قلبت جائحة كورونا حياة البعض رأسا على عقب بفتكها بأفراد من عائلاتهم، و دفعتهم لإعادة النظر في عديد الأمور التي كانوا يعتبرونها ثوابت و مكتسبات، في حين  ضاعفت رصيد إيمان البعض الآخر، و جعلتهم يتقربون أكثر من الله، و يركزون على عباداتهم و واجباتهم الدينية و الأخلاقية، فيما تعلمت فئة ثالثة قيمة الاستقرار و التضامن و التكافل و توفير المال، و اكتشفت فئة رابعة أن الجائحة مدرسة لتعلم تقنيات التواصل عن بعد، و إثراء المعارف المهنية و الطبية و العلاجية بالنسبة للأطباء، و كذا تقويم الذات و إعادة النظر في المسار المهني و الحياتي، و كذا ممارسة هوايات مفيدة.
و أعرب آخرون عن أسفهم، لأن الجائحة و تبعاتها و إجراءاتها الوقائية، غيرت الكثير من عاداتهم و معاملتهم مع الآخرين، و أخفت تعابير وجوههم و ملامحهم و بسماتهم، و أيضا دموعهم، خلف أقنعة واقية باردة، ما أثر على دفء علاقاتهم بذويهم و محيطهم.. طرحت النصر هذا السؤال على عينة من المواطنين «ماذا علمتكم جائحة كورونا؟»، فرصدنا هذه الأجوبة ..
الدكتور خالد سعيد رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لناحية الشرق
كورونا مدرسة حضرتنا لمواجهة كل الأوبئة  
«علمتنا الجائحة أشياء كثيرة كأطباء، و جعلتنا نتعرض لصدمات كبيرة، كما جعلتنا نتأكد بأنه من الضروري إعادة النظر في التكوين الطبي بكليات الطب و المنظومة الصحية الجزائرية ككل. أول شيء صدمني رغم أنني أنتمي إلى دفعات تخرجت منذ سنوات طويلة من كلية الطب، هو خوف بعض الأطباء من المرض و المريض، بينما ليس من حق الطبيب ، حتى لو كان الذي يلجأ إليه مصابا بالطاعون، أن يتجنبه أو يطلب منه عدم العودة إليه، فمن واجبه أن يعالجه في كل الحالات. صحيح الفيروس مستجد و غير معروف، و مواجهته كانت صعبة، لكنني لاحظت أن الأطباء الذين حظوا بتكوين جيد، حتى و إن كانوا مرضى أو سنهم متقدم، لم يغلقوا عياداتهم، و التزموا بالإجراءات الوقائية، و ظلوا يفحصون و يعالجون المرضى و يقاومون الصعوبات، حتى تقلص عدد المصابين و بدأ الفيروس ينسحب تدريجيا. المؤكد أن الجائحة عرت المنظومة الصحية تماما، و أبرزت نقائصها، فقد جعلتنا نكتشف مثلا، أن مصالح الاستعجالات بالمؤسسات الاستشفائية، التي من المفروض أن تستقبل الحالات الاستعجالية الفجائية، تسير بطريقة غير صحيحة، و بعض من يقصدونها، نظرا لإصابتهم بطارئ صحي معين، يصابون بأمراض أخرى، خاصة كورونا. كما لاحظت كطبيب أن الكثير من المرضى غير واعين بالخطر الذي يهدد المجتمع، و لا يمتثلون لنصائح و توجيهات الأطباء بضرورة الالتزام المستمر بالإجراءات الوقائية، بل هناك من يكذبونهم و يدعون أن الفيروس غير موجود أصلا، فالجائحة كشفت أيضا بأن علاقة الطبيب و المريض غير مبنية على الثقة المطلوبة، و هذه الحقيقة صدمتني كثيرا.
من الناحية الطبية و العلمية، فإن الفيروس المستجد كان في بداية انتشاره غير معروف تماما بكل الدول، ما جعلنا نتعلم كأطباء بعض أسراره من المرضى، عندما نفحصهم ونسألهم عن الأعراض التي يشعرون بها، مثلا فقدان مريض كوفيد 19 ، حاستي الشم و الذوق، من بين الأعراض التي كان يحدثنا عنها المرضى و سجلناها قبل تدوينها بأوروبا، ثم شرعنا في البحث عبر مواقع الإنترنت عن كل ما كتبه المختصون حول هذا العرض.
كما علمتنا الجائحة أن نتعامل بحيطة و حذر مع  بعض التوصيات الأولية للمنظمة العالمية للصحة، فقد أوصت في بداية الجائحة عندما كان كل العالم لا يعرف شيئا عن كوفيد 19، بعدم وصف أدوية الكورتيكويد للمرضى، و تبين لنا في الميدان بأنها وسيلة لإنقاذ حياة بعض المرضى.  كما أوصت في البداية بعدم تشريح جثث موتى كورونا الذين كانوا يرحلون بالآلاف، لكن أطباء إيطاليا قرروا تشريح جثث  400 مصاب، و اكتشفوا أن الفيروس يؤدي إلى جلطات دموية، نظرا لانسداد الشرايين و الأوردة و عدم وصول الأوكسجين إلى الخلايا، و عندما قدموا للمرضى الدواء المضاد لتخثر الدم، نجوا من الهلاك، و هذا درس ميداني آخر تعلمناه كأطباء من مدرسة كورونا.
و أتأسف كثيرا لأن السلطات الجزائرية تركت القطاع الخاص يتخبط، و خصت القطاع العمومي بالدعم و توزيع وسائل الوقاية، في حين دفع القطاعان معا فاتورة الجائحة غالية من صحتهم و أرواحهم، فقد فقدنا 200 طبيب و شبه طبي، و جفت دموعنا من البكاء و من وجع فراق الزملاء و الأصدقاء. و لا بد أن أنوه هنا بالجيش الأبيض الذي قام بواجبه على أحسن ما يرام خلال الجائحة، و ضحى كثيرا لحماية المواطنين، رغم المشاكل و نقص الإمكانيات، فقد حاصر الوباء و سيطر عليه، بدليل التراجع الكبير في الإصابات التي نسجلها يوميا، مقارنة بجيراننا. و بالتالي فإن كل ما تعلمناه من جائحة كورونا، سيجعلنا أكثر استعدادا و مناعة لمواجهة أوبئة أخرى محتملة».
الأخصائية النفسانيةنادية بن مهدي
  دربتنا على التعاطي مع الاضطرابات السلوكية
«الجائحة بمثابة مواجهة وجها لوجه مع الموت، عانى خلالها جميع البشر من خوف كبير على أنفسهم و على من يحبون، فالخوف له أوجه عديدة، خوف من الإصابة، أي التعرض للألم، و خوف من الموت، و الخوف من إيذاء الغير في حال الإصابة بالوباء، الذي لا يزال يطرح علامة استفهام كبيرة في عقول أغلب الناس في ما يخص طرق الإصابة به.
شخصيا قمت بإغلاق عيادتي النفسية في بداية الجائحة، لكنني كنت أتابع مرضاي عند زميلة، و لاحظت أن الجائحة أدت إلى تفاقم حالات الوسواس القهري، متبوعة بنوبات هلع. و يختلف الوسواس باختلاف شخصية الفرد، لكنه يدور حول الإصابة و العدوى و الموت و الألم.
حاولت تطبيق العلاج المعرفي السلوكي على مرضاي، و كان له فائدة كبيرة في التخفيف من معاناتهم و الحمد لله، لكن ذلك غير كاف، لأن الأزمة الصحية تتطلب، حسب رأيي، تكافل الجميع، و ليس أخصائيا نفسانيا بمفرده، من أجل نشر التوعية و التحسيس حول الصحة النفسية و ما يمكن أن يشعر به المواطنون من اضطرابات و مشاكل نفسية و إعطاء تفسيرات منطقية لهم حول حالتهم، و كذا الحلول و العلاجات المناسبة للتكيف مع الوضع الراهن و استرجاع التوازن النفسي .
و أشير هنا إلى أن الأشخاص الذين عانوا من اضطرابات سلوكية خلال الجائحة، مثل الوسواس القهري، و نوبات الهلع الشديد، هم أشخاص لديهم قابلية للإصابة، يعني أنهم  يعانون من هشاشة جهازهم النفسي، و الضغط و الأذى اللذين تعرضوا لهما، خلال الجائحة، جعل الأعراض تبرز عندهم.
 حسب رأيي أول درس تعلمناه من مدرسة كورونا، أن الصحة لا تشترى بثمن، و أن الإنسان ضعيف أمام أبسط و أصغر خلق الله، ففيروس مجهري، يمكن أن ينهي حياة إنسان بسهولة. كما تعلمنا معنى الانضباط و احترام القوانين، بما فيها قوانين السلامة، و تعلمنا معنى الحرية و قيمتها أيام الحجر الكلي في المنازل، و أن الإحساس بالأمان أثمن ما نملك، لكننا لم نعرف قيمته إلا عندما خسرناها، و عشنا في حالة خوف دائم».
الممثل الكوميدي عنتر هلال
الجائحة أتاحت لي الفرصة لكتابة نص مسرحي و سيناريو مسلسل  
«الجائحة مثل كافة شؤون الحياة الأخرى، ذات جوانب سلبية مرعبة، و جوانب إيجابية خفية، نكتشفها بمرور الوقت، لقد أعادت المواطنين إلى منازلهم و جعلتهم يمكثون وقتا طويلا مع أفراد عائلاتهم و يتقربون منهم و يتعرفون على انشغالاتهم و مشاكلهم، بدل إهدار وقتهم في المقاهي و الشوارع، فعلمتنا قيمة الوقت و العائلة، و أيضا علمتنا التحلي بالصبر و تحمل الابتلاء، و جعلتنا نراجع تصرفاتنا و نصحح أخطاءنا.
الحمد لله لم أفقد أحد من فراد عائلتي خلال الجائحة، لكن بعضهم أصيبوا بنوع خفيف من الفيروس و تماثلوا للشفاء، و كنت أطمئن دائما على أحوالهم، و أحوال العديد من معارفي، فالأزمة الصحية جعلتنا نكتشف حقائق خفية و ننظر إلى الحياة و الموت نظرة مغايرة، فأنباء الموت كانت تصلنا يوميا، و كأنها أنباء عادية، جعلتنا نستخلص أن الحياة مرحلة قصيرة مهما طالت، و كأنها استيقاظ في الصباح ينتهي بالنوم في الليل، أو الوفاة، لهذا قررت أن أعيش يومي و لا أفكر في الغد، لأنه بيد الله وحده، و وجدت نفسي أوطد علاقاتي الأسرية و الاجتماعية و أتضامن مع الفقراء و المحتاجين، و أشعر بالارتياح عندما أرى الكثيرين و قد استرجعوا «حجمهم» الحقيقي، و تخلوا عن الغرور و التكبر و التفاخر و الركض خلف الماديات، و عادوا إلى دينهم و قيمهم.

هناك جانب إيجابي آخر للجائحة بالنسبة إلي، فقد جعلتني أستثمر وقتي جيدا، فقد كتبت نصا مسرحيا جديدا و سيناريو مسلسل اجتماعي عنوانه ـ مبدئياـ «سلك الذهب»، كما أستعد حاليا للمشاركة كممثل في مسلسل من المنتظر أن يعرض في رمضان المقبل ».
جميلة بولمعالي رئيسة جمعية بميلة
التضامن أهم ما ميز المرحلة والتقيت بالموت عدة مرات
« أول درس تعلمته خلال الجائحة و رسخه في نفسي الزلزال القوي الذي ضرب منطقة الخربة بميلة، و تلته عديد الهزات الارتدادية، هو الصبر في المصائب، و كذا التحلي بالشجاعة و الإيمان و تحدي الذات و مواجهة كل شيء بحكمة و تعقل، فرغم اضطرار الكثير من العائلات، و منها عائلتي لمغادرة منازلها، بسبب التشققات التي بلغت أكثر من متر خلال الزلزال،  للإقامة في الخيام، إلا أن ذلك لم يزد الجمعية التي أترأسها و بقية الجمعيات الولائية، إلا تكتلا و تضامنا، و قد دعمنا الخيرون في مساعينا، فكرست الكثير من وقتي لتحضير الطعام للمنكوبين و مساعدتهم و دعمهم، كما تطوعت كربة بيت و رئيسة جمعية، إلى جانب خياطات الجمعية،  لخياطة أكثر من 10 آلاف كمامة و 500 لباس واق، بعد أن زودتنا جمعيات و متاجر بالمواد الأولية، و تم توزيعها على من يحتاجون إليها. أما عن نشاطي الأصلي كرئيسة جمعية مرافقة أم المعاق و  ذوي  الاحتياجات الخاصة فقد جمدته، طيلة فترة الحجر الصحي، و واصلت بالمقابل، تفقد أمهات المعاقين بمنازلهم بميلة و مؤازرتهم. كما انضممت إلى أسرة متلازمة داون الدولية، فقد أتاحت لي الجائحة الفرصة لنقل ما تعلمته كأم للقمان،  المصاب بمتلازمة داون، و هو الآن في ربيعه الـ 24، و خبرتي كرئيسة جمعية ولائية، إلى أمهات مصابين بمتلازمة داون و عدة جمعيات تتكفل بهذه الشريحة، و أيضا إلى أطباء و أولياء، في سوريا و مصر و الأردن و العراق و ليبيا و السودان.. و استفدت كثيرا من التفاعل و النقاش مع الإخوة العرب، فمن أهم دروس الجائحة و تبعات الحجر، أنها فتحت لي باب التفاعل العربي. و ككاتبة و شاعرة فتحت لي الباب لمتابعة الأدب الافتراضي، مع الشاعرة صورية حمدوش، التي شجعتني على مواصلة كتابة الشعر ، و أرسلت قصيدتين للنشر بمجلة «البارون» العراقية.
و التقيت خلال الجائحة بالموت عدة مرات، فقد أصيب أخي الأكبر بالفيروس و توفي في ظرف أسبوع، و توفي زميلي في العمل سابقا و زوجته بالفيروس، و مات الموثق الذي وثق لي مقر الجمعية و صهره و ابنته، و أصبت أنا أيضا بكوفيد19 ، لكنني نجوت، و الحمد لله».
منسقة مخابر حاصلة على شهادة دولة في البيولوجيا
تعلمت ترويض مخاوفي   
« في بداية الجائحة كنا خائفين من جميع ممن حولنا، و كأن الموت يتخفى خلف كل شخص قريب أو بعيد ليهددنا، فاضطررنا للتوقف عن تبادل الزيارات مع الأهل و الجيران، و تعلمنا حب الذات و الأنانية و الخوف من الموت أو فقدان عزيز، و بأن الصحة كنز يجب النضال للحفاظ عليه. و تحولت منازلنا طويلا إلى سجون، يحاصرها القلق و الاكتئاب، و أصبحت المطابخ ملاذنا ، فالكل يطبخ و يتفنن في الطبخ و ينغمس في الأكل.
و بمرور الوقت، تمكنت من ترويض مخاوفي، و تعودنا على شيء اسمه كورونا، و عادت اللقاءات و الخرجات، و التزمنا بالإجراءات الوقائية في الأماكن العمومية، لكن في العمل مع زميلاتي تخلينا عن التباعد، و نلتقي لنتبادل أطراف الحديث و نضحك و نأكل معا.  بالموازاة مع ذلك كشف لنا الفيروس حقيقة بعض البشر و جشعهم، كالتجار الذين رفعوا الأسعار و أصحاب سيارات الفرود.
بالنسبة لعملي كمنسقة مخابر عمومية، تغلبت على مخاوفي تدريجيا، و أصبحت أتعامل مع المرضى بشكل عادي، مع الالتزام بالبروتوكول الصحي، لكن أعترف أنني بعد إجراء تحاليل لمرضى كوفيد 19 ، أشرع في مراقبة نفسي، خشية ظهور أعراض و أعد الأيام، خوفا من أن تكون العدوى انتقلت إلي في غفلة مني، و أخشى نقلها لزوجي و أبنائي، لحد الآن نجوت من قبضة الفيروس و الحمد لله.
عموما الدرس الهام الذي تعلمته من كورونا، خاصة بعد فقدان ابن عمي زوجي  و زوجته و صديقه، تاركين خلفهم أبناء صغارا، الصبر،  ثم الصبر، و التقرب أكثر فأكثر إلى الله بالعبادة و الدعاء أن يرفع عنا الوباء عاجلا، و نعود إلى حياتنا الطبيعية التي لم نعرف قيمتها الحقيقية إلا في مدرسة الجائحة».
الأستاذة الجامعية أمينة بوالصوف
أعدت النظر في أولوياتي و واصلت إعداد رسالة الدكتوراه
«علمتني الجائحة أن أعيد تقييم حياتي و استنتج كم هي ثمينة، و أعيد النظر في خياراتي و أولوياتي.
إن البقاء مطولا في البيت، يجعل الإنسان يجد الوقت الكافي ليصغي لروحه و جسده و وجدانه. شخصيا اغتنمت الفرصة لأواصل إعداد رسالة الدكتوراه،  بعد ركود طويل. كما تمكنت من مطالعة روايات أو الاستماع إلى النسخ المسجلة منها.. كم هو رائع أن يجد المرء الوقت و الظروف المواتية لممارسة هواياته.
من جهة أخرى، تعلمت التحكم في مشاعري و تسيير أجواء القلق بشكل أفضل من مرحلة ما قبل كورونا».
إلهام طالب

أخصائي الفيروسات عبد الحفيظ قايدي للنصر
يجب تشديــد الإجراءات الوقائيــة لمواجــهة السلالـــة الجديــــدة لكــــورونا
أكد الدكتور عبد الحفيظ قايدي الأخصائي في الفيروسات بمستشفى بوفاريك بولاية البليدة، بأن مواجهة السلالة الجديدة لفيروس كورونا التي دخلت الجزائر، يجب أن تكون من خلال تشديد الإجراءات الوقائية، مضيفا بأن الظرف الحالي يتطلب الإبقاء على الحدود مغلقة ووضع إجراءات صارمة على كل المعابر، كما ألح على ضرورة التدخل السريع لعزل كل الحالات الجديدة المشتبه فيها للحد من انتشار السلالة البريطانية الجديدة.
وقال قايدي في تصريح للنصر، أمس، بأن استقرار الوضعية الوبائية حاليا وتراجع حالات الإصابة لا يعني التهاون في الإجراءات الوقائية، مضيفا بأن التخوف ما يزال مستمرا من السلالة الجديدة، بالرغم من تسجيل حالتين فقط، وأثنى قايدي على الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة والحكومة فيما يتعلق بغلق الحدود ووضع إجراءات صارمة على مختلف المعابر، موضحا بأن السلالة البريطانية من خصائصها سرعة الانتشار، ويمكنها أن تخلف أعدادا كبيرة من المصابين في ظرف قصير، وهذا ما تخشاه الأطقم الطبية، حسبه، بعد ما عاشوه مع الموجتين الأولى والثانية، والأعداد الكبيرة للمصابين الذين كانوا يتوافدون على المصالح الاستشفائية، مضيفا بأن انتشار السلالة البريطانية سيؤدي إلى انتشار موجة ثالثة من الوباء، ما سيؤدي، كما قال، إلى غلق المصالح الطبية المختلفة في المستشفيات وتحويلها من جديد للتكفل بالمصابين بوباء كورونا.
وأكد الدكتور أن انتشار السلاسة المتحورة بشكل واسع قد يجعل المصالح الطبية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة للمصابين، وفي نفس الوقت قد تكون الأسرة غير كافية، مشيرا إلى أن بعض الأبحاث الطبية تتحدث عن حالات خطيرة سجلت بالسلالة البريطانية كانت أخطر من الحالات المسجلة في الموجتين الأولى والثانية، وهذا قد يشكل ضغطا على مصالح الإنعاش بالمستشفيات.
وانتقد الدكتور قايدي التراخي المسجل من طرف المواطنين في الشوارع، وقال بأن استقرار حالات الإصابة أو تراجعها لا يعني التخلي عن الإجراءات الوقائية، خاصة وأن الفيروس ما يزال متواجدا، و الوضع قد يكون خطيرا مع انتشار السلالة الجديدة في الجزائر، داعيا المواطنين إلى ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية الكلاسيكية المتمثلة في التباعد الجسدي، ارتداء القناع، وغسل اليدين باستمرار لتفادي كارثة أخرى قد تحدث مع السلالة الجديدة المتحورةّ، و وجه المتحدث نداء لكل المصالح المعنية يفيد بضرورة توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على الإجراءات الوقائية واعتبارها من ضمن الأولويات للوقاية من الفيروس قبل تعميم التلقيح الذي سيقي نسبة كبيرة من المواطنين ويكون لديهم مناعة قوية، وبالتالي تفادي الوصول إلى ما وصلت إليه دول غربية.

وبخصوص فعالية اللقاح في مواجهة السلالة الجديدة، أوضح قايدي بأن منظمة الصحة العالمية قدمت إرشادات للدول المصنعة للقاح، تتضمن ضرورة الأخذ بعين الاعتبار السلالة الجديدة ضمن تركيبة اللقاح، ورجح  نفس المتحدث أن تكون اللقاحات فعالة ضد السلالة الجديدة، في حين يتطلب الأمر أن يمس التلقيح فئة واسعة من المواطنين.
من جهة أخرى أثنى أخصائي الفيروسات بمستشفى بوفاريك عبد الحفيظ قايدي على الإجراءات المتخذة من  طرف السلطات الجزائرية في مواجهة الوباء منذ ظهوره في الجزائر خاصة غلق الحدود، والحجر الصحي المتكرر، وقال بأن هذه الإجراءات أعطت نتائج جد إيجابية، وجعلت الجزائر حاليا من الدول الأولى في العالم التي نجحت في مواجهة الوباء، لكن يبقى التخوف حسبه من السلالة المتحورة.
نورالدين ع

 

الرجوع إلى الأعلى