السمنة عند الأطفال تضاعف نسب الإصابة بالسكري و أمراض القلب
أكدت المختصة في التغذية بمصلحة الطب الداخلي بالمستشفى الجامعي عبد الحميد ابن باديس، فتيحة بن عبد القادر، بأن  الأسر الجزائرية تعتمد نظاما غذائيا خاطئا، و تغفل جانب تنظيم وجبات أبنائها و تنويعها بحسب أعمارهم، وهو ما ضاعف نسب الإصابة بالسمنة عند الأطفال ورفع احتمالات إصابتهم بالأمراض المزمنة في سن مبكرة.
و أكدت المختصة، خلال مشاركتها أول أمس، في فعاليات يوم تحسيسي نظمته جمعية جسور الصحة بقسنطينة، بالمركز الثقافي عبد الحميد ابن باديس، تحت شعار «التغذية الصحية عند الأطفال و  مخاطر السمنة»، بأن العشرية الأخيرة، عرفت استفحالا للعادات الغذائية الخاطئة و غير الصحية، بسبب زيادة الإقبال على الأكل السريع الذي يعد العامل الأساسي في ظهور السمنة عند الأطفال الصغار، منبهة إلى أن الإحصائيات في ارتفاع مضطرد سنويا، خاصة في ما يتعلق بفئة الأطفال المتمدرسين، وذلك على اعتبار أن مشاكل التغذية لا تتوقف عند   الأسرة، بل تشمل المطاعم المدرسية التي كثيرا ما تقدم للأطفال وجبات تحتوي على نسب عالية من الدهون و السكريات المسببة للزيادة في الوزن.
و أوضحت الأخصائية، بأن أصل تفشي مشكل السمنة بين الأطفال في الجزائر، بدأ مع تخلي العائلات عن العادات القديمة في الأكل و تعويضها لبعض المكونات الغذائية الصحية، بأخرى تسبب زيادة نسب الدهون و السكر في الجسم و تجعله عرضة للكثير من الأمراض على غرار السكري و القلب، و من بين المواد التي غابت عن النظام الغذائي لدى الفرد الجزائري، ذكرت المتحدثة، الخبز الأسمر المصنوع من القمح الكامل، مشيرة إلى أن قشر القمح يعتبر مكونا متعدد الفوائد، مع ذلك فقد تم استبداله بالسميد و الفرينة  البيضاء، التي تحتوي على كميات كبيرة من المضافات و المحسنات، ناهيك عن نسب السكر المرتفعة التي تعمل على إجهاد البنكرياس و تهيئ الطفل للإصابة بالسكري مستقبلا.
و قالت فتيحة بن عبد القادر، بأن مسؤولية الإخلال بالتوازن الغذائي للطفل و تعريضه للإصابة بالمرض في مراحل متقدمة من العمر، تقع بالكامل على عاتق الأسرة، كونها تكرس لعادات غذائية سيئة تبدأ  من سلوكيات الآباء و الأمهات و طريقة تناولهم للطعام، فضلا عن نمط إطعامهم لأبنائهم، و إدخالهم لمكونات ضارة ضمن وجبات الأطفال كالعصائر و الحلويات و غيرها من المركبات المشبعة بالمضافات، ناهيك عن السماح لهم بالإفراط في تناول الوجبات الغنية بالدهون و السكر و الملح، وهو ما  ضاعف حالات السمنة عند الأطفال و خفض عمر الإصابة بها إلى 14 سنة، المشكل الذي أفرز بالمقابل انخفاضا في سن الإصابة ببعض الأمراض المزمنة كالسكري و القلب، و ساعد على زيادة نسب التعرض للجلطات الدماغية و السكتات القلبية في أوساط الشباب بين عمر 20 و 30 سنة، حيث دعت الأخصائية، إلى ضرورة العودة إلى عادات أجدادنا في الأكل و التركيز على المواد الطبيعية خاصة عند الأطفال من أجل تنشئتهم بطريقة سليمة.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى