مطالب بسن قانون يمنع الأطفال دون 3 سنوات من استعمال الأجهزة الذكية
حذر خبراء أمس من أضرار التعرض مطولا للضوء الأزرق الصادر من أجهزة الهواتف الذكية أو من الأجهزة اللوحية، مبرزين بأن لهذا الضوء تأثيرات صحية سلبية كبيرة على العين وعمل المخ، ودعوا إلى ضرورة توسيع التوعية من هذا الخطر والتدخل لدى الصانعين من أجل حملهم على إنتاج أجهزة مطابقة للمعايير.
وأكد المتخصص في البصريات كريم نايت مجاني خلال استضافته في فوروم يومية المجاهد من أن للضوء الأزرق الذي يسمح للمستخدمين بقراءة لوحات أجهزتهم حتى خلال النهار، تأثير على المخ فباعتبار أنه يسبب حالة التراكم العصبي التي تؤدي إلى صعوبة الاستجابة للنوم، كما أن الضوء الأزرق – يضيف له تأثير سلبي على القدرة على التركيز خلال القراءة والدراسة، فضلا عن الأضرار التي تسبب الإجهاد البصري فضلا عن إصابة شبكية العين وغيرها.
وقال ذات المتدخل ‹› إن كمية الضوء التي تنتقل من سطح العين إلى القرنية مرتبطة بالعمر، وبالتالي فالأطفال قد يكونون أكثر حساسية للضوء الأزرق›› وحذر من أن مصادر الضوء المريحة لعيون الكبار قد تصبح مجهدة للأطفال، مضيفا أن أضرار التعرض للضوء الأزرق الصادر عن مختلف الشاشات بما فيها شاشة التلفزيون تتضاعف في ساعات الليل، حيث يمنع الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات الدماغ من الإفراج عن هرمون الميلاتونين، الذي تفرزه الغدة الصنوبرية في المخ، والذي يساعد على النوم حين تواجه عينا الإنسان الظلام ويشعر بالنعاس.
ولتجنب كل هذه المشاكل قال المتدخل بأن مصممي البرمجيات قد فكروا في تطبيق يغير من شدة الضوء عند حلول الليل في الأجهزة، كتطبيق f.lux، الذي يخفي الضوء الأزرق من الأجهزة مساء.
ودعا خبير البصريات إلى ضرورة منع الأطفال الصغار قبل ثلاث سنوات سيما البالغين سنتين من استعمال الأجهزة الذكية، وذلك لأن العين ما زالت غير مكتملة النمو، وهذا الاستخدام يضر بنموها كثيراً.
 وأشار بالمناسبة إلى أن التشريع الفرنسي يمنع سماح الأسر لأطفالهم باستعمال أجهزة الهاتف النقال الذكية أو اللوحات اللمسية ( الطابلات ) قبل سن الثلاث سنوات وقال أن ذلك منصوص عليه في الدفتر الصحي للطفل.
كما اشار إلى أن المدارس الأمريكية تمنع التلاميذ من استعمال مختلف الأجهزة الإلكترونية قبل سن الـ 13 ولا يسمحون لهم باستعمال الكمبيوتر المحمول إلا بعد 13 سنة.
من جهته أكد الأخصائي النفساني لعلام لوناس أنه علاوة على الأضرار الصحية فإن إفراط الأطفال في استعمال الأجهزة الذكية من هواتف، ولوحات رقمية فإنه يتسبب في بطء تطور اللغة لدى الأطفال وجعلهم أكثر عرضةً لتأخير مهارات النطق، كما أن لهذا الإفراط صلة باضطراب نقص الانتباه فضلا عن ظهور حالات مشابهة لمرضى التوحد.
وأشار أيضا إلى أن ‘’ إدمان الأطفال والمراهقين لاستعمال مختلف الأجهزة الذكية يسبب لهم نوعا من  القصور في العلاقات الاجتماعية.و ينصح الدكتور لعلام لوناس الآباء الذين لديهم أطفال صغار يستهلكون الأجهزة الرقمية بشكل كبير، أن يستشيروا المختصين لتجنيبهم خطر الوقوع في الإدمان الالكتروني، وأعرب عن أمله في أن يمنع الآباء أبناءهم من استعمال هذه الأجهزة قبل سن الخامسة وعدم ترك جهاز التلفزيون في غرفهم. وتمت الإشارة بالمناسبة إلى أن الضوء الأزرق، المنبعث من الأجهزة الذكية واللوحية بصورة عامة، ومن شاشات «LED»، قد يؤدي إلى اضطراب الساعة البيولوجية.
وتؤكد إحدى الدراسات أن المعتاد أن المراهقين لديهم ساعة بيولوجية متأخرة، وهو ما يجعلهم يتأخرون في الاستيقاظ في الصباح والبقاء مستيقظين حتى ساعة متأخرة من الليل، وذلك يزيد من حالات الإجهاد ويؤثر على صحة المراهق أكثر من البالغ.
وفي هذا الصدد كشف رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك ومحيطة وإرشاده مصطفى زبدي، بأن هيئته ستقتني جهازا للكشف عن نسبة الضوء الأزرق على الصحة البدنية والنفسية للمستهلك، من أجل الوصول إلى إقناع الصانعين بصنع أجهزة مطابقة وغير ضارة.
كما أعلن عن مشروع لإنشاء هيئة للدراسة والمتابعة، مكونة من خبراء في مختلف التخصصات، من أجل التصدي للمواضيع والبرامج التي تعرض في جميع القنوات خاصة القنوات الأجنبية التي يمكن أن تلحق الضرر بالأطفال سواء من النواحي الصحية أو السلوكية.
كما أكد بأن منظمته ستقترح سن قانون لمنع سماح الأسر لأطفالهم باستعمال الأجهزة الإلكترونية قبل الثالثة من العمر.
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى