يشكل التحضير النفسي و البيداغوجي للأطفال قبل الدخول المدرسي، تحديا كبيرا للأولياء في الأوقات العادية، إلا أن انتشار فيروس كورونا عبر العالم، عقد المهمة أكثر، و صعب الأمر على أولياء يحاولون التصدي له لضمان دخول مدرسي مستقر، في ظل مخاوف كبيرة يدعو الأخصائيون إلى ضرورة التحكم فيها عبر تلقين أطفالهم طرق الوقاية لتخطيها، و تشجيعهم على استرجاع صفة “تلاميذ” بكل خصائصها، بعد عطلة استغرقت أكثر من 7 أشهر، بسبب الحجر المنزلي.
السنة الدراسية 2020 ـ  2021 تعتبر استثنائية، إذ  تأتي   وسط   ظروف   أقل ما توصف به أنها حرجة، فهناك إجماع على خصوصية الدخول المدرسي الذي ينطلق بحذر شديد، وسط مخاوف أولياء الأمور الذين تاهوا في رحلة البحث عن طرق تساعدهم في تحضير أبنائهم، من الجانب النفسي و كذا البيداغوجي على التعايش مع وضعية وبائية لم تنته بعد، فالإصابات بكوفيد  19 تسجل يوميا، و هذه حقيقة تجعل الأهل مطالبين بالتعايش معها، و الانخراط ضمن معركة وطنية جماعية، يشتركون فيها مع الطواقم تربوية التي تبدأ هي الأخرى رحلة دراسية غير واضحة المعالم.
مع ترسيم الدخول المدرسي لتلاميذ الطور الابتدائي يوم الأربعاء 21 أكتوبر الجاري، تستقبل المدارس الجزائرية تلاميذها في ظل ظروف استثنائية، لم تفرض فقط إجراءات بروتوكولية للوقاية، بل فرضت تلقين الأطفال توصيات، من شأنها أن تمكنهم من التأقلم مع الوضع، و الدراسة بشكل عادي، بعد غلق المدارس لأكثر من  7أشهر، ما جعل الكثيرين منهم ينسون ما تعلموه خلال السنة المنقضية.
أطفال يفتقدون أجواء الدراسة
لم تكن العطلة المدرسية الطويلة خلال الموسم الماضي عطلة عادية، فقد فرضت في ظل ظروف استثنائية جعلت الانقطاع عن المدارس غير عادي، مع إجراءات حجر صحي صارمة، قيدت الأطفال و سجنتهم داخل بيوتهم لأشهر، و تعرضوا لضغوطات أضحى الخروج منها حلم كل طفل، و إن كان تخفيف إجراءات الحجر الصحي قد أعاد الجميع و لو نسبيا إلى حياتهم العادية، إلا أن طول العطلة لم يرق للجميع، فقد أكد أطفال للنصر أنهم اشتاقوا لأجواء المدرسة و أصدقائهم و يرغبون بشدة في العودة إليها.
و تؤكد الأخصائية البيداغوجية و أخصائية علم النفس التربوي شامة بن زيتوني، أنه آن الأوان لعودة الأطفال إلى المدارس، و من الضروري استئناف العملية التعليمية، غير أن ذلك يبقى مرهونا بمدى الالتزام بالإجراءات الوقائية، مشددة على ضرورة تلقين الأطفال طرق الوقاية بداية من التباعد الجسدي، وصولا إلى ارتداء الكمامة و استعمال المعقم، إضافة إلى تفادي الاحتكاك الكبير بالزملاء، و الحرص على التباعد الجسدي، و أكدت على أهمية التباعد و ضرورة التعامل معها بحذر، خاصة و أنه من الصعب إقناع الأطفال به.
يجب تجنب التهويل و تخويف الأطفال
“كورونا” ليست “بعبع”، هكذا قالت الأخصائية النفسانية حمادة دلال، و على الأولياء إيصال هذه الفكرة لأبنائهم، فإن كان من الضروري العودة إلى المدارس، فمن الضروري أن يبسط الأولياء الأمور لأبنائهم، و الابتعاد عن تضخيم الوضع و تخويفهم الزائد من انتشار فيروس كورونا، مؤكدة على ضرورة استعمال اللعب و الضحك لإيصال الفكرة، خاصة في ما يتعلق بطرق الوقاية من هذا المرض الذي يجب أن يفهموا أنه ليس قاتلا، و أنه من الممكن تفاديه في حال التزموا بالوقاية البسيطة، داعية الأولياء إلى أخذ الحيطة و الحذر أكثر من أبنائهم، خاصة و أن موسم الخريف يرتبط بتزايد الإصابات  بنزلات البرد و الزكام.
و حذرت الأخصائية بن زيتوني من جهتها من خطر تهويل الأمر و تأثيره السلبي على التحصيل العلمي للتلاميذ، موضحة أن زرع الخوف في نفوس الأبناء قد يشتت انتباههم و يشغلهم عن التركيز في الدراسة، داعية إلى إيصال فكرة أن الدراسة ستكون عادية و لا فرق بينها هذا العام و بين السنوات الماضية، سوى في ما يتعلق ببعض الإجراءات الوقائية التي يفترض أن تكون تقليدا دائما، يقلص من الأمراض المعدية حتى خارج جائحة كورونا، كما شددت على اعتماد أسلوب التشجيع على المضي قدما في الدراسة، لتفادي ضياع السنة الدراسية.
الأمهات الداعم الأول لتلاميذ الأقسام الابتدائية
ترى الأخصائية النفسانية حمادة دلال أن مسؤولية إعادة التلاميذ إلى أجواء المدرسة تبدأ من البيت، و تقع على عاتق الأمهات بشكل أكبر، خاصة و أن تلاميذ المرحلة الابتدائية نسوا الدروس و فقدوا معلومات كثيرة، بسبب الغلق الطويل للمدارس، لذلك على الأمهات مرافقة أبنائهن في المراجعة في هذه المرحلة التي تعتبرها الأصعب في مسار أي تلميذ، و شددت على بناء قاعدة علمية تسهل على المعلم متابعة البرنامج و المناهج الثقيلة.
و أشارت المختصة إلى أن تحقيق كل ذلك يعد مهمة صعبة للغاية، خاصة مع تلاميذ الأقسام الابتدائية، إذ يعد التلقين العلمي الناجح عبر تدريس أطفال مدة 4 ساعات دون انقطاع أمر مستحيل،حسبها،  بالنظر لقدرتهم الاستيعابية ، إذ لا يمكن أن يدرسوا أكثر من ساعتين متواصلتين، مشيرة إلى أن ارتداء القناع الواقي لأربع ساعات كاملة، يعيق وصول الكمية الكافية من الأوكسجين لمخ الطفل، مما يسبب في نقص الاستيعاب، و التركيز.
أما الأخصائية بن زيتوني، فركزت على ضرورة تبني استراتيجية تعليم خاصة مع أٌقسام الابتدائي، لاسيما في ظل الاكتظاظ الذي تشهده مختلف المدارس، و ذلك عبر تبني نظام الأفواج، بعدد 15 تلميذا على الأكثر، ما من شأنه أن يساعد على إيصال المعلومة للطفل و فهمها، داعية للابتعاد عن الحشو و التفكير في جعل التلميذ يستوعب كل شيء، خاصة و أن الأوضاع،حسبها، لا تزال مبهمة و أن الجزائر معرضة لتوقيف المدارس مرة أخرى، في حال تفاقمت الأوضاع، مثلما عملت الكثير من الدول.
المطاعم قنابل موقوتة
من حانب آخر حذرت أخصائية في علم النفس التربوي شامة بن زيتوني من فتح المراكز النفسية البيداغوجية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، تزامنا مع فتح المدارس العادية، و اعتبرت ذلك خطأ فادحا، مشيرة إلى أن تعايش الأطفال الأصحاء مع الوضع أمر صعب للغاية، فما بالك بأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لا يفرق الكثير منهم  بين اليمين و اليسار، ما يجعل تعليمهم طرق الوقاية و إقناعهم بالتباعد، ضربا من الخيال على حد تعبيرها، و قالت أن جمعهم في مكان واحد، من شأنه أن يتسبب في كارثة حقيقية، خاصة و أنهم يأكلون في مطاعم داخل المراكز.
و تقترح تأجيل التحاقهم بالمراكز، خاصة و أنهم لا ينتظرون شهادات، و الغاية من مرافقتهم تتمثل في مساعدتهم على تعلم أبسط الأمور، مضيفة أن 85 بالمئة منهم لا يعرفون شيئا، و تدعو الأولياء إلى مراقبة أبنائهم، حماية لهم و لذويهم، خاصة من يعيشون مع كبار السن أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، على أمل تحسن الأوضاع و انتهاء الوباء.  
                         إ.زياري

أطلقته مؤسسة ناشئة مع مجموعة من المعلمين: «طريقي» أوَّل مكتبة تفاعُلية للكتاب المدرسي


تمكن مبرمجون شباب من مناطق الظل في كل من نقرين، و بئر العاتر بولاية تبسة، من تحويل الكتاب المدرسي الورقي إلى كتاب ناطق، تتحول فيه الدروس المطبوعة إلى دروس بالفيديو، و صوت قراءة، و تجارب علمية متحركة، و أسئلة تفاعلية للتقييم الذاتي.
أحد المبرمجين، قال للنصر بخصوص هذه المكتبة التفاعلية، أن  الشركة الناشئة المسماة  “ ماي واي “ أي “ طريقي” أطلقت تطبيقها الأول للسنة الخامسة ابتدائي، بعدما تعاون مبرمجوها مع معلمين في الطور الابتدائي، في إنتاج الدروس و الشروحات و تقديمها في شكلها النهائي المبسط، الذي نال إعجاب الكثير من الأولياء، عبر كامل تراب الوطن.
علما بأن “ماي واي”، هي المكتبة الوحيدة في الجزائر التي توفر دروسا و شروحا تفاعلية للمنهاج و الكتاب المدرسي، حيث تسمح للتلميذ بالمشاركة في التحضير للدرس و مراجعته من خلال الأسئلة الذاتية التي سيقوم بالإجابة عنها، و تقييم نفسه و التعرف على مستواه من خلال عرض النتيجة، ثمّ توجيهه للدروس المسجلة بصيغة الفيديو و الصوت و الصور المتحرّكة، لتثبيت مكتسباته و التحضير للدرس الموالي، وذلك في جميع مواد المنهاج مع التركيز الإضافي على المواد الأساسية، وهي  الرياضيات،  اللغة العربية، و الفرنسية.
أهمُّ مواصفات
و مميزات المكتبة التفاعلية  
المتحدث أوضح أن المكتبة التفاعلية تتميز بمواصفات هامة، فهي تجنّب التلميذ الإشهارات و الإعلانات الدعائية التي تعتمدها جميع المواقع التعليمية و التطبيقات المجانية، و تعمل المكتبة على جميع الأنظمة و الأجهزة : لابتوب، كمبيوتر ثابت، هاتف أندرويد، آيفون، ماكنتوش، ألواح إلكترونية “تابلات”، آيباد، و تغني عن دروس الدعم، لما تحتويه من فيديوهات و تمارين تفاعلية للتقييم الذاتي.
تحتوي المكتبة على مئات الفيديوهات و التسجيلات الصوتية، و الصور،  و الصور المتحركة،  و التجارب العلمية المرتبطة بكل جزئيات المنهاج، موزعة على جميع المواد، مع سهولة الوصول لأي معلومة في أي وقت، حيث تم ترتيب كل الدروس و التمارين و النشاطات، حسب ترتيبها في الكتاب المدرسي.
كما تحتوي المكتبة على مئات الأسئلة التفاعلية، حيث سيتمكّن التلميذ من الإجابة على أسئلة الدرس و حصوله على التقييم و الإجابة الصحيحة بعد محاولته.
و تضم المكتبة أيضا الحلول التفاعلية لكراسات الأنشطة، فتسمح للتلميذ بالمحاولة و تقييم نفسه قبل الحصول على الإجابة الصحيحة لكل مواضيع كراس النشاطات للمواد الرئيسية الثلاث اللغة العربية ، الرياضيات و الفرنسية.
و توفر في نهاية كل ثلاثي امتحانات تجريبية مطابقة لامتحانات الفصل في جميع المواد، و ستكون هذه الامتحانات تفاعلية أيضا، حيث ينجز التلميذ امتحانه التجريبي عبر المكتبة، ليحصل فور انتهائه على نتيجته التقييمية، مع توصيات المراجعة المناسبة، وتعمل المكتبة باشتراك سنوي، و كل اشتراك يضمن استغلالها طول الموسم الدراسي، ويكفي أن يحتفظ الولي برمز التفعيل المشترى لضمان كل حقوقه. المحتوى التعليمي لهذه المكتبة، أنتجته نخبة من الدكاترة و المعلمين و الأساتذة،  ووضعه في شكله البرمجي التفاعلي أفضل المبرمجين في الجزائر، و هو بالتالي متوافق مع المنهاج الدراسي المقرر من طرف وزارة التربية الوطنية.                  عبد العزيز نصيب

نفسانيون يؤكدون على أهمية اتباع طرق مبتكرة في المدرسة: احترام الطفل لمفهوم التباعد مرهون بجاهزية المحيط البيداغوجي و الأسري

أعلنت السلطات مؤخرا عن انطلاق السنة الدراسية 2021/2020 ، يوم 21 أكتوبر الجاري، بالنسبة للطور الابتدائي، بعد أكثر من 7 أشهر من غلق المدارس بسبب جائحة كورونا،
و  يراهن  نفسانيون على الدور المهم للمعلم  في إقناع التلاميذ بأهمية تبني مبدأ التباعد البدني داخل المؤسسات التربوية، لتفادي نقل عدوى كورونا، و جعله كعادة يومية،   سواء داخل المحيط الأسري أو المدرسي،  باتباع طرق مستحدثة  و مبتكرة، في تقديم الدروس التوعوية و التحسيسية،  لتناسب القدرات الإدراكية للطفل،  كالألعاب مثلا،
 و تبسيط المفهوم  المجرد عند التلاميذ الصغار لتبني فكرة التباعد و ضمان التمدرس في بيئة صحية و سليمة.
فيما يرى مختصون آخرون أن المسؤولية  يتقاسمها المحيط البيداغوجي و الأسري على حد سواء ، لحث التلاميذ على تطبيق قواعد الوقاية من كوفيد 19 ، في مقدمتها  مسألة التباعد التي يصعب إقناع التلميذ بها، إلا من خلال التنسيق بين الأسرة و المدرسة بتنظيم  اجتماعات دورية و الاتفاق على آليات و مفاهيم عمل موحدة و  واضحة المعالم بين الأولياء و الأساتذة ، و إيجاد بيئة مشتركة يستقي فيها المتمدرسون نفس المفاهيم ، بعيدا عن أي تصادم في الأفكار و التصرفات التي قد تجعلهم يفقدون البوصلة ، فينفرون منها و يتخلون نهائيا عن تبني هذه الأفكار و السلوكات الوقائية داخل المنزل و القسم، على حد سواء.

هيبة عزيون

- الأخصائي النفسي العيادي عبد الله بوضياف: الاعتماد على الألعاب أفضل طريقة  لإقناع التلميذ  الصغير بفكرة التباعد


ربط الأخصائي النفسي العيادي ، عبد الله بوضياف،  التزام التلاميذ الصغار بمبدأ التباعد الجسدي خلال التحاقهم بمقاعد الدراسة، بمدى جاهزية و استعداد المحيط البيداغوجي و الأسري  لهذا الموعد الهام، و  مدى التنسيق بينهما ، حيث يرى أنه دون توفر هذا الشرط، لن ننجح في إقناع المتمدرس الصغير، بضرورة التقيد بقاعدة التباعد،  لتفادي العدوى و نقلها.
و في حديثه للنصر، قال النفساني أن الدخول المدرسي القادم شائك جدا ، في ظل استمرار الجائحة، خاصة مع ظهور موجة ثانية في الكثير من الدول، على غرار تونس و المغرب و كذا فرنسا، التي  تحصي يوميا مئات الحالات، أغلبها في المؤسسات التربوية و الشركات. و الجزائر كغيرها من البلدان، ليست في منأى منها ، لهذا فإن عملا كبيرا ينتظر المنظومة التربوية، فعلى الرغم من أن خطر العدوى ليس بنفس الحجم عند الكبار و الأطفال، لكنهم يبقون  عامل نقل للفيروس ، و على المدرسة و الأسرة العمل معا، وفق خطة عمل متفق عليها مسبقا، لإقناع الطفل بضرورة إتباع طرق الوقاية و جعلها عادة يومية.
و أضاف المتحدث أنه من الواجب قبل الدخول المدرسي عقد اجتماعات استباقية بين الطواقم البيداغوجية و جمعية أولياء التلاميذ، للاتفاق على خارطة طريق ، و المعايير الواجب تطبيقها في المنزل، و خصوصا داخل المؤسسة التعليمية،  حتى يكون الدور متكاملا بين الأولياء و الطاقم التربوي ، و تجنب حدوث تصادم بين المؤسستين في كيفية توجيه الطفل التوجيه الصحيح.
أما في ما يتعلق بكيفية حث الطفل على تبني مفهوم التباعد الجسدي و تحويله إلى تصرف يومي تلقائي، فينصح الأخصائي المعلمين بانتهاج طريقة الألعاب داخل القسم لشرح و تبسيط هذا المفهوم المجرد ، كما يفعل المعلم عادة مع  المفاهيم المجردة في مادة الرياضيات  في المراحل الأولى من التعليم الابتدائي، حيث غالبا ما تتم الاستعانة بأدوات ملموسة لتبسيطها للتلميذ الصغير، ليكون قادرا على استيعابها، على غرار الأرقام باستخدام القريصات و الخشيبات.
و تكون البداية، حسبه، في أول يوم من الدخول المدرسي ، فعلى المعلم القيام بمسح شامل لكل المعارف، و  التقاط كل المفاهيم الموجودة عند الأطفال حول فيروس كورونا و   هو غير جديد بالنسبة إليهم، و تقييم مدى فهمهم و إدراكهم للمعلومات ، و إسقاطها في شكل ألعاب ،  لتعريفهم بشكل أوضح  كيفية انتقال الفيروس و ما هي الإجراءات التي تكسر حدة انتشاره، بما فيها غسل الأيدي و احترام مسافة الأمان.
لهذا على المعلم أن يكون جاهزا  قبل الدخول المدرسي،  رفقة كل الطاقم البيداغوجي للمؤسسة، فيما تعلب شخصية المعلم دورا محوريا في نجاح المهمة، باعتباره القائد و القدوة داخل النواة البيداغوجية و هي القسم.
لهذا عليه استخدام نوع من الإبداع، في ابتكار ألعاب ناجحة مع تكرارها بشكل دوري، لترسيخ فكرة التباعد البدني عند التلاميذ  و تطبيقها و احترامها من قبل الأستاذ و كل الأسرة البيداغوجية  في المدرسة ،  التي عليها أن تكون على خط واحد و تطبيق نفس المعايير، بتنسيق و توحيد المصطلحات و المراجع و طرق العمل ، لتجنب التصادم بين تلاميذ الأقسام في ما بينهم، حول  معنى مصطلح التباعد البدني، و أهميته لتفادي الإصابة و احترامه و تطبيقه كآلية وقاية، يجب أن تتحول  لديهم إلى عادة يومية داخل و خارج  المحيط التعليمي.

- نبيلة عزوز أخصائية علم النفس التربوي و التربية العلاجية: التحسيس و الصرامة سبيل المعلم لإقناع التلميذ بأهمية التباعد الجسدي


ترى نبيلة عزوز، أخصائية علم النفس التربوي المختصة في التعليم المكيف و التربية العلاجية، و أستاذة بمدرسة رحيم العرباوي  الابتدائية بقسنطينة،  أن  النجاح في إقناع التلميذ بآليات الوقاية من وباء كورونا، في مقدمتها التباعد الجسدي،  مهمة المعلم ، فهو مطالب بإتباع جملة من القواعد و  نظام عمل ممنهج لبلوغ الهدف المرجو.
و بصفتها مختصة و معلمة في ذات الوقت قالت  نبيلة عزوز إن  القضاء على هاجس الخوف من الوباء عند الأطفال، أول عقبة على المعلم اجتيازها بنجاح ، من خلال الدروس التي يجب تقديمها  خلال الأسابيع الأولى من الدخول المدرسي.
في أغلب الأحيان يكون الدرس الأول في بداية كل سنة دراسية، تحسيسيا توعويا تختار محوره وزارة التربية، و من الأرجح أن يتمحور هذه السنة حول  كوفيد 19 ، و ترى أنه قبل أن يخوض المعلم هذا الدرس، يجب عليه تبسيط بعض المفاهيم للتلميذ الصغير، خاصة و أن وثيقة سنوية  يتحصل عليها المعلم تضم  قائمة و شروحات حول مختلف الأمراض المعدية الموجودة.
على المعلم التطرق إلى بعض هذه الأمراض المعدية،  كالأنفلونزا مثلا ، و الانتقال من الأمراض البسيطة إلى المعقدة ، كالسل مثلا، وصولا إلى كورونا ، من أجل تقبلها  من قبل التلاميذ، و القضاء عل الخوف السائد بينهم ، الذي يصور لهم الوباء على شكل وحش كبير.
  كما يمكن للمعلم أن يتبع طريقة  مقاربة الكفاءات، التي ترتكز على سؤال التلميذ بشكل تدريجي، إلى أن يتمكن من الإجابة  بنفسه،  مثلا  "ماهي أوجه التشابه بين الأنفلونزا و كورونا؟  ما هي طرق الوقاية؟  أو ما هو مرض العصر؟ ، فعلى المعلم التدرج في هذه الدروس التحسيسية من التعريف بالمرض، إلى طرق العدوى،  و كيفية تفادي الإصابة ، مع تكرار هذه الآليات بشكل يومي، و إلزام التلميذ بها، كغسل الأيدي و تعقيمها و وضع الكمامة.
  و في حال  نسيانها يجب توبيخه، بدل  تقديمها له، على غرار الهلام المعقم أو الكمامة ،  لتتحول هذه التعاملات إلى هاجس يجب الحفاظ عليها، و في حال نسيانها سيتعرض للعقوبة.
و أضافت المتحدثة أنه يجب شرح أسباب اتخاذ الكثير من التدابير خلال الدخول المدرسي، في مقدمتها تفويج الأقسام  و الهدف منه،  و كذا  ضرورة التباعد بين التلاميذ عند الوقوف في الصف ، و في الفناء ، و تجنب لمس مقابض الأبواب و أرجل الكراسي و الطاولات  و منع  التصافح داخل و خارج المؤسسة التربوية.
و على المعلم استخدام ما توفره المؤسسات التعليمية من وسائل تكنولوجية، لتبسيط هذه المفاهيم و إيصال الرسالة للتلاميذ بطرق سلسة ، و كذلك ترسيخ طرق تعامل جديدة ، و هنا تقول الأخصائية، أن نجاح المهمة تقع بشكل كبير على  عاتق المعلم، أما العائلة فلها دور تكميلي،  لهذا تنصح بالصرامة في تعامل المعلمين مع التلاميذ الصغار ، خاصة بعد تجاوز مرحلة تبسيط و شرح المفاهيم خلال الفترة الأولى من الدخول المدرسي، التي تعقبها في ما بعد مرحلة إجبارية التطبيق.
 و قد برهنت النتائج، حسبها ، أن صرامة المعلم مع التلميذ، ستجعله حازما مع أوليائه، فيمارس عليهم نفس الصرامة داخل البيت، و يلزمهم بدوره بالتباعد البدني و ضرورة احترام شروط الوقاية من تعقيم الأيدي وضع الكمامة.

الرجوع إلى الأعلى