إنزال على المراكز التجارية بالعاصمة
شهدت العديد من المحلات والمراكز التجارية الكبرى ‮التي أدرجت تخفيضات متفاوتة في إطار ما يسمى ‹› الجمعة السوداء -بلاك فرايدي-   ‹› بالجزائر العاصمة وبعض الحواضر الكبرى عبر الوطن، أمس إقبالا كبيرا ‬من طرف الزبائن سيما أفراد الشريحة الشبانية، وصل إلى حد الزحمة والتدافع.
استطلاع: عبد الحكيم أسابع
واستحوذت محلات الملابس ومستحضرات التجميل والأحذية، المستوردة، أكثر على اهتمام الزبائن في المركزين التجاريين المعروفين بالعاصمة،›› باب الزوار ‹› و ‹› أرديس››، للاستفادة من تخفيضات «بلاك فرايدي»، حيث تزاحم الزبائن في ما يشبه الطوفان البشري أمام هذه المحلات في رحلة سباق للظفر بأكبر عدد من الملابس والأحذية ذات الجودة العالية.
ووفقا لجولة للنصر بالمركزين المذكورين وبعض المحلات في وسط العاصمة، فقد تراوحت التخفيضات على أسعار الملابس والأحذية والنظارات بين 20 إلى 50 بالمائة، فيما تصل التخفيضات على أسعار مواد التجميل إلى 60 و 70 بالمائة.
وقالت ياسمين القادمة من الشراقة إنها انتظرت تخفيضات «بلاك فرايداي» لشراء الملابس الشتوية نظرا لارتفاع أسعارها خارج موسم التخفيضات، مسجلة بأن التخفيضات حقيقية، حيث تمكنت من شراء بعض الملابس المستوردة -كما قالت- و بسعر مخفض بنسبة 50 بالمائة، وتقول أنها قامت بزيارة لمحلات الملابس قبل عروض أمس في منطقة إقامتها، لمعرفة الأسعار وتأكدت أن الفارق معتبر، وهو ما اتفقت معه ريمة التي ترافقها، حيث ترى أن التخفيضات التي أعلنت عنها المحال التجارية ‹› متفاوتة وهامة››.
وفي المقابل قالت سلاف أنه يتردد أن بعض المحلات رفعت أسعار الملابس قبل «بلاك فرايداي» ثم وضعت عليها التخفيضات، فجاءت التنزيلات بسيطة ، وأضافت بأنها اشترت احتياجاتها من الملابس من أحد المحلات الذي يضع تخفيضًا بنسبة 50 بالمائة، موضحة «لقد اشتريت جاكيت وأعتقد أن نسبة تخفيضه مُرضية وكذلك الحال بالنسبة لبعض الملابس الأخرى».
وفي حين شهدت محلات الملابس إقبالا كبيرا من طرف الزبائن، قررت فاتي من المدنية، تغيير وجهتها من الملابس لشراء أحذية  فصلية وأخرى رياضية، وترى أن أسعارها مناسبة وتبلغ نسبة التخفيض 35 بالمائة.
وفي المقابل يرى يونس، أن التخفيضات على أسعار الأحذية غير مرضية، شأنها في ذلك شأن بعض الملابس وقال ‹› كنت أعتقد أن كل العروض في محل الملابس المجاور تصل إلى 50 بالمائة لكنني تفاجأت أن فيه احتيالا فالتخفيض مشروط بشراء نوع أول من أي لباس بسعره الحقيقي لتستفيد من التخفيض على النوع أو القطعة الثانية››.
وفي المقابل يأمل أصحاب المحال التجارية أن يساهم «بلاك فرايداي» في تحريك السوق، خاصة في ظل ركود حركة البيع خلال الشهرين الأخيرين.
تنافس للتخلص من المخزون
وقال ماسي، المسؤول عن المبيعات في أحد محلات الملابس، في المركز التجاري باب الزوار : ‹› لقد شهد المحل منذ ساعة الافتتاح إقبالا شديدا لدرجة أن بعض المقاسات نفدت، متوقعا  أن يتم بيع جزء كبير من البضاعة، في حال استمر الإقبال بنفس الكثافة على المحل لآخر يوم من العروض المنتظر أن تستمر لأسبوع.
أما مصطفى، مسير محل مجاور للملابس أيضًا فقال «البلاك فرايداي حدث سنوي ننتظره لتنشيط حركة المبيعات خاصة بسبب الركود الذي تشهده بعض الفترات لعوامل مرتبطة بالأحوال الجوية.
والملاحظ أن ثمة تسابقا كبيرا في‮ ‬عرض التخفيضات على أسعار مختلف تشكيلات الملابس والأحذية في مختلف المحلات عبر اللافتات التي كتب أغلبها بالأبيض والأسود تماشيا مع رمز واسم هذا اليوم ‹› الجمعة السوداء - Black Friday’’، للتخلص من المخزون القديم للتفرغ‮ ‬لترويج للمنتجات الشتوية الجديدة لسنة‮ ‬2019 وربما الربيعية.

عروض تخفيض إلكترونية تصل إلى 90 بالمائة
وإذا كان هذا حال المحلات التجارية التي تتعامل بشكل مباشر مع الزبائن فإن، العلامة الرائدة في التسويق الإلكتروني بالجزائر›› جوميا ‹› قد أدرجت تخفيضات على عشرات المنتوجات تصل إلى 90 بالمائة. وتنفرد جوميا بكونها المؤسسة التي تعرض خلال هذه المناسبة أجهزة كهرو -منزلية وأجهزة ذكية وغيرها بأسعار ذات تنافسية كبيرة مع  خاصية الدفع عند التسليم التي يحبذها المستهلك الجزائري، دون عناء التنقل. فيكفي أن تسجل طلبك عبر الخط ‹› أون لاين ‹› لكي يصلك المنتوج الذي طلبته إليك في المنزل أو في المحل أو مكتب العمل في الوقت الذي تريد.
وقد قرر موقع ‹›جوميا›› أن تكون التخفيضات الخاصة بالجمعة السوداء كل جمعة خلال شهر نوفمبر أيام ( 2،9،16،23،30 ) عبر مختلف البلدان التي يتواجد بها لتستمر لمدة شهر كامل.
تقليد تجاري بدأ من أمريكا
يرتبط موعد الجمعة السوداء بمناسبة عيد الشكر في الولايات المتحدة، فعيد الشكر هو الخميس الرابع في شهر نوفمبر، والجمعة السوداء هي اليوم التالي لعيد الشكر، لذا فهو يوم متغير في كل عام.
بالرجوع بالزمن إلى بداية عام 1869 و هو التاريخ الخاص بالأزمة المالية التي حدثت في أمريكا و توابعها من كساد اقتصادي و خسائر مالية أدت إلى ركود كارثي لحركة البيع، مما دفع المتاجر إلى تخفيض الأسعار و التنافس من حيث الخصومات لدفع المشترين إلى شراء البضائع و تقليل الخسائر الناجمة عن ركودها في المخازن!.
و بذلك أصبح تقليدا أمريكيا يقام كل عام، وسميت بالجمعة السوداء من قبل الشرطة الأمريكية التي وصفت اليوم بهذا الوصف نتيجة الزحام الشديد واختلال المرور ووقوع حوادث متعددة فسمت الشرطة هذا اليوم بالجمعة السوداء.
و هناك رأي آخر يعود إلى أنّ اللون الأسود في مجال المحاسبة يدل على التخلص من البضائع في المخازن و اللون الأحمر يدل على ركودها.
وبادرت بعض مواقع التسويق العربية الشهيرة بتغيير الاسم إلى ‹›الجمعة البيضاء›› ليعبر عن التفاؤل بدلا من التشاؤم بالحوادث.
ع.أ

الرجوع إلى الأعلى