عمي مخلوف معاق بصريا  يجيد الحساب الذهني  
تخفي جبال جيجل العديد من المواهب الخارقة للعادة، التي يصعب اكتشافها كصعوبة تسلق هذه الجبال و الغوص في مسالكها الوعرة، من بين هذه المواهب نذكر مخلوف بوراس ، 74 سنة، الذي يعاني من إعاقة بصرية منذ الصغر، القاطن بقرية تالفت ، بأولاد يحيى خدروش، الذي يستطيع  تحديد تاريخ اليوم و الشهر و كذا السنة بالتقويمين الميلادي و الهجري.
النصر التقت بالعم مخلوف بوراس ببلدية الميلية، في ولاية جيجل، بناء على موعد مسبق، فقد كان مصرا على مقابلة صحفي بهذه اليومية ، وجدنا أمامنا شيخا طاعنا في السن، يتكئ على عصا، و يبدو من ملامح وجهه بأنه لا يرى جيدا، بسبب ضعف في عينه اليسرى.
قال لنا عمي مخلوف بأنه يملك القدرة على تحديد تاريخ اليوم بالتقويم الميلادي، و تحديد الشهر بالتقويم الهجري، حيث أنه يستطيع تحديد اليوم إذا قدمت له تاريخ ميلاد معين ، و يستطيع من جهة أخرى أن يطلعك على الشهر الهجري.و له ميزة أخرى، فهو يستطيع تحديد اليوم الموافق للهلال، بالنظر إليه فقط، و أخبرنا المتحدث بأنه كان يعاني من ضعف في الإبصار بعينه اليسرى.  لكنه تفاجأ في الثمانينات بأنه يستطيع رؤية الهلال، على غرار باقي الأشياء، و يستطيع حساب مدته، منذ اليوم الأول إلى غاية نهايته، قائلا” ذات ليلة في سنوات الثمانينات و عندما شهدت الهلال في شهر رمضان، استطعت تحديد اليوم بالكامل، و عندما كنت متجها للعاصمة في اليوم الموالي لتلك الليلة، قرأت الجريدة، ووجدت بأنهم نشروا التاريخ الهجري خاطئا ، مضيفا “لم أخبر أي أحد بما أعرفه مخافة التعرض للاستهزاء . بمرور الوقت اكتشف أفراد عائلتي موهبتي، خصوصا و أني كنت أتتبع باستمرار الهلال، و أصبحت أحدد التواريخ بمجرد ذكرها “.
قدمنا لعمي مخلوف بعض التواريخ استنادا للتقويم الموجود بالهاتف النقال، و اختيار سنوات تعود إلى فترة طويلة، فاستطاع تحديد اليوم الموافق لكل تاريخ، و و قال المتحدث بأنه لم يستطع التعريف بموهبته، بسبب بعد المنطقة التي يقيم بها  و ظروفه الاجتماعية، بالإضافة إلى أمور أخرى لم يذكرها.
و تابع المتحدث، بأن أكبر مشكل يواجهه ، يتمثل في وثائقه الشخصية، حيث وقع إشكال قانوني منذ سنوات، و تم خلط وثائق الهوية بينه و بين  شقيقه المتوفي، و أضاف بأن سلطات بلدية أولاد يحيى خدروش، حاولت تقديم الدعم له من خلال منح سكن اجتماعي له، لكنه رفضه، لكونه غير متزوج، مفضلا أن تستفيد به عائلة معوزة .
إن عمي مخلوف، إنسان متواضع، قنوع ،و  صبور جدا، لا تفارقه كلمة “ الحمد لله”، و هو الآن يناشد السلطات مساعدته لحل الإشكالية القانونية المتعلقة بوثائق الهوية.
كـ . طويل

الرجوع إلى الأعلى