مياه صهاريج  البلاستيك قد تسبّب السرطان  
حذّر البروفيسور جمال بن ساعد، أخصائي علم الأوبئة بالمستشفى الجامعي قسنطينة، من خطورة شرب المياه المعبأة في صهاريج بلاستيكية، حتى و إن كان مصدرها طبيعيا، بسبب ما قد تسببه من أمراض ناتجة عن تعرضها لأشعة الشمس لمدة طويلة، ما يُحدث تفاعلا كيميائيا بين مادة البلاستيك و المياه ينتج مادة مسرطنة،  خاصة عندما تفوق درجة الحرارة 40 درجة مئوية، يفقد معها الماء صلاحيته للشرب.
البروفيسور بن ساعد، شدد على ضرورة استعمال صهاريج و كذا خزانات مياه منزلية مصنوعة من مادة «الاينوكس»، وتجنب استهلاك مياه المنابع الطبيعية المعبئة في صهاريج يجوب باعتها الشوارع طيلة النهار، لما في ذلك من خطورة على الصحة، داعيا المواطنين، إلى التأكد من مصدر المياه وصلاحيتها للشرب أولا، خصوصا في ظل الارتفاع القياسي لدرجات الحرارة التي باتت تتجاوز 40درجة تحت الظل، و موضحا بأن الماء الموزع من قبل هؤلاء الباعة الجوالين و المعبأ في صهاريج  بلاستيكية تجرها أو تحملها الشاحنات قد لا يكون دائما صالحا للشرب، بسبب عدم توفر الشروط اللازمة لنقله، إذ يلاحظ كما قال، بأن جل الباعة يستعملون صهاريج بلاستيكية لنقل الماء من منابع متواجدة بأعالي مناطق جبلية كجبل قنواع بالقل، و يجوبون بها الأحياء و الشوارع ليوم كامل تحت أشعة الشمس الحارقة، وسط  إقبال لافت للمواطنين الذين يجهلون مدى خطورتها في فصل الصيف، فمادة البلاستيك تتفاعل مع الماء باعتبارها مادة كيميائية، ويحدث ذلك خاصة عند ارتفاع درجة الحرارة وبلوغها  40 درجة مئوية، ما ينتج مواد مسرطنة،  تتراكم داخل الجسم، لا يمكن التخلص منها فيزيولوجيا أي عن طريق إفرازها، و هو ما يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان على المدى البعيد، بعد أن  يصبح الجهاز المناعي غير قادر على مقاومة المادة المسرطنة المتراكمة لذلك و للحفاظ على العناصر الأساسية للماء، يجب حسبه، أن لا يظل مدة طويلة تحت أشعة الشمس خاصة عند تجاوز الحرارة الدرجة 25، كما يجب نقله في صهاريج مصنوعة من مادة «الاينوكس» ، مع الحرص على تنظيف الصهريج جيدا.
محدثنا تطرق أيضا، للاستهلاك العشوائي لمياه المنابع و ما قد يشكله ذلك من خطورة على صحة الإنسان، إذ يمكن كما قال، أن تتسبب هذه المياه في أمراض لا تظهر أعراضها مباشرة و إنما تتراكم و تظهر فجأة، كما تؤدي للإصابة  بأمراض متنقلة كالتيفويد و التسممات الكيميائية و الجرثومية، موضحا، بأن مياه المنابع الطبيعية التي كانت صالحة في وقت ما، لا يمكن أن نجزم بصلاحيتها في الظرف الراهن، خاصة تلك المتواجدة ضمن محيط مناطق شهدت توسعا عمرانيا أو استحدثت بالقرب منها إصطبلات لتربية الحيوانات، ما قد يؤدي لتلوث المياه بالضرورة، حيث تتسرب فضلات الحيوانات التي تحتوي على مواد خطيرة كمادة « الميترات» المسرطنة، في التربة ثم تصل لمياه المنبع فيصبح الماء غير صالح للشرب،  لهذا يجب أن يتوخى  المستهلك الحذر في استعماله للمنابع الطبيعية و التي يشترط أن تخضع لتحاليل دورية كما يجب على السلطات المحلية أن تعلق  بالقرب منها لافتات تثبت صلاحيتها.  
أما بخصوص مياه الخزانات المنزلية البلاستيكية و التي غالبا ما توضع فوق أسطح البنايات، فقد أوضح المختص، بأن خطورتها لا تختلف عن خطورة مياه الصهاريج المتنقلة، لكونها معرضة هي الأخرى لأشعة الشمس، وعليه يستحسن حسبه، تجنب استعمالها للشرب، و ضرورة تغييرها بخزانات مصنوعة من «الإينوكس»،  خصوصا وأن عديد الدراسات العلمية أثبت بأن البلاستيك يتفاعل مع الماء في درجة حرارة مرتفعة، بحيث يطلق مادة الديكوسين السامة في الماء و هي مادة تتسبب في مرض السرطان.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى