الجزائريون يعودون إلى الطبيعة و الطرق التقليدية لمواجهة نزلات البرد
عاد أغلب الجزائريين خلال السنوات الأخيرة إلى الأعشاب و الخلطات الطبيعية لمواجهة مختلف الأمراض، إلا أن ذلك يسجل بنسبة أكبر خلال فصل الشتاء الذي يتسبب في نزلات برد حادة و زكام و قد تنتقل العدوى إلى جميع أفراد العائلة، حيث تجد الكثيرين يستبدلون “أسبيجيك” و “باراسيتامول” و أدوية أخرى، بالكافور و زيوت النعناع و الريحان و يحرصون على مزجها بمختلف الأطباق التقليدية.
في فصل الشتاء،  تتكرر الإصابة بنزلات البرد الحادة ، ما جعل الأسر الجزائرية تبحث عن علاج فعال، بالعودة إلى الطبيعة و الطرق التقليدية في محاربة الرشح أو نزلات البرد،  فالعديد من المصابين رفضوا التوجه إلى الطبيب، في محاولة للتقليص من استهلاك الأدوية، لاحتوائها على مواد كيميائية،  كما قالوا للنصر.وقد أكد بعض من حدثونا عن طرقهم الخاصة في مواجهة المرض عن أوراق الكافور الطويلة التي تقطف من شجر عملاق نجده في كل مكان، و يرون بأنه أحد أشهر العلاجات الطبيعية التي تستعمل بطرق مختلفة، كما أنه يدرج ضمن تركيبة أدوية طبية، و يفضلون غليه في الماء و استنشاق البخار المنبعث منه، مما يؤدي إلى القضاء على احتقان الجيوب الأنفية و التخلص من المخاط في وقت قياسي، كما قال لنا السيد يوسف.
و أشار عمي علي إلى طريقة أخرى ورثها أبا عن جد و يعتمدها كل سنة لطرد الزكام عن أفراد عائلته، حيث يقوم بحرق أوراق الكافور في وعاء، مما ينتج بخارا يحرص على نشره في كامل البيت، و يؤكد بأن هذا البخور فعال في قتل فيروس الداء و منعه من الانتشار أكثر.
عائلات أخرى، تفضل استعمال الزيوت الطبيعية، كما أخبرنا أحد الصيادلة ، مشيرا إلى أنه يسجل تزايدا في الإقبال على الزيوت في الشتاء ، و بما أنها غير متوفرة عبر كافة الصيدليات، فغالبا ما يقصد المواطنون محلات بيع الأعشاب الطبية التقليدية، و قال لنا صاحب أحد هذه المحلات بأن زبائنه يقتنون زيت الريحان، النعناع، الكافور و كذا مرهم “فيك”، بينما يستشيره  آخرون للحصول على مبتغاهم.
و أشار البائع بأن هذه الزيوت يمكن استعمالها بشكل مباشر، كما يمكن استعمال قطرات منها في وعاء من الماء المغلي، ليقوم المريض باستنشاقه للحد من أعراض أمراض الشتاء، كما أن الكثيرين يلجأون لطرق تقليدية أخرى، مثل خلطة زيت الزيتون و الثوم، أو الزعتر المقطر و عديد المواد الطبيعية ، التي تشكل الصيدلية الأولى للكثير من المواطنين.
و إن كان البعض يرى في هذه المواد حلا للتخلص من الرشح، فإن آخرين يركزون على الغذاء، من خلال تحضير وجبات ساخنة و غنية بالفلفل الحار، مثل العجائن  التقليدية كالبركوكس “العيش” أو الكسكسي و الحبوب الجافة، كما قالت السيدة زهية ، مشيرة إلى أنها كانت في الماضي الغداء و العلاج الأساسي في الشتاء.و مهما تعددت الطرق في مواجهة الرشح و الزكام، تبقى الوقاية خير من العلاج.   
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى