مكيفات الهواء سيدة القرار  بالوادي
تعرف  ولاية الوادي هذه الأيام حظرا للتجوال بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة التي تقارب 50 درجة في الظل من منتصف النهار حتى غروب الشمس، وتنخفض  ليلا لحدود 40 درجة ، واقع أجبر ميسوري الحال للهروب نحو مدن الشمال و الشقيقة تونس، بالإضافة إلى بعض المدن الداخلية التي تتميز بطقس أقل حرارة في هذا الفصل، على غرار سطيف و الشريعة بتبسة أين يستأجرون مباني لهذا الغرض .
يضطر قاطنو التجمعات السكنية الحديثة بمختلف مناطق الوادي، إلى تشغيل مكيفات الهواء على مدار الشهر دون توقف، لعدم تناسب المساكن و المناخ الصيفي الذي يتطلب باحات واسعة داخل المسكن بالنسبة للبيوت الكبيرة و أسطح علوية للضيقة منها، رغم أن السلطات بما فيها رئيس الجمهورية الذي أمر في آخر زيارة قادته للمنطقة، ببناء أحياء بنمط عمراني صحراوي، يراعي عامل المناخ، خاصة في فصل الصيف ،إلا أن المتجول بين العمارات حاليا، لا يكاد يسمع سوى ضجيج أجهزة التكييف ،بالليل والنهار و بمختلف غرف المنزل ، إلا أن محدودي الدخل يضطرون للتجمع داخل غرفة واحدة طيلة الصيف، لتخفيض فاتورة الكهرباء التي تصل حتى ضعف الحد الأدنى الشهري المتعارف عليه، أما شباب هذه الأحياء فيستنجدون بالساحات العامة والأرصفة للنوم بالليل أو الخروج من المدينة باتجاه المرتفعات الرملية .
مساكن تتحول إلى غرف تبريد  وشباب يخاطرون بحياتهم

 لا تتوقف ورشات البناء و المزارع عن نشاطها، رغم حرارة الجو و خطورة أشعة الشمس، فأصحاب المهن الشاقة يحمون أنفسهم بوسائل بسيطة ، على غرار المناديل وقبعات السعف، مع رشها بالماء البارد ، فعملهم يبدأ باكرا قبل شروق الشمس عكس القطاع العمومي ، حتى يتسنى لهم المغادرة في وقت يتناسب ومواعيد وسائل النقل ، التي تكاد تنعدم في أوقات الذروة، وهو ما يجعل عمال الإدارات العمومية منها والخاصة، يقضونها إما في مكاتبهم بالمؤسسات التي تسمح بذلك، أو تحت الجدران، على أمل العثور على وسيلة نقل توصلهم لمقرات سكناهم ، ناهيك عن بعض الأعمال الحرة ، على غرار أصحاب النقل الجماعي والفردي وأصحاب المطاعم والمخابز الذين يقبعون تحت حرارة المواقد التي تعجز حتى مكيفات الهواء عن التبريد داخلها .
   يضطر الكثير من الأطفال والشباب للمخاطرة بحياتهم في أحواض السقي للفلاحي والبرك المائية ،ناهيك عن استغلال الأطفال فترة القيلولة لمداهمة ورشات البناء والغطس داخل خزانات و براميل حديدية خاصة بتجميع المياه، و ذلك لأم ذويهم غير قادرين على نقلهم نحو المدن الساحلية لأسباب مادية ، و أخرى تتعلق بظروف عمل الأولياء ، و رغم تخصيص رحلات من طرف مصالح مديرية الشباب لأكثر من ألف و 200 طفل هذه السنة، إلا أنها تبقى غير كافية لتغطية احتياجات أبناء 30 بلدية بقراها وأحيائها المتناثرة في عمق الصحراء.
البشير منصر

الرجوع إلى الأعلى