شهدت الجولة التاسعة لبطولة الرابطة الأولى وضع الحكام لبصمة خاصة في المنافسة، وذلك من خلال إعلانهم عن 9 ضربات جزاء، وهو رقم يبقى قياسيا بالنسبة لفعاليات الموسم الجاري، ولو أن الملفت للإنتباه أن الركلات المحتسبة في هذه المحطة احتفظت بميزة خاصة، وذلك بالإعلان عن ضربتي جزاء في مباراة واحدة، في «سيناريو» تكرر 4 مرات في هذه الجولة، الأمر الذي فجر موجة الغضب على الحكام، خاصة من طرف مسيري جمعية عين مليلة، جمعية الشلف، وبدرجة أقل شبيبة سكيكدة، لكن سلاح الحكام يبقى دوما التحجج وراء «السلطة التقديرية»، التي منحها المشرع لفرسان الميادين، بخصوص الأخطاء التي ترتكب داخل منطقة العمليات.
ملف من إعداد : صالح فرطاس
الحصيلة القياسية لعدد ضربات الجزاء المعلن عنها في الجولة التاسعة، رفع العدد الإجمالي إلى 42 ركلة منذ بداية الموسم الحالي، في 87 مقابلة جرت إلى حد الآن، ليبقى فريق شبيبة الساورة الأكثر استفادة من ضربات الجزاء، حيث تحصل على 5 ركلات، ثلاثة منها كانت داخل الديار، بينما أعلن الحكام عن 4 ركلات لصالح نادي بارادو، كانت غالبيتها مثيرة للجدل، انطلاقا من الديربي أمام مولودية الجزائر، مرورا بلقاء الجولة الخامسة، و»سيناريو» قلب الطاولة على الضيف أهلي البرج، وصولا إلى المقابلة الأخيرة، والتي عرفت إعلان الحكم سعيدي عن ضربتي جزاء لصالح «الباك» أمام شبيبة سكيكدة.
ويصنع فريق جمعية الشلف «الاستثناء» في هذه الوضعية، كونه استفاد من 4 ضربات جزاء منذ بداية المنافسة، لكن «الخصوصية» أنها كانت في لقاءين خارج الديار، إذ أن «الشلفاوة» كانوا قد استهلوا الموسم بالحصول على ركلتي جزاء بمقرة، احتسبهما الحكم بن يحي، ثم تكررت نفس الحادثة في الجولة الخامسة بسكيكدة، لما احتسب الحكم بوزرار ضربتي جزاء لصالح جمعية الشلف.
النصرية أكبر ضحية وملعب مقرة فأل على المنافسين
يبقى نصر حسين داي الفريق الأكثر عرضة لعقوبة ركلات الجزاء في الجولات الماضية، بعدما احتسب الحكام 6 ضربات ضده، إثنتان منها كانت في «الديربي» أمام شباب بلوزداد، والحصيلة ذاتها شهدتها سفرية «النهد» إلى بشار، بينما كانت «النصرية» الضحية الأولى لركلات الجزاء هذا الموسم، وذلك في جولة رفع الستار أمام مولودية وهران.
واحتسب الحكام 5 ضربات جزاء ضد نجم مقرة، 4 منها كانت في مباريات النجم بملعبه، بينما إرتفع عدد الركلات المحتسبة ضد جمعية عين مليلة إلى أربعة، بعد الضربتين المعلنتين في اللقاء الأخير ضد مولودية الجزائر، لأن «لاصام» كانت قد تعرضت لذات العقوبة «التقنية» في مباراة «النهد» بالجزائر العاصمة، وكذا في لقائها داخل الديار أمام أهلي البرج، في الوقت التي أعلن فيه الحكام عن نفس العدد من ضربات الجزاء ضد شبيبة سكيكدة، لكن ذلك كان بالتساوي بين مقابلتين، وحدة داخل القواعد أمام جمعية الشلف، والأخرى خارج الديار ضد بارادو.
بالموازاة مع ذلك تبقى ثلاثة أندية لم تستفد من أي ضربة جزاء إلى حد الآن، ويتعلق الأمر بكل من شبيبة سكيكدة، إتحاد الجزائر وإتحاد بلعباس، وهو نفس عدد النوادي التي لم تتعرض بعد لهذه العقوبة، لأن فرق شباب قسنطينة، إتحاد بسكرة وشباب بلوزداد، لم تحتسب ضدها أي ركلة في الجولات التسع الأولى من الموسم الجاري.
الساورة أكثر استفادة و»ضربات» الشلف كلها خارج الديار
يبقى الملفت للانتباه أن التدابير الاستثنائية التي تم اعتمادها هذا الموسم، والقاضية بلعب المباريات في غياب الجمهور، تطبيقا لإجراءات «البروتوكول» الصحي، انعكست بصورة مباشرة على قرارات الحكام في احتساب ضربات الجزاء، بدليل أن عدد الركلات المحتسبة للفرق الزائرة بلغ 22، وهو ما يفوق عدد الضربات التي أعلنها الحكام لصالح النوادي المستضيفة، ليبقى أبرز دليل على ذلك استفادة جمعية الشلف من 4 ضربات جزاء، كلها كانت خارج ملعبه، وذلك بحصوله على ركلتين في كل مباراة، الأمر الذي تكرر في سفريته إلى مقرة وسكيكدة، كما تحصل وداد تلمسان على ضربتين في لقائه الأخير ببلعباس، لتبقى مقابلة شبيبة الساورة ونصر حسين داي، قد شهدت تسجيل الرقم القياسي إلى حد الآن، لأن الحكم آيت عامر كان قد أعلن خلالها عن 3 ضربات جزاء.
ويبقى إبن قسنطينة يوسف قموح الحكم الذي احتسب أكبر عدد من ركلات الجزاء في الجولات التسعة الأولى من البطولة، إذ أعلن عن 5 ضربات منذ بداية الموسم، بينما رفع الدولي السابق السعيد عوينة من حصيلته الشخصية إلى 4 ركلات، بعد «السيناريو» الذي شهدته مباراته الأخيرة بين مولودية الجزائر وجمعية عين مليلة، في الوقت الذي يبقى فيه بوكواسة إلياس، الحكم الذي أعلن عن أكبر عدد من ركلات الجزاء لصالح الفرق الزائرة، سيما وأنه كان قد أعلن عن ضربتين في الجولة المنصرمة لصالح وداد تلمسان ببلعباس.
الحكم بوترعة غرد خارج السرب
وفي سياق متصل، فإن الحكم بوترعة الذي أدار أكبر عدد من المباريات إلى حد الآن، بتسجيل حضوره في 7 لقاءات لم يعلن عن أي ضربة جزاء، في الوقت الذي كان فيه إبن ميلة عادل فصيح، قد احتسب ركلتي جزاء في المباراة الوحيدة التي أدارها، والتي كانت قد جمعت أولمبي المدية بوداد تلمسان، كما لم يعلن بعض الحكام عن أي ضربة جزاء، في صورة  الثلاثي الدولي غربال، عبيد شارف وبوخالفة، إضافة إلى صخراوي وبوسليماني.   
92.85  نسبة النجاح في التنفيذ
ما من جولة تمر إلا وتشهد إعلان الحكام عن ضربات جزاء، لكن المميز أن بداية الموسم كانت استثنائية، على اعتبار أن جولة التدشين، كانت قد عرفت حصول الفرق الزائرة على 3 ركلات، بينما خرجت النوادي المستضيفة من تلك المحطة دون الاستفادة من أي ضربة جزاء، وهو رقم يبقى قياسيا بالنسبة للضيوف هذا الموسم، وتمت معادلته في الجولات الخامسة، السابعة والتاسعة، في حين كانت أكبر حصة من ضربات الجزاء تم احتسابها للمحليين في الجولة التاسعة، بست ركلات.
ويبقى النجاح في التنفيذ الميزة الأساسية لضربات الجزاء في الربع الأول من الموسم الجاري، لأنه ومن أصل 42 ركلة تم إحتسابها من طرف الحكام، نفذت 39 منها بنجاح، مقابل الفشل في التهديف من علامة الجزاء في 3 مناسبات فقط، كانت الأولى في الجولة الثالثة وأهدرها مهاجم مولودية وهران حميدي بالمدية، كما ضيع لاعب أهلي البرج قتال ضربة جزاء لفريقه بعين مليلة في الجولة السادسة، بينما لم يفلح مهاجم أولمبي المدية خلف الله، في تسجيل ضربة الجزاء التي نفذها في مباراة فريقه أمام الضيف وداد تلمسان في الجولة السابعة، ليبقى مهاجم شبيبة الساورة بلال مسعودي، الأكثر نجاحا في التنفيذ، بتسجيله 3 ركلات جزاء. 

رئيس اللجنة المركزية للتحكيم محمد غوتي
تقنية «الفار» وحدها الكفيلة بتدارك الأخطاء

أكد رئيس اللجنة المركزية للتحكيم محمد غوتي، بأن إعلان الحكام عن ضربات الجزاء، يكون وفق الوضعيات التي يتم تسجيلها في كل لقطة، مع مراعاة العديد من العوامل، التي يبقى لزاما على أي حكم أخذها في الحسبان عند اتخاذه القرار.
وأوضح غوتي في دردشة مع النصر، بأن الحكم يبقى مجبرا على اتخاذ قراره مباشرة بعد أي لقطة، لأنه ـ كما قال ـ «لا يتوفر على أي فرصة للتدارك، خاصة وأننا في الجزائر لم نستعمل بعد تقنية «الفار»، التي من شأنها أن تسمح للحكام بتدارك القرارات المتخذة داخل منطقة العمليات، لأن هذه التقنية تمكن الحكم من اتخاذ قرار صحيح بعد اللجوء إلى الفيديو، لكن الوضع المعاش في البطولة الوطنية يبقى مختلفا، ويحتم على الحكام بذل مجهودات بدنية، أكبر للتواجد على مقربة من جميع اللقطات».
وفي رده عن سؤال حول الطريقة التي تتعامل بها اللجنة، مع القرارات التي يتخذها الحكام في الإعلان عن ضربات الجزاء، قال غوتي: « غالبا ما تكون القرارات المقترنة، باللقطات داخل منطقة العمليات الأكثر إثارة للجدل، سواء بالمطالبة بضربة جزاء، أو التشكيك في شرعيتها، واللجنة تعيّن مراقبين للحكام في جميع اللقاءات، كما أن بث لقطات لكل مباريات الرابطة المحترفة الأولى، يساعدنا على التأكد من مدى صحة القرارات الصادرة من طرف الحكام، خاصة في الوضعيات الحرجة، وهناك لجنة فرعية مكلفة بهذا الدور، وذلك بالاستعانة بمقاطع الفيديو، وإذا ما كان قرار الحكم خاطئا، فإن اللجنة ترسل له استفسارا كتابيا، تطلب فيه توضيحا منه بشأن الدوافع التي جعلت يتخذ القرار، على أن تكون بعدها العقوبة الإدارية، وفقا لما هو منصوص عليه في القانون الداخلي».                                               ص / فرطاس

رئيس نجم مقرة عز الدين بن ناصر
احتساب 5 ركلات ضدنا غير عادي !

صنّف رئيس نجم مقرة عزالدين بن ناصر، فريقه في خانة أكبر المتضررين من قرارات الحكام في الربع الأول من الموسم الجاري، وأكد بأن احتساب 5 ركلات جزاء ضد النجم، يبقى أكبر دليل على ذلك، لأننا ـ حسب تصريحه ـ « طالما اشتكينا من الظلم التحكيمي، لكن الأمور تجاوزت الخط الأحمر مع فريقنا في الجولات السابقة».
وأشار بن ناصر في اتصال مع النصر، إلى أن تدشين الموسم باحتساب ركلتي جزاء ضد فريقه في المباراة الأولى داخل الديار كان ـ على حد قوله ـ « بمثابة «السيناريو» الذي جعلنا ندرك بأن الأمور لن تكون سهلة مع الحكام هذا الموسم، ولو أن إحدى ضربتي الجزاء المحتسبتين لجمعية الشلف لم تكن صحيحة، لنجد أنفسنا ضحية قرار مماثل في الجولة الثانية بعين مليلة».
وأكد محدثنا بأن لقاء فريقه أمام شبيبة الساورة، كان قد كشف عن لجوء الحكام إلى انتهاج سياسة الكيل بمكيالين عند اتخاذ القرارات في الوضعيات الحرجة، لأننا ـ كما أردف ـ» شهدنا سابقة في تاريخ البطولة الوطنية، بطرد حارسي المرمى، مع احتساب ضربة جزاء ضد فريقنا، وحديثي عن هذه القضية لا يعني بأنني أشكك في نزاهة الحكام، غير أن السلطة التقديرية أبقت باب التأويلات مفتوحا على مصراعيه، دون أن أتولى مهمة الدفاع عن أي فريق آخر في ملف التحكيم»
 ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى