حليمة خالد صاحبة مشروع وطني لزراعة الكينوا
سيدة تروض الصحراء و تدعم نساء الريف
حظيت، المهندسة الفلاحية خريجة المدرسة العليا للفلاحة بالحراش، ابنة الصحراء حليمة خالد، بتكريم رئيس الجهورية في الجلسات الوطنية للفلاحة، نظير مجهوداتها الجبارة في إنجاح مشروع زراعة الكينوا بالجزائر، والعمل على توسيع مساحاته الزراعية، وتعريف مرضى السيلياك بفوائده الصحية، وكذا مشاركة أسرار زراعته مع المرأة الريفية والفلاحين، إلى جانب تسويقه على نطاق أكبر، كما كان للمهندسة الفلاحية شرف تمثيل الجزائر في ملتقيات علمية دولية كبرى، ولقوة شخصيتها ومثابرتها على النهوض بالفلاحة الصحراوية، وقع عليها الاختيار لتكون أول امرأة تتولى إدارة محطة الاغفيان التابعة للمعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية، ببلدية تندلة بولاية المغير.

رميساء جبيل

أسقطتها البكالوريا و رفعتها الدكتوراه
ولدت سنة 1984، بالمغير، و زاولت دراستها بتقرت فشلت لمرتين في اجتياز البكالوريا شعبة العلوم التجريبية، لكن الأمر لم ينل من إصرارها فتفوقت سنة 2004 لتلتحق بالمدرسة العليا للفلاحة بالحراش وتتخرج منها بعد خمس سنوات حاملة لديبلوم مهندس دولة في الفلاحة، تخصصت في السنتين الأخيرتين في علوم التربة والمياه، و في سنة 2018 قررت مواصلة الماستر بجامعة حمى لخضر بالوادي تخصص «إنتاج نباتي في الفلاحة»، في 2022 بدأت مسارها في شهادة الدكتوراه وتواصل بحوثها على بعض النباتات العلفية.
أول مسيرة لمحطة فلاحية صحراوية

بدأت مسيرة حليمة خالد المهنية سنة 2011، انضمت خلالها إلى المعهد الوطني للأبحاث الزراعية بمحطة « تقرت» كموظفة بعقود ما قبل التشغيل بجناح علوم التربة والمياه « بالجيدة»، وهي فرصة أتاحت لها كما قالت، تعلم أساسيات العمل الميداني إضافة إلى المشاركة في تجربة لإنتاج السماد من مخلفات النخيل.وتعد هذه التجربة حسبها، سببا في نجاحها في مسابقة الالتحاق بالمعهد التقني للتنمية الزراعية الصحراوية سنة 2013، أين عملت في بادئ الأمر كمهندسة مكلفة ببعض البرامج على غرار المسار التقني للبطاطس وإنتاج السماد العضوي من مخلفات النخيل ونشاطات أخرى تتعلق بالملوحة، وكذا مشاريع إقليمية أشرفت عليها كل من المنظمة العالمية للتغذية والزراعة مع المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة، كتثمين مياه الصرف الزراعي في السقي.
 وبعد ثلاث سنوات من الاجتهاد والعمل الدؤوب تقول حليمة، إنه تم تنصيبها سنة 2016 مديرة على رأس المحطة التي ما تزال تسيرها إلى يومنا هذا.
تنقلت إلى بلدان عدة للاستفادة من تربصات ودورات تكوينية حتى تزيد من كفاءتها العلمية وتنفتح على الخبرات والمعارف الأجنبية وأحدث التقنيات الفلاحية المعتمدة بالعالم كما أخبرتنا، حيث حضرت دورة تكوينية في الجزائر سنة 2013 حول « كيفية إدارة مشروع فلاحي» مع المنظمة العربية لدراسة الأراضي الجافة والقاحلة، وأخرى حول « تقنيات رفع كفاءة الري»، في جويلية 2015 بالصين، كما تكونت في مجال رفع كفاءة الري في السقي بلبنان، و مثلت الجزائر في دورة حول « تحسين التغذية عن طريق الزراعة مع منظمة جيكا اليابانية»، كما شاركت تجربتها في نجاح مشروع زراعة « الكينوا» بلبنان سنة 2016، وأفادت المتحدثة، أن هذه الدورات ساعدتها على اكتساب أفكار ومعلومات جديدة عمدت إلى تطبيقها في الجزائر ومشاركتها مع بقية المهندسين والفلاحين.
نتائج مبهرة لمشروع زراعة الكينوا

وبخصوص زراعة « الكينوا» بالجزائر، قالت الخبيرة الفلاحية، إن هذا المشروع قدم لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية سنة 2013، عن طريق المنظمة العالمية للتغذية والزراعة « الفاو»، التي عمدت إلى إدخال الكينوا إلى الجزائر ودول أخرى. حيث استقبلت الجزائر سنة 2014 أنواع مختلفة من البذور لتجربة زراعتها في مدة سنتين، وقد أسفرت التجربة عن نتائج إيجابية نظرا لتأقلم العشبة مع التربة الصحراوية الملحية، ما دفع بالمنظمة إلى إنشاء مشروع مباشر مع الجزائر وإخراج المنتوج إلى الفلاحين، فوقع الاختيار على فلاحين نموذجيين من بسكرة و ورقلة و المغير و أجريت تجارب ناجحة بأراضيهم، شجعت على توسيع الشروع و تثمين المناطق المهمشة و استغلال المياه المالحة.وعن هذا المشروع قالت حليمة خالد : « بعد أن تقدمت خطوات في زراعة الكينوا بالجزائر، انطلقت في وضع خطط لتنظيم أول ملتقى وطني بالجزائر بالشراكة مع جمعية مرضى السيلياك، والذي احتضنته مزرعة بيداغوجية بزرالدة، وعرف حضور 150 شخصا من بينهم ممثلون عن وزارات الصحة والتضامن والزراعة ومدراء المعاهد وسفير البيرو».
تكريم الرئيس دعم كبير للكفاءات الصحراوية

بدأت الكينوا حسب المتحدثة، تأخذ صدى كبيرا في الجزائر، بدليل مشاركتها في عدة ملتقيات وطنية لترقية استغلالها،على غرار اليوم الوطني للتغذية والإرشاد الفلاحي، و معارض للتعريف بـها على اعتبارها من أشباه الحبوب التابعة لعائلة القطيفيات القابلة للاستهلاك ويكون ذلك كما أوضحت، بعد أن تنزع مادة « الصابونين» من البذور، كما تستغل في الصناعات التجميلية والصيدلانية والشبه صيدلانية، لغناها بالأحماض الأمينية والبروتينات والحديد والألياف وهي معدلة للسكري ومناسبة لمرضى القولون والسرطان  ومرضى السيلياك.
وأوضحت مديرة المحطة، أنها تقدم بشكل سنوي ما لا يقل عن 7 دورات تكوينية بولايات مختلفة، لمشاركة خبرتها مع الآخرين، كما ترى أن الإنتاج المحلي يحتاج للمكننة من أجل التوسع، مؤكدة أنها تحصلت على وعود من أحد المستثمرين لتطوير المشروع.

وقالت المتحدثة، إنها تعمل حاليا على مشروع إقليمي   « كينوا البحر المتوسط» مع باحثين من جامعة قاصدي مرباح بورقلة و آخرين من دول أورو متوسطية، كما تمثل الجزائر في مشروع « تعزيز» الذي يجمع خبراء دوليين في زراعة الكينوا.و يملك المعهد على غرار مشروع الكينوا، برنامجا منبثقا عن توصيات المخططات الخماسية لوزارة الفلاحة، يقوم على الاهتمام بزراعة النخيل والحبوب ودوار الشمس و الشمندر السكري و السلجم الزيتي إلى جانب زراعة بذور لأصناف محلية مثل الزراعات العلفية والبرسيم الحجازي وبعض الخضروات، و إجراء تجارب داخل وخارج المحطة، فضلا عن المهام التكوينية والإرشادية مع مراكز التكوين الفلاحي بولايات مختلفة، وبرامج مع الغرف الفلاحية بالمغير و الواد و تقرت،  و كذا أيام حقلية جوارية لزيارة الفلاحين و إرشادهم.و بخصوص تكريمها من طرف رئيس الجمهورية خلال الجلسات الوطنية للفلاحة، أوضحت المتحدثة، بأنه جاء في إطار التشجيع المعنوي للطاقات الجزائرية، وتحفيز الفلاحين والمهندسين بالولايات الصحراوية على العمل والاجتهاد.
شخصيتي المبادرة سر نجاحي وهذا مشروعي للمرأة
وعن أسرار تفوقها كسيدة جزائرية من الجنوب    اقتحمت عالم الفلاحة بقوة، قالت محدثتنا : « معروف عني منذ بدايتي في المجال قوة شخصيتي و ثقتي بنفسي واحترافي لمهارات التواصل و الخطابات، كنت مبادرة على الدوام و لا أهاب التحدث أمام الآخرين، كما أجيد شرح أفكاري وترتيبها والتعبير عنها بشكل مبسط يفهمه الفلاحون، وهو ما جعلني مصدر ثقة للمدراء، لذا كنت أكلف بتقديم المحاضرات والإعلان عن نتائج المشاريع الناجحة في كبريات الملتقيات الوطنية والدولية»
تواصل حديثها : « أنا امرأة مقدامة لا أسمح للعراقيل بإعاقة نجاحي، ولا أتحجج بذرائع وهمية كغياب المكننة ونقص التمويل، بل عمدت دائما إلى إيجاد حلول بديلة».
أشارت الباحثة أيضا، إلى نقطة مهمة للنجاح، وهي التعامل كسفير للبلاد، و الحرص على تقديم صورة تعكس حضارة و ثقافة الدولة و تطورها، مع احترام الوقت و انتقاء العبارات و تجنب الخوض في السياسية.وتسعى المهندسة الفلاحية، إلى تقديم دورات تدريبية للمرأة الفلاحة من أجل تطوير فكرها والرقي به، قائلة إن المرأة الريفية الصحراوية قد خطت خطوات عملاقة أثبتت من خلالها تفوقها وتميزها في عدد من الميادين على غرار الصناعات التقليدية و الفلاحية و المجالات الطبية، متجاوزة بذلك شتى العراقيل والصعوبات الشخصية و المهنية.
توصيات الخبيرة للنهوض بالفلاحة الصحراوية

خلال حديثنا إليها، أكدت الدكتورة حليمة خالد، بأن الفلاحة الصحراوية أحدثت قفزة نوعية وكبيرة في الجزائر، فولاية الوادي لوحدها تغطي 40 بالمائة من الإنتاج الوطني للبطاطس، فيما تتميز ولاية بسكرة بزراعة الخضروات و أدرار و المنيعة بالحبوب، وقد وصل بعض المستثمرين إلى تحقيق أكثر من  60 قنطارا في الهكتار الواحد من الحبوب، كون الفلاحة الصحراوية مسقية و تعتمد على المياه الجوفية، مع ذلك يجب حسبها، انتقاء نوعية الحبوب التي تتماشى مع الوسط الصحراوي، و توفير المياه والكهرباء لجميع المزارعين مع تهيئة المسارات الفلاحية.
وقالت المتحدثة، إنه توجد تقنيات حديثة في التسميد وطرق السقي والتحكم في مياه السقي، كي لا يتم تبديد المياه الباطنية، وأنه من المهم اعتماد طرق السقي الحديثة مع مراعاة طرق ومواقيت السقي وكميتها واحترام تاريخ الزرع والمسارات التقنية، مع العمل على تسميد التربة وعمل دورات زراعية متتالية للحفاظ على حيوية التربة، من خلال اختيار محاصيل صيفية مختلفة تزرع بشكل متداول، مع إدراك نوعية المحاصيل الزراعية التي تغذي التربة. فالحبوب على سبيل المثال تزرع مرة واحدة كل ثلاث سنوات، لأنها تتغذى من التربة، مع منح الأولوية للسلجم الزيتي والبقوليات، لأن الأول يعمل على تنقية التربة وفتح جذورها أما الثانية، فتثبت الآزوت في التربة ما يرفع من مردود المحاصيل الزراعية.
ر.ج

رائدة الأعمال والناشطة الجمعوية سلمى مولوج في حوار للنصر
 الانجليزية تفتح كل الأبواب وهذه قصة التحاقي بشركة «ميتا»
استطاعت الشابة الجزائرية سلمى مولوج، أن تلتحق بشركة «ميتا» العالمية وتحتل منصبا مهما كمسؤولة تسويق في مكاتب الشركة بالعاصمة الإيرلندية، وهو إنجاز تقول سلمى في حوار للنصر، إنها حققته بعد مسار مهني طويل اختارت فيه مجال ريادة الأعمال والخدمات المصرفية قبل أن تقرر الانتقال إلى قطاع التكنولوجيا، كما تؤكد الناشطة الجمعوية التي دربت عشرات الشباب على تطوير المهارات الشخصية وتعلم الانجليزية، أهمية هذه اللغة في اقتناص فرص التوظيف والمنح.

حاورتها: ياسمين بوالجدري

في البداية، هلا أطلعت القراء من هي سلمى مولوج وكيف نشأت؟
سلمى مولوج، شابة جزائرية من عائلة بسيطة وُلدت وترعرعت في الجزائر العاصمة. لم أدرس في الروضة ولا في مدرسة خاصة كما يعتقد البعض، فقد تعلمت القرآن في المسجد ودرست جميع مراحل التعليم في مؤسسات تربوية عمومية مثل غالبية الجزائريين. شجعني والداي دائما على حب الخير للآخرين والدراسة، فقد كنت متوفقة منذ الصغر وأحصل دائما على المراتب الأولى في الطورين الابتدائي والمتوسط.
كنت قوية جدا في المواد الأدبية وهي اللغات العربية، الفرنسية والانجليزية والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية وحتى العلوم، وعند التحاقي بالثانوية اخترت شعبة العلوم التي كان معاملا الرياضيات والفيزياء مرتفعين فيها، لذلك لم أحصل معدلات عالية، ورغم ذلك واصلت في الشعبة ذاتها لأنني أحببت العلوم ولأن هذه الشعبة تسمح بدراسة التخصصات العلمية والأدبية في الجامعة.
فضلتُ ريادة الأعمال على البحث العلمي
لم أكن أعرف ما الذي أريد دراسته في الجامعة على وجه التحديد، فاجتزت امتحان شهادة البكالوريا وحصلت عليه بمعدل جيد سمح لي بالاختيار بين تخصصات عدة، فاخترت علوم الطبيعة والحياة لأنني كنت علمية في مرحلة الثانوية. سجلت بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بباب الزوار سنة 2011 وأتممت الماستر في تخصص حماية وإدارة البيئة البحرية ثم حصلت على منحة دراسية في الولايات المتحدة الأمريكية ودرست هناك تخصص القيادة وإدارة الأعمال، وعدت بعدها للجزائر.  
درستِ علم الأحياء، لكنك عملت في مجالات خارج تخصصك بدءا بالمجال المصرفي وصولا إلى تعليم اللغة الانجليزية وإدارة الأعمال. لماذا اخترت هذا الاتجاه؟
منذ السنة الأولى من الدراسة الجامعية كان لدي ميول للغات، وخاصة الانجليزية، فبدأت الحصول على تربصات من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية والمجلس الثقافي البريطاني حول تدريس الانجليزية وكذلك مع منظمة «وي ليرلنينغ آلجيريا». بدأت كمتطوعة لتدريس اللغة الانجليزية في دور الشباب في عين النعجة والقصبة، وقد كانت تجربة تعلمت منها الكثير.
بعد عامين من التطوع بدأت التعليم في مدرسة دولية معتمدة لتدريس اللغة الانجليزية، ثم بدأت أدرّس موظفي الشركات ورجال وسيدات الأعمال، ما فتح لي أبواب عدة وعرّفني على أشخاص كثر في مجال الأعمال، فبدأت أدير المشاريع وأنا مازالت في الجامعة.
يجب اقتناص فرص التدريبات والمنح المتوفرة على الانترنت
لقد شعرت حينها أن مخبر البحث العلمي ليس مكاني، فقد شجعني أساتذتي على مواصلة الدكتوراه لكنني فضلت عدم القيام بذلك، رغم أنني تحصلت حينها على جائزة أحسن عمل علمي في مخبر البيولوجيا البحرية في مؤتمر فرانكو مغاربي عن بحث أجريته عن أنواع من الأسماك وقد كان باللغة الانجليزية. أيقنت أن مجالي هو المشاريع وإنشاء المؤسسات.
كرستِ السنوات العشر الماضية للتطوع لمساعدة الشباب الجزائري من خلال توفير التدريب على القيادة والمهارات الشخصية وأسستِ أول منصة للبث الصوتي باللغة الانجليزية.
ما مدى أهمية المهارات الشخصية والانفتاح على الانجليزية اليوم في رسم مستقبل يحمل فرصا مهنية أوسع للشباب؟
خلال فترة الدراسة الجامعية، لم أكن أدرِّس اللغة الانجليزية فقط، بل كنت منخرطة أيضا في العمل الجمعوي ضمن عدة جمعيات تنظم ورشات للشباب لتطوير أنفسهم وتعلم كيفية تقديم عروض وغيرها من الأمور المتعلقة بتحسين المهارات الشخصية خاصة في القيادة وتحرير السير الذاتية والتحضير لمقابلات العمل وملء طلبات العمل باللغة الانجليزية، وكذلك إجادة برامج «باور بوينت»، «وورد»، «إكسال» ومهارات التواصل حتى يحسنوا التعريف بأنفسهم في حال أرادوا البحث عن عمل، لأن الانجليزية لغة العلم وهي التي تفتح الأبواب للعالمية وليس الفرنسية، كما أن هذه المهارات تفتح أبواب النجاح.
الكثير من فرص المنح والتدريبات والزمالات متوفرة على شبكة الانترنت، وللتقديم عليها يجب إجادة الانجليزية. بدون اللغة الانجليزية سيبقى الشباب في نفس الدائرة ولن يستطيعوا الذهاب بعيدا إذا كانوا يبحثون عن مسار مهني دولي. الشهادة الجامعية لا تكفي إذ لم يستفد الشاب من تدريب أو تكوين أو مشروع تطوعي ولم يطور مهاراته.
الشهادة الجامعية لا تكفي دون تطوير المهارات الشخصية
كنا قد استفدنا أنا و زميلي مراد يازلي من تدريب محترف في محطة إذاعة أمريكية اسمها «الراديو الوطني العمومي آن بي آر»، ومنه جاءتنا فكرة إطلاق مبادرة أصوات الشباب الجزائري سنة 2014. هو مشروع تطوعي أردنا من خلاله تعليم اللغة الانجليزية للشباب وإعطائهم مساحة لاستحداث برامج بودكاست بالانجليزية، بدأناه في العاصمة بإمكانيات بسيطة ثم توسع إلى 16 ولاية بعضها في الجنوب، وبالشراكة مع مدارس تعليم الانجليزية، قدمنا ورشات لأكثر من 300 شخص. المشروع كان رائعا وقد توقف بعد 4 سنوات للأسف، لأنه يتطلب تمويلا في حين أننا كنا نريد الاستمرار في جعله مجانيا.
تم اختيارك قبل سنة للعمل في دائرة إدارة المخاطر والذكاء بشركة «ميتا» العالمية، وقد لقي هذا الخبر تفاعلا كبيرا من طرف الجزائريين، كيف التحقت بهذا المنصب؟
قبل الالتحاق بهذا المنصب كنت بصدد تحضير الإجراءات والاستعداد للسفر إلى لندن للعمل في فرع الشركة التي كنت أشتغل معها في مجال العلاقات المصرفية والاستثمار البنكي. في تلك الفترة وصلتني رسالة على موقع «لينكد إن» من أحد صائدي المواهب كما يُعرَفون، وهم أناس يبحثون عن الأشخاص الموهوبين في كل أنحاء العالم لتوظيفهم في شركاتهم، وقد سبق لي تلقي عدة رسائل منهم.

ساعدتُ الشباب على استحداث برامج بودكاست بالانجليزية
تم التواصل معي واقتُرِح علي العمل في شركة «ميتا» لتغطية منطقة شمال إفريقيا، ثم مررت على المقابلات والاختبارات التي تثبت أنني أتمتع بالكفاءات المطلوبة، خصوصا أن الأمر يتعلق بمنصب دولي، وفي مساري المهني عملت في شركات متعددة الجنسيات لأنني كنت مهتمة بالعمل في شركات عالمية.نجحت في الاختبارات وأرسِلت لي بعد ذلك تفاصيل عرض العمل، ثم قارنتها بعرض لندن، وبعد دراسة وتفكير قررت تغيير المسار من مجال المالية والبنوك، إلى التكنولوجيا لأنها المستقبل، كما أنني كنت دوما شغوفة بوسائل التواصل الاجتماعي ومن الأشخاص المعجبين بمارك زوكربرغ الذي تشرفت بالعمل في شركته.
لا مستحيل يقف في وجه المرأة الجزائرية الطموحة
لهذا السبب أشدد على أهمية الحضور المهني في منصة لينكد إن لمن يريدون العمل في شركات عالمية. أنصح الشباب بتحيين «بروفايلات» لينكد إن الخاصة بهم وتقديم طلبات عمل عبرها، فصائدو المواهب في الجزائر وخارجها، أما من يريدون أن يكونوا مؤثرين في وسائل التواصل في أي مجال، فيمكنهم استخدام منصة أنستغرام.
يبقى فيسبوك موقع التواصل الاجتماعي الأكثـر استقطابا للجزائريين بعدد مستخدمين يفوق 20 مليونا. في مقابل ذلك، لا تزال سلبيات استخدام منصات التواصل محل جدل دائم، كيف تقرئين هذا الجدل؟
وسائل التواصل الاجتماعي هي وسائل ذات حدين مثل الأدوات الأخرى كالكمبيوتر والهاتف وغيرها، فكل شيء له الجانب الإيجابي كما السلبي. يجب أن نستغل وسائل التواصل بإيجابية وأن نتعامل معها بذكاء.
من قطاع المالية والبنوك إلى التكنولوجيا
في الأخير، ما الرسالة التي قد ترغبين في توجيهها للمرأة الجزائرية في يومها العالمي؟
لا شيء مستحيل إذا أردتِ الوصول إلى ما تطمحين إليه. لا تخشي شيئا ولا تتأثري بالسلبيات بل تأثري بالإيجابيات، عليك فقط بالمثابرة والدراسة والعمل والاجتهاد وتعلمي اللغة الانجليزية، فالفرص موجودة في كل مكان والانترنت هو مصدر مليء بهذه الفرص. بالنسبة لي موقع «غوغل» كان صديقي المفضل، فأي فكرة تخطر ببالي كنت أبحث عنها في «غوغل» وأجد بحرا من المعلومات التي يمكن التعلم منها. شخصيا، كنت أعمل دائما ووقتي كله كان مملوءا بين العمل طيلة الأسبوع والدراسة والتكوين، حتى أنه لم تكن لدي حياة اجتماعية وهدفي كان الوصول إلى ما أريده. الحمد لله عملت في شركات عالمية في الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، واليوم أنا أعمل في أوروبا. بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أتمنى النجاح لكل امرأة وفتاة تحارب لتحقق أحلامها، رسالتي للنساء الجزائريات هي، لا تفقدن الأمل، ثابرن واجتهدن، وآمِنّ دوما بأنفسكن، فإذا لم تؤمن بأنفسكن لا أحد سيؤمن بكن. لا تلتفتن إلى من يحاولون إحباط معنوياتكن، فعندما نريد تحقيق غاية ما سنصل إليها. فلتحيا المرأة الجزائرية وكل نساء العالم.
ي.ب

نريمان هنوني أصغر باحثة جزائرية في أمريكا
أقود مبادرة لدعم النساء في مجال التكنولوجيا
قالت أصغر باحثة جزائرية في مجال الذكاء الاصطناعي بالولايات المتحدة الأمريكية، نريمان هنوني، أنها تطمح لإنشاء شركتها الخاصة في هذا الميدان، من أجل خدمة البشرية في المجال الخيري، و بشكل خاص الجزائر كما عبرت عن شغفها الكبير بهذا المجال و سعيها للتقدم في طريق البحث و التطور، موضحة، بأنها تعمل حاليا على تطوير لقاح فيروس كورونا من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في علم البيولوجيا، وهو مشروع تفتخر به كما عبرت، مفصلة في جوانب تخص طريقها نحو النجاح و التميز.

حاورتها : إيمان زياري

النصر: تصنفين اليوم كأصغر باحثة جزائرية في مجال الذكاء الاصطناعي بأمريكا، حدثينا عن نفسك قليلا و عن  بداياتك؟
ـ نريمان هنوني: عمري 23 سنة، كبرت في الجزائر العاصمة، أين نلت شهادة البكالوريا بامتياز في شعبة الرياضيات، درست في المدرسة العليا للإعلام الآلي بواد السمار بالعاصمة، و انخرطت في ناد متخصص هناك     و منه كانت الانطلاقة الفعلية قبل التخرج، حيث سافرت بداية إلى أبو ظبي للدراسة مدة أشهر، ثم عدت إلى الجزائر للبحث عن عمل، و تدرجت مهنيا حتى وصلت إلى كاليفورنيا الأمريكية، أين أشتغل حاليا كباحثة في الذكاء الاصطناعي بشركة تابعة لمخبر «بايو آنتاكت» مكتشف لقاح «فايزر».
رياض بغدادي فتح أمامي أبواب البحث
كيف بدأت قصتك مع التكنولوجيا و الذكاء الاصطناعي خاصة و أنه مجال لا يستقطب النساء كثيرا؟
ـ لم أعتقد يوما أن هناك مجالات يحتكرها الرجال، في الثانوية كنت شغوفة بمادة الرياضيات، و كان لدي أستاذ حببني فيها أكثر، و عرفت أنها مادة مهمة في التكنولوجيا و تطوير الذكاء الاصطناعي، الذي كان حينئذ مجالا جديدا وباعثا على الفضول للبحث والتجريب، أعجبني التخصص ولم يحدني شيء للانخراط فيه رغم أنني التحقت بداية بالمدرسة العليا للإعلام الآلي، و تخرجت منها كمهندسة دولة حاملة لشهادة ماستر بعد 5 سنوات.
انخرطت في نادي «مدرسة الذكاء الاصطناعي» التابع للمدرسة قبل تخرجي، و  بدأت التعلم و النشاط من خلال المشاركة في مختلف الورشات و الفعاليات، و كانت تلك هي المحطة الأولى التي منحتني الشجاعة لخوض التجربة لأختار في السنة الرابعة من الدراسة تخصص «أنظمة الكمبيوتر»، و الذي رافقته ببحوث معمقة قمت بها بمجهودي الخاص.

أسرار النجاح والتطور
من المدرسة العليا بواد السمار، إلى جامعة نيويورك بأبو ظبي، كيف كان هذا الانتقال؟
ـ بدأت العمل على هذا الهدف، خلال السنة الخامسة من دراستي بالمدرسة العليا للإعلام الآلي، فقد كنت مطالبة بإنجاز مشروع نهاية التخرج، تعرفت حينها على الخبير في الذكاء الاصطناعي الدكتور بجامعة نيويورك بأبو ظبي رياض بغدادي، و الذي كان يقدم توجيهات ومحاضرات سنوية لطلبة المدرسة، تمكنت من لفت انتباهه بفضل عملي ليقع علي الاختيار للمشاركة في مشروع خاص في الذكاء الاصطناعي لإيجاد طريقة لتسريع عمل «الكومبايلر» الخاص بالكومبيوتر، فانتقلت إلى جامعة نيويورك بأبو ظبي، أين عملت هناك طيلة 3 أشهر، رفقة الأستاذ بغدادي و حققت نتائج جيدة جعلتني أتحصل على درجة امتياز أخرى في مشروع نهاية التخرج.
بعدما أنهيت دراستي الجامعية، واجهتني إشكالية عدم توفر مراكز عمل خاصة في مجال البحث في الذكاء الاصطناعي في الجزائر، لكنني لم أستسلم و قررت طرق كل الأبواب، و ساعدني في ذلك دعم الأهل و الأصدقاء وضعت سيرتي الذاتية في العديد من الأماكن،  و فكرت في إجراء دراسات عليا أخرى في بلد أجنبي لمضاعفة حظوظي، كانت الأنظار في ذلك الوقت موجهة نحو أمريكا المعروفة بالتميز في هذا التخصص، غير أنه كان أمرا صعبا بالنظر لارتفاع تكاليف الدراسة هناك.
 قررت الاستعانة بمواقع التواصل الاجتماعي مثل  «لينكد إن»  و «تويتر»، و قدمت طلبات عمل للعديد من الشركات قبل بعضها ورفض آخر، علما أن التواصل مع أشخاص  يختصون في مجال التوظيف في الشركات الأجنبية يساعد كثيرا على التقدم للوظيفة بشكل مباشر قبل المقابلة، حيث تمنح الشركة تأشيرة لتسهيل السفر لأي دولة بما في ذلك أمريكاو فرنسا أو لندن، و الحمد لله حصلت على فرصة للعمل في الشركة التي أشتغل بها حاليا.
مواقع التواصل سهلت مهمة توظيفي
ـ  كيف ساعدتك الأجواء داخل المدرسة العليا للإعلام الآلي على تطوير نفسك و الوصول إلى هذا المستوى رغم صغر سنك؟
ـ الأجواء الجادة بالمدرسة العليا للإعلام الآلي و بالنادي الذي انخرطت فيه، ساعدتني كثيرا على الاستمرار من أجل تحقيق حلمي و الذهاب بعيدا، فأن تتمكن من التعلم و اكتساب ثقة و مهارة تعليم الأشخاص، هي واحدة من تسبل النجاح و التطور بالنسبة لأي باحث، أومن أن تعليم الآخرين يساعد على اكتشاف النقائص و السعي للتعلم و التقدم أكثر، كما أنه لا يجب أن نبخل على بعضنا بالمعلومة، و هذا أيضا بالنسبة لي واحد من أسرار النجاح و التطور.
أوظف الذكاء الاصطناعي لتطوير لقاح لكورونا
حدثينا أكثـر عن نشاطاتك البحثية و مهامك ؟
ـ أشتغل بشركة اسمها «إنستاديب» بكاليفورنيا الأمريكية، لديها عدة فروع في دول أوروبية وإفريقية، بدأت هذه المؤسسة كشركة ناشئة، ثم قامت بشرائها شركة «بايو آنتاكت» التي صنعت لقاح «فايزر» المضاد لفيروس كورونا، شاركت معها منذ انتقالي إلى أمريكا قبل سنة    في عدة مشاريع أهمها مشروع أعمل عليه حاليا يتعلق بكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال البيولوجيا       و ذلك من أجل إتمام مهمة تطوير اللقاح ضد فيروس كورونا و هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة إلي.
هذه وظيفتي مع محرك البحث غوغل
النصر: تقومين بنشاطات أخرى خارج البحث العلمي، ما هي و ما الغاية منها؟
ـ  أنشط في منظمة «WTM» التابعة لمحرك البحث «غوغل»، وأمثلها أنا و جزائريات وباحثات أخريات في منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، لكن بسفري إلى أمريكا، قدمت طلبا لتحويل النشاط إلى هناك، و تلقيت الرد بالقبول وسأنطلق في العمل قريبا، المنظمة تعمل على تنظيم تظاهرات و محاضرات مشتركة بين رجال و نساء، نحاول من خلالها استضافة نساء لتعريفهن بمميزات مجال التكنولوجيا، و تبديد مخاوفهن تجاه دخوله، و تصحيح اعتقادهن بأنه مجال صعب و حكر على الرجال فقط، مع إعطاء أمثلة حية عن سيدات تميزن في هذا العالم، و هي مبادرة تدعم النساء في مجال البحث في التكنولوجيا، وقد انخرطت فيها كناشطة بداية، لكنني اليوم ممثلة للمجموعة في عدت دول.

ـ  ما هي الصعوبات التي واجهتك عند انتقالك إلى بلاد بعيدة و كيف تأقلمت؟
ـ  لم أجد صعوبة في التأقلم في المجتمع الأمريكي رغم صغر سني و كوني فتاة مسلمة، بل كان التأقلم سلسا جدا وسط فريق متعدد الجنسيات، على اعتبار أن معيار الانخراط هو الكفاءة، خاصة في المنطقة التي أعيش فيها و التي تمثل قطبا تكنولوجيا هاما، فقد تمكنت من نسج علاقات مع مختصين في نفس المجال و الاحتكاك بهم من أجل التطور و التعلم أكثر، و تقاسم المهام في مختلف المشاريع التي يقومون بها، و تحول طموحي إلى حقيقة مكنتني من التعامل مع باحثين عالميين و مختصين في الذكاء الاصطناعي، و المشاركة في وضع بصمتي الخاصة.
سوف أعود إلى الجزائرلأخدمها بعلمي
ـ  ما هو طموحك و إلى أين تريدين الوصول في هذا المجال ؟
ـ طموحي المستقبلي يكمن في إنشاء شركتي الخاصة التي يمكنني أن استعمل فيها الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشرية جمعاء، خاصة في المجال الخيري من أجل دعم البلدان الفقيرة و السائرة في طريق النمو، و بشكل خاص بلدي الجزائر، الذي لا أنوي العيش بعيدا عنه طويلا، كما أسعى لإنجاز العديد من البحوث في مجال الذكاء الاصطناعي، و لما لا نشر منشورات خاصة مثل ما يفعل رواد المجال عالميا، و سأعمل على ذلك بكامل جهدي و قوتي.
إ. ز

أميرة إرمال صاحبة أفضل مشروع جزائري نسوي
المقاولاتيــــــة الاجتماعيــــة جسـر لتوظيــف النسـاء والمَهـرة
«الشجاعة والمثابرة لأجل النجاح ليست صفات دخيلة على المرأة الجزائرية، التي لطالما كانت حاضرة في كل المراحل الهامة من عمر الجزائر، بداية بالتحرير وصولا إلى مرحلة البناء ومن ثم التطوير. سر التقدم يكمن في الثقة والإيمان بالفكرة، نحن كجزائريات متشبعات بروح المقاولاتية ونملك مفاتيح النجاح يبقى علينا فقط أن نبحث عن الدعم وأن نعطي أهمية أكبر للتكوين»، هكذا شجعت صاحبة منصة «مهن حرة»، أفضل مشروع سنوي نسوي لسنة 2022، النساء على المضي قدما في مجال ريادة الأعمال، كاشفة عن جوانب من قصة نجاحها وكيف انطلقت من فكرة بسيطة إلى إنشاء مؤسسة رائدة في مجال المقاولاتية الاجتماعية.

هدى طابي

 أميرة إرمال، 29 سنة، مهندسة دولة متخرجة من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات بوهران، وقد التحقت بعد التخرج بشركة متعددة الجنسيات منحتها فرصة اكتساب خبرة في الخارج بعدما عملت لمدة سنة ونصف في ماليزيا، قبل أن تعود إلى الوطن لمواصلة نشاطها في مجال المحروقات، وقد تزامن ذلك كما أوضحت للنصر، مع بداية الجائحة وتراجع الحركية الصناعية كثيرا، فقررت أن تستثمر وقت فراغها في مشروع يساعد على مضاعفة فرص التوظيف للشباب وتسهيل الحياة  اليومية للأفراد، بناء على ما لاحظته من حلول تكنولوجية ناجحة في دول آسيا، خاصة ما تعلق بالمؤسسات الناشئة.
الجائحـة محطة التغـيير الإيجــابي
قالت محدثتنا، إن أول مشكلة واجهتها عند عودتها إلى الجزائر، هي الحاجة إلى بعض التصليحات المنزلية التي تعذر عليها إتمامها بسرعة بسبب انعدام اليد العاملة ذات الكفاءة، وافتقارها لأرقام هواتف حرفيين في مجالات البناء، ناهيك عن جهلها بما يحتاجه الأمر من منتجات خاصة بالتصليحات مثل الترصيص و الدهن ومد الشبكات وغير ذلك، ومن هنا تحديدا انطلقت فكرة مشروعها حيث قررت تصميم تطبيق رقمي أسمته «مهن حرة»، يقوم بمهمة الوسيط بين الزبائن والحرفيين والخدماتيين، مع توفره على متاجر إلكترونية للمنتجات ذات العلاقة بمجال البناء، تتيح للزبون اختيار السلعة التي يحتاجها والوصول إليها بشكل أسهل.
بدأت الفكرة حسب أميرة، سنة 2020 وتبلورت في غضون سنة حيث تم إنشاء الشركة الناشئة، التي سرعان ما حصلت على علامة شركة ناشئة «لابال»، وهي علامة فتحت أمامها الكثير من الأبواب كما قالت، حيث تحصي المنصة حاليا 2700 حرفي، وأكثر من 2000 زبون يستعملون التطبيق، وهو تقدم جد مشجع كما علقت، إذ تسعى للتجديد والاستمرارية، من خلال العمل على طرح نسخة معدلة ومحسنة في أقرب الآجال.
الأفـضل لسنة 2022
يكون استخدام المنصة التي تندرج في إطار مشاريع المقاولاتية الاجتماعية، مجانيا للزبون، بالمقابل يدفع الحرفيون وأصحاب المتاجر الإلكترونية اشتراكا سنويا رمزيا، لأجل الاستفادة من خدماتها كما أوضحت، وهي فكرة سمحت للمؤسسة بالتتويج سنة 2022، بجائزة أحسن مشروع نسوي خلال تحد نظمته وزارة الشركات الناشئة واقتصاد المعرفة بالشراكة مع المسرع العمومي «آلجيريا فنتر»، حيث سمح التتويج بتسليط الضوء أكثر على المؤسسة التي تقودها، وتبيان أهمية الحل الاجتماعي الذي توفره لتحسين حياة الأفراد.
حسب المتحدثة، فإن التنافس كان كبيرا بين أزيد من 300 مشارك استقبِلت ملفاتهم، ولكنها تمكنت مع ذلك من التواجد أولا ضمن قائمة أحسن عشرة مشاريع، قبل أن يتم اختيار مشروعها كأفضل مؤسسة نسوية لذات السنة، ما فتح أمامها أبواب كثيرة لإظهار القيمة المضافة التي جاءت بها فكرة المؤسسة في مجال المقاولاتية الاجتماعية، وهو مجال يتطلب مواكبة مستمرة لمتطلبات السوق وتحيينا للمعطيات والخدمات بهدف تلبية احتياجات الزبائن.
«بينك برو» لكــسر الاحـتكار وتحسيـن الجنـدر

قالت محدثتنا، بأنها في ظرف سنة من النشاط، لاحظت وجود فئة معينة من الزبونات اللواتي يطلبن حرفيات لأجل إتمام أشغال معينة في منازلهن وذلك بسبب ظروف اجتماعية معينة أو بالنظر إلى طبيعة محيطهن المحافظ، وهو ما دفعها للتفكير في البحث عن نساء تلقين تكوينا في مجالات لها علاقة بالبناء على غرار الطلاء والكهرباء والترصيص وغير ذلك، وبالفعل وجدت عددا من الحرفيات اللواتي يستوفين شرط التكوين لكنهن لم يجدن فرصة للتوظيف والعمل، وانتهت بخلق شبكة صغيرة على التطبيق تضمن 50 حرفية، وهي خدمة موجهة للزبونات النساء فقط وتحمل اسم «بينك برو» تمكنهن من التواصل مباشرة مع الحرفيات. وتندرج هذه الخدمة المستحدثة، حسب صاحبة تطبيق « مهن حرة»، في إطار المساهمة أكثر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك «تحسين الجندر»، والمساواة بين الجنسين وتوفير أكثر فرص للتوظيف للنساء في مجالات تعتبر حكرا على الرجال وتوسيع مساحات عملها من خلال التنسيق والتأطير الجيد.
تميـز على  أعـــلى المستـويات
 وتسعى أميرة إمرال، إلى دعم المقاولاتية النسوية و رفع المساهمة الاقتصادية للمرأة كما قالت، عن طريق المشاركة في المحافل والفعاليات الدولية، بما في ذلك مسابقة «غلوبل ديوان» للشركات الناشئة التي احتضنتها نيس الفرنسية قبل مدة، أين قدمت مشروعها وتم اختياره إلى جانب ثلاثة مشاريع أخرى من بين الأفضل مع امتياز الاستفادة من المرافقة قصد التطوير، وشاركت بعدها في فعالية «مينا أيسيتتي فوروم» بالأردن، وهو ملتقى عالمي للشركات الناشئة يضم عددا كبيرا من المؤسسات من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث لقي مشروعها الكثير من الثناء والتشجيع، وهو نفس النجاح الذي حصده خلال فعالية أخرى تعنى بالنساء الناشطات في المجال الرقمي في المنطقة المتوسطية.يتناول هذا الملتقى، موضوع المقاولاتية النسوية، كما أوضحت والبحث عن حلول لمساعدة النساء للوصول إلى التمويل، على اعتبار أنهن أقل حظا في هذا الجانب مقارنة بالمقاولين الرجال عبر العالم، ويقوم العمل على تدريب صاحبات المشاريع على مهارات معينة تسمح لهن بزيادة فرصهن في الحصول على التمويل.
 ومن أهم المهارات التي تساعد المرأة على النجاح في مجال المقاولاتية، ذكرت المتحدثة التكوين كشرط أساسي، خصوصا ما تعلق باكتساب المهارات اللينة، التي باتت تشكل عصب النشاط الاقتصادي منذ الجائحة كما أوضحت، مشيرة إلى أن المهارات من شأنها أن توسع فرص العمل والنشاط، إلى جانب التحكم الجيد في اللغتين العربية والإنجليزية التي تعد مهمة لفتح الكثير من الأبواب ناهيك عن الفرنسية كلغة ثانية، تضاعف فرص النجاح في المسابقات مثلا.
نوفر سيرا ذاتية رقميـة
كما ركزت المقاولة أيضا، على جانب التطوير المتواصل للمشاريع وتحيين المعطيات ومواكبة السوق، وقالت بأنها تعمل على تقديم نسخة أفضل عن مشروعها بإضافة مزايا جديدة، كما تطمح إلى تعميم هذا التطبيق عبر كافة ولايات الوطن والتوسع خارج العاصمة ومحيطها، لتشمل الخدمة 12 ولاية على غرار وهران وقسنطينة وبشار وسطيف و ولايات أخرى من الجهات الأربع للوطن، فضلا عن العمل مع الهيئات الوطنية لتكوين الحرفيين، مثل غرف الصناعات التقليدية والحرف ومعاهد التكوين المهني لتثمين المهن وفتح فرص تشغيل أكبر للشباب خاصة في مجال البناء والأشغال العمومية بوصفه من القطاعات الاقتصادية الرئيسية والواعدة.
وتحدثت أميرة، عن سعيها كذلك لتطوير جانب التكوين بما يسمح للحرفيين بتلبية احتياجات السوق والحصول على الكفاءة المهنية، علما أن الانتساب إلى التطبيق يوفر ما يسمى بالسيرة الذاتية الرقمية، التي تدعم بشكل كبير الملفات المهنية، وهي بالعموم خطوة مهمة وضرورية لرقمنة القطاع المهني، الذي لا يجب أن ينحصر فقط على التعليم العالي، بل يستحسن أن يشمل كذلك التكوين المهني.                          هـ. ط

 

الرجوع إلى الأعلى