ينابيع تيزي وزو تسترجع جمالها و تكتسي حلّة جديدة
استعادت خلال السنوات الأخيرة، العديد من الينابيع الطبيعية المنتشرة عبر مختلف قرى و مداشر ولاية تيزي وزو ، جمالها من جديد و أصبحت تكتسي حلّة جذابة بفضل المسابقة الإيكولوجية «أنظف قرية» التي استحدثها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو و التي تحمل اسم الرئيس السابق لذات المجلس المغتال رابح عيسات، هدفها المحافظة على البيئة بالدرجة الأولى، حيث دفعت هذه المسابقة بالقرويين إلى التنافس بينهم و بذل جهود أكبر لتهيئة الينابيع و نيل لقب أنظف قرية والفوز بالجائزة البيئية.
و بما أن نظافة الينابيع وصيانتها تُعد من أهم المعايير التي تعتمدها لجنة النظافة وحماية المحيط للمجلس الشعبي الولائي، الجهة المشرفة على مسابقة «أنظف قرية»، فإن السكان أولوا أهمية كبيرة لها ، لاسيما و أن وجودها في القرى ضروري، و أصبحوا يتسابقون من أجل إعادة الاعتبار لها، و قاموا بتأهيل العديد منها كانت منسية في السابق، كما قاموا بترميم القديمة وزينوها بأحجار مختلفة الأشكال، و قاموا بطلاء جدرانها ليحوّلونها إلى تحف فنية تتوسط القرى بديكورها المتميز فزادتها جاذبيو، كل هذا بإمكانيات القرويين البسيطة ومساهماتهم المالية التي يقومون بجمعها على شكل اشتراكات شهرية رمزية، تفرض على كل العمال الأجراء والمتقاعدين، لتذهب إلى خزينة القرى وتستغل في أشغال التهيئة والبناء والترميم.
و تعتبر تهيئة الينابيع في قرى منطقة القبائل استثمارا سياحيا، لأنها  تستقطب السياح من مختلف مناطق جرجرة وحتى من خارجها، كما يؤكد سكان القرى ، خاصة وأنهم يقومون بإنشاء حدائق ومساحات خضراء وأماكن جلوس وراحة للعائلات في كل مكان، إضافة إلى أماكن للعب الأطفال، حسبما وقفت عليه النصر في مختلف القرى التي زارتها، لا سيما الفائزة بلقب أنظف قرية.   
و أضاف السكان، أن جمال هذه الينابيع وغزارة مياهها ونقائها، تشدان انتباه الزوار ، كما يستمتعون بروعة الطبيعة المحيطة بها وما أبدعه القرويون بفضل تضامنهم و إتحادهم.
وتقصد النساء هذه الينابيع لغسل الثياب والأفرشة، تجسيدا للعادات والتقاليد التي لا تزال قائمة وراسخة لغاية اليوم في مختلف القرى، وتعتبر المكان المفضل لهؤلاء النسوة،  خاصة الماكثات في البيت للترويح عن النفس والترفيه للتغلب على مشقة العمل.
في قرية «أزمور أومريم» الفائزة بلقب أنظف قرية خلال الموسم الماضي، رفع السكان تحديا بتهيئة جميع الينابيع الموجودة في هذه القرية الصغيرة والتي يعود تاريخها إلى قرون خلت، وهو ما لاحظناه عند زيارتنا للمنطقة، حيث تصادفك ينابيع جميلة وسط القرية، زينت بأوان فخارية، تعكس تراث و ثقافة منطقة القبائل. كما بادر رئيس المجلس الشعبي لبلدية مشطراس، الواقعة تحت سفح جبال جرجرة ، على بعد حوالي 40 كلم جنوب مدينة تيزي وزو ، إلى إطلاق أكبر عملية إعادة تأهيل وتهيئة جميع الينابيع المائية المنتشرة بالمنطقة، فتحولت بفضل تكاثف جهود أبناء القرى إلى تحف فنية رائعة، زادت من جمال هذه المنطقة المشهورة بكثرة الينابيع الطبيعية ومياهها التي تتدفق بغزارة في كل مكان.
سامية إخليف
 

الرجوع إلى الأعلى