السينما المتنقلة تكسر عزلة بلديات جبال جيجل
حطت ، قبل يومين ، قافلة السينما المتنقلة ، رحالها ببلدية إيراقن سويسي الجبلية ، الواقعة في أقصى نقطة حدودية بولاية جيجل ، لتخلق بذلك حركية كبيرة كسرت هدوء و عزلة المنطقة و أوجدت بديلا  ترفيهيا للعائلات.
النصر ، تنقلت رفقة إطارات مديرية الثقافة والمركز الوطني للسينما والسمعي البصري، إلى البلدية التي تقع عند أقصى نقطة حدودية يتطلب الوصول إليها ساعتين من الزمن، أين تم الإشراف على انطلاق فعاليات  القافلة التي تتضمن عرض أفلام سينمائية للصغار و الكبار ، ستسهم على مدار أيام في تنشيط  السهرات العائلية ببلدية إيراقن سويسي ، التي عانت لسنوات عديدة من ويلات الإرهاب و عادت لتنعم مؤخرا بالأمن و الأمان ، ما يشجع على استغلالها سياحيا بشكل أكبر خصوصا وأنها منطقة جبلية  تتمتع بطبيعة خلابة و ثروة غابية تمتد على طول الطريق الولائي رقم 137» ب».
 و صولنا إلى البلدية كان في حدود الساعة الثامنة أي مع غروب شمس النهار ، مع ذلك فقد لاحظنا بأن  حركة السيارات لا تزال نشطة على مستوى الطريق الجبلي الذي يعد ممرا سياحيا رئيسيا  يستقطب سياحا كثرا  من عديد الولايات و بالأخص سكان سطيف و برج بوعريريج، الذين يترددون بشكل كبير و بصفة يومية على بلدية إيراقن سويسي، و الذين استحسنوا بدورهم، مبادرة القافلة السينمائية التي عرفت تنصيب شاشة عملاقة في الساحة العمومية التي تعتبر المتنفس الوحيد لسكان المنطقة ، بالإضافة إلى دار الشباب التي أنشئت منذ فترة ليست بالبعيدة ، حيث أخبرنا  شباب البلدية بأن السينما تعد إضافة  هامة لإحياء لياليهم، خصوصا و أنهم يفتقرون لمرافق الترفيه و يقضون غالبية سهراتهم جالسين  بالقرب من السد أو على مقاعد المقهى الوحيد الذي تتوفر عليه المنطقة ، علما أن « الضامة و الدومينو»، يشكلان النشاط الترفيهي الوحيد الذي يمارسونه في ظل عزلة البلدية و محدودية الخدمات على مستواها ، لدرجة أن أعراس العائلات أصبحت تعوض غياب الحفلات الموسيقية و العروض الفنية ، التي بدوا متعطشين جدا لاستقبالها سواء تعلق الأمر بالمسرح أو الأمسيات الشعرية ، أو غير ذلك من الفعاليات ، التي طالبوا ببرمجتها من خلال رفع الدعم المالي لمصالح البلدية.
في حدود الساعة الثامنة ، بدأت الشاشة في عرض الرسوم المتحركة ، ما جعل الأطفال ، يسارعون للظفر بمكان قريب إذ استحوذوا على جميع الكراسي ، و قد كانت الدهشة تملأ وجوههم التي رسمت عليها لاحقا ابتسامة الكبيرة، عكست مدى فرحتهم بالحدث ، و قال بعضهم للنصر ، بأنهم جد مستمتعين بالعرض المقدم حتى أن منهم من طلبوا منا تأجيل الحوار إلى غاية نهاية الفيلم ، قبل أن يعودوا و يطالبوا مجددا ببث كرتون آخر بعد انتهاء الفيلم الأول، غير أن القائمين على السينما، عرضوا الفيلم السينمائي البئر، بدل رسوم الكرتون، وهو عمل شد  الحضور من شباب و كهول استمتعوا كثيرا بمشاهد هذا العمل ، حيث قالوا للنصر ، بأنها أول مرة يجتمعون فيها لمشاهدة عرض سينمائي ، بعيدا عن طاولة «الدومينو و الضامة» على حد قولهم ، و قد ثمن المتحدثون ، المبادرة التي تمهد لكسر عزلة بلدية إيراقن الجبلية، كونها منطقة عانت كثيرا خلال العشرية السوداء، وبدورها أوضحت، مديرة الثقافة بالولاية،  بأنها فضلت إطلاق قافلة السينما المتنقلة من هذه المنطقة النائية، لتعيد الحياة إلى بلديات وقرى جبال جيجل، و توجه رسالة واضحة وصريحة مفادها أن « جبال جيجل عادت آمنة من جديد» ومن حق قاطنيها الاستمتاع بالحياة و بالثقافة مضيفة ، بـأن القافلة ستجوب أربع بلديات جبلية أخرى ، تجسيدا لبرنامج شعاره «الصورة السينمائية...ذاكرة و أمل».
كـ. طويل

الرجوع إلى الأعلى