سيرتا.. سنة بألوان عربية

كسرت عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 روتين قسنطينة وخلقت حركية غير مسبوقة في مختلف الفنون، حيث صالحت المواطن مع قاعات العرض وجعلت الكثيرين يكتشفون ليل سيرتا ويضعون الثقافة ضمن برنامجهم العائلي ، ورغم تفاوت حجم النشاطات وما طرأ من إختلالات تنظيمية والتزاحم الناجم عن التعطش لمثل هذه النشاطات، فإن  المدينة عاشت سنة استثنائية بألوان عربية.
والي قسنطينة السيد حسين واضح للنصر: من ينتقدون " عاصمة الثقافة العربية " يحاولون تغطية الشمس بالغربال
يرى السيد حسين واضح والي قسنطينة بأن الأطراف التي توجه انتقادات بخصوص ما أنجز و ما لم يُنجز خلال تظاهرة عاصمة الثقافية العربية «تحاول تغطية الشمس بالغربال»، و اتهم البعض بالسعي لعرقلة التظاهرة لأسباب غير مفهومة، رغم التغير الجذري الذي يقول أن قسنطينة شهدته، كاشفا في حوار مع “النصر”، بأن مبلغ 54 مليار دينار المخصص لمشاريع التظاهرة لم يُصرف كاملا لعدم إتمام الورشات التي أكد بأنها لن تتأثر بإجراءات التقشف.
أجرى الحوار: ياسمين.ب/ لقمان.ق
اتهمتم مؤخرا بعض الهيئات والجهات بمحاولة إفشال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، من تكون هذه الأطراف و هل من الممكن أن تتخذ إجراءات ضدها بعد انقضاء التظاهرة؟
هذه الجهات تعرف نفسها و أقول بأن التظاهرة كانت لتتم بهم أو دونهم، و بطبيعة الحال ليس الجميع يريدون الخير للبلاد، لكن لا يهم، المهم أن التظاهرة تمت.. المسؤولون الذين عرقلوا التظاهرة لم يبقوا الآن في المسؤولية، و قد حاولنا خلالها التقدم في العمل بإشراك الجميع لأنها تظاهرة بلد كامل بكل مؤسساته إلى غاية المواطن.. نعم حاول البعض عرقلتها لأسباب لم نفهمها، رغم أنها لم تجلب سوى الخير للولاية، فقد كان من المفترض أن يلتف الجميع حول هذا الحدث، و اغتنام هذه الفرصة التي أراها هدية بأتم معنى الكلمة من فخامة رئيس الجمهورية لهذه الولاية، و الأهم أن التاريخ سيشهد من عمل و من لم يفعل.
التظاهرة هدية من رئيس الجمهورية

  هل أعددتم قائمة سوداء للمقاولات و مكاتب الدراسات التي ربما يكون عامل العجلة قد أدى إلى تسجيل عيوب تقنية في المشاريع المسندة إليها في إطار التظاهرة، مثلما  هو مُلاحظ بشارع 19 جوان مثلا؟
في الواقع، كل مؤسسة لا تقوم بواجبها تخضع لعقوبات و فسخ للعقد و هذا ليس أمرا جديدا و قد عملنا به قبل التظاهرة و سنعمل به بعدها.. بالنسبة لشارع فرنسا (شارع 19 جوان) الأشغال أجريت به بشكل جيد، لكن هل يعقل أن تمر السيارات و الشاحنات على شارع مخصص للراجلين!.. المسألة تتعلق بعدم انضباط من طرف بعض التجار و المواطنين سامحهم الله، و هذه ليس مسؤولية المقاول الذي قام بالمطلوب منه حسب المواصفات، بإنجاز طريق يمر عليه شخص و ليس 20 قنطارا، حتى أن هناك من اقتلعوا الأعمدة للمرور بسياراتهم.. إنها مسؤولية هؤلاء الأشخاص الذين تصرفوا تصرفا لا مدني.
سبق للوزير الأول عبد المالك سلال أن صرح بأن المبلغ المخصص لإنجاز مشاريع التظاهرة قدر بـ 54 مليار دينار، هل استهلك كاملا أم تقلّص تبعا لإجراءات التقشف التي انتهجتها الدولة مؤخرا؟
أولا المبلغ لم يصرف بأكمله لأن المشاريع لا تزال مستمرة، خاصة بتلك التي صادفنا بها مشاكل تقنية ترتب عنها تخلي مقاولات عنها، كما لم تتأثر الإجراءات التي اتخذتها الدولة على المشاريع فجلها كان قد انطلق.. لا زلنا نحتفظ بالغلاف المالي الخاص بالتظاهرة وسنوظفه لاستكمال هذه المشاريع في ظروف عادية.
  لا تزال الانتقادات التي طالت التظاهرة مطروحة لليوم، خصوصا بالنسبة للمشاريع التي لم تنته الورشات بالكثير منها، و قد سبق لكم التأكيد بأن ما تم تسليمه كان الحد الأدنى المطلوب من الولاية، فهل كان كافيا برأيكم؟
أعتقد أن من ينتقد ليس له أية دراية بواقع الميدان، عندما يصدر الانتقاد من مواطن فهذا أمر مقبول لأنه لا يعرف الخلفيات، لكن عندما يأتي من أناس لديهم دراية بما يحصل فأعتبر ذلك انتقادا من أجل الانتقاد فقط، و أذكّر بأن من ينتقدون هم نفسهم لا يؤدون عملهم، و أكرر التأكيد على أن الحكومة لم تحدد أبدا أجلا معينا، بل وضعت مستوى أدنى لكي تنطلق التظاهرة، و نحن حققنا أكثر من هذا المستوى، و بالتالي فإن جميع الفعاليات المبرمجة نُظّمت بهذه المرافق في ظروف حسنة و لم يتأجل أو يتأخر أي منها، و ذلك باعتراف الفنانين الجزائريين و حتى الأجانب.
نعم الوقت كان ضيق جيدا، كما أننا غير معتادين على الإنجاز بهذه الوتيرة و بهذه السرعة و بهذا الكم و الكيف، لكن عندما صرنا ننجز في ظرف سنة فقط، بدأ البعض يعاتب، فقد صادفنا مشاكل تعرفونها، و هي مشاكل تقنية و قانونية و متعلقة بالمحيط، حتى أن بعض المواطنين، سامحهم الله، رفضوا أن نحسن واجهات شققهم، و هناك من رفض إصلاح الرصيف بحجة أننا نزعجه، و رغم كل هذا وصلت إلى هذه النتيجة و أظن أن الكل يتفق على أن وجه قسنطينة تغير جذريا، ما عدا بالنسبة للبعض الذين يريدون تغطية الشمس بالغربال و هذه مشكلتهم.
  متى ستستلم المشاريع التي لم تنته بها الأشغال؟
المشاريع عرفت العديد من المشاكل و العراقيل الموضوعية، على اعتبار أنه ليس من السهل ترميم بناية قديمة، كما لم تلتزم المقاولات بالآجال و سجلنا نقصا في اليد العاملة بالورشات، لكن جل المشاريع ستستلم قبل انتهاء السنة الجارية..
إنجاز المشاريع لا يزال متواصلا و 54 مليارا لم تُصرف كلها

سيستلم متحف الشخصيات التاريخية بـ «المدرسة» في 16 أفريل المقبل، و مركز الفنون بالإضافة إلى 4 دور ثقافة بالبلديات من أصل 6 سيتم الانتهاء منها، أما مشروع دار الصناعات التقليدية و الحرفيين فقد عرف عدة اختلالات بسبب قدم و اهتراء بناية الأروقة الجزائرية «المونوبري»، في حين ستُسند ورشة قصر المعارض إلى مؤسسات جزائرية، لاستكمال ما تبقى.. الأشغال بالمكتبة الحضرية تسير بوتيرة جيدة و التأخر الحاصل وقع نتيجة مشاكل موضوعية.
أما مشاريع القطاع المحفوظ التي تضم عمليات ترميم العشرات من الزوايا و المساجد و الحمامات بالمدينة القديمة، سوف تستمر لعدة سنوات، نظرا لصعوبة و دقة الأشغال، فهناك دول متقدمة تمتلك إمكانيات مادية و خبرة في المجال أكبر من الجزائر، استمرت أشغال الترميم بها لعشرات السنوات.

المحافظ  سامي بن الشيخ الحسين للنصر:  من هاجموا التظاهرة انتهازيون و وفرنا 200 مليار سنتيم من الميزانية المرصودة
حاورته : نور الهدى طابي

أكد محافظ تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية سامي بن الشيخ الحسين للنصر، بأن الحدث حقق أهدافه و قسنطينة كانت مميزة في احتضانها للثقافات العربية على اختلافها، رغم كل الجدل الذي سبق و أعقب انطلاق السنة الثقافية، مشيرا إلى أن من هاجموا المناسبة و حاولوا تشويه صورة المحافظة إعلاميا، و لدى المواطنين القسنطينيين، هم أشخاص انتهازيون حاولوا الاستفادة على الصعيد الشخصي من الحدث، و ضبطوا مخططات لتحقيق مكاسب شخصية، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك، وهو ما دفعهم إلى انتهاج سياسة التهجم و التجريح و محاولة ضرب التظاهرة و إفشالها، من خلال وسائل الإعلام و الطعن في نشاط المحافظة و تسييرها للحدث.
المحافظ ليس خزينة متنقلة
المحافظ قال بأن هيئته ارتأت عدم الرد على هؤلاء و ترك الإجابة للعمل الميداني، وهو ما تحقق من خلال إنجاز ما يزيد عن 95 في المائة من البرنامج الذي سطر مسبقا للحدث، و بتكلفة إجمالية أقل مما رصدته الدولة و قيمته 7 مليار دج، مؤكدا بأن ميزانية التظاهرة لم تتعد حدود 5.8 مليار دج، و هو ما يعني تسجيل فائض يعادل 2 مليار  دج ستسترجعه الخزينة العمومية، ما يبرز، حسبه، بأن الحديث عن التبذير و الإسراف و مشاكل التسيير، مجرد هجوم، هدفه الإساءة للمدينة و التظاهرة لا غير.
و أضاف المتحدث، بأن المتحاملين على الحدث لم يفهموا بأن المحافظ ليس خزينة متنقلة، يمكن للجميع الاستفادة منها، لأن تسيير أموال الحدث مقنن و يتعلق ببرنامج دوائر هي المسؤولة عن نفقات برامجها، أما المحافظ فهو منسق يشرف على الأداء العام لهذه الهيئات، مؤكدا بأنه لم يطّلع قط على فواتير الإطعام و الإقامة و السفر الخاصة بالفعاليات.
مستوى حفل الإختتام سيكون في مستوى حفل الإفتتاح
 و أوضح المسؤول بأن الدولة ضخت ميزانية الحدث على مراحل و بدقة، في البداية 2 مليار دج، ثم 4 ملايير دج، فيما لم تستفد المحافظة إلى غاية الآن من 1 مليار دج، كان مبرمجا كحصة ثالثة، علما بأنها شددت على ضرورة احترام الميزانية بشكل صارم و عدم تجاوز المبلغ المعلن عنه.
 المحافظ اعتبر بأن برنامج التظاهرة كان محترما و نوعيا و شاملا، حتى أن العديد من الولايات شاركت في فعاليات الملتقيات و المسرح ، إضافة الى نشاطات أخرى رياضية و ثقافية، معترفا بتسجيل عجز على مستوى دائرة السينما، بسبب تعقيدات إدارية، طرأت بعد تغيير وزيرة الثقافة و تأثير ذلك على أداء اللجان المعنية بمتابعة أعمال الدائرة،  كما عبر، مشيرا إلى أن الفعاليات ستستمر حتى بعد ختام التظاهرة إلى غاية استكمال البرنامج المسطر لها.
عن حفل الاختتام قال بأن مظاهر التقشف لن تطاله، بل سيكون في مستوى حفل الافتتاح، على اعتبار أن ميزانية الحدث ضخت مسبقا وتكاليف الحفل أدرجت ضمن الغلاف المالي المعلن عنه.


قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تعيد الجمهور إلى صالات العرض:
سيرتــــا .. سنة بألـــوان عربيـــة
كسرت عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 روتين قسنطينة وخلقت حركية غير مسبوقة في مختلف الفنون، حيث صالحت المواطن مع قاعات العرض وجعلت الكثيرين يكتشفون ليل سيرتا ويضعون الثقافة ضمن برنامجهم العائلي ، ورغم تفاوت حجم النشاطات وما طرأ من إختلالات تنظيمية والتزاحم الناجم عن التعطش لمثل هذه النشاطات، فإن  المدينة عاشت سنة استثنائية بألوان عربية.
فنانون كبار أحيوا حفلات ونظموا معارض ونشطوا ندوات وملتقيات، تعرفوا على مدينة أبهرت النجوم  فكانت عاصمة الثقافة العربية احد الجسور المؤدية إلى قسنطينة المتربعة على عرش الحاضر والتاريخ.
 اكتشاف ليل سيرتا و الثقافة أصبحت برنامجا للعائلة
سنة ثقافية مرت، عرفت مدا و جزرا و فترات ذروة و أخرى ميزها الركود، و تظاهرة أثارت الجدل والتخمينات المسبقة بالفشل، حتى قبل انطلاقها، بسبب التشكيك في جاهزية المشاريع المبرمجة لاحتضان الفعاليات، و حديث أطراف ثقافية أو من المجتمع المدني عن "المحسوبية و المحاباة في انتقاء الأعمال و الأسماء المشاركة في البرنامج"،  كما أدت الخلافات التي حصلت في البداية داخل المحافظة بين المسؤولة عن مديرية الاتصال والإعلام والمحافظة، وما رافق استقالتها من تصريحات وتأويلات،إلى تسليط الضوء على جوانب تنظيمية أكثر منها ثقافية.
 مشاكل أخرى عكرت صفو العاصمة العربية و جعلت الحديث عن الثقافة و فعالياتها آخر عناوين الصحافة الوطنية و المحلية المهتمة بالتظاهرة، على اعتبار أن ضعف التنظيم و غياب الاتصال، و عدم ضبط نهائي للبرنامج، أنتجت  نوعا من التراشق و الحساسية بين القائمين على الحدث و الجمهور، لدرجة أن البعض انتهى إلى الحكم على التظاهرة بالفشل، قبل انقضاء الثلاثة أشهر الأولى من انطلاقها، فمنذ بدايتها في 16 أفريل الماضي، كان ضعف التنظيم و الإعلام سمة غالبة برأي متابعين لمختلف الفعاليات الثقافية التي عرفتها المدينة، ما جعل الجمهور الحلقة الأضعف.
 رغم تغيير السياسة الإعلامية  في الوقت بدل الضائع من عمر التظاهرة، و اعتماد طريقة الرسائل النصية القصيرة لإعلام المواطنين بمواعيد الفعاليات، فضلا عن استصدار جريدة أسبوعية خاصة بالحدث، بعد توقف مجلة "مقام" و مشاكل الموقع الإلكتروني الذي لم يرق إلى مستوى الحدث، إلا أن غياب إستراتيجية اتصال و تفاعل واضحة، منذ البداية أفشلت مسعى إدماج المواطن بصفة مقنعة.
فعاليات كثيرة نظمت منذ سنة، مر بعضها مرور الكرام، على غرار الملتقيات و الوطنية و الدولية و عددها 18 ملتقى، منها ما لم يتم الإعلام به أساسا و منها ما اقتصر حضوره على منظميه، أموال كثيرة صرفت على أسابيع ثقافية محلية، عربية و عالمية، فارغة  المحتوى، غابت عنها الأسماء الكبيرة و هجرها الجمهور، لدرجة أن بعض المشاركين العرب صرحوا بأنهم تعرضوا للإهانة في قسنطينة، كما حصل مع وفد دولة السودان.
محطات كثيرة مختلفة اختزلت السنة الثقافية في ثلاثة مواقف، الأول الموقف الرسمي الذي بدأ قبل انطلاق الحدث مع الوزيرتين السابقتين نادية لعبيدي و قبلها خليدة تومي، اللتين خاضتا سجالا طويلا مع وسائل الإعلام، سببه مسألة جاهزية مشاريع عاصمة الثقافة العربية من عدمها و ميزانية الحدث و آليات تسييرها، ومن ثم ترقية الوالي إلى وزير و بقاء منصبه شاغرا لمدة ثلاثة أشهر، و كذا تحويل مدير الثقافة إلى بومرداس و استخلافه خلال آخر أيام الحدث، قبل أن يختم الوزير الحالي عز الدين ميهوبي الجدل مؤخرا، بالتأكيد بأن التظاهرة نجحت في مسعاها لعدة أسباب أهمها دعم الرئيس و ثراء البرنامج، أما المشاريع فهي مكسب للمدينة حتى و إن لم تكتمل، مثل قصر المعارض،  متحف الفنون و مشاريع الترميم بالمدينة القديمة ( المساجد و الزوايا).
 الموقف الثاني صنعه الصراع بين المحافظة و الديوان الوطني للثقافة و الإعلام على تسيير قاعة العروض الكبرى أحمد باي، المنشأة الثقافية التي أسالت لعاب الكثيرين، نظرا لكونها قلب الحدث و يشمل الحديث عن تسييرها فواتير و أرقام أعمال و صفقات، مشكلة خلفت قطيعة و صراعا ضمنيا بين الهيئتين المسؤولتين عن متابعة الحدث، ما انعكس سلبا على مساره.
 أما الموقف الثالث، فهو الجمهور، ورغم عدم وجود أرقام أو بيانات توضح مدى تفاعل الجمهور مع الحدث، إلا أن هذا الأخير كان الحلقة الأضعف منذ بداية السنة، وحجته في ذلك غياب الإعلام، سوء التنظيم و كذا مشكل طبع دعوات خاصة،  وضعت كشرط لحضور الحفلات و وزعت بطريقة عشوائية  طرحت الشكوك في أوساط المواطنين، فضلا عن  الإعلان المتـأخر  عن جعل بعض النشاطات مدفوعة الثمن.
المسرح يعود بقوة و فعاليات أخرجت الفنون الجميلة من عزلتها
الجانب الإيجابي في التظاهرة الثقافية العربية، هي أنها كسرت الرتابة في مدينة تعودت النوم على الساعة السادسة مساء و أعادت القسنطينيين إلى جو السهرات، كما كسرت صورة الثقافة التي باتت تختزل في الغناء و الرقص و فتحت المجال أمام الفنانين التشكيليين، من رسامين و نحاتين، لعرض أعمالهم و الاحتكاك بجمهورهم بعد سنوات من العزلة، كما أعادت الشعر و الشعراء إلى الواجهة، من خلال أماسي الشعر العربي، و ملتقيات و مهرجانات كمهرجان الشعر النسوي.  
فعاليات رصدت لصالح إنجاحها ملايير الدينارات و جندت لتنظيمها 12 دائرة، هي على التوالي دائرة المسرح التي قامت بعمل كبير منذ انطلاق الحدث، فأعادت الفن الرابع إلى الواجهة بعد غياب، كما أعادت الجمهور إلى الركح و لو نسبيا، فقدمت 38 عرضا من أصل 44 تم اختيارها من بين 118 نصا مسرحيا، منها أعمال أنتجت على مستوى مسارح جهوية كعنابة و سكيكدة.
دائرة المعارض نظمت ما يزيد عن 22 معرضا في الفنون التشكيلية من نحت و رسم، بالإضافة إلى لقاءات و ندوات مع فنانين عانوا التهميش لسنوات و أعادت فتح أروقة العرض، كما أوجدت متنفسا مناسبا لعشاق الفنون الجميلة. من جهته تأثر نشاط دائرة التراث اللامادي بغياب الجمهور في العديد من المناسبات، رغم برنامجه المتنوع.
دائرة الملتقيات بمعدل 16 ملتقى دوليا و وطنيا، قدمت مجموعة متنوعة من المحاور، أضيف إليها زيادة على البرنامج الأصلي ملتقيان دوليان، حول الفكر الإصلاحي و أعلام المدينة، فشلت منذ بدايتها في كسب رهان الجمهور رغم أهميتها و انتهى بعضها بمحاضرات  حضرها المنظمون فقط، بسبب مشكل ضعف الإعلام.
دائرة السينما الغائب الأكبر، فقد سجلت حضورا جد محتشم من خلال مهرجان الفيلم العربي، و استفادت من ميزانية إنتاج بقيمة 48 مليار سنتيم،لإنجاز 15 فيلما:6 أفلام  طويلة و  9 وثائقيات، لم يعرض سوى 20 في المائة من الأعمال، على غرار " وسط الدار"،  "البوغي" و"لالة زبيدة و الناس"، بالإضافة إلى عدد من الوثائقيات التي وقعت ضحية سوء البرمجة، بسبب الحشو و عرضها جميعها في الأسبوع الأخير من التظاهرة.
من جهة ثانية، فإن عدم جاهزية مشاريع تهيئة قاعات العرض أثر سلبا على مجرى الفعاليات السينمائية.
دائرة الكتاب خصص لها غلاف مالي بقيمة 90 مليار سنتيم، نشرت 200 عنوان من بين586 عنوانا كانت مبرمجة بعد ما تم تقليص عدد الكتب من1000 عنوان إلى500، لتستقر عند 200 عنوان و باقي العناوين تم تحويلها إلى صندوق دعم الإبداع .
و كان مسؤول الدائرة، قانا ياسر عرفات، قد أوضح للنصر في وقت سابق، بأن مشكل تأخر ضخ الأموال الخاصة بالدائرة، وراء تقليص عدد المطبوعات و تأخر طبعها و عدم توزيعها، موضحا بأن كل المؤسسات المكتبية التابعة للدولة ستستفيد من إنتاج التظاهرة.
قاعة العروض الكبرى أحمد باي شريان الحدث
شكلت قاعة العروض الكبرى أحمد باي أو " زينيت قسنطينة"، أهم محطة في التظاهرة، باعتبارها مرفقا ثقافيا ضخما و فريدا بمقاييس عالمية، يعد أكبر مكاسب المدينة، و قد أسند تسيير هذه المنشأة منذ انطلاق التظاهرة، إلى الديوان الوطني للثقافة والإعلام بقرار من الوزير الأول عبد المالك سلال، فاحتضنت ما يعادل 50 في المائة من فعاليات البرنامج العام، بمعدل 48 أسبوعا ثقافيا وطنيا، شاركت فيه وفود فنية من ولايات الوطن، استعرضت موروثها الحضاري و عرفت به، كما شاركت 10 دول عربية في الحدث الذي استضاف أيضا 17 دولة صديقة، على غرار إيطاليا، ، أندونيسيا، اليابان، فرنسا، ألمانيا، هولندا، الهند و الولايات المتحدة.
قاعة أحمد باي كانت المرفق الوحيد الذي استقطب الجمهور و عرف مشاركة فعلية للقسنطينيين، بفضل احتضانه للعديد من الحفلات الوطنية و أخرى ذات بعد عربي، على غرار حفل تكريم الراحلة وردة بحضور 40  شخصية فنية و إعلامية عربية، فحقق نسبة مشاركة قصوى من قبل الجمهور، رغم مشاكل التنظيم و فضيحة بيع دعوات حضور الحفل في السوق السوداء.
عدا ذلك استحقت قاعة العروض الكبرى العلامة الكاملة  باحتضانها لـ  87 نشاطا، منذ انطلاق الحدث العربي. 
نور الهدى طابي     

الزينيت  و الماريوط و هياكل و أحياء  بحلة جديدة: مشـــاريع ضخمة غيّرت وجـــه المدينة و أخرى تبقى ورشات مفتوحة
لا تزال العديد من المشاريع التي كان من المُفترض استلامها قبل انقضاء تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة ورشات مفتوحة، حيث عرفت تأخرات تعلّق بعضها بمشاكل مالية و إدارية و أحيانا بعقبات تقنية، لكن السلطات ترى بأن ما سُلّم كان كافيا لإنجاح الحدث، باستغلال هياكل أنجزت في "وقت قياسي".. "النصر" تفقدت مختلف المشاريع و أطلعت على وتيرة الأشغال، كما تحدثت مع المقاولات حول الصعوبات المسجلة.
يُعد مشروع قصر المعارض الذي اختيرت أرضيته بالقرب من قاعة العروض الكبرى أحمد باي، من بين الورشات التي عرفت تأخرا كبيرا و ظلت مجرد حبر على ورق منذ أزيد من سنة، رغم مراهنة السلطات عليها كمرفق هام لإنجاح الحدث، حيث أدى تأخر إجراءات فسخ الصفقة مع المجمع الإسباني بعد عدم التوصل لاتفاق بخصوص تخفيض نسبة الضمان على تكلفة المشروع، إلى توقيف الأشغال في انتظار إسنادها لمؤسسة جزائرية.
مشاكل مالية  عثّرت ورشة "المدرسة"
و بمقر الولاية القديم بحي القصبة الذي تقرر تحويله إلى مركز للفنون، لا تزال عملية الترميم مستمرة بعد انطلاقها منذ أزيد من سنتين، و توقفها لمدة تفوق 6 أشهر خلال السنة الفارطة بسبب عدم تلقي المؤسسة الجزائرية المشرفة على المشروع لمستحقاتها المالية و عدم تسوية الوثائق الإدارية، حسبما ذكرته مصادر من الورشة قالت أيضا أن غياب المخططات ساهم بشكل كبير في تأخر المشروع، الذي سيكون بحسبها جاهزا، و لو بصفة جزئيا، قبل 16 أفريل المقبل، في حال مضاعفة وتيرة العمل إلى 16 ساعة في اليوم طيلة الأسبوع.
"المدرسة" أو متحف الشخصيات التاريخية، مشروع عرف العديد من المشاكل و العراقيل، ما تسبب في تأجيل موعد استلامه في أكثر من مرة، حيث أعلنت السلطات الولائية عن تسليمه قبل انطلاق التظاهرة، قبل أن تؤجله إلى ديسمبر من السنة الفارطة و من ثم إلى شهر مارس، غير أن الأشغال إستمرت إلى الساعات الأخيرة من موعد إختتام التظاهرة .
و لاحظنا خلال زيارتنا لـ "المدرسة"، بأن المشروع لا يزال ورشة مفتوحة، حيث يعكف العمال على إتمام الأشغال بالطابقين السفليين و الطابق العلوي و الأرضي، و ذكر لنا مصدر مسؤول بالورشة، بأن عدم تسوية الوضعيات المالية و الوثائق الإدارية و كذا عدم التنسيق بين المديرية المشرفة و مكتب الدراسات، تسبب في تأخير استلام المشروع، الذي أشرفت على إنجازه مؤسسة صينية، و كادت أن تحوله إلى خراب نظرا لعدم تحكمها في التقنيات الخاصة بترميم البنايات القديمة، لولا تدخل الوالي و سحب الصفقة منها و منحه إلى مؤسسة جزائرية متخصصة.
استلام المكتبة الحضرية  وحديقة "باردو" مؤجل إلى إشعار آخر
مشروع دار الصناعات التقليدية و الحرفيين بشارع "فرنسا" أو ما يعرف سابقا بـ "المونوبري"، يراوح مكانه بعد أزيد من سنة عن انطلاق الأشغال و تسليمه للصينيين تارة ثم إسناده لمؤسسة محلية تارة أخرى، كما أثبتت تحاليل الخرسانة التقنية عدم نجاعتها،  قبل أن تمنح هيئة الرقابة التقنية موافقتها على  المخطط الجديد، لكن الأشغال توقفت مرة أخرى نتيجة نقل جميع العمال إلى ورشة إنجاز ملحق دار الثقافة بدائرة الخروب.
و تأجل استلام مشروع المكتبة الحضرية بحي زعموش، هو الآخر، إلى إشعار غير معلوم، و إن كانت أسباب التأخر "موضوعية" برأي المؤسسة المشرفة و السلطات المحلية، بعد العثور على بقايا أثرية خلال عمليات الحفر الأولى، و التي كان يعتقد في البداية بأنها تعود للعهد النوميدي، حسب ما أكده  باحثون مختصون من وزارة الثقافة، الذين افترضوا بأنها عبارة عن بوابة قديمة، غير أنه و بعد التدقيق تم نفي الفرضية، لتضطر المؤسسة المنجزة إلى تعديل مخطط إنجاز المكتبة، قبل أن تنهار الطريق المحاذية لها فجأة، ما استدعى تدخل مديرية الأشغال العمومية لإنجاز جدار دعم.
و ذكر مشرفون على المشروع، بأن الأشغال في الفترة الحالية تسير بوتيرة جيدة، حيث من المقرر أن تستلم المكتبة قبل نهاية السنة الجارية، أي أن ذلك لن يكون قبل اختتام التظاهرة التي يفصلنا عنها أقل من أسبوعين، في الوقت الذي أطلقت فيه مديرية التجهيزات العمومية مناقصة لاقتناء عتاد و أثاث المكتبة، أما متحف الفن و التاريخ الذي سيشيد على مسافة أمتار قليلة من المكتبة فوق أرضية صعبة تطل على وادي الرمال، فقد تم سحبه من المجمع البلجيكي في انتظار أن يسند إلى مؤسسة محلية.
و لم تتجاوز نسبة الإنجاز بمشروع الحديقة الحضرية بحي "باردو" 50 بالمائة، حيث عرف العديد من المشاكل  منذ انطلاقه، فبعد ظهور انزلاقات بالموقع على ضفاف وادي الرمال، طفت إلى السطح مشكلة أخرى تتمثل في تحويل الاعتمادات المالية للمجمع الإسباني، الذي رفع دعوى قضائية ضد مديرية البيئة بسبب عدم تلقيه لمستحقاته المالية، كما طرأت على المشروع عدة أشغال و أعباء مالية إضافية، على غرار إنجاز 300 عمود دعامة بقيمة 82 مليار سنتيم للحد من الإنزلاقات الحاصلة بالمكان، كما لم تحدد السلطات بعد موعد تسليم المشروع، الذي لا يزال يعاني من مشكلة الإنزلاقات و نقص اليد العاملة.
أما فيما يخص دور الثقافة الست الموزعة على عين عبيد، الخروب، علي منجلي، زيغود يوسف و حامة بوزيان ، فقد عرفت هي الأخرى المصير نفسه، حيث تسير الأشغال بها على قدم و ساق من أجل استدراك التأخر، كما قررت السلطات المحلية تسليم منشأتين منها في برنامج اختتام تظاهرة عاصمة الثقافة العربية، و يتعلق الأمر بداري ثقافة بعلي منجلي و الخروب.
المواد المستعملة في تهيئة شارعي "فرنسا و "سان جان"  تثير الجدل
لا يزال مشروع إعادة تهيئة شارع "فرنسا" بوسط المدينة، يطرح أكثر من علامة استفهام حول نوعية و جودة الأشغال، فبعد إزالة الطريق الرئيسية بصفة نهائية و تعويضها بممر مخصص للراجلين شُيد بحجارة مستوردة من إيطاليا، لاحظنا أن الشارع تدهور بشكل كبير و اقتلعت حجارته بعد أقل من عام من تهيئته، فيكفي القيام بزيارة خاطفة إلى المكان سواء من مدخل شارع "كازانوفا" أو من جهة "الروتيار"، للوقوف على وضعية أقل ما يقال عنها أنها كارثية، حيث ظهرت أوحال و برك تغطي الأرضية بسرعة كلما تساقطت قطرات من الأمطار.
عملية تهيئة شارع "فرنسا" و كما عبر لنا مواطنون، خيب توقعات سكان المدينة و جاءت نتائجها مخالفة تماما للنموذج الذي وضعه مسؤولو مديرية التعمير، و الذي  بقي مجرد رسومات على ورق، حيث أصبح المرور عبر الشارع  يسبب الشعور بالضيق و الاستياء لمرتاديه و للسكان و التجار، وفق ما لمسناه من التصريحات.
و قد ذكر تقنيون في الهندسة المعمارية خلال فترة الإنطلاق في الأشغال، بأن الحجارة وضعت بطريقة مستعجلة و بشكل مائل دون دراسة الأرضية، ما عجل بظهور العيوب التي لم تكن موجودة من قبل في ذلك المكان، و ذكروا بأن وضع الحجارة في فترة تساقط الأمطار تسبب في "عدم نجاح" المشروع.
و شكلت نوعية بلاط الرصيف المستعمل مؤخرا بشارع بلوزداد "سان جون"،  استغراب و حيرة المواطنين، فبعد سنتين من توقف المشروع و تداول ثلاث مقاولات عليه، عينت مديرية التعمير مقاولة قامت بصب الإسمنت و طبعه بدل وضع حجارة أو بلاط يليق بصورة وسط المدينة، حيث علق غالبية المواطنين بأنه لو تم ترك البلاط القديم لكان أفضل، فيما تداولت العديد من مواقع التواصل الإجتماعي صور المشروع التي وصفوها بالبائسة.
وسط المدينة بحلة جديدة وقاعة "زينيت" المكسب الأكبر
و بالرغم من التأخرات المسجلة التي اختلفت أسبابها باختلاف طبيعة كل مشروع، استفادت قسنطينة بفضل التظاهرة العربية، التي خصصت لها الدولة أزيد من 5400 مليار سنتيم لإنجاز و ترميم الهياكل و 700 مليار سنتيم لبرنامج النشاطات، من منشآت ثقافية ضخمة أهمها قاعة العروض الكبرى "زينيت" أو أحمد باي و هي صرح فني مهم احتضن معظم الفعاليات و الأسابيع الثقافية، كما أعيد تأهيل قصري مالك حداد و محمد العيد آل خليفة و المسرح الجهوي، و تم تسليم فندق "ماريوت" ذو الخمس نجوم الذي أنجز في ظرف سنتين تقريبا.
و لا يخفى على أحد الشكل الجديد الذي صار عليه وسط مدينة قسنطينة، فقد تم بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، تهيئة الأرصفة و الشوارع الرئيسية التي كان وضعها متدهورا إلى وقت قريب، كما نظمت ممرات الراجلين و أماكن توقف السيارات و تم تحسين و طلاء واجهات المباني و وُضعت النافورات و أشجار الزينة، و حتى الورود و الأضواء بالمحاور الرئيسية، فيما أضفت الواجهة الجديدة لقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة جمالية أكبر على وسط المدينة الذي أصبح ينبض بالحركة، و صار مقصد العشرات من المواطنين في الفترات المسائية، و حتى العائلات التي تنقلت إليه خاصة في فصل الصيف و خلال شهر رمضان، بعدما كان يتحول، قبل أقل من سنة، إلى مكان شبه خال كلما حل الظلام.
جسور قسنطينة على غرار جسر باب القنطرة و سيدي مسيد زادت جمالية هي الأخرى و صارت تستقطب أعدادا أكبر من السياح الذين يزورونها من مختلف الولايات، بعدما تم تزيينها بالأضواء التي رسمت لوحات مميزة كل مساء بين صخور وادي الرمال، أما الجسر العملاق أو جسر صالح باي، فقد تحول إلى الوجهة الأولى تقريبا لكل الوفود التي تزور قسنطينة في إطار التظاهرة، فهذه المنشأة الضخمة التي تم تدشينها أشهرا فقط قبل انطلاق الحدث الثقافي، صارت معلما رئيسيا لعاصمة الشرق الجزائري التي تودع اليوم تظاهر.
لقمان.ق

نور الدين بوقندورة مدير الثقافة لولاية قسنطينة: الـنـقائـص المـسجلـة خــلال التـظـاهـرة لـم تـؤثـر علـى سيـر الـحدث
وصف مدير الثقافة الجديد لولاية قسنطينة نورالدين بوقندورة، النقائص المسجلة خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية بالعادية
 و قال أنها  لم تؤثر على مكانة المدينة العريقة بحضارتها و ثقافتها و لا على سير الحدث. المسؤول اعتبر بأن غلق عديد المساجد و بعض الأزقة دفعة واحدة لأجل أشغال الترميم و ما شهدته من تأخر تسبب في عدم استغلال الكثير من المواقع و المعالم سياحيا خلال التظاهرة، كاشفا عن دراسة قرار ترميم قاعتين سينمائيتين و استغلال باقي الميزانية التي استفادت منها قسنطينة في إطار التظاهرة لتجسيد فضاءات متعددة القاعات والخدمات»سينما ميلتي ديبلاكس» ، بالإضافة إلى  تجهيز كل مرافق العرض بأجهزة حديثة بتقنية «دي سي بي».
النصر: كيف وجدت عاصمة الثقافة العربية، بعد استلام المشعل ثلاثة أشهر قبل اختتامها؟
مدير الثقافة بوقندورة: قسنطينة مدينة عريقة بتاريخها و جذورها، و هي مدينة ثقافية بامتياز أحب من أحب و كره من كره، و استحقت تظاهرة بحجم عاصمة الثقافة العربية، لأن ذلك يليق بمكانتها الحضارية، و لا يمكن أيضا إغفال الحظ الكبير الذي نالته من المشاريع التنموية الممتازة و التي ستكون على المدى القصير،  المتوّسط و الطويل بمثابة منارة للإشعاع الثقافي و حتى السياحي  و من تلك المشاريع إعادة الاعتبار والتأهيل، للمواقع الأثرية والمباني و الزوايا و المساجد.
لكن تأخر أشغال الترميم الذي حال دون استغلال الكثير من المعالم التراثية والأثرية والتاريخية للمدينة سياحيا في هذه التظاهرة أثار الجدل وانتقاد الكثيرين؟
أعمال الترميم ليست بالأمر السهل، لكن ما كان يجب فعله منذ البداية، هو عدم ربط عمليات الترميم المسطرة بالتظاهرة، و الاكتفاء بإعلان المشروع، ثم التخطيط الجيد لذلك، لما يتطلبه ذلك من مدة لا تقل عن الثلاث سنوات في أحسن الأحوال ، كما تحتاج ليد عاملة متخصصة، ومتابعة جادة و المراقبة المكثفة لكل المراحل، لأهمية هذا المشروع، كما كان من الأفضل تفادي غلق كل الأماكن المدرجة ضمن مشروع الترميم دفعة واحدة، و البدء بالمباني الأكثر تضررا، حتى لا تحوّل كل الأماكن إلى ورشات ترميم في آن واحد، مثلما حدث مع المساجد 12القديمة التي و بدل غلقها كلها، كان من الأحسن ترميم مسجدين و فتحهما، ثم الانتقال إلى مسجدين آخرين و هكذا، لكن على المواطن أن يبتهج ويصبر، طالما أن الكثير من المباني و المساجد و الفنادق و الأزقة و الزوايا.. استفادت من ميزانيات مهمة، و أن المدينة ستلبس حلة جديدة، و مشرّفة و لا يهم المدة التي استغرق تجسيد ذلك.
انتهت التظاهرة دون استلام ولو  قاعة سينما  واحدة مثلما تم الإعلان عنه سابقا؟
بالنسبة لقاعات السينما الست بالإضافة إلى قاعة السينماتيك التي تكفل المركز الوطني للسينما بترميمها، كلها لها مؤسساتها التي سترى النور عما قريب، و التي كان هناك  تشاور بين وزارة الثقافة والولاية بخصوص تجهيزها بمعدات متطوّرة منها تقنية «دي سي بي»التي يفرضها أغلب المخرجين الجدد، و هو ما دفعنا لتزويد قاعة قصر الثقافة بهذه الأجهزة والتي ستدخل حيّز الاستغلال قريبا، في انتظار توسيع العملية إلى باقي المرافق، بالإضافة إلى استغلال المبلغ المعتبر الذي استفادت منه قسنطينة لإعادة تهيئة قاعات السينما في فتح فضاءات متعددة القاعات والخدمات مثلما هو معمول به في الخارج، «سينما ميلتي ديبليكس»، لكن هذا لا يمنع من الحفاظ على القاعات وإعادة ترميمها لتبقى كمعالم سينمائية بالمدينة.
ماذا عن النقائص المسجلة بالفعاليات المختلفة المجسدة خلال التظاهرة؟
التظاهرة مثلها مثل باقي التظاهرات التي احتضنتها الجزائر من قبل، كسنة الثقافة الجزائرية بفرنسا و عاصمة الثقافة العربية بالعاصمة والإسلامية بتلمسان و قبلها المهرجان الثقافي الإفريقي، و لا يمكن أن تمر دون تسجيل نقائص، لأن البرنامج كان مكثفا على مستوى كل دوائر المحافظة من ملتقيات و مؤتمرات و معارض فنية و أدبية.و لعل أهم النقائص المسجلة كانت على مستوى الإعلام، حيث مرت العديد من الفعاليات المهمة و كأنها لا حدث بسبب ذلك، عكس باقي التظاهرات السابقة التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة و يومية.
ما رأيك في الحساسيات المسجلة بين بعض المسؤولين و التي تحوّلت إلى حديث العام و الخاص؟
بحكم متابعتي القديمة الجديدة للتظاهرة، اعتبر ما حدث راجع لنقص احترافية بعض الإطارات الذين كان بإمكانهم تجاوز مشاكل في رأيي بسيطة و تجاوز الحساسيات من خلال تقبل الانتقادات البناءة و العمل بها، لأن هدف الجميع واحد وهو إنجاح التظاهرة.
هل واجهت مشاكل مع غيرك من المسؤولين؟
لا كل المسؤولين على الدوائر في التظاهرة زملاء و تربطني بهم علاقة صداقة و عمل حتى قبل التحاقي بقسنطينة كمدير للثقافة، و هناك تنسيق جيد فيما بيننا.
ما هو أكبر عبء توارثته عن الإدارة السابقة؟
صراحة أنا كمدير تنفيذي، لقطاع الثقافة بقسنطينة، أؤمن بالعمل الجماعي، و قد وجدت إطارات و كفاءات تم تعيين أغلبيتها بقرار وزاري، و وجدت منهم كل الدعم لذا لم أواجه  مشاكل عجزت عن حلها حتى الآن.     
حاورته مريم بحشاشي  

رئيس اللجنة الثقافية بالمجلس الشعبي الولائي نذير عميرش: مركزية التسيير عزلت المسؤولين المحليين  و خلفت سوء التنظيم
  اعتبر رئيس لجنة الشؤون الثقافية بالمجلس الشعبي لولاية قسنطينة نذير عميرش، بأن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، كانت منذ البداية مركزية التسيير و القرار، فضلا عن  تغيير المسؤولين المحليين، و ترقية الوالي السابق نور الدين بدوي إلى منصب وزير و هو الذي كان ملما بكل صغيرة و كبيرة تخص برنامج الحدث، ما أثر سلبا على سير التحضيرات، خصوصا و أن الولاية ظلت لأزيد من ثلاثة أشهر دون وال، وهو ما صعب عملية التوقيع على بعض القرارات و الإجراءات المتعلقة بشق التجهيز، خصوصا برنامج الترميمات، كما قال. وحتى بعد تعيين الوالي الجديد حسين واضح، كان استكمال البرنامج في آجاله وهو الذي يشمل 100 إنجاز و 17 ترميما، تحديا حقيقيا، لذلك تم التركيز على قاعة العروض الكبرى و بعض مشاريع التهيئة الخارجية بالدرجة الأولى، و يجب عدم إغفال مسألة تغيير مدير الثقافة في منتصف التظاهرة، حسبه. و أضاف النائب، بأن لجنته لم تشرك في الحدث ولم تستشر حوله، لدرجة أن أعضاءها كانوا يجهلون أبسط تفاصيل البرنامج العام للتظاهرة، حتى ما تعلق بقضية طبع الدعوات لحضور فعاليات ثقافية ممولة من طرف الدولة مسبقا، وهي إشكالية عانى منها حتى والي الولاية الذي حول إلى منسق، بسبب المركزية في التسيير،و منح كامل الصلاحيات لإطارات مركزية نصبت على رأس دوائر محافظة التظاهرة .
كما أن السياسة الخاطئة في التعامل مع الحدث و استيراد منظمين من خارج قسنطينة، جعل المدينة تفوت على نفسها فرصة اكتساب خبرة و تكوين في مجال احتضان المناسبات الكبرى، مؤكدا بأن الحديث في كل مرة عن كون قسنطينة استفادت من مشاريع هامة بفضل التظاهرة، غير منطقي لأن مدينة بحجم قسنطينة، كان من المفروض أن  تتوفر على مثل هكذا هياكل مسبقا، أي قبل التظاهرة، لذلك فالقول بأن المنجزات هي مكسب لقسنطينة فيه الكثير من المبالغة و محاولة التغطية على الفشل التنظيمي الذي غيب المواطن و المسؤولين المحليين و جعل التظاهرة تخسر الرهان الإعلامي، رغم أن ميزانيتها ضخمة.من جهة ثانية، اعتبر المتحدث بأن التظاهرة خلقت الحركية داخل المدينة و حملت لها الكثير من المشاريع الواعدة، أثمرتها زيارة سفراء العديد من الدول إلى قسنطينة، فأبرموا اتفاقيات اقتصادية و دبلوماسية، فضلا عن مشاريع للتوأمة، إلا أن الحدث جرى بمعزل عن المواطن، بسبب معضلة ضعف الاتصال و غياب إستراتيجية إعلامية، إضافة إلى فوضى التنظيم.المتحدث قال بأن الإشكالية الحالية تتعلق بالحفاظ على مكتسبات التظاهرة و تثمينها، من خلال تحديد أطر قانونية واضحة و مجدية، على غرار إنشاء مؤسسات عمومية لتسيير قاعة العروض الكبرى و قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، الذي رفع ملف الفصل في آلية تسييره للوزارة مؤخرا، مضيفا بأن لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي الولائي، لن تكون قادرة على مساءلة المسؤولين عن التظاهرة بعد انتهائها، لأن صلاحياتها محدودة، و التسيير كان مركزيا منذ البداية.
نور الهدى طابي

محمد علاوة حاجي صحفي العربي الجديد: التظاهرة كشفت عن خلل غياب الجمهور  في الفعل الثقافي
اعتبر الإعلامي محمد علاوة حاجي، صحفي بيومية العربي الجديد، بأنه  من الصعب جدا تقييم تظاهرة بحجم عاصمة الثقافة العربية و الحكم عليها بالنجاح أو الفشل، نظرا للتفاوت في الإنتاج بين مختلف الدوائر، فهناك دوائر يمكن القول، بأنها نجحت إلى حد بعيد في مواكبة الحدث، بينما سقطت دوائر أخرى إذ لم تقدم ما يستحق الإشادة، لكن عموما كان هناك عمل كثير أعاد قسنطينة إلى الواجهة الثقافية و الحضارية، حتى وإن كان برنامج الفعاليات بعيدا نوعا ما عن مستوى الحدث.
النقطة الأضعف، حسب علاوة حاجي، كانت ضعف الإعلام و الاتصال، إذ أنه من غير المنطقي، كما قال، أن تخفق محافظة التظاهرة بإمكانياتها البشرية و المادية في ضبط إستراتيجية اتصال و إعلام ناجعة، و تفشل في إطلاق موقع إلكتروني يرقى إلى مستوى الأجندة البسيطة، وهي مآخذ أثرت كثيرا، حسبه، على التظاهرة و تسببت في تغييبها كليا عن وسائل الإعلام العربية، رغم زخم البرنامج و بعده الدولي، لذلك يمكن القول بأن الإعلام، كان بمثابة عثرة فوتت على قسنطينة فرصة البروز و التميز عربيا.
صحفي العربي الجديد أضاف بأن التظاهرة و بعد أن أتت على نهايتها، كشفت عن وجود خلل في العملية الثقافية عموما، ترجمها غياب الجمهور عن الفعل الثقافي، إضافة إلى ذلك فإن إنتاجات الحدث لا تعني شيئا، إذا لم تتوفر على خاصية الاستمرارية، فما فائدة إصدار 1000 كتاب إذا كنا عاجزين على تسويقه و توزيعه، و الخروج بالمطبوعات من النمطية  التراثية و التاريخية؟
موزة دغيش صحفية بوكالة الأنباء الجزائرية: نشاطات فارغة وأخرى ضخمة لم تنل حقها إعلاميا
أكدت صحفية وكالة الأنباء الجزائرية، موزة دغيش بأن التظاهرة كانت بمثابة نقلة نوعية أحدثت تغييرات كبيرة و كثيرة في مدينة الجسور، منذ الإعلان عنها سنة 2012 و ختامها، مضيفة بأنها كإعلامية بمؤسسة بحجم وكالة الأنباء واكبت الحدث منذ انطلاقه وحتى نهايته، و قد تطلب ذلك برمجة خاصة، شملت وضع مخطط عمل لتغطية  جانب التحضيرات و التجهيزات، مرافقة المسؤولين في خرجاتهم الميدانية و نقل المعلومة من المصدر، ثم العمل على إبراز أهم الهياكل و المكاسب الجديدة من خلال إصدار تقارير خاصة عنها، على غرار قاعة العروض الكبرى أحد باي.
بعد انطلاق التظاهرة، تم استحداث ركن خاص و قار بفعاليات عاصمة الثقافة العربية، قدم كل التفاصيل الكبيرة و الصغيرة عن البرنامج و النشاطات، كما وفر أرشيفا كاملا عن الحدث، وهو عمل لم يقم به حتى مسؤولو الاتصال بمحافظة التظاهرة.
الجانب التنظيمي، ضعف الاتصال و غياب المعلومة، كانت من بين أبرز إخفاقات الحدث، إن لم نقل بأنها كانت مشاكل أساسية، لأن مثل هذه النقائص أعاقت عمل الصحفيين الذين اضطروا في العديد من المناسبات لخوض جدالات و الدخول في مناوشات مع المنظمين ليسمح لهم بأداء مهامهم، المشكل أثر أيضا على مستوى التغطية الإعلامية لبعض الفعاليات كالملتقيات الدولية و النشاطات المسرحية الهامة، التي لم تأخذ حقها بالكامل، بسبب ضعف الإعلام وهو ما جعل الجمهور في معزل عنها، رغم أن ذلك لا ينفي بأن بعض الفعاليات كانت فارغة من المحتوى، على غرار بعض الأسابيع الثقافية للولايات التي لم تقدم الجديد.
نور الهدى طابي

الأديبة زهور ونيسي: عاصمة الثقافة كانت أنجح بقسنطينة أكثر من العاصمة و تلمسان
«أعتقد بأن مجهودات كبيرة بذلت لإنجاح التظاهرة ولابد من تثمينها، وأنا شخصيا حضرت الكثير من الفعاليات المنظمة بالمناسبة، و التي لاحظت فيها كمواطنة و مثقفة و أديبة، بأنها كانت موّفقة إلى حد كبير، كما يجب الاعتراف بأن قصر مدة التحضيرات لتظاهرة مهمة بهذا الحجم، كان له تأثير واضح، و مع هذا أرى بأن قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، كانت أنجح من عاصمة الثقافة العربية بالعاصمة و الإسلامية بتلمسان، و عليه فالجدير في مثل هذه المناسبات، عدم الاهتمام بكلام المحبطين.
من جهة أخرى، علينا الاعتراف بأن ثمة فعاليات ذات توجه روحي و تاريخي، تجاوزت قيمتها كفاءة المشرفين عليها، وفي الوقت ذاته، أبانت فعاليات أخرى عن كفاءات مشّرفة كانت مهمشة، لذا فأرى من المهم، تشكيل لجنة لتقييم الفعاليات، تقييما علميا للوقوف على مدى حسن سير الأمور، و رؤية مدى تكامل البرنامج المسطر، لأن النظري يبقى جميلا.
قسنطينة ثرية بالتراث المادي و اللا مادي و لا يمكن إبراز كل مكتنزاتها الثقافية في سنة واحدة، لما يتطلبه ذلك من مجهودات كبيرة و أعمال جادة بعيدا عن الارتجال المسجل من حين إلى آخر.
نقطة أخرى لاحظتها كمتابعة، و هي أن الجانب الفني طغى على الجانب الفكري و الأدبي، بسبب عدم تمييز الكثيرين بين الفن و الثقافة و تناسيهم بأن الأولى هي  جزء من الثانية التي تشمل أيضا الأمور الفكرية و الأدبية و التاريخية.
مشروع آخر تمنيت لو جسد، وهو ملتقى حول مالك بن نبي، غير أنه مثلما يقال، إرضاء الناس غاية لا تدرك، ولا يمكن إرضاء كل المثقفين و المفكرين والباحثين و الأدباء و الفنانين من مطربين و مسرحيين و سينمائيين و تشكيليين، و عليه لا يمكن الحكم على التظاهرة لا بالسلبية التامة و لا بالإيجابية التامة، في نظري، فمثلا على المستوى الأدبي، أنصفت التظاهرة قسنطينة، من حيث عدد الإصدارات الأدبية الجديدة، لكن حبذا لو فكروا في ندوات و قراءات في كتب، و بشكل خاص في الإصدارات الجديدة لتوسيع المنفعة.»

الإعلامي والمهتم بالمجال السينمائي فيصل مطاوي: مهرجان الفيلم العربي المتوّج مفتاح لإعادة بعث الحركة السينمائية بقسنطينة
«لا يمكن تقييم التظاهرة من حيث الإنتاج، لأننا لم نتابع إلا فيلما واحدا وهو «وسط الدار»لسيد علي مازيف، حيث لوحظ تأخر رهيب في تقديم الأفلام المنتجة في هذا الإطار، و لو تم تجسيد المشاريع السينمائية قبل انطلاق الحدث، لكان أفضل و لاستغلت تلك الأفلام في إثراء برنامجها و استفيد منها أكثر، من حيث النقاشات من قبل السينمائيين و المختصين الذين كان من المفروض أن تستقبلهم التظاهرة.
 المهم أن الأعمال التي يجري تحضيرها إلى حد الساعة، ستضاف إلى سجل السينما الجزائرية، وقد تشاهد لاحقا.
الجميل في التظاهرة أيضا هو كسب قسنطينة على الأقل، لمهرجان سينمائي مهم و هو مهرجان الفيلم العربي المتوّج الذي أعلن وزير الثقافة عن ترسيمه و تثبيته سنويا، و هو ما سيكون بمثابة مفتاح لإعادة بعث الحركة السينمائية بالمنطقة.
و كان تأخر ترميم قاعات السينما الذي حال دون استغلالها خلال لحدث، من النقاط السلبية المسجلة،وكان من المفروض توفيرها، لأنه من غير المعقول أن تكون ثالث ولاية كبرى في الجزائر، لا تتوّفر على قاعة سينما لعرض أفلام تليق بتظاهرة بحجم عاصمة الثقافة العربية، و مع هذا فإن التحدي الكبير الذي ينتظر مدينة الصخر  العتيق، هو التسيير الجيّد للقاعات التي سيعاد فتحها بعد انتهاء أشغال الترميم، حتى تبقى مفتوحة أمام الجماهير. نفس الشيء بالنسبة للمكسب الكبير للمدينة و للجزائر عموما و المتمثل في قاعة أحمد باي التي تتوّفر على قاعات يمكن استغلالها لعرض الأفلام، خاصة مع تقنية «الدي سي بي» التي تسمح بذلك.
و لعل المشكل الأساسي لعاصمة الثقافة العربية هو غياب التواصل مع الإعلام الوطني والمحلي، و تأخر المحافظة في تدارك ذلك، مما حال دون الترويج للحدث بالشكل المناسب.
بالنسبة للسينما، كانت هناك ندوة مهمة حول الإنتاج السينمائي في الجزائر، والتي فتحت آفاقا جديدة في المجال السينمائي ونتمنى أن تكون هناك ندوات أخرى بخصوص تمويل وتوزيع الأفلام، ونفس الشيء بالنسبة لورشات التكوين التي كانت منعدمة، في الوقت الذي كانت فيه الفرصة مواتية لتنظيم مثل هذه الفعاليات في حضور مختصين في المجال».

المخرج المسرحي خالد بلحاج: سنة الإنتاج الوفير لأب الفنون وعروض دون جمهور
«فوز قسنطينة بمرافق ثقافية جديدة مهمة، مكسب للمدينة و أهلها و للفن والفنانين، وقد حز في نفسي وصدمت من بعض المواقف المخزية لبعض المسؤولين والمشرفين على الحدث الثقافي المهم، وما صدر منهم من تصريحات جارحة.أنا كابن لمدينة قسنطينة، تألمت لذلك و تأسفت للتصرفات التي أساءت لمدينة العلم والثقافة.
كل تلك المواقف والتصرفات، تعكس أسباب عدم تحقيق التظاهرة للمبتغى وطموحات الفنانين والمثقفين من أبناء المدينة والجزائر عموما، الذين كانوا ينتظرون الكثير من هذه التظاهرة. إن الكم الهائل للأعمال المنتجة خلال هذه السنة، لا يعبّر بالضرورة على استعادة المسرح لجمهوره، لأن الواقع أكد تقديم عروض في قاعات شبه خالية، و بالتالي يجب البحث عن أسباب هذا العزوف لتداركه، وإن كان هناك تباين في استقطاب الجمهور من عمل إلى آخر، فإن المسرح أثرى رصيده من حيث الإنتاج، خلال هذه المناسبة و كانت قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، سنة الإنتاج المسرحي.
وأنا كمخرج لأول عمل مسرحي يتناول الأعمال الأدبية لمالك حداد و الذي أنتج  في إطار عاصمة الثقافة العربية والموسوم «هرمونيكا» ، تفاجأت لقرار إجبار الضيوف على شراء تذكرة لحضور العرض الشرفي وهو ما اعتبره أمرا غير معقول و مؤسف، لأن مثل هذه العروض، عادة ما تتم دعوة الضيوف لحضورها، أي أنها مجانية، وما زاد من صدمتي هو طلبهم مني شخصيا دفع ثمن  40 أو  50تذكرة لمنحها لضيوفي.
كما أن نقص التغطية الإعلامية، مقارنة بحجم التظاهرة، وعدم إسهام الحدث في تغيير عادات بعض المثقفين، من حيث جذب اهتمامهم وتحفيزهم على حضور العروض، يجعل من الأعمال الكثيرة المنتجة لا حدث، علما و أن الكثير من زملائي قدموا عروضا دون جمهور تقريبا، كما تنقلوا إلى مناطق أخرى، دون أن يتم إعلان أو إخطار المهتمين و هواة المسرح بذلك، و بالتالي كان مرورهم مرور الكرام و هذا مؤسف، و يعكس انعدام الإيمان بأبعاد التظاهرة، من حيث تثمين تراثنا و إثراء رصيدنا الفني في مجال المسرح، و المسؤولية الأولى تقع على المسؤولين، كما أن انعدام التنسيق بين المشرفين على فعاليات مهمة، لم تمنح للأسف حقها.
وكغيري من المسرحيين، كنا نطمح لرؤية حركة كبيرة واحتكاك بين المسرحيين والنقاد والجامعيين والطلبة، وكذا تنظيم ورشات تكوين متخصصة وعروض للفرق المسرحية العربية، لكن لا شيء من هذا القبيل تحقق».

الفنان التشكيلي حسن بوذراع: قاعات العرض الجديدة أعادت للحركة التشكيلية نبضها
«السلطة وضعت خطة لإعادة مكانة قسنطينة،إلى ما كانت عليه قبل 1990، والتظاهرة كانت انطلاقة حقيقية للأنشطة الثقافية التي تخدم المدينة وتجعلها مدينة سياحية، واليوم تم توفير كل البنى التحتية لإنجاح ذلك، لكن يبقى الاستمرار والحفاظ على هذه المكتسبات من واجب أبناء المدينة و توفر إرادة مسؤوليها.
و إن كانت الحركة التشكيلية استعادت نبضها، أو بالأحرى تفاءل التشكيليون باستعادتها بفضل ما استفادت منه قسنطينة من مرافق للعروض الفنية الجميلة بكل أنواعها، غير أنه لا يزال هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى إعادة النظر، فالفعاليات الكبرى عادة ما تساهم في بناء الثقة بين الفاعلين و الإدارة، للأسف لم يتحقق ذلك في هذه المناسبة المهمة التي رغم استفادة المدينة من قاعات للعروض الفنية، بمقاييس جمالية و معايير مناسبة، و تنظيم العديد من المعارض، لكن القائمين على المعارض التشكيلية اكتفوا بعرض الأعمال دون متابعة أو لقاءات أو تبادلات بين الفنانين و المتلقين من هواة فن الرسم و النحت، الشيء الذي أثار استياء الكثيرين و دفعهم للتعبير عن عدم رضاهم عن الوضع، بمقاطعة المعرض الذي كان من المتوّقع تنظيمه في الأسبوع الأخير بقاعة العروض الكبرى أحمد باي في رأيي، حيث بادر المشرفون على التظاهرة إلى إرسال دعوات لفنانين، امتنع أغلبهم عن الرد والاستجابة، نتيجة انتكاسات تعسفية تعرّض لها الفنانون القسنطينيون في المعرض الأول الذي أقيم بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة.
مثلما أسلفت، لا يمكن إنكار المكتسبات الكثيرة التي استفادت منها قسنطينة التي لم تكن في السابق تتوّفر على فضاءات و مرافق شاسعة للعرض التشكيلي، لكن لابد من حسن استغلال تلك المكتسبات، لتكون نافعة و تخدم الفن والفنان، و ليس كما كنا نلاحظه في كل مناسبة للعرض تحسب لفائدة الإدارة، لأن المعرض في الحقيقة يدخل في إطار الأنشطة السنوية الخاصة بالإدارة وهي المستفيد الوحيد، حسب معلوماتي المتواضعة، و للأسف عاصمة الثقافة العربية لم تقم بدورها تجاه الفنان، رغم أن الكثيرين تفاءلوا خيرا، بعد اختيار مدينتهم لاحتضانها و بدأوا يفكرون في كيفية الرجوع بعد الغياب التام للمعارض الذي عانوا منه طيلة سنوات، غير أنهم لم يجدوا استجابة».

سمير بوكريديرة رئيس الجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية وقائد الجوق الوطني: الموسيقى القسنطينية حققت في سنة ما لم تحققه في عقود
«من حيث عدد المشاريع المجسدة، كان لقسنطينة حظا  وفيرا ما يبعث على الافتخار والتفاؤل، فالمرافق الثقافية التي استفادت منها الولاية، مكاسب مهمة لا يمكن إنكارها، نفس الشيء بالنسبة لنصيب الموسيقى المحلية التي حققت في سنة، ما لم تحققه في عقود، كتسجيل نوبات المالوف و الحوزي والمحجوز، بالإضافة إلى تسجيل التراث العيساوي والوصفان وهذا مكسب للفن القسنطيني المتميّز و طريقة مثلى للحفاظ عليه، حتى وإن أثارت طريقة انتقاء المشاركين في هذه العملية المهمة، الكثير من الجدل و الاستياء في أوساط الفنانين، لما عرفته من مظاهر المحاباة و تهميش أسماء لها وزن كانت ستساهم في إثراء التسجيلات بخبرتها الطويلة.
من الأعمال التسجيلية التي تعد إضافة مهمة لذاكرة المدينة الموسيقية، فيلم «البوغي» و ما احتواه من مقاطع جميلة من معزوفات رائعة البوغي الموسيقية و التي كان لي شرف المشاركة في أدائها.
 وكمدير للجوق الجهوي للموسيقى الأندلسية و قائد للجوق الوطني، صدمت ولم أفهم سبب تهميش مؤسسة وزارية كمؤسستنا التي لم تشارك لا في الافتتاح ولا في الاختتام و غيّبت طيلة السنة، في مدينتنا، فيما كان حضورنا أكبر بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.
نقطة سوداء أخرى، لا يمكن تجاهلها و هو التنظيم الذي لم يكن محكما، بالإضافة إلى نقص الإعلام و الإشهار، مما جعل التظاهرة تمر و كأنها لا حدث، رغم الإمكانيات الكبيرة المسخرة لذلك، حيث مرت حفلات دون جمهور و هذا عيب و ظلم في حق المشاركين، خاصة الضيوف العرب. في السابق كان يتم استخدام سيارة بمكبر صوت تجوب الشوارع لإعلام الناس بالحفلات، و كانت العملية ناجعة، و اليوم و نحن في عصر تكنولوجيات الاتصال و توّفر كل الوسائل لذلك، عجزنا عن إعلام و استقطاب الجمهور، و كان حريا بالمشرفين على التظاهرة التفكير في ترتيب و استغلال شاشات عملاقة في الشوارع الرئيسية في ذلك، و أيضا لتذكير المواطن بأهمية التظاهرة التي حظيت مدينته بشرف احتضانها».

ضيوف التظاهرة التقطوا و نشروا صورا لمعالمها و جسورها: قسنطينة تخطف الأضواء بمواقع التواصل الاجتماعي و تجد لها حيّزا بصفحات النجوم
 شكلت قسنطينة طيلة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية   2015 حضورا قويا و متميزا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تضاعف عدد الصفحات الحاملة لمختلف أسماء المدينة التاريخية العريقة، بشكل ملفت خلال هذه السنة، و التي خصصها أصحابها لمواكبة الحدث، من خلال تداول أخبار الصحف و نشر صور مغرية، لمختلف مواقعها و معالمها السياحية، فيما اهتم آخرون بجانبها التاريخي، كما برزت مدينة الصخر العتيق في صور التقطها زوارها من نجوم الفن العرب و الأجانب و لم يتأخروا في نشرها على مواقعهم و صفحاتهم الخاصة.
و قد سهلت تقنيات الهواتف الذكية عملية التقاط و نشر الصور باحترافية عالية، ساهمت في الترويج للسياحة الداخلية بشكل فردي تارة، و جماعي تارة أخرى، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا الفايسبوك، أين تخصص الكثيرون في التقاط و تنزيل الصور، بشكل يومي، لكل حفل، أو معرض، أو أي حدث ثقافي يحضرونه، و بشكل خاص التظاهرات التي يتم تنظيمها بالمواقع السياحية كنصب الأموات المطل على جسر سيدي مسيد و وادي الرمال، الذي احتضن حفلات راقية، منها الحفل الذي وقعته الأوركسترا الوطنية بعنوان «سمفونية الجسور» ،و شارك فيه عازفون من كل من إسبانيا،تونس و المغرب و تألقت فيه الأوكرانية «طامارا طالينكينا» بلوحة «نوس دو فيغارو» لموزار. كما شهد الموقع خرجات استجمامية و جلسات «قهوة العصر» التي أراد أبناء المدينة تقاسم لحظاتها الشيقة مع الزوار العرب و إطلاعهم على بعض عادات و تقاليد المدينة،  و هو ما ساهم في تضاعف عدد زواره على مدار السنة، سيّما نهاية الأسبوع، أين يغص المكان بالسياح الذين لا يفوتون متعة التجول و التقاط صور تذكارية بجسر سيدي مسيد و الكورنيش.جسور قسنطينة نالت هي الأخرى نصيبها الوافر من اهتمام المفتونين بسحر مدينة الصخر العتيق الذين رأوا بأنه من حق مدينتهم عليهم، الترويج لها سياحيا، بهدف جذب الناس لزيارتها، لما تتمتع به من مناطق و معالم فريدة، حيث اجتهد هواة التصوير الفوتوغرافي و تنافسوا في التقاط جوانب جذابة، تعكس ملامح مختلف الحضارات التي تعاقبت على مدينة يزيد عمرها عن 25 ألف سنة، مثل الجسور الثمانية التي يسرد كل جسر منها حقبة تاريخية مهمة، بالإضافة إلى آثار جسور أخرى تحطمت بفعل الزمن و المناخ، لكن صخورها لا تزال تحتفظ بذاكرة مدينة بدأ تاريخها مع قدوم الأمازيغ و تنوعت تسمياتها بين «قرتا» و «سيرتا» و «ساريم باتيم»و أطلقت عليها صفات مثل مدينة عش النسر، الصخر العتيق، الجسور المعلقة و مدينة الهوى و الهواء.و قد حاول الكثيرون التوثيق لقسنطينة كل على طريقته، بشكل خاص عبر الصور، فمنهم من اختار إبراز سحر و خصوصية فن العمارة بالأحياء العتيقة، أين تم تداول صور بيوت قديمة لا تزال صامدة، تصارع لأجل البقاء و الحفاظ على عبق تاريخ المعمار البربري الإسلامي و حتى الأوروبي.الجدل الذي رافق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية إلى آخر لحظة، وجد هو الآخر منابر للنقاش عبر تلك المواقع التي سجلت تعليقات ثناء تارة، وانتقاد تارة أخرى، من قبل أبناء المدينة خاصة و الجزائريين عموما، حيث لم يفوّت الكثيرون تسليط الضوء حتى على التفاصيل.
 لعل الخارطة السياحية القسنطينية جذبت أنظار السياح العرب أكثر، بفضل الصور المبهرة التي التقطها و نشرها نجوم الطرب العربي إلى جانب الموسيقيين و المخرجين و الممثلين، و نفس الشيء بالنسبة للباحثين و الأكاديميين العرب و الأجانب الذين شاركوا في مختلف فعالياتها، عبر مواقعهم و صفحاتهم الإلكترونية الخاصة،  مثلما فعل ألفا بلوندي و قبله سامي يوسف، محمد عساف، ديانا كرازون، مساري، سعد رمضان، هدى سعد، شاينا موزس، بيلي كوبهام كوينتت، الفلسطيني تامر أبو غزالة، الفرقة الكولومبية كومبيا يا، المجموعة البريطانية إنكونييتو و الممثلين و المخرجين الذين شاركوا في فعاليات الفيلم العربي المتوّج و على رأسهم مادلين طبر...و  مؤخرا ماجدة الرومي  وغيرها كثيرين ممن  عبرّوا عن بهجتهم و استمتاعهم بلحظات لا تنسى، مثلما وصفها البعض، و أثنوا على الجمهور المتحمس للموسيقى و الفن عموما، و كذا حفاوة الترحيب من قبل أهل المدينة.      
مريم/ب

أبهرت فنانين عرب: التظاهرة أعادت بريق النجوم إلى سماء المدينة
زار الكثير من نجوم الصف الأول، من فنانين و مطربين عرب، عاصمة الثقافة خلال مناسبات عديدة، فمنهم من أحيا حفلات كبيرة بقاعة العروض الكبرى في إطار سهرات المدينة، بينما حل آخرون ضيوفا على مهرجان الفيلم العربي المتوج،  وشارك البعض في فعاليات أسابيع ثقافية عربية، سمحت لهم بالتعرف على المدينة و منحت لقسنطينة فرصة البروز في الإعلام العربي، من خلال أخبار وصور زياراتهم التي نشروها عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي و تناقلتها مواقع إخبارية مختلفة، نجوم الفن العرب قالوا عن قسنطينة الكثير.
 الفنانة ماجدة الرومي:  هنيئا لقسنطينة بعرسها الكبير
اعتبرت الفنانة العربية ماجدة الرومي غناءها مجددا أمام جمهور قسنطينة شرفا كبيرا لها، خصوصا و أنها اختيرت لتكون ضيفة حفل ختام التظاهرة العربية، التي كانت مناسبة أعادتها مجددا إلى بلد السلام، و إلى مدينة الجمال، مهنئة قسنطينة بنجاح عرسها الكبير و مؤكدة بأن حبها لشعبها و إعجابها بتنوع و ثراء فنها، فوق كل الكلمات.
 المطربة ديانا كرازون: من بين أجمل المدن التي يحلو لي لقاء أهلها
وصفت الفنانة الأردنية ديانا كرازون قسنطينة بالمدينة الساحرة، معلقة بأنها واحدة من بين أجمل المدن التي زارتها، و عبرت عن سعادتها بالغناء أمام جمهور باتت تربطها به علاقة قوية، خصوصا و أنها ليست المرة الأولى التي تلتقيه فيها، كما قالت في حوار جمعها بالنصر خلال الصائفة الثقافية، بأنها تغتنم الفرصة خلال كل زيارة لالتقاط صور للجمهور و لجمال المدينة.
المطرب محمد عساف: عاصمة الثقافة درع في وجه العدوان على الحضارة
النجم الفلسطيني محمد عساف، قام بإحياء حفلين بقسنطينة، الأول خلال تكريم أميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية و الثاني في صيف التظاهرة، التي قال عنها بأنها مناسبة لإحياء التراث الفني العربي و توحيد الرؤى، لمواجهة العدوان على الحضارة، مضيفا بأن تواجده في هذه المدينة، يبعث في نفسه السعادة، حتى أن قسنطينة مرتبطة في ذاكرته بواحدة من أجمل الحفلات التي سبق له و أن أحياها بالجزائر.
النجم السوري عباس النوري:  فرصة لجمع شمل الأحبة و دعوة لرفاق الغربة
عبر الفنان السوري عباس النوري خلال تواجده بقسنطينة للمشاركة في فعاليات المهرجان الوطني للفيلم المتوج، عن انبهاره بجمال المدينة و مستوى الحدث، الذي استوفى، كما قال، بعده العربي بامتياز ، وهو ما برز من خلال نشاطات حفل الافتتاح الضخم،  افتتاح قال بأنه يليق بعاصمة الشرق الجزائري مدينة  الجسور، كما يسميها أهلها، مضيفا بأن الحدث فرصة للم الشمل العربي، لأنه فتح باب التلاقي مجددا أمام الأصدقاء بعدما فرقتهم الغربة، داعيا لتوحيد صفوف الأمة.
 الممثلة بوسي : جمال قسنطينة أبهرني  و نور الشريف كان يكن معزة خاصة للشعب الجزائري
بدت الفنانة المصرية بوسي جد سعيدة بتواجدها في الجزائر للمشاركة في فعاليات مهرجان الفيلم العربي المتوج و قد أكدت للنصر، على هامش عرض أحد الأفلام، بأنها منبهرة بجمال عاصمة الثقافة معلقة: « لست منافقة قسنطينة أجمل بكثير من مدن مصر و ضواحيها، أبهرني جمال هذه المدينة و معمارها، لم أكن أتصور هذا الجمال ، إنها فعلا تحفة و من معجزات الخالق سبحانه و تعالى»، مضيفة بأنها تفتخر بالمشاركة في هذا الحدث العربي الذي سمح للنجوم باكتشاف جمال هذه المدينة، و لقاء أهلها ، الذين يتذوقون الفن و السينما، لأن الفن السابع في الجزائر هو ذاكرة شعب، وهو أمر لطالما احترمه زوجها الراحل الفنان نور الشريف الذي كان يكن للجزائريين معزة خاصة.
 المخرج و الفنان السوري غسان مسعود:  يكفي الجزائريون فخرا أنهم يحتفلون بالحياة في زمن الموت
الفنان السوري غسان مسعود رغم أنه اعتذر عن المشاركة في فعاليات الفيلم المتوج، إلا أن التظاهرة لم تغب عن صفحته الخاصة على الفايسبوك، حيث كتب: «إنه لشرف عظيم لي أن أكرّم في بلاد الشهداء والمناضلين الذين صاروا أمثلة الكفاح للتحرر الوطني في العالم، لم أكن لأتأخر عنكم والله يشهد، لولا ظروف استثنائية منعتني في آخر لحظة عن اللحاق بكم، إنني في غاية الأسف والخجل، يكفيكم فخرا أنكم تحتفلون بالحياة والفرح والثقافة في زمن الموت، لتبقى الجزائر بلد الحياة والجمال موئلا للنور، على أمل أن يقبل اعتذاري. أخوكم غسان مسعود».
المخرج العراقي يحيى العلاق:  قسنطينة ضمدت جراح الثقافة العربية
اعتبر المخرج العراقي يحيى العلاق الذي استقبلته قسنطينة مرتين كضيف على عرسها الثقافي في طار فعاليات الأسبوع الثقافي لبلاده، و كذا مهرجان الفيلم العربي المتوج، بأن تظاهرة قسنطينة تفوقت على العديد من المدن العربية الكبرى، باستقبالها لمناسبة ثقافية كبيرة بحجم عاصمة الثقافة، معبرا بأن الحدث ضمد جراح الثقافة العربية التي سببتها حروب العراق و سوريا و اليمن و ليبيا.
الموسيقار الكويتي أحمد الرويشد:  قسنطينة ألهمتني فنظمت لها شعرا و ألفت لها لحنا
خلال مشاركته في فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي بقسنطينة، عبر الفنان و الموسيقار الكويتي أحمد الرويشد، شقيق الفنان الخليجي عبد الله الرويشد، عن انبهاره بجمال المدينة التي قال بأنها تجلي لعظمة الخالق، جمال سحره بمجرد أن وطأت قدمه مطار محمد بوضياف، فنظم لها شعرا و ألف لها لحنا، تغنى به في سهرة فنية أصيلة فقال «حيوا قسنطينة أجمل تحية من شعب الكويت فني هدية».
جمعتها: نور الهدى طابي

 

الرجوع إلى الأعلى