حققت الرياضة الجزائرية أفضل مشاركة لها في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذلك خلال الطبعة 19 التي احتضنتها وهران، بتحطيم العديد من الأرقام، التي ظلت صامدة لأزيد من عقدين من الزمن، خاصة ما يتعلق بعدد الميداليات المتحصل عليها، إضافة إلى المكانة في اللائحة المتوسطية، لأن الصف الرابع في هذه النسخة يبقى تاريخيا.
واستغل الرياضيون الجزائريون فرصة استضافة فعاليات العرس المتوسطي لثاني مرة في التاريخ، بعد دورة 1975، لوضع بصماتهم بصورة جلية على النتائج الميدانية المسجلة، مع تمرير الاسفنجة على "انتكاسة" نسخة 2018 بمدينة تاراغونا الإسبانية، والتي كانت الأسوأ في تاريخ الرياضة الجزائرية من حيث الترتيب النهائي، حيث كان الحصاد قياسيا من الذهب، وهذا بنيل 20 ميدالية من المعدن النفيس، وهو رقم يمثل ضعف أفضل حصيلة ذهبية في سجل المشاركة الجزائرية، والذي كان 10 ذهبيات في دورة تونس 2001، كما أن الحصاد الاجمالي كان "قياسيا"، بنيل الرياضيين الجزائريين 53 ميدالية في طبعة واحدة، ليتعدى هذا الرقم أربعة أضعاف عدد الميداليات المحرزة في دورة تاراغونا 2018، مما نتج عنه تحطيم الرقم القياسي، الذي كان قد سجل بتونس 2001، بإجمالي 32 ميدالية.
وفي سياق ذي صلة، فإن مفعول الأرقام القياسية للمشاركة الجزائرية في دورة وهران امتد أيضا إلى حصاد الفضة والبرونز، وهذا بنيل 17 ميدالية فضية، وهو أعلى حصيلة من الفضة في تاريخ المشاركة الجزائرية، والأمر ذاته ينطبق على البرونز، على اعتبار أن انتزاع 16 ميدالية من هذا المعدن أصبح يشكل رقما قياسيا، مادامت أكبر حصيلة برونزية كانت في دورة ميرسين 2013 ب 15 ميدالية.
هذه الأرقام مكنت الرياضة الجزائرية من تحقيق انجاز "تاريخي"، وذلك بالتواجد في الصف الرابع في الترتيب النهائي لهذه الدورة، بعدما كان المركز السابع أفضل ما حققته الجزائر في سابق الدورات على امتداد 14 نسخة.
على صعيد آخر فإن الحصاد التاريخي للرياضية الجزائرية كان "ذهبيا" في 9 اختصاصات، بعد نجاح الرباع وليد بيداني في العودة برياضة رفع الأثقال إلى "البوديوم" وترصيع السجل بالمعدن النفسي، بعد غياب دام 17 سنة، والأمر ذاته ينطبق على المصارع دريس رضوان مسعود، الذي أهدى الجيدو الجزائري ذهبية غابت عن الحصيلة الجزائرية منذ عدة دورات،  في الوقت الذي تألقت فيه رياضة "مجهرية" وسرقت الأضواء، كما هو حال بالنسبة لرياضة الريشة الطائرة، لأن الثنائي يوسف مدال وكسيلة معمري كتبا التاريخ، بحصد ذهبية الزوجي رجال، ليدخل "البادمينتون" لائحة الرياضات الذهبية بالنسبة للمشاركة الجزائرية في العرس المتوسطي، وهي أول ميدالية لهذا الاختصاص، في الوقت الذي كانت فيه الذهبية التي أحرزتها المبارزة المغتربة سوسن بوضياف "تاريخية"، ، ليرتفع بذلك عدد الرياضات التي رصعت سجل الجزائر بالذهب في مختلف دورات المنافسة المتوسطية إلى 12، بدخول كل من الريشة الطائرة والمبارزة اللائحة عبر بوابة "الباهية" وهران.
ص / فرطاس

الرجوع إلى الأعلى