شيماء تتحدى الإعاقة وتحلم بإتمام دراستها الجامعية
تناشد عائلة عميرة ببلدية حمادي كرومة، بولاية سكيكدة، ذوي القلوب الرحيمة مساعدتها لعلاج ابنتها شيماء من مرض حرمها من القدرة على الوقوف و المشي و هي في ريعان شبابها، ما جعلها تواجه تحديا كبيرا لمواصلة دراستها الجامعية،  و تحقيق طموحها في أن تصبح إطارا بارزا و فاعلا في المجتمع و مساعدة الناس، حيث لم تتمكن من توفير مبلغ14 ألف أورو، ما يعادل بعملتنا  400 مليون سنتيم ، تكلفة إجراء عملية جراحية بإحدى المصحات بتركيا، لأن والدها متقاعد.
النصر تنقلت إلى بيت العائلة للوقوف على حالة شيماء، ونقل معاناتها من مرض سبينا بيفيدا الذي أنهك قواها وجعلها عاجزة عن الوقوف و المشي، تتنقل على متن كرسي متحرك.
استقبلتنا شيماء رفقة والديها و أكدت لنا أن حالتها الصحية تسوأ يوما بعد يوم، و رغم ذلك تظل متسلحة بإرادة كبيرة لمواصلة دراستها و كلها تحد وأمل في الشفاء واستعادة القدرة على المشي من جديد.
تفاقم المرض بمرور الزمن
أوضحت المتحدثة أن مرضها خلقي و الكتلة اللحمية التي في ظهرها كانت صغيرة في حجم حبة الحمص، وقضت طفولتها و دراستها في المرحلة الابتدائية بصورة طبيعية، ولم تشعر خلالها بأي آلام، لكن في الطور المتوسط وبالتحديد في سنة 2013 بدأت تشعر بالتعب و الوهن، ولم تكن تستطيع الوقوف فأصبحت ترتكز على عكازات للمشي، واجتازت شهادة التعليم المتوسط بصعوبة كبيرة.
و عندما بلغت الطور الثانوي، ساءت حالتها، كما أكدت، فبعد أن كانت تعتمد على نفسها في صعود سلالم العمارة ، حيث تقيم مع أفراد أسرتها، و ترتاح في كل طابق، قبل وصولها لشقتهم في الطابق الخامس، أصبحت عاجزة عن الحركة والوقوف ولو لخمسة دقائق، فقررت بعد ذلك الاعتماد على كرسي متحرك في كل تحركاتها وتنقلاتها لتتابع دراستها الجامعية، و يتكفل والدها بنقلها على متن سيارته.
و أضافت  المتحدثة أن رحلات العلاج باتجاه مستشفيات سكيكدة ،عنابة والعاصمة منذ كانت طفلة لم تجد نفعا، حيث أكد لها الأطباء بأن علاج مرضها غير متوفر بالجزائر وحتى في العالم، و أعرب بعضهم استغرابه واندهاشه لقدرتها على الحركة في الجزء العلوي من جسمها وكذا عدم فقدانها للقدرة على الكلام و ذكائها وغيرها من الأعراض المصاحبة لهذا النوع من المرض، حسبهم.
في حين نصحها أطباء بممارسة الرياضة والسباحة إلى غاية اكتمال نموها وبلوغها ربيعها 20 لتتمكن من إجراء العملية الجراحية، وأشارت إلى أنها خضعت  لحصص التدليك بمصحة خاصة ببلدية الحدائق، كما نصحها أحد الأطباء بسكيكدة، لكنها لم تجد نفعا، بل زادت حالتها سوءا ، ما جعلها تتوقف عن متابعتها.
وأكد لها أحد الأطباء بسكيكدة ،بعد إخضاعها لفحص بالرنين المغناطيسي، بأن هناك فقرات مفقودة بالعمود الفقري و الكتلة اللحمية تقع في مركز النخاع الشوكي، كما أن العملية الجراحية غير مضمونة النجاح بنسبة مئة بالمئة، ما دفعها إلى رفض إجرائها، خوفا من إصابتها بالشلل.
العلاج متوفر بتركيا
بالمقابل ،فأن المصحة بتركيا أرسلت لها مراسلة بقيمة المبلغ لإجراء العملية وحددت التاريخ في العشرين من الشهر الجاري، وتأمل من المحسنين والجمعيات الخيرية مساعدتها لتوفير المبلغ في أقرب وقت.
و تابعت شيماء بأنها قامت بإرسال ملفها الطبي إلى إحدى المصحات بتركيا، وأكد لها الأطباء هناك أن علاج هذه النوع من المرض متوفر لديهم والعملية مضمونة النجاح بنسبة مئة بالمئة، و حددوا تكلفتها و تاريخ إجرائها، و هو 20 جوان الجاري، و تتمنى المتحدثة أن تساعدها الجمعيات الخيرية و المحسنين على توفير المبلغ المطلوب، لتتمكن من العيش بشكل طبيعي كقريناتها.
والد شيماء  قال بتأثر كبير، أن ابنته بلغت مرحلة صعبة من مرضها، وبحاجة ماسة لعملية جراحية في أقرب وقت، مشيرا إلى أنه سخر جهده وقته منذ إحالته على التقاعد لنقل ابنته من المنزل إلى الجامعة، وسط متاعب و مشاق كبيرة، لا سيما و أن الشقة التي يقيم بها مع أسرته، تقع في الطابق الخامس، مشيرا إلى أنه متقاعد و بالتالي لا يمكنه توفير المبلغ المطلوب لإجراء العملية  و هو  400 مليون سنتيم.
 أما والدة شيماء فقالت بأنها تعاني من مرض القلب، و لم تعد تستطيع رعاية ابنتها و تلبية احتياجاتها، لا سيما بعد تفاقم حالتها الصحية.                                                               كمال واسطة

الرجوع إلى الأعلى