بيـن البحـث عـن القيمــة الفنيــة واحتيــال السماســرة

يعود في كل مرة موضوع استقطاب البطولة الوطنية اللاعبين “الأفارقة” القادمين خصيصا من جنوب القارة ودول الساحل، ليطفو على سطح الأحداث، بالنظر لانعكاسات “الظاهرة” و عجز جل المستقدمين عن تقديم الإضافة لكرتنا، رغم أن الجزائر تقدم على أنها بوابة الاحتراف بالقارة الأوروبية، لعدة اعتبارات على رأسها الموقع الجغرافي وجماهيرية اللعبة، و التغطية الإعلامية الكبيرة التي تحظى بها البطولة المحلية، و منشطو اللعبة الذين يدرجون في خانة نجوم "الصف الأول"

و رغم بلوغ الاحتراف في الدوري الجزائري عامه الثامن، إلا أن الجدل لا يزال قائما بخصوص القيمة الفنية التي بإمكان اللاعب الأجنبي، و تحديدا الإفريقي تقديمها لكرتنا و أنديتنا إن على المستوى المحلي أو الإفريقي، وما هو المقابل الذي تجنيه الأندية الوطنية  من عملية انتداب لاعبين من وراء الحدود بالعملة الصعبة في زمن “التقشف” و جف منابع “الثروة من عائدات السبونسور أو مداخيل المباريات، ما جعل بعض المتتبعين لا يتوانون في المطالبة بصد الأبواب و الوقوف دون إتمام عملية استقدام الأجانب، التي يصفونها بالعبء على خزائن الأندية، بدليل أن جل “الأفارقة” الذين مروا على بطولتنا جروا الأندية إلى أورقة المحاكم و دولوا قضاياهم بطرح ملفاتهم على طاولة الفيفا التي كثيرا ما تقف في صف اللاعبين و تجبر الأندية على صرف مبالغ طائلة مقابل خدمات لم تستفد منها.  و من غرائب ملف اللاعبين الأجانب في البطولة الوطنية، ما كشف عنه رئيس الرابطة الوطنية السابق محفوظ قرباج في تقييمه لمرحلة الذهاب من الموسم الجاري، أين أكد أن جل اللاعبين الأفارقة الناشطين في الرابطة المحترفة الأولى موبيليس، لعبوا “بضع“ دقائق دون أن يقدموا الإضافة المنشودة، و لا أدل على ذلك من أكاديمية بارادو التي ركبت الموجة، وسايرت “الموضة” بانتداب اللاعب المالي محمد سانغارا، الذي تألق بعدم مشاركته و لو في دقيقة واحدة بألوان الباك الذي يعج باللاعبين الموهوبين!
ومع ذلك تتعالى أصوات في الداخل تنادي « بالعدل و المساواة «، و تطالب بتعميم عملية الاستفادة من خدمات اللاعبين الأجانب، وجعلها لا تقتصر على أندية الرابطة الأولى، حجتها في ذلك أن الاحتراف يضم درجتين، ما يجعل لفرق الرابطة الثانية الحق في «تزيين» تعدادها بلاعبين من جنسيات أخرى، ترى فيهم القدرة على رفع المستوى العام للنادي واللعبة بشكل عام، من منطلق أن تواجد اللاعب الأجنبي حتمية لا مفر منها في أي بطولة ترفع شعار التطور و تحسين الأداء العام للاعبيها، وعكس الذين يرون بأن الأجنبي يقلل من فرص اللاعب المحلي في اللعب والتألق، يرى آخرون بأن استقدام لاعبين أفارقة بأسعار «معقولة» كفيل بترشيد النفقات وتحديد سقف الأجور الذي بلغ مستويات خرافية في السنوات الأخيرة، في ظل عدم توازن كفتي العرض و الطلب في سوق الانتقالات الصيفية و الشتوية.
 وقد أجمع الذين تحدثت إليهم النصر على أن تواجد اللاعبين الأفارقة في البطولة الوطنية أمر حتمي ومطلوب، للرفع من المستوى العام، غير أنهم ناشدوا الهيئات الكروية لتقنين الظاهرة  بالبحث عن سبل أخرى  وضبط ترسانة قوانين تحمي اللاعب و النادي و تقطع الطريق أمام «السماسرة» الذين حولوا عملية انتداب اللاعبين إلى «احتيال» على النوادي التي تم استنزاف خزائنها من طرف سماسرة و مناجرة همهم الأوحد ربح المال وفق عمليات تفوح منها رائحة العمولة، وكثيرا ما باعوا الوهم للمسيرين و المناصرين عبر أشرطة فيديو مفبركة، لتنكشف حقيقة اللاعبين «المزورين» بمجرد الاحتكام إلى المستطيل الأخضر.    
نورالدين - ت

نجم السنافر الأسبق خواكين إيفوسا للنصر
البطـولة الجزائرية الأفضـل من ناحيـة الإثــارة والحضــور الجمــاهيري
كشف أمس نجم النادي الرياضي القسنطيني الأسبق و مدلل الأنصار خواكين إيفوسا، بأنه يعتبر مروره على البطولة الوطنية الأحسن في مشواره إلى غاية الآن، كما تحدث مهاجم غازانتاب التركي للنصر عن الفرق الموجود بين البطولة الجزائرية و بقية البطولات العربية و الأسيوية والأوروبية، التي كانت له تجربة فيها.
•أين هو إيفوسا حاليا؟
حاليا أنا بتركيا، أنشط مع نادي غازانتاب الناشط في الدرجة الثانية، أين ننافس من أجل تحقيق الصعود إلى الرابطة الأولى، وأتابع دائما أخبار فريقي السابق شباب قسنطينة، الذي فرحت كثيرا بتصدره ترتيب البطولة الجزائرية، وأتمنى له التتويج مع نهاية الموسم.
• خضت عديد التجارب في مختلف البطولات حول العالم، ما هي المحطة التي تعتبرها الأحسن في مشوارك؟
أملك مشوارا حافلا و خضت عدة تجارب، و ما زلت أحلم بمواصلة اللعب في المستوى العالي، كما تعلمون كان لي مرور في بطولات عربية و أسيوية و الآن أنا في أوروبا، ما يعني بأنني أملك نوعا ما جزءا من الخبرة، لكن لا أخفي عليكم مروري مع شباب قسنطينة يعتبر الأحسن في مشواري الكروي إلى غاية الآن.
•ولماذا تعتبر مرورك في شباب قسنطينة الأحسن؟
مروري في شباب قسنطينة سيبقى في مخيلتي ما حييت، صراحة لم أشعر أبدا بأنني غريب في مدينة قسنطينة، التي كنت أعيش فيها مثل السلطان، و أملك علاقة رائعة مع السنافر، الذين كانوا يتغنون باسمي في كل مباراة، ولا أخفي عليكم في قسنطينة كانت تحذوني رغبة كبيرة، من أجل تقديم أفضل ما لدي و إسعاد الأنصار، الذين يحضرون بأعداد كبيرة سواء عندما يتعلق الأمر بمباراة داخل ملعبنا أو خارجه، أنا سعيد جدا للحديث معك، خاصة وأنك سمحت لي باسترجاع جزء من الماضي القريب.
•وكيف ترى فارق المستوى بين البطولة الجزائرية و البطولات الأخرى التي لعبت لها؟
على حسب رأيي مستوى البطولة الجزائرية أفضل بكثير من عديد البطولات العربية في صورة البطولة المصرية و الليبية و السودانية، وحتى بعض بلدان الخليج في صورة الإمارات و الأردن من ناحية الإثارة و الحضور الجماهيري الكبير، حيث أتذكر جيدا بأننا كنا نلعب أمام مدرجات ممتلئة عن آخرها، و هو ما يزيد من حماس اللاعبين، كما أن الجزائريين يتنفسون كرة قدم، حيث كنت أجد صعوبة كبيرة في التجول في المدينة، بالنظر إلى التفاف الأنصار حولي من أجل التقاط الصور، و هو ما كان يشعرني بالفخر و الاعتزاز.
حاوره بورصاص.ر

المالي مختار سيسي للنصر
لسـت نـادمـا على خيــار اللعب بالجــزائر وهنــاك أشيــاء حـالت دون تألــقي
كشف مهاجم شباب قسنطينة المالي مختار سيسي، بأن هناك عديد الأسباب التي جعلته يفشل في التألق بالدوري الجزائري، مضيفا بأنه ليس نادما للالتحاق بصفوف الشباب، الذي ذكره بتجربته الناجحة مع الوداد البيضاوي المغربي، الذي كان سببا في انتقاله إلى أوروبا.
• كيف تقيم موسمك الأول في البطولة الجزائرية؟
رغم أن الموسم الكروي لا يزال طويلا، إلا أن الأمور لم ترق إلى مستوى تطلعاتي، بسبب وضعيتي الحالية مع شباب قسنطينة، الذي لم أعد أشارك معه كثيرا، مقارنة ببداية الموسم، أين كنت عنصرا أساسيا، وساهمت في تسجيل رباعية كاملة، قبل أن أفقد مكانتي مؤخرا.
*لماذا لم تتأقلم مع شباب قسنطينة ؟
على العكس تماما، لقد وجدت كافة ظروف الراحة في شباب قسنطينة، الذي يمتلك قاعدة جماهيرية رهيبة ذكرتني بالجمهور الرائع، للنادي الذي تشرفت بحمل ألوانه في وقت سابق، وأعني به الوداد البيضاوي، الذي خضت معه تجربة قصيرة، ولكنها كانت ناجحة على كافة المستويات، كونها فتحت لي أبواب الاحتراف بأوروبا.
• لماذا لم تنجح في وضع بصمتك مع السنافر إلى حد الآن ؟
علاقتي مع عشاق ومحبي شباب قسنطينة أكثر من رائعة، حيث استقبلوني بحفاوة عند التحاقي بالفريق في الصائفة، كما أن مساندتهم لي لا تزال قوية، رغم قلة مشاركاتي في الفترة الأخيرة، أنا سعيد باللعب لفريقهم، وأتمنى أن ننجح في قيادة شباب قسنطينة إلى الفوز بلقب البطولة، خاصة وأن الفريق غائب عن منصات التتويج منذ فترة طويلة.
•ما هي الأمور التي تعاني منها في البطولة الجزائرية ؟
البطولة الجزائرية أقوى من الناحية البدنية، مقارنة بنظيرتها المغربية، كما أن التحكيم في الجزائر تشوبه بعض الشوائب، بالنظر إلى الأخطاء الكثيرة المرتكبة مع نهاية كل أسبوع، دون أن ننسى الضغوطات المفروضة من قبل الجماهير، ورغم ذلك الدوري الجزائر حماسي، وأنا سعيد للالتحاق به.
•ألا تعتقد بأن اللاعب الأجنبي مطالب بأن يكون أفضل بكثير من نظيره المحلي ؟
بطبيعة الحال اللاعب الأجنبي مطالب بتقديم الإضافة، وإلا لا توجد جدوى من التعاقد معه، أنا تمنيت أن أكون في المستوى مع الشباب، ولكن تغيير منصبي أثر على مردودي كثيرا، أنا متعود على اللعب كقلب هجوم، وليس صانع ألعاب، ما جعلني أفقد الكثير من نقاط قوتي.
• ما هي الأمور التي لفتت انتباهك في الجزائر ؟
عشق الجماهير الجزائرية لكرة القدم ليس له مثيل، كما أن ارتباط السنافر بفريقهم شيء خرافي، أنا أتمنى أن أنهي الموسم بقوة، ولم لا أنجح في التتويج بأول ألقابي في الجزائر، لقد وجدت الكثير من الأمور الرائعة في قسنطينة، التي سحرتني بجمالها، كما جعلتني أرتبط بعديد الأشياء، على غرار الأكلات الشهية، في صورة «الكسكس» و»الشخشوخة».
• بماذا تريد أن تختم الحوار ؟
رغم فشلي في فرض نفسي في شباب قسنطينة، إلا أنني سعيد بتجربتي الحالية في الجزائر، التي لا تختلف كثيرا عن تجربتي الماضية في المغرب، والتي مكنتني من الانتقال إلى الدوري الألباني، الذي يفتقد للأجواء الجماهيرية الرائعة الموجودة في «سي.آس.سي».
حاوره: مروان. ب

العملية وضعت حدا لتلاعبات «المناجرة»
نصـوص قـانونية حـدت من فوضى انتـداب الأجـانب
عرفت البطولة الجزائرية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي ميول النوادي إلى خيار اللاعبين الأفارقة، كواحدة من الأوراق التي تحولت مع مرور المواسم إلى «موضة» امتدت إلى باقي الأقسام و المستويات، خاصة في الألفية الحالية، لما بلغت هجرة الأفارقة نحو البطولة الوطنية ذروتها، في غياب مقاييس و معايير واضحة و صارمة، إلى درجة أن فرقا من البطولة الشرفية أقدمت على تأهيل لاعبين أجانب من بلدان إفريقية، قبل أن تتدخل الفاف و تضع حدا لحالة الفوضى، و ذلك بسن نصوص قانونية فرضت حصارا على «المناجرة» الذين كانوا يعمدون إلى جلب شبان من القارة السمراء تحت غطاء الممارسة الكروية، لكن الواقع كشف تلاعبات خطيرة، بضلوع بعض المستقدمين في عمليات تزوير الوثائق الرسمية و حتى العملة، و كذا النصب و الاحتيال.
قضية استقدام اللاعبين الأجانب كانت قد أثارت حفيظة المكتب الفيدرالي في عهدة محمد روراوة، ليكون قرار تعليق عملية الاستقدامات الخاصة بالعناصر التي لا تحمل الجنسية الجزائرية حتميا في أوت 2015، و قد دخل حيز التطبيق في فترة «الميركاتو» الشتوي للموسم الكروي (2015 / 2016)، مع حصر حق تأهيل هذه الشريحة من اللاعبين في أندية الرابطة المحترفة الأولى، الأمر الذي قلص عدد اللاعبين الأجانب الذين ينشطون في البطولة الوطنية إلى 9 فقط في بداية الموسم الموالي، ببقاء العناصر التي كانت تحوز على عقود مازالت سارية المفعول من حيث المدة.
و لئن كان رؤساء الأندية قد تحفظوا في تلك الفترة على هذا القرار، فإن موقف الفاف كان واضحا و صريحا، لأن تزايد عدد الملفات المطروحة على مستوى الفيفا من طرف لاعبين أجانب نشطوا في الجزائر و لجأوا إلى الاتحاد الدولي للمطالبة بمستحقاتهم المالية التي لم يتقاضوها وضع سمعة الكرة الجزائرية على المحك، سيما و أن القوانين صارمة، و تصل إلى حد معاقبة جميع المنتخبات الوطنية و الأندية من المشاركة في المنافسات القارية و الدولية، في حال عدم تسديد مستحقات لاعب أنصفته الهيئات الكروية العالمية.
على صعيد آخر فقد طرحت لجنة المنازعات التابعة للفاف اشكالية النظام الذي تعتمده الأندية في تسديد رواتب اللاعبين الأجانب، لأن العقود الخاصة بهذه الفئة تلزم كل فريق بدفع الراتب الشهري لأي لاعب أجنبي بالعملة الصعبة، شريطة حيازة النادي على حساب بنكي بالدولار أو الأورو، من دون تجاهل الفصل الثاني من هذه الاشكالية، و المتعلق بكيفية تحديد نسبة الضرائب و كذا مستحقات صندوق الضمان الاجتماعي، و هو الأمر الذي وقفت عليه اللجنة من خلال تدقيق معمق في حسابات النوادي، و كيفية تعاملها مع هذه الحالات، ليتبين وجود تلاعبات كثيرة من طرف «المناجيرة» الذين يقومون بإبرام صفقات الأجانب مع الأندية.
بالموازاة مع ذلك فإن رياح التغيير التي هبت على مبنى دالي إبراهيم في مارس 2017 أتت ببعض التعديلات في النصوص القانونية، و كانت قضية اللاعبين الأجانب من بين الجوانب التي مسها التعديل، بنية الاستجابة للانشغالات التي كان رؤساء النوادي قد طرحوها و طالبوا بها، ولو أن التعديل تمثل بالأساس في إعادة فتح الباب أمام اللاعبين الأجانب للتواجد في البطولة الوطنية، والقرار تم اتخاذه في ماي 2017، لتكون انعكاساته الميدانية واضحة في الميركاتو الصيفي للموسم الجاري، بتواجد 12 لاعبا أجنبيا في تعداد أندية الرابطة المحترفة الأولى، 4 منهم يحملون الجنسية المالية، سيما وأن الفاف أصبحت تشترط صك ضمان بمبلغ يعادل قيمة أجور 5 أشهر لأي لاعب أجنبي، وهو الصك الذي يرفق بملف تأهيل اللاعب، لتفادي أي اشكال قد يصل إلى مكاتب الفيفا.
عودة لاعبين من القارة الافريقية  إلى البطولة الوطنية هذا الموسم لم يغير في الوضع شيئا، لأن مرحلة الذهاب من المنافسة أثبتت بأن مشاركة الأجانب لم تتجاوز 30 دقيقة في كل مقابلة، وكان لاعب مولودية العاصمة الملغاشي آمادا أكثر اللاعبين الأجانب مشاركة بمجموع 1015 دقيقة في النصف الأول من الموسم، متبوعا بلاعب شباب قسنطينة سيلا، في حين شكل المالي محمد سانغارا حالة «استثنائية»، على اعتبار أنه لم يشارك مع نادي بارادو و لو في دقيقة واحدة، في الوقت الذي طفت فيه قضية الثنائي الموريتاني باباكار جيلي و عبد اللاي على السطح في اتحاد بسكرة، بسبب عدم تلقي المستحقات، قبل أن يتم احتواء الأزمة مع تسريح هذين العنصرين بانتهاء مرحلة الذهاب، ليكون الفريق البسكري قد استنفد كامل أوراقه الأجنبية بضم اللاعب الكونغولي رونال في الميركاتو الشتوي.
وبالعودة إلى قضية اللاعبين «الأفارقة» في الدوري الجزائري فإن تجارب المواسم الفارطة كشفت عن بعض الحالات غير القانونية، كما كان عليه الحال مع الحارس كوليبالي في اتحاد العاصمة، الذي انكشف أمره في مشاركة إفريقية، ليتبيّن بأنه قدم إلى الجزائر منتحلا هوية مزورة، وتسبب في إقصاء أبناء «سوسطارة» من منافسة قارية بقرار إداري، في حين كانت تجربة ترجي قالمة لما كان ينشط في الجهوي مع اللاعب الإيفواري جوال رومانيال كافية لكشف خيوط عمليات تزوير في العملة يقوم بها هذا اللاعب بالتنسيق مع عصابة أفرادها من مالي، وتقوم بترويج أوراق نقدية مزورة في السوق الوطنية.
صالح فرطــاس

الرئيس والدولي السابق عبد الحكيم سرار للنصر
مازلنـا نجـلب لاعبـين بالهـاتف والفيـديوهات المفبركـة
قال الرئيس و الدولي الأسبق عبد الحكيم سرار بأنه يتمنى إعادة النظر في شروط جلب اللاعبين الأجانب إلى البطولة الوطنية، بالنظر إلى عدم اقتناعه بمستوى جل العناصر التي تنشط أو مرت على مختلف أنديتنا:” أعتقد أنه من الضروري إعادة النظر في شروط جلب اللاعبين الأجانب، و أبرز نقطة تتطلب المراجعة برأيي تتمثل في صفة اللاعب الدولي التي يتم اشتراطها مقابل انتداب الأجانب،  على اعتبار أن جل اللاعبين الذين يلتحقون بالأندية الجزائرية لا يمتلكون صفة اللاعب الدولي في نفس الموسم، و عليه فمن الضروري وضع شرط يلزم الأندية التعاقد مع لاعبين لديهم على الأقل مشاركات دولية في الموسم الجاري، والتخلي عن استقدام لاعبين يحملون صفة اللاعب الدولي منذ سنوات ماضية، و عبر الأصناف الصغرى”.
وأضاف محدثنا:” جل الصفقات الأجنبية التي قامت بها الأندية الجزائرية حاليا فاشلة، بدليل أنه عند كل تاريخ للفيفا نجد أن أندية تعد على الأصابع فقط تعلن عن مغادرة لاعبيها للالتحاق بتربص منتخبات بلادهم، علاوة على كون أنديتنا تفتقد أصلا إلى خلية انتدابات، مثلما معمول به في البلدان المتطورة وحتى بعض البلدان المجاورة”.
وذهب سرار بعيدا في تصريحاته للنصر بقوله:” في الجزائر لم يبق من الميركاتو إلا الاسم، حيث لا يمكن انتظار الشيء الكثير من لاعبين لا يمكنهم حتى التأقلم بالنظر إلى ضيق الوقت، مثلما حدث في الميركاتو الشتوي الأخير، أين تم تقليص فترة التحضيرات الشتوية إلى أقل من أسبوعين، وتخللها تربص للمنتخب الوطني المحلي، وهذا أمر غير منطقي، كما أن الإشكالية حاليا، تكمن في كون قيام جل الأندية بانتدابات اضطرارية، حيث تستقدم اللاعبين عبر الهاتف أو من خلال مشاهدة بعض أشرطة الفيديو التي جلها مفبركة، وهنا أود أن استثني فريق شبيبة الساورة، الذي استقدم مدافعا لديه إمكانات مثلما أظهره في المباريات التي شارك فيها، ومع ذلك نجد أن إدارة الساورة أخضعت اللاعب إلى اختبارات على مدار 25 يوما، مع مشاركته في ثلاثة وديات قبل التوقيع له”.
بورصاص.ر

صفقات كثيرة فاشلة في غياب أدنى المعايير
لماذا لم تعد بطولتنا محطة عبور نحو أوروبا ؟
تضم الأندية الجزائرية عددا معتبرا من اللاعبين الأجانب، خاصة الأفارقة منهم، فضلا عن آخرين من البلدان العربية ممن تستقطبهم الفرق الوطنية لتعزيز صفوفها، فالتسهيلات القانونية التي أقرها الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جعلت جل الفرق تضم بين صفوفها لاعبين أجانب.
ويثير موضوع وجود اللاعبين الأجانب في الجزائر إشكالية مردودهم المتواضع، خاصة وأن جل اللاعبين الأفارقة غالبا ما يتم تسريحهم بعد موسم واحد، كما أن أغلبهم مغمورون في بلدانهم، وبالتالي يبقى البحث عن المال هو سبب التحاقهم بالبطولة الوطنية، دون الأخذ بعين الاعتبار الإضافة التي يقدمونها.
وتعاني الأندية في الجزائر من مشكلة اللاعبين الأفارقة، على عكس بعض الدوريات مثل تونس والمغرب ومصر، التي تنجح في التعاقد مع لاعبين أجانب بأسعار زهيدة ومهارات عالية، إلى جانب الاستفادة منهم في البطولات المحلية والإفريقية، قبل أن تقوم ببيعهم وحصد المزيد من الأموال، وهي الأمور التي لا نراها على مستوى أنديتنا الوطنية، التي تكتفي بجلب أسماء مغمورة لا تنجح في التعمير طويلا بالجزائر.
ولم يعد اللاعب الإفريقي الذي يتم جلبه من طرف الأندية الجزائرية يقدم الإضافة اللازمة، التي كان يقدمها اللاعبون القدامى، الذين أعطوا الكثير للبطولة الجزائرية، في شاكلة كل من ديالو و سيريدي و إيبوسي و دابو و إينيرامو، وغيرهم من الأسماء، التي قدمت أوراق اعتمادها بقوة في بطولتنا، ما جعلها تظفر بعقود احترافية في الخارج.
ولم تعد هذه الإيجابيات موجودة خلال السنوات الأخيرة، على اعتبار أن جميع اللاعبين الأفارقة محدودي المستوى، ولم يقدموا أي إضافة نوعية للبطولة الوطنية،
وأصبح جلب الأفارقة محصورا على دول لا تملك تقاليد عريقة في كرة القدم لعدة اعتبارات أهمها انخفاض السعر، والمشاكل الأمنية، التي تعاني منها بعض البلدان الإفريقية، و بحث اللاعبين عن الأمن والاستقرار وهو ما توفره الجزائر، كما أن جل اللاعبين الأفارقة، يجعلون من الجزائر محطة عبور نجو أوروبا و باقي الدوريات العالمية.
بالمقابل يفشل «الأفارقة» المتواجدون في الجزائر في الوصول إلى حلم الاحتراف بأوروبا، لأنه لا توجد معايير محددة تعتمدها أنديتنا، خلال جلبها لهم، بدليل أن هؤلاء لا يقدمون الإضافة المطلوبة، و بعضهم يبقى في دكة الاحتياط، كما أن أهم سبب يدفع فرقنا نحو التعاقد مع الأفارقة، هو عدم وجود عمل قاعدي في الفئات الصغرى لدى الأندية الوطنية، فضلا عن غياب الإمكانيات المالية لجلب أفضل المحترفين.
ومما لا شك فيه أن السبب المباشر في جلب الأفارقة يعود إلى الاقتصاد في النفقات، لأن هؤلاء قيمتهم المالية أقل بكثير من العناصر الجزائرية، التي يبالغ الرؤساء في الرفع من أسعارها، وعليه فإن الاستثمار في الأفارقة يعد فرصة سانحة، وقد تكون مربحة للفرق الوطنية، غير أن الكثير منهم يخرج صفر اليدين من هذه الصفقات، عندما يدرك بعد فترة أن التعاقد لم يكن إلا مع لاعب ذو إمكانات ضعيفة جدا ليس بمقدره حتى فرض نفسه في الجزائر، فكيف يحلم بالانتقال وراء البحار.
مروان. ب

هرادة عراس
منع انتداب الأجانب يجب أن يمس الجميع وليس أندية  الدرجة الثانية فقط
أكد الرئيس السابق لمولودية العلمة هرادة عراس أنه من الضروري على الهيئات الكروية ممثلة في الرابطة المحترفة والفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، إعادة النظر في القوانين المنظمة لانتداب الأندية للاعبين الأجانب للدوري الوطني، مضيفا أن جميع الأندية المحترفة الناشطة في بطولتي القسمين الأول و الثاني تحكمها نفس اللوائح الخاصة بالشركات الرياضية التجارية، و قال بصريح العبارة:” أعتقد أن منع انتداب اللاعبين الأجانب يجب أن يمس جميع الأندية المحترفة، و ليس فقط فرق الدرجة الثانية، مادام أن نفس القوانين هي التي تنظم سير هذه الأندية التابعة للشركات التجارية مباشرة بعد تطبيق الاحتراف في الدوري الجزائري”، مضيفا: “ انتداب اللاعبين الأجانب يزيد من مستوى الدوري لأنهم يخلقون منافسة شرسة مع اللاعبين المحليين”، وقال أنه من حق أندية القسم الثاني انتداب لاعبين أجانب من مختلف الجنسيات، مادام أن اللوائح المنظمة للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” تسمح بذلك بالنسبة للأندية المحترفة.
واستطرد هرادة أن جميع الأندية احترمت قرار المكتب الفيدرالي السابق بمنع انتداب الأجانب، بسبب العقوبات التي صدرت في حق عدد من الأندية الجزائرية من قبل لجنة المنازعات التابعة للاتحاد الدولي، وذلك من خلال فرض غرامات مالية كبيرة أو حتى خصم النقاط من الرصيد، لكن و بعد قرار رفع الحظر فإنه كان من المفروض –حسب قوله- أن يمس جميع الأندية في القسمين الأول والثاني، مشيرا في الوقت نفسه أن العدد المسموح به في انتداب سوى ثلاثة لاعبين أجانب اثنين في التشكيلة الأساسية والآخر في كرسي الاحتياط هو “قليل جدا”، وقال:” العدد المسموح به للاعبين الأجانب قليل جدا مقارنة بالدوريات العربية الأخرى، حيث ومثلا في البطولتين التونسية والمغربية بإمكان أي فريق محترف انتداب خمسة لاعبين أجانب على الأقل”، مضيفا: “ قد لا يعلم البعض أن انتداب الأجانب بأعداد كبيرة سيكون سببا في انخفاض أسعار اللاعبين المحليين، حيث لا يعقل أن يتقاضى لاعب محدود المستوى أجرة تفوق 100 مليون سنتيم، في فريق ينشط في بطولة القسم الثاني”.
وكشف هرادة أن انتداب الأجانب في جميع الأندية سيساهم في رفع “الجانب التسويقي” للدوري الجزائري، واستدل بما يحدث في البطولة السعودية التي خطفت الأضواء في الموسم الجاري، حيث قال أن الاتحاد السعودي “كان جريئا” في السماح للأندية المحلية بانتداب سبعة لاعبين أجانب على الأكثر، وهو ما سمح برفع المستوى بشكل كبير جدا مقارنة ببقية الدوريات العربية الأخرى.                         
م/ خ

الصحفي الرياضي المصري محمد البنهاوي للنصر
سلبيات احتراف الأجانب في الدوريات العربية أكثر من الإيجابيات
قال الصحفي الرياضي في جريدة “الأهرام” المصرية محمد البنهاوي في تصريح للنصر أن الأندية المصرية خاصة القطبين الأهلي والزمالك انتدبت عددا كبيرا من اللاعبين الأجانب، خاصة من الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، مضيفا أن التجربة كانت “فاشلة” بدليل الأسماء الكثيرة التي مرت على الدوري المصري دون تقديم الإضافة المطلوبة، من الناحية الفنية أو حتى من الناحية المالية، بدليل العجز عن تسويقها للدوريات الأوروبية أو حتى الخليجية، مضيفا أن المهاجم الكولومبي الحالي لنادي الإسماعيلي “دييجو كالديرون” يصنع الاستثناء، وذلك بفضل تألقه في الموسم الجاري، بتنصيب نفسه هدافا لتشكيلة “برازيل إفريقيا”.
وقال محدثنا عن تجربة اللاعب الهندوراسي “ماريو مارتينيز” في صفوف النادي البترولي انبي، حيث قدم مستويات جيدة للغاية قبل رحيله دون سابق إنذار، بسبب مشكلة الترخيص لتحويل الأموال من مصر إلى بلده الهندوراس:” أعتقد أن التجربة الناجحة للاعبين من الأمريكيتين طيلة السنوات الطويلة في الدوري المصري، تخص فقط الكولومبي كالديرون والهندوراسي مارتينيز”، مضيفا: “ كثير من الأندية المصرية خاصة الأهلي و الزمالك تعرضت للنصب والاحتيال من قبل الوكلاء، الذين يقترحون أسماء لاعبين مستوياتهم متوسطة إلى أبعد الحدود”.
وكشف الناقد الرياضي أن قرار الاتحاد المصري لكرة القدم برفع عدد الأجانب في الموسم الجاري من ثلاثة إلى أربعة “خطأ فادح”، واستدل في ذلك بعجز الناخب المصري الأرجنتيني هيكتور كوبر عجز قبل مونديال روسيا بأشهر قليلة، من إيجاد لاعبين جيدين في منصبي رأس حربة صريح و ظهير أيسر، وقال:” كوبر أعلن صراحة في آخر ندوة صحفية عن إيجاده صعوبات كبيرة في إيجاد اللاعب المناسب في منصب رأس حربة صريح، وأعطيك مثالا عن مساوئ السماح للاعبين الأجانب في الدوريات العربية، حيث يضم الأهلي المصري المهاجم الأول وليد أزراو من جنسية مغربية، أما المهاجم الثاني فهو باكا من جنوب إفريقيا”، مضيفا :” الأمر لا يختلف كثيرا في النادي الزمالك لأن المهاجم الأول هو الغاني نانا بوكو، أما المهاجم الثاني فهو الكونغولي كاسونجو”.
م/ خ

المناجير وليد بوشنافة
قوانين الفاف وعامل اللغة يمنعان الأندية من انتداب لاعبين من الأمريكيتين
أكد الوكيل الجزائري المعتمد وليد بوشنافة في حديث للنصر أن العديد من الأسباب تمنع الأندية الجزائرية من التعاقد مع لاعبين أجانب من أمريكا الشمالية والجنوبية، ولخصها في عديد النقاط أبرزها القوانين المنظمة من قبل الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم، والتي تنص على ضرورة ملك اللاعب الأجنبي “صفة الدولي” حتى يتسنى له الاحتراف في الدوري الجزائري، وهو ما يكون سببا في عدم استطاعة الأندية “من الناحية المالية” من انتدابهم، مضيفا أن اللاعبين الأرجنتينيين والبرازيليين يفضلون الدوريات الأوروبية بالدرجة الأولى، كما أن قيمتهم التسويقية مرتفعة جدا مقارنة باللاعبين الأفارقة، وأضاف أن عامل اللغة يعيق كثيرا عملية انتداب اللاعبين من تلك البلدان، حيث قال:” اللاعبون من الأمريكيتين في حال احترافهم في الدوري الجزائري يجدون صعوبة كبيرة جدا في التأقلم بسبب اللغة، وأعطيك مثالا واضحا اللاعب البرازيلي الوحيد الذي نجح في الجزائر، هو دي أوليفيرا بألوان اتحاد البليدة، ويعيد سبب تألقه لكونه يجيد اللغة الفرنسية ما سمح له بسرعة الانسجام الجيد”، مضيفا: “ آخر لاعب برازيلي احترف في الجزائر هو البرازيلي روبرسون في نادي المولودية، حيث لعب عددا محدودا جدا من الدقائق طيلة الموسم، بسبب عدم تمكنه من الانسجام مع التقاليد عندنا، علاوة على مشكلة اللغة”.
وأضاف محدثنا أن الأندية العالمية في صورة ريال مدريد وباريس سان جيرمان تعمد إلى إخضاع اللاعبين القادمين مباشرة من البرازيل أو الأرجنتين إلى “فترة تأقلم”، وذلك من خلال الإبقاء عليهم بعيدا عن المنافسة الرسمية لغاية تعلم تقاليد البلد المضيف، و اللغة قبل الاعتماد على خدماتهم بصورة منتظمة في المباريات، وصرح في هذه النقطة:” لا أعتقد أنه يوجد رئيس فريق في الجزائر، يوافق على خضوع اللاعب الأجنبي الجديد لفترة تأقلم مدتها شهر أو شهرين، وذلك لأنه يبحث عن تحقيق النتائج في أسرع وقت وفقط، من أجل إرضاء الأنصار”.
وتطرق وليد بوشنافة إلى نقطة هامة تتمثل في تعمد الوكلاء الجزائريين إلى عدم اقتراح أسماء لاعبين من الأرجنتين أو البرازيل، بسبب الخوف من “النصب والاحتيال”، حيث أشار إلى موضوع “ تشابه الأسماء “ في تلك الدولتين، و تعمد الوكلاء الأجانب عملية “فبركة مقاطع الفيديو” عند تقديم مقترحات خاصة بلاعبين من الأمريكتين، و بالتالي فإن الأندية الجزائرية تفضل الاعتماد على الإفريقيين بالدرجة الأولى، نظرا لأجورهم المعقولة ولسرعة انسجامهم وكذا تشابه طريقة اللعب.     
م/ خ

الرجوع إلى الأعلى