعرها إلى 200 مليون سنتيم للعضو الواحد، وفق ذات المصدر .
و قال هارون كرفاصي صاحب 43 سنة من ولاية ميلة ، والذي فقد   رجلا   في سن  الخامسة، و  الذي وجدناه بصدد   تجريب رجل ذكية ،  أنه يحس باختلاف كبير عند المشي ، بالنظر إلى الرجل التي كان يستخدمها من قبل و المصنوعة من الخشب و البلاستيك ، و التي كانت تعيقه كثيرا في الحركة خاصة و أنه تاجر و يتنقل كثيرا ، و يرى أن صناعة مثل هذه الأعضاء  أمر إيجابي بالنسبة للمعاقين الذين كانت هذه الاعضاء الإصطناعية بالنسبة لهم في السابق  طريقة لإخفاء العيوب أكثر من كونها لواحق يمكن أن تعوض الطرف المبتور أو المشوه.
  80 بالمائة من المرضى ضحايا حوادث المرور  
يعرف المركز ضغطا رهيبا حسبما أكده العمال للنصر ، حيث يخصص يوم الخميس لاستقبال الملفات الطبية ، و قد يتجاوز العدد 100 طلب في اليوم ،  أما عن الفئات الأكثر إقبالا عليه، فأكد العمال أن غالبيتهم من ضحايا إرهاب الطرقات  بنسبة 80 بالمائة و تحديدا الشباب الذين يكون التعامل معهم جد صعب ، فهم لا يتقبلون الإعاقة من جهة ، و فكرة الإستفادة من عضو اصطناعي ، حيث يخصص المركز مختصين نفسانيين يرافقون المريض .
يليهم ضحايا الإرهاب ممن تعرضوا لتعذيب أو كانوا ضحايا إنفجارات،  و لا يزال المركز لغاية اليوم يستقبل العشرات منهم ، و في الأخير أصحاب التشوهات و الإعاقات الخلقية و تحديدا الأطفال .
  شباب يبتكرون ويطورون آلات حديثة    

ما لفت انتباهنا خلال هذه الزيارة ، هو استنساخ الكثير من النماذج التي كانت في السابق تستورد مباشرة من الخارج و بمبالغ جد باهضة ، مع إدخال بعض الإضافات و التحسينات خاصة المتعلقة بالأطفال المصابين بالشلل الدماغي العاجزين  كلية عن الحركة ، حيث توصل فريق العمل إلى استحداث آلة تسمح للطفل بالوقوف و الحركة بتثبيت كل أطرافه و بمساعدة أحد الأفراد للقيام بجره ، كما تم   صناعة كرسي متحرك للرضع المصابين بالشلل و الفكرة مستوحاة من منتج أجنبي أضيفت عليها أفكار جديدة ،  وبوحدة البلاستيك تصنع  أعضاء    من مادة البوليتيلان   تساعد على تصحيح حركات الكثير من أطراف الجسم خاصة بالنسبة للأشخاص  الذين يعانون من انكماش بعض أطرافهم ، و كذا الاعوجاجات الموجودة في الظهر .
 و من الورشات المهمة في المركز ورشة الأحزمة الطبية ، و التي تعرف  طلبا متزايدا ، و حسبما أكدته رئيستها حليمة لعريب،  تسجل يوميا حوالي 20 طلبا ،  تلبى وفق نفس   نفس إجراءات الحصول على عضو اصطناعي ،  و هي عموما يتم الاستعانة بها عند وجود مشاكل في الظهر أو مشكل الفتق في البطن ، و تستخدم في صناعتها مواد محلية مئة بالمئة من القماش و الأحزمة، و تقدر مدة صلاحيتها بسنة.  
الأخطاء الطبية عند البتر و الجراحة تعرقل تركيب الأعضاء

  ويشتكى المختصون في صناعة و تركيب الأعضاء الاصطناعية ، من الأخطاء الطبية التي يرتكبها الأطباء و الجراحون خلال عمليات بتر الأعضاء أو العمليات الجراحية ، و التي تترك خلفها آثارا لا يمكن تصحيحها فيما بعد، و كثيرا ما تكون عائقا عند القيام بعملية تركيب العضو المبتور ، و تسبب آلاما كبيرة للمريض، و في كثير من الأحيان يتم تصحيحها بالخضوع إلى عمليات جراحية أخرى ، و هنا أكدوا أن استشارة مختص في تركيب الأعضاء الإصطناعية إجباري  قبل القيام بالعملية الجراحية لتفادي حدوث هذه الأخطاء ، إلى جانب التحضير النفسي للمريض و التأهيل الحركي له بعد البتر ، و هي كلها نقائص تؤثر سلبا على المعنيين عند  تركيب اللواحق.                        
هـ .ع

"عيون إلكترونية" تعوّض نور البصر
تطبيقات ذكية تسهّل حياة المكفوفين  
تعد التطبيقات الذكية الخاصة بالمكفوفين، مثل « جاوس» « آن في ديا» و « لوك تال» و غيرها، بمثابة عين بصيرة تسهل نمط حياتهم، و تساهم بشكل كبير في القضاء على العقبات التي كانوا يواجهونها في مختلف الميادين، و الأهم  أنها تحررهم من الاتكال على الآخرين، و تساهم في اندماجهم في العالم الرقمي و استخدام مختلف الوسائل التكنولوجية، و بالتالي الاعتماد على أنفسهم في مختلف أنشطة الحياة اليومية، و يكفي أن يحوز المعني على هاتف ذكي ليحمل التطبيقات الي يحتاج إليها.
من بين التطبيقات التي ساهمت في إدماج المكفوفين و تحريرهم من قيود المرافقين، تطبيق «جاوس»،  أو ما يعرف بقارئ الشاشة، حيث يقرأ هاتف الكفيف و يساعده في الاتصال بالآخرين، كما يعرفه بهوية المتصلين و حفظ الأرقام و غيرها من الخدمات، و يستعمل هذاالتطبيق حتى على جهاز الكومبيوتر و يساعد المعاق على ولوج عوالم النت و الكتابة و قراءة الكتب الإلكترونية.
قارئ النصوص « كابتي ناراتور»
و يقوم تطبيق «كابتي ناراتور» بقراءة النصوص المكتوبة بصيغ مختلفة، عبر المسح الضوئي لها، بكاميرا الهاتف، و تحويلها إلى مادة صوتية، و يمكن إدخال النصوص، وتخزينها لسماعها لاحقا، إذ يمكن للتطبيق قراءة  حتى النصوص المكتوبة في اللافتات في الشارع، وقوائم الطعام في المطاعم، والإعلانات، فضلا عن الصحف والمجلات، و هناك  كثير من التطبيقات المشابهة مثل « صاي تكست».
«إيبولي» تطبيق يعرف الكفيف بمحيطه
 أما « إيبولي» فهو تطبيق جديد و عملي مميز، يساعد المكفوفين على التعرف على ما يحيط بهم بطريقة سهلة وفورية، و ذلك بمجرد تمرير الهاتف الذكي أمام أي شيء يريدون معرفة ماهيته، باستخدام الكاميرا، كما يمكن أن يساعد التطبيق الأطفال على تعلم الكلمات و التعرف على الأشياء والألوان بالطريقة نفسها.
« لوك تال» تطبيق يخبرك بقيمة النقود
 بينما يساعد تطبيق « لوك تال» أو « لوك تال موني ريدر» ، المعاق بصريا على التعرف على قيمة العملات ، فبمجرد وضعها أمام كاميرا الهاتف، يقوم التطبيق بقراءة قيمتها، ويعمل دون الحاجة لاتصال الهاتف بالإنترنت، و لا يتطلب التقاط صورة للعملة،  و يمكن استخدامه في التسوق.
« بلاند سكار» يحدد المكان و خصائصه
في حين يقوم تطبيق « بلاند سكار» بمساعدة تقنية» جي بي أس» ، بجمع المعلومات عن المكان الذي يتواجد فيه الكفيف و يقدم مواصفاته، وإذا أراد الوصول إلى موقع معين، يخبره التطبيق بكيفية الوصول والمسافة التي تفصله عنه.
« كالور أد فري» يحدد الألوان بدقة
و يمكن تطبيق «كالور أد فري» من التعرف على الألوان بدقة، من خلال توجيه كاميرا الهاتف، لتحديدها ، و يمكن استخدامه في تنسيق ألوان الملابس، و معرفة حالة الطقس، كما أنه يقوم بتشبيه اللون بعناصر الطبيعة، مثل الأزرق السماوي أو الوردي ، بلون الورد، و هناك العديد من التطبيقات المشابهة، منها» كولور إيدونتيفي» .
البروفيسور محمد مشري
  التكنولوجيا غيرت حياتي جذريا و ساهمت في تطوير أبحاثي
يعد البروفيسور محمد مشري، مثالا يحتذي به في العزيمة و الاجتهاد و الإصرار على التفوق، فلم تعرقل إعاقته البصرية بلوغه أعلى درجات التعلم و التعليم، حيث تخطى كل الصعاب في مساره كطالب، و كان من ضمن الأوائل منذ أولى أطواره التعليمية ،إلى غاية التحاقه بالجامعة ، ليتدرج فيها كأستاذ إلى أن بلغ أعلى الدرجات، و هي بروفيسور في اللغة العربية و علومها بجامعة منتوري بقسنطينة، حيث يدرس اليوم عدة مقاييس و يشرف على تأطير طلبة الدكتوراه، كما يشارك في ملتقيات وطنية و دولية، و تحدث للنصر عن مدى مساهمة تطبيقات التكنولوجيات الحديثة الخاصة بالمكفوفين، في تغيير حياته جدريا و تطوير أبحاثه العلمية.
أكد البروفيسور محمد مشري أنه لم يعتبر الإعاقة قط ، عائقا أمام تحقيق طموحاته، بل جعلها حافزا لبلوغ مراده، مؤكدا أنه درس خلال الأطوار التعليمية الثلاثة بجد و اجتهاد إلى أن نال شهادة البكالوريا، و كان للأسرة دور كبير في ما حققه إلى غاية اليوم، نتيجة مرافقتهم الدائمة له، معتبرا اقتطاعه تأشيرة دخول الجامعة، و اختياره تخصص الآداب بجامعة منتوري، تجسيدا لرغبته في بذل جهد مضاعف للتفوق على أقرانه، و مواصلة مساره العلمي، فبعد نيله شهادة ليسانس، و نجاحه في مسابقة الماجستير الذي أهله للمضي قدما إلى أن ناقش رسالة الدكتوراه سنة 2009 ، ليحصل بعد 9 سنوات على درجة بروفيسور، و يشرف اليوم على تدريس عدة مقاييس ، كما يشرف على تأطير طلبة الدكتوراه بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، مشيرا في سياق حديثه إلى أن طريق المكفوف هي حقيقة محفوفة بالعراقيل و المطبات، لكنه راهن على التفوق و التميز، فبلغ أهدافه.
«عانيت كثيرا في تحضير الدكتوراه»
في حديثه عن مدى مساهمة التكنولوجيا و تطبيقاتها الحديثة الخاصة بفئة المكفوفين ، قال البروفيسور محمد مشري» التكنولوجيا غيرت حياتي بنسة 80 درجة» ، مشيرا إلى أنه كان يعتمد على الآخرين في تنقلاته و تحرير أبحاثه و مداخلاته و البحث عن مراجع و معلومات على النت، و  الكتابة و الكثير من الأمور التي كانت  تقيده، ما جعله يعاني كثيرا خاصة عند تحضيره لرسالة الدكتوراه، حيث لم يكن يستخدم التطبيقات الذكية، التي لم تكن شائعة الاستعمال،  لكنه اليوم و بفضل إلمامه ببعض التطبيقات الذكية، تخطى كل العقبات و  صار شخصا يبصر العالم بفضلها و من خلالها.
أصبحت أبصر العالم بفضل البرامج الذكية الناطقة
المتحدث و هو أب لخمسة أبناء،  أخبرنا بأن أول تطبيق ساهم في تسهيل حياته هو البرنامج الناطق الآلي، أو ما يعرف بـ « الجاوس»، حيث يتم تحميله عبر الهاتف المحمول ، و  كذا الكمبيوتر ، ليكون بمثابة عين مبصرة للمكفوف، فيقرأ كل ما هو موجود على الشاشة و يوجهه لما يريده، ما يساعده على التجول بين ثنايا الكمبيوتر و الكتابة  بنفسه، على» الوورد» ، و لا يكتفي بالكتابة فحسب، بل يمكنه تعديل هوامش الصفحة و اختيار اللون المناسب، قبل الحفظ  أو تحميلها عبر «فلاش ديسك»، أو طبعها، و أصبح بفضل هذا التطبيق متمكن من استخدام الهاتف و الدخول إلى مواقع التواصل الإجتماعي، و كذا التواصل مع زملائه عبر بريده الإلكتروني الخاص،  و قراءة الكتب الإلكترونية.
و أضاف المتحدث أنه أصبح يبحر في عوالم النت بكل سهولة، مستعملا محركات البحث ك» غوغل كروم» أو « موزيلا فاير فوكس» ، للقيام بأبحاث و استغلال ما يريده في بحثه ،أو عند إعداد مداخلات للمشاركة في ملتقيات في كل من مصر و الأردن و سوريا و المغرب و تونس و تركيا، ، كما يتصفح مواقع إعلامية لمتابعة المستجدات في مختلف المجالات، كما يلج موقع يوتيوب للبحث عما يريده من فيديوهات تعليمية و غيرها، مشيرا إلى أن تطبيق القراءة الآلي  أصبح موجودا في كل الهواتف الذكية، و لم يعد الشخص الكفيف بحاجة لتحميله كما كان يفعل سابقا ، فما عليه سوى الضغط على زر تفعيله.
البروفيسور محمد مشري  أوضح بأن تطوير برمجيات خاصة بالمكفوفين، مكنتهم حتى من ولوج مقاهي النت، و يكفي أن يكون بحوزة الكفيف « فلاش ديسك» يحتوي على تطبيق اسمه « آن في ديا»، و بمجرد وصله بأي جهاز كومبيوتر، سيساعده على استخدامه بسهولة تامة، مشيرا  إلى أن التطبيقات الحديثة جعلت الكفيف يستفيد من التكنولوجيات الحديثة التي ساهمت في رفع نسبة مشاركته في الملتقيات و الندوات العلمية و الاطلاع على ما لم يكن بإمكانه من قبل بلوغه بمفرده، مؤكدا بأنه لم يعد مقيدا بمساعدة الآخرين، و حقق الاستقلالية العلمية و المعرفية .
تطبيق قارئ النقود يحمي المكفوف من الاحتيال

بخصوص مدى مساهمة التطبيقات الحديثة في تسهيل تنقلات الكفيف، قال البروفيسور مشري، بأن تطبيق «جي بي أس» الناطق يساعده في التنقل، و يقوده نحو الوجهة التي يريد، فلم يعد الكفيف بحاجة دائمة لمرافق له.
و إذا أراد التسوق ، فيمكنه الاعتماد على تطبيق قارئ العملات الذي يحدد قيمة النقود التي بحوزته، فيحميه من الغش و الاحتيال ، و أضاف بأنه يستعمل أيضا تطبيقا خاصا بتحديد القبلة، معترفا بأنه لم يتمكن بعد من الإلمام بكل التطبيقات، لكنه يسعى لذلك، لأنها تيسر نمط حياته، متمنيا أن يتم اعتماد ببلادنا تطبيقات ذكية مبتكرة حديثا بدول أجنبية، ليتمتع المكفوفين بمزاياها و تسهل نشاطاتهم و أعمالهم.                                                   
أسماء بوقرن

أنشأتها أربع جمعيات بقسنطينة
مشاريع تُوفر مناصب شغل لذوي الاحتياجات الخاصة
كشفت مديرة التضامن الاجتماعي و الأسرة لولاية قسنطينة، السيدة قواح سامية عن إستفادة الولاية من مشاريع اقتصادية خدماتية  ، ضمن مساعي الوزارة لدمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في عالم الشغل و تكوينهم في تخصصات جديدة تسمح لهم مستقبلا من الاستفادة من قروض لإنشاء مشاريع   خاصة.
و أضافت المتحدثة أن أربع  جمعيات في قسنطينة قد استفادت من الدعم  المالي، ضمن مساعي بعث نشاط ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في التنمية الاقتصادية ، و كمرحلة أولى سيتم الشروع في تكوين هذه الفئة في عدة تخصصات على غرار الخياطة ، الطباعة الرقمية ، صناعة الأجبان، تغليف و تعليب المواد الغذائية ، بتأطير من الجمعيات المعنية في انتظار الحصول على إعتمادات من الوصاية لتحويل هذه المشاريع إلى مراكز مساعدة على العمل.
استطلاع :هيبة عزيون
* مديرة النشاط الاجتماعي بقسنطينة
مراكز المساعدة على العمل  تضمن  الرواتب  و منح  التقاعد  
و قالت سامية قواح أن الهدف الأساسي من هذه المشاريع ، هو خلق آفاق تكوين جديدة بالنسبة لفئات ذي الاحتياجات الخاصة ، التي ستساعدهم مستقبلا على الحصول على راتب و كذا التأمين الاجتماعي و منحة التقاعد فيما بعد .
و قد كانت هذه الجمعيات قد استفادت منذ نحو سنة و نصف من تكوين خاص لمعرفة ماهية التضامن الاقتصادي في إطار شراكة بين وزارة التضامن و الإتحاد الأوربي ، تبعتها مرحلة تكوين بتأطير من خبراء و أساتذة جزائريين  ، بعدها كانت مرحلة تمويل الأفكار  التي اقترحتها  جمعيات ، من قبل صندوق التضامن الوطني بقيمة 21 مليون دج ، لإنشاء مشاريع مدمجة، و تتمثل في مشروع للخياطة موجه  للمرأة المعاقة و المرأة في وضع صعب ، مشروع للطباعة الرقمية لبعض أنواع الإعاقة ،  مشروع لصناعة الأجبان التقليدية   ، و آخر لتغليف و تعليب المواد الغذائية ، إضافة إلى  مركز إعادة تأهيل ذوي الإعاقة  ، إلى جانب فتح أقسام خاصة للإدماج النفسي الفردي لأطفال التوحد.
و حاليا هذه المشاريع تم تجهيزها بالعتاد اللازم ، كما تم ضبط القوائم الأولية للأفراد الذين سيستفيدون من التكوين ، في مدة لن تتجاوز شهرين،   و ذلك بداية من 14 مارس الحالي ، في انتظار الحصول على الاعتماد من وزارة التضامن لتحويلها الى مراكز مساعدة على العمل ، مع إبرام اتفاقيات مع  منظمة رجال الأعمال، من أجل الحصول على صفقات عمل، و دخول عالم الاقتصاد بإنتاج سلع و تسويقه و تقديم خدمات تجارية و اقتصادية  ، مع ضمان راتب شهري   للعمال ذوي الإعاقة و تأمينهم اجتماعيا ، كما يمكن لهم مستقبلا الانفصال عن هذه المراكز للاستفادة من قروض مالية لإنشاء مشاريع   خاصة ، وأضافت قواح أن هناك مشاورات لفتح مشاريع أخرى مستقبلا بالتنسيق مع جمعيات أخرى ، في حال الحصول على التمويل اللازم ، مؤكدة أن باب التسجيل  مفتوح للجميع  للالتحاق بهذه المشاريع للاستفادة من التكوين و منصب عمل .
*  جمعية «الألفة» اختارت عين اعبيد لتجسيدهما
وحدتان لصناعة الأجبان التقليدية و التغليف  

من بين المشاريع الاقتصادية التي استفادت منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ، وحدتان لتصنيع الأجبان التقليدية و تغليف الحبوب و الفواكه ، باقتراح من  جمعية الألفة للتنمية المستدامة ، و في وزيارة للنصر لموقع المشروع، أكد رئيس الجمعية  نور الدين عمراني أنه سيشمل كمرحلة أولى حوالي 50 فردا  ، الوحدة مجهزة  بالمعدات التي ستستخدم في صناعة الأجبان التقليدية و كذا القشدة الطازجة و بعض مشتقات الحليب ، و قد وقع الاختيار على هذا المشروع تماشيا و طبيعة المنطقة المعروفة بالفلاحة و تربية المواشي ، و حاليا فقد تم تكوين عدد من المؤطرين و هم من ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار شراكة مع مركز للتكوين المهني ، ليشرفوا على  تكوين المتربصين في مدة لن تتجاوز ثلاثة أشهر ، مع مباشرة  الوحدة في الإنتاج بكميات معتبرة لتسويقها و بيعها ، وسيدمج بالورشة   عدة فئات منها مرضى التوحد  تريزوميا 21 و بعض الاقاعات الحركية بإشراف مؤطرين و طبيب بيطري ، و سيستفيد هؤلاء من راتب شهري  مع ضمان تكوين متخصص.
أما المشروع الثاني فيتعلق بوحدة لتغليف و توظيف الحبوب الجافة و الفواكه ،  وهو تابع لنفس الجمعية و قد تم تهيئة الورشة و تجهيزها بالمعدات ، في انتظار الحصول على الاعتماد لمباشرة العمل، بتوضيب مختلف الحبوب الجافة كالعدس و الحمص بأوزان مختلفة في أكياس عن طريق آلات  تتماشى و طبيعة العاقة ، إلى جانب تغليف الفواكه المجففة و التوابل لتوجه للتسويق ، كما أضاف السيد عمراني أنه بصدد إنشاء علامة خاصة لهذه المنتجات مستقبلا ، كما  أن هناك نية  لصناعة بعض المواد الغذائية تابعة لنفس الورشة تشمل بعض المنتجات كالعسل ، عصير، ماء الزهر و الخل و غيرها .
* الجمعية مستعدة لمساعدة من يريدون خلق مشاريع خاصة
«السراج» تراهن على الطباعة الرقمية و الخياطة
من جهتها استفادت جمعية السراج الخيرية من دعم مالي لإنشاء ورشة للخياطة العصرية و أخرى للطباعة الرقمية   بمنطقة زواغي سليمان.
و حسب رئيس الجمعية حمزة بوحبيلة ، في حديث للنصر التي زارت مقر المشروعين ، فان كل الترتيبات تم ضبطها بشكل نهائي في انتظار الحصول على إشارة الانطلاق، و كمرحلة أولى سيتم الشروع في التكوين في فن الطباعة الرقمية و كذا الخياطة ، مع العمل بالموازاة  في الإنتاج و التسويق من خلال إبرام صفقات مع مؤسسات و شركات ، مع  تحويل الجمعية إلى مركز مساعدة على العمل بتأطير من وزارة التضامن،  و ستشمل العملية كمرحلة أولى 30 فردا من نساء معاقات و في وضع صعب و أفراد من ذوي الإحتياجات ، مع مباشرة   منحهم  رواتب شهرية  و تأمينهم اجتماعيا ، و مرافقتهم في حال اختيارهم إنشاء مشاريع خاصة بهم مستقبلا بمرافقة من صناديق الدعم ، و هو ما سيضمن استحداث مناصب شغل إضافية لهذه الفئات التي تحرم من التوظيف بسبب الإعاقة  
* أنشأته جمعية «الرسالة» للتوظيف والعلاج
 طموح توسيع مركز تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة يصطدم بنقص المختصين   
من جانب آخر و في إطار النشاط الاقتصادي لدمج فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في عالم الشغل ، تم اقتراح فتح مركز للتأهيل لهذه الفئة  من قبل جمعية الرسالة لمساعدة المريض، حسبما كشف عنه رئيس الجمعية حكيم لفوالة في حديث للنصر ، و هو المشروع الذي تم  تمويله من قبل وزارة التضامن و بمشاركة الجمعية، و حاليا هو مجهز بعتاد عالي التقنية  و يقع مقره بمفترق الطرق  بحي سيدي مبروك العلوي، و قد شرع في استقبال الحالات منذ أسبوعين ، و جاء اختيار هذا المشروع بالنظر إلى المشكل الكبير الذي تعاني منه هذه الفئة بسبب انعدام مراكز التأهيل .
و يوظف المركز أربعة مختصين في التأهيل الحركي ، علم النفس و علم الاجتماع و الارطوفونيا ، و له قدرة استيعاب كبيرة بالنظر إلى مساحته الكبيرة و تجهيزاته الحديثة ، غير أن العائق الوحيد يكمن في نقص المختصين في التأهيل ، و يضمن المشروع الاستفادة من جلسات للتأهيل خاصة لفئة الأطفال و بسعر رمزي كون المشروع اقتصادي ، و الذي يسعى القائمون عليه لتحويله لمركز كبير يمول نفسه ذاتيا
* لأول مرة و بمبادرة  من جمعية «الوفاء»  
أقسام خاصة بالتكفل النفسي الفردي لمريضى التوحد
تدعمت  جمعية الوفاء لمرضى التوحد في قسنطينة بأربعة أقسام خاصة بالتكفل النفسي الفردي لأطفال التوحد ، و قالت رئيسة الجمعية بديعة بوفامة التي تحدثت للنصر عند زيارة    الاقسام ، أنها الوحيدة على المستوى الوطني  و تم إنجازها بمقر الجمعية بباب القنطرة ، و هي مشيدة بطريقة العزل  و معايير خاصة  تضمن التكفل النفسي المنفرد لكل طفل توحد ، و هي نقطة مهمة جدا في فترة علاج هذه الفئات ،و التي تتطلب بالأخص مكان مجهزة و عازل للصوت ، و أضافت محدثتنا أن المشروع سيدخل الخدمة خلال هذه الأيام بعدما شارف على الانتهاء  و حاليا هي في مرحلة التجهيز، و سيستفيد من هذه الأقسام 120 طفلا من مرضى التوحد مسجلون بالجمعية إلى جانب أعداد أخرى سيتم التحاقها مباشرة بعد فتح الاقسام ، و رغم أن المشروع ليس اقتصادي كبقية المشاريع غير أنه سيضمن علاجا خاصا لأطفال التوحد مقابل مبالغ رمزية لضمان استمراريته.                                   
هـ .ع

الرجوع إلى الأعلى