صنع المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة «نكسة» كروية من خلال مشاركته الكارثية في الدورة المؤهلة إلى نهائيات كاس أمم إفريقيا المقررة بموريتانيا السنة القادمة، لأن الطريقة التي تجرع بها أواسط «الخضر» مرارة الإقصاء أبقت الكثير من علامات الاستفهام مطروحة حول مدى نجاعة المشاريع التي ما فتئ القائمون على تسيير شؤون الفاف يتغنون بها، وذلك بالحديث عن التكوين والعمل القاعدي كواحدة من المحاور الرئيسية لسياسة العمل المنتهجة، لكن حقيقة الميدان أبقت دار لقمان على حالها، وذلك بتواصل فشل شبان الجزائر في إثبات وجودهم على الصعيد القاري، ليبقى الانجاز الذي حققه «كومندوس» بلماضي في الأراضي المصرية في صائفة 2019 بمثابة الشجرة التي غطت الغابة تحفظ ماء الوجه لسنوات طويلة.
خروج أواسط الجزائر من دورة «لوناف» بتونس بنقطة واحدة، من تعادل وهزيمتين يعد حلقة من مسلسل «الانتكاسات» التي اعتادت عليه المنظومة الكروية الوطنية مع الفئات الشبانية، لأن الكرة الجزائرية لم تعانق التتويجات القارية مع الفئات الشبانية منذ الانجاز الذي حققه الأواسط سنة 1979، في الوقت الذي ظلت فيه كل المنتخبات على اختلاف فئاتها السنية عاجزة عن إثبات وجودها قاريا، بسبب غياب استراتيجية عمل واضحة المعالم، سواء على مستوى الاتحادية أو حتى النوادي، لأن العمل في الفرق يعتبر نقطة الإرتكاز في مشروع بناء المنتخبات، لكن إعطاء كامل الاهتمام للأكابر في النوادي انعكس بالسلب على تشكيل المنتخبات، فضلا عن غياب الاستقرار في التركيبة، لأن التعداد الذي تنقل إلى تونس للدفاع عن حظوظ الكرة الجزائرية في التأهل إلى «كان 2021» بموريتانيا خلف الكثير من ردود الفعل، مع طرح العديد من التساؤلات حول المعايير التي تم اعتمادها لانتقاء العناصر المؤهلة لحمل الألوان الوطنية، سيما وأن الغالبية كانت من أندية بارادو، بلوزداد ومولودية الجزائر، مقابل لجوء المدرب بن سماعين إلى الاستعانة بخدمات 8 محترفين في فرنسا، لكنهم لم يكتشفوا أجواء المنتخب إلا عند إنطلاق دورة تونس التأهيلية.
تجرع أواسط «الخضر» مرارة الإقصاء لا يتماشى والإنجاز الذي كان الأكابر قد حققوه منذ 18 شهرا بمصر، لأن الجزائر تنقلت إلى تونس في ثوب «بطل القارة»، لكن المستوى الذي ظهرت به تشكيلة بن سماعين كشف المستور، ليجد هذا التقني نفسه جالسا على كرسي قاذف، وقرار الاستغناء عن خدمات اتخذ مبدئيا، وترسيمه سيكون عند العودة على أرض الوطن ظهيرة اليوم، لتبقى سياسة «الترقيع» و»البريكولاج» تميز العمل على مستوى منتخبات الشبان، في معادلة الخاسر الوحيد فيها هو الكرة الجزائرية، مادام المدرب بن سماعين قد حاول تعليق هذا الفشل الذريع على مشجب «الكواليس» وأرضية الميدان، وهي حجج واهية كان بعض التقنيين قد تغنوا بها لتبرير نكساتهم مع أكابر «الخضر»، لكن بلماضي اسقط كل الأقنعة عندما رفع التحدي مع «كومندوس» فاجأ كل المتتبعين بعودته من الأراضي المصرية مرصعا بالتاج القاري، ليبقى القدوة التي يجب السير على خطاها، وليس التغني بانجازاتها دون التركيز على العمل القاعدي مع الشبان، لأن الكرة الجزائرية تتوفر على مادة خام، إلا أن الاستثمار فيها يبقى غائبا بسبب غياب سياسة واضحة على مستوى الاتحادية والنوادي.                    ص / فرطاس

* رئيس الوفد عمار بهلول للنصر
لا يجب البحــث عن تبريـــرات للمشاركــة الكارثيـــة
اعتبر رئيس الوفد الجزائري، عمار بهلول، الحديث عن البرمجة وسوء أرضية الميدان كحجج، لتبرير الإخفاق الذي سجله المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة في دورة شمال إفريقيا، أمرا غير منطقي، وأوضح في هذا الصدد، بأن حقيقة الميدان كشفت بأن التشكيلة الجزائرية مازالت بحاجة إلى عمل كبير، لمواكبة المستوى الذي ظهرت به المنتخبات التي تبقى مرشحة للتأهل إلى النهائيات الإفريقية المقررة بموريتانيا.
وأوضح، بهلول في اتصال مع النصر أمس، بأن تقييم المشاركة الجزائرية من الناحية الفنية يبقى من صلاحيات أهل الاختصاص، لكننا ـ كما استطرد ـ « كمسؤولين في الفاف لا يمكن أن نأخذ بعين الاعتبار ما تحدث عنه أعضاء الطاقم الفني للمنتخب، خاصة وأن المدرب بن سماعين كان قد سارع إلى تبرير الهزيمة الأخيرة أمام ليبيا بعدم صلاحية أرضية الميدان، وهذا الإشكال لا يخص النخبة الوطنية فحسب، بل أن الأرضية تبقى عائقا لكل المنتخبات، وقد سجلنا تحفظات في هذا الشأن تتعلق بالجانب التنظيمي لهذه الدورة».
إلى ذلك، أكد عضو المكتب الفيدرالي، بأن المنتخب الجزائري تنقل إلى تونس بنية البحث عن تأشيرة التأهل إلى دورة «الكان» المقررة بموريتانيا، لكننا - على حد تصريحه ـ « وقفنا على حقيقة ميدانية، حالت دون تجسيد الطموح الذي كنا نراهن عليه، لأن تدشين المنافسة بتعادل مع منتخب البلد المضيف كان من المفروض أن يشحن بطاريات المجموعة من الناحية المعنوية، إلا أن المستوى الحقيقي لمنتخبنا ظهر في المباراة الثانية أمام المغرب، لأننا واجهنا منافسا كان أفضل منا على جميع الأصعدة، لتكون المقابلة الثالثة بمثابة الامتحان الذي أبان على عدم جاهزية المنتخب الوطني لخوض منافسات إقليمية أو قارية، لأنه ودون التقليل من قيمة المنتخب الليبي، فإن الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها المنظومة الكروية في ليبيا منذ سنوات عديدة تجعل النخبة الجزائرية مطالبة بعدم التعثر أمام منافس لم يقم بتحضيرات جادة لمثل هذه المواعيد».
وختم بهلول حديثه للنصر، بالقول : « حقيقة أن التقييم التقني يتجاوز صلاحياتنا كأعضاء في المكتب الفيدرالي، لكنني كرئيس للوفد أبقى مطالبا بإعداد تقرير مفصل حول المشاركة الجزائرية في هذه الدورة، وبصرف النظر عن النقائص الكبيرة التي تم تسجيلها في الجانب التنظيمي، والتي كانت موضوع شكاوى رسمية قدمناها إلى الفيفا والكاف، فإن هذه الأمور لا يجب أن تكون بمثابة الحجج التي يمكن أن نبرر بها هذه المشاركة الكارثية، لأن الفاف كانت قد وضعت الامكانيات اللازمة للطاقم الفني من أجل التحضير بجدية لهذه التظاهرة، وطموحاتنا كانت كبيرة للتأهل إلى النهائيات الإفريقية، لأننا أصبحنا نرتدي قبعة أبطال القارة، بفضل الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب الأكابر، والحقيقة الميدانية كانت صادمة، وكشفت بأن التشكيلة الوطنية تبقى بحاجة غلى عمل ميداني كبير للتمرس، والحديث عن «الكواليس» التي وقعت بخصوص البرمجة والرزنامة المضبوطة، وتأثيرات الانسحاب الإضطراري للمنتخب المصري ليست السبب الذي حال دون ظهور منتخبنا بالوجه الذي كنا ننتظره، بل أن القوة الميدانية تظهر للعيان، ومن يبحث عن التأهل يكشف عن مؤهلاته ميدانيا».
  ص / فرطــاس

الفاف تقرر إنهاء مهام بن سماعين
كشفت مصادر حسنة الإطلاع للنصر، بأن رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، قرر إنهاء مهام مدرب منتخب أقل من عشرين سنة، صابر بن سماعين، بعد النكسة المسجلة في دورة شمال إفريقيا، والإقصاء من المشاركة في كأس أمم إفريقيا موريتانيا 2021، حيث سيتم إخبار المعني بالأمر اليوم على أقصى تقدير، بعد العودة من تونس.
وأخفق بن سماعين في الوصول إلى الهدف المتفق عليه من قبل، بحجز إحدى تأشيرتي العبور إلى كأس أمم إفريقيا، خاصة وأن الفرصة كانت مواتية، في ظل انسحاب المرشح الأبرز في الدورة، المنتخب المصري، بسبب إصابة عدد معتبر من لاعبيه بالفيروس اللعين، وهو ما فتح الأبواب على مصراعيه أمام شبان الخضر، قبل أن يصدم رفقاء بولهندي الجميع، بظهورهم المحتشم، أين خرجوا من الباب الضيق، بفعل جمعهم نقطة واحدة من ثلاث مباريات.
وأمام الوضع الراهن، لم يجد مسؤولو الفاف من خيار سوى التخلي على خدمات المدرب بن سماعين، الذي لم يكسب الرهان، خاصة وأن الاتحادية حرصت على توفير كل الإمكانيات اللازمة، من خلال إقامة عدة تربصات، إلى جانب جلب اللاعبين المغتربين، الذين وافق عليه المدرب.وجاءت نكسة «لوناف»، لتجبر الفاف على مراجعة حساباتها، على صعيد التكوين، الذي يبقى النقطة السلبية في الكرة الجزائرية، بالنظر إلى افتقاد جل الأندية لهذه الثقافة، في ظل البحث عن النتائج الآنية، والرضوخ إلى ضغط الشارع.
بورصاص.ر

* صحفي موقع الفيفا طارق قادري للنصر
النتائج الكارثية للشبان ليست جديدة
متفائل بعد إلغاء مشروع الفندق وإطلاق مراكز تكوين الفاف
يرى طارق قادري الصحفي الجزائري العامل بموقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، أن النتائج الكارثية لشبان الخضر امتداد للحصيلة المخيبة المسجلة في عهد الاتحادية السابقة بقيادة محمد روراوة، مضيفا في تصريحات مقتضبة للنصر، بأنه متفائل بتحسن الأوضاع، بعد إطلاق مراكز تكوين الفاف التي عوضت مشروع الفندق، وفي هذا الخصوص قال قادري:" كنا نتوقع صعوبة المأمورية بالنسبة لمنتخب أقل من 20 لعديد المعطيات، ولكن لم نتصور أن تكون النتائج مذلة، خاصة بعد السقوط أمام منتخب ليبي ضعيف لكي لا نعطيه قيمة أكبر منه، أعتقد بأن صفعة دورة لوناف ستجعلنا مطالبين بإعادة النظر في عديد الأمور وفي مقدمتها التكوين في الجزائر، كونه لا يوجد تماما".
وتابع الصحفي الرياضي المتخصص في شؤون الكرة الجزائرية والدولية:"النتائج الكارثية للمنتخبات الشابة في الجزائر سببها غياب مراكز التكوين على مستوى
الأندية، والنتائج السيئة كانت في زمن الرئيس الأسبق للفاف محمد روراوة وتتواصل في زمن زطشي...ربما ستتحسن الأمور بعد إطلاق مراكز تكوين الفاف التي عوضت مشروع الفندق، لكنها لن تكون كافية ونحن بحاجة لإطلاق كل النوادي المحترفة مراكز تكوين خاصة بها...تأهلنا للأولمبياد بفضل أكاديمية حميد حداج وتراجع مستوانا بعد غلقها...والمشكلة لا يزال البعض يلوم الفاف على إلغاء مشروع الفندق وتعويضه ببناء مراكز تكوين في كل ربوع الوطن...
البعض يقول تأهلنا في زمن روراوة مرة إلى كأس العالم، ولكن كأس إفريقيا حينها لعبت في الجزائر...ثم استقبلنا كأس أفريقيا تحت 20 سنة وأقصينا من التأهل لمونديال تركيا...وفي تلك الفترة غبنا على الأقل  10 مرات عن النهائيات الإفريقية...هذه هي الحقيقة ومن يقول العكس فهو ينافق، والنفاق لا دين له...»
واختتم محدثنا تصريحاته :"تجربة أكاديمية الفاف وبعدها بارادو منحتنا لاعبين ذوي مستويات جيدة، ولكن على الأقل يجب توفير 10 مراكز تكوين من أجل التطلع لنتائج جيدة على مستوى الشبان".                           مروان. ب

* مدرب رديف نادي تشارلتون الإنجليزي حمزة سرار للنصر
بن سماعين يتحمَّل المسؤولية الأكبر في هذه الفضيحة والقائمة لم تكن عادلة
حمّل مدرب نادي تشارلتون الانجليزي لأقل من 23 سنة حمزة سرار المسؤولية الأكبر في إخفاق أواسط الخضر في دورة شمال إفريقيا إلى المدرب صابر بن سماعين، واصفا ما حدث في تونس بالمهزلة الحقيقية، خاصة بعد السقوط المُخزي مع منتخب ليبيا في آخر جولة، كما تحدث ابن مدينة عين الفوارة في حواره مع النصر عن مشاكل التكوين في الجزائر والحلول التي يقترحها للنهوض بالكرة الجزائرية.
 ما رأيك في إخفاق المنتخب الوطني لأقل من 20 في دورة «لوناف» ؟
سأفاجئكم إن قلت لكم بأن الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا بموريتانيا، والظهور بذلك المستوى الهزيل في دورة شمال إفريقيا كان متوقعا لعديد الأسباب والمعطيات، أبرزها نقص التحضير، ناهيك عن القائمة المعنية بالمشاركة في هذه الدورة، والتي أرى بأنها لم تكن مدروسة على الإطلاق، كما أن المنتخبات المنافسة بدت أكثر استعدادا، خاصة من الجانب الذهبي والبدني، ولو أنني استغربت كثيرا من الأداء السيء وغياب أي انسجام بين اللاعبين فوق الميدان.
من كلامك نفهم بأنك توقعت هذه النتائج المذلة، ولكن التحجج بنقص التحضير غير مقبول، خاصة بعد السقوط أمام المنتخب الليبي الذي يعاني من عدة مشاكل؟
انتظرت كل شيء إلا الخسارة مع المنتخب الليبي، ليس لضعف الأخير، بل للظروف الداخلية القاهرة التي يعيشها الأشقاء منذ عدة سنوات، والتي أثرت على كافة المجالات بما في ذلك الرياضة، ولذلك لم يكن من السهل عليهم تشكيل فريق للشبان، يكون بمقدوره الإطاحة بالمنتخب الوطني، الذي يعد بطلا لإفريقيا في صنف الأكابر، ويحظى بكافة المتطلبات من قبل الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، صراحة صُدمنا للانهزام مع ليبيا، خاصة وأننا كنا نتوقع ردة فعل قوية من أشبال بن سماعين بعد السقوط أمام المنتخب المغربي والفشل في تجاوز عقبة تونس.
هل يتحمل الطاقم الفني بقيادة صابر بن سماعين المسؤولية الأكبر؟
بطبيعة الحال الطاقم الفني المسؤول الأكبر على هذا الإخفاق، كونه كان يمتلك الوقت الكافي للتحضير لهذه الدورة، فضلا عن حيازته على أرمادة من اللاعبين عبر كافة التراب الوطني مدعومين بخيرة الأسماء الموجودة في فرنسا، ولو أنني واثق من وجود أمور خفية كانت وراء هذه الفضيحة المدوية في الكرة الجزائرية.
هل اختيار القائمة المعنية بالمشاركة كان خاطئا، خاصة وأن فرقا قدمت مستويات رائعة الموسم الماضي مثل الوفاق والساورة و أقصي لاعبوها ؟
المُتمعن في القائمة التي تنقلت إلى تونس يجد أنها مُشكلة من لاعبي بارادو وبلوزداد ومولودية الجزائر، مع تهميش واضح للاعبي وفاق سطيف وشبيبة الساورة وشباب قسنطينة، رغم نتائجهم الطيبة الموسم الماضي، وبالتالي هناك شيء من الجهوية واللاعدل، وهو ما أثر بالسلب على نتائج المنتخب الوطني.
هناك من أعاب على خلية لجنة رادار الفاف التوجه نحو مغتربين محدودي المستوى، بالموازاة مع إهمال مزدوجي الجنسية الناشطين خارج فرنسا، هل تشاطرهم الرأي؟
فيما يخص مزدوجي الجنسية، فقد اكتفت لجنة رادار الفاف حسب ما وقفنا عليه، بالمواهب الناشطة في فرنسا، وأهملت من ينشطون بمختلف الدوريات الأوروبية الأخرى، على سبيل المثال انجلترا، حيث يوجد حارس نادي تشلسي سليماني ذو الأصول الجزائرية والمغربية، وحسب آخر معلوماتي فإن هيئة لقجع اتصلت به، وبناديه، وحاولت إقناع الأخير بالمشاركة في دورة لوناف، واعدة إياه بتوفير كافة متطلباته، على عكس خلية الفاف التي يبدو أنها غير مهتمة سوى بلاعبي فرنسا، متجاهلة نجوما واعدة تنشط في ألمانيا وإسبانيا والبرتغال، وكلها أسماء لديها الرغبة في اللعب لبلدها الأصلي، وهي في انتظار الالتفاتة فقط من المسؤولين.
ألهذه الدرجة واقع التكوين في الجزائر مرير، وأنت الذي كانت لك تجربة مع شبان الخضر رفقة التقني الفرنسي نوبيلو؟
تجربتي مع نوبيلو سنة 2012 مع أكاديمية الفاف كانت ناجحة إلى أبعد الحدود، ويكفينا فخرا أن العناصر التي عملت معنا غالبيتها تنشط الآن خارج الوطن، والبداية بلاعبي نادي نيم كريم عريبي وزين الدين فرحات، مرورا بلاعب ملقا الإسباني بن خماسة، وصولا إلى عبد اللاوي في سويسرا ومزيان في الترجي التونسي، لقد قمنا بعمل جبار رغم كافة المعوقات، ولكن البحث عن النتائج مع الفئات السنية في غياب مراكز تكوين وقلة احترافية الأندية  ضرب من الخيال.
إذن غياب مدارس التكوين وراء غياب شبان الخضر عن منصات التتويج؟
بطبيعة الحال، غياب مراكز التكوين أثر على نتائج المنتخبات السنية، ولكن الإشكال يكمن في طرح هذه الأسئلة والانشغالات بعد التعرض للخيبات فقط، وبحكم عملي مع الشبان في انجلترا يتوجب علينا تغيير الذهنيات، والاهتمام بالجيل الجديد، لأن الفيدرالية وحتى مسؤولي الرياضة يولون الأهمية القصوى للمنتخب الأول فقط.                         حاوره: مروان. ب

* مدرب بأكاديمية راسينغ باريس حمزة كحلوش للنصر
كل الاهتمام مُوجه للفرق الأولى وبعث أكاديمية في كل نادٍ ضروري
أبدى المحلل الرياضي والمدرب بأكاديمية راسينغ باريس عدم رضاه بالقائمة التي اختارها المدرب صابر بن سماعين للمشاركة في دورة شمال إفريقيا، مؤكدا بأن الاختيارات السيئة ساهمت بقسط كبير في الخيبة التي تعرض لها منتخب أقل من 20 سنة، وفي هذا الخصوص قال للنصر:» بالنسبة للاختيار لم يكن موفقا كالعادة، وأكيد أن هناك فرقا أبدت رغبة في الاهتمام بالشبان والتكوين القاعدي في شاكلة وفاق سطيف والساورة، بدليل أنهما أشركوا العديد من الشبان مع الفرق الأولى في البطولة، وأفرزوا لنا لاعبين أصبحوا نجوما، في شاكلة الموهبة إسحاق بوالصوف المنتقل حديثا إلى أوروبا، وكان من المفروض أن يوجه لهم دعوة لشيئين مهمين، أولهما الموهبة والجودة الفنية التي أبان عليها لاعبو تلك الفرق، وثانيا هو استغلال النسق الجيد والخبرة التي اكتسبوها من خلال مشاركتهم مع فرقهم الأولى في البطولة، وهذه النقطة جد مهمة، وهي فلسفة نعتمد عليها نحن في الأكاديميات الفرنسية بإشراك الشبان من حين لآخر مع الفئة التي أكبر منه، لكي يكتسب نسقا أكبر من نسق فئته وأيضا لتكون له خبرة مُسبقة، أما أن تعتمد على لاعبي فرق أغلبهم لم يشاركوا مع الفرق الأولى، فالنتيجة كانت واضحة من خلال ما قدمه المنتخب في الثلاث مباريات السابقة».
وعن اتهام خلية التكوين بعدم القيام بدورها على أكمل وجه، فقد قال ابن مدينة سكيكدة:» خلية التكوين تم تنصيبها منذ فترة قصيرة، ضف لها الأزمة الصحية العالمية جراء فيروس كورونا الذي أوقف النشاط الرياضي في فترة سابقة من هدا الموسم أثرت كثيرا على أداء اللاعبين، فنحن نتكلم عن أربعة أشهر توقف جراء الحجر الصحي الأول بفرنسا ثم كانت العودة متأخرة، ومدة التحضير البدني كانت صعبة، والمعطيات تفرض عليك، فمثلا لا يمكنك تجاوز نسبة العمل البدني لأكثـر من70%، لأن الدراسات أثبتت أن القوى القصوى للعمل البدني لابد ألا تتجاوز سبعين في المائة أو سيتعرض الجسم إلى ضعف المناعة، وبالتالي ترتفع نسبة إصابته بالفيروس اللعين، وأعطيتكم هذا المثال لأبرز مدى الصعوبات التي يتلقاها المدربون خلال فترة التحضير البدني والكورونا، لذلك كان على الاتحادية التحول نحو الدوريات الأخرى التي لم تتأثر بكورونا كثيرا، أو على الأقل أنها أكملت الدوري، عكس فرنسا التي توقف فيها النشاط الرياضي بشكل تام». هذا، وتساءل محدثنا عن المعايير المعتمدة من قبل الطاقم الفني لتقييم المغتربين في يومين أو ثلاث، وهنا قال:»هناك شيء غير مفهوم ولم نجد له تبرير !! وهو كيفية تقييم اللاعبين المغتربين المستقدمين من خلال تربص واحد!!!! كان حريا عليهم أن يمددوا من فترة التحضير وتجريب اللاعبين، كما أن المتابعة تكون من بداية الموسم، وكان على خلية لجنة متابعة المغتربين أن تضع تقريرا لكل الموسم ومن خلالها يتم اتخاذ القرارات المناسبة في حق من يستحقون التواجد مع المنتخب».  وعن التكوين في الجزائر، فقد أردف محلل قناة فرانس 24، قائلا:» الحديث عن التكوين في الجزائر ضعيف جدا إن لم نقل غير موجود، فكل الاهتمام موجه إلى الفرق الأولى التي هي أيضا مستواها ضعيف جدا وبعيدة كل البعد عن متطلبات الكرة الحديثة، التكوين في الجزائر لابد له من مشروع حقيقي وبالاعتماد على أهل الاختصاص، القادرون على وضع إستراتيجية وخطة عمل تراعي كل الجوانب المهمة التي تخص العملية التكوينية، أولها تعميم أكاديمية في كل نادي، ثم أكاديمية تابعة للاتحادية تقيم عمل أكاديميات الفرق ويكون هناك تنسيق فيما بينهم، وهكذا نخلق متابعة مستمرة للمواهب الصاعدة في كل أقطار الوطن، وفي تجربة فرنسا الناجحة عبرة، فمشروعها بدأ سنة 1970 ببعث أكاديمية في كل نادي ثم بعد 19 سنة قامت ببناء أكاديمية «كلير فونتان» الشهيرة لتكون تحصيل حاصل لما قدمته الأكاديميات الفرنسية خلال تسعة عشرة سنة، وكانت قد قامت بتوقيع اتفاقية مع الدوري الانجليزي لتسهيل عملية تنقل المواهب الفرنسية إلى الفرق الإنجليزية و النتيجة الآن أنهم أبطال العالم وأكبر بلد مصدر للمواهب في العالم».               مروان. ب

* الدولي السابق لخضر بلومي للنصر
الصدمة كبيرة ولا يمكن تشكيل منتخب في ظرف شهرين
اعترف اللاعب الدولي السابق لخضر بلومي، بأن التشكيلة الوطنية لفئة أقل من 20 سنة لم تظهر ميدانيا ما يسمح لها بالتنافس على إحدى تأشيرتي التأهل إلى «الكان»، وأكد بأن الإقصاء من المرحلة التصفوية يبقى منطقيا، لكن «النكسة» كانت كبيرة بعد الانهزام أمام ليبيا.
بلومي، وفي حوار مع النصر أمس، أرجع سبب الفشل الكبير للنخبة الوطنية في هذه الدورة إلى غياب روح المجموعة، وعدم توفر معالم المنتخب القادر على رفع التحدي، وعلق ذلك على مشجب انعدام التحضيرات، والاكتفاء بتربصات «مناسبتية»، ولو أنه أبدى تخوفه الكبير من إلقاء هذه «الانتكاسة» بظلالها على معنويات الشبان، رغم أن جوهر الإشكال ـ حسبه ـ « يكمن في غياب العمل القاعدي على مستوى النوادي، مما حال دون تكوين منتخبات شبانية قادرة على تحقيق طموحات الجزائريين.
في البداية، ما تعليقك على إخفاق المنتخب الوطني لفئة أقل من 20 سنة في دورة شمال إفريقيا؟
أبسط ما يمكن قوله في هذا الصدد أن المشاركة الجزائرية كانت كارثية، لأننا كنا قد رفعنا عارضة الطموحات عاليا، مما جعل الصدمة تكون كبيرة، على اعتبار أن الطاقم الفني ومسؤولي الفاف، كانوا قد أبدوا الكثير من التفاؤل بالقدرة على الخروج من هذه الدورة بإحدى تأشيرتي التأهل إلى العرس القاري، وشخصيا بعد المباراة الأولى ضد تونس آمنت بحظوظ المنتخب في التأهل، لأن المجموعة أدت مقابلة في المستوى، وكانت قادرة على تحقيق الفوز، غير أن مواجهة المنتخب المغربي كانت المحك الحقيقي الذي ظهرت فيه التشكيلة الوطنية بمستواها الفعلي، لأن التباري مع منافس جاهز من جميع الجوانب كشف النقائص الكبيرة للمنتخب الجزائري، والحقيقة تقال أننا لا نتوفر على مجموعة، بل كانت الفرديات السلاح الوحيد الذي يعتمد عليه كل لاعب، في غياب التنسيق والانسجام، والجانب الفردي لا يكفي لصنع الفارق في مثل هذه المواعيد.
برأيك، ما هو السبب الذي حال دون خلق التنسيق والانسجام داخل المجموعة؟
الحديث عن هذا الجانب لا يمكن أن ينحصر في تقييم المستوى الذي ظهر به المنتخب في هذه الدورة، بل يجب أن ينطلق من التحضيرات التي كانت المجموعة قد أجرتها تحسبا لهذا الموعد، والمنتخب الوطني على غرار باقي المنتخبات تأثر برنامج استعداداته بجائحة كورونا، لكن الإشكال المطروح يمكن في عدم توفر اللبنة الأساسية، وعليه فقد كان من المستحيل تشكيل مجموعة جديدة في ظرف شهرين، وإقامة تربصات بصورة منتظمة عند اقتراب موعد دورة «لوناف» لا يكفي لتشكيل منتخب منسجم ومتكامل، وهذه الحسابات هي التي أخلطت معطيات مسؤولي الفاف، خاصة وأن الطاقم افني عمد إلى تدعيم التعداد ببعض العناصر المحترفة في فرنسا، في محاولة لإعطاء التشكيلة دفعا إضافيا، ولو أن جوهر القضية يتمثل في عدم القدرة على الاستثمار في الفرديات العالية للشبان الجزائريين من أجل بناء منتخب في ظرف شهرين، وحتى برنامج التحضيرات لم يكن يتماشى وخصوصية هذه المنافسة، لأن الراحة التي ركن لها جميع اللاعبين منذ منتصف مارس الماضي تجعل من الانسجام المسبق الخيار الحتمي لتغطية نقص التحضير، وهذا السلاح كان الورقة الرابحة التي اعتمد عليها منتخبا المغرب وليبيا، بينما كانت التشكيلة الجزائرية تائهة فوق الميدان، ولم تظهر أي مؤشر يدل على وجود عمل جماعي بين مختلف الخطوط.
لكن هذه النكسة، لم تقطع الطريق أمام إبنك بشير للبروز كواحد من الشبان الذي يعد بمستقبل زاهر ؟
إبني بشير متعود على التألق في مولودية وهران، والغريب في الأمر أن كل العناصر التي شاركت في هذه الدورة لم تكن تدرج مع الأكابر في نواديها، بغية تمكينها من كسب المزيد من الخبرة والتجربة، على العكس مما كنا نعيشه في السابق، حيث أن الإرتقاء إلى الأكابر يكون بصورة أوتوماتيكية لكل عنصر دولي، وقد تحدثت مع بشير في العديد من المرات خلال هذه الدورة، وحاولت الرفع من معنوياته، سيما بعد التشجيعات الكثيرة التي تلقاها بعد تسجيله الهدف ضد تونس، وهذا التألق الفردي لا يكفي لبناء منتخب، وعليه فمن الضروري تشريح المشاركة في هذه الدورة، والوقوف على الأسباب التي تحول دون نجاح منتخبات الشبان في الجزائر على التأهل إلى النهائيات القارية، لأن العمل القاعدي يجب أن يكون على مستوى النوادي، ومسيرو الفرق يحصرون انشغالاتهم في الأكابر، والتفاوض حول رواتب من يصنفونهم في خانة النجوم، بينما يبقى الشبان خارج دائرة الاهتمام، وتذكرهم يكون في المناسبات فقط، وانعكاسات ذلك كانت وخيمة على المنتخبات.            
  حـــاوره: ص / فرطــاس

 

 

الرجوع إلى الأعلى