مشاكل الانتقاء وتأخر انطلاق الدراسة يعيقان إدماج المعاقين  مدرسيا
طرح أول أمس، مدير المركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بمؤسسات المعوقين بقسنطينة، عبد العالي بن حمو، خلال ورشة عمل حول تقييم عملية إدماج فئة الأطفال في الوسط المدرسي، جملة من الصعوبات التي قال بأنها تعيق إتمام الإدماج بالشكل المطلوب، على غرار الانتقاء غير الموفق للتلاميذ و تأخر إنطلاق الدراسة و عدم استفادة بعض التلاميذ من الكتب المدرسية، بالرغم من أن  عدد الأقسام المخصصة لهذه الفئة على مستوى المؤسسات التربوية في الولاية بلغ 25 قسما، تضم في مجملها 161 تلميذا، كما ذهب إليه مدير القطاع بقسنطينة.
مدير التربية بالولاية محمد بوهالي و في تصريح له على هامش الورشة ، قدم تقييم إجماليا لعملية إدماج المعوقين في الوسط المدرسي، حيث قال بأن مصالحه تسجل تحسنا ملحوظا في هذا المجال، إذ يتم سنويا فتح أقسام جديدة على مستوى عدد من المؤسسات التربوية الموزعة عبر إقليم الولاية على أن تشمل كل البلديات في مراحل لاحقة، وقد تم هذه السنة وحدها تسجيل 161 تلميذا موزعين على 25 قسما، 12 منها مخصصة لذوي الإعاقة السمعية و تضم 57 تلميذا، و 13 لذوي الإعاقة الذهنية و تشمل 104 تلميذا، مشيرا إلى أنه  السنة الماضية عرفت إدماج حوالي 20 تلميذا يعانون من إعاقة خفيفة، وأوضح المسؤول، بأن قطاعه يسعى رفقة مديرية النشاط الاجتماعي للولاية، إلى تكييف البرامج و المناهج و أدلة المعلمين وفق طبيعة الإعاقة لكل تلميذ ضمانا لحسن سير العملية.  
من جهتها، تطرقت مديرة النشاط الاجتماعي و التضامن لولاية قسنطينة سامية قواح، إلى النتائج التي تم تسجيلها في إطار التحصيل الدراسي لهذه الفئة ، كاشفة عن نسب النجاح المسجلة على مستوى الأقسام الخاصة بالمؤسسات التعليمية، و التي قدرتها بنسبة تتراوح بين 95 بالمائة إلى 100 بالمائة. و تختلف هذه السب كما أشارت، حسب الأطوار التعليمية، أما بخصوص الامتحانات الرسمية فتسجل نجاح 3 تلاميذ من أصل 5 في القسم الواحد، أما  فيما يخص النتائج المتعلقة بالأطفال ذوي الإعاقة السمعية، فقد أوضحت، بأن قطاعها يسجل تحسنا كبيرا في النتائج ، حيث تم دمج 3 أطفال يعانون من إعاقة سمعية على مستوى الأقسام العادية، فيما تم دمج تلميذة مصابة بإعاقة ذهنية خفيفة، و أدمج سبعة آخرون على مستوى مراكز التكوين المهني .
بالمقابل قدم مدير التربية و التعليم المتخصصين على مستوى وزارة التضامن الوطني و الأسرة و قضايا المرأة عبد اليمين لبصاري، نتائج الشهادات التعليمية الثلاثة المسجلة على المستوى الوطني للسنة الدراسية الماضية، واصفها إياها بالجيدة، حيث بلغت نسبة النجاح في شهادة التعليم الابتدائي 94.71 بالمائة، و شهادة التعليم المتوسط 88.28 بالمائة أما فيما يخص شهادة الباكالوريا فقد  تم تسجيل نسبة نجاح قدرها 68.22 بالمائة ، و كشف المسؤول، عن  العدد الإجمالي للأقسام الخاصة و المقدر بـ 683 قسما،  موزعة على المؤسسات التربوية عبر كل ولايات الوطن، و تشمل ما يفوق 5300 طفلا من ذوي الإعاقات، معتبرا الورشة، فرصة لتقييم كل الصعوبات الميدانية التي تواجهها عملية الإدماج و كل ما يتعلق بالتأطير البيداغوجي و التكوين، مضيفا بأن مثل هذه اللقاءات تعد فرصة لوضع لبنة أولى لتقييم النتائج و مناقشة المشاكل المطروحة.          
بدوره، تحدث مدير المركز الوطني لتكوين المستخدمين المختصين بمؤسسات المعوقين بقسنطينة، عبد العالي بن حمو، عن المعايير المعتمدة لقبول الأطفال و التي يجهلها البعض من الأولياء، ما يخلق حسبه بعض المشاكل، موضحا بأنها معايير تعتمدها اللجنة عند القبول، و في مستهلها السن بحيث يشترط أن يتراوح بين 6 و 9 سنوات، إضاة إلى قابلية الطفل للاندماج و الاستقرار النفسي الحركي و اكتساب القدرة اللغوية و التحكم في الاضطرابات المصاحبة ، مشيرا إلى أن هذه الفئة تخضع لتقويم مستمر و كذا لفروض و امتحانات دورية كباقي التلاميذ العاديين، غير أنه يتم تكييف الأسئلة حسب قدراتهم .
و قد تطرق ذات المتحدث، للصعوبات التي يواجهونها في الميدان ، و المتمثلة في الالتحاق المتأخر بالموسم الدراسي ، و الانتقاء غير الموفق لبعض التلاميذ، و كذا تسجيل بعض الحالات التي لم تستفيد من الكتاب المدرسي، و هو أمر غير مسموح به ، داعيا إلى ضرورة الالتزام بموعد الانطلاق الرسمي للدراسة  مشددا على التزام الصرامة و الشفافية في الانتقاء،  فيما طرح مدير التربية  بعض المشاكل التي يواججها مع مدراء المؤسسات الذين يخلقون بعض العراقيل ،  فيما تحدثت مديرة النشاط الاجتماعي عن المشاكل التي تواجهها مع بعض الأولياء الذين يحرصون على وضع أبنائهم في أقسام خاصة و يجهلون بأن هنالك شروطا يجب توفرها في الطفل .
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى