حنين لثلاثية " القنونة و القلة و القربة" لتبريد المياه بالمسيلة
تضاعف خلال السنوات الأخيرة اهتمام سكان العديد من القرى والمدن بولاية المسيلة، باستعمال الأدوات التقليدية في تبريد المياه ، ومن بينها «القربة « و» القنونة « و» القلة « الطينية ، لما لها من انعكاس على ذوق هذه المادة الحيوية ، والتي تستعيد عذوبتها بمجرد بقائها لفترة زمنية داخل هذه الأدوات التي كان يلجأ إليها أباؤنا في زمن مضى.
كثيرا ما يعود الحنين ببعض سكان ولاية المسيلة إلى سنوات البساطة ورغد العيش ، عندما كان استعمال أدوات تبريد المياه سائد و أهمها القربة و القنونة و القلة ، التي يمزج محتواها من الماء العذب بالقطران ، المستخرج من حطب غابات المعاضيد او جبل أمساعد أو الحوران .
القنونة عبارة عن إناء مصنوع إما من ألياف جريد النخل ، أو من الحلفاء يجري نسجها بصفة متراصة، بدءا من قاعدة ضيقة وصولا إلى فوهة واسعة، حيث يلجأ صناعها إلى خياطة أجزائها في شكل حبال مع بعضها البعض، ليتم غطسها لمدة زمنية طويلة، في قطران الحطب الذي يؤدي دورين أولهما رص أنسجة القنونة وجعلها غير مسامية و غير نفوذة و لا تسمح بضياع الماء من الإناء .
وللقنونة عدة أحجام تتماشى وعدد أفراد العائلة التي كلما كان عددها كبيرا، كلما كان حجمها كبيرا والعكس صحيح ، والقنونة عادة ما توضع على بطن القربة، تسهيلا لتناولها وملأ الماء والشرب، و وضعها في موقع آخر غير بطن القربة، سيجعل مآلها لعب الأطفال أو الضياع وقضاء وقت كبير في البحث عنها .
و تزداد تجارة القنونة خصوصا خلال فصل الصيف، لأن عديد السكان يلجأون إلى استعمالها كإناء لشرب الماء البارد الخارج من الثلاجة، او المجمد وقليلا ما توضع على فوهة حافظة البرودة البلاستيكية التي توضع أمام المحلات التجارية أو في الشارع العام، حتى يروي المارة ظمأهم باستعمالها .
أما القلة المصنوعة من مادة الطين، فهي الأخرى عبارة عن إناء فخاري ينتج غالبا في المناطق الجبلية للولاية، أو يتم اقتناؤه من الولايات المجاورة، حيث يتم تزويدها بالقطران قبل تغطيتها باستعمال الخيش الذي يمكن من الإبقاء على درجة برودة المياه التي تحتويها من خلال الحفاظ على رطوبة الخيش، بالاستمرار في عملية رشها بالماء .
والقلة تعد حاليا الأكثر طلبا و استعمالا عبر ولاية المسيلة ، وبات الإقبال على اقتنائها واسعا من قبل شرائح كبيرة من المواطنين ،وهذا لسببين أولهما أنها قابلة للوضع في الثلاجة أو المبرد لتحافظ على عذوبة وبرودة الماء، والثاني أنها تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة من خلال شكلها الخارجي الشبيه بزجاجة الماء .
والقلة في التعبير الشعبي تعني ما حجمه دائري ينتهي بقمع وكثيرا ما ينعت البعض برأس القلة أو بالقلة نفسها ، دليلا على حجمها الذي يحمل الجمال والبشاعة في نفس الوقت .
و يعمد السكان حفاظا على القلة من التهشم، كونها فخارية الصنع ، إلى الإكثار من طبقات الخيش عليها من ناحية، و لفها بطبقة من البلاستيك الخشن غير أنه ورغم هذه الإجراءات تبقى القلة عرضة للتهشيم خصوصا اذا ما لامستها أيادي الأطفال الذين كثيرا ما يعبثون بها ويتسببون في كسرها أو الفضوليين الذين لا يعرفون معدن صنعها.
والقربة بالتعبير الشعبي، هي عبارة عن جلد ماعز تمت معالجته إلى أن أصبح متينا ينتهي بقطعة خشبية تولج في نهاية القربة، ثم تربط بشكل محكم من خلال استعمال، إما خيط الشعر أو خيط الحلفاء وغالبا ما يحبذ خيط الشعر الذي لا يتعرض للتلف بعد جفافه ، عكس خيوط الحلفاء التي كثيرا ما تتمزق بفعل الجفاف، لأن القربة تستعمل فقط و حصريا أثناء فصل الصيف .
ويعد فم القربة الواسع منفذا وحيدا لتعبئتها أو إفراغها، و قبل استعمالها يتم وضع القربة كجلد في وسط مملوء بقطران الماء، حتى يصبح سطحها خشنا وغير نفوذ ، وتستعمل القربة التي لا يزال البعض محافظا عليها في شرب ماء بمذاق القطران عذب خلال فصل الصيف، ليتم وضعها جانبا أثناء باقي فصول السنة، و عندما يرغبون في إعادة استعمالها تغطس في حوض مائي، لتبقى به مدة طويلة ما يسمح برطوبة الجلد و يجنب القربة التمزق .
وفي بلدية الشلال على سبيل المثال، لجأ منذ عامين مواطنون إلى وضع عدد منها على قارعة الطريق الوطني رقم 45 ، أين يتم سقي مستعملي الطريق بالمياه العذبة والباردة، في ديكور أنيق يعيد الناظرين إلى زمن البساطة، وهو ما سمح للكثيرين باسترجاع ذكريات الماضي.
فارس قريشي
أصبحت تنافس وسائل التبريد الحديثة
- التفاصيل
-
رئيسية جمعية "الأيادي الأصيلة" للنصر
تجار يعيدون تسويق زربية غرداية بضعف سعرها الحقيقيأكدت رئيسة جمعية الأيادي الأصيلة لولاية غرداية، زينب زيطة، بأن المرأة الحرفية الماكثة في البيت، تعاني من صعوبات في تسويق منتوجها من الزرابي، و تضطر...
وقفت على حالات اجتماعية صعبة بإيراقن سويسي
قافلة تضامنية تصل إلى نقاط وعرة بأعالي جيجل حطت نهاية الأسبوع، قافلة تضامنية ، رحالها، بأعالي بلدية إيراقن سويسي بجيجل، و تحديدا بالمنطقة المعزولة عين لبنة، أين قدمت مساعدات لـ 24...
أساتذة يؤكدون في ندوة النصر
متعصبون استغلوا الظرف السياسي لنشر خطاب الكراهيةأرجع دكاترة في الإعلام و ثقافة الأديان و فلسفة القيم و أصول الفقه في ندوة النصر، سبب تفشي خطاب الكراهية إلى مشكلة عدم تقبل الآخر، حتى وسط النخبة، و...
أغلب الضحايا و المعتدين بطالون
انخفاض عدد قضايا العنف ضد المرأة بقسنطينةسجلت مصالح أمن ولاية قسنطينة، انخفاضا في حالات الاعتداء على المرأة خلال سنة 2019، حيث بلغ عددها 242 حالة ، فيما وصل في سنة 2018 إلى 338 حالة، و جاء في تقرير أعدته...
بعضها ذكرى و أكثـرها جفّ و القليل منها لا تزال صامدة
- عيون - قسنطينة.. منابع تروي عطش مدينة تبكي تاريخها يقول العامة في وصف جمال قسنطينة، بأن سرها يكمن في « ماها»، أي مياه وديانها و ينابيعها و «هواها» بمعنى علوها الشاهق و « تلحيفة نساها»، في...
بسبب عزوف الشباب و غزو الأحذية الصينية
الإسكـافـي.. حرفــة مهدّدة بالاندثــارتشهد حرفة الإسكافي تراجعا ملحوظا بولاية قسنطينة التي لم تعد تحصي سوى 73 إسكافيا عبر كافة بلدياتها، من جهة بسبب نفور الشباب من هذه الحرفة اليدوية التي تتطلب الدقة و...
بمبادرة تضامنية من جمعية السلامة المرورية و الرياضة الميكانيكية
موكب سيارات عتيقة يسافر بكبار دار العجزة بباتنة إلى الماضي الجميلبادرت جمعية السلامة المرورية بولاية باتنة في نهاية الأسبوع، إلى تنظيم جولة سياحية تضامنية لفائدة نزلاء بدار العجزة، باتجاه مرتفعات...
تركته أمه يتيما في عمر 6 سنوات
الطفل عبد الخالق يختم حفظ القرآن و يستعد لرحلة إلى البقاع المقدسةأتم الطفل عبد الخالق بودودة حفظ القرآن الكريم كاملا منذ أيام قليلة، و هو يحتفل بعيد ميلاده التاسع بمدينة الشمس هليوبوليس، الواقعة...
رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة
الجزائر أحصت 2.8 بالمئة حالات تشوه الأجنة سنة 2019كشف رئيس رابطة أطباء النساء و التوليد لناحية قسنطينة، الدكتور محمد بوكرو، أن الجزائر سجلت في السنة الفارطة، 2.8 بالمئة من حالات تشوه الأجنة،...
شوف الاثنين بـأولاد يحيى خدروش في هبة تضامنية
أبناء منطقة معزولة يجمعون مليار سنتيم في أسبوع لإجراء عملية لمريضة بالسرطانتمكن أبناء منطقة شوف الاثنين بأولاد يحيى خدروش بجيجل، من جمع مليار سنتيم في أقل من أسبوع للمريضة راضية، ابنة المنطقة، المصابة...
<< < 1 2 3 4 5 > >> (5)