ألقت جائحة كورونا، وما ترتب عنها من تأثيرات على النشاط الرياضي، كخوض اللقاءات دون جمهور، بظلالها على النتائج الفنية لمواعيد  الرابطة المحترفة، حيث تغيّرت الأرقام والإحصائيات بشكل كبير مقارنة بالمواسم الماضية، خاصة بالنسبة للفرق المستضيفة، التي لم تعد تستفيد من عامل كلاسيكي مهم وهو الجمهور، والدليل الانتصارات التي عادت بها الفرق بعيدا عن أسوار ميدانها، مما جعل المختصين والمتتبعين يتطرقون لـ"الظاهرة" المميزة لبداية الموسم، ومحاولة تشريح الوضع ومعرفة الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة فوز الفرق الزائرة، ومدى ارتباط ذلك بغياب ضغط الجماهير، التي كان الجميع يعترف بأهميتها في صنع الفارق.
وبعد مرور ثمان جولات من عمر الرابطة المحترفة الأولى، ارتأت النصر، تسليط الضوء على النتائج المحققة، ومدى ارتباطها بالظروف الاستثنائية، أين وقفنا على أن الانتصارات أصبحت مُستعصية على الفرق المحلية، على عكس المواسم الماضية، والأرقام وحدها تتحدث عن نجاح «الضيوف» في العودة بالغنيمة من السفريات، إلى درجة أن النوادي التي كانت تصنف على أنها سيدة ميدانها وفقط،  فاجأت فرق النخبة المتعودة على لعب الأدوار الأولى، على غرار أولمبي المدية صاحب الانتصارات الثلاث خارج الديار، من أصل ثمان مباريات لعبها أشبال حجار.
37.5 % نسبة انتصارات الفرق المستضيفة
تُلعب مباريات الرابطة المحترفة هذا الموسم في غياب الجمهور كإجراء وقائي للحد من انتشار فيروس كورونا، الذي تسبب في توقف البطولة لقرابة تسعة أشهر كاملة، قبل أن يقرر المسؤولون استئناف النشاط، ولكن بإلزام «الويكلو»، الذي يبدو أنه قد أثر على النتائج المسجلة لحد الآن، بدليل أن نسبة فوز الفرق المستضيفة انخفض بشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، أين كانت النوادي تستفيد من العوامل الكلاسيكية المتمثلة في أرضية الميدان والجمهور لصنع الفارق، لتتغير المعطيات في غياب المشجعين، الذين كانوا عاملا محفزا لفرقهم داخل الديار.
واكتفت الفرق المستقبلة هذا الموسم، بانتصارات لم تشكل سوى 37.5 بالمائة في إجمالي المباريات، خلال الجولات الثمان الأولى، والبداية بجولة الافتتاح التي شهدت انتصارين فقط للفرق المحلية، أي بنسبة قدرها  20 بالمائة، ويتعلق الأمر بمواجهتي مقرة والشلف (2/1) وبسكرة أمام شبيبة سكيكدة (1/0)، فيما تم تسجيل فوز وحيد، خلال الجولة الثالثة في المباراة التي جمعت شبيبة سكيكدة بأهلي البرج، والتي انتهت بواقع هدف لصفر، أما الجولتين الخامسة والثامنة فلم تتعد النسبة المسجلة 30 بالمائة، مما يعني بأن انتصارات الفرق المحلية كانت في حدود ثلاث لقاءات فقط من أصل 10، وهو ما لم نتعود عليه في بطولتنا المحلية التي كانت نتائجها تصب دوما في صالح المستضيفين، في ظل الضغوطات الممارسة والدعم الجماهيري الكبير، الذي يعد من أبرز نقاط قوة الفرق الشعبية، على غرار شباب قسنطينة ومولودية الجزائر ووفاق سطيف وشبيبة القبائل، الأخيرة التي سقطت في مناسبتين بملعب أول نوفمبر، وكان ذلك أمام شباب بلوزداد واتحاد العاصمة بنتيجتي (0/3) و(1/2) على التوالي.
ربع المواجهات للفرق الزائرة
وجدت الفرق الزائرة في زمن الجائحة نفسها تلعب بكل أريحية، في غياب الضغط الجماهيري المفروض من مناصري الفرق المحلية، إلى درجة أن هناك من كان يلجأ لأمور غير رياضية بميدانه، لأجل الظفر بالنقاط الثلاث، ليأتي «الفيروس اللعين»، ويزيل كل هذه السلبيات التي كانت تطبع مبارياتنا، لتصب ربع المواجهات في صالح الفرق الزائرة التي حققت نتائج تحسب لها، على غرار أولمبي المدية، المتألق بانتصاراته الثلاث من أصل أربع سفريات، حيث نجح في الإطاحة بكل من مقرة ولاصام واتحاد العاصمة، رغم محدودية تعداد المدرب الشريف حجار، المشكل من شبان لا يمتلكون الخبرة الكافية في قسم النخبة، غير أنهم استفادوا من خوض اللقاءات دون جمهور، ما مكنهم من إظهار كل ما يمتلكون على عكس اللقاءات، التي كانوا يلعبونها في حضور جماهير الفرق المنافسة التي تؤثر بالسلب على التركيز.
هذا، وتم تحقيق نسبة فوز مرتفعة خارج الديار في الجولات الثمان الأولى بلغت 25 بالمائة، إذ سجلنا ثلاث انتصارات في الجولة الأولى لصالح كل من الساورة والوفاق ومولودية الجزائر أمام كل من المدية واتحاد العاصمة واتحاد بلعباس، ونفس الشيء حدث خلال الجولة الرابعة التي عرفت تألق شبيبة القبائل وسريع غليزان واتحاد العاصمة خلال سفرياتهم إلى كل من الشلف والبرج والمدية على التوالي، فيما شهدت الجولتين الخامسة والثامنة، تألق لافت للزوار الذين عادوا بأربع انتصارات كاملة، وهي أكبر حصيلة مسجلة للفرق التي تلعب خارج أرضية ميدانها، خاصة إذا ما تمت مقارنة ذلك بالمواسم الفارطة، أين كان إخفاق الزوار يعتبر أمرا عاديا، إذا ما استثنينا الكبار، في شاكلة سوسطارة وبلوزداد والوفاق، ولئن كانوا يكتفون أكثر بالتعادلات، فيما ينجحون في الابتعاد في ريادة الترتيب بفضل انتصاراتهم بميدانهم، خاصة وأنهم غير متعودين على تضييع الكثير من النقاط.
ويعتبر في مستهل هذا الموسم، وفاق سطيف أكثر الفرق حصدا للانتصارات خارج الديار، بأربع مباريات حققتها في 4 سفريات أي بالعلامة الكاملة، ما منح أشبال نبيل الكوكي 12 نقطة، يضاف إليها السبع نقاط المحققة بملعب الثامن ماي، الذي شهد تضييع 5 نقاط كاملة جراء التعادل أمام سريع غليزان، والانهزام في آخر جولة أمام مولودية الجزائر.
اقتسام الزاد علامة مميزة !
ولئن اعتبرنا النتائج المسجلة مع بداية هذا الموسم استثنائية، فهناك من الإحصائيات ما يؤكد كلامنا، فإلى جانب النسبة المرتفعة للانتصارات المسجلة خارج الديار، هناك رقم آخر يوضح مدى نجاعة الفرق خارج أرضية ميدانها، في غياب الضغط الجماهيري، وهنا نتحدث عن معدل التعادلات الذي قارب 50 بالمائة (47.5 %)، فخلال الجولة الأولى سجلنا 5 تعادلات كاملة، بالموازاة مع 3 انتصارات للفرق الزائرة، أي بمعدل نجاح في حدود 80 بالمائة، أما الجولة الثانية، فقد كان اقتسام الزائد العلامة الأبرز لها، من خلال التعادلات الـ 6 المسجلة، فيما كانت النسبة الأكبر، خلال الجولة الثالثة بـ 7 تعادلات كاملة، جعلتنا نتأكد من تأثيرات غياب الجمهور، بسبب جائحة كورونا التي غيّرت الكثير من المعطيات في الجزائر، وحتى في مختلف البطولات الأخرى، والدليل الرسومات البيانية المقدمة من صحيفة فرانس فوتبول مؤخرا، والتي تخص ذات الموضوع، أين كشفت الدراسة مدى تأثر فرق «الليغ 1» باللعب في غياب الجمهور، إذ لم ينعكس ذلك بالسلب على الجانب الاقتصادي فحسب، بل امتد إلى النتائج المسجلة، ما جعلنا نشهد عودة المنافسة على اللقب، الذي كان من نصيب باريس سان جيرمان فقط.
معدل التألق خارج الديار لافت !
ومن خلال إجراء عملية حسابية بسيطة، نجد أن نسبة تألق الزوار، خلال الجولات الثمان الأولى مرتفعة للغاية، إذ راوحت 62.5 %، باحتساب نسبة الانتصارات خارج الديار (25 % ) ونسبة التعادلات (47.5 %)، مما يؤكد بأن نتائج المباريات، أصبحت تحكمها المجهودات المقدمة فوق أرضية الميدان، على غرار ما يحدث مع وفاق سطيف، الذي ورغم تركيبته الشابة، إلا أنه يتصدر جدول الترتيب العام، وكل هذا بفضل الأريحية، التي وجدها لاعبون في شاكلة عمورة ودغموم وبقرار ممن لا تتعدى أعمارهم 20 سنة فقط.
ارتفاع معدل التألق خارج الديار هذا الموسم لافت، مقارنة بما كان عليه الحال الموسم الفارط، أين عجزت الفرق في العودة بأي انتصار، خلال ثلاث جولات كاملة من أصل الثمان جولات الأولى، وسجلنا غياب الفوز في الجولة الأولى والرابعة والسادسة، وهو ما لم يتحقق هذا الموسم سوى في مناسبة واحدة، وكان ذلك في الجولة الثانية، ولكن مع تسجيل 6 تعادلات كاملة صبت في صالح الزوار.
الجولة الثانية الاستثناء، ولكن...
وتبدو المعطيات المقدمة في صالح الفرق الزائرة، التي استفادت من غياب الضغط الجماهيري، وحتى إنصاف الحكام، الذين باتوا يديرون المباريات بأريحية، على عكس المواسم الماضية، في ظل غياب صافرات الاستهجان التي كانت تفقدهم التركيز، ولئن كانت النتائج في معظمها تصب في خانة الدراسة التي قُمنا بها، باستثناء الجولة الثانية التي لم نسجل فيها أي انتصار خارج الديار، غير أن هذا لم يحُل دون اعتبار النتائج مخيبة بالنسبة للفرق المستضيفة، التي ورغم تحقيقها لأربع انتصارات كاملة، إلا أن ست فرق كاملة اضطرت لاقتسام الزاد مع منافسيها، ما يؤكد الصعوبات التي باتت تصادف الفرق المحلية في فترة كورونا.
سمير. ك

مدرب أولمبي المدية الشريف حجار للنصر
شغـــور المدرجــــــات منحنــــا الراحـــــة في السفريــــات
* للحكــام نصيـــــب في تألــق الـــــزوار !
* أولمبي المدية من الفرق المتألقة خارج الديار هذا الموسم، ألا ترى بأن الفضل في هذا، يعود لجوانب فنية طبعا لكن خوض المباريات دون جمهور كان عاملا مساعدا ؟
«الويكلو» من بين العوامل الكثيرة، التي أسهمت في حصدنا ثلاث انتصارات كاملة خارج الديار هذا الموسم، حيث مكّن لاعبينا من الابتعاد عن الضغوطات، التي كانت تمارسها الفرق المحلية بميدانها، كما أن اللعب في غياب الأنصار أراح الحكام، وجعلهم ينصفون الجميع، ولئن كنت أرى بأن الفارق صنعته المجموعة.
* لأرقام أكدت بأن نسبة تألق الفرق الزائرة خلال الجولات الأولى ارتفعت بشكل ملحوظ، مقارنة بالمواسم الماضية، هل تعزي ذلك لسبب معين أم أنها مجرد صدفة ؟
لا أرى ما تحدثتم عنه بمثابة صدفة، ولكن هناك عوامل ساعدت الفرق الزائرة في التوّهج والتألق خارج الديار هذا الموسم، على غرار اللعب بأريحية، خاصة بالنسبة للنوادي التي تضم في صفوفها عدد معتبر من الشبان، والبداية بوفاق سطيف صاحب المرتبة الأولى في عدد الانتصارات خارج الديار ( 4 فوز من أصل أربع سفريات)، تليها المدية التي فاجأت الجميع بالبصم على ثلاث انتصارات كاملة، تحققت على حساب كل من سوسطارة ولاصام ومقرة، ولو أن الفضل أيضا يعود للمجموعة التي تستمع للنصائح، وتولي أهمية كبيرة لما يقدم لها من توجيهات، وهنا أؤكد لكم بأنني أفضل لاعبا متوسط المستوى ومنضبطا، على لاعب متميز ولا يبالي بالتعليمات.
* ألا ترى بأن المعطيات تصب في خانة الفرق المغمورة هذا الموسم ؟
نتائجنا جيدة لحد الآن، ولكننا لن نغتر وسنواصل اللعب مباراة بمباراة، ولو أننا نخشى من الضائقة المالية، التي قد تعصف بكل ما حققناه لحد الآن، أنا آمل أن تجد الإدارة حلا لمشكل المستحقات العالقة، من أجل دفع اللاعبين على مواصلة التركيز على الميدان، سيما وأن النتائج تصب في صالحهم لحد الآن.
*بماذا تريد أن تختم الحوار؟
المتتبع لمباريات الرابطة الأولى هذا الموسم، يقف على حقيقة إشراك الشبان، ونجاح هؤلاء في تقديم مستويات مقبولة لحد الآن، في انتظار أن يواصلوا بذات العروض، أنا أرى بأن الوقت قد حان لتشجيع «الصغار»، كونهم مستقبل النوادي، كما أتمنى بعث مدارس التكوين من أجل الاستفادة من جيل جديد من اللاعبين.
حاوره: سمير. ك

لاعب مولودية الجزائر عبد النور بلخير يصرح
الميدان أصبح الفيصل الوحيد
اعترف مهاجم مولودية الجزائر عبد النور بلخير، ببعض مزايا خوض اللقاءات دون جمهور، مؤكدا بأن واقع الميدان وحده من بات يصنع الفارق في عهد «كورونا»، على عكس المواسم الماضية، أين كانت النتائج تحكمها بعض المعطيات الجانبية، على غرار ضغط الأنصار، وفي هذا الخصوص قال للنصر: "فريق مولودية الجزائر يبصم على نتائج جيدة هذا الموسم، مكنتنا من احتلال وصافة الترتيب العام، والفضل في هذا يعود لعدم اكتفائنا بالفوز بميداننا، بل نجحنا في تحقيق الانتصارات، خلال ثلاث سفريات كاملة آخرها إلى سطيف، لقد بتنا نلعب دون ضغوطات في غياب جماهير الفرق المنافسة، وإن كنا نفتقد الشناوة بملعبنا 5 جويلية، ولكن واقع الميدان بات وحده من يصنع الفارق، في ظل المعطيات الحالية، فالجميع بات يلعب بأريحية، وهذا الأمر صب في صالح الشبان، الذين يبصمون على عروض جيدة في بطولة هذا الموسم كشبان الوفاق".
سمير. ك

الرجوع إلى الأعلى