يحذر  أساتذة و مفتشون و نفسانيون،  من تأثيرات التوتر الذي يظهر على  الأولياء  قبيل  وأثناء الامتحانات سيما في السنوات النهائية ،  مؤكدين أن   أسلوب الضغط و التخويف الممارس على التلاميذ والأجواء المتشنجة  التي تطغى داخل  العائلة  تفقد   التركيز وتدخل الطفل في دوامة  من الاضطرابات النفسية قد تصل حد الهروب والانتحار ، موجهين عدة نصائح حول طرق المراجعة وأهمية التحضير النفسي مع ضرورة الابتعاد عن القوالب و محاولة تحميل الابن فوق طاقته بالرهان عليه  لتصحيح مسار  فشلوا هم في تحقيقه . كما تشير مختصة في التغذية إلى ضرورة الاهتمام بما يقدم للطفل من وجبات تساعد على تقوية الذاكرة و تمنحه الطاقة لتخطي صعوبة مرحلة الامتحانات بعيدا عن الإنهاك.
ملف / أسماء بوقرن
و قد لاحظ أساتذة و حتى نفسانيون في الطب المدرسي، أن حدة القلق لدى الأولياء على نتائج الأبناء زادت بنسبة ملفتة، بعد أن فرض   البرنامج المتمخض عن الظروف الوبائية، على الأولياء مرافقة أبنائهم بشكل دائم، ما أوقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة، كانت في وقت مضى تنحصر في التوجيه فقط و الحرص على المراجعة عشية الامتحان، غير أن الولي اليوم أجبر على ممارسة دور الرقيب و المعلم و التلميذ في الآن ذاته، بعد أن تحتم على التلاميذ حل واجباتهم في البيت دون تصحيحها مع الأستاذة، و هو ما رفع معدل القلق و التوتر لدى الآباء ــ حسب ما أكده أولياء ــ  خاصة الذين لا يملكون مؤهلا علميا، إذ واجهوا صعوبات دفعت الكثيرين منهم إلى الاستعانة بأساتذة دروس الدعم و الأساتذة النظاميين بمقابل مادي.
و قال ولي تلميذ سنة أولى متوسط في حديثه للنصر بأنه لم يكن يواجه هذا الإشكال مع ابنته التي بلغت الآن الطور الجامعي، حيث كان يكتفي بالحرص على مراجعة دروسها، غير أنه و مع تغير المنهاج و بالأخص بعد تطبيق إجراءات جديدة في قطاع التعليم بسبب الجائحة، وجد نفسه في مقام الأستاذ و التلميذ في الآن نفسه، لأنه مطالب  بمراجعة الدرس ليتمكن من فهم التمرين فهما دقيقا و تصحيح الحل، حيث واجه صعوبة كبيرة في ذلك، ما جعله يعاني من توتر شديد و خوف مفرط من رسوب ابنه، ما انعكس سلبا على طريقة تعامله مع ابنه .
  أولياء يستعينون بمواقع التواصل الاجتماعي
و أظهرت منشورات متداولة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي و عبر حسابات شخصية لأولياء و مجموعات مختصة في تقديم دروس و كذا تمارين في مواد علمية متبوعة بالحلول و كذا في تقديم نماذج اختبارات، هاجس الأولياء، الذين لجؤوا للفضاء الافتراضي للاستعانة بأساتذة في حل تمارين و تقديم شروحات حول نقاط تعذر عليهم فهمها و شرحها لأبنائهم، حيث لاحظنا منشورا لولية تلميذة مقبلة على امتحان شهادة التعليم المتوسط يتضمن مجموعة من نماذج اختبارات الدورات السابقة في مادة الرياضيات و طلبت من الأساتذة تقديم إجابة صحيحة و واضحة حول كل نموذج لمساعدة ابنتها و تدارك كل النقائص التي تواجهها قبل إجراء الامتحان الرسمي.
صفحات تستغل الظرف لرفع عدد المتابعات

فيما لاحظنا في منشور آخر ولية تلميذة تترجى أعضاء مجموعة «السنة الثانية متوسط، تمارين و حلول»  لتقديم حل بخصوص تمرين تعذر على ابنها حله، حيث نشرت صورتين حول نص سؤال التمرين و علقت عليه قائلة « أرجو الحل    «، فيما يسعى أعضاء هذه المجموعات لتقديم شروحات مفصلة و تمارين متبوعة بحلول لمساعدتهم، حيث نشر عضو بذات المجموعة منشورا قال فيه « بشرى لكم أيها الأمهات، قام فريقنا بوضع أغلب نماذج الفروض و الاختبارات مع الحلول و كذا تلخيص دروس جميع المواد الخاصة بالسنة الثانية متوسط»،  و  لقي المنشور تفاعلا ملفتا من الآباء الذي أعربوا عن خالص شكرهم للمجموعة لما تبذله من مجهودات في سبيل تقديم يد المساعدة لهم لإنقاذ أبنائهم من الرسوب و لتحصيل نقاط جيدة.
في المقابل استغلت بعض الحسابات و الصفحات خوف الأولياء على أبنائهم في رفع أعداد المتابعة، حيث نشر ناشط عبر حسابه منشور جاء فيه « قبل بداية نشر ملخصات و دروس و نماذج اختبارات الفصل الثاني للسنة الثانية من التعليم الابتدائي، فضلا منكم دعوة أصدقائكم لمتابعة الصفحة» ، و أضاف آخر «   أسبوع حافل خاص بنماذج اختبارات تحضيرية لشهادة التعليم المتوسط، شهادة البكالوريا».
أساتذة يؤكدون
عائلات تدخل الأبناء في دوامة خلال فترة الامتحانات
و قد أجمع أساتذة في مواد علمية و أدبية في حديثهم للنصر، بأن الخوف من تحصيل نتائج غير مرضية أصبح هاجسا يؤرق الآباء، حيث تنتابهم حالة من التوتر و القلق الشديدين قبيل الامتحان، و التي تظهر جليا من خلال تواصلهم مع الأساتذة، مؤكدين بأن اقتراب موعد الامتحان يدخل البعض في دوامة من الخوف و يجعلهم يمارسون ضغطا مضاعفا على أبنائهم من خلال تكثيف حصص الدعم و الحرص على المراجعة المنزلية و الحفظ، حيث أفادت أستاذة الرياضيات بطور المتوسط رقية . ب للنصر ، بأن عواقب ذلك وخيمة و سجلتها على مستوى قسم السنة الثالثة متوسط، أين لمست خوفا شديدا لدى بعض التلاميذ، من عدم تحصيل نقاط جيدة و ما يقابل ذلك من عقاب و توبيخ، مؤكدة بأن غالبية الأولياء ينتهجون أسلوب التخويف و المقارنة بتلاميذ ممتازين ظنا منهم بأن ذلك يحفز التلميذ.
و أشارت المتحدثة بأن عواقب ذلك كانت وخيمة و لمستها من خلال نتائج الفصل الأول، حيث عان بعض تلاميذها من مشكل انعدام التركيز و التشتت الذهني و حصلوا على نقاط غير مرضية بالرغم من أنه كان بإمكانهم تحقيق الأفضل، مضيفة  على أن هناك  نجباء أخفقوا في الامتحان و نالوا نتائج ضعيفة، بسبب الضغط الممارس عليهم، و كذا لأسباب أخرى تتعلق بأساليب المراجعة التي ينتهجها أولياء خاصة عند شرح دروس علمية و التي لا تتوافق مع مستوى التلميذ و قدراته الذهنية،  حيث هناك والدة تلميذة مختصة في تدريس الرياضيات في الجامعة اعتمدت قواعد حسابية تفوق قدرة ابنتها الاستيعابية،    ما جعل التلميذة تواجه   صعوبة كبيرة في حل أسئلة الامتحان فحصلت في الفصل الأول على نتائج غير مرضية بالرغم من أنها متفوقة على مستوى قسمها.
 فيما أضافت الأستاذة نرجس في الطور الثانوي بأن ضغط الأولياء أنهك التلاميذ الذين يتخبطون في ظروف صعبة جراء الظروف الوبائية و ما فرضته من مستجدات أثرت سلبا على سيرورة المنهاج و طرق التدريس، مضيفة في سياق متصل بأنها تتلقى يوميا رسائل عبر حسابها  على فيسبوك  لأولياء يطلبون مساعدتها في حل التمارين أو يقدمون حلولا جاهزة و يطلبون منها تصحيحها.

مفتش التربية الوطنية الزبير نجاعي
 اتــساع هوة التوتـــر لدى الأولياء  أثـــر على النــــتائج  
و قد حمل مفتش التربية الوطنية زوبير نجاعي في حديثه للنصر، الأولياء شقا من مسؤولية تدهور نتائج التلاميذ هذا الموسم ، نتيجة الخوف المبالغ فيه و الذي غذته ظروف الأزمة الوبائية، حيث أجبرت الأولياء على المساهمة في العملية التعليمية بشكل فعال و مستمر، ما خلق صعوبات لدى الكثير الذين لم يوفقوا في ضمان مرافقة سليمة لأبنائهم، و ما تسبب في توسع هوة الخوف   وزيادة حدة التوتر لديهم، و التي كانت انعكاساتها وخيمة على التلميذ من خلال استعمال أسلوب التخويف و الترهيب خاصة في فترة التحضير للامتحانات و جعله يدرس تحت الضغط، و كذا عدم مراعاة الأولياء إمكانيات و قدرات أبنائهم، حيث هناك أباء يطالبون أبناءهم بتحصيل نتائج ممتازة بالرغم من أن مستواهم محدود، ضف إلى ذلك  الضغوط الذي تواجههم جراء تقليص الحجم الساعي و الانقطاع الطويل عن الدراسة و تأخر انطلاق الموسم الدراسي، كلها عوامل أكد المتحدث بأنها أثرت سلبا على نفسية الأولياء و الأبناء و على التحصيل الدراسي و نتائج الامتحان.   محدثنا أرجع زيادة   التوتر و القلق   قبيل الامتحانات لدى الأولياء، هو ما لم نكن نشهده  لدى الأجيال السابقة، لعدم قدرتهم على ضمان مرافقة جيدة و مثمرة لأبنائهم، و قد كانت لها انعكاسات سلبية في الثلاثي الأول الذي سجل تدهورا في النتائج، مشيرا إلى أن هذا الظرف العصيب يستدعي مرافقة مثلى تخلو  من كل الضغوطات التي تؤرق التلميذ و تؤدي لإصابته بأمراض نفسية و حتى جسدية، لهذا ينصح المتحدث الآباء بالابتعاد عن كل أشكال التوتر و القلق و التحلي بالهدوء و اعتماد أسلوب التحاور و تشجيع الطفل على مراجعة دروسه خلال الموسم الدراسي ككل و ليس عشية الامتحان فقط، لأن ذلك يوقعه في معضلة و يتسبب في انعدام التركيز لديه، و يفقده الثقة بالنفس نتيجة عدم قدرته على استيعاب و فهم كل الدروس المتوقع الامتحان فيها، و حثهم على تبسيط فكرة الامتحان لديهم و اعتماد أسلوب الترغيب باستعمال عبارات تحفيزية و محاولة تنظيم الوقت مع بداية الموسم الدراسي  و خلال الامتحان  بتخصيص وقت للمراجعة و الحفظ ليلا و فترة للمذاكرة صباحا و ذلك دون إجهاد الجسم و مراعاة مستوى أبنائهم.      

فطيمة بوصنوبرة أخصائية نفسانية بوحدة الكشف و المتابعة المدرسية
ارتفاع في عدد التلاميذ الذين يواجهون صعوبات نفسية
من جهتها كشفت الأخصائية النفسانية العيادية فطيمة بوصنوبرة بوحدة الكشف و المتابعة المدرسية و الجامعية بولاية سطيف، بأن معدل حالات التلاميذ الذين يواجهون صعوبات نفسية ارتفع خلال الشهرين المنصرمين بشكل ملفت جدا، حيث سجلت إصابة بعض التلاميذ بانهيار عصبي و اكتئاب حاد و كذا محاولات انتحار و هروب من البيت، بعد أن أخفقوا في تحقيق مطلب أبائهم، الذين غالبا ما يعتمدون  أسلوب المقارنة بالغير و الأقارب، و يجهلون تأثير ذلك السلبي، مؤكدة بأن غالبية التلاميذ الذين يتم معالجتهم حاليا مشكلتهم مرتبطة بالدرجة الأولى بضغط و معاملة الأولياء.    و أرجعت المختصة سبب زيادة حدة الخوف لدى الآباء إلى انعدام الثقة في المدرسة و الأستاذ على حد سواء، خاصة في هذا الظرف الوبائي الذي حتم تقليص الحجم الساعي و الدراسة بالأفواج، و تقليص بعض المهام المرتبطة بالتمارين و غيرها، ما جعل الكثير من المتمدرسين يواجهون صعوبة في الاستيعاب و الفهم، و هو مشكل لم يجد له بعض الأولياء حلا و استعانوا بأساتذة الدعم الذين استغلوا بدورهم اقتراب موعد الامتحان لتحقيق الربح السريع، و ذلك باعتماد أسعار خيالية تتعدى 4 آلاف دينار للحصة الواحدة، بالرغم من أنها تتحول لنقمة عند تزامنها مع تحضيرات الامتحان، و هذا ما يظهر جليا في ورقة الامتحان حسب ما يؤكده لها أساتذة، حيث لا يجيد التلميذ تنظيم وقته و لا إجابته بالرغم من كونه يملك بجعبته الإجابة الصحيحة، كما ذكرت المتحدثة لجوء عديد التلاميذ إلى استهلاك المنشطات ظنا منهم أنها تنشط المخ و يجهلون أنها لا تحسن القدرة على الاستيعاب و بأن تأثيراتها وخيمة.  و عن أساليب العلاج التي تنتهجها، أكدت بأنها تبرمج بشكل دوري حصص التأهيل و العلاج النفسي و جلسات التدليك و الاسترخاء و كذا اعتماد طريقة الوخز و التنفس البطني لتخليص الجسم من كل الطاقات السلبية، مع تقديم نصائح و توجيهات لكيفية المراجعة و التعامل مع ورقة الامتحان بتركيز متناه ،  و كيفية ضبط نظام غذائي صحي يساعد على تعزيز قدراتهم الاستيعابية، كالتركيز على تناول الخضروات و الفواكه و المكسرات و الابتعاد عن استهلاك العجائن و غيرها من الأكلات التي تسبب عسر الهضم، مع تنظيم وقت النوم و الابتعاد عن استهلاك المنشطات، و أشارت إلى أنها  تنظم حصصا مع الأولياء لتقديم مجموعة من النصائح تتعلق في مجملها بتعزيز الثقة بالنفس  و تجنب مقارنة أبنائهم بالغير و عدم إجبارهم على تحصيل نقاط مرتفعة.

الأخصائي النفساني مليك دريد
«التنمر الأسري» يدخل التلميذ في  اضطرابات نفسية
و قد اعتبر الأخصائي النفساني مليك دريد أن القلق الناجم عن اقتراب موعد الامتحان هو شعور عادي وطبيعي لدى الأولياء والأبناء على حد سواء خاصة في الامتحانات الرسمية، لكن إذا كان بصفة مستمرة ومبالغ فيها قد تكون لديه تداعيات وخيمة على التلميذ من الناحية النفسية، السلوكية، والأكاديمية، فالأولياء يمارسون حسبه،  نوعا من التّنمّر الأسري على الطفل يؤدي إلى تشتت أفكاره والخوف الذي يؤثر مباشرة على ثقته في نفسه، بالإضافة إلى بعض الاضطرابات كالخوف المرضي، و التبول اللا إرادي و الكوابيس و كذا الإصابة باضطرابات سيكوسوماتية وأمراض عضوية كزيادة نبضات القلب و القولون العصبي، و تصل تأثيرات ذلك إلى درجة الهروب من البيت نتيجة الخوف من نتيجة الامتحان،و  في حالات نادرة تصل إلى الانتحار، وهو ما سجل لدى بعض التلاميذ الذين فشلوا في امتحانات رسمية، بسبب القلق الذي يعانون منه و الذي اعتبره المختص  مرضا معديا مثله مثل الفيروسات والأمراض العضوية، جازما بأن التلميذ الذي يعيش في بيئة يسودها القلق و الفوبيا والعنف بأشكاله سيكتسب هذه السلوكات في إطار ما يسمى «بالطبع الأسري».
التباهي والمقارنة وعقدة النقص.. عوامل تحرك أولياء
و أرجع المختص، بأن قلق بعض الأولياء والضغط المبالغ فيه الممارس على أبنائهم بشكل مبالغ فيه في السنوات الأخيرة يعود إلى رغبتهم في تعويض نقص فيهم للتباهي والمقارنة مع أقرانهم من نفس العائلة فالولي الذي لم يسعفه الحظ في أن يكون جراحا مثلا يعتقد أنه بإمكانه أن يجعل ابنه كذلك مادام أنه استثمر جهده ووقته وماله في ابنه دون مراعاة الفروق الفردية و الميولات و الاستعدادات الفطرية ، فالتعليم الحديث يركز على البيداغوجيا الفارقية و نظرية الذكاء المتعدد والتي تقول بأن لكل إنسان نقطة قوة وجانب متفوق فيه فهناك من له ذكاء رياضي و هناك من يمتلك ذكاء لغوي ، أو ذكاء إيقاعي في مجال الفنون، و  ذكاء بدني، و لهذا يجب على الأولياء   والمعلمين أن يستثمروا في جانب من جوانب تفوق التلميذ .
و قدم المتحدث، مجموعة من التوجيهات المتعلقة بكيفية تعامل الأولياء مع التلاميذ المقبلين على الامتحانات،  حصرها في ثلاث مراحل، الأولى هي التحضير النفسي قبل و أثناء وبعد الامتحان، إذ على الأولياء توفير الجو الملائم للتلميذ كالنوم الجيد و الهدوء و تجنب المشاحنات ضف إلى ذلك ضمان تغذية متوازنة مع تنظيم وقت الدراسة واللعب و التركيز على عنصر التشجيع .
و يجب على الأولياء أثناء فترة الامتحانات، حسب النفساني مليك دريد، تجنب الدخول في تفاصيل كيفية الإجابة و الاستفسار بطريقة عامة، مثلا « كيف سارت الأمور «،  بعد ظهور النتيجة على الأولياء استخدام مبدأ المكافأة والتشجيع في حال النتائج المرضية ، و إذا كانت عكس ذلك عليهم العمل على تعزيز الثقة في النفس و التأكيد لهم أن الفشل هو أحد محطات النجاح و الإشارة إلى أن شخصيات عدة فشلت في امتحانات رسمية و حولت فشلها إلى نجاحات باهرة، مع ضرورة البحث بعدها عن أسباب الخلل بهدوء ومحاولة علاجها بالاستعانة بمختصين بدل اللوم والعتاب الذي سيعقد الأمور لا أكثر.

مختصة التغذية الدكتورة وردة عيساوي حمامة
الغــــذاء المتـــوازن يقــــــوي القـــدرة على التركيــــز و يعـــزز الثقــــة بالنـــفس
قدمت أخصائية التغذية الدكتورة وردة عيساوي حمامة أستاذة في معهد التغذية و التغذي و التكنولوجيات الفلاحية الغذائية بولاية قسنطينة، مجموعة من التوجيهات و النصائح  للتلاميذ المقبلين على الامتحانات، لإتباع نظام غذائي صحي يساعد على التركيز و يعزز الثقة بالنفس.
و حذرت الأخصائية في حديثها للنصر من الأغذية التي تتسبب في عسر   الهضم، كالعجائن التقليدية و غيرها و كذا المشروبات الغازية، و نصحت بضبط نظام غذائي صحي قبل و أثناء فترة الاختبارات خاصة بالنسبة للتلاميذ المقبلين على اجتياز امتحان نهاية مرحلتي التعليم المتوسط و الثانوي، يرتكز على الأغذية الغنية بالفيتامين « سي» و المغنسيوم و بالأخص الأطعمة الغنية بالأوميقا «3» و الأوميقا «6» ،التي تساعد على تنشيط المخ و المراجعة، و تقلل من حدة القلق و الخوف، و نجدها في الأسماك التي تحتوي على الأحماض الذهنية غير المشبعة، و كذا في المكسرات بالأخص الجوز، حيث من المستحسن أن يأخذ التلميذ،حسبها، كمية من الجوز و القليل من اللوز و العنب المجفف «الزبيب» و يتناولها في الفترة الصباحية قبل بداية عملية المراجعة و الحفظ، كما يمكن تناولها بين الوجبات لما لها من فوائد صحية جمة،  و تشدد الأخصائية على ضرورة تناول وجبة إفطار صحية، و ذلك بشرب الحليب أو تناول الياغورت و الفواكه الموسمية المتوفرة حاليا بأنواع مختلفة و كذا التمر الذي يحتوي على فوائد قيمة، إذ يجب على التلميذ أن لا يهمل هذه الوجبة قبيل مباشرة عملية الحفظ، مشيرة إلى أن هناك من يفضل الاستيقاظ قبيل الفجر للمراجعة غير أنه يؤخر وجبة الإفطار إلى غاية شروق الشمس أو استيقاظ أفراد أسرته و هذا خاطئ، اذ يجب تناولها فور الاستيقاظ من النوم لكونها تساعد على تنشيط المخ و تقوية القدرة على التركيز.
و تنصح الأمهات في فترة الامتحانات بتحضير الأكلات التي يشتهيها الأبناء ، و ذلك لتحفيزهم على الأكل لأن الكثير منهم يفقدون الشهية، موضحة في هذا الخصوص بأنه بإمكان الأولياء تقديم مكملات غذائية غنية بالمغنسيوم في حال لاحظوا بأن ابنهم فقد شهية الأكل، كما أنها تساعد على تخفيف حدة التوتر، و بالتالي تعزز القدرة على التركيز، كما أردفت.
و تعتبر المختصة أن الاستحمام   مهم و مفيد جدا للتلميذ في فترة الامتحان، إذ يساعد على تنشيط الجسم و تزويده بالطاقة ،  كما تنصح بتناول منقوع الينسون أو النعناع  لتهدئة الأعصاب، و تشدد على ضرورة الالتزام بالنوم الكافي و ذلك لمدة 6 ساعات على الأقل، لأن النوم المنتظم مهم جدا و يفيد في تسجيل المعلومات في العقل الباطني، محذرة من السهر لساعات متأخرة ثم الاستيقاظ باكرا، لما يسببه ذلك في فقدان القدرة على التركيز و بالتالي يفقد التلميذ ثقته بنفسه، مؤكدة بأنه كلما التزم التلميذ بأخذ راحة كافية كلما تمكن من استغلال المعلومات يوم الامتحان بشكل أمثل، كما تنصح في هذا السياق الأولياء بتوفير جو ملائم للدراسة و الحرص على توفير الهدوء في البيت، و كذا بتقديم الدعم النفسي الذي يعد محوريا في هذه الفترة، و دعتهم لاستغلال فترة الامتحانات التجريبية لوضع أبنائهم في جو ملائم من خلال تعزيز ثقتهم بنفسهم و الابتعاد عن ممارسة الضغط عليهم.            
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى