ممتحنون بألبسة غير ملائمة و تسريحات غريبة
شوهت صور تلاميذ يجتازون امتحان البكالوريا، المؤسسات التربوية في أول يوم من الامتحان، و عرت ظواهر تعد دخيلة على الوسط التربوي، حيث ظهر بعض التلاميذ ، كما لاحظت النصر بقسنطينة ، بألبسة غير ملائمة ، و تسريحات غريبة، ما حول مراكز الامتحان إلى ما يشبه قاعات للأفراح و عروض الأزياء ، فيما اعتبر هؤلاء التلاميذ إطلالاتهم عادية و لم يحتج عليها أولياؤهم.
قبل عقود لم يكن التلميذ المقبل على البكالوريا يعير اهتماما لهندامه ، لكن بعض الأولياء كانوا يحرصون على شراء ألبسة جديدة لأبنائهم تتماشى و سنهم، للرفع من معنوياتهم، فيما يكتفي آخرون بارتداء ألبسة قديمة و ينصب تركيزهم على التحضير للامتحان، نظرا لأهميته في مسار كل تلميذ ، غير أن ما شاهدناه وسط  تلاميذ البكالوريا مختلف تماما ، حيث ظهر الكثير منهم في صور تشوه حرمة المؤسسة التربوية  التي تحولت أمس إلى ما يشبه ساحة تتنافس فيها الفتيات و الفتيان على أحسن طلة.
 ارتدت الفتيات ألبسة مواكبة للموضة تعتبر صورة طبق الأصل عما تروج له «الفاشينيستات» و اليوتوبرز» على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ارتدين سراويل جينز بعضها ضيقة  و أخرى ممزقة مع قمصان  تحمل كتابات مثيرة و صورا، ومنهن من اخترن ارتداء تنانير « جيبات» قصيرة، مع حذاء صيفي ذي كعب عالي أو حذاء رياضي، و شعورهن منسدلة على أكتافهن ، و منهن من قمن بصبغ شعورهن باللون الأصفر لاعتقادهن أنه يظهرن أكثر أناقة، كما استعملن مستحضرات التجميل التي جعلتهن يبدين في سن يفوق أعمارهن الحقيقية.
الظاهرة لم تقتصر على الجنس اللطيف، بل امتدت  حتى إلى الذكور،  حيث أن بعض تلاميذ البكالوريا، اختاروا مواكبة الموضة، مقلدين نجوم كرة القدم في قصات الشعر الغريبة، و اختاروا ألبسة لا تتماشى مع طبيعة امتحان رسمي، فمنهم من ارتدى تبانا من الجينز أو القماش، و منهم من ارتدى سراويل الجينز ، مبرزين اهتمامهم بإطلالاتهم على حساب التركيز على الامتحان.
إكرام إحدى التلميذات اللواتي يجتزن امتحان شهادة البكالوريا، للمرة الثانية بعد أن أخفقت السنة المنصرمة، قالت لنا بأن شراءها للباس جديد و توجهها للحلاقة لتسريح شعرها،  و استعمال العطر، عوامل  تعزز ثقتها بنفسها و ترفع معنوياتها،  مشيرة إلى أنها اشترت في  السنة المنصرمة بدلة جديدة و ارتدتها أيام الامتحان، و لم تشأ أن تلبسها للمرة الثانية ، و اعتبرتها نذير شؤم و رسوب.
و بخصوص اختيارها للباس يبدو مثيرا نوعا ما، و لا يناسب حرمة المؤسسات التعليمية، ردت التلميذة بأن هذه الألبسة هي المتوفرة  في السوق، و حرصت على اختيار المواكبة للموضة، لكي لا تسخر منها زميلاتها، و اعتبرت مظهرها عاديا و لم يبد والداها أي تحفظ بشأنه.
من جهته يرى التلميذ أنيس، الممتحن في تخصص تسيير و اقتصاد، بأنه من الضروري  ترك الحرية للتلاميذ لارتداء ما يشاؤون من ملابس دون الضغط عليهم،  فالمهم أن يكونوا مرتاحين، حسبه،  و يحققون نتائج جيدة .             أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى