يدعو نشطاء  ومشتغلون في حقل الذاكرة، إلى صيانة تاريخ الجزائر عبر توثيقه وحمايته من الجدل العقيم ومن حملات التشويه والتخوين التي يعتبرونها حلقة في مسلسل العدوان على الجزائر من خلال استهداف الرموز،  ويعتبرون ما يثار حاليا امتدادا لنشاط مؤدلج قام به مؤرخون مقربون من الدوائر الاستعمارية، عمدوا إلى إثارة معلومات مغلوطة هدفها بث الكراهية والخلافات والصراعات بين أبناء الوطن الواحد، وإحداث شرخ لتوسيع الهوة بين الأجيال، للتغطية عن الجرائم البشعة للاستعمار . وأكد رؤساء منظمات وجمعيات مهتمة بحماية الذاكرة وقضايا التاريخ وثورة التحرير الوطنية ورموزها، في ردهم على استفسارات النصر، أن الرد على هذه الحملات يجب أن يكون علميا من خلال توثيق تاريخ الثورة وتدريس التاريخ للأجيال الجديدة من الجزائريين، لحمايتهم من استهلاك روايات مغلوطة عن تضحيات أجدادهم.
ملف من إعداد: عثمان بوعبدالله

* أمينة فار رئيس جمعية حسيبة بن بوعلي
حملات تهدف إلى إحداث شرخ بين جيل الاستقلال وجيل الشباب
قالت، أمينة فار، رئيسة جمعية حسيبة بن بوعلي، إن تبليغ رسالة الشهداء، أصبح أكثر من ضرورة، و ينبغي أن يحاط باهتمام بالغ، خاصة بين الشباب و الجيل الجديد، لصونهم من حملات التشويه والتخوين لرموز الثورة والمقاومة الشعبية، في نية مبيتة وغير بريئة المقصد للتقليل من مكسب ميل الاستقلال والحرية التي تنعم به الجزائر اليوم.
و لم تخف، رئيسة جمعية حسيبة بن بوعلي، في ردها عن سؤال يتعلق بموقف جمعيتها مما يثار من تشكيك ونقاشات حول رموز الثورة، التي أسالت الكثير من الحبر و خلفت ردود أفعال غاضبة من قبل الأسرة الثورية،  أن مثل هذه النقاشات خرجت عن حدود اللباقة و ما تقتضيه مثل هذه القضايا الوطنية والتاريخية من دراسة وتمحيص، و أضحت لا تختلف عما يروج له مؤرخو العدو، بما يعني أنها ليست بريئة، و أضحت تثير المخاوف على الجيل الحالي من المغالطات المسمومة التي يتم التسويق لها عبر المنابر الاعلامية من قبل أبناء الوطن و بعض المندسين في الوسط الاعلامي العالمي الذين يعملون على الترويج لأجندات تخطط لها أياد خارجية وأعداء الجزائر التقليديين في محاولة لإحداث شرخ بين الأجيال، و بالأخص جيل الاستقلال و جيل الشباب ومن ذلك الأجيال القادمة، للتستر و تغطية جرائم المستعمر و هو ما لم تتمكن منه هذه الجهات بحسبها ما دام أن هناك وعيا و قوى تتصدى لكل هذه المناورات بما فيها مؤسسات الدولة و فعاليات المجتمع المدني .
 و أضافت، أن المرأة الجزائرية كافحت إلى جانب الثوار، ولا تزال تناضل و تكافح لأجل القضايا الوطنية، ومن ذلك تجندهن في الجمعية للحفاظ على الذاكرة الوطنية، و تطهيرها من الشوائب و محاولات التغليط التي يروج لها حول رموز الثورة والمقاومة وكفاح الشعب المسلح ضد قوات العدو، من خلال تنظيم ندوات وملتقيات فكرية علمية تاريخية تهدف من خلالها إلى ابراز دور المرأة ومشاركتها الفعالة في الثورة التحريرية، والعمل على إقامة معارض و زيارات ميدانية لشخصيات نسوية من مجاهدات وعرض كفاح الشهداء والشهيدات ومآثرهم، خاصة على مستوى ولاية برح بوعريريج مكان تواجد المقر الرئيسي للجمعية.
و أشارت، إلى أنه من بين البرامج التاريخية التي تقوم بها الجمعية، تنظيم قوافل شبانية بالتنسيق مع الأسرة الثورية ومديرية التربية برفقة الطلبة من مختلف الأطوار، إلى المجاهدين و الأماكن والمعالم التاريخية عبر مناطق الوطن،لتعريفهم بتاريخ بلادهم والتعرف على أمجاد وبطولات رموز الثورة المقدسة، مضيفة أن من أهم مهام الجمعية و أهدافها هوالحفاظ على الذاكرة والتراث، وترسيخها للشباب والجيل الصاعد، مضيفة أنه من الواجب قبل أن نطلب من الشباب المحافظة على الوطن والذاكرة، يجب على المؤسسات الوصية و فعاليات المجتمع المدني، تكوين وتأطير هؤلاء الشباب و تنشئتهم على حب الوطن و روح الانتماء إليه.
ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى