عمليات واسعة لإعادة الاعتبار لمواقع  أثرية بتبسة
استفادت  ولاية تبسة- مؤخرا- من مشاريع سياحية هامة و هذا بهدف حماية وتطوير الموروث الأثري في الولاية الذي تولي له وزارة الثقافة اهتماما خاصا، ناهيك عن تخليص عدة نقاط من النفايات التي تراكمت بمحيطها، وتثمين وإعادة الاعتبار لعدد من المواقع الأثرية الهامة.
استفاد القطاع من مشروع إحاطة المعلم الأثري تبسة العتيقة، بأسوار للحماية، وكذا إنجاز دراسة لإعادة الاعتبار للموقع الأثري المعروف بالمسرح الروماني المدرج ضمن عملية استعجالية، كما أن هناك عمليات في طريق الإنجاز، على غرار مشروع إعادة الاعتبار للكنيسة الرومانية “ البازيليك”، من طرف مختصين في علم الآثار.
أما المشروع الذي أنجز مؤخرا و الخاص بتهيئة محيط سور القلعة البيزنطية، بإشراف مديرية التعمير والغابات و الثقافة، فهو مبادرة حسنة ساهمت في استرجاع سور القلعة البيزنطية لبريقه الحضاري، و الحفاظ عليه وتثمينه.
وتطمح إدارة المتاحف و المواقع الأثرية في ولاية تبسة، من خلال الجهود المتواصلة بالدرجة الأولى، إلى حماية وحفظ الموروث الأثري المنتشر في مختلف مناطق الولاية، والسعي في المستقبل القريب إلى خلق سياحة أثرية في الولاية،  تساهم في النشاط الاقتصادي والحركية الثقافية، حتى تصبح الولاية قبلة للسياح من كل أرجاء الوطن وحتى من خارجه ، و قد سبق لهم زيارة المواقع الأثرية، وأبدوا إعجابهم وانبهارهم الكبيرين بما تزخر به الولاية، لاسيما مدينة تبسة، فضلا عن الدبلوماسيين الأجانب، كما يعد هذا الموروث مادة لكل الدارسين والطلبة والباحثين المهتمين بالآثار والتراث، بكل أنواعه واختصاصاته.
ولاية تبسة تضم موروثا أثريا كبيرا، ومعالم تمتد لآلاف السنين، منتشرة في أرجاء الولاية،خاصة في عاصمتها ، وفي مقدمتها قوس النصر كركلا، معبد مينارف، البازيليك الرومانية، القصر القديم، المسرح الروماني المدرج، تبسة العتيقة، الحديقة الأثرية، السور البيزنطي، بالإضافة إلى هناشير وآثار وبقايا غابرة منتشرة في كل المناطق، وكذلك مواقع كثيرة مصنفة وغير مصنفة ترجع إلى فترة ما قبل التاريخ، ونظرا لهذا الكم الهائل من المعالم الأثرية، فقد اضطلعت إدارة المتاحف والمواقع الأثرية بالدور المنوط بها، بأداء مهمتها منذ سنوات من أجل حماية وتثمين هذا الإرث الحضاري الهام، الذي يعكس الهوية التاريخية، حيث تنشط، وفق برامج متعددة وتعمل بالتنسيق مع مديرية الثقافة والسياحة والبلدية و كافة السلطات المحلية، ولعل أهم الإنجازات التي بادرت إليها إدارة المتاحف، قيامها بتسجيل وجرد كل الممتلكات العقارية والمنقولة على مستوى المتاحف، من خلال وضع سجل خاص بالجرد، وكذا بطاقات جرد خاصة بالمقتنيات الأثرية الموجودة على مستوى المتاحف، وتوسعت مهامها بشكل جلي في حراسة المواقع الأثرية والمتاحف وتنظيفها، لحمايتها وتمكينها من أداء دورها في أحسن الأحوال؛ وذلك من خلال طاقم من العمال والحراس وعمال النظافة، لتحسين الإطار الحضري لكل المعالم، حتى تكون في أبهى حلة، فضلا عن مساهمتها ومشاركتها في كل التظاهرات الخاصة بالتراث الثقافي، بالتنسيق مع مصالح الثقافة والسياحة والمتحف العمومي الوطني وكذا ديوان نشاطات الشباب، و قيامها ببرمجة النشاطات والتظاهرات الثقافية مع الجمعيات والمجتمع المدني.
50 موقعا بمواصفات وطنية  
إدارة المتاحف والمواقع الأثرية لولاية تبسة، وبالتنسيق مع مديرية الثقافة، أحصت 50 موقعا أثريا تحمل مواصفات وطنية، حسب مصالح إدارة المتاحف، و تم برسم ذات العملية استحداث سجل خاص بجرد الممتلكات الثقافية العقارية والمنقولة بهذه الولاية الأثرية، بالإضافة إلى إعداد بطاقات تقنية للمعالم الأثرية تحمل مواصفات وطنية، ومكن استحداث سجل جرد الممتلكات الثقافية العقارية والمنقولة، مع إضافة 23 موقعا أثريا جديدا بعدما كانت الولاية تحصي 27 موقعا، وتخضع جميع هذه المواقع الأثرية حاليا إلى عمليات إعادة تأهيل، وبالموازاة  مع ذلك، فإن إدارة المتاحف والمواقع الأثرية بهذه الولاية الحدودية ، ضبطت برنامجا خاصا لتحسين الإطار الحضري بهذه المواقع، لا سيما الواقعة منها وسط المدينة بحكم تواجدها داخل الوسط العمراني، وبإشراك كل من مصالح البلدية والولاية ومديرية الثقافة ، وكذا جمعيات المجتمع المدني، حيث تم جمع حوالي 3 أطنان من النفايات من محيط هذه المعالم الأثرية، بالإضافة إلى ذلك، سطر القائمون على إدارة المتاحف بالولاية، برنامجا لتنظيف التحف والمعالم الأثرية يشرف عليها مختصون في المجال، حيث تقوم الإدارة حاليا بعمل تحسيسي للحفاظ على التراث الثقافي، عن طريق تنظيم أيام دراسية وحملات تحسيسية.
وقد عرف مشروع إعادة الاعتبار للمواقع الأثرية بوسط مدينة تبسة، نجاحا كبيرا بفضل الاهتمام، الذي أولاه لطفي عز الدين، مسؤول المتاحف والمواقع الاثرية لولاية تبسة ، الذي أعطى اهتماما كبيرا لهذه المواقع،  و جعلها قبلة للسياح، لاسيما مشروع إنارة المواقع الأثرية، فالزائر لها يقف مزهوا وهو يرى معبد مينارف، وكنيسة سان كريسبين، و البازيليك وقد زينت بالإنارة، التي زادتها جمالا و رونقا، حيث أصبح بإمكان السائح و الزائر عند زيارته لهذه المواقع ليلا، أن يستمتع بجمالها وهو يتنقل من معلم لآخر و يسترجع الماضي الغابر، خاصة مع توفر الحراسة ، مما يشعرك بالأمان
 والطمأنينة.                          
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى