سوق التحويلات الأخير لم يحص سوى 24 صفقة !

لم تعرف فترة الانتقالات الثالثة هذا الموسم التي اختتمت قبل ثلاثة أيام، حركية كبيرة في نسخة مشابهة للميركاتو الاستثنائي الأخير، حيث بلغت مجمل تعاقدات الأندية 24 صفقة فقط، وهو ما يؤكد ضعف معدل الانتقالات، على اعتبار أن الرابطة المحترفة تضم 20 فريقا، إلا أن 11 ناديا فقط تمكن من دخول  سوق التحويلات، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأسباب الحقيقية، سيما وأن جل المدربين طالبوا بتدعيمات، بالنظر إلى حاجتهم الماسة إلى خدمات اللاعبين، في الفترة المقبلة لكثافة البرمجة، ولو أن قضية المنع من الاستقدامات التي «عاقبت» بها لجنة فض النزاعات والرابطة الأندية المتقاعسة عن تسديد أجور اللاعبين أهم عامل جعل من هذا الميركاتو «فاترا».
وتعاقدت خمسة فرق من حظيرة المحترف مع ثلاثة لاعبين، فيما استقدمت ثلاثة أخرى لاعبين، واكتفى فريقان بصفقة واحدة فقط، فيما سجل وداد تلمسان لاعبا من صنف الرديف، لكنه لن يؤهل حسب المعلومات التي بحوزة النصر، في الوقت الذي لم تقم ثمانية فرق بأي انتدابات، علما وأن الميركاتو الاستثنائي الأخير تمت خلاله 12 صفقة فقط.
وكانت الرابطة المحترفة، قد رخصت للفرق القيام بثلاثة تعاقدات على الأكثر، شريطة عدم تجاوز سقف 28 إجازة، ما يعني بأن الفرق التي تضم 27 لاعبا، مجبرة على التخلي عن لاعبين من أجل التعاقد مع ثلاثة عناصر، لكن ورغم كل هذا لم تكن هناك حركية كبيرة، بالنظر إلى معاناة جل الأندية على الصعيد المادي، وكثرة إضرابات اللاعبين في الفترة الأخيرة خير دليل على ذلك.
عملية تأهيل 14 لاعبا «مجمّدة»
ينتظر 14 لاعبا تأهيلهم بصفة رسمية، بعد تسجيلهم من طرف الفرق التي تعاقدت معهم في نظام التحويلات الداخلية على مستوى بوابة الرابطة، لكن تأهيلهم يبقى مجمدا بسبب قضية الديون، حيث ستكون الفرق أمام حتمية تسوية المبالغ العالقة على مستوى لجنة المنازعات، قبل الحديث عن الحصول على الإجازات.
وتعاني من هذا الإشكال 5 نوادي، ويتعلق الأمر بكل من شبيبة القبائل، التي تعاقدت مع الثلاثي غانم وهارون ومدان، ووفاق سطيف الذي ضم ثلاثة عناصر، وهم صانع الألعاب العائد للفريق عبد المؤمن جابو رفقة خثير زيتي والظهير الأيسر المستقدم من اتحاد بلعباس بلبنة، ونجم مقرة الذي بدوره انتدب ثلاثة لاعبين، وهم زيواش ومداني وبلحمري، إلى جانب مولودية وهران التي ضمت كل من الحارس طوال، بعد أن أجبر المدرب مضوي على تدعيم هذا المنصب، بسبب إصابة الحارس ليمان، إلى جانب تدعيم الفريق بمتوسط ميدان شبيبة القبائل بونوة، وأخيرا جمعية الشلف المتعاقدة مع كل من ليث وزحزوح وبن صالح، غير أن تأهيل كل العناصر المذكورة بصفة رسمية، لن يكون إلا بعد تسوية فرقهم الجديدة لديون لجنة المنازعات.
بارادو والنصرية بتعاقد واحد
فضل فريقا نصر حسين داي ونادي بارادو القيام بتعاقد واحد، رغم أنهما كانا في استطاعتهما جلب لاعبين إضافيين، بناء على القوانين المعمول بها على مستوى الرابطة، والتي أقرها المكتب الفيدرالي المنتهية عهدته، والتي تسمح لكل الفرق القيام بثلاثة تعاقدات على الأكثر، شريطة عدم تجاوز التعداد 28 لاعبا، غير أن إدارة «الباك» حسمت صفقة الحارس بوالصوف فقط، بعد حصوله على أوراق تسريحه من طرف لجنة المنازعات، بالنظر إلى معاناة الفريق على مستوى هذا المنصب.
وأما بالنسبة لنصر حسين داي، فقد رسّم عرجي عودته للفريق، بعد أن كان مرشحا للتوقيع في الفريق خلال الميركاتو الاستثنائي، لكن عدم وجود إجازة شاغرة أجل العملية، حيث أهل آنذاك المهاجم بانوح، علما وأن المدرب دزيري، قام بتسريح أربعة لاعبين لكن دون تعويضهم، حيث فضل المواصلة بالتعداد الموجود، مع ترقية بعض الشبان من تشكيلة الرديف.
شبيبة سكيكدة دخلت «السوق» متسلّلة
لم ينجح فريق شبيبة سكيكدة في ضمان صفقات في الميركاتو، رغم محاولات أعضاء «الديركتوار»، الذين كثفوا من اتصالاتهم باللاعبين، كما أكدت مصادر موثوقة للنصر، إلى أن المسيرين وقعوا عقود ثلاثة لاعبين ويتعلق الأمر بكل من متوسط ميدان اتحاد بسكرة زيري حمار والمهاجم حمزاوي عكاشة والمدافع المحوري خياط، غير أن ذلك تم خارج الآجال القانونية، ما يعني بأن الثلاثي السالف الذكر، لن يؤهل مع أبناء روسيكادا، دون أن ننسى بأن الفريق ممنوع من الاستقدامات، ومطالب بتسوية الديون العالقة أيضا.
وفي السياق ذاته، فإن الشبيبة تعتبر الخاسر الأكبر في الميركاتو المنقضي، بالنظر إلى رحيل لاعبين أساسيين في صورة المهاجم مرزوقي والمدافع زحزوح، في الوقت الذي يصارع الفريق من أجل ضمان البقاء، وهو ما قد يعقد من مأموريتها في الجزء الثاني من الموسم، سيما بعد رحيل المدرب فؤاد بوعلي.
السنافر والساورة خالفا المنطق
خالف النادي الرياضي القسنطيني وشبيبة الساورة كل التوقعات، خاصة وأن الناديين كانا بإمكانهما القيام بتعاقدات في فترة الانتقالات الماضية، على اعتبار أن موقفهما قانوني وغير ممنوعين من الاستقدامات من جهة، وفي ظل وجود شركة راعية من جهة ثانية، ما يعني بأن الإشكال المادي غير مطروح على مستوى ناديي «مدينة الجسور المعلقة» و»نسور الجنوب».
وحسب المعطيات التي بحوزتنا، فإن السنافر لم يتمكنوا من القيام بأي صفقة، بسبب عدم قدرة الإدارة على فسخ عقود العناصر المسرحة، وفق الشروط الموضوعة من طرف الشركة المالكة، في الوقت الذي فضل رئيس الساورة زرواطي، بالتشاور مع المدرب جاليت الإبقاء على نفس التعداد، خاصة بعد النتائج الرائعة المحققة في مرحلة الذهاب، والثقة الموضوعة في المجموعة الحالية.
6 فرق رضخت للأمر الواقع
رضخت ستة فرق للأمر الواقع، خاصة وأنها ممنوعة من الاستقدامات، وفي حال قررت التعاقد مع أي لاعب، فإنها مجبرة على تسديد الديون على مستوى لجنة المنازعات، وهو ما جعل رؤساء الأندية المعنية، وهي جمعية عين مليلة وإتحاد بسكرة وأهلي البرج وأولمبي المدية وسريع غليزان وإتحاد وبلعباس، تفضل البحث عن كيفية المحافظة على التعداد الحالي، وهو ما لم تقدر عليه، خاصة بالنسبة لاتحاد بلعباس، الذي غادره كل من بلبنة المنضم إلى وفاق سطيف وليث المنضم إلى جمعية الشلف، إلى جانب جمعية عين مليلة، التي غادرها الثنائي بوالصوف وتبي.
وما يتوجب الإشارة إليه، هو أن جل الأندية حفظت الدرس جيدا، خاصة فريق اتحاد بلعباس، الذي عانى كثيرا في الجولات الأولى من البطولة، عندما أجبر على خوض المباريات الأولى بلاعبي الموسم الماضي، إضافة إلى عناصر من الرديف بسبب مشكلة الديون، وهو ما جعل الإدارة الحالية، تفضل عدم التعاقد مع أي لاعب، خاصة وأنها على يقين بعدم قدرتها على تأهيله.
المستقدمون الجدد غير مؤهلين قاريا
لن يتمكن اللاعبون المستقدمون في فترة الانتقالات الأخيرة، من المشاركة مع أنديتهم في المنافسة القارية، خاصة وأن القوانين واضحة في هذا الخصوص، وتجبر الفرق على تسجيل اللاعبين على مستوى الكنفدرالية الإفريقية قبل 31 جانفي المنقضي، وهو ما يعني بأن أندية في صورة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، التي ضمنت تأهلها إلى الدور ربع النهائي، لن تستفيد من خدمات اللاعبين الجدد في الطبعة الحالية من منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وحتى وفاق سطيف وشبيبة القبائل اللذين ضمنا خدمات ثلاثة لاعبين جدد، لا يمكنهم الاعتماد عليهم سواء في دور المجموعات أو حتى في الأدوار المقبلة في حال التأهل، ورغم ذلك فإن مدرب الوفاق على سبيل المثال، اعتبر التعاقدات التي قامت بها الإدارة جيدة، خاصة وأن الفريق يعاني نوعا ما من كثافة البرمجة، بفعل التنافس على عدة جبهات، ما يجعله في حاجة ماسة لتدوير التشكيلة.
صفقة كوامي أبوكو الأغلى وكلّف سوسطارة 6 مليارات
يعتبر المهاجم الغاني كوامي أبوكو أغلى صفقات الميركاتو المنقضي، بعد أن كلف إدارة اتحاد الجزائر حوالي 6 مليار سنتيم (300 ألف دولار)، حيث رفضت إدارة فريقه أشانتي كوتوكو التفريط في خدماته بأقل من هذه القيمة، علما وأن اللاعب كان مطلوبا بقوة في هذه الفترة من عدة أندية، من بينها شباب قسنطينة، الذي انسحب من صفقته بسبب ارتفاع المطالب المالية للفريق الغاني.
جدير بالذكر، أن إدارة اتحاد الجزائر، قامت أيضا بصفقة مميزة في فترة الانتقالات الاستثنائية، عندما تعاقدت مع الدولي البوركينابي بيلام، الذي قدم أوراق اعتماده بقوة، وبات من بين أفضل العناصر في تشكيلة سوسطارة، ومدلل الأنصار رقم واحد.
حمزة . س

الرجوع إلى الأعلى