حياة حارس بلدي سابق بجيجل مرهونة بعملية لزرع الكبد 
يعيش بونعاس بوميسة، رب أسرة من الطاهير بولاية جيجل، حالة من القلق و الترقب، لأن حياته مرهونة بجمع ثلاثة ملايير سنتيم، من أجل إجراء عملية زرع الكبد في المستشفى الجامعي بفرنسا.
النصر تنقلت إلى منزل السيد بونعاس بتاسيفت، المتكون من غرفة واحدة،و لا تتعدى مساحته 50 متر مربع، حيث يعيش مع زوجته و ابنتيهما الصغيرتين،  
فاكتشفنا أنه يعاني ظروفا اجتماعية صعبة إلى جانب ظروفه الصحية.
المتحدث أخبرنا أن معاناته مع المرض بدأت في 2012، عندما كان يعمل حارسا بلديا، حيث بدأت تظهر لديه بعض الأعراض كانتفاخ للبطن، فزار عدة أطباء لتشخيص مرضه، فاتضح أنه يعاني من تشمع الكبد، و مكث عدة أيام بمستشفى الطاهير.
بعد خروجه من المستشفى ، بدأ رحلة طويلة للبحث عن العلاج المناسب، حيث قال المتحدث بأنه توجه إل جل مستشفيات الجزائر، خصوصا بالعاصمة، و برغم تحديده لمواعيد ليحظى بمعاينة الأطباء المختصين ، إلا  أنه كان يصطدم  بالإهمال و اللامبالاة ، فلم يستطع الوصول إلى بروفيسور مختص في جراحة الكبد.
قال لنا السيد بونعاس بهذا الخصوص “ لقد بحثت طويلا عن بروفيسور في المستشفيات الجامعية، لكن دون جدوى، فقد كانت المواعيد تؤجل، أو يتم استقبالي من قبل طبيب ، يعيد كتابة نفس الوصفة السابقة و يقدمها إلي،  حاولت جاهدا الوصول إلى مختص ، لكن دون جدوى، بقيت على نفس الحال لسنوات عديدة، كل الأبواب في الجزائر أغلقت في وجهي”.
توقف المتحدث قليلا، عن الكلام و انهمرت  الدموع على خده، و أردف “ نسمع كثيرا عن العلاج المجاني في البلاد، لكن ما فائدة العلاج، إذا لم يتحل الأطباء و الإدارة بالرحمة ؟ ، أتذكر جيدا، العشرية السوداء، عندما كنا نحمي الوطن، و المواطنين ، لكن اليوم لا وجود للمرافقة و العلاج لحارس بلدي “.
و ذكر بأنه في سنة 2017، توجه إلى تونس، لتشخيص أدق لطبيعة مرضه، فأخبره الأطباء، بأنه بحاجة  لإجراء عملية زرع الكبد في فرنسا أو ألمانيا، ما جعله يتصل بالمستشفى الجامعي بفرنسا، و يرسل ملفه الطبي، فأبلغته إدارة المستشفى بأن العلاج موجود، و يتمثل في زرع الكبد، مقابل مبلغ مالي يقدر بـ 164 ألف أورو، أي ما يعادل 3ملايير سنتيم، وبقدر ما كان الخبر مفرح، إلا أنه كان أيضا محزنا، لأن المبلغ كبير جدا.
و أوضح بوميسة “ فرحت كثيرا، للخبر، لكنني حزنت في نفس الوقت ، و لا أزال لهاته الدقائق، حائرا، كيف أستطيع جمع مثل هذا المبلغ ، و منحة التقاعد التي أتحصل عليها لا تكفي حتى لقوت أولادي، لقد طرقت جميع الأبواب، لكن دون جدوى، حاولت مع الجمعيات لكن المبلغ كبير جدا”.
و يناشد بونعاس بوميسة السلطات و المحسنين تقديم يد المساعدة له، مشيرا بأن أمله في الشفاء كبير، ليتمكن من العودة للعيش رفقة عائلته الصغيرة والتخلص نهائيا من معاناته.      كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى