تستقطب دورات التحفيظ و المراجعة المكثفة لطلبة الأقسام النهائية بالثانوي والمقبلين على شهادة التعليم المتوسط، ملايين الطلبة الذين انخرطوا ضمن مجموعات قد يفوق عددها 200 طالب في الفوج الواحد، من أجل مراجعة أو ما يصطلح عليه في «سوق الباكالوريا» اليوم بالتحفيظ المكثف، في ظل استنكار واسع من أهل الاختصاص و دعوات لوقف نشاط من يصفونهم بالدخلاء و عصابات العلم التي استنزفت جيوب الأولياء و تساهم في إخراج جيل اتكالي و كسول.

إيمان زياري

مع بداية كل عد تنازلي لإجراء الاختبارات النهائية لشهادتي الباكالوريا و التعليم المتوسط، يعيش التلاميذ مع أوليائهم أجواء استثنائية، في ظل ظروف خاصة تصنعها مؤسسات هي أيضا خاصة، تحمل أسماء مدارس خاصة في مختلف الأطوار، و مدارس اللغات أو أكاديميات تعليم و اللغات، تسعى بحسب نشاطها المعتمد لتقديم دروس خصوصية للتلاميذ قصد تحسين قدراتهم و مساعدتهم على المراجعة بطريقة سليمة استعدادا للشهادات الكبرى.
ملايين التلاميذ يدرسون ليل نهار لأجل الشهادة
لم نكن نتوقع و نحن نجري استطلاعنا حول هذا الموضوع أن يكون الحال على ما وجدناه عليه، فحتى و إن لم تصادفك تلك الشعارات أو تسمع عنها في يومياتك، فإنها ستطل عليك من شاشة الهاتف أو الكمبيوتر، بفعل ذلك الكم الهائل من الإعلانات لما يعرف اليوم بـ»دورات التحفيظ المكثف»، سواء تعلق الأمر بمادتي التاريخ و الجغرافيا أو بمادة التربية الإسلامية، و حتى دورات المراجعة المكثفة التي أضحت اليوم مصطلحات تعزف على الوتر الحساس لتلاميذ و أولياء يتلهفون شوقا لرؤية أسمائهم ضمن قائمة الناجحين في شهادتي التعليم المتوسط و الثانوي.
قادتنا جولتنا إلى بعض المدارس أو المعاهد الخاصة بمنطقة بودواو، الكرمة و عليليقية بولاية بومرداس و بمنطقة درارية بالجزائر العاصمة، ذهلنا لعدد التلاميذ الذين كانوا يتوافدون عليها، و في كل وقت، فحتى في الفترة الليلة تعمل بعض المدارس من أجل تغطية كافة الطلبات بحسب ما  أكدته لنا مسؤولة الاستقبال بإحدى المدارس الخاصة ببومرداس، و التي قالت إنها كبيرة و من الواجب حسبها التكفل بها و إن كان ذلك في وقت متأخر، أين يتم تقديم هذه الدورات التي قال بشأنها أولياء تحدثت إليهم النصر  بالمدارس و المعاهد التي قمنا بزيارتها، أنها أضحت ضرورة ملحة في ظل كثافة المقرر.
شاشات عملاقة و مكبرات صوت لأفواج تتعدى 200 تلميذ
اختلفت بين المؤسسات التي قصدناها نوعية الأقسام التي تضم مجموعات الطلبة المعنيين بهذه الدورات، فإن كانت بعض الأقسام تضم بين 35 إلى 50 تلميذا في القسم الواحد بحسب ما بدا عليه الوضع بإحدى الأكاديميات المتواجدة ببلدية بودواو، فإن بعضها الآخر خاصة تلك التي يشرف عليها أساتذة معروفين مثلما هو معمول به ببعض المدارس بدرارية بالعاصمة، تنظم وسط قاعات كبيرة المساحة، تشبه المدرجات الجامعية، في حين تنظم أخرى بقاعات للأفراح، أين يتم جمع ما بين 200 إلى 250 تلميذا في الحصة الواحدة.

التلميذ جلال الذي يدرس سنة ثالثة ثانوي شعبة آداب بالعاصمة، حدثنا عن بعض الكواليس التي تدور داخل حجرات التحفيظ المكثف، بحيث أكد لنا أن العدد الهائل للتلاميذ و كبر المكان، يستوجب أدوات خاصة، أين تقدم الدروس باستعمال تقنية «الداطاشو» و مكبرات الصوت لإيصال صوت الأستاذ إلى كافة الطلبة المتواجدين، مضيفا ردا على سؤال لنا بشأن نجاعة هذه العملية، أن المدرس يقدم الدرس مختصرا مثلا في دورة المراجعة المكثفة، ثم يطرح سؤالا إن كان هناك استفسار من التلاميذ أو هناك تلميذ لم يفهم ليقوم بإفهامه.
و في الوقت الذي أثنت التلميذة نورهان و والدتها التي كانت ترافقها بإحدى المدارس الخاصة ببومرداس من أجل المشاركة في دورة للمراجعة المكثفة، على هذه الدورات و أكدتا أنها ساعدتها و سهلت عليها التحضير للشهادة النهائية، نفت التلميذة جمانة المقبلة على اجتياز البكالوريا شعبة آداب، و زميلاتها، أنهن كثيرا ما يخرجن خاويات الوفاض لعدم فهمهن لدروس معينة، مرجعات ذلك لكثرة عدد التلاميذ و طول ساعات المراجعة التي قد تفوق 4 ساعات في الدورة الواحدة و هو ما يستنزف طاقة التلميذ و يجعله غير قادر على استيعاب ذلك الكم الهائل من المعلومات.
«نجوم» تكتلات لدورات تحفيظ وطنية مقابل مبالغ خيالية
لا يبدو أن دورات التحفيظ المكثف التي تستغرق يومين أو ثلاثة أيام لمادتي التاريخ و الجغرافيا متاحة للجميع، فهي و كما قالت ولية تلميذ  أنها « دورات لمن استطاع إليها سبيلا»، فتكاليفها المرتفعة تجعل منها حكرا على فئة أو طبقة معينة من المجتمع، بحيث يصل سعر دورة التاريخ و الجغرافيا إلى 25.000 دينار جزائري، ما يجعل الغالبية الساحقة تتجه إلى دورات المراجعة المكثفة التي تتراوح أسعارها بين 1800 إلى 2000 دينار كأدنى حد للوحدة من مادة الاجتماعيات المقسمة إلى 3 وحدات تقدم بشكل دوري، بحسب ما أوضحته لنا مسؤولة بمدرسة خاصة ببودواو، أي أن التلميذ يحتاج إلى الانخراط ضمن 3 دورات بقيمة 2000 دينار للدورة الواحدة من أجل إتمام البرنامج ككل.
دورات التحفيظ التي و إن كان لا يتنقل فيها التلميذ من الولاية مقر إقامته، تستدعي تنقل المشرفين عليها، بحيث يقودها مجموعة من الأساتذة المعروفين اليوم في «سوق دورات التحفيظ» وطنيا، أين تقوم المدارس و المعاهد الخاصة بتنظيم دورات تحت إشراف أسماء ذاع صيتها في التحفيظ، ما يشكل مغنطيسا يستقطب اليوم أكبر عدد ممكن من التلاميذ، و يرفع بحسب من حدثونا من أعداد التلاميذ في الدورة الواحدة التي قد تكون أسعارها خيالية و تصل إلى مبلغ 25.000 دينار للتحفيظ المكثف للتلميذ الواحد.
* أستاذة التاريخ و الجغرافيا بالطور المتوسط فائزة بن زنيبة
تحفيظ الاجتماعيات في 3 أيام ضرب من الخيال
قالت أستاذة مادتي التاريخ و الجغرافيا بالطور المتوسط، فائزة بن زنيبة، أنه من المستحيل أن يتمكن تلميذ من حفظ مقرر مادتي التاريخ و الجغرافيا خلال فترة يومين أو ثلاثة أيام، معتبرة دورات الحفظ المكثف مجرد وهم يستدرج بها من يشرف عليها التلاميذ من أجل الربح المادي لا غير.

و أوضحت الأستاذة أن دروس الطور المتوسط تحتوي على مجموعة كبيرة من المصطلحات و الشخصيات و التواريخ، سواء تعلق الأمر بمادة التاريخ و الجغرافيا أو التربية المدنية، مؤكدة أنهم كأساتذة يعانون من أجل إتمام المقرر في كل سنة، ما يضطرهم إلى برمجة حصص إضافية لإتمام البرنامج، و ذلك بسبب الكم الهائل من المعلومات، إلا أن مثل هذه الدورات قد تكون مفيدة للمراجعة فقط و لكن ليس بالسرعة التي يفرضها من يضبط هذه الدورات.
و أوضحت الأستاذة أن هذه الدورات من الممكن أن تحقق 10 بالمئة، فقط من البرنامج كأقصى حد بالنظر لحجم الدروس، و تنصح التلاميذ بمتابعة الأستاذ في القسم منذ بداية السنة، خاصة و أن الاجتماعيات لم تعد تلك المادة التي تعتمد على الحفظ الكلي، بحيث تعتمد على الفهم و التحليل بصفة كبيرة، كما أن أسئلة الشهادة في الغالب أسئلة تتعلق بالفهم.
* أستاذة الاجتماعيات بالطور الثانوي نجلاء بن فوغال
هذه الدورات قد تساعد في التثبيت و البقية إهدار للجهد و المال
ترى أستاذة التعليم الثانوي تخصص مادة الاجتماعيات، نجلاء بن فوغال، أن دورات التحفيظ المكثف خلال وقت قياسي ما بين يومين أو ثلاثة أيام أمر مستحيل، معتبرة أنها قد تكون مفيدة بالنسبة لمن يحفظ دروسه أو لديه مكتسبات مسبقة، و ينضم إليها من أجل التثبيت أو المراجعة فقط.
و ترجع الأستاذة ذلك إلى طول البرنامج الدراسي، في مقابل عدم قدرة العقل على استيعاب ذلك في وقت وجيز، و إن كان من خلال التركيز على العناصر الأساسية فقط، فالتلميذ الذي لا يحفظ حسبها دروسه، من المستحيل أن يتمكن من الحفظ في هذه الدورات.
أما عن الطريقة الأفضل، فتنصح الأستاذة بتخصيص حصص نهاية كل ثلاثي لمراجعة كل وحدة على حدة، داعية التلاميذ و الأولياء إلى الوعي أكثر بما يصلح و ما لا يصلح، كما توصي الأساتذة بأهمية التحسيس بعدم جدوى مثل هذه الدورات خاصة بالنسبة لتلميذ لم يدرس طوال السنة و لم يطلع على البرنامج من الأساس.

* البروفيسور في علم الاجتماع التربوي عزيزة خلفاوي
الدورات الخاصة خدعة ربحية تولد جيلا اتكاليا
تنتقد البروفيسور في علم الاجتماع التربوي بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2، عزيزة خلفاوي، واقع الدروس الخصوصية و دورات التحفيظ و المراجعة المكثفة التي تلقى رواجا كبيرا في السنوات الأخيرة، قائلة إن معظمها يقودها أشخاص من غير أهل الاختصاص بما سمح لهؤلاء الدخلاء حسبها بالسيطرة على هذا النشاط، خاصة و أنهم يديرون مراكز للدروس الخصوصية، في شكل "بزنسة" تذر الملايير.
و أشارت المختصة إلى الأساليب التي وصفتها بغير الشرعية للترويج لنشاطهم، من خلال التكتلات التي يشكلونها في مختلف الاختصاصات و يعملون في مجموعات تنتقل عبر الولايات و العمل على بيع الملخصات التي تغري الأولياء و التلاميذ، علما أن بعضها قد يحمل أخطاء تؤثر سلبا على المتلقي بحسب قراءتها للموضوع.
كما تنتقد الأساليب التي يعتمدها من قالت إنهم ينصبون أنفسهم مدربين، في خدعة تجارية ترتكز على الجانب المادي أكثر من فائدة التلاميذ، مشيرة في ذلك إلى ما يعرف بمسابقة "درع كليك الكبرى" لأحسن مستوى تعليمي رقمي عبر الإنترنيت و التي يتنافس فيها الأساتذة و حتى من غير المختصين للحصول على الدرع الذهبي من أجل الشهرة و لتوسيع دائرة المتابعة، خاصة و أن التطور التكنولوجي حسبها، ساهم في الترويج لذلك من خلال تبني التقنيات الأكثر عصرية بتقنية الزوم، و التي تناسب مواقيتها التلاميذ و الأولياء، و هي التقنيات التي تضم عددا أكبر من الدروس الحضورية فضلا عن غياب الرقابة و عدم دفع ضرائب و لا أي تكاليف.
و أضافت البروفيسور قائلة إن التكنولوجيا و إن كانت أفادت كثيرا في مجال العلم، إلا أن هناك من يعمل على استغلالها لتحصيل أموال طائلة في الدورات الخاصة و حتى الدروس الخصوصية التي تذر الملايير في أوقات وجيزة حسبها، مشيرة أيضا إلى كثرة الترويج لهذه الدورات التي تفقد الثقة في نفوس التلاميذ بحيث يُخيل لهم أن من لم يلتحق بها لن ينجح، مما جعلها كموضة يتنافس فيها الأبناء و الأولياء على حد سواء. الأخصائية التي قالت إنه و بالإضافة للتأثير المادي من خلال استنزاف جيوب الأولياء بمصاريف مرهقة، فإن مثل هذه الدورات التي تقدم مادة جاهزة للتلميذ تعلم التكاسل و الإتكالية، و تقضي على روح المبادرة و البحث عن المعلومة و التعب في تحصيلها، مضيفة أن ذلك يولد جيلا إتكاليا و كسولا يبحث عن الأمور الجاهزة و السهلة، معتبرة هذا الأسلوب التربوي و البيداغوجي خاطئ و يؤثر سلبا على التلميذ، مؤكدة أن الهدف بعيد المدى و يتخطى النقطة و النجاح المؤقت، خاصة و أن المجتمع ضخم فكرة الشهادة و النقطة، إلى درجة أصبحت الأسر و الأمهات تتنافس فيها، مما يجعلهم يلجأون إلى كل الطرق بحثا عن المعدل مع إهمال الجانب التربوي و التكوين للحياة و ليس لشهادة نهائية أو لمعدل فصلي أو سنوي.
أما عن الحلول، فقد شددت على أهمية الردع من خلال العقوبات القانونية على المتجاوزين، بعد عمليات التفتيش و الرقابة الدورية لوضع حد لكل المتجاوزين، باعتبار أنه أضحى قطاعا يتعلق بالجودة و الغش حاله كحال التجارة و قطاعات أخرى، كما نوهت إلى ضرورة محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية و التركيز على العمل الجيد بالمدارس، و تعويد التلميذ على البحث عن المعلومة بدل التعويل على ما هو جاهز.
* مدربة الذاكرة و برامج التحفيظ د.نعيمة
السر في التحفيظ المكثف يكمن في الطريقة
قالت الأستاذة و مدربة برامج التحفيظ  د.نعيمة، إن برنامج التحفيظ المكثف مقترن بطريقة معينة تشكل الأساس في إنجاحها، موضحة أنها ترتكز على ثلاث نقاط أساسية تبدأ من عامل الثقة التي يجب العمل عليه أولا، خاصة أن التجارب العلمية أثبتت أنه من الممكن الحفظ في ثانية و أن الكثير من الأشخاص يمتلكون قدرات عالية على الحفظ، قائلة بأنهم يعملون على زرع التفاؤل لدى التلميذ، و منها العمل على الإستراتيجية الناجعة للحفظ هل يرتكز على التكرار، و منها الانتقال إلى إجراء اختبار بسيط لاختبار الإستراتيجية الأفضل للتلميذ و بالتالي يكتسب ثقة في النفس و يتعرف على قدرات دماغه، ليتم اختيار الإستراتيجية.
أما النقطة الثالثة فترتكز بحسب المدربة على لغة الدماغ القائمة على الصور، بحيث يجري العمل على إرسال الصور للدماغ وفق إستراتيجية معينة تقترن بالصورة، أين يتحول إلى التعلم بطريقة جديدة أساسها المتعة، و منه إلى عالم الاستسلام و التحفيظ و كأن التلميذ يشاهد فيلم، أما فيما يتعلق بتحفيظ التاريخ و الجغرافيا في يومين، فقالت بأنها ضد ذلك لأن برنامج التاريخ طويل جدا، و من المستحسن تقديمه مع الجغرافيا خلال ثلاثة أيام، بمعدل يومين في التاريخ و يوم في الجغرافيا.
و بخصوص الطريقة فتقول المدربة إن هنالك تقنيات أثناء التحفيظ، و الخطأ الذي وقع فيه الكثير في مجال دورات التحفيظ هو أنها أصبحت متاحة لأي كان من غير المختصين سواء كانوا أساتذة أو مدربين، إلى جانب بيع حقائب خاصة، مشيرة إلى كثرة تنقل الأساتذة من ولاية لأخرى و كذا الالتحاق بدورات دون معرفة المدربين فيها، منوهة إلى أنه من الواجب أن يشرف على العملية مختصون في الذاكرة و التي تعزز من تقنية التحفيظ أكثر، و أرجعت فشل البعض أو عدم تحصيل نتيجة لدى التلاميذ إلى عدم عمل المدرب على أحد الجوانب الأساسية التي يقوم عليها التحفيظ، معتبرة أن هذه التقنية لا ترهق العقل في حال اعتماد الإستراتيجية الأنجع، مضيفة أن الأستاذ يتعب أكثر من التلميذ الذي يعتبر مستقبل للمعلومة.
و ردت المختصة بشأن حذف بعض الدروس و الانتقادات اللاذعة التي طالت هذه التقنيات مؤكدة أن الأساتذة يعملون بجد لإثبات العكس و أن هذه الدورات مفيدة في حال طبقت بحذافيرها، أما فيما يتعلق بالمراجعة، فتعود للفروق الفردية بين التلاميذ في الحفظ، مضيفة أن الحفظ يكون ما بين 60 إلى 65 بالمائة، و الباقي يكون على شكل مراجعة في صور على فترات متباعدة.

و فيما يتعلق بكون مثل هذه الدورات التي يقال إنها تعلم التلميذ الإتكالية و الكسل، نفت المدربة ذلك قائلة إن هنالك فئة قليلة تحفظ و جانبها النفسي قوي، بينما الفئة الأكثر هي التي لديها مشاكل في الحفظ، النسيان و غيرها، و هي الفئات التي يستهدفونها و حتى من يحفظ يستفيد من تثبيت المعلومة، مضيفة أن عصر المعلومة يفرض تقنيات أسرع في الحفظ و الرفع من مستوى القدرات، كما دعت إلى إلحاق الأطفال بدورات الذاكرة لتحسين المستوى حتى قبل الشهادات، مع أهمية الانتقاء الأصح للمؤسسات التي يلحقون بها أبنائهم، خاصة و أنها تمنح حصصا تجريبية قبل التسجيل، لأن الهدف حسبها ليس ماديا بالدرجة الأولى.
و انتقدت المدربة غياب تنظيم المجال الذي قالت إنه أحدث الفوضى في الميدان، داعية إلى ضرورة إدراج التدريب بالذاكرة في المقررات الدراسية بالمؤسسات التعليمية من أجل الرفع من قدرات التلاميذ و تحسين مستوياتهم، أما بخصوص تكاليف هذه الدورات، فقالت إنها تختلف بين مركز أو مدرسة و أخرى و من مادة لأخرى، و التي قالت إنها تبدأ من 3000 دينار إلى 7000 دينار للمادة الواحدة في التعليم المتوسط لمدة 3 أيام مع كتاب الدورة، بينما تصل دورات التاريخ و الجغرافيا إلى  12000 و 20000 دينار لتلاميذ الباكالوريا.
و اعترفت المدربة بأن الدورة متعبة جدا و ليس من السهل تقديم برنامج 3 فصول في وقت وجيز، سواء بالنسبة للأستاذ الذي يعمل بجد و هنا يرجع الأمر للإستراتيجية التي يعتمدها الأساتذة، مقرة بوجود دخلاء على النشاط يجب عزلهم لتفادي الفوضى التي تؤثر سلبا على سير العمل.                          إ.ز

الرجوع إلى الأعلى