شواهد حيـة على البطولات و أدلة دامغة على جرائم فرنسا

رافقت النصر قافلة طريق نوفمبر التي ضمت طلبة وإعلاميين، وشملت الزيارة مواقع تاريخية شهدت أحداثا هامة ليلة انطلاق الثورة التحريرية بكل من الجزائر العاصمة، خنشلة، بسكرة، سطيف، تيزي وزو، ومستغانم، وكانت القافلة التي دامت5 أيام فرصة للمشاركين فيها ليعيشوا هذه الأحداث التاريخية الهامة من المناطق التي عرفتها، كما كانت الفرصة لهم لمقابلة مجاهدين عاشوا هذه الأحداث والاحتكاك بهم وجمع معلومات هامة، خصوصا بالنسبة لطلبة التاريخ الذين كانوا من ضمن أعضاء هذه القافلة.

روبورتاج: نورالدين عراب

انطلقت القافلة من مقر وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في حدود منتصف النهار من يوم الخميس الماضي وأشرف عليها وزير المجاهدين العيد ربيقة رفقة وزير الاتصال محمد بوسلمياني، وكانت المحطة الأولى للقافلة بالجزائر العاصمة بزيارة المنزل الذي احتضن اجتماع مجموعة 22 الذي يعود لأحد أعضاء هذه المجموعة المجاهد المرحوم إلياس دريش، ويتواجد هذا المنزل في وسط المدنية بالجزائر العاصمة، وسط أزقة ضيقة، وتحول إلى معلم تاريخي يستقبل بشكل شبه يومي الوفود التي تريد الوقوف عند النقطة التي  رسمت فيها الانطلاقة الأولى لثورة الفاتح نوفمبر، ويذكر في هذا الإطار ابن المجاهد المرحوم إلياس دريش الذي استقبل وفد قافلة طريق نوفمبر بأن أعضاء منطقة الشرق من مجموعة 22 مكثوا في هذا المنزل قبل الاجتماع لمدة حوالي 15 يوما ولم يعلموا شيئا عن المكان الذي يتواجدون فيه ولمن يعود.
اختيار مكان اجتماع مجموعة 22 حدده الشهيد ديدوش مراد

يقول ابن المجاهد إلياس دريش بأن الذي حدد مكان اجتماع مجموعة 22 في منزل والده هو الشهيد ديدوش مراد، مضيفا بأن عائلتهم كانت تقيم في القصبة وتعرف والده على ديدوش مراد في المكان الأخير في ثلاثينات القرن الماضي، كما كانا يدرسان معا في الكشافة الإسلامية الجزائرية، ويضيف بأن انتقالهم إلى السكن في المدنية في المنزل الذي اجتمعت فيه مجموعة 22 كان 1953، وبعد 6 أشهر من ذلك انعقد الاجتماع، مضيفا بأن اختيار الشهيد ديدوش مراد لهذا المنزل لم يكن تلقائيا بل بسبب كون المنزل جديدا، وبذلك يقصده المهنئون من العائلة وغيرهم، ولهذا كانت الفرصة مواتية للتمويه على العدو بإيهامه أن القادمين للاجتماع  من مهنئي صاحب المنزل، مضيفا بأن كل أعضاء مجموعة 22 كانوا شجعانا وضحوا بأنفسهم، في حين والده ضحى بنفسه وخاطر بحياة كل العائلة، مشيرا إلى تواجد منزل عميه الاثنين بجوار منزلهم، وبذلك فوالده خاطر بعائلته وعائلتي شقيقيه، ولو اكتشف أمر الاجتماع لكانت فرنسا سترتكب مجزرة في صفوف كل عائلة دريش، ومن حسن الحظ انه لم يتم اكتشاف الاجتماع، واجتمع قادة الثورة واجمعوا على خيار الكفاح المسلح ضد المستعمر .
إحصاء 156 عملية عسكرية ضد المستعمر في ليلة الفاتح نوفمبر
حطت القافلة بعد مغادرة العاصمة ليلا بولاية خنشلة وكانت البداية بزيارة المتحف الجهوي بخنشلة، واطلع المشاركون على جهاد وكفاح المنطقة ضد المستعمر والتخطيط الجيد لها بقيادة الشهيد عباس لغرور، ويذكر في هذا الإطار رفيق مرادسي رئيس قسم الإعلام والتنشيط والتوزيع والمعارض بالمتحف الجهوي بخنشلة بأن المجاهد الطبيب بوبكر سالم قام بقراءة للصحف الفرنسية حول ليلة أول نوفمبر، وتوصل إلى إحصاء 156 عملية ضد المستعمر في تلك الليلة على المستوى الوطني منها 54 عملية في الولاية التاريخية الأولى.

ويشير في السياق ذاته نفس المتحدث إلى أن ولاية خنشلة شهدت في ليلة أول نوفمبر خمس عمليات قادها الشهيد عباس لغرور برفقة 40 مجاهدا، منها الهجوم على منزل الحاكم والدرك واستهداف خطوط الهاتف والكهرباء ومقر الشرطة.
 كما تنقل وفد القافلة ، في ذات الولاية،إلى منطقة شعبة الغولة التي أطلقت منها أول رصاصة ليلة الفاتح نوفمبر على يد الشهيد عباس لغرور، ويذكر مجاهدون من المنطقة بأن الشهيد لغرور لما اجتمع بمجاهدي المنطقة لتنظيم عمليات ليلة الفاتح نوفمبر بأعالي جبال شعبة الغولة، ونظرا لحماسه القوي كما أنه كان معروفا بخطبه الحماسية، وأمام موعد الكفاح المسلح ضد المستعمر أطلق في تلك الليلة بمكان الاجتماع أول رصاصة للإعلان عن بداية الكفاح المسلح ضد المستعمر، ثم تم الهجوم على المناطق الخمس بمنطقة خنشلة في تلك الليلة.
 ومن أجل تخليد هذا المكان ( شعبة الغولة) والإبقاء على رمزيته التاريخية، حيث احتضن اللقاء الأخير بين المجاهدين للهجوم على المستعمر ليلة الفاتح نوفمبر، كما شهد إطلاق أول رصاصة، قامت السلطات المحلية ببناء مجسم رصاصة يزيد طوله عن 10 أمتار في أعلى هضبة بالمكان المذكور لتخليد هذا المكان، كما تحول الموقع إلى مزار ليشهد الأجيال الجديدة على مواقع هامة شهدت الانطلاقة الأولى للثورة، كما تم بنفس المكان إنجاز جدارية تؤرخ لمجاهدي المنطقة الذين شاركوا في الهجوم على مواقع فرنسية ليلة الفاتح نوفمبر.
فرنسا فصلت رأس شيخ قبيلة العوفية عن جسده وأجرت تجربة طبية
يذكر في هذا الإطار نزيم مسعودي رئيس نادي المقاومة الشعبية بمتحف المجاهد بسطيف بأن من جرائم فرنسا البشعة ضد الشعب الجزائري أنها أجرت تجربة طبية على شيخ قبيلة العوفية، مشيرا إلى أن شيخ القبيلة تم فصل رأسه عن جسده للتأكد مما إذا كان القلب يتوقف عن النبض بعد فصل الرأس عن الجسد، وتوصلت التجربة الطبية الفرنسية على شيخ القبيلة العوفية إلى أن القلب يستمر في النبض بعد فصل الرأس لمدة معينة، وأضاف نفس المتحدث بأن هذه الجريمة البشعة يندى لها الجبين، وأشار في السياق ذاته إلى أن استعمال السلاح الكيمياوي لأول مرة كان في الجزائر من طرف فرنسا، وذلك بالأغواط سنة 1852 أثناء محاربتها للمقاومات الشعبية التي ظهرت في عدد من مناطق الوطن، كما تحدث نفس المصدر عن جرائم أخرى ارتكبتها فرنسا ومنها تقطيع الجزائريين وهم أحياء، رمي جثتهم للكلاب، التهجير القصري، والاعتقالات الجماعية وغيرها، مضيفا بأن بعض مجازر المستعمر لم يسلط عليها الضوء ومنها مجازر سكيكدة، جبال الظهرة  وغيرها.
مجاهدون: الثورة نجحت لأنها كانت ثورة شعب
أجمع مجاهدون قابلهم أعضاء قافلة طريق نوفمبر بالمحطات التي زاروها بأن من بين أسباب نجاح الثورة التحريرية هي كونها لم تكن ثورة زعيم بل ثورة شعب خرج من الولاء إلى القبيلة إلى الولاء للدولة، وأكدوا بأن المقاومات الشعبية لم تنجح لأنها كانت تخص جهة معينة، ويقودها زعيم، لهذا تمكنت فرنسا من احتوائها والتغلب عليها، على عكس ثورة التحرير التي كانت ثورة شعب بالكامل.
ويذكر في هذا الإطار المجاهد خالد حفاظ من ولاية سطيف بأن قناعة مفجري الثورة كانت بأن ما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، مضيفا بأن هذه المقاومة لم تكن مقاومة زعيم بل مقاومة شعب رفض الرضوخ للاستعمار ولهذا نجحت، داعيا الشباب من أعضاء القافلة إلى مواصلة النضال ضد فرنسا وكشف جرائمها والتأكيد على أن ما قامت به في الجزائر كان جريمة ضد الإنسانية، مضيفا بأن فرنسا ما تزال تراوغ، مؤكدا بأنه متيقن بأن شباب اليوم على العهد، وله ثقة كاملة في هذا الشباب في تمسكه بهذا الوطن العزيز الذي ضحت من أجله جميع فئات الشعب الجزائري.
وفي السياق ذاته يقول أمين منظمة المجاهدين ببسكرة المجاهد بلقاسم ديدش بأن التقتيل والإبادة والحرمان والفقر من الأسباب التي دفعت الشعب الجزائري للثورة ضد المستعمر، مضيفا بأن ثورة نوفمبر كانت وطنية ولم تكن جهوية ولهذا نجحت ولم تفشل عكس المقاومات الشعبية، مشيرا إلى أنه على شباب اليوم الافتخار ببلده وسيادته الوطنية وصقور جيشه.
قصر الأبطال بسطيف شاهد على جرائم فرنسا البشعة

انتقلت قافلة طريق نوفمبر بعد زيارة متحف المجاهد بسطيف والمكان الذي سقط فيه الشهيد سعال بوزيد أول ضحايا مجازر 8 ماي 1945 إلى معتقل قصر الأبطال بولاية سطيف الذي كان يسمى بقصر الطير خلال الفترة الاستعمارية، و قام الرئيس الراحل هواري بومدين الذي شيد قرية فلاحية بالمكان بتغيير اسمه من قصر الطير إلى قصر الأبطال في إشارة إلى المعتقلين الأبطال الذين ذاقوا من مرارة العذاب في هذا المتعقل، وكذا تقديرا لتضحيات المجاهدين من سكان المنطقة، ويعد هذا المعتقل الذي شهد تعذيب حوالي 4000 معتقل شاهدا على جرائم المستعمر الفرنسي، وطاف أعضاء قافلة طريق نوفمبر بين زنزاناته الضيقة البالغ عددها 12 زنزانة، وتروي كل زنزانة منها قصص تعذيب لمجاهدين، وبجوار الزنزانات تتواجد أحواض مائية تحت الأرض بقيت جدرانها هي الأخرى شاهدة على جرائم المستعمر الذي كان يجرد المعتقلين من ملابسهم ويرميهم في الماء البارد في عملية استنطاقهم، وروى مجاهدون بهذا المعتقل تفاصيل أبشع أنواع التعذيب التي مارستها فرنسا ضدهم في هذا المكان الذي يعد أكبر المعتقلات الفرنسية عبر الوطن، وتحول اليوم إلى معلم تاريخي يستقطب زواره خصوصا من الشباب وتلاميذ المدارس لتروي لهم جدرانه ممارسات المستعمر البشعة ضد أجدادهم من المجاهدين.
بيان أول نوفمبر رقن ونسخ بقرية إغيل إيمولا بتيزي وزو
تنقل وفد قافلة طريق نوفمبر بعد مغادرة ولاية سطيف إلى قرية إيغيل إيمولا بولاية تيزي وزو التي شهدت حدثا تاريخيا هاما عشية انطلاق ثورة أول نوفمبر، حيث تم رقن ونسخ بيان أول نوفمبر بهذه القرية، وحسب مرشد سياحي بالقرية فإن رقن البيان كان في منزل بن رمضاني عمر ثم نقل إلى منزل إيدير رابح وأحسن لنسخه عبر آلة النسخ التقليدية، ويذكر في هذا الإطار المرشد السياحي بأن البيان حُرّر من طرف لجنة الستة، وكان كريم بلقاسم هو من حمله إلى القرية و كلف علي زعموم برقنه ونسخه، وقام بعملية رقنه الصحفي الشهيد محمد العيشاوي بمنزل بن رمضاني عمر، ونظرا لضعف الإضاءة بذات المنزل أمر علي زعموم بالانتقال إلى منزل مجاور يبعد بأمتار فقط عن المنزل الأول، ليتم نسخه في منزل إيدير رابح وأحسن، وحتى لا تتفطن لهم الإدارة الاستعمارية أثناء نسخ البيان خصوصا وأن الطابعة التقليدية تحدث صوتا أثناء النسخ، قد يثير انتباه عساكر المستعمر بالمنطقة، نظم المشرفون على العملية في نفس الوقت لعبة (طومبولا) وجمعوا لها عشرات الأشخاص للمشاركة فيها قصد إحداث ضجيج في الحي أثناء اللعبة حتى لا يتفطن جنود المستعمر لصوت الآلة الراقنة، وبالفعل تم نسخ عشرات النسخ من بيان أول نوفمبر باللغة الفرنسية وتحويلها إلى المجاهدين الذين قاموا بتوزيعها على مناطق الوطن، وفي نفس الوقت ما تزال الآلة الراقنة التي رقنت بيان أول نوفمبر والطابعة التي نسخته محتفظا بها في غرفة ( تاجمعات ) المخصّصة لحل مشاكل سكان القرية المحاذية للساحة العمومية.
مغارة بن عبد المالك رمضان بمستغانم تحتضن اجتماعات لقادة الثورة

بعد مغادرة قافلة طريق نوفمبر مدينة تيزي وزو كانت وجهتها نحو المحطة الأخيرة وهي ولاية مستغانم، وشملت الزيارة متحف المجاهد ومغارة بن عبد المالك رمضان شرق مدينة مستغانم، واحتضنت هذه المغارة التي حولت إلى معلم تاريخي اجتماع عضو مجموعة 22  بن عبد المالك رمضان بمجاهدي المنطقة لتحضير الثورة، والمميز بالنسبة لهذه المغارة أنها لم تكتشف إلا بعد الاستقلال ولم يتسن لجنود المستعمر اكتشافها، كما قام بحفرها المجاهد يوسف بداني رفقة زوجته واستغرقت العملية مدة طويلة واستعملت فيها وسائل تقليدية فقط، كما أن موقع المغارة الاستراتيجي جعلها لا تكتشف من طرف العدو، بحيث تتواجد في قمة جبلية مطلة على طريق استراتيجي، كما كان المجاهدون من هذا الموقع يرصدون تحركات العدو، ويذكر في هذا الإطار مدير المتحف الجهوي بمستغانم بلال دقيوس بأن المجاهد يوسف بداني الذي قام ببناء هذه المغارة هو الذي صرح بها بعد الاستقلال وإلا ربما كانت لا تكتشف إلى يومنا هذا.
متاحف المجاهد تتحول إلى بنك للمعلومات التاريخية
شملت زيارة وفد قافلة طريق نوفمبر كل المتاحف الجهوية بالولايات، وتؤرخ هذه المتاحف للثورة الجزائرية والمقاومات الشعبية منذ الاحتلال الفرنسي إلى غاية الاستقلال، وتحولت إلى بنك للمعلومات التاريخية، بحيث تتضمن معلومات حول الثورة والمقاومات الشعبية، كما تحمل صور قادة الثورة ومجاهدين في مناطق مختلفة من الوطن إلى جانب سيرهم الذاتية، بالإضافة إلى بعض الألبسة والأغراض الخاصة التي استعملها مجاهدون وشهداء.
وما ميز المتحف الجهوي بخنشلة احتفاظه بمحركات طائرات أسقطها مجاهدون كانت تقصف القرى والمداشر، وحسب رئيس قسم الإعلام بهذا المتحف رفيق مدراسي فإن هذه الطائرات تبين أنها من صنع أمريكي وتعود إلى الحلف الأطلسي، وهو ما يؤكد أن المجاهدين كانوا في مواجهة شاملة مع الحلف الأطلسي، كما أن من خصائص هذه الطائرات أنها تحمل قنابل نارية وانشطارية، وكانت هذه الطائرات قد أبادت قرى عن بكرة أبيها.

وفي السياق ذاته يضم متحف خنشلة أسلحة قديمة استولى عليها مجاهدون أثناء كمائن ضد الجيش الفرنسي، إلى جانب صورة شهداء تم استرجاعها من الأرشيف الفرنسي ومنها صورة للشهيد معلم بشير الذي لا توجد له أي صورة من قبل وأولاده لا يعرفونه، وبعد استرجاع صورته تم احضار عائلته التي اكتشفت هذه الصورة لأول مرة، كما يضم ذات المتحف صورة لألبسة استعملها مجاهدون.
أما المتحف الجهوي للمجاهد ببسكرة فيتوفر ضمن أجنحته على صور للقادة المتعاقبين على الولاية السادسة التاريخية، إلى جانب بعض الأغراض التي تم إهداؤها من طرف مجاهدين وأرامل شهداء منها ألبسة وبدلات عسكرية مختلفة وصور لبعض اجتماعات قادة الثورة، وكذا بعض الوثائق التي حررها العقيد سي الحواس، كما يتوفر متحف بسكرة على المعطف الخاص بالعقيد محمد شعباني وكذا الصندوق الخاص بأغراضه، وفي نفس الوقت يتوفر على عدد من رسائل التعازي التي كان يرسلها العقيد محمد شعباني إلى أسر الشهداء، وكذا مراسلات لتحويل المجاهدين الجرحى من المستشفيات ووصفات وتقارير طبية، بالإضافة إلى البلاغات الحربية، وتقارير أعمال العدو. أما متحف المجاهد بسطيف فهو الآخر عبارة عن بنك للمعلومات التاريخية، ويضم بين اجنحته عدة محتويات من المعلومات وسير المجاهدين والشهداء وكذا بعض الأسلحة وصور الشهداء والمجاهدين.

وصورة المتحف الجهوي بتيزي وزو لا تختلف عن المتاحف الجهوية الأخرى ويختصر بين أجنحته تاريخ الجزائر بين 1830 إلى 1962، وهو نفس المشهد بمتحف مستغانم الذي تحول إلى قبلة للطلبة والباحثين للحصول على المعلومات التاريخية منذ تأسيس الدولة الجزائرية على يد الأمير عبد القادر إلى غاية استقلال الجزائر.
القافلة تنقل للطلبة شهادات حية عن الكفاح من مواقع تاريخية
نقلت قافلة طريق نوفمبر شهادات حية لكفاح المجاهدين والشهداء ضد المستعمر من خلال التوقف عند مواقع تاريخية شهدت أحداثا هامة، وتفاعل أعضاء القافلة خصوصا طلبة التاريخ مع المعلومات المتوفرة والشهادات الحية للمجاهدين، وقام العديد منهم بتسجيل هذه الشهادات والمعلومات المقدمة للاستفادة منها، وسجلنا في كل محطة تنزل فيها القافلة شغف الطلبة الكبير لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات. وثمن في هذا الإطار طالب الدكتوراه في تخصص التاريخ العسكري للثورة الجزائرية بجامعة الشلف محمد بن قويدر صحراوي هذه المبادرة من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، مضيفا بأنه استفاد من المعلومات المقدمة والشهادات الحية لمجاهدين حول مسارهم الجهادي، وقال نفس المتحدث بأن القافلة كانت تاريخية وسياحية وعلمية وفنية وترفيهية من خلال الأماكن التي تمت زيارتها خصوصا المواقع التي شهدت أحداثا تاريخية وسمحت هذه القافلة حسبه بالاحتكاك بصانعيها وأخذ المعلومات منهم ومعرفة تفاصيل الأحداث.
وفي السياق ذاته ذكر طالب الماستر في تخصص التاريخ عزالدين كوشي بأن قافلة طريق نوفمبر قدمت لهم إضافات كبيرة حول تاريخ الجزائر، ومكنتهم من الاطلاع على مواقع تاريخية شهدت أحداثا هامة ومنها المنزل الذي اجتمع فيه قادة الثورة، والموقع الذي رقن ونسخ فيه بيان أول نوفمبر وغيرها، مضيفا بأن هذه القافلة مكنتهم من أن يعيشوا تاريخ الجزائر من الواقع.

وفي نفس الإطار قال طالب الماستر محمد أمين كويسي بأن قافلة طريق نوفمبر مكنت من الحصول على معلومات لم يعرفوها من قبل، كما سمحت لهم القافلة بالاحتكاك المباشر مع مجاهدين في المواقع التي خاضوا فيها الكفاح ضد فرنسا، وفي نفس الوقت سمحت لهم حسبه بالحصول على رصيد علمي كبير ومحاكاة الواقع والاطلاع على شهادات حية، خصوصا تلك المتعلقة بجرائم فرنسا والتعذيب الذي مارسته ضد الشعب الجزائري. وأضاف في السياق ذاته طالب الماستر كمال هويني بأن هذه القافلة سمحت لهم بمقابلة مجاهدين والاستفادة من المعلومات والشهادات التي قدموها حول مسارهم الجهادي والثوري.
ن ع

الرجوع إلى الأعلى