بحيرة تماسين وجه مشرق للسياحة الصوفية بورقلة
تعد بحيرة تماسين بتقرت، من أهم المعالم السياحية الأكثر استقطابا للزوار بولاية ورقلة، حيث يقصدها سنويا الملايين قادمين من داخل وخارج الوطن لتواجدها بمحاذاة الزاوية “التيجانية”، أهم وجهة للسياحة الصوفية و الدينية في المنطقة، وهو ما يعزز ضرورة الاهتمام بها و تهيئتها، كما يؤكده سكان محليون.
و تعد هذه البحيرة الواقعة على بعد 155 كيلومترا، شمال عاصمة ولاية ورقلة، و التابعة إداريا للمقاطعة الإدارية تقرت، من بين أهم عناصر الجذب السياحي في المنطقة المعروفة باسم البحور، و في الوطن عموما،  شأنها شأن الكثير من المناطق الرطبة، خصوصا وأنها تضم مكامن جذب رائعة وغير اعتيادية رغم افتقارها للطيور المهاجرة، حيث تعد هذه البحيرة القلب النابض لدائرة تماسين، فطولها يبلغ 400 متر، وعرضها 100 متر، و يقدر عرض محيطها الذي تمت تهيئته مؤخرا بحوالي 900 متر، أما مساحتها فتبلغ حوالي 2 هكتارا، وهي  منبع طبيعي لمياه المزارع الفلاحية بالرغم من أن درجة ملوحتها تعادل 10غرام في اللتر، وحسب أعيان من المنطقة فأن قيمة البحيرة تكمن في موقعها المتاخم للزاوية التيجانية، وهو ما يعزز مكانتها محليا و يربطها بشكل مباشر بكل ما له علاقة بالسياحة الروحانية و الدينية، كما أنها كتشكيل مائي، تتميز بخصائص  طبيعية هامة، باعتبارها تتوسط واحات خصبة و عامرة من النخيل وهو ما يجعلها قبلة دائمة للكثير من أبناء الولاية.
سكان المناطق المحاذية للبحيرة، يطالبون اليوم، السلطات المحلية بالإسراع في تهيئة محيط التجمع المائي و إنشاء مرافق ذات طابع سياحي من منتجعات و فنادق بالقرب منه، خصوصا وأن المكان يعرف إقبالا غير منقطع للزوار طوال السنة، بما في ذلك مريدي الطريقة التيجانية، الذين يترددون على تماسين بشكل مستمر، و حسب  البعض من محدثينا ، فإن هنالك مشاريع عديدة قد برمجت من قبل مديرية السياحة بالولاية من أجل استغلال أمثل للبحيرة، كما أن باب الاستثمار مفتوح أمام الخواص و كل  الدراسات التقنية المتعلقة بمحيط التوسع السياحية و مختلف المرافق المجاورة له جاهزة وتنتظر الاستغلال، خصوصا وأن المنطقة عرفت مؤخرا عمليات تهيئة واسعة شملت تعبيد الطرقات المؤدية إلى البحيرة و ترصيص الأرضية القريبة من ضفتها، فضلا عن إنجاز عدد من الأكشاك، بالإضافة إلى ربط محيط التوسع السياحي، بالإنارة العمومية وتشييد جدار حديدي محاذي لقناة “وادي ريغ” المائية، وكلها مشاريع انطلقت سنة 2012،  وسلمت أواخر 2015 بعدما كلفت ما يعادل 13 مليار سنتيم.
من جهة ثانية فإن الطبيعة العمرانية التي تميز المباني القريبة من البحيرة، تعد عامل جذب سياحي، خصوصا وأن العديد من التجمعات السكنية لا تزال تحافظ على خصوصيتها القديمة بوصفها منازل حجرية، بالرغم من توسع رقعة العمران الحديث و ازدياد عدد البنايات الإسمنتية، التي لا يمكن أن تتناغم مع طبيعة المكان، إلا في حال أعيدت تهيئة واجهاتها و تعزز وجودها بإنشاء مرافق أخرى حديثة من فنادق و مطاعم و منتجعات سياحية، سيكون لها وقع كبير على المنطقة و على سكانها، كما ستكون بمثابة دفع قوي لعجلة السياحة الدينية المزدهرة في تماسين منذ عقود.
بحيرة تماسين، تعد اليوم المتنفس الوحيد لسكان واد ريغ، ومقصدهم ولكن استغلالها لم يرقى  بعد إلى المستوى المطلوب،  بالنظر إلى كونها أحد أبرز مصادر السياحة المستدامة، وهو ما شجع المواطنين على إنشاء مهرجان موسيقي و حرفي محلي لرفع عدد الزوار القادمين إليها و دفع السلطات إلى الاهتمام أكثر بتطوير القاعدة الخدماتية و السياحية للمنطقة، حيث يجمع المهرجان بين الطقوس الدينية و العادات و التقاليد و يكرس للفنون و الحرف كذلك.
منصر البشير  

الرجوع إلى الأعلى