مهندس تغذية يجمع بين الطرق التقليدية و العلمية في إعداد منتجات طبيعية
يسعى ابن ولاية غرداية المقيم بقسنطينة،    الشاب علي بلقاسم الجعدي، إلى وضع أسس نمط غذائي طبيعي صحي، من خلال مشروعه الصغير المتمثل في محل لصناعة مختلف مشتقات الحليب و العصائر الطبيعية، مع إحياء عادات الأجداد في هذا المجال بطريقة علمية، كونه مهندس دولة في العلوم الغذائية .
النصر تنقلت إلى محله بشارع العربي بن مهيدي، وسط مدينة قسنطينة، حيث يبيع المهندس علي مختلف مشتقات الحليب كاللبن ، الرائب ، الياغورت ، الأجبان بعدة نكهات  و  العصائر الطبيعية.. و كلها يحضرها داخل مخبره الصغير المتواجد داخل المحل. كما يعرض للبيع مختلف الحلويات التقليدية و التمور و العسل الطبيعي، و هي المواد الغذائية التي لاقت استحسانا من قبل الزبائن و المارة،  خاصة المسنين، المرضى و كافة لراغبين في الأكل الصحي، في وقت كثر فيه الأكل السريع و زادت المشاكل الصحية التي لها علاقة مباشرة بنمط التغذية.
 منتجات طبيعية بقيمة غذائية عالية
قال لنا المهندس ـ التاجر أن الفكرة جديدة بالولاية، و رغم وجود بعض المحلات التي تصنع ما يعرف قديما ب» الجبن»، غير أنها ليست مطابقة  لنشاطه الذي أسسه، وفق طرق علمية، حيث جمع بين طرق الأجداد  في تحضير مشتقات الحليب و دعمها بالجانب العلمي، عن طريق تطبيق ما درسه خلال مساره الدراسي بمعهد التغذية و التغذي، ليقدم منتجات صحية.
و أضاف أنه يسعى إلى توسيع المحل أو فتح آخر بأحد الأحياء الشعبية، لنشر ثقافة الأكل الصحي التي كانت سائدة في الماضي، و أدى التخلي عنها إلى انتشار عدة أمراض . و أكد المتحدث أنه يستعمل حليب البقر الطبيعي في كل منتجاته، و يختار بعناية  الجهة التي يقتنيه منها، ليقوم بعدها بنزع جزء من الدسم الموجود به بتقنيات حديثة،  دون استخدام أي مستحضرات أو إضافات ، لكي لا تكون لها أضرار جانبية ، فمنتجاته طبيعية مئة بالمئة  و لها قيمة غذائية عالية ، عكس ما يتم إنتاجه بالمصانع من مواد تحتوي على كميات كبيرة من الملونات و المواد الكيميائية المسرطنة، كما أشار.
المحل يسعى لمواكبة رغبات الشباب و حنين الكبار للماضي
تابع علي أنه منذ سنة من افتتاح المحل، لا يزال يحظى بترحيب كبير من الزبائن الذين يتزايد عددهم، و لولا بعض العراقيل لكان عددهم أكبر بكثير ، حسبه، مشيرا إلى أن أغلبهم مسنون يذكرهم المحل ببعض الأطعمة التي تعودوا عليها وسط عائلاتهم، أما الشباب فيقبلون على العصائر المحضرة  بالطريقة التقليدية  و بنكهات مميزة إلى جانب شرب الشاي  ، غير أن هذا لا يمنع من تناولهم بعض المنتجات من مشتقات الحليب، خاصة الياغورت الطبيعي الممزوج بالفواكه الموسمية و المكسرات.
 كما يقصد المحل بعض المرضى الذين يتبعون نظاما غذائيا معينا ، أو المصابين بالزكام من أجل تناول كوب من العصير، تحت الطلب، تساعد مكوناته على الشفاء .
و في كل الحالات  يسعى صاحب المحل إلى تلبية رغبات الجميع، من خلال تقديم خدمات راقية و صحية و منافسة محلات الأكل السريع التي انتشرت كالفطريات و خلقت ثقافة غذائية خاطئة، تحمل في طياتها الكثير من الأضرار.
« مخ الشيخ» لتقوية العظام
من أبرز الأكلات التي يحضرها المهندس علي، أكلة « مخ الشيخ» التقليدية ، التي اشتهرت بها قسنطينة قديما، ثم اندثرت بمرور السنين، حيث  كان باعة اللبن  يضعون طاولاتهم بحي الجزارين،  و بعد أن يستخرجون الزبدة يضعونها في صحون و يضيفون إليها العسل الطبيعي، و يعرضونها على الزبائن ليتناولونها مع الخبز أو الكسرة و كمية من اللبن .و من خصائص الأكلة أنها تقوي العظام و تمنح إحساسا بالشبع، لهذا أطلقت عليها تسمية ‘’مخ الشيخ»، كما كانت تقدم للمرأة بعد الولادة لتمنحها القوة.و نظرا لفوائدها  العديدة، يسعى علي لإحيائها و المحافظة على كل مكوناتها، مع تغيير طريقة التقديم فقط، من خلال طلاء الكسرة بزبدة البقر الممزوجة بالعسل الحر، و تقديمها كسندويتش، مع كأس من اللبن ، و هي الأكلة التي جذبت الكثيرون، خاصة المسنين الذين يقصدون محل علي باستمرار لتناولها ، و حتى بعض الشباب وجدناهم يقبلون عليها،  بعد أن تناولوها سابقا بدافع الفضول ، فتحولت إلى إحدى أكلاتهم المفضلة.               هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى