حملة تضامنية واسعة لمساعدة مواطن على إعادة بناء  مسكنه
أطلق سكان ولاية تيزي وزو، حملة تضامنية واسعة من أجل جمع مبلغ من المال، لمساعدة مواطن تهدم منزله بمنطقة تريحانت، التابعة لبلدية بوجيمة،  بشمال تيزي وزو،عن آخره،  خلال الفيضانات التي اجتاحت الولاية مؤخرا .
هذه المبادرة الخيرية التي أعلن عنها سكان القرية المذكورة ، سرعان ما انضم إليها مواطنون من مختلف قرى وبلديات تيزي وزو في مسعى تضامنهم مع الضحية، وانطلقت مباشرة بعد انتشار صور المنزل الذي جرفته المياه عبر مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، و تبين كيف اقتلعت الأمطار الطوفانية بيت الضحية من الأساس، كما خلفت الفيضانات أيضا خسائر جد معتبرة في ممتلكات بقية السكان.
وأعلن الجميع عن تآزرهم مع صاحب المنزل وجمع التبرعات المالية، لتعويضه عن الأضرار الجسيمة التي لحقت به ومساعدته ماديا في تشييد منزل جديد، بعدما أضحى دون مأوى بين عشية وضحاها، بسبب رداءة الأحوال الجوية، ومن المستحيل أن يبني مسكنا آخرا بإمكانياته المحدودة.
هذه المبادرة التضامنية الجميلة التي تعتبر من تقاليد سكان جرجرة ، تهدف أيضا إلى مساعدة الضحية معنويا، لتجاوز الكارثة التي حلّت به، حيث كاد أن يفقد أعصابه من هول الكارثة التي حلت به بعدما شاهد منزله ينهار أمام أعينه، دون أن يتمكن من فعل أي شيء لإنقاذه.
وقد استحسن الجميع هذه الحملة الخيرية التي استجاب لها سكان تيزي وزو، والتي تعبّر عن وحدة القرويين وتضامنهم لمساعدة بعضهم البعض ، وهي من العادات المعروفة على المستوى المحلي في مختلف الأزمات و المناسبات.
ورغم أن هذا التقليد ظهر في القديم بسبب قلة الإمكانيات و الوسائل المادية، إلا انه لا يزال راسخا وسائدا بين السكان إلى يومنا هذا، لتقاسم الأعباء بين الأفراد، ويكون حاضرا بقوة أثناء المصائب والكوارث الطبيعية، باعتباره أحد المظاهر الاجتماعية، حيث يأتي الجميع لتقديم يد العون، كل حسب قدرته، لتقليص حجم معاناة العائلات المتضررة.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى