يعرف حي السويقة بقسنطينة، حركية غير عادية خلال شهر رمضان،  في ظل انتعاش بيع المكسرات و اللحوم بأنواعها، هذه الأخيرة التي تعرض كميات كبيرة منها على الطاولات، وسط ديكور يفتقر تماما لمختلف قواعد الصحة و النظافة، إلى جانب عدم احترام سلسلة الحفظ و التبريد، من الذبح إلى العرض، رغم أن الأمر يتعلق بمواد سريعة التلف، في حين يزداد إقبال الصائمين على اقتنائها، غير مبالين بالمخاطر الصحية التي تتربص بهم و عواقبها على الصحة العمومية.
روبورتاج: هيبة عزيون
في جولة قادتنا إلى حي السويقة الذي ينتعش به بيع اللحوم على الطاولات ، تفاجأنا بطوابير بشرية طويلة أمام عدد من الطاولات التي تفنن أصحابها في تزيين سلعهم  بالأعشاب العطرية و عرضها في الهواء الطلق طوال ساعات النهار، بينما من المفروض أن توضع في براد لأنها سريعة التلف.
 ارتفعت هتافات و أصوات الباعة للترويج لبضاعتهم و دعوة المارة لاقتناء كيلوغرامات منها بأسعار تنافسية، و لاقت دعواتهم كالعادة آذانا صاغية، حيث لاحظنا أن الزبائن يقتنونها من الطاولات بشكل عادي، دون الاستفسار عن مصدرها و كيفية  نحرها أو سبب عرضها بهذا الشكل .
و أكد أحد الباعة للنصر، أن مصادر هذه اللحوم موثوقة ، لهذا يزداد الإقبال عليها، فهناك، حسبه، نوع من الثقة بين الزبائن و أصحاب الطاولات، وفق تقليد مترسخ بحي السويقة المعروفة منذ القدم بطاولات بيع اللحوم بأنواعها، و كذا الأحشاء.
السعر المنخفض ينسي الزبون الجانب الصحي
عامل الجذب المشترك بين الزبائن الذين اصطفوا في طوابير أمام  طاولات بيع اللحوم، هو سعرها المنخفض، مقارنة بثمنها عند القصاب،  حيث يتراوح بين 800 و ألف دج للكيلو غرام الواحد، ما غطى على كل الجوانب السلبية من طريقة و مكان عرض اللحوم في وسط غير صحي بتاتا.
وعندما سألنا بعض الصائمين عن سبب اختيارهم للطاولات بدل القصابات القريبة ، قال أحدهم أن ما يروج هو مجرد تهويل للأمور، فهو متعود على شراء أحشاء المواشي من هذا المكان كل شهر رمضان، و حتى في الأيام العادية، دون أن تشكل عليه أي خطر، فيما أكد آخرون أن  المكان يقصده خاصة أصحاب الدخل الضعيف، لأن الأسعار المعروضة تتماشى و قدراتهم الشرائية.
 تكدس بقايا الذبائح و إنتشار الروائح
ما لاحظناه خلال هذه الجولة الاستطلاعية، العدد المعتبر من القطط التي تتجول هنا و هناك بين طاولات اللحوم، من أجل الظفر بقطعة منها  ، ناهيك عن الغبار و الدماء التي تملأ الطاولات و الذباب المتطاير حول اللحوم و الأحشاء.
 كما أن الباعة يحملون سواطير كبيرة لتقطيع اللحوم التي توضع بعد وزنها في قطعة من الورق الخشن لتسلم إلى الزبون ، فيما اجتمع عدد من القطط في نهاية الشارع الذي اختاره الباعة كنقطة لرمي الفضلات التي تنبعث منها روائح كريهة ملأت المكان.
البعض من الباعة  علقوا رؤوس الأبقار و الأحشاء و عرضوها على المارة، واستعملوا   إناء بلاستيكيا كبيرا مملوءا بالماء من أجل رش الأحشاء لكي لا تجف،  كلها عوامل حاضرة بقوة بهذا الحي العتيق، فيما تغيب النظافة بشكل كبير بالحي الذي ينتعش خلال شهر رمضان المبارك، خاصة في ما تعلق ببيع اللحوم.
تحرك متأخر لمصالح الرقابة
في ما يتعلق بدور مديرية التجارة إزاء هذه الممارسات غير الشرعية، أكد عزوز قوميدة، نائب مدير التجارة، للنصر،  أن المديرية ستبرمج  خرجات ميدانية إلى حي السويقة ستتم برمجتها قريبا ، بالتنسيق مع مصالح الأمن و  الصحة ، و كل اللحوم المعروضة على الطاولات، سيتم حجزها ، حسبه، مع متابعة الباعة بتهمة بيع اللحوم دون ختم و دون مراعاة شروط الصحة و السلامة.                  هـ/ ع

الرجوع إلى الأعلى